إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

سورة طه

معنى السورة : جاء في التفسير : إنّ «طه» بمعنى : يا رجل «على لغة بني عك» وهم أفراد قبيلة عربية مساكنهم في تهامة اليمن شماليّ جدّة.. وقيل : أصله : طأها.. على أنه أمر لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بأن يطأ الأرض بقدميه.. فقد كان ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقوم في تهجده على إحدى رجليه. وقد أبدلت الألف من الهمزة. والهاء كناية عن الأرض. وقيل : إنه أمر بالوطء وإن الأصل : طأ. فقلبت الهمزة هاء أو ألفا ثم بني عليه الأمر فيكون كما يكون الأمر من الفعل «يرى» ثم ألحق هاء السكت فصار : طه. وقال الزمخشري : لعلّ عكا تصرفوا في «يا هذا» الذي يعني يا رجل أي إنّ «طاها» في لغتهم في معنى : يا رجل ولعلّهم تصرفوا في «يا هذا» كأنّهم في لغتهم قالبون الياء طاء فقالوا : يا طا. واختصروا «هذا» فاقتصروا على «ها» وأثر الصنعة ظاهر لا يخفى في بيت الشعر الآتي :

إنّ السفاهة طاها في خلائقكم

لا قدّس الله أرواح الملاعين

فوضع الظاهر موضع المضمر. و «السفه» : ضد «الحلم» وقيل : وضع الظاهر موضع المضمر لأن التقدير : إنّ السفاهة يا هذا أو يا رجل في خلائقكم لا طهّر الله أرواحكم فإنكم ملاعين. و «الخلق» : السّجيّة. ومنه القول : خالق المؤمن ولا تخالق الفاجر وفلان ـ يتخلّق غير خلقه : بمعنى : يتكلّفه. قال الشاعر :

يا أيّها المتحلّى غير سيمته

إنّ التخلّق يأتي دونه الخلق

وعن الحسن ـ رضي الله عنه ـ : الأصل في «طه» هو «طأ» فقلبت همزته هاء ثم بني عليه الأمر والهاء للسكت. وفخّم أبو عمرو الطاء في «طه» وأمال الهاء وفخّمها ابن كثير وابن عامر أمّا الباقون فأمالوها.

تسمية السورة : طه : أحد الأسماء التي أطلقت على رسول الله محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم شأنه في ذلك شأن الأسماء الحميدة : أحمد.. المحمود.. الحامد..

٢٠١

وورد هذا الاسم «طه» مرة واحدة في إحدى سور القرآن الكريم التي سميت به. وقيل : المقصود به : يا محمّد طأ برجلك الأرض.

فضل قراءة السورة : قال الهادي البشير محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قرأ سورة «طه» أعطي يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار «وقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا يقرأ أهل الجنّة من القرآن إلّا طه ويس».

إعراب آياتها

(طه) (١)

(طه) : هذه اللفظة الكريمة إن جعلت تعديدا لأسماء الحروف فهي ابتداء كلام في محل رفع وإن جعلت اسما للسورة احتملت أن تكون في محل رفع أيضا خبرا عنها.

(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢)

(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ) : نافية لا عمل لها. أنزل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. عليك : جار ومجرور متعلق بأنزلنا.

(الْقُرْآنَ لِتَشْقى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. اللام حرف جر للتعليل. تشقى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تشقى» صلة حرف مصدري لا محل لها بمعنى لتشقى به أي لتنهك نفسك بالعبادة وتذيقها المشقة و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بأنزلنا.

(إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣)

(إِلَّا تَذْكِرَةً) : أداة استثناء. تذكرة : مستثنى بإلّا ـ استثناء منقطعا بمعنى : لكن تذكرة وعظة منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو تكون «إلّا» أداة

٢٠٢

حصر لا عمل لها على معنى : أنزلناه تذكرة فتكون «تذكرة» على هذا المعنى حالا من «القرآن» ويجوز أن تكون «تذكرة» مفعولا له ـ لأجله ـ على معنى : أنزلنا عليك القرآن لتحتمل متاعب التبليغ.

(لِمَنْ يَخْشى) : اللام حرف جر و «من» اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام. والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «تذكرة». يخشى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يخشى» صلة الموصول لا محل لها.

(تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى) (٤)

(تَنْزِيلاً مِمَّنْ) : مفعول به منصوب بيخشى وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أنزله الله تذكرة لمن يخشى تنزيل الله ـ أي القرآن ـ أو يكون مفعولا مطلقا منصوبا على المصدر بأنزلنا أي أنزلناه تنزيلا. ممّن : مكونة من «من» حرف جر و «من» المدغمة بنون «من» وهي اسم موصول مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «تنزيلا».

(خَلَقَ الْأَرْضَ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(وَالسَّماواتِ الْعُلى) : معطوفة بالواو على «الأرض» وتعرب مثلها وعلامة نصبها الكسرة بدلا من الفتحة لأنها ملحقة بجمع المؤنث السالم. العلى : صفة ـ نعت ـ للسماوات منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : العليا وهي جمع «العليا» ومؤنث «الأعلى».

(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥)

(الرَّحْمنُ) : مرفوع على المدح أي خبر لمبتدإ محذوف تقديره : هو الرحمن مرفوع بالضمة أو هو مبتدأ وخبره الجملة الفعلية بعده «استوى على العرش» في محل رفع.

٢٠٣

(عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) : جار ومجرور ـ شبه جملة ـ متعلق باستوى لأن المعنى : فوق العرش.. فعلى هنا ظرف مكان بمعنى : فوق. استوى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ «الرحمن» أو خبر ثان للمبتدإ المقدر «هو».

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) (٦)

(لَهُ ما فِي السَّماواتِ) : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم أي لله. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. في السموات : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد.. كان أو استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) : الجملتان معطوفتان بواوي العطف على «ما في السموات» وتعربان إعرابها. بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق باستقر وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم عماد والألف علامة التثنية لا محل لها.

(وَما تَحْتَ الثَّرى) : معطوفة بالواو على «ما في السموات» وتعرب إعراب «وما بينهما». الثرى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى : لا يخفى عليه سبحانه شيء مهما كان مستورا. و «الثرى» هو التراب النديّ.

(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) (٧)

(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تجهر : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بالقول : جار ومجرور متعلق بتجهر.

(فَإِنَّهُ يَعْلَمُ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير

٢٠٤

متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». يعلم : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو بمعنى إن تجهر بذكر الله فاعلم أنّه غني عن جهرك.

(السِّرَّ وَأَخْفى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وأخفى : معطوف بالواو على «السّر» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وما هو أخفى من السّر ولم ينوّن آخر الكلمة لأنها على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وبوزن الفعل. وقيل عن بعضهم : إنّ «أخفى» : فعل ماض بمعنى : إنّه يعلم السر أي أسرار العباد وأخفى عنهم ما يعلمه هو سبحانه. وعلى هذا التفسير يكون فاعل «أخفى» ضميرا مستترا جوازا تقديره هو.

(اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) (٨)

(اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) : لفظ الجلالة خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو مرفوع للتعظيم وعلامة الرفع الضمة أو يكون مرفوعا على الابتداء وخبره جملة (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) في محل رفع والجملة الاسمية (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) في محل رفع خبره الثاني ويجوز أن يكون «لا إله إلّا هو» جملة اعتراضية لا محل لها والجملة الاسمية (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) خبر لفظ الجلالة. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». إله : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب وخبر «لا» محذوف وجوبا. إلّا : أداة استثناء أو أداة حصر لا عمل لها. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع بدل من موضع «لا إله» لأن موضع «لا» وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستثنى نصبا لكان إلّا إيّاه بمعنى : لا إله معبود في الوجود إلّا هو.

(لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) : الجملة الاسمية أعرب موضعها ويجوز أن تكون في محل رفع بدلا من موضع «لا إله» والجار والمجرور «له» في محل رفع خبر مقدم. الأسماء : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. الحسنى : صفة ـ نعت ـ للأسماء مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

٢٠٥

(وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى) (٩)

(وَهَلْ أَتاكَ) : الواو استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أتاك : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى هل بلغك.

(حَدِيثُ مُوسى) : فاعل مرفوع بالضمة. موسى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة لأنه اسم ممنوع من الصرف لعجمته وقد منع ظهور الحركة التعذر بمعنى خبر موسى وقصته مع فرعون.

(إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) (١٠)

(إِذْ رَأى ناراً) : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بالمعنى المؤول من حديث والجملة الفعلية بعده في محل جر بالإضافة. رأى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. نارا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَقالَ لِأَهْلِهِ) : الفاء سببية. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. لأهله : جار ومجرور متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(امْكُثُوا إِنِّي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى امكثوا أي أقيموا مكانكم. إنّي : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ».

(آنَسْتُ ناراً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ

٢٠٦

ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. نارا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : إنّي أبصرت نارا.

(لَعَلِّي آتِيكُمْ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد الترجي وهو توقع الممكن والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». آتيكم : خبر «لعلّ» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب إذا كان الفعل مضارعا أو في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل «آتي» إلى مفعوله والميم علامة جمع الذكور والأصوب إعراب «آتيكم» فعلا مضارعا بمعنى : أأتيكم والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا والكاف في محل نصب مفعولا به والجملة الفعلية «آتيكم» في محل رفع خبر «لعلّ».

(مِنْها بِقَبَسٍ) : جار ومجرور متعلق بآت أو بفعله أو بحال محذوفة من «قبس» لأنها صفة له قدّمت عليه أي من النار. بقبس : أي بشعلة أو بجمرة : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «آت» بتأويل فعله.

(أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً) : حرف عطف للتخيير. أجد : معطوفة على «آتي» وتعرب مثلها وعلامة رفع الفعل الضمة الظاهرة. على النار : جار ومجرور متعلق بأجد. هدى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر على الألف قبل تنوينها لأن الكلمة اسم مقصور نكرة بمعنى هاديا يهديني الطريق أو قوما ينفعونني بهداهم أو ذوي هدى لأنه إذا وجد الهداة ـ جمع هاد ـ وجد الهدى.

(فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى) (١١)

(فَلَمَّا أَتاها) : الفاء استئنافية. لمّا : اسم شرط غير جازم بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالجواب. أتى : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد «لما» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

٢٠٧

(نُودِيَ يا مُوسى) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : ناداه الله سبحانه. يا : أداة نداء. موسى : اسم معرفة مفرد منادى بأداة نداء مبني على الضم المقدر للتعذر في محل نصب.

(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً) (١٢)

(إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب توكيد للضمير «الياء» أي ضمير المتكلم الواحد المطاع في «إنّي». ربك : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أو يكون الضمير «أنا» في محل رفع مبتدأ و «ربك» خبره والجملة الاسمية «أنا ربك» في محل رفع خبر «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها في محل نصب مفعول به لفعل مضمر بتقدير : ناداه الله وقال له إنّي أنا ربك أو نودي فقيل يا موسى إنّي أو لأن النداء ضرب ـ نوع ـ من القول فعومل معاملته.

(فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) : الفاء سببية لأن الحفوة تواضع لله. اخلع : بمعنى «انزع» فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. نعليك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى وحذفت نونه ـ أصله : نعلين ـ للإضافة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(إِنَّكَ بِالْوادِ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل يفيد التعليل هنا والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». بالواد : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وحذفت الياء ـ أصله : بالوادي ـ خطا واختصارا أو للوصل ـ التقاء الساكنين ـ وقيل : طوى : الموجود بجانب الطور.

(الْمُقَدَّسِ طُوىً) : صفة ـ نعت ـ للوادي مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. طوى : مفعول مطلق ـ مصدر ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على

٢٠٨

آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر قبل تنوينها وقد نوّنت آخر اللفظة بتأويل المكان. و «طوى» بمعنى «ثنى» أي نودي نداءين أو قدّس الوادي كرّة بعد كرّة.

(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) (١٣)

(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) : الواو عاطفة. أنا : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. اخترتك : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بمعنى : وقد اخترتك لرسالتي أو وأنا اصطفيتك للنبوّة.

(فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى) : الفاء استئنافية. استمع : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. اللام حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باستمع أو باخترتك. يوحى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يوحى» صلة الموصول لا محل لها أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر «الوحي» في محل جر باللام.

(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) (١٤)

(إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا) : هذا القول الكريم أعرب في الآيتين الكريمتين الثانية عشرة.. والثامنة والنون في «إنّني» نون الوقاية لا محل لها. و «أنا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل رفع بدل من موضع «لا إله».

(فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ) : الفاء سببية. اعبدني : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب

٢٠٩

مفعول به. وأقم : معطوفة بالواو على «اعبد» وتعرب مثلها وحركت الميم بالكسر لالتقاء الساكنين. وحذفت الياء ـ أصله : أقيم ـ تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين.

(الصَّلاةَ لِذِكْرِي) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. لذكري : جار ومجرور متعلق بأقم والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : عند ذكري أو لإخلاص ذكري وطلب وجهي أو لأوقات ذكري وهي مواقيت الصلاة أو بحذف المضاف إليه أي لذكر صلاتي أو لتذكرني.

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) (١٥)

(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الساعة : اسم «إنّ» منصوب بالفتحة. آتية : خبرها مرفوع بالضمة المنونة.

(أَكادُ أُخْفِيها) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لإنّ ويجوز أن تكون اعتراضية لا محل لها وهي فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» وهو من أفعال المقاربة مرفوع بالضمة واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا. أخفيها : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «أكاد» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : أكاد أزيل خفاءها : أي أظهرها. و «الخفاء» هو الغطاء.

(لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ) : اللام حرف جر للتعليل. تجزى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر ـ والفعل مبني للمجهول. كل : نائب فاعل مرفوع بالضمة. نفس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. والجملة الفعلية «تجزى كلّ» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بآتية.

٢١٠

(بِما تَسْعى) : الباء حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بتجزى. تسعى : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما تلاها بتأويل مصدر «بسعيها» في محل جر بالباء.

(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) (١٦)

(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) : الفاء سببية. لا : ناهية جازمة. يصدنك : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا الناهية. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم ونون التوكيد لا محل لها. عنها : جار ومجرور متعلق بيصدنّ بمعنى لا يمنعنك عن تصديق القيامة أو الصلاة.

(مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل. لا : نافية لا عمل لها. يؤمن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. بها : جار ومجرور متعلق بيؤمن. والجملة الفعلية «لا يؤمن بها» صلة الموصول لا محل لها.

(وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى) : الواو استئنافية ويجوز أن تكون عاطفة. اتّبع : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. هواه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الفاء سببية. تردى : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. والجملة الفعلية «تردى» أي تهلك صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.. التقدير : ليكن منك عدم الصد فالنجاة ويجوز أن تكون الفاء واقعة في جواب شرط مقدم لشرط محذوف. التقدير والمعنى : إن صددت عنها فإنك تردى.. أي تهلك.

٢١١

(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧)

(وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) : الواو استئنافية. ما : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. تي : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر وهو اسم إشارة مبهم. اللام للبعد والكاف للخطاب. بيمينك : جار ومجرور في محل نصب حال من اسم الاستفهام. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ويجوز أن يكون «تلك» بمعنى «التي» اسما موصولا فيكون الجار والمجرور «بيمينك» متعلقا بفعل محذوف تقديره : تحمله بيمناك والجملة الفعلية «تحمله بيمينك» صلة الموصول لا محل لها أي بيدك اليمنى.

(يا مُوسى) : أداة نداء. موسى : اسم منادى معرفة مفرد مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.

(قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى) (١٨)

(قالَ هِيَ عَصايَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الاسمية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ هي : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. عصاي : خبر «هي» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ في محل جر بالإضافة.

(أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «العصا» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. عليها : جار ومجرور متعلق بأتوكأ.

(وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) : الجاران والمجروران متعلقان بأهش والجملة الفعلية «وأهش» معطوفة بالواو على جملة «أتوكأ» وتعرب إعرابها. والياء في «غنمي» ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَلِيَ فِيها) : الواو استئنافية. لي : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بحال مقدمة من «مآرب».

٢١٢

(مَآرِبُ أُخْرى) : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ مفاعل ـ بمعنى : مقاصد أو حاجات. أخرى : صفة ـ نعت ـ لمآرب مرفوعة مثلها وعلامة رفعها الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(قالَ أَلْقِها يا مُوسى) (١٩)

(قالَ أَلْقِها يا مُوسى) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي قال الله تعالى له والجملة الفعلية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ألق : فعل أمر مبني على حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. يا : أداة نداء. موسى : منادى علم مفرد مبني على الضم المقدر على الألف للتعذر في محل نصب.

(فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) (٢٠)

(فَأَلْقاها فَإِذا) : الفاء استئنافية. ألقى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به. الفاء استئنافية و «إذا» حرف فجاءة وعند بعضهم اسم يفيد الظرفية لا عمل له.

(هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. حية : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت لحيّة أو في محل نصب حال من المبتدأ «هي». تسعى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي بمعنى : تمشي أو تزحف.

** (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة وفيه حذف مفعول «يخشى» اختصارا.. لأن المعنى معلوم.. أي أنزلنا القرآن للتذكير لمن يخشى الله أو عظة لمن يخشى تنزيل الله جلت قدرته.

** سبب نزول الآية : قال مقاتل : قال أبو جهل والنضر بن الحارث للنبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إنّك لتشقى بترك ديننا وذلك لما رأياه من طول عبادته واجتهاده فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) أي لتضنى ـ تتعب ـ نفسك بتعب زائد في العبادة.

٢١٣

** (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة. والمعنى : فوق العرش استقر واعتلى وارتفع على عرش ملكه.. وبما أن هذا المعنى محال عليه ـ عزوجل ـ لأنه سبحانه ليس بجسم وهو جلّت قدرته منزّه عن الأعضاء فيكون المعنى : استولى على ملكه وتدبيره وفي العبارة كناية : أي استيلاؤه على الملكوت وتصرفه فيه بحكمته.

** (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثانية عشرة يكون المعنى : انزع نعليك.. لأن الحفوة تواضع لله.. وهذا ما يفعله المسلمون أيضا في أثناء دخولهم المساجد والجوامع. ويقال : خلع الرجل عن عمله : أي عزل. والفعل «خلع» من باب «قطع» قال الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «قال الله تعالى : إنّ بيوتي في أرض المساجد وإنّ زوّاري فيها عمّارها فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي فحقّ على المزور أن يكرم زائره. و «المسجد» هو بيت الصلاة وهو أيضا موضع السجود من بدن الإنسان.. ومنه : سجد الرجل : بمعنى : وضع جبهته بالأرض. و «السجود» لله تعالى في الشرع : عبارة ـ عن هيئة مخصوصة.. أمّا «الجامع» وجمعه : جوامع.. هي معابد المسلمين.. ومنه : اليوم الجامع وهو يوم الجمعة.. ويقال : هذا كلام جامع : أي كلام قلّت ألفاظه وكثرت معانيه.. ويسمّى أيضا جوامع الكلم.. وكان الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يتكلم بجوامع الكلم : أي كان كلامه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قليل الألفاظ كثير المعاني.. ويقال : حمدت الله تعالى بمجامع الحمد : أي بكلمات جمعت أنواع الحمد والثناء على الله تعالى. ويسمّى «المسجد» الذي تصلّى فيه الجمعة : الجامع لأنه يجمع الناس لوقت معلوم. ومؤنّث «الجامع» هو الجامعة ـ اسم فاعل ـ أيضا وهى أيضا اسم يطلق على المؤسسة الثقافية التي تشتمل على معاهد التعليم. وقيل : كان السلف يطوفون بالكعبة حافين ـ جمع حاف ـ أي وهم حفاة لأن الحفوة تواضع لله.. ومنهم من استعظم دخول المسجد بنعليه.. وكان إذا ندر منه الدخول منتعلا تصدّق. والقرآن الكريم يدلّ على أنّ ذلك احترام للبقعة وتعظيم لها وتشريف لقدسها.

** (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) : ذكر هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة.. المعنى : وأضرب بها ورق الشجر ليسقط على غنمي فتأكل أو وأخبط بها الورق على رءوس ـ غنمي. يقال : هشّ الرجل ـ يهش ـ هشّا : بمعنى : صال بعصاه. والفعل من باب «قتل» أو «ردّ» وهشّ الشجرة هشّا : أي ضربها ليتساقط ورقها. ويقال : هشّ الشيء يهشّ ـ هشا من باب «تعب» وهشاشة بمعنى : لان واسترخى فهو هشّ وهشّ العود هشوشا بمعنى : صار هشّا أي سريع الكسر وهو من باب «تعب» أيضا. ويأتي الفعل أيضا من بابي «تعب» و «ضرب» نحو : هشّ الرجل هشاشة : إذا تبسّم وارتاح. وهشّ به : خفّ إليه وارتاح له.

** (فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة العشرين وقيل : إنّ الحية مشتقة من الحياة. والحياة : نقيض الممات. وقيل : إنّ الجانّ وجمعه : الجنّ : هو الحية البيضاء. و «الجنّ» أيضا : ضد الإنس. وجمع «جنّي» قيل سمّي بذلك لأنه يتّقى ولا يرى. ومن أسماء «الحية» : الغول : وهو حيوان لا وجود له قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من آتاه الله مالا فلم يؤدّ زكاته مثل يوم القيامة شجاعا» و «الشجاع» هنا : ضرب من الحيات وهو الحية الذكر. و «الأرقم» : أخبث الحيات وتعني الداهية. وهو أيضا ما فيه سواد وبياض من الحيات. ويقال للأنثى : رقشاء ولا يقال : رقماء أما «الرقم» بفتح القاف فهو لون الأرقم «الحية» الخبيثة» ولهذا نقول على علامات الأعداد الحسابية : هذا رقم واحد ورقم اثنين إلى تسعة. وتسمّى

٢١٤

«الحيات» : بنات طبق. لإطباقها على من تلسعه. أو لأنّ الحوّاء يمسكها تحت أطباق الأسفاط المجلّدة. و «الأسفاط» جمع «سفط» وهو وعاء كالقفّة. والأفعوان : هو ذكر الأفاعي. ويقال : إنّك لتظلمني ظلم الأفعى قال الشاعر :

وأنت كالأفعى التي لا تحتفر

ثمّ تجىء سادرة فتنحجر

وذلك أن الأفعى لا تتخذ لنفسها بيتا. فكلّ بيت قصدت إليه هرب أهله منه وخلّوه لها.. أو لأنها تجيء إلى حجر غيرها فتدخله وتغلبه عليه.

ويقال : إنّ «الثعبان» جمع «ثعب» وهو مسيل الماء في الوادي. ويصف شاعر جريان السيل بزحف الأفعى فيقول :

البرق يلمع مثل سيف ينتضى

والسيل يجري مثل أفعى تزحف

والقطر يهمي وهو أبيض ناصع

ويصير سيلا وهو أغبر أكلف.

و «ينتضى» بمعنى : يسلّ.. و «يهمي» بمعنى : ينهمر. أمّا «أكلف» فهو على صيغة «أفعل» صفة لأغبر.. مأخوذة من «الكلف» وهو لون بين السواد والحمرة. وقيل في الأمثال : رماه الله بأفعى حارية هي التي نقص جسمها من الكبر. يقال : إنّ الأفعى الحارية لا تطني.. أي لا تبقي لديغها ـ ملدوغها ـ فعيل بمعنى مفعول ـ بل تقتله من ساعتها. وقيل : الحية : هي الأفعى.. تقال للذكر والأنثى.. والهاء فيها للإفراد شأنها في ذلك شأن «بطّة» و «دجاجة» وروي عن العرب قولهم : الحيّ : هو الذكر. و «الحية» هي الأنثى وقيل في الأمثال : أروى من حية.. لأنها تكون في القفار.. فلا تشرب الماء ولا تريده. و «القفار» : جمع «قفر» : وهو الخلاء من الأرض لا ماء فيها ولا ناس ولا كلأ «أي عشب».

(قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) (٢١)

(قالَ خُذْها) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ خذ : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها) : الواو عاطفة. لا : ناهية جازمة. تخف : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره وأصله : تخاف.. حذفت الألف لالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. السين حرف استقبال ـ تسويف ـ للقريب. نعيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

٢١٥

(سِيرَتَهَا الْأُولى) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : سنعيد إليها سيرتها الأولى. من «عاده» بمعنى : عاد إليه وبزيادة الهمزة تعدى إلى مفعولين ويجوز أن تكون اللفظة مفعولا مطلقا منصوبا بفعل مضمر تقديره : تسير سيرتها الأولى. وأوصل الفعل «نعيد» إلى «ها» المجرور بإلى فصار : نعيدها و «الأولى» صفة ـ نعت ـ للسيرة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. بمعنى : إلى حالتها أو هيأتها الأولى وهي كونها عصا.

(وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى) (٢٢)

(وَاضْمُمْ يَدَكَ) : الواو عاطفة. اضمم : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. يدك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.

(إِلى جَناحِكَ) : جار ومجرور متعلق باضمم. والكاف أعرب في «يدك» بمعنى : إلى جنبك تحت العضد أو الإبط.

(تَخْرُجْ بَيْضاءَ) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه : سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. بيضاء : حال من «اليد» ولم تنون لأنها ممنوعة من الصرف على وزن «فعلاء» ومنتهية بألف تأنيث بمعنى : ثم أخرج يدك تخرج مشعّة مشرقة.

(مِنْ غَيْرِ سُوءٍ) : جار ومجرور متعلق بتخرج. سوء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة أي عاهة.

(آيَةً أُخْرى) : حال ثانية أو بدل من الحال الأولى «بيضاء» منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة. أو تكون منصوبة بفعل محذوف تقديره : خذ آية أو دونك آية.. أو نؤتيك آية.. فالكلمة مفعول به بفعل مضمر حذف لدلالة الكلام. وقد تعلق بهذا المضمر المحذوف «لنريك» أي خذ هذه الآية

٢١٦

أيضا بعد قلب العصا حية لنريك بهاتين الآيتين بعض آياتنا الكبرى أو الكبرى أو لنريك بهما الكبرى من آياتنا الكبرى فعلنا ذلك. أخرى : صفة ـ نعت ـ لآية منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) (٢٣)

(لِنُرِيَكَ) : اللام حرف جر للتعليل. نريك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «نريك..» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : خذ. وقد شرح في الآية الكريمة السابقة.

(مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى) : جار ومجرور متعلق بالمفعول الثاني دلت عليه «من» التبعيضية كما شرح في الآية الكريمة السابقة و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الكبرى صفة ـ نعت ـ للآيات مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر.

(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) (٢٤)

(اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. إلى فرعون : جار ومجرور متعلق باذهب وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(إِنَّهُ طَغى) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» تفيد هنا التعليل. طغى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

٢١٧

(قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (٢٥)

(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي موسى. ربّ : منادى بأداة نداء محذوفة للتوقير التقدير : يا رب.. منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسرة التي هي الحركة الدالة على ياء المتكلم المحذوفة خطا واختصارا ولكثرة الاستعمال والياء المحذوفة ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة الكسرة دالة عليها.

(اشْرَحْ لِي صَدْرِي) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل تضرع ودعاء بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. لي : جار ومجرور متعلق باشرح. صدري : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة أي وسّع صدري للإيمان.

(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (٢٦)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بمعنى : وسهّل ما ألقى في سبيل رسالتي.

(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي) (٢٧)

(وَاحْلُلْ عُقْدَةً) : معطوفة بالواو على «يسّر الأمر» وتعرب مثلها وعلامة نصب «عقدة» الفتحة المنونة الظاهرة.

(مِنْ لِسانِي) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «عقدة» بتقدير : عقدة من عقد لساني والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(يَفْقَهُوا قَوْلِي) (٢٨)

(يَفْقَهُوا قَوْلِي) : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الدعاء والتضرع ـ الطلب ـ وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في

٢١٨

محل رفع فاعل والألف فارقة. قولي : يعرب إعراب «صدري» في الآية الكريمة الخامسة والعشرين بمعنى : ليفهموا قولي خشية من التلعثم.

(وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) (٢٩)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة السابعة والعشرين جار ومجرور متعلق باجعل. ومعنى «وزيرا» المؤازرة وهي المعاونة. وقال الأصمعيّ : وكان الأصل : أزيرا فقلبت الهمزة إلى الواو ووجه قلبها أن «فعيلا» جاء في معنى مفاعل مجيئا صالحا كقولهم : عشير وجليس ونديم.

(هارُونَ أَخِي) (٣٠)

(هارُونَ أَخِي) : مفعول به ثان منصوب باجعل وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية وكان حقه أن يكون مفعولا به أول و «وزيرا» مفعولا به ثانيا فقدم ثانيهما على أولهما عناية بأمر الوزارة ويجوز أن يكون عطف بيان من «وزيرا». أخي : عطف بيان من «وزيرا» أيضا أو يكون بدلا من «هارون» على وجهي إعراب «هارون» منصوبا وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي) (٣١)

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الخامسة والعشرين لأنها مثلها فيها تضرع ودعاء.. بمعنى : قوّني به فوق قوتي.. لأن معنى «الأزر» القوة الشديدة.. ومنه آزره : أي قوّاه أو اشدد به ظهري.

(وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) (٣٢)

تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة لأنّها معطوفة عليها بالواو. في أمري : جار ومجرور متعلق بأشرك بمعنى في أمر رسالتي.. أو واجعله شريكا أو شريكي في أمري.

(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) (٣٣)

٢١٩

(كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً) : حرف جر للتعليل. نسبحك : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد «كي» وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «نسبّحك» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بكي والجار والمجرور متعلق باشدد وأشركه. كثيرا : صفة ـ نعت ـ نائب عن المفعول المطلق ـ المصدر ـ المحذوف أو هي صفة للمصدر بتقدير : نسبّحك تسبيحا كثيرا بمعنى : كي ننزّهك ونقدسك تنزيها وتقديسا كثيرا.

(وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً) (٣٤)

معطوفة بالواو على الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابها بتقدير : ونذكرك ذكرا كثيرا.

(إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً) (٣٥)

(إِنَّكَ كُنْتَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع والتاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل رفع اسم «كان».

(بِنا بَصِيراً) : الباء حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكنت أو بخبرها. بصيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : عليما بحالنا. والجملة الفعلية «كنت بنا بصيرا» في محل رفع خبر «إنّ».

(قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (٣٦)

(قالَ قَدْ أُوتِيتَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية بعده في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ قد : حرف تحقيق. أوتيت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على

٢٢٠