إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

(وَعَصى آدَمُ) : الواو عاطفة. عصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة للتعذر. آدم : فاعل مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف للمعرفة وعلى وزن أفعل.

(رَبَّهُ فَغَوى) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة. فغوى : معطوف بالفاء على «عصى» ويعرب إعرابه والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فضلّ عن مطلوبه وخاب في مقصده.

(ثُمَّ اجْتَباهُ رَبُّهُ فَتابَ عَلَيْهِ وَهَدى) (١٢٢)

(ثُمَّ اجْتَباهُ) : حرف عطف للترتيب. اجتباه : أي اصطفاه : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم.

(رَبُّهُ فَتابَ) : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة الفاء عاطفة. تاب : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(عَلَيْهِ وَهَدى) : جار ومجرور متعلق بتاب. وهدى : الجملة الفعلية معطوفة أيضا على «اجتبى» وتعرب إعرابها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي الرب سبحانه بمعنى : تاب عليه ربّه وهداه إلى التمسك بأهداب العصمة.

(قالَ اهْبِطا مِنْها جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى) (١٢٣)

(قالَ اهْبِطا) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. اهبطا : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ وهي فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة والألف ضمير متصل ـ ضمير الاثنين ـ مبني على السكون في محل رفع فاعل.

٣٠١

(مِنْها جَمِيعاً) : جار ومجرور متعلق باهبطا بمعنى : انزلا من الجنة إلى الأرض : جميعا : توكيد معنوي لضمير المثنى المخاطبين بمعنى كلاكما منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ويجوز أن يكون حالا من الضمير المذكور بمعنى : غير متفرقين.

(بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم علامة جمع الذكور. لبعض : جار ومجرور متعلق بعدو. عدو : خبر «بعضكم» مرفوع بالضمة المنونة.

(فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ) : الفاء استئنافية. إمّا : أصلها : إن : حرف شرط جازم و «ما» زائدة. يأتينكم : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة فعل الشرط في محل جزم بإن. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم والميم علامة جمع الذكور. والجملة التالية «من اتبع..» من الشرط وجوابه في محل جزم لأنه جواب الشرط ويجوز أن يكون جواب الشرط محذوفا تقديره فاتّبعوه.

(مِنِّي هُدىً) : جار ومجرور متعلق بيأتي. هدى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة للتعذر على آخره الألف المقصورة قبل تنوينها ونون آخر «هدى» لأنه اسم مقصور ثلاثي نكرة بمعنى : كتاب أو رسول.

(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) : الفاء استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ «من» اتّبع : فعل ماض مبني على الفتح فعل الشرط في محل جزم بمن. والفاعل : ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. والجملة الفعلية «اتّبع هواي» صلة الموصول «من» لا محل لها. هداي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

٣٠٢

(فَلا يَضِلُ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. لا : نافية لا عمل لها. يضلّ : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو.

(وَلا يَشْقى) : الواو حرف عطف. لا نافية لا عمل لها. يشقى : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «لا يشقى» في محل جزم لأنها معطوفة على جملة «لا يضلّ» الواقعة جوابا للشرط.

(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى) (١٢٤)

(وَمَنْ أَعْرَضَ) : الواو عاطفة. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أعرض : فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بمن لأنه فعل الشرط والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «أعرض..» صلة الموصول لا محل لها من الإعراب لأن «من» الشرطية هي نفسها «من» الموصولة.

(عَنْ ذِكْرِي) : جار ومجرور متعلق بأعرض والياء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فَإِنَّ لَهُ) : الفاء واقعة في جواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم. و «إنّ» مع ما في حيزها من اسمها وخبرها في محل جزم لأنها جواب شرط جازم مقترنة بالفاء.

(مَعِيشَةً ضَنْكاً) : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. ضنكا : صفة نعت ـ لمعيشة منصوبة مثلها وعلامة نصبها الفتحة المنونة.. أي ضيّقة.

٣٠٣

(وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ) : الواو استئنافية. نحشره : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره والفعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. يوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بنحشر وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

(الْقِيامَةِ أَعْمى) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره أعمى : حال من ضمير الغائب في «نحشره» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره الألف المقصورة للتعذر.

(قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) (١٢٥)

(قالَ رَبِ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. ربّ : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره منع من ظهورها الحركة المأتيّ بها من أجل مجانسة الياء والياء المحذوفة خطا واختصارا ولكثرة الاستعمال ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة وبقيت الكسرة الدالة عليها.. كما حذفت أداة النداء لأن الأصل : يا ربي.. اختصارا واكتفاء بالمنادى وتم حذفها للتبجيل والتعظيم.

(لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى) : الجملة في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ اللام حرف جر و «ما» اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام وقد حذفت الألف منه لاتصاله بحرف الجر وبقيت الفتحة دالة على الألف المحذوفة حشرتني : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. التاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ سبحانه مبني على الفتح في محل رفع فاعل. النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل مفعول به. أعمى : حال من ضمير المتكلم منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ منع من ظهورها التعذر.

(وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً) : الواو حالية والجملة بعدها في محل نصب حال ثانية. قد : حرف تحقيق كنت : فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله

٣٠٤

بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع اسم «كان» بصيرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) (١٢٦)

(قالَ كَذلِكَ) : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. الكاف اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر كذلك. ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

(أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره الألف المقصورة المحذوفة لاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. آيات : فاعل مرفوع بالضمة وهو مضاف. و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بالاضافة. الفاء عاطفة نسيت : فعل ماض مبني على الفتح و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(وَكَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى) : الواو عاطفة. الكاف اسم مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية «تنسى» في محل رفع ويجوز أن تكون الكاف نائبة أو صفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف فتكون في محل نصب بتقدير : ومثل ذلك النسيان تنسى اليوم على الوجه الاول من إعراب الكاف وعلى الوجه الثاني من إعرابها يكون التقدير : اليوم تنسى نسيانا مثل ذلك النسيان. ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالاضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. اليوم : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بتنسى وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره. تنسى : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره انت. المعنى : كذلك اليوم تهمل وتنسى فتترك في العمى والعذاب نتيجة إهمالك آياتنا.

٣٠٥

(وَكَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقى) (١٢٧)

(وَكَذلِكَ نَجْزِي) : الواو عاطفة. الكاف : اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. والجملة الفعلية «نجزي» في محل رفع خبر المبتدأ. ذا : اسم اشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. ويجوز أن تكون الكاف في محل نصب نائبة أو صفة لمفعول مطلق ـ مصدر ـ محذوف بتقدير : ومثل ذلك الجزاء نجازي من أسرف منهمكا في الشهوات ولم يؤمن بآياتنا على الوجه الأول من إعراب الكاف أمّا على الوجه الثاني فيكون التقدير : ونجازي من أسرف في الشهوات جزاء مثل ذلك الجزاء نجزي : فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(مَنْ أَسْرَفَ) : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به. أسرف : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.

(وَلَمْ يُؤْمِنْ) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يؤمن : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره : هو.

(بِآياتِ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بيؤمن. ربّه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ) : الواو استئنافية. اللام لام الابتداء والتوكيد. عذاب : مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره. الآخرة : مضاف اليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(أَشَدُّ وَأَبْقى) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف على وزن «أفعل» وبوزن الفعل. الواو عاطفة. أبقى :

٣٠٦

معطوف على «أشدّ» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) (١٢٨)

(أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ) : الألف ألف إنكار بلفظ استفهام لا محل له. الفاء عاطفة على معطوف عليه من جنس المعطوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. يهد : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها. اللام حرف جر و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بيهدي. والضمير يعود لهؤلاء الكفار والفاعل هو الجملة الفعلية بعده بمعناها ومضمونها في محل رفع أي ما دلّ عليه «كم أهلكنا» التقدير : أفلم يتبيّن لهم كثرة إهلاكنا ولا يجوز أن يكون فاعل الفعل «يهدي» الاسم «كم» لأن «كم» استفهام خبري له الصدارة في الكلام ولا يعمل فيه ما قبله إذ لا يقال : حضركم حصل إلى الجامع ويجوز أن يكون الفاعل من معنى الفعل وهو «التبيين» أو يكون على الحكاية أي الكلام كما هو بمضمونه ومعناه.. كقولنا : جاء تأبّط شرا إلى مكان الحفل.. وقيل : يجوز أن يكون فيه ضمير لفظ الجلالة بدلالة القراءة بالنون «أفلم نهد» أو يكون المعنى : أفلم يبيّن لهم.

(كَمْ أَهْلَكْنا) : خبرية تفيد التكثير مبنية على السكون في محل نصب مفعول به مقدم للفعل «أهلك» أهلكنا : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى لفظ الجلالة و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بأهلك وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور «من القرون» في محل نصب بيان للاسم «كم» الخبرية وتمييز لها كما يميز العدد بالجنس بمعنى من

٣٠٧

الأمم والجار والمجرور متعلق بحال من «كم» التقدير عددا كبيرا حالة كونه من الأمم أهلكنا.

(يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال ثانية بمعنى : هم الآن يمشون في مساكن الأمم التي أهلكناها ويرون آثارهم وما تركوا وراءهم وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. في مساكن : جار ومجرور متعلق بيمشون و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(إِنَّ فِي ذلِكَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل في : حرف جر. ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بفي. اللام للبعد والكاف حرف خطاب والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» المقدم.

(لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) : اللام لام التوكيد المزحلقة ـ آيات : اسم «إنّ» المؤخر منصوب وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. لأولي : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أولي» وعلامة جر الاسم «أولي» الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم. والواو فيه تكتب ولا تلفظ. وهو مضاف. النهى : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر.

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى) (١٢٩)

(وَلَوْ لا كَلِمَةٌ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف شرط غير جازم. كلمة : مبتدأ مرفوع بالضمة المنوّنة وخبره محذوف وجوبا تقديره : كائنة بمعنى : ولو لا وعد مقرر بتأخير العذاب.

(سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة لكلمة. وهي فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. من ربك : جار ومجرور متعلق بسبقت والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

٣٠٨

(لَكانَ لِزاماً) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو لا» كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو أي لكان العذاب لزاما : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنوّنة بمعنى : لازما لهم.

(وَأَجَلٌ مُسَمًّى) : معطوف بالواو على «كلمة» مرفوع مثلها بالضمة المنونة. مسمّى : صفة ـ نعت ـ لأجل مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ قبل تنوينها ونون آخر الكلمة لأنها اسم نكرة بمعنى : وأجل مقدّر لأعمارهم.

(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) (١٣٠)

(فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) : الفاء استئنافية. اصبر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. على : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق باصبر. يقولون : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : فاصبر يا محمّد على ما يقولونه فيك وفي دينك أو تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بعلى بتقدير على قولهم..

(وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) : الواو عاطفة. سبّح : فعل أمر مبني على سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. بحمد : جار ومجرور متعلق بسبّح أو يكون في محل نصب متعلقا بحال من ضمير «سبّح» التقدير : حامدا. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. بمعنى : وقدّس ربّك حامدا إيّاه على نعمه.

٣٠٩

(قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ) : ظرف زمان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بسبّح وهو مضاف. طلوع : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جرّه الكسرة وهو مضاف. الشمس : مضاف إليه ثان مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره بمعنى : ونزّه ربّك عن النقص قبل طلوع الشمس.

(وَقَبْلَ غُرُوبِها) : معطوف بالواو على «قبل طلوع الشمس» ويعرب مثله و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) : الواو عاطفة. من آناء : جار ومجرور متعلق بسبّح. اللّيل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره بمعنى : ومن ساعات الليل جمع «إنى».

(فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ) : الفاء عاطفة. سبّح : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت وحذف المفعول اختصارا لأن ما قبله دالّ عليه. التقدير : فسبّحه. وأطراف النهار : معطوف بالواو على «قبل طلوع الشمس» ويعرب إعرابه.

(لَعَلَّكَ تَرْضى) : حرف نصب مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» يفيد الترجّي وهو توقع الممكن والكاف ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل نصب اسم «لعلّ» ترضى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ حرف العلة ـ الألف المقصورة منع من ظهورها التعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

** (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً..) ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والعشرين بعد المائة.. المعنى : فله معيشة ضيقة واللفظة مصدر وصف به. ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث.. ومنه القول : ضنك عيشه : أي ضاق.

** (لَكانَ لِزاماً..) المعنى : لكان عذابهم لازما لهم أي لكان مثل ما نزل بالقرون الأولى لازما لهؤلاء الكفرة. واللفظة : مصدر وصف به سمّي به اللازم لفرط لزومه.

** (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ..) أي من زهرة الحياة الدنيا لنختبرهم به. و «فتن» بمعنى : اختبر.. والفتون أيضا والافتتان يتعدّى ويلزم. نحو : فتنته المرأة وافتنته بمعنى : دلّهته : أي أدهشته وذهبت بعقله. وأنكر الأصمعيّ : افتنته. والفاتن المضلّ عن الحق.. قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : ما أنتم عليه بفاتنين وأهل نجد يقولون : بمفتنين.. من أفتنت. أما «زهرة الحياة»

٣١٠

فجمعها : أزهار وزهور وجمع الجمع : أزاهر وأزاهير.. والمراد بزهرة الحياة : زهرة الدنيا : أي غضارتها ـ طيب عيشها ـ وحسنها وزينتها.. و «زهر النبات» هو نوره وهو جمع «زهرة» قالوا : لا يسمّى زهرا حتى يتفتح وقال ابن قتيبة : حتى يصفّر وهو قبل التفتح برعوم ومنه قيل : أزهر النبت : أي أخرج زهره ويقال : زهر الشيء يزهر أو المصباح من باب «خضع» أي صفا لونه وأضاء وقد يستعمل في اللون الأبيض خاصة.. وزهر الرجل ـ بكسر الهاء ـ أي ابيضّ وجهه فهو أزهر وبه سمّي وهي زهراء وبها سمّيت وهو من الصفات التي لقّبت بها ابنة الرسول الكريم محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فاطمة الزهراء. لقّبت بذلك ـ رضي الله عنها ـ لحسنها.. أمّا «الأزهر» فهو النيّر ويسمّى القمر الأزهر. و «الأزهران» هما الشمس والقمر والأزهر هو الأبيض المشرق الوجه ومثله الزهراء أمّا «الزهرة» بضم الزاي وفتح الهاء فهو كوكب مشرق شديد اللمعان وهو من أقرب سيارات النظام الشمسي ويكون تارة نجمة الصبح وطورا نجمة المساء وقيل : الزهرة يبعد أكثر من مائة مليون كيلومتر عن الشمس.. و «الزهرة» كانت معبودة بعض عرب الجاهلية وكانوا يسمّونها «العزّى» أما قدماء اليونان فقد كانت عندهم إلهة الجمال ويسمّونها : فينوس.

(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقى) (١٣١)

(وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ) : الواو استئنافية. لا : ناهية جازمة. تمدّنّ : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محل جزم بلا ونون التوكيد لا محل لها. والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. عينيك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة بمعنى لا تمدن عينيك بالنظر أو نظر عينيك.

(إِلى ما مَتَّعْنا) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بتمدّ أو بمفعول لأجله محذوف بتقدير : رغبة إلى ما متعنا بمعنى : إلى ما في أيدي الآخرين من متع الحياة. متعنا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ) : جار ومجرور متعلق بمتعنا. أزواجا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : أصنافا من الكفرة. من : حرف جر

٣١١

و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «أزواجا» ويجوز أن تكون «أزواجا» منصوبة على الحال من الضمير «الهاء» والفعل واقع على «منهم» بتقدير الذي متعنا به وهو أصناف بعضهم وناسا منهم.

(زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : مفعول به ثان منصوب بمحذوف دل عليه «متعنا» على تضمينه معنى «أعطينا» و «خولنا» أو يكون منصوبا على الاختصاص أي على الذم أو يكون بدلا من «أزواجا» على تقدير : ذوي زهرة. وعلامة نصبه الفتحة. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) : اللام حرف جر للتعليل. نفتن. فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد لام التعليل وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. فيه : جار ومجرور متعلق بنفتن. والجملة الفعلية «نفتنهم فيه» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المصدرية المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بمتعنا بمعنى لاختبارهم أو لتعذيبهم بسببه.

(وَرِزْقُ رَبِّكَ) : الواو استئنافية. رزق : مبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة الجر الكسرة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان.

(خَيْرٌ وَأَبْقى) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وأصله : أخير وحذف الألف أفصح وبعد حذف الألف نوّن آخره. وأبقى : معطوف بالواو على «خير» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) (١٣٢)

٣١٢

(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) : الواو عاطفة. أؤمر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. أهلك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل جر بالإضافة أي أهل بيتك بالصلاة : جار ومجرور متعلق باؤمر.

(وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «أؤمر بالصلاة» وتعرب مثلها و «عليها» متعلق باصطبر.

(لا نَسْئَلُكَ رِزْقاً) : نافية لا عمل لها. نسألك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. رزقا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(نَحْنُ نَرْزُقُكَ) : ضمير منفصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الضم في محل رفع مبتدأ. نرزقك : تعرب إعراب «نسألك» والجملة الفعلية «نرزقك» في محل رفع خبر المبتدأ «نحن».

(وَالْعاقِبَةُ لِلتَّقْوى) : الواو استئنافية. العاقبة : مبتدأ مرفوع بالضمة بمعنى العاقبة المحمودة في الآخرة أي الجنة. للتقوى : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ وعلامة جر «التقوى» الكسرة المقدرة على الألف المقصورة للتعذر بمعنى لأهل التقوى أي لذوي التقوى.

(وَقالُوا لَوْ لا يَأْتِينا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) (١٣٣)

(وَقالُوا لَوْ لا) : الواو استئنافية. قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. لو لا : بمعنى «هلّا» وهي حرف عرض أو حض لا عمل له.

(يَأْتِينا بِآيَةٍ) : الجملة «لو لا يأتينا بآية من ربه» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل

٣١٣

والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به. بآية : جار ومجرور متعلق بيأتينا أي بمعجزة.

(مِنْ رَبِّهِ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «آية» والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر مضاف إليه.

(أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ) : الجملة الاستفهامية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ المعنى : فردّ الله عليهم بقوله : أو لم تأتهم بيّنة.. بمعنى : ألم تصلهم أخبار الصحف الأولى. الألف ألف إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. الواو حرف عطف على معطوف عليه من جنس المعطوف. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تأت فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الياء ـ وبقيت الكسرة دالة عليها و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. بيّنة : فاعل مرفوع بالضمة.

(ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة. في الصحف : جار ومجرور متعلق بفعل مضمر تقدير : وجد.. والجملة الفعلية «وجد في الصحف الأولى» صلة الموصول لا محل لها. الأولى : صفة ـ نعت ـ للصحف مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر أي صحف إبراهيم وموسى والتوراة والإنجيل.

(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) (١٣٤)

(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ) : الواو استئنافية. لو : حرف شرط غير جازم. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «أنّ». أهلكنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير

٣١٤

متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به «أنّ» مع اسمها وخبرها بتأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقدير : ثبت أو وقع إهلاكهم.

(بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ) : جاران ومجروران متعلقان بأهلكنا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة بمعنى : من قبل إرسال محمد أو من قبل التذكير أو القرآن..

(لَقالُوا رَبَّنا) : الجملة الفعلية جواب شرط غير جازم لا محل لها. اللام واقعة في جواب «لو». قالوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى لكانوا قالوا.. رب : منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه الفتحة وحذفت أداة النداء تبجيلا وتكريما وأصله يا ربنا و «نا» ضمير متصل ـ ضمير المتكلمين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَوْ لا أَرْسَلْتَ) : الجملة وما بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ لو لا : حرف عرض لا عمل له بمعنى «هلّا» ومعنى «العرض» الطلب بلين وتأدب. أرسلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل.

(إِلَيْنا رَسُولاً) : حرف جر و «نا» ضمير المتكلمين مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بأرسلت : رسولا مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) : الفاء سببية. نتّبع : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء وعلامة نصبه الفتحة الفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. آياتك : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم والكاف ضمير الواحد المطاع مبني على الفتح في

٣١٥

محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «نتبع آياتك» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة بعد الفاء وما بعدها بتأويل مصدر معطوف على مصدر منتزع من الكلام السابق.

(مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى) : جار ومجرور متعلق بنتبع. أن : حرف مصدري ناصب. نذل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. والجملة الفعلية «نذل» صلة حرف مصدري لا محل لها. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. ونخزى : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على «نذل» وتعرب إعرابها وعلامة نصب الفعل الفتحة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى : لنتبع آياتك ونهتدي بهداها من قبل أي بدل أن نذل ونخزى.

(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِّراطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدى) (١٣٥)

(قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ) : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وأصله : قول.. حذفت الواو تخفيفا ولالتقاء الساكنين. والجملة الاسمية بعده : في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ كل : مبتدأ مرفوع بالضمة ونوّن لانقطاعه عن الإضافة وأصله : كل واحد منا ومنكم. متربص : خبر «كل» مرفوع بالضمة المنونة بمعنى : منتظر لما يؤول إليه أمرنا وأمركم أي ننتظر العاقبة.

(فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ) : الفاء استئنافية. تربصوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : فانتظروا ويجوز أن يكون بمعنى : فتمتعوا. الفاء واقعة في جواب شرط مقدر بمعنى : إن تنتظروا أو إن تتمتعوا فستعلمون والجملة الفعلية جواب شرط جازم مقدر مقترن بالفاء في محل جزم. تعلمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والسين حرف استقبال.

٣١٦

(مَنْ أَصْحابُ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول «تعلمون». من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع خبر مقدم. أصحاب : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. ويجوز أن تكون «من» في محل رفع مبتدأ و «أصحاب» خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «هم أصحاب» في محل رفع خبر «من».

(الصِّراطِ السَّوِيِ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. السوي : صفة ـ نعت ـ للصراط مجرور مثله وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره بمعنى : الطريق المستقيم وأصله : السراط..

(وَمَنِ اهْتَدى) : الواو عاطفة. من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وحرك آخره بالكسر لالتقاء الساكنين. اهتدى : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «من» وهي فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الاسمية «من اهتدى» معطوفة على الجملة الاسمية «من أصحاب» ومحلها النصب أيضا.

* * *

٣١٧

سورة الأنبياء

معنى السورة : الأنبياء : جمع «نبيّ» وهو المخبر عن الغيب أو المستقبل بوحي من الله.. وهو جمع تكسير ـ فعيل ـ أفعلاء ـ ويجمع جمع مذكر سالما : نبيّون أمّا «النبوّة» أو «النبوءة» فهما تأتيان بمعنى : الإخبار عن الله تعالى.. وقيل : الرسول : هو الذي معه كتاب ـ أي من الأنبياء ـ والنبيّ ـ اسم فاعل ـ هو الذي ينبئ عن الله عزوجل وإن لم يكن معه كتاب.. وقد جمع الاسمان في قوله تعالى في سورة «مريم» : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا) (٥٤) صدق الله العظيم.

وقيل : جميع أسماء الأنبياء أعجمية إلّا أربعة أو خمسة : محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وصالح وشعيب وهود.. وقيل : اسماعيل ـ عليهم‌السلام ـ أمّا «يوسف» فقد اختلف فيه.. فقيل : هو اسم عبرانيّ.. وقيل : هو اسم عربي. وقيل : لو كان عربيا لانصرف ـ أي لنوّن ـ لخلوّه عن سبب آخر سوى التعريف.

الأنبياء : هم الهداة أو الهادون إلى الإيمان بالله سبحانه. و «الرسول» هو لقب نبي المسلمين محمد بن عبد الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هادي البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد.

تسمية السورة : سمّيت إحدى سور القرآن الكريم بسورة «الأنبياء» وقد جمعت في بعض آياتها قصص الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ موسى وهارون وإيتائهم التوراة وقصة إبراهيم وهدايته وقصته مع أبيه وعبادة التماثيل ونجاته من النار وإعطائه إسحاق ويعقوب وجعلهم هادين ونجّاه سبحانه ولوطا ابن أخيه من بابل بالعراق إلى أرض بيت المقدس مهبط الأنبياء.. ووهبه من زوجته سارة إسحاق ولدا ويعقوب حفيدا وجعلوا هادين الناس إلى الدين والإيمان وإتيان لوط النبوّة والعلم بأحكام الدين ونجاة نوح وأهله من الطوفان والغرق وقصة داود وسليمان وأيوب مع مرضه وقصة إسماعيل وإدريس وذي الكفل وهو ابن أيوب من أنبياء بني إسرائيل ومنح زكريا ولدا

٣١٨

هو يحيى.. وهؤلاء الأنبياء ـ عليهم‌السلام ـ المبادرون إلى فعل الطاعات جديرون بتسمية سورة بأسمائهم.

فضل قراءة السورة : قال الحبيب المصطفى محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من قرأ اقترب للناس حسابهم ـ في الآية الأولى من سورة ـ الأنبياء ـ حاسبه الله حسابا يسيرا وصافحه وسلّم عليه كلّ نبيّ ذكر اسمه في القرآن» صدق رسول الله وعن الرسول الكريم محمّد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء».

إعراب آياتها

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) (١)

(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ) : فعل ماض مبني على الفتح. للناس : جار ومجرور متعلق باقترب واللام حرف الجر تأكيد لإضافة الحساب إليهم لأن الأصل : اقترب حساب الناس. حساب : فاعل مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى : اقترب يوم القيامة أي اقتربت الساعة.

(وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال من «الناس» الواو حالية : هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ أي المشركون. في غفلة : جار ومجرور في محل رفع خبر «هم». معرضون : خبر «هم» الثاني مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : وهم غافلون عن حسابهم ساهون لا يتفكرون في عاقبتهم.

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (٢)

(ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ) : نافية لا عمل لها. يأتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم. من : حرف جر زائد. ذكر :

٣١٩

اسم مجرور لفظا بمن وعلامة جره الكسرة المنونة مرفوع محلا على أنه فاعل «يأتي».

(مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ذكر» و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة. محدث : صفة ـ نعت ـ لذكر على اللفظ لا المحل مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى : ما يأتيهم ذكر جديد.. والذكر : هو الطائفة النازلة من القرآن.

(إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) : حرف تحقيق بعد النفي لا عمل له. استمعوه : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(وَهُمْ يَلْعَبُونَ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. يلعبون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هم» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.

(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ) (٣)

(لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) : حال ثانية مترادفة أو متداخلة مع «هم يلعبون» منصوبة وعلامة نصبها الفتحة المنونة. قلوب : فاعل لاسم الفاعل «لاهية» مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين المتصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) : الواو عاطفة. أسروا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. النجوى : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر بمعنى : وأخفوا تحادثهم ليخفوا نياتهم في الدس.

(الَّذِينَ ظَلَمُوا) : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع بدل من واو الجماعة في «أسروا» ومن جعله فاعلا لأسروا يكون قد جاء بفاعلين لفعل

٣٢٠