إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

(وَما لِلظَّالِمِينَ) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. للظالمين : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد.

(مِنْ نَصِيرٍ) : حرف جر زائد لتوكيد النفي. نصير : اسم مجرور لفظا بمن مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر. بمعنى : ما للذين ارتكبوا مثل هذا الظلم من أحد ينصرهم أي يدفع عنهم العذاب.

(وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (٧٢)

(وَإِذا تُتْلى) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط ـ أداة شرط غير جازمة ـ تتلى : فعل مضارع مرفوع بالضمة مبني للمجهول وعلامة رفع الفعل وهي الضمة مقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وإذا تقرأ.

(عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ) : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بتتلى. آيات : نائب فاعل مرفوع بالضمة و «نا» ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملة الفعلية «تتلى عليهم آياتنا» في محل جر بالإضافة لوقوعها بعد الظرف «إذا». بيّنات : حال من «الآيات» منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم بمعنى : واضحات.

(تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ) : الجملة الفعلية مع مفعولها جواب شرط غير جازم لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. في وجوه : جار ومجرور متعلق بتعرف.

(الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل

٥٠١

ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. المنكر : مفعول به منصوب بتعرف وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : الإنكار والجحود.

(يَكادُونَ يَسْطُونَ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «كفروا» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع اسم «يكاد» لأن الفعل من أخوات «كان» أي فعل ناقص من أفعال المقاربة أو تفيد المقاربة. يسطون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «يكادون» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يكادون يثبون أي يقفزون على الذين يقرءون الآيات ويبطشون بهم من شدة غيظهم.

(بِالَّذِينَ يَتْلُونَ) : جار ومجرور متعلق بيسطون و «الذين» اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء. يتلون : تعرب إعراب «يسطون» والجملة الفعلية «يتلون» وما بعدها صلة الموصول لا محل لها.

(عَلَيْهِمْ آياتُنا) : أعرب. آيات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم و «نا» ضمير متصل ـ ضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. الهمزة همزة استفهام لا محل لها. الفاء زائدة ـ تزيينية و «أنبئ» فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «أنبئكم» وما بعدها في محل نصب مفعول به. مقول القول ـ.

(بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ) : جار ومجرور متعلق بأنبئ بمعنى : بأكثر شررا لأن الأصل «أشر» على وزن أفعل فحذف الألف طلبا للفصاحة. من : حرف جر ذا :

٥٠٢

اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بشرّ. اللام للبعد. الكاف حرف خطاب والميم للجمع والإشارة إلى غيظهم بمعنى : أفأخبركم بشرّ من ذلك الغيظ أو من غيظكم هذا وأشدّ منه على نفوسكم؟ أي بشر من غيظكم على التالين ـ القارئين ـ وسطوكم عليها أو ممّا أصابكم من الكراهة والضجر بسبب ما تلي عليكم.

(النَّارُ وَعَدَهَا اللهُ) : خبر مبتدأ محذوف بتقدير : هو النار أو هي النار وقد حذف المبتدأ لوجود دليل عليه وعلامة رفعه الضمة ويجوز أن تكون «النار» مبتدأ والجملة الفعلية بعده على تقدير «النار التي وعدها الله» في محل رفع خبره. وعد : فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول مقدم. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة والجملة الفعلية «وعدها الله الكافرين» صلة الموصول المقدر «التي» لا محل لها.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ثان. : كفروا : سبق إعرابها.

(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : الواو استئنافية. بئس : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. المصير : فاعل مرفوع بالضمة وحذف المخصوص بالذم لأنه تقدم عليه ما يشعر به. أي وبئس المصير هي النار.

(يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (٧٣)

(يا أَيُّهَا النَّاسُ) : أداة نداء. أي : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب و «ها» زائدة للتنبيه. الناس : عطف بيان من «أي» أو بدل مرفوع بالضمة على لفظ «أي» لا محله.

(ضُرِبَ مَثَلٌ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. مثل : نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : ضرب الله لكم مثلا يبين لكم فيه ضلال المشركين أو ضرب لله تعالى ممّا يدل من دونه سبحانه مثل.

٥٠٣

(فَاسْتَمِعُوا لَهُ) : الفاء سببية. استمعوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له : جار ومجرور متعلق باستمعوا.

(إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» تدعون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به التقدير والمعنى : تدعونهم أي تعبدونهم أيها المشركون.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بتدعون أو بحال محذوفة من الاسم الموصول «الذين» التقدير حال كونهم من دون الله و «من» حرف جر بياني. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» لن : حرف نفي ونصب واستقبال. يخلقوا : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. ذبابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ) : الواو حالية. لو : مصدرية كسر آخره لالتقاء الساكنين. اجتمعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. له : جار ومجرور متعلق باجتمعوا. والجملة الفعلية «اجتمعوا له» صلة حرف مصدري لا محل لها و «لو» وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب حال من ضمير «يخلقوا» بتقدير : مع اجتماعهم له.. ويجوز أن تكون الواو استئنافية و «لو» حرف شرط غير جازم وحذف جواب الشرط اختصارا.. التقدير : لعجزوا أو تبقى الواو حالية. التقدير والمعنى : مستحيل أن يخلقوا الذباب مشروطا عليه

٥٠٤

اجتماعهم جميعا لخلقه وتعاونهم على ذلك أي لو أعان بعضهم بعضا على خلقه وتصويره.

(وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ) : الواو عاطفة. إن : حرف شرط جازم. يسلب : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه سكون آخره و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(الذُّبابُ شَيْئاً) : فاعل مرفوع بالضمة. شيئا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها. لا : نافية لا محل لها من الإعراب. يستنقذوه : فعل مضارع مجزوم بإن لأنه جواب الشرط ـ جزاؤه ـ وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. منه : جار ومجرور متعلق بيستنقذوه بمعنى : لو اختطف الذباب منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا على ذلك أي لا يستطيعون انقاذه.

(ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) : فعل ماض مبني على الفتح. الطالب : فاعل مرفوع بالضمة. والمطلوب : معطوف بالواو على «الطالب» مرفوع مثله بالضمة بمعنى : فما أضعف عابد الصنم ومعبوده! وفي هذا القول الكريم ساوى سبحانه بينهم ـ أي المشركين ـ وبين الذباب في الضعف مع أن الطالب أضعف.

** (فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والستين المعنى : مخضرّة بالنبات.. ولم يقل : فأصبحت لمسألة دقيقة وهي إفادة إثبات الاخضرار نتيجة بقاء أثر المطر حينا بعد حين.

** (لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة والستين.. المعنى : شرعا أو متعبدا هم متعبدون فيه وجاء ضمير «هم» وواو الجماعة في «ناسكوه» وواو الجماعة في «ينزعونك» بصيغة الجمع على معنى «أمة» لا لفظها.. لأنها بمعنى الجماعة لأنها في اللفظة مفرد وفي المعنى جمع أي أهل أمة. والفعل «ينسك» من باب «قتل».

٥٠٥

** (فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ) : في هذا القول الكريم يكون التقدير : فلا يغلبنك أهل الملل الأخرى في أمر الدين وادع إلى توحيد ربك.. فحذف المضاف إليه «الدين» وعوض المضاف «أمر» بالألف واللام وبعد حذف المضاف «توحيد» حلّ المضاف إليه للتعظيم «ربك» محلّه.

** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة حين قال مشركو خزاعة : ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله.

** (وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الثانية والسبعين. هذه الكلمة كلمة ذم وهي ضد «نعم» وقال الجوهري : اللفظ منقول من «بئس فلان» إذا أصاب بؤسا ويقال : بؤسا له وهو مثل «تعسا له» أي ألزمه الله هلاكا تلفظ بفتح التاء وبضم التاء مثل «بؤسا له» كما يقال : جوسا له : أي جوعا له. ويقال : هذا شيء لا بأس به بمعنى : لا مانع ولا ضرر.. ولا بأس فيه : أي لا حرج.. ولا بأس عليك : بمعنى : لا خوف عليك.

** (لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثالثة والسبعين.. و «لن» حرف نفي ونصب واستقبال.. ويرى الزمخشريّ أن «لا» تنفي المستقبل ويؤكد نفيها بحرف «لن» و «لن» هي أخت «لا» في نفي المستقبل كما في الآية المذكورة فلن هنا نفت المستقبل نفيا مؤكدا وتأكيده هنا للدلالة على أن خلق الذباب منهم مستحيل مناف لأحوالهم كأنه قال : محال أن يخلقوا.

** (ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) : في هذا القول الكريم معنى التعجب.. المعنى : ضعف الصنم الطالب خلق الذباب أو ردّ المسلوب فحذف مفعول اسم الفاعل «الطالب» وهو «خلق الذباب» وضعف الذباب السالب المطلوب فحذف الموصوف «المنعوت» وهو «الذباب» وحلّت صفته «المطلوب» اسم مفعول ـ محلّه. قال الزمخشريّ : هذا القول الكريم من أبلغ ما أنزله الله في تجهيل قريش واستركاك عقولهم والشهادة على أن الشيطان قد خزمهم بخزائمه : أي أذلهم. وخزائم : جمع «خزامة» وهي حلقة من شعر تجعل في الأنف يشدّ فيها الزمام.. حيث وصفوا بالالهية التي تقتضي الاقتدار على المقدورات كلّها للإحاطة بالمعلومات عن آخرها صورا وتماثيل يستحيل منها أن تقدر على أقلّ ما خلقه الله وأذلّه وأصغره وأحقره ولو اجتمعوا لذلك وتساندوا.. وأدلّ من ذلك عجزهم وانتفاء قدرتهم أنّ هذا الخلق الأقلّ الأذلّ لو اختطف منهم شيئا فاجتمعوا على أن يستخلصوه منه لم يقدروا. و «الذباب» يجمع على «ذبّان» بكسر الذال وهو جمع كثرة و «أذبّة» وهو جمع قلة. وواحدته : ذبابة.. ومنه القول : ذبذبه ذبذبة : أي تركه حيران مترددا.. ويقال : ذبّ عن حريمه ـ يذبّ ـ ذبّا.. من باب «ردّ» بمعنى : حمى ودفع عنه فهو ذبّاب ـ فعّال بمعنى فاعل.. من صيغ المبالغة ـ أي دفّاع عن أهله وقومه.. ويطلق الذباب عند العرب على الزنابير والنحل والبعوض.. ويقال : هذا رجل مذبذب ـ بكسر الذال ـ بمعنى : متردد بين أمرين وهو اسم فاعل ولا يقال : مذبذب ـ بفتح الذال لأن الأصل كونه اسم فاعل وليس اسم مفعول ومن أمثلة العرب على الجرأة قولهم : فلان أجرأ من ذباب.. لأن الذباب يقع على أنف السلطان وعلى جفن الأسد. ومن أسماء العرب القديمة التي ما يزال بعضها شائعا إلى الآن «عنتر» وهو الذباب الأزرق.. أو العنتر ـ بفتح العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين والتاء. والعنتر ـ بضم العين وبفتح التاء. والواحدة : عنترة.. وبه سمّي «عنترة» البطل العبسيّ الجاهليّ وأحد أصحاب المعلّقات السبع. والعامّة

٥٠٦

تطلق عليه «عنتر» بحذف التاء. وقد ضرب بهذا الشاعر الفارس المثل في القوة والشجاعة ومكارم الأخلاق. وقد ورد في معلّقة عنترة بيتان من الشعر في وصف الذباب جعلا أدلّ على عبقرية وصفاء قريحته ـ أي طبعه ـ أو ملكته. يقال : تفتقت قريحة الشاعر أو الكاتب أو الخطيب بالشعر أو بالكتابة أو بالكلام : بمعنى : انطلق به لسانه أو ملكته التي يقتدر بها على الإجادة في نظم الشعر أو الكتابة أو الكلام. وسبق أن قيل : إنّ الوصف لا يتّضع بهوان موصوفه.. فالذي يجيد وصف النملة الساربة ـ أي الذاهبة في الأرض ـ كالذي يجيد وصف الفرس الكريم. وقد يكون الأول أخلق بالمدح وأحقّ بالإيثار من صاحبه.

** (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة والسبعين. التقدير والمعنى : وجاهدوا في ذات الله أو لله أو من أجل الله فحذف المضاف «ذات» وأقيم المضاف إليه للتعظيم لفظ الجلالة مقامه وحذف مفعول «جاهدوا» أي جاهدوا أعداء دينه وقد أضيف الجهاد إليه سبحانه لأن الجهاد مختصّ به سبحانه ومفعول لوجهه تعالى ومن أجله.

** (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ) : المعنى والتقدير : الله سمّاكم المسلمين على لسان إبراهيم حين دعا ربّه قائلا : «ومن ذريتنا أمة مسلمة لك» ـ سورة البقرة ـ وجعل إبراهيم أبا للمسلمين لأنه أبو رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أي جدّه و «من قبل» أي من قبل القرآن في الكتب المتقدمة.. فحذف المضاف إليه اختصارا وهو «القرآن.. أو نزول القرآن» فبني آخر «قبل» على الضم وهو المضاف لانقطاعه عن الإضافة كما حذف لفظ القرآن المشار إليه بعد اسم الإشارة «هذا» وهو صفة أو بدل من اسم الإشارة لأن التقدير : وفي هذا القرآن سمّاكم أيضا المسلمين.

(ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٧٤)

(ما قَدَرُوا اللهَ) : نافية لا عمل لها. قدروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الله لفظ الجلالة : مفعول به منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(حَقَّ قَدْرِهِ) : مفعول مطلق أو نائب عن مصدر وهو مضاف. قدره : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : ما قدروه حق تقديره أي ما عرفوه حق معرفته أو ما قدروا الله تقديرا حقا وعلامة نصب المضاف «حق» الفتحة.

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

٥٠٧

(لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) : اللام لام التوكيد المزحلقة. قوي عزيز : خبرا «إنّ» بالتتابع مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة المنونة ويجوز أن يكون «عزيز» صفة ـ نعتا للموصوف «قوي».

(اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٧٥)

(اللهُ يَصْطَفِي) : لفظ الجلالة : مبتدأ مرفوع للتعظيم بالضمة. يصطفي : الجملة الفعلية وما بعدها في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر جوازا تقديره : هو.

(مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) : جار ومجرور متعلق بيصطفي. رسلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : يختار من الملائكة رسلا لإيتائهم الوحي.

(وَمِنَ النَّاسِ) : معطوفة على جملة «يصطفي من الملائكة رسلا» بمعنى : ويختار من الناس رسلا أو أناسا من الناس هم الأنبياء يدعون للحق وتعرب إعرابها.

(إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) : يعرب إعراب (إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) في الآية الكريمة السابقة.

(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) (٧٦)

(يَعْلَمُ ما) : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به والجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان للمبتدإ ويجوز أن تكون في محل نصب حالا من لفظ الجلالة.

(بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر وهو مضاف. أيدي : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء للثقل

٥٠٨

وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان بمعنى : ما هو أمامهم من الحوادث والجملة الفعلية «استقر» صلة الموصول لا محل لها.

(وَما خَلْفَهُمْ) : معطوف على «ما بين أيديهم» ويعرب إعرابه بمعنى : وما هو خلفهم من هذه الحوادث.

(وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) : الواو استئنافية. إلى الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بترجع. ترجع : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. الأمور : نائب فاعل مرفوع بالضمة بمعنى تعود الأمور.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٧٧)

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) : أداة نداء أيّ : اسم منادى مبني على الضم في محل نصب. و «ها» زائدة للتنبيه. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب عطف بيان من الاسم «أيّ» أو بدل منه. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. واسجدوا : معطوفة بالواو على جملة «اركعوا» وتعرب إعرابها.

(وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) : تعرب إعراب «واسجدوا» وهي هنا بمعنى اقصدوا بركوعكم وسجودكم وجه الله. ربكم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) : الواو عاطفة. افعلوا : تعرب إعراب «اركعوا» الخير : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

٥٠٩

(لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ» والميم علامة جمع الذكور. تفلحون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٧٨)

(وَجاهِدُوا فِي اللهِ) : الواو عاطفة. جاهدوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. في الله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بجاهدوا.

(حَقَّ جِهادِهِ) : مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. جهاده : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان. التقدير : جهادا حقا. وفي هذا التقدير يجوز أن تكون «حق» نائبة عن المصدر أو صفة له أي للمصدر المحذوف.

(هُوَ اجْتَباكُمْ) : الجملة الاسمية تعليلية. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. اجتباكم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور بمعنى : اختاركم لدينه ونصرته من بين الأمم.

(وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. جعل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليكم : جار

٥١٠

ومجرور متعلق بجعل والميم علامة جمع الذكور والفعل «جعل» تعدى هنا إلى مفعول واحد لأنه بمعنى. أوجد ولو كان بمعنى «صير» لتعدى إلى مفعولين.

(فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) : جار ومجرور متعلق بجعل. من : حرف جر زائد للتوكيد. حرج : اسم مجرور لفظا بمن منصوب محلا لأنه مفعول «جعل» بمعنى : من ضيق ويجوز أن يكون الجار والمجرور «في الدين» بمقام المفعول به الأول على معنى : وما جعله أي الدين ضيقا بل جعله يسيرا لا عسر فيه.

(مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) : مفعول به منصوب بمضمر في مضمون ما تقدمه بتقدير : وسع دينكم توسعة ملّة أبيكم ثم حذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه أو يكون منصوبا على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : أعني بالدين ملة أبيكم أو يكون على تقدير : اتبعوا ملة أبيكم بمعنى : دين أبيكم. أبيكم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر مضاف إليه ثان والميم علامة جمع الذكور. إبراهيم : بدل من «أبيكم» ـ بدل اشتمال ـ مجرور مثله وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية.

(هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ) : يعرب إعراب «هو اجتباكم» المسلمين : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(مِنْ قَبْلُ) : جار ومجرور متعلق بسمّى. و «قبل» اسم مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بمن.

(وَفِي هذا) : الواو عاطفة. في : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بسمّى بمعنى : وسمّاكم الله المسلمين من قبل القرآن أو في هذا القرآن وسماكم بهذا الاسم.

٥١١

(لِيَكُونَ الرَّسُولُ) : اللام حرف جر للتعليل. يكون : فعل مضارع ناقص منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. الرسول : اسم «يكون» مرفوع بالضمة. والجملة الفعلية «يكون الرسول شهيدا» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بسمّى.

(شَهِيداً عَلَيْكُمْ) : خبر «يكون» منصوب بالفتحة المنونة. عليكم : جار ومجرور متعلق بشهيد والميم علامة جمع الذكور.

(وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) : معطوف على «يكون» ويعرب إعرابه وعلامة نصب الفعل حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع اسم «تكونون» والألف فارقة. شهداء : خبر «تكونوا» منصوب بالفتحة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «فعلاء» على الناس : جار ومجرور متعلق بشهداء.

(فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) : الفاء استئنافية. أقيموا : تعرب إعراب «جاهدوا» الصلاة : مفعول به منصوب بالفتحة.

(وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ) : الجملتان الفعليتان معطوفتان بواوي العطف على جملة «أقيموا الصلاة» وتعربان إعرابها. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق باعتصموا بمعنى وتمسكوا بالله وثقوا به سبحانه.

(هُوَ مَوْلاكُمْ) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مولاكم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) : الفاء استئنافية. نعم : فعل ماض لإنشاء المدح مبني على الفتح. المولى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر وحذف المخصوص بالمدح لأنه تقدم عليه ما يشعر به وهو «مولاكم» الواو عاطفة. نعم النصير : معطوفة على «نعم المولى» وتعرب إعرابها وعلامة رفع الاسم الضمة الظاهرة.

٥١٢

سورة المؤمنون

معنى السورة : المؤمنون : جمع «مؤمن» وهو اسم فاعل للفعل «آمن» ومثله : أمن فهو آمن.. نحو : أمنه : أي وثق به.. وهو من باب «فهم وسلم» والمصدر : أمان وأمانة وأمنة وبمعنى : اطمأنّ. و «المؤمن» هو المصدّق.. وهو خلاف ـ أي ضد ـ الكافر.. أمّا «الإيمان» فهو التصديق مطلقا وهو نقيض الكفر ويجمع «المؤمن» على «مؤمنين» وهو جمع مذكر سالم. و «المؤمن» من أسماء الله الحسنى فالله تعالى هو «المؤمن» لأنه آمن عباده من أن يظلمهم. و «الأمين» هو المأمون.. وتطلق هذه اللفظة على بيت الله الحرام قال تعالى في سورة «التين» : (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) قال الأخفش : يريد : البلد الآمن وهو من «الأمن» قال : وقيل «الأمين المأمون».

تسمية السورة : لقد كرّم الله سبحانه المؤمنين فسمّى احدى سور القرآن الكريم باسمهم لأنهم رجال ذوو إيمان ثابت وراسخ برسل الله تعالى وملائكته الأطهار وكتبه الكريمة وسمّاهم سبحانه بالأخوة في قوله في سورة «الحجرات» : «إنما المؤمنون إخوة» سمّوا إخوة لأن النبي محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هو أبو المؤمنين في الدين.. وكل نبيّ هو أبو أمته.. ولذلك صار المؤمنون إخوة. وسمّي أزواج الرسول الكريم ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمّهات المؤمنين لأنّ الله تعالى حرم زواجهن على الأمة.

فضل قراءة السورة : قال النذير الهادي الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : من قرأ سورة «المؤمنون» بشرته الملائكة بالروح والريحان وما تقرّ به عينه عند نزول ملك الموت صدق رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ و «الروح» هو نسيم الريح الطيب ومن معانيه : الراحة.. الرحمة.. سمّيت بذلك لأن الروح والراحة بها.. أما «الريحان» فهو نبات طيب الرائحة.. ومن معانيه : المعيشة والرزق. وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «وما تقرّ به عينه» معناه : ما تتشوّق إليه عينه.. من قرّت عينه : بمعنى : بردت سرورا وجفّ دمعها أو برد دمع العين.. وهو كناية عن

٥١٣

السرور والارتياح. وعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لقد أنزلت عليّ عشر آيات من أقامهنّ دخل الجنّة ثم قرأ «قد أفلح المؤمنون حتى ختم العشر» و «أقامهنّ» بمعنى : لم يخالف ما فيهنّ.

إعراب آياتها

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (١)

(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) : حرف تحقيق. أفلح : فعل ماض مؤكد مبني على الفتح. المؤمنون : فاعل مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى دخلوا في الفلاح أي فازوا بأمانيهم.

(الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ) (٢)

(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة ـ نعت ـ للمؤمنين والجملة الاسمية بعده صلة الموصول لا محل لها.

(هُمْ فِي صَلاتِهِمْ) : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في صلاة : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(خاشِعُونَ) : خبر المبتدأ «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (٣)

هذه الآية الكريمة معطوفة بالواو على الآية الكريمة التي قبلها وتعرب إعرابها بمعنى : عن الباطل صادّون.

(وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ) (٤)

تعرب إعراب الآية الكريمة السابقة.. بمعنى : للزكاة مؤدّون أو بمعنى كل ما يحقق تنمية المجتمع.

٥١٤

(وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ) (٥)

الواو عاطفة والآية الكريمة بعدها تعرب إعراب (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ).

(إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) (٦)

(إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ) : أداة استثناء لا عمل لها. على أزواج : جار ومجرور في محل نصب متعلق بحال محذوفة التقدير والمعنى : إلّا والين من أزواجهم أو قوامين عليهنّ و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. ويجوز أن تكون «إلّا» أداة حصر لا عمل لها بتقدير هم لفروجهم حافظون لا يعرضونها أو يمنحونها إلّا لأزواجهم أي أنّهم لفروجهم حافظون في جميع الأحوال إلّا في حال تزوجهم ويجوز أن يعلق حرف الجر «على» بمحذوف دل عليه «غير ملومين». بتقدير : يلامون إلّا على أزواجهم.

(أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) : أو : حرف عطف للتخيير. ما : مصدرية أو اسم موصول مبني على السكون في محل جر لأنه معطوف على الأزواج. ملكت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. أيمان : فاعل مرفوع بالضمة. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وفي حالة كون «ما» اسما موصولا تكون الجملة الفعلية «ملكت أيمانهم» صلة الموصول لا محل لها أو صلة حرف مصدري لا محل لها أيضا إذا أعربت «ما» مصدرية وتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر معطوف على مجرور «أزواجهم» بمعنى ملكت أيديهم.

(فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) : الفاء استئنافية. تفيد هنا التعليل. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». غير : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. ملومين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد والحركة بمعنى : غير معاتبين.

٥١٥

(فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) (٧)

(فَمَنِ ابْتَغى) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون حرك بالكسر لالتقاء الساكنين وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» ابتغى : فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بمن مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى : فمن طلب. والجملة الفعلية «ابتغى..» صلة الموصول «من» لا محل لها بمعنى : طلب.

(وَراءَ ذلِكَ) : أي سوى ذلك أو ما بعد ذلك حرم الله وبما أن «سوى» بمعنى «غير» فتكون «وراء» بمعنى «غير» اسما منصوبا بابتغى على المفعولية وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف للخطاب.

(فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين أو على الأصل في محل رفع مبتدأ ثان. العادون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته والجملة الاسمية «هم العادون» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «أولئك» بمعنى هم الكاملون في العدوان المتناهون فيه أي هم المعتدون.

(وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ) (٨)

الواو عاطفة. والآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية و «عهدهم» معطوف بالواو على «أماناتهم» ويعرب إعرابه بمعنى الذين هم لأماناتهم التي يؤتمنون عليها وعهدهم الذي يأخذونه على أنفسهم مراعون.

(وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ) (٩)

٥١٦

هذه الآية الكريمة تعرب إعراب الآية الكريمة الثانية. يحافظون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : يواظبون على صلواتهم ويؤدونها في أوقاتها.

(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) (١٠)

(أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. هم الوارثون : تعرب إعراب «هم العادون» في الآية الكريمة السابعة.

(الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (١١)

(الَّذِينَ) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من «أولئك» في الآية الكريمة السابقة والجملة في هذه الآية الكريمة تفسيرية للوارثين لا محل لها والجملة الفعلية «يرثون الفردوس» صلة الموصول لا محل لها.

(يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. الفردوس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(هُمْ فِيها خالِدُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ «الذين» هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ثان. فيها : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» خالدون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ) (١٢)

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. الإنسان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى : جنس الإنسان.

٥١٧

(مِنْ سُلالَةٍ) : جار ومجرور متعلق بخلقنا و «من» هنا : ابتدائية بمعنى من خلاصة ماء مستلّة.

(مِنْ طِينٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «سلالة» بمعنى «كائنة من طين» و «من» حرف جر بياني.

(ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ) (١٣)

(ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً) : حرف عطف. جعلنا : تعرب إعراب «خلقنا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. نطفة : حال من ضمير الغائب منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أو يكون مفعولا به ثانيا للفعل «جعل» على معنى : صيّرناه نطفة أي ماء قليلا.

(فِي قَرارٍ مَكِينٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «نطفة» بمعنى : ملقاة في قرار. مكين : صفة ـ نعت ـ لقرار مجرور مثله وعلامة جرهما ـ الصفة والموصوف ـ الكسرة المنونة بمعنى في مكان استقرار ـ مستقر ـ حصين متمكن وهو الرحم.

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) (١٤)

(ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) : الجملة معطوفة بحرف العطف «ثم» وهو عطف للتراخي على القول الكريم «ثم جعلناه نطفة» في الآية الكريمة السابقة وتعرب إعرابه.. وما بعده معطوف بالفاء وهي حرف عطف للترتيب.. والأسماء الواردة بعد «خلقنا» الأول منها أي الاسم الأول بعد «خلقنا» مفعول به والاسم الثاني حال فالمفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وعلامة نصب الاسم الثاني وهو الحال الفتحة المنونة.. لأن الفعل «خلق» يتعدى لمفعول واحد.

(فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً) : المعنى على الترتيب : فأحلنا هذه النطفة إلى قطعة دم متجمدة ثم أحلناها إلى قطعة لحم بمقدار ما يمضغه الإنسان في طعامه ثم أحلنا تلك القطعة من اللحم إلى عظام.

٥١٨

(فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) : ثم كسونا تلك العظام لحما ثم خلقناه خلقا آخر وذلك بنفخنا الروح فيه. وقيل : بكسبه صورة إنسان. وقد أعرب الاسم الثاني حالا على لفظ «خلقنا» المتعدي إلى مفعول واحد ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى. لأن الفعل «خلق» إذا كان بمعنى «أدخلنا» أصبح من أفعال التحويل شأنه في ذلك شأن الفعل «جعل» فيتعدى إلى مفعولين ويجوز أن تعرب «خلقا» مفعولا مطلقا على المصدر بتقدير : أنشأناه خلقا. أي خلقناه خلقا. آخر : صفة ـ نعت ـ للموصوف «خلقا» منصوب مثله بالفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ وبوزن الفعل.

(فَتَبارَكَ اللهُ) : الفاء استئنافية. تبارك : فعل ماض مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة.

(أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) : صفة ـ نعت ـ للفظ الجلالة أو يكون بدلا منه سبحانه. الخالقين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته..

(ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) (١٥)

(ثُمَّ إِنَّكُمْ) : حرف عطف للتراخي. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور.

(بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ) : ذا اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اللام لام الابتداء ـ المزحلقة ـ للتوكيد. ميتون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد. و «بعد» ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بخبر «إنّ».

(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ) (١٦)

(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) : أعرب في الآية الكريمة السابقة. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

٥١٩

(تُبْعَثُونَ) : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية «تبعثون» في محل رفع خبر «إنّ».

(وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) (١٧)

(وَلَقَدْ خَلَقْنا) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. خلق : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(فَوْقَكُمْ سَبْعَ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخلقنا وهو مضاف الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. سبع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف بمعنى : سبع سماوات.

(طَرائِقَ وَما كُنَّا) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف. الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كنّا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».

(عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ) : جار ومجرور متعلق بغافلين وكسر نون «عن» لالتقاء الساكنين والخلق هنا بمعنى السموات أي وما كنا عنها أو وما كنا لها بعد خلقها ويجوز أن يكون المقصود بالخلق هو الناس بمعنى خلق السموات فوقهم ليفتح عليهم الأرزاق والبركات. غافلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى وما كنا غافلين عن حفظها وإمساكها أن تقع فوقهم بقدرتنا.

(وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ) (١٨)

٥٢٠