إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. وجملة «فليؤمن» جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم.

(وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) : الجملة معطوفة بالواو على جملة «من شاء فليؤمن» وتعرب مثلها وفي الكلام معنى التهديد.

(إِنَّا أَعْتَدْنا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغمة بإنّ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أعتدنا : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

(لِلظَّالِمِينَ ناراً) : جار ومجرور متعلق بأعتدنا بمعنى : أعددنا أو هيّأنا وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. نارا : مفعول به منصوب بالفتحة المنونة.

(أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف ـ «نارا» وهي فعل ماض مبني على الفتح. الباء حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بأحاط. سرادق : فاعل مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى فسطاطها.

(وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا) : الواو استئنافية. إن : حرف شرط جازم. يستغيثوا : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة بمعنى : وإن يستغيثوا من العطش.

(يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ) : الجملة جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وفيها تهكم بالظالمين وهي فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم لأنه جواب الشرط وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. بماء : جار ومجرور

٤١

متعلق بيغاثوا الكاف حرف تشبيه أو اسم بمعنى «مثل» مبني على الفتح في محل جر صفة ـ نعت ـ لماء. المهل : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة بمعنى كذوب الأجساد.

(يَشْوِي الْوُجُوهَ) : الجملة في محل جر صفة ثانية لماء وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الوجوه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(بِئْسَ الشَّرابُ) : فعل ماض جامد لإنشاء الذم مبني على الفتح. الشراب : فاعل مرفوع بالضمة والمخصوص بالذم محذوف. التقدير : بئس الشراب ذلك أو بئس الشراب المهل هو.

(وَساءَتْ مُرْتَفَقاً) : الواو عاطفة. ساءت : فعل ماض لإنشاء الذم أيضا لأن معناه : بئست مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. أي النار أو جهنم. مرتفقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : متكّأ.. وهو من وضع المرفق تحت الخد.. وهو لمشاكلة قوله : وحسنت مرتفقا في الآية الكريمة الحادية والثلاثين وبمعنى : وساءت النار مقرا ونزولا أو وساءت جهنم متكأ.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) (٣٠)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وخبر «إنّ» الجملة الاسمية «أولئك لهم جنات» في الآية التالية في محل رفع.

(وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : معطوفة بالواو على «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم بمعنى الأعمال الصالحة أو صالح الأعمال.

٤٢

(إِنَّا لا نُضِيعُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» المدغم بإنّ ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ» و «إنّ» مع اسمها وخبرها جملة اعتراضية لا محل لها اعترضت بين اسم «إنّ» في «إنّ الذين..» وبين خبرها في بداية الآية الكريمة التالية. لا : نافية لا عمل لها. نضيع : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن.

(أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والجملة الفعلية «لا نضيع أجر..» في محل رفع خبر «إنّ» في «إنّا». من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه والجملة الفعلية بعده «أحسن عملا» صلة الموصول لا محل لها. أحسن : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عملا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها عَلَى الْأَرائِكِ نِعْمَ الثَّوابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) (٣١)

(أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ) : أولاء : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ والكاف حرف خطاب. اللام : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. جنات : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية «لهم جنات..» في محل رفع خبر «أولئك».

(عَدْنٍ تَجْرِي) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل بمعنى لهم جنات استقرار وإقامة والجملة الفعلية تجري الأنهار في محل رفع خبر ثان لأولئك.

(مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال محذوفة من «الأنهار» التقدير : تجري كائنة تحتهم و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون حرك بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ في محل جر بالإضافة.

٤٣

(الْأَنْهارُ) : فاعل مرفوع بالضمة أو تكون جملة «تجري من تحتهم الأنهار» في محل رفع صفة لجنّات.

(يُحَلَّوْنَ فِيها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين. وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيحلّون.

(مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) : جار ومجرور متعلق بيحلون بمعنى : يتزيّنون في الجنة أساور ذهب. وعلى هذا المعنى تكون «من» حرف جر زائدا. و «أساور» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا على أنه مفعول به وبمعنى : يلبسون أساور. و «أساور» اسم ممنوع من الصرف يجرّ بالفتحة بدلا من الكسرة على وزن ـ مفاعل ـ من : حرف جر بياني ـ من.. البيانية. ذهب : اسم مجرور بمن وعلامة جره الكسرة المنونة والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «أساور» أو تكون «من» تبعيضية و «ذهب» تمييزا. وهو مجرور لفظا بمن منصوب محلا لأنه تمييز بمعنى : يلبسون أساور ذهبا.. وجيء بمن لأن الاسمين «أساور» و «ذهب» اسمان مبهمان.

(وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً) : الواو عاطفة. يلبسون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. ثيابا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. خضرا : صفة ـ نعت ـ للموصوف «ثيابا» منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيها) : جار ومجرور متعلق بصفة ثانية للموصوف «ثيابا» بتقدير. سندسا بمعنى حريرا رقيقا. وجيء بمن أيضا لأن الكلمة مبهمة. واستبرق : معطوف بالواو على «سندس» ويعرب إعرابه. بمعنى : حريرا ثخينا. متكئين : حال من ضمير الغائبين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. فيها : جار ومجرور متعلق باسم الفاعلين «متكئين».

٤٤

(عَلَى الْأَرائِكِ) : جار ومجرور متعلق بمتكئين بمعنى : على الأسرّة والوسائد وهي جمع «أريكة».

(نِعْمَ الثَّوابُ) : فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتح. الثواب : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : نعم الجزاء من الله وهو الجنة ونعيمها والمخصوص بالمدح محذوف يفسره ما قبله.

(وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً) : الواو عاطفة. حسنت : فعل ماض مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي أي الجنة. مرتفقا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى «متّكأ» أو حسنت أرائك الجنة متّكأ.

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً) (٣٢)

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً) : الواو حرف عطف. اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باضرب. مثلا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى يعتبر به المشركون.

(رَجُلَيْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. النون عوض عن حركة المفرد وتنوينه أو يكون متعلقا بحال محذوف بتقدير : واضرب لهم مثلا مثل حال الكافرين.. والمؤمنين بحال رجلين. جعلنا : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ لرجلين. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى : آتينا. لأحد : جار ومجرور متعلق بجعلنا والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة الميم علامة جمع الذكور وقيل : حرف عماد. والألف علامة التثنية لا محل لها.

٤٥

(جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنابٍ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته بمعنى : بستانين. من أعناب : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «جنتين» و «من» بيانية.

(وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ) : الواو عاطفة. حففنا : تعرب إعراب «جعلنا» الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به. الميم حرف عماد والألف للتثنية. بنخل : جار ومجرور متعلق بحففنا.. بمعنى : وأحطنا. أي وأحطنا البستانين بنخل أو وجعلنا النخيل محيطا بالجنتين وهو متعد إلى مفعول فتزيده الباء مفعولا به ثانيا.

(وَجَعَلْنا بَيْنَهُما زَرْعاً) : تعرب إعراب «وحففنا» بين : ظرف مكان منصوب على الظرفية متعلق بجعلنا وهو مضاف بمعنى «وسطهما» الهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم حرف عماد والألف علامة التثنية. زرعا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً) (٣٣)

(كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ) : اسم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وهو مضاف. الجنتين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(آتَتْ أُكُلَها) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على آخره ـ الألف المقصورة ـ المحذوفة لاتصال الفعل بتاء التأنيث الساكنة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. والفاعل يعود على «كلتا» المؤكدة للجنتين بمعنى كل واحدة آتت أكلها : أي ثمرها. أكل : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «آتت أكلها» في محل رفع خبر المبتدأ «كلتا».

(وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً) : الواو عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تظلم : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه

٤٦

جوازا تقديره : هي. منه : جار ومجرور متعلق بتظلم. شيئا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : ولم تنقص منه شيئا.

(وَفَجَّرْنا خِلالَهُما نَهَراً) : الواو عاطفة. فجر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى وأنبعنا فيهما. خلال : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بفجرنا وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة. الميم حرف عماد والألف علامة التثنية. نهرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) (٣٤)

(وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. له : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «كان» المقدم. ثمر : اسم «كان» المؤخر مرفوع بالضمة المنونة. أي كان لأحد الرجلين..

(فَقالَ لِصاحِبِهِ) : الفاء استئنافية. قال : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو والجار والمجرور «لصاحبه» متعلق بقال والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(وَهُوَ يُحاوِرُهُ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال بمعنى قال له مفتخرا عليه. هو : ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. يحاوره : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «هو» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ) : الجملة الاسمية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ أنا : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. أكثر : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة ولم ينوّن آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل ومن وزن الفعل. منك : جار ومجرور متعلق بأكثر.

٤٧

(مالاً وَأَعَزُّ نَفَراً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وأعزّ نفرا : معطوف على «أكثر مالا» ويعرب مثله.

(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ قالَ ما أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً) (٣٥)

(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) : الواو عاطفة. دخل : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. جنته : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب مبني على الضم في محل جر مضاف إليه.

(وَهُوَ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ) : الواو حالية والجملة الاسمية في محل نصب حال. هو ضمير منفصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. ظالم : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة. لنفسه : جار ومجرور متعلق بظالم والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(قالَ ما أَظُنُ) : يعرب إعراب «دخل» والجملة الفعلية «قال» في محل نصب حال من ضمير الغائب بتقدير : قائلا والجملة الفعلية بعده «ما أظن..» في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ ما : نافية لا عمل لها. أظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا.

(أَنْ تَبِيدَ هذِهِ أَبَداً) : حرف مصدري ناصب. تبيد : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. هذه : اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع فاعل بمعنى أن تفنى هذه الجنة. والجملة الفعلية «تبيد هذه» صلة حرف مصدري لا محل لها. أبدا : ظرف زمان لتأكيد المستقبل نفيا وإثباتا يدل على الاستمرار منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة المنونة متعلق بتبيد ونوّن آخره لانقطاعه عن الإضافة. و «أن» وما بعدها بتأويل مصدر سدّ مسدّ مفعولي «أظن».

(وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْها مُنْقَلَباً) (٣٦)

(وَما أَظُنُّ السَّاعَةَ قائِمَةً) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. أظن : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. الساعة قائمة : مفعولا «أظنّ» منصوبان وعلامة نصبهما الفتحة المنونة.

٤٨

(وَلَئِنْ رُدِدْتُ) : الواو استئنافية. اللام موطئة للقسم ـ اللام المؤذنة ـ إن : حرف شرط جازم. رددت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك فعل الشرط في محل جزم بإن والتاء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على الضم في محل رفع نائب فاعل. وجواب الشرط محذوف دلّ عليه جواب القسم أو يكون جواب القسم قد سدّ مسدّ الجوابين. والجملة الفعلية «إن رددت» اعتراضية بين القسم المحذوف وجوابه لا محل لها من الإعراب.

(إِلى رَبِّي) : جار ومجرور متعلق برددت والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لَأَجِدَنَّ خَيْراً) : اللام واقعة في جواب القسم المقدر والجملة جواب القسم لا محل لها. أجدن : فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا ونون التوكيد لا محل لها. خيرا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : مرجعا خيرا.

(مِنْها مُنْقَلَباً) : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» أي من جنته. منقلبا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : لأجدنّ في الآخرة خيرا من جنته في الدنيا مرجعا وعاقبة.

(قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً) (٣٧)

(قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ) : أعرب في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين. له : جار ومجرور متعلق بقال. صاحبه : فاعل مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة.

(أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ) : الجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ الهمزة همزة إنكار وتعجيب بلفظ استفهام. كفرت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل. الباء حرف جر.. الذي :

٤٩

اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بكفرت. خلقك : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والكاف ضمير المخاطب في محل نصب مفعول به.

(مِنْ تُرابٍ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من ضمير المخاطب في «خلقك» التقدير حال كونك من تراب و «من» حرف جر بياني». و «خلقك» بمعنى : خلق أصلك.

(ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَ) : حرف عطف. من نطفة : معطوفة على «من تراب» وتعرب إعرابها. ثم : حرف عطف يفيد الترتيب.

(سَوَّاكَ رَجُلاً) : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول بمعنى ثم جعلك. رجلا : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة ويجوز أن يكون حالا.

(لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) (٣٨)

(لكِنَّا هُوَ اللهُ) : أصله : لكن أنا بمعنى : لكنّي أنا أقول هو الله ربي. حذفت همزة «أنا» اختصارا وأدغمت النون في النون وبالتقاء النونين جاء التشديد لذلك. لكن : مخففة مهملة وهي تفيد الاستدراك لقوله «أكفرت» قال لأخيه : أنت كافر بالله لكنني مؤمن موحد. أنا : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ لأن «لكن» مخفف لا عمل له وخبره الجملة الفعلية المقدرة «أقول» في محل رفع. والجملة الاسمية «هو الله ربّي» في محل نصب مفعول به بأقول ـ مقول القول ـ أو تكون الجملة الاسمية «هو الله ربّي» في محل رفع خبر «أنا» هو : ضمير الشأن المنفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. الله لفظ الجلالة : خبر «هو» مرفوع للتعظيم بالضمة.

٥٠

(رَبِّي وَلا أُشْرِكُ) : بدل من لفظ الجلالة مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء المناسبة والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الواو عاطفة. لا : نافية لا عمل لها. أشرك : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : أنا.

(بِرَبِّي أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بأشرك والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

** (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة السادسة والعشرين. التقدير والمعنى : فقل لمن يجادل فيهم الله أعلم بمدة مكوثهم في الكهف له علم غيب السموات والأرض فحذف المضاف «مدة» وحلّ محله المصدر المؤول «لبثهم» أي مكوثهم كما حذف المبتدأ المؤخر «علم» وأقيم المضاف إليه «غيب» مقامه.

** (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في بداية الآية الكريمة الثامنة والعشرين.. بمعنى مع المؤمنين الذين يعبدون الله فحذف الموصوف «المؤمنين» وحلت الصفة «الذين» محله.

** (وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) : بمعنى ولا تتجاوزهم عيناك أو لا تصرف عيناك النظر عنهم إلى غيرهم.. وعلى هذا التفسير حذف مفعول «تعدو» اختصارا وهو «النظر» يقال : عدا ـ يعدو ـ عدوا وعدوته أعدوه ـ عدوا.. بمعنى : تجاوزته وهو من باب «قال» ومن معانيه : ظلم وتجاوز الحدّ فهو عاد.. وعدا في مشيه : أي قارب الهرولة.

** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة في جماعة من أشراف قريش طلبوا من النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تنحية الفقراء من أصحابه من مجلسه.. حتى يتبعوه أو يخصصهم بمجلس دونهم.

** (وَساءَتْ مُرْتَفَقاً).. وحسنت مرتفقا : هذان القولان الكريمان وردا في آخر الآيتين الكريمتين التاسعة والعشرين والحادية والثلاثين وفيها سلك سبحانه ما يسمّى في علم البلاغة المشاكلة مع الفارق بين المعنيين فما أبلغ قول الله وما أفصحه وما أعجزه!

** (وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ناراً) : في هذا القول الكريم أفرد الفعلان «شاء» و «يكفر» على لفظ «من» وجمع في «الظالمين» على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.. كما حذف مفعول «شاء» اختصارا.. المعنى : ومن شاء الكفر فليكفر وفي القول تحد وتهديد.

** (أُولئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الحادية والثلاثين.. أي أولئك المؤمنون.. تجري من تحت غرفهم ومساكنهم الأنهار.. حذفت الصفة أو البدل «المؤمنون» اختصارا لأن ما قبله دال عليه كما حذف المضاف إليه الأول «غرف» وأضيف المضاف «تحت» إلى المضاف إليه الثاني «هم.. ضمير الغائبين» فصار : من تحتهم.

٥١

** (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثالثة والثلاثين.. المعنى : كل واحدة من الجنتين ـ البستانين ـ آتت ثمرها. و «كلتا» اسم مفرد لفظا مثنى معنى.. مضاف إلى كلمة واحدة دالة على اثنين فإن أضيف إلى الاسم الصريح بنت على السكون وإن أضيف إلى الضمير أعرب إعراب المثنى.. وينطبق هذا القول على «كلا» كذلك وهو يأتي في حالة كون ما بعده مذكرا. و «كلتا» وإن كان معناها معنى المثنى إلّا أن لفظها مفرد ومراعاة اللفظ أرجح من مراعاة المعنى. قال أبو الأسود الدؤلي في ابن عمّ لا خير فيه :

بليت بصاحب إن أدن شبرا

يزدني في مباعدة ذراعا

وإن أمدد له في الوصل ذرعي

يزدني فوق مدّ الذرع باعا

أبت نفسي له إلّا اتّباعا

وتأبى نفسه إلّا امتناعا

كلانا جاهد أدنو وينأى

فذلك ما استطعت وما استطاعا

** (فَقالَ لِصاحِبِهِ) : ورد هذا القول في الآية الكريمة الرابعة والثلاثين.. يقال كانا أخوين من بني إسرائيل ورثا أربعة آلاف دينار فصنع أحدهما بماله ما ذكر وأثرى وأنفق الآخر ماله في طاعة الله حتى افتقر والتقيا ففخر الغني ووبّخ المؤمن فجرت بينهما هذه المحاورة. و «الصاحب» اسم فاعل من صحب ـ يصحب.. من باب «سلم» وجمعه : صحب.. صحبة.. صحاب.. صحبان.. وأصحاب. وهو الصديق المعاشر. قال الشاعر :

صديقي هو الألف الذي اختاره حسّي

أرى فيه كالمرآة صافية نفسي

(وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) (٣٩)

(وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ) : الواو استئنافية. لو لا : حرف توبيخ بمعنى «هلّا». إذ : ظرف زمان بمعنى «حين» مبني على السكون في محل نصب. دخلت : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك والتاء ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل رفع فاعل والجملة الفعلية «دخلت جنتك» في محل جر بالإضافة.

(جَنَّتَكَ قُلْتَ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. قلت : تعرب إعراب «دخلت» والجملة لا محل لها. والجملة بعدها في محل نصب مفعول به ـ مقول القول ـ.

(ما شاءَ اللهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : الأمر ما شاء الله أو هذا ما شاء الله. شاء : فعل ماض مبني

٥٢

على الفتح. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة بعده «شاء الله» صلة الموصول لا محل لها. ويجوز أن تكون «ما» اسم شرط جازما مبنيا على السكون في محل نصب مفعولا به مقدما بمعنى : أيّ شيء شاء الله وجواب الشرط محذوف بتقدير : أي شيء شاء الله كان بمعنى فهلّا عند دخولك بستانك قلت ما شاء الله.

(لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) : نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». قوة : اسم «لا» مبني على الفتح في محل نصب. إلّا : أداة حصر لا عمل لها. بالله : جار ومجرور متعلق بخبر «لا» المحذوف وجوبا. التقدير لا قوة كائنة إلّا بالله.

(إِنْ تَرَنِ) : حرف شرط جازم. ترن : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بإن وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الألف المقصورة ـ وبقيت الفتحة دالة عليها. النون نون الوقاية والياء المحذوفة خطا واختصارا ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. وجواب الشرط هو بداية الآية الكريمة التالية.

(أَنَا أَقَلَ) : ضمير منفصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب توكيد لياء المتكلم في «ترني» والأصوب أن يكون «أنا» ضمير فصل لا محل له. أقل : مفعول به ثان منصوب بترى وعلامة نصبه الفتحة ولم ينوّن لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ أفعل ـ صيغة تفضيل وعلى وزن الفعل.

(مِنْكَ مالاً وَوَلَداً) : جار ومجرور متعلق بأقل. مالا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وولدا : معطوف بالواو على «مالا» ويعرب إعرابه.

(فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) (٤٠)

(فَعَسى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ) : الفاء رابطة لجواب الشرط «إن» في «إن ترن..» الوارد في الآية الكريمة السابقة والجملة الفعلية جواب شرط جازم فعلها ماض جامد غير متصرف مقترن بالفاء في محل جزم. و «عسى» وما بعدها

٥٣

أعربت إعرابا مفصلا ووافيا في الآية الكريمة الثانية بعد المائة من سورة «التوبة» والنون في «يؤتين» نون الوقاية لا محل لها والياء المحذوفة خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول للفعل «يؤتي» المتعدي إلى مفعولين بمعنى لعلّ ربي يمنحني خيرا.

(خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ) : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من جنتك : جار ومجرور متعلق باسم التفضيل «خيرا» والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل جر بالإضافة.

(وَيُرْسِلَ عَلَيْها) : الواو عاطفة. يرسل : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليها : جار ومجرور متعلق بيرسل.

(حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. من السماء : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «حسبانا» بمعنى : صواعق. جمع «حسبانة».

(فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) : الفاء سببية. تصبح : فعل مضارع ناقص منصوب بأن لأنه معطوف على «يرسل» وعلامة نصبه الفتحة واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي. صعيدا : خبر «تصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. زلقا : صفة ـ نعت ـ وصفت بالمصدر الموصوف «صعيدا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : فتصبح أرضا ملساء لا شيء عليها.

(أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً) (٤١)

(أَوْ يُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً) : حرف عطف. يصبح : فعل مضارع ناقص من أخوات «كان» منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة. ماء : اسم «أصبح» مرفوع بالضمة و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. غورا : خبر «يصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى : غائرا وهو مصدر بتقدير : ذا غور.

٥٤

(فَلَنْ تَسْتَطِيعَ) : الفاء استئنافية للتعليل. لن : حرف نصب ونفي واستقبال. تستطيع : فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.

(لَهُ طَلَباً) : جار ومجرور متعلق بتستطيع. طلبا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلى ما أَنْفَقَ فِيها وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً) (٤٢)

(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) : الواو استئنافية. أحيط : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو أي ماله. بثمره : جار ومجرور متعلق بأحيط ويجوز أن يكون الجار والمجرور في محل رفع نائب فاعل للفعل «أحيط» والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) : الفاء عاطفة. أصبح : فعل ماض ناقص مبني على الفتح من أخوات «كان» واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. يقلّب : الجملة الفعلية في محل نصب خبر «أصبح» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فأصبح مقلّبا كفّيه تحسرا. كفّيه : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى وحذفت النون ـ أصله : كفين ـ للإضافة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.

(عَلى ما أَنْفَقَ فِيها) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيقلب والجملة الفعلية «أنفق» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. فيها : جار ومجرور متعلق بأنفق بمعنى في عمارتها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به. التقدير : على ما أنفقه فيها.

٥٥

(وَهِيَ خاوِيَةٌ) : الواو حالية. هي : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خاوية : أي ساقطة : خبر «هي» مرفوع بالضمة المنونة والجملة الاسمية في محل نصب حال أو لا محل لها لأنها جملة اعتراضية فتكون الواو اعتراضية.

(عَلى عُرُوشِها) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «خاوية» بتأويل فعله و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى على سقوفها وهي جمع «عرش» ومن معانيه : السرير.. السقف. أو على دعائمها المنصوبة للكروم أو يكون الجار والمجرور متعلقا باسم الفاعل بمعنى ساقطة على عروشها.

(وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي) : الواو عاطفة. يقول : يعرب إعراب «يقلب». يا : أداة تنبيه أو حرف نداء والمنادى محذوف اكتفاء بحرف النداء كما يحذف حرف النداء اكتفاء بالمنادى. ليتني : حرف تمنّ ونصب مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» النون نون الوقاية لا محل لها والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. وتقدير المنادى المحذوف هو : يا هؤلاء.. مثلا.

(لَمْ أُشْرِكْ) : حرف نفي وجزم وقلب. أشرك : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا. والجملة الفعلية «لم أشرك بربي أحدا» في محل رفع خبر «ليت».

(بِرَبِّي أَحَداً) : جار ومجرور متعلق بأشرك والياء ضمير متصل ـ ضمير المتكلم ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. و «أحدا» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ وَما كانَ مُنْتَصِراً) (٤٣)

(وَلَمْ تَكُنْ) : الواو استئنافية. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تكن : فعل مضارع ناقص مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره وحذفت الواو ـ أصله : تكون ـ تخفيفا ولالتقاء الساكنين.

٥٦

(لَهُ فِئَةٌ) : جار ومجرور في محل نصب متعلق بخبر «تكن». فئة : اسم «تكن» مرفوع بالضمة المنونة.

(يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللهِ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ لفئة ويجوز أن تكون في محل نصب خبر «تكن» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به. من دون : جار ومجرور متعلق بينصرون. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالكسرة بمعنى ينقذونه من العذاب من غير الله.

(وَما كانَ مُنْتَصِراً) : الواو عاطفة. ما : نافية لا عمل لها. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. منتصرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ عُقْباً) (٤٤)

(هُنالِكَ الْوَلايَةُ) : اسم إشارة للمكان مبني على السكون في محل رفع متعلق بخبر مقدم. اللام للبعد والكاف حرف خطاب. الولاية : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة بمعنى : هنالك في الدار الآخرة النصرة لله وبكسر الواو تعني السلطان.

(لِلَّهِ الْحَقِ) : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحال من «الولاية». الحق : صفة ـ نعت ـ لله مجرور وعلامة جره الكسرة بمعنى : في ذلك المقام وتلك الحال النصرة والإسعاف لله وحده.

(هُوَ خَيْرٌ ثَواباً) : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة المنونة وأصله : أخير وحذف الألف أفصح من إبقائها. ثوابا : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. أي مكافأة.

(وَخَيْرٌ عُقْباً) : معطوف بالواو على «خير ثوابا» ويعرب إعرابه بمعنى مكافأة لأوليائه وأحسن عاقبة. وأصلها : عقبى. وعلامة نصبه الفتحة المقدرة للتعذر على الألف المقصورة قبل تنوينها ونوّن آخر اللفظة لأنها مؤنث رباعي مقصور نكرة على وزن «فعلى».

٥٧

(وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) (٤٥)

(وَاضْرِبْ لَهُمْ) : الواو استئنافية. اضرب : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق باضرب.

(مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر بمعنى مثل الحياة الفانية في سرعة زوالها.

(كَماءٍ أَنْزَلْناهُ) : الكاف اسم بمعنى «مثل» يفيد التشبيه مبني على الفتح في محل نصب مفعول به باضرب أو بفعل محذوف تقديره : وجعلنا مثل الحياة مثل ماء. وهو مضاف. ماء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. أنزلناه : الجملة الفعلية في محل جر صفة ـ نعت ـ لماء. وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به.

(مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ) : جار ومجرور متعلق بأنزلنا. الفاء عاطفة. اختلط : فعل ماض مبني على الفتح بمعنى فنما.

(بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق باختلط أي بسببه. نبات : فاعل مرفوع بالضمة. الأرض : مضاف إليه مجرور بالكسرة.

(فَأَصْبَحَ هَشِيماً) : الفاء عاطفة. أصبح : فعل ماض ناقص من أخوات «كان» مبني على الفتح واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. هشيما : خبر «أصبح» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى مفتّتا.

٥٨

(تَذْرُوهُ الرِّياحُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «نبات الأرض» أو صفة ـ نعت ـ للموصوف «هشيما» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم وقدرت الضمة على واو «تذرو» للثقل. الرياح : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : تثيره أو تفرقه الرياح إلى كلّ جهة.

(وَكانَ اللهُ) : الواو استئنافية. كان : فعل ماض ناقص مبني على الفتح. الله لفظ الجلالة : اسم «كان» مرفوع للتعظيم بالضمة.

(عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) : جار ومجرور متعلق باسم الفاعل «مقتدرا». شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. مقتدرا : خبر «كان» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

(الْمالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (٤٦)

(الْمالُ وَالْبَنُونَ) : مبتدأ مرفوع بالضمة. والبنون : معطوف بالواو على «المال» مرفوع بالواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

(زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة وهو مضاف. الحياة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره. الدنيا : صفة ـ نعت ـ للحياة مجرورة مثلها وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر.

(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ) : الواو استئنافية. الباقيات : مبتدأ مرفوع بالضمة. الصالحات : صفة ـ نعت ـ للباقيات مرفوعة مثلها بالضمة.

(خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ) : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة. أصله : أخير. وحذف الألف أفصح ومثله «شر» أيضا وأصله : أشرّ. عند : ظرف مكان متعلق بخير وهو ظرف غير متمكن في محل نصب مضاف. ربك : مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة وهو مضاف. والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ

٥٩

مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه ثان. بمعنى : الأعمال البارّة الباقية خير عند ربك.

(ثَواباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) : تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة. وخير أملا : معطوف بالواو على «خير ثوابا» ويعرب مثله.

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) (٤٧)

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ) : الواو استئنافية. يوم : مفعول به منصوب بفعل محذوف تقديره : واذكر. نسيّر : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. الجبال : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. والجملة الفعلية «نسيّر الجبال» في محل جر بالإضافة بمعنى نسيرها في الجو ونحطمها فنجعلها هباء.

(وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) : الواو عاطفة. ترى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. الأرض : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. بارزة : حال من «الأرض» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أعرب حالا لأن «ترى» هنا بصرية.

(وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ) : الواو عاطفة. حشر : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به بمعنى : وجمعنا الكافرين. الفاء عاطفة. لم : حرف نفي وجزم وقلب.

(نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن بمعنى فلم نترك. من : حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بنغادر. أحدا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٦٠