إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. الفاء سببية. اعبدون : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والنون نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به وقد حذفت الياء خطا واختصارا ومراعاة لفواصل ـ رءوس ـ الآيات وبقيت الكسرة دالة عليها.

(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) (٩٣)

(وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) : الواو استئنافية. تقطعوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. أمر : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بين : ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة متعلق بتقطعوا وهو مضاف و «هم» أعرب في «أمرهم».

(كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الإضافة. إلى : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بإلى. والجار والمجرور متعلق بخبر «كل». راجعون : خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في المفرد بمعنى : فنجازيهم.

(فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) (٩٤)

(فَمَنْ يَعْمَلْ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يعمل : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يعمل..» صلة الموصول لا محل لها وأفرد الفعل «يعمل» والضمائر بعده على لفظ «من».

٤٠١

(مِنَ الصَّالِحاتِ) : جار ومجرور متعلق بمفعول «يعمل» بمعنى : يعمل صالحا من الصالحات أو تكون «من» تبعيضية وحذف مفعول «يعمل» لدلالة «من» التبعيضية عليه وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر من.

(وَهُوَ مُؤْمِنٌ) : الواو اعتراضية والجملة الاسمية لا محل لها لأنها جملة اعتراضية اعترضت بين فعل الشرط وجوابه. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. مؤمن : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة.

(فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء مسبوقة بنفي في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. لا : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». كفران : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب بمعنى فلا جحد. وخبر «لا» محذوف وجوبا. لسعيه : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) : الواو استئنافية. إن : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مدغم بنون «إنّ» مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». له : جار ومجرور متعلق بخبر «إنّ». كاتبون : خبر «إنّ» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) (٩٥)

(وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ) : الواو استئنافية. حرام : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. على قرية : جار ومجرور متعلق بحرام.

(أَهْلَكْناها) : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لقرية بمعنى عزمنا على إهلاكها أو قدرنا وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

٤٠٢

(أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ» لا : نافية لا عمل لها. يرجعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يرجعون» في محل رفع خبر «أنّ» و «أنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع خبر المبتدأ «حرام» بمعنى عودتهم إلى الحياة مرة أخرى أو بمعنى لأنهم لا يرجعون.

(حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (٩٦)

(حَتَّى إِذا) : حرف غاية وابتداء متعلق بحرام وهو غاية له. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه متضمن معنى الشرط والجملة الفعلية بعده «فتحت يأجوج..» في محل جر بالإضافة.

(فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ) : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. يأجوج : نائب فاعل مرفوع بالضمة. وهو ممنوع من الصرف ولهذا لم ينون آخره لأنه اسم قبيلة ولأنه جاء مهموزا. ومأجوج : معطوف بالواو على «يأجوج» ويعرب إعرابه.

(وَهُمْ مِنْ كُلِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال ويجوز أن تكون الواو اعتراضية فتكون الجملة الاسمية اعتراضية لا محل لها. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. من كل : جار ومجرور متعلق بخبر «هم» أي «بينسلون».

(حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. ينسلون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل بمعنى : وهم من كل ارتفاع في الأرض يسرعون وجواب «إذا» هو «فإذا هي شاخصة..» في الآية التالية.

٤٠٣

(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) (٩٧)

(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُ) : الواو عاطفة. اقترب : فعل ماض مبني على الفتح. الوعد : فاعل مرفوع بالضمة. الحق : صفة ـ نعت ـ للوعد مرفوع مثله بالضمة بمعنى : واقترب يوم القيامة.

(فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ أَبْصارُ) : الجملة جواب شرط غير جازم «إذا» في الآية الكريمة السابقة لا محل لها الفاء واقعة في جواب الشرط للتأكيد أي تأكيد جواب الشرط. إذا : حرف فجاءة ـ فجائية ـ لا محل لها أو هي سادة مسدّ الفاء في جواب الشرط. هي : ضمير مبهم ـ ضمير التأنيث ـ توضحه الأبصار مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. شاخصة : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة. أبصار : فاعل لاسم الفاعل «شاخصة» مرفوع بالضمة وهو مضاف بمعنى : مفتوحة لا تطرف من الحيرة.

(الَّذِينَ كَفَرُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ـ الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(يا وَيْلَنا) : أداة نداء. ويل : منادى مضاف منصوب وعلامة نصب الفتحة و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الندائية في محل نصب مفعول به بتقدير : يقولون يا ويلنا أي يا هلاكنا. والجملة الفعلية «يقولون» في محل نصب حال من «الذين كفروا».

(قَدْ كُنَّا) : حرف تحقيق. كنا : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلمين و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان».

(فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» بمعنى : غافلين عن هذا. من : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بمن. والجار والمجرور متعلق بغفلة.

٤٠٤

(بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ) : حرف إضراب لا عمل له للاستئناف. كنا : أعربت. ظالمين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته.

(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) (٩٨)

(إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ» والميم علامة جمع الذكور والمخاطبون هم الوثنيون. الواو عاطفة. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب لأنه معطوف على منصوب وهو ضمير المخاطبين في «إنكم». تعبدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «تعبدون» صلة الموصول لا محل لها.

(مِنْ دُونِ اللهِ) : جار ومجرور متعلق بحال من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونهم من غير الله و «من» بيانية. الله لفظ الجلالة مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(حَصَبُ جَهَنَّمَ) : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة. جهنم : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة والتأنيث وهي من أسماء النار.

(أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ) : الجملة الاسمية في محل نصب حال من «جهنم». أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لها : جار ومجرور متعلق بخبر «أنتم». واردون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى ترمون في النار.

** (وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والثمانين.. التقدير والمعنى : وأدخلناهم في أهل رحمتنا إنّهم من عبادنا الصالحين أي من جماعة عبادنا الأنبياء الطائعين.. فحذف المضاف «أهل» وحل المضاف إليه «رحمتنا» محله.. كما حذف الموصوف «عبادنا» وأقيمت الصفة «الصالحين» مقامه.

٤٠٥

** (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السابعة والثمانين التقدير والمعنى : واذكر يا محمد قصة ذي النون أي صاحب الحوت وهو يونس بن متى أرسله الله تعالى إلى أهل نينوى من أرض الموصل حيث ترك أو هاجر لقومه دون إذن من الله سبحانه أو ذهب ضجرا من شدة عنادهم أي عناد قومه وتماديهم في كفرهم وبعد حذف المفعول به المضاف «قصة» أقيم المضاف إليه «ذي» مقامه فانتصب انتصابه بالألف «ذا».

** (فَنادى فِي الظُّلُماتِ) : أي فدعا ربّه فحذف مفعول «نادى» اختصارا لأن ما بعده دال عليه أو هو معلوم من السياق.. و «في الظلمات» هي الظلمة الشديدة أي بطن الحوت أو هي ظلمات بطن الحوت والبحر والليل بعد أن ابتلعه ـ التقمه ـ الحوت عقوبة من الله له. وقيل : في ظلمات الليل والبحر وبطن الحوت وبعد حذف المضاف «بطن الحوت» عوض المضاف «ظلمات» عن المضاف إليه المحذوف بالألف واللام وبعد أن نجاه سبحانه من هذا الغم ـ الكرب العظيم ـ قذفه الحوت إلى الساحل بعد أربع ساعات.

** (إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التسعين.

المعنى : يسارعون إلى فعل الخيرات أو وجوه الخيرات أي الطاعات فحذف المضاف «فعل» وحل المضاف إليه محلّه.

** (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الحادية والتسعين.. المعنى : واذكر أيضا قصة مريم بنت عمران التي حفظت فرجها من الرجال أو من الحلال والحرام وبعد حذف مفعول الفعل المقدر وهو «قصة» أي المضاف والمضاف إليه «مريم» اختصارا لأنه لا يلتبس أقيمت الصفة الاسم الموصول «التي» مقام الموصوف «مريم».

** (إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثانية والتسعين و «أمة» الثانية حال مؤكدة محذوفة العامل الذي يدل عليه ما يرمز إليه اسم الإشارة بمعنى : ملّتكم التي يشار إليها ملّة واحدة غير مختلفة لأن الله وحّد بينها في الدين ومن هذا القول الكريم استمدّ الشاعر :

عجب لتلك قضيّتي وإقامتي

فيكم على تلك القضية أعجب

وروي «قضية وإقامتي ومحلها النصب على الحالية من اسم الإشارة. وجاز الابتداء بالنكرة «عجب» لأنها دلت على معنى التعجب لأنها في معنى الفعل إذ تدل على ما يدل عليه الفعل «أعجب» وشأنها في ذلك شأن «ما» في قولهم : ما أحسن زيدا! مع كونها نكرة يجوز وقوعها مبتدأ لدلالتها على معنى التعجب. أما «العجب» فمعناه : الزهو والكبر. قال الشاعر :

إذا المرء لم يدر ما أمكنه

ولم يأت من أمره أزينه

وأعجبه العجب فاقتاده

وتاه به التيه فاستحسنه

فدعه فقد ساء تدبيره

سيضحك يوما ويبكي سنه

** (وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والتسعين. المعنى : أما الذين تفرقوا في الدين فقد مزّقوا أمرهم أي جعلوا أمرهم قطعا موزعة بينهم.. وهذا كناية عن أنهم اختلفوا. وأصله : وتقطعتم.. على المخاطبة إلّا أنه انتقل بالكلام إلى الغيبة. ونوّن آخر «كل» لانقطاعه عن الإضافة أي بعد حذف المضاف إليه وهو ضمير الغائبين «هم» لأن التقدير : كلهم.. أو يكون «فرقة» على تقدير : كل فرقة من هذه الفرق المختلفة.

٤٠٦

** (وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة والتسعين وفيه حذف مفعول اسم الفاعل «كاتبون» المعنى والتقدير : كاتبون أعماله في صحيفته أي نثبتها فلا يضيع من حقه شيء.

** (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الخامسة والتسعين.. المعنى : وممتنع على أهل قرية أهلكناهم بسبب ذنوبهم.. أنّث الضمير «ها» على لفظ «قرية» وذكر في «أنّهم لا يرجعون» على معنى «الأهل» لأن التقدير : أهل قرية بدليل قوله «أنّهم لا يرجعون» فحذف المضاف «أهل» وناب عنه المضاف إليه «قرية» واستعير الحرام للممتنع وجوده.. لأن المعنى : عودتهم إلى الحياة مرة أخرى أي لأنهم لا يرجعون.

** (حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والتسعين المعنى ويستمر عدم رجوعهم إلى قيام الساعة وظهور علاماتها من فتح سد يأجوج ومأجوج وهما قبائل همجية وهم من كل نشز من الأرض يسرعون ومنع الاسمان «يأجوج ومأجوج» من الصرف لأنهما اسما قبيلة ولأنهما جاءا مهموزين.. والتقدير : حتى إذا فتح سدهما.. وحذف المضاف «سد» وأقيم المضاف إليه «يأجوج» مقامه ولهذا أنّث الفعل «فتحت» على معنى «يأجوج» وهو اسم قبيلة.. ويقال : نسل الذئب ينسل ـ نسلانا : بمعنى أسرع. و «يأجوج ومأجوج : اسمان أعجميان. وقيل : يأجوج من الترك.. ومأجوج : من الجبل والديلم.. وقيل : هما من ولد يافث بن نوح.. وقيل هما قبيلتان من جنس الإنس.. وقيل : الناس عشرة أجزاء تسعة منها : يأجوج ومأجوج.

** (قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) : ورد هذا القول في الآية الكريمة السابعة والتسعين على لسان الكافرين.. أي قد كنّا غافلين عن هذا اليوم بل كنّا ظالمين أنفسنا بتكذيب الرسل وإنكار يوم الحساب فحذف اختصارا الاسم المشار إليه «اليوم» البدل من اسم الإشارة كما حذف اسم الفاعلين «ظالمين» وهو أنفسنا.

(لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) (٩٩)

(لَوْ كانَ هؤُلاءِ) : حرف شرط غير جازم. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. هؤلاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم «كان».

(آلِهَةً ما وَرَدُوها) : خبر «كان» منصوب بالفتحة المنونة. ما : نافية لا عمل لها. وردوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : ما أدخلوها أي ما أدخلوا إلى جهنم. والجملة الفعلية «ما وردوها» جواب شرط غير جازم لا محل لها. (وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) : الواو استئنافية. كل : مبتدأ مرفوع بالضمة المنونة لانقطاعه عن الإضافة وأل التعريف. فيها : جار ومجرور متعلق بالخبر.

٤٠٧

(خالِدُونَ) : خبر «كل» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين الاسم المفرد وحركته بمعنى : مخلدون في جهنم.

(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) (١٠٠)

(لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ) : اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. فيها : جار ومجرور متعلق بحال من «زفير» لأنه متعلق بصفة له قدمت عليه. زفير : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : لهم في جهنم تنفس شديد.

(وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. فيها : جار ومجرور متعلق بيسمعون. لا : نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية «لا يسمعون» في محل رفع خبر «هم» بمعنى وهم صمّ من شدة العذاب.

(إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (١٠١)

(إِنَّ الَّذِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ».

(سَبَقَتْ لَهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بسبقت.

(مِنَّا الْحُسْنى) : حرف جر و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بحال من «الحسنى». الحسنى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر. والجملة الفعلية «سبقت لهم منا الحسنى» صلة الموصول لا محل لها.

٤٠٨

(أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) : الجملة الاسمية في محل رفع خبر «إنّ». أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. والكاف حرف خطاب. عنها : جار ومجرور متعلق بخبر «أولئك». مبعدون : خبر «أولئك» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من التنوين والحركة في الاسم المفرد.

(لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) (١٠٢)

(لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَها) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثان لأولئك. لا : نافية لا عمل لها. يسمعون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. حسيس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. بمعنى : لا يسمعون صوتها الخفي أي لا يحسون بصوت النار. و «الحسيس» هو صوت يحسّ به.

(وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ) : الواو عاطفة. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. في : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بخبر «هم». اشتهى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المقصورة المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بتاء التأنيث الساكنة وتاء التأنيث لا محل لها والجملة الفعلية «اشتهت أنفسهم» صلة الموصول لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلّا لأنه مفعول به. التقدير : في ما اشتهته أنفسهم.

(أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. خالدون : خبر «هم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته أي مخلّدون.

(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هذا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (١٠٣)

٤٠٩

(لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر ثالث للمبتدإ «أولئك..» في الآية الكريمة الأولى بعد المائة. لا : نافية لا عمل لها. يحزن : فعل مضارع مرفوع بالضمة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الفزع : فاعل مرفوع بالضمة. الأكبر : صفة ـ نعت ـ للفزع مرفوع مثله بالضمة.

(وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) : الواو عاطفة. تتلقى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم وحرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الملائكة : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وتتلقاهم الملائكة مهنئين على أبواب الجنة قائلين لهم أو يقولون لهم : هذا وقت ثوابكم قد حلّ والجملة الفعلية المحذوفة المقدرة «يقولون لهم» في محل نصب حال من الملائكة. والجملة الاسمية «هذا يومكم» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(هذا يَوْمُكُمُ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يومكم : خبر «هذا» مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

(الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة ـ نعت ـ لليوم وقد حرك آخر «يومكم» بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ كنتم : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» والميم علامة جمع الذكور والجملة الفعلية «كنتم توعدون» صلة الموصول لا محل لها بمعنى هذا يومكم الذي وعدكم ربكم أي الذي وعدتم به في الدنيا لنيل الجزاء الحسن. توعدون : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «كان» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة

٤١٠

والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل بمعنى : توعدون به فحذف الجار اختصارا.

(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) (١٠٤)

(يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ) : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : اذكر وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. نطوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «نطوي السماء» في محل جر مضاف إليه.

(كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب نائب عن المفعول المطلق ـ المصدر ـ أو صفة ـ نعت ـ له. بتقدير : نطويها طيا مثل طي السجل. طيّ : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. للكتب : جار ومجرور متعلق بطيّ.. على تأويل فعله أمّا. السجل : فهو مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى : كطيّ الدفتر على ما حواه..

(كَما بَدَأْنا) : الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل نصب مفعول به بفعل محذوف يفسره ما بعده أي نعيده.. التقدير : نعيد مثل الذي بدأنا.. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. بدأنا : الجملة الفعلية صلة الموصول «ما» لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : كما بدأناها.

(أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق ببدأنا وهو مضاف. أو يكون حالا من ضمير الغائب الساقط لفظا والثابت معنى أي الضمير ـ الهاء ـ في «بدأناه». خلق : مضاف إليه مجرور

٤١١

بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. نعيده : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. والجملة الفعلية «نعيده» في محل جر صفة ـ نعت ـ لخلق على اللفظ لأنه مفرد نكرة.. وفي محل نصب حال على المعنى أي أول الخلق بمعنى أول الخلائق لأن الخلق مصدر.

(وَعْداً عَلَيْنا) : مصدر مؤكد ـ مفعول مطلق ـ لأن قوله «نعيده» بمعنى «عدة ـ أي وعد ـ للإعادة.. التقدير : وعد وعدا». منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. على : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «وعدا».

(إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بنون «إنّ» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». كنا : الجملة الفعلية مع خبرها في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع اسم «كان». فاعلين : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : وعدناهم بذلك وعدا علينا إنجازه والوفاء به وهو الإعادة وعلى هذا التفسير والمعنى يكون الجار والمجرور «علينا» في محل رفع متعلقا بخبر مقدم وحذف المبتدأ المؤخر «إنجازه» أو «الوفاء به» وتكون الجملة الاسمية «علينا إنجازه» في محل نصب صفة للموصوف المصدر «وعدا».

(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (١٠٥)

(وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) : الواو استئنافية. اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. كتب : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد

٤١٢

المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. في الزبور : جار ومجرور متعلق بكتبنا بمعنى : ولقد كتبنا في الكتاب المنزل على داود.

(مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) : جار ومجرور متعلق بكتبنا أو يكون متعلقا بحال محذوف من «الزبور» الذكر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أي من بعد التوراة أو اسم جنس ما أنزل على الأنبياء من الكتب.. و «الذكر» : أم الكتاب يعني اللوح المحفوظ.

(أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الأرض : اسم «أنّ» منصوب وعلامة نصبه الفتحة والجملة الفعلية «يرثها عبادي..» في محل رفع خبر «أنّ». يرث : فعل مضارع مرفوع بالضمة.. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم.

(عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها حركة الكسرة المأتيّ بها من أجل الياء والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة وفتحت لالتقاء الساكنين. الصالحون : صفة ـ نعت ـ لعبادي مرفوع مثله وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن التنوين والحركة في الاسم المفرد والجملة المؤولة من «أنّ» وما في حيزها من اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به لكتبنا.. ويجوز أن تكون جملة تفسيرية لا محل لها من الإعراب.

** (لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة والتسعين والإشارة إلى الأصنام المعبودين ونحوها بمعنى : لو كان هؤلاء الأصنام آلهة ما أدخلوا إلى جهنم فحذفت الصفة أو البدل «الأصنام» اختصارا لأن ما قبله دال عليه.

** (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة المائة.. المعنى : لهم في جهنم أنين وتنفس طويل شديد لا يسمعون شيئا أي صمّ لشدة غليان جهنم فحذف مفعول «يسمعون» اختصارا وهو «شيئا» يقال : زفر ـ يزفر ـ زفيرا.. بكسر فاء المضارع أي أخرج نفسه مع مدّه إيّاه.. وزفرت النار : أي سمع صوت توقدها.

٤١٣

** (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الأولى بعد المائة. المعنى.. الخصلة أو المنزلة الحسنى وهي السعادة أو الجنة فحذف الموصوف «الخصلة.. المنزلة» وحلّت الصفة «الحسنى» محلها.

** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : لما نزلت الآية : (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ..) قال ابن الزبعري : عبد الشمس والقمر والملائكة وعزيز فكل هؤلاء في النار مع آلهتنا. فنزلت الآية : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ..) أي إنّ هؤلاء مبعدون عن جهنم فهم السعداء بسبب إيمانهم الحق وإحسان طاعتهم لعملهم بعمل أهل الجنة ولأن كلمة «ما» في «وما تعبدون» لا تشمل العقلاء.

** (إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة الرابعة بعد المائة وحذف مفعول «فاعلين» اختصارا أي فاعلين ذلك بمعنى إنّا كنّا قادرين على أن نفعل ذلك أي ما وعدناكم به.

** (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة بعد المائة.. المعنى : ولقد كتبنا في الزبور المنزل على داود من بعد التوراة. و «الزبور» هو كتاب داود.. وكل كتاب يسمّى زبورا.. مأخوذ من زبرت الكتاب ـ أزبره ـ زبرا.. بمعنى كتبته والفعل من باب «قتل» وهو فعول بمعنى مفعول.. مثل «رسول» بمعنى «مرسل» وجمعه : زبر بضم الياء والزاي. و «الزبر» بفتح الزاي وسكون الباء هو الكتابة.

** (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) : قيل : المعنى : ولقد كتبنا في كتاب داود المنزل عليه من بعد التوراة أو من بعد اللوح المحفوظ أنّ الأرض المقدسة يرثها محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأمته لعمارتها والقيام بخلافة الله فيها.. وسمّى الله تعالى محمدا وأمته بعباده الصالحين..

** (إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة بعد المائة.. والإشارة إلى المذكور في هذه السورة من الأخبار والوعد والوعيد والمواعظ البالغة.. و «البلاغ» هو الكفاية وما تبلغ به البغية.. وحذف مفعول «عابدين» اختصارا لأنه معلوم أي عابدين الله الحق لا عابدين لأهوائهم.. كما حذف النعت أو البدل المشار إليه اختصارا أي إنّ في هذا القرآن.. أو المذكور من الأخبار.

(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) (١٠٦)

(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. في : حرف جر. هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي والجار والمجرور في محل رفع خبر «إنّ» المقدم. اللام لام التوكيد المزحلقة. بلاغا : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(لِقَوْمٍ عابِدِينَ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «بلاغا». عابدين : صفة ـ نعت ـ للموصوف «قوم» مجرور مثله وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

٤١٤

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (١٠٧)

(وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا) : الواو استئنافية. ما : نافية لا عمل لها. أرسل : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. إلّا : أداة حصر لا عمل لها.

(رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) : حال من ضمير المخاطب ـ الكاف ـ منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. للعالمين : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «رحمة» وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : مهداة للعالمين أي الإنس والجن.

(قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (١٠٨)

(قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين أي قل لهم يا محمد والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أي بتأويل مصدر من «إنّ» مع اسمها وخبرها. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «ما» اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». يوحى : الجملة الفعلية وما بعدها صلة الموصول لا محل لها.. وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والجار والمجرور «إليّ» متعلق بيوحى.

(أَنَّما إِلهُكُمْ) : كافة ومكفوفة أو أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له. إلهكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور.

٤١٥

(إِلهٌ واحِدٌ) : خبر المبتدأ «إلهكم» مرفوع بالضمة المنونة. واحد : توكيد لإله لتثبيت الوحدانية مرفوع مثله بالضمة المنونة. والجملة الاسمية «إلهكم إله واحد» في محل رفع خبر «إنّ».

(فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) : الفاء استئنافية. هل : حرف استفهام لا محل له. أنتم : ضمير منفصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. مسلمون : خبر «أنتم» مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض من تنوين المفرد وحركته بمعنى : فهل أنتم مستسلمون لهذه العقيدة وتاركون ما أنتم عليه من أساطير الأولين. أو يكون «إله» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو فتكون الجملة الاسمية «هو إله واحد» في محل رفع خبر المبتدأ الأول «إلهكم».

(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ) (١٠٩)

(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ) : الفاء استئنافية. إن : حرف شرط جازم. تولوا : فعل ماض فعل الشرط في محل جزم بإن مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين ولاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى فإن أعرضوا. فقل : الجملة الفعلية وما بعدها جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط و «قل» فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذفت الواو ـ أصله : قول ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين. أي فقل لهم.

(آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع فاعل. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به

٤١٦

والميم علامة جمع الذكور. على سواء : جار ومجرور في محل نصب حال من ضميري «آذنتكم» التقدير والمعنى قد أعلمتكم مستوين أنا وأنتم في الإعلام به أو أنا وأنتم في علم ما أعلمتكم.

(وَإِنْ أَدْرِي) : الواو استئنافية. إن : مخففة مهملة نافية بمعنى «ما». أدري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.

(أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ) : الهمزة حرف استفهام لا محل له. قريب : خبر مقدم مرفوع بالضمة المنونة. أم : حرف عطف ـ أم المتصلة ـ بعيد : معطوف على «قريب» مرفوع مثله بالضمة المنونة أيضا.

(ما تُوعَدُونَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. توعدون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. وحذفت صلته حرف الجر وهو العائد إلى الموصول المعنى والتقدير : ما توعدون به من غلبة المسلمين عليكم أو ما توعدون به من العذاب والجملة الاسمية «أقريب أم بعيد ما توعدون» في محل نصب مفعول به للفعل «أدري» ويجوز أن يعرب «قريب» مبتدأ. و «ما» فاعل الصفة المشبهة «قريب» سدّ مسدّ الخبر.

(إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ) (١١٠)

(إِنَّهُ يَعْلَمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «إنّ». يعلم : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجملة الفعلية «يعلم الجهر» في محل رفع خبر «إنّ».

(الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. من القول : جار ومجرور متعلق بحال من «الجهر».

٤١٧

(وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ) : معطوفة بالواو على جملة «يعلم» وتعرب مثلها. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. تكتمون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير والمعنى : ما تكتمونه أي ما تسرّونه في صدوركم من أحقاد على المسلمين ويجازيكم عليه.

(وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) (١١١)

(وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ) : معطوف على مثيله في الآية الكريمة التاسعة بعد المائة. لعلّ : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» مبني على الفتح والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم «لعلّ».

(فِتْنَةٌ لَكُمْ) : خبر «لعلّ» مرفوع بالضمة المنونة. لكم : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «فتنة» والميم علامة جمع الذكور. بمعنى لعلّ تأخير العذاب أو تأخير هذا الموعد اختبار وامتحان لكم.

(وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) : معطوف بالواو على «فتنة» مرفوع مثله بالضمة المنونة. إلى حين : جار ومجرور متعلق بمتاع على تأويل فعله أو بصفة محذوفة من «متاع» ونوّن آخر «حين» لانقطاعه عن الإضافة بمعنى : أو تمتيع لكم إلى حين انتهاء هذا الموعد ليكون حجة عليكم.

(قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ) (١١٢)

(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ربّ : منادى مضاف منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة. وأصله : يا رب.. وقد حذفت أداة النداء تعظيما وإجلالا والياء المحذوفة اختصارا في الخط ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة دالة عليها.

٤١٨

(احْكُمْ بِالْحَقِ) : فعل دعاء وتضرع بصيغة طلب مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت بمعنى اقض بيننا بالحق أو شدد عليهم حكمك. بالحق : جار ومجرور متعلق باحكم أو بمحذوف تقديره : احكم حكما بالحق أو يكون نائبا عن صفة لمصدر ـ مفعول مطلق محذوف.. التقدير : احكم حكما ملتبسا بالحق.

(وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ الْمُسْتَعانُ) : الواو استئنافية. رب : مبتدأ مرفوع بالضمة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الرحمن المستعان : خبران بالتتابع ـ خبر بعد خبر ـ للمبتدإ مرفوعان وعلامة رفعهما الضمة. أو يكون «الرحمن» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هو. والجملة الاسمية «هو الرحمن» في محل رفع خبر المبتدأ «ربنا».

(عَلى ما تَصِفُونَ) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق باسم المفعول «المستعان» بتأويل فعله بمعنى : على ما تصفون بأنّ الغلبة ستكون لكم. تصفون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد ـ الراجع ـ إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : على ما تصفونه.. ويجوز أن تكون «ما» مصدرية. فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى.. والجار والمجرور متعلق بالمستعان.. التقدير : المستعان على وصفكم.

* * *

٤١٩

سورة الحج

معنى السورة : الحجّ ـ بفتح الحاء ـ هو القصد للنسك ـ العبادة ـ ومناسك الحج : هي عباداته.. وقيل : مواضع العبادات.. ومن فعل كذا فعليه نسك ـ بضم النون والسين ـ أي دم يريقه.. ومنه : نسك : أي تزهّد وتعبّد فهو ناسك ـ اسم فاعل ـ وهم نسّاك ـ بضم النون ـ مثل «عابد وعبّاد» ـ ويقال : حجّ ـ يحجّ ـ حجّا : بمعنى : قصد.. والفعل من باب «قتل» أو «ردّ» فهو حاجّ ـ اسم فاعل ـ هذا أصله.. ثم قصروا استعماله في الشرع على قصد الكعبة المشرّفة للحج أو العمرة.. ومنه قيل : ما حجّ ولكن دجّ. فالحج : هو القصد للنسك.. والدجّ : هو القصد للتجارة. والاسم : هو الحجّ ـ بكسر الحاء ـ أمّا «العمرة» فهي الحج الأصغر.. مأخوذة من «الاعتمار» وهو الزيارة. وسمّي شهر «الحجّ» بشهر «ذي الحجة» و «الحجة» بكسر الحاء : اسم المرة على غير قياس لأن الأصل بفتح الحاء.. هذا ما قاله «ثعلب» ولم يسمع من العرب. واسم الفاعل : الحاجّ.. وجمعه : حجّاج وحجيج.. وأمّا «الحجة» بضم الحاء فهي الدليل والبرهان وتجمع على «حجج» ومنه القول : حاجّه : أي غلبه في الحجّة.. ويقال : هذا رجل حاجّ بيت الله الحرام : بمعنى : قاصد مكّة للعبادة وهو حجّ بيت الله الطاهر وكلمة «الحج» مع الفعل وردت كثيرا في كتاب الله الكريم.

تسمية السورة : سمّيت إحدى سور القرآن الكريم بهذه التسمية وفيها الآية السابعة والعشرون : (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) صدق الله العظيم. أي وناد في الناس بالدعوة إلى الحج يا أيها الناس : كتب عليكم الحج إلى البيت فأجيبوا ربكم.. لبّيك اللهمّ لبّيك يأتوك مشاة وراكبين على كل بعير مضمر أي خفيف اللحم من كثرة السير تأتي هذه الإبل الضوامر بالركبان من كل طريق بعيد.

٤٢٠