إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

بهجت عبدالواحد الشيخلي

إعراب القرآن الكريم لغةً وإعجازاً وبلاغة تفسيراً بالإيجاز - ج ٦

المؤلف:

بهجت عبدالواحد الشيخلي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٢

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (١٧)

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ» آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) : الجمل والأسماء معطوفات بواوات العطف على «الذين آمنوا» وتعرب إعرابها وعلامة نصب «الصابئين» الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته وعلامة نصب «النصارى» الفتحة المقدرة على الألف للتعذر.

(إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ) : إنّ وما بعدها بتأويل مصدر سدّ مسدّ خبر «إنّ» في «إن الذين آمنوا» بمعنى : سيعرضون على الله يوم القيامة فيحاسبهم على ما اعتقدوا وما عملوا. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة. والجملة الفعلية «يفصل» في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو بمعنى : فيفصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون.

(بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيفصل وهو مضاف و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. يوم : ظرف زمان ـ مفعول فيه ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيفصل وهو مضاف. القيامة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) : أعرب. على كل : جار ومجرور متعلق بشهيد. شيء : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. شهيد : خبر «إنّ» مرفوع بالضمة المنونة.

٤٤١

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) (١٨)

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ) : الألف ألف استفهام في معنى التقرير والتعجيب. لم : حرف نفي وجزم وقلب. تر : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف آخره ـ حرف العلة.. الألف المقصورة ـ وبقيت الكسرة دالة عليها والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت. ويجوز أن يكون المخاطب من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في التعجيب وفي هذه الحالة يكون الفاعل ضميرا مستترا جوازا تقديره : هو. و «ترى» من رؤية القلب بمعنى ألم ينته علمك إلى.. أنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «أنّ» منصوب للتعظيم وعلامة النصب الفتحة.

(يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «أنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل هو «من» الاسم الموصول المبني على السكون في محل رفع. له : جار ومجرور متعلق بيسجد. والجار والمجرور «في السموات» متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر أو هو مستقر والجملة الفعلية «استقر في السموات» صلة الموصول لا محل لها.

(وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ) : معطوفات على «من في السموات» وتعرب إعرابها. من الناس : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «كثير» أي ويسجد كثير من الناس سجود طاعة وعبادة. ويجوز أن تكون الواو استئنافية فيكون «كثير» مبتدأ وخبره محذوفا بتقدير : وكثير من الناس يطيعه أيضا ويحتمل أيضا أن تكون الواو اعتراضية و «كثير» مبتدأ وخبره : الجملة الفعلية «حق عليه العذاب» في محل رفع ويكون «كثير» الثاني معطوفا على «كثير» الأول بمعنى : وكثير كثير من الناس حق عليهم العذاب.

٤٤٢

(وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ) : أعرب. حق : فعل ماض مبني على الفتح. عليه : جار ومجرور متعلق بحق. العذاب : فاعل مرفوع بالضمة بمعنى : وكثير حق عليه العذاب وثبت لعصيانه وامتناعه عن السجود.

(وَمَنْ يُهِنِ اللهُ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يهن : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره حرك بالكسر لالتقاء الساكنين. وأصله : يهين ـ حذفت الياء تخفيفا وتخلصا من التقاء الساكنين. الله لفظ الجلالة : فاعل مرفوع للتعظيم بالضمة. والجملة الفعلية «يهن الله» صلة الموصول «من» لا محل لها والعائد إلى الموصول ضمير محذوف خطا واختصارا منصوب محلا لأنه مفعول به مقدم.. التقدير : ومن يهنه الله.

(فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ) : الجملة جواب شرط جازم مسبوق بنفي مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. ما : نافية لا عمل لها. له : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم و «من» حرف جر زائد لتأكيد معنى النفي. مكرم : اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه مبتدأ مؤخر بمعنى : فما له من مكرم يكرمه بالسعادة.

(إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ) : هذا القول الكريم أعرب في نهاية الآية الكريمة الرابعة عشرة بمعنى يفعل ما يشاؤه على مقتضى حكمته وعلمه.

(هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) (١٩)

(هذانِ خَصْمانِ) : ها : للتنبيه. ذان : اسم إشارة مرفوع بالألف لأنه مثنى وهو مبتدأ ومفرده : ذا. وقد أسقطت ألف «ذا» لأنه لا يصح اجتماع الألفين لسكونهما : أي ألف «ذا» وألف التثنية وهنا سقطت ألف «ذا» لأن الألف الباقية هي الف التثنية فأعربت. خصمان : خبر المبتدأ مرفوع بالألف لأنه مثنى والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته.

٤٤٣

(اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) : الجملة الفعلية في محل رفع صفة ـ نعت ـ للموصوف «خصمان» وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. والألف فارقة. في رب : جار ومجرور متعلق باختصموا و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.

(فَالَّذِينَ كَفَرُوا) : الفاء استئنافية. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. كفروا : تعرب إعراب «اختصموا» والجملة الفعلية «كفروا» صلة الموصول لا محل لها.

(قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بقطعت. ثياب : نائب فاعل مرفوع بالضمة المنونة بمعنى فصلت لهم ثياب أو قدرت على مقادير أجسامهم.

(مِنْ نارٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «ثياب» و «من» حرف جر بياني بمعنى من نار يحرقون فيها.

(يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير الغائبين أو في محل رفع خبر ثان للمبتدإ «الذين» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. من فوق : جار ومجرور متعلق بيصب. رءوس : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ثان. الحميم : نائب فاعل مرفوع بالضمة أي الماء الحار.

(يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) (٢٠)

(يُصْهَرُ بِهِ ما) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من «الحميم» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة. به : جار ومجرور متعلق بيصهر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع نائب فاعل.

٤٤٤

(فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : استقر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة والجملة الفعلية «استقر في بطونهم» صلة الموصول لا محل لها. والجلود : معطوف بالواو على الاسم الموصول «ما» مرفوع مثله وعلامة رفعه الضمة بمعنى : وتشوى به جلودهم أي إذا صبّ الحميم على رءوسهم كان تأثيره في الباطن نحو تأثيره في الظاهر فيذيب أحشاءهم كما يشوي جلودهم.

(وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) (٢١)

(وَلَهُمْ مَقامِعُ) : الواو استئنافية. اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين في محل جر باللام والجار والمجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. مقامع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» بمعنى : ولهم سياط.. جمع «مقمعة».

(مِنْ حَدِيدٍ) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «مقامع» أي أسياط من حديد يضربون بها.

(كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) (٢٢)

(كُلَّما أَرادُوا) : مؤلفة من «كل» و «ما» المصدرية وهي بهذا التركيب نائبة الظرف ومتضمنة شبه معنى الشرط وإعرابها : كل : اسم منصوب على نيابة الظرفية الزمانية متعلق بشبه جواب الشرط «أعيدوا فيها» وهو مضاف و «ما» مصدرية. و «ما» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بالإضافة. أرادوا : الجملة الفعلية صلة «ما» المصدرية لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والالف فارقة.

(أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها) : حرف مصدري ناصب. يخرجوا : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منها : جار ومجرور متعلق بيخرجوا أي من النار. والجملة الفعلية «يخرجوا منها» صلة حرف مصدري لا محل لها.

٤٤٥

و «أن» المصدرية وما بعدها بتأويل مصدر في محل نصب مفعول به للفعل «أراد» التقدير : الخروج منها.

(مِنْ غَمٍ) : جار ومجرور متعلق بمفعول لأجله. المعنى والتقدير : لأجل غم أي نتيجة غم وحزن شديد ومن للتعليل.

(أُعِيدُوا فِيها) : الجملة الفعلية لا محل لها لأنها مشبهة لجواب الشرط وهي فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. فيها : جار ومجرور متعلق بأعيدوا.

(وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) : الواو عاطفة. ذوقوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. والجملة الفعلية «ذوقوا عذاب الحريق» في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره : وقيل لهم ذوقوا عذاب النار المحرق بشدة. عذاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. الحريق : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وقيل : هو الغليظ من النار المنتشر العظيم الإهلاك.

(إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ) (٢٣)

(إِنَّ اللهَ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الله لفظ الجلالة : اسم «إنّ» منصوب للتعظيم بالفتحة.

(يُدْخِلُ الَّذِينَ) : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول.

(آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة الواو ضمير متصل

٤٤٦

في محل رفع فاعل والألف فارقة. وعملوا : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «آمنوا» وتعرب إعرابها. الصالحات : مفعول به منصوب بعملوا وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم.

(جَنَّاتٍ تَجْرِي) : مفعول به ثان منصوب بيدخل المتعدي إلى مفعولين وعلامة نصبه الكسرة المنونة بدلا من الفتحة المنونة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم. تجري : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والجملة الفعلية «تجري من تحتها الأنهار» في محل نصب صفة ـ نعت ـ لجنّات.

(مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : جار ومجرور متعلق بتجري أو بحال من «الأنهار» التقدير : كائنة تحتها و «ها» ضمير متصل ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. الأنهار : فاعل مرفوع بالضمة.

(يُحَلَّوْنَ فِيها) : الجملة الفعلية في محل نصب حال من ضمير «آمنوا» وهي فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل. فيها : جار ومجرور متعلق بيحلون.

(مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ) : جار ومجرور متعلق بيحلّون بمعنى : يزيّنون بأساور وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» من ذهب : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «أساور» و «من» في «من ذهب» حرف جر بياني ـ من البيانية ـ.

(وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ) : الواو عاطفة. لؤلؤا : مفعول به منصوب بمضمر تقديره : ويؤتون لؤلؤا وعلامة نصبه الفتحة المنونة. الواو حالية. والجملة الاسمية في محل نصب حال. لباس : مبتدأ مرفوع بالضمة و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(فِيها حَرِيرٌ) : جار ومجرور متعلق بلباسهم على تأويل فعله. أي في الجنة. حرير : خبر المبتدأ مرفوع بالضمة المنونة.

٤٤٧

(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) (٢٤)

(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ) : الواو عاطفة. هدوا : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم المقدر على الياء المحذوفة لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل والألف فارقة. إلى الطيب : جار ومجرور متعلق بهدوا بمعنى : وهداهم الله إلى أحكم الأقوال وأطيبها.

(مِنَ الْقَوْلِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الطيب» وفي القول الكريم قدّمت الصفة على الموصوف أي إلى القول الطيب.

(وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «هدوا إلى الطيب من القول» وتعرب إعرابها بمعنى : وأرشدهم الله إلى صراطه المستقيم. الحميد : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. وهو من صيغ المبالغة ـ صيغة فعيل بمعنى مفعول ـ أي المحمود.

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) (٢٥)

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». كفروا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة وخبر «إنّ» محذوف لدلالة جواب الشرط عليه تقديره : إنّ الذين كفروا نذيقهم من عذاب أليم وكل من ارتكب فيه ذنبا فهو كذلك. ويجوز أن يكون خبر «إنّ» المحذوف بتقدير : إنّ الذين كفروا هالكون.

(وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ) : الجملة الفعلية معطوفة على «الذين كفروا» وعطف المضارع على الماضي على تقدير إنّ الكافرين والصادّين ويجوز أن تكون الواو حالية وجملة «يصدون» في محل رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره : هم. والجملة الاسمية «وهم يصدون» في محل نصب حال من ضمير «كفروا»

٤٤٨

يصدون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل. عن سبيل : جار ومجرور متعلق بيصدون بمعنى : ويمنعون الناس عن الإيمان بالله.

(اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) : لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة. والمسجد : معطوف بالواو على «السبيل» ويعرب إعرابه. أي عن المسجد. الحرام : صفة ـ نعت ـ للمسجد مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(الَّذِي جَعَلْناهُ) : اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة ـ نعت ـ ثانية للمسجد. جعلناه : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع سبحانه. و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به أول بمعنى ويمنعون الناس عن دخول المسجد الحرام الذي جعلناه.

(لِلنَّاسِ سَواءً) : جار ومجرور متعلق بجعلناه. سواء : مفعول به ثان منصوب بجعلنا المتعدي إلى مفعولين أي منصوب على المفعولية وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مستويا بمعنى منسكا ومتعبدا مستويا.

(الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) : فاعل للمصدر «سواء» أو لاسم الفاعل «مستو» على المعنى مرفوع بالضمة. فيه : جار ومجرور متعلق بالعاكف على تأويل فعله. والباد : معطوف بالواو على «العاكف» ويعرب إعرابه وعلامة رفعه الضمة المقدرة للثقل على الياء المحذوفة ـ أصله : البادي ـ خطا واختصارا واكتفاء بالكسرة الدالة عليها بمعنى : استوى فيه العاكف أي المقيم والبادئ أي والطارئ.

(وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يرد : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره وأصله :

٤٤٩

يريد.. حذفت ياؤه تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. والجملة الفعلية «يرد» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب. فيه : جار ومجرور متعلق بيرد ومفعول «يرد» محذوف ليتناول كل ما تمكن إرادته ويجوز أن يكون المفعول «بإلحاد» المجرور لفظا بحرف الجر ـ الباء ـ الزائد المنصوب محلا أي إلحادا.

(بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ) : جاران ومجروران متعلقان بحالين مترادفتين بتقدير : ومن يرد فيه مرادا إما عادلا عن القصد أو ظالما.

(نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) : الجملة الفعلية جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء لا محل لها وهي فعل مضارع جواب الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره ـ أصله : نذيقه ـ حذفت الياء تخفيفا ولالتقاء الساكنين والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن. من عذاب : جار ومجرور متعلق بنذقه. ويجوز أن تكون «من» حرف جر زائدا للتوكيد و «عذاب» اسما مجرورا لفظا منصوبا محلا على أنه مفعول به ثان لنذق. أليم : صفة ـ نعت ـ لعذاب. ويعرب إعرابه. أو تكون «من» للتبعيض فحذف مفعول «نذق» دلت عليه «من» التبعيضية.

** (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة عشرة.. المعنى والتقدير : فليمدد حبلا إلى سماء بيته ـ أي سقف بيته ـ ليختنق أي ليخنق نفسه به.. وبعد حذف المضاف إليه «بيته» عوض المضاف «سماء» بال التعريف عن المضاف إليه. و «السماء» هو كل ما ارتفع فوق رأس الإنسان والمراد هنا في الآية الكريمة : سقف البيت. يقال : قطع ـ يقطع ـ قطعا.. من باب «خضع» أي اختنق لأن المختنق يمد السبب ـ الحبل ـ إلى السقف ثم يقطع نفسه من الأرض حتى يختنق.

** (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة. الفعل «تر» من رؤية القلب بمعنى : ألم ينته علمك إلى أنّ الله.. والفعل مجزوم بلم وأصله «ترى» وحذف الألف لأن الفعل مجزوم كما يحذف في المثل : إن تعش تر ما لم تره. لأنه جواب الشرط وهذا المثل مثل قولهم : عش رجبا تر عجبا. وقال الشاعر :

قل لمن أبصر حالا منكره

ورأى من دهره ما حيّره

ليس بالمنكر ما أبصرته

كلّ من عاش يرى ما لم يره

٤٥٠

وروي : رأى ما لم يره. حكي عن الخليل أنك إذا قلت : أرني ثوبك ـ بكسر الراء ـ فالمعنى بصّرنيه وإذا قلته بالسكون فهو استعطاء.. معناه : أعطني ثوبك. وأصل المثل «عش رجبا تر عجبا» هو كان للحرث بن عباد الثعلبي امرأة سليطة فطلقها فأرادت أن تتزوج برجل آخر وأنّ هذا الرجل لقي الحرث يوما فأعلم الحرث بمنزلته عند المرأة فقال له الحرث : عش رجبا تر عجبا. وقد شبّه مدة تربصها في بيتها بشهر رجب الذي لا يكون فيه حرب.. فإذا انقضى حدثت الأهوال. يريد بذلك أنه إذا عاشرها رأى من سوء عشرتها رجبا.

** (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة التاسعة عشرة.. المعنى : هذان فريقان مختصمان متنازعان في ذات الله وصفاته وشأنه أي في دين الله وهما المؤمنون والكافرون وجاء الفعل «اختصموا» بصيغة الجمع على المعنى : فريقان فريق أو فوج المؤمنين.. وفريق الكفرة وجاءت الإشارة «هذان» مثناة على لفظ «خصمان» لا معناها. وبعد حذف المضاف «ذات» حل المضاف إليه للتعظيم لفظ الجلالة محلّه «ربّهم» وهذا القول الكريم «هذان خصمان اختصموا» تضمن معنيين أحدهما للّفظ والآخر للمعنى فاسم الإشارة «هذان» أراد به اللفظ وجملة «اختصموا» أراد بها المعنى. ومثل هذا كثير في كتاب الله نحو قوله تعالى في سورة «محمد» : (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا) فأريد بالفعل «يستمع» لفظ «من» وبجملة «خرجوا» معناها لأن «من» مفرد لفظا مجموع معنى.. وقوله في سورة «الشعراء» : «وأنذر عشيرتك الأقربين» ي القريبة منك وهم بنو أبيك الأدنون ذكرت الصفة «الأقربين» على المعنى لا على اللفظ لأن «العشيرة» مؤنثة لفظا مذكرة معنى. أي رجال ومثله قوله سبحانه في سورة «ق» : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ) أنّث الفعل على المعنى لا على اللفظ أي وجاءت النفوس أو لأنه مضاف إلى مؤنث. وقال تعالى في سورة «الفرقان» : (وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً) ذكّر الفعل على تذكير المفرد «ملك» وليس على اللفظ. وأريد المعنى وليس اللفظ في قوله عزوجل في سورة «النساء» : (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) لأن المراد : الروح ولهذا أنّثت «نفس» وفي سورة «الجن» : (فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً) الحرس : اسم مفرد لفظا والحراس معنى. ولذلك وصف بالشديد ولو ذهب إلى معناه لقيل : شدادا فالحرس الشديد : أي القوي : اسم مفرد في معنى : الحراس.

** سبب نزول الآية : قيل : إنّ قوله تعالى : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) نزلت في اليهود إذ قالوا : نحن أحق بالله منكم أيها المسلمون فإنّا أقدم منكم كتابا وأسبق نبيا.

** (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العشرين.. والجلود : جمع «جلد» بكسر الجيم وسكون اللام وهو غشاء الجسد ـ الجسم ـ ومثله «الجلدة» وتعني القطعة أو النوع من «الجلد» ومنه القول الشهير : هم من أبناء جلدتنا : أي من عشيرتنا بمعنى : من قبيلتنا. وجمع «العشيرة» العشائر.. وعشيرة الرجل : هم بنو أبيه والأدنون.. مأخوذة من «اعتشر القوم» أي تعاشروا.. بمعنى : تصاحبوا وتخالطوا. والاسم منه هو «العشرة» أي المخالطة والصحبة. و «العشيرة» لا واحد ـ مفرد ـ لها من لفظها.. أما المعشر بفتح الميم والشين فهو الجماعة من الناس وجمعه : معاشر.. وقوله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّا معاشر الأنبياء لا نورث» نصبت «معاشر» على الاختصاص بفعل محذوف تقديره : أعني أو أخصّ. أمّا «الجسم» فهو «الجسد» وفي التهذيب قال : الجسم : هو مجمع البدن وأعضاؤه من الناس وغيرهم ممّا عظم من الخلق الجسيم ومنه جسم الشيء ـ بجسم جسامة على وزن ضخم ضخامة.

٤٥١

** (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) : أي البادئ ومعناه : المقيم الدائم والواصل الزائر من البادية.

** سبب نزول الآية : قال ابن عباس : نزلت في أبي سفيان بن حرب وأصحابه حين صدوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه عام الحديبية عن المسجد الحرام وقد كره ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يقاتلهم وكان محرما بعمرة ثم صالحوه على أن يعود في العام المقبل.

(وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) (٢٦)

(وَإِذْ بَوَّأْنا) : الواو استئنافية. إذ : اسم مبني على السكون في محل نصب مفعول به بفعل محذوف تقديره واذكر. بوأنا : الجملة الفعلية في محل جر بالإضافة وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل بمعنى أنزلنا إبراهيم.

(لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ) : جار ومجرور متعلق ببوّأنا. وعلامة جر الاسم الفتحة بدلا من الكسرة المنونة لأنه ممنوع من الصرف للعجمة والعلمية. ويجوز أن تكون اللام زائدة لتأكيد المعنى أو اللفظ لأن «بوّأ» يتعدى إلى مفعولين أو يكون المعنى : واذكر حين جعلنا لإبراهيم مكان البيت مباءة أي مرجعا يرجع إليه للعبادة والعمارة. مكان : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف. البيت : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة أو تبقى اللام على معنى عيّنا لإبراهيم.

(أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً) : حرف تفسير لا عمل له وهو تفسير للتبوئة والجملة بعده تفسيرية لا محل لها.. أو تكون «أن» مصدرية فتكون «أن» وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بحرف جر مقدر أي بأن لا تشرك.. والجار والمجرور متعلق بمضمر تقديره وأوصيناه بأن لا يشرك.. لا : ناهية جازمة. تشرك : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بي : جار ومجرور متعلق بتشرك. شيئا : نائب عن مصدر ـ مفعول مطلق ـ محذوف أو صفة له بتقدير : ألّا تشرك بي شركا شيئا منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.

٤٥٢

(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ) : الواو عاطفة. طهّر : فعل أمر مبني على السكون والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت. بيتي : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها الحركة المأتي بها من أجل الياء والياء ضمير الواحد المطاع مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ) : جار ومجرور متعلق بطهر وعلامة جر الاسم الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. والقائمين : معطوف بالواو على «الطائفين» ويعرب إعرابه.

(وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) : معطوف بالواو على اسم مجرور «القائمين» مجرور مثله وعلامة جره الكسرة. السجود : صفة ـ نعت ـ للركع مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) (٢٧)

(وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ) : معطوفة بالواو على «طهر» وتعرب إعرابها. في الناس : جار ومجرور متعلق بأذّن وناد فيهم.

(بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) : جار ومجرور متعلق بأذّن. يأتوك : فعل مضارع مجزوم لأنه جواب الطلب وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به. رجالا : حال من واو الجماعة منصوب وعلامة نصبه الفتحة بمعنى يأتوك مشاة ـ جمع راجل ـ.

(وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) : الواو عاطفة. على كل : جار ومجرور في محل نصب حال لأنه معطوف على «رجالا» بمعنى : وركبانا أي وراكبين على كل. ضامر : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(يَأْتِينَ مِنْ كُلِ) : الجملة الفعلية في محل نصب صفة ـ نعت ـ للموصوف «رجالا» وأنث الفعل على اللفظ لا المعنى وهي فعل مضارع مبني على

٤٥٣

السكون لاتصاله بنون الإناث والنون ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل. من كل : جار ومجرور متعلق بيأتين.

(فَجٍّ عَمِيقٍ) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة. عميق : صفة ـ نعت ـ لفجّ مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المنونة بمعنى من كل طريق بعيد القاع والفج : هو الطريق الواسع المحصور بين جبلين.

(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) (٢٨)

(لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ) : اللام لام التعليل وهي حرف جر. يشهدوا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منافع : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» اللام حرف جر و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بصفة محذوفة من «منافع» والجملة الفعلية «يشهدوا منافع لهم» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بيأتين. بمعنى : ليحضروا منافع لهم.

(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) : معطوفة بالواو على «ليشهدوا منافع» وتعرب إعرابها. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) : جار ومجرور متعلق بيذكروا. معلومات : صفة ـ نعت ـ لأيام مجرورة مثلها وعلامة جرهما الكسرة المنونة

(عَلى ما رَزَقَهُمْ) : حرف جر. ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى. والجار والمجرور متعلق بيذكروا. والجملة الفعلية «رزقهم» صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر

٤٥٤

فيه جوازا تقديره : هو أي الله سبحانه و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به.

(مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من بهيمة الأنعام و «من» حرف جر بياني. الأنعام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(فَكُلُوا مِنْها) : الفاء استئنافية. كلوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. منها : جار ومجرور متعلق بكلوا أو تكون «من» حرف جر للتبعيض. ومفعول «كلوا» محذوف دلت عليه «من» التبعيضية بمعنى : فكلوا بعض لحومها.

(وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ) : الجملة الفعلية معطوفة بالواو على جملة «كلوا» وتعرب إعرابها. البائس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الفقير : صفة ـ نعت ـ للبائس منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة.

(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٢٩)

(ثُمَّ لْيَقْضُوا) : حرف عطف. اللام لام الأمر ـ الطلب ـ يقضوا : فعل مضارع مجزوم باللام وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.

(تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل جر بالإضافة. والجملتان الفعليتان بعده معطوفتان بواوي العطف على جملة «ليقضوا تفثهم» وتعربان إعرابها. و «يطوفوا» أصله : يتطوفوا أدغمت التاء في الطاء فشددت الطاء.

(بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ) : جار ومجرور متعلق بيطوفوا. العتيق : صفة ـ نعت ـ للبيت مجرور مثله وعلامة جره الكسرة.

٤٥٥

(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (٣٠)

(ذلِكَ) : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف. التقدير : الأمر ذلك أو الشأن ذلك أو يكون مبتدأ محذوف الخبر. التقدير : ذلك المذكور هو شأن الله أو هو من حرمات الله. اللام للبعد والكاف حرف خطاب.

(وَمَنْ يُعَظِّمْ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يعظم : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو والجملة الفعلية «يعظم حرمات..» صلة الموصول «من» لا محل لها من الإعراب.

(حُرُماتِ اللهِ) : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة بدلا من الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم وهو مضاف. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) : الجملة الاسمية جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء واقعة في جواب الشرط. هو : ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ بمعنى فالتعظيم. خير : خبر «هو» مرفوع بالضمة وأصله : أخير حذفت الألف طلبا للفصاحة. له : جار ومجرور متعلق بخير.

(عِنْدَ رَبِّهِ) : ظرف مكان منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بخير وهو مضاف. ربه : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهو مضاف والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر مضاف إليه ثان.

(وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ) : الواو استئنافية. أحلت : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها. لكم :

٤٥٦

جار ومجرور متعلق بأحلت والميم علامة جمع الذكور وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ الأنعام : نائب فاعل مرفوع بالضمة.

(إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) : أداة استثناء ما : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مستثنى بإلا. يتلى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر وهو مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. عليكم : جار ومجرور متعلق بيتلى والميم علامة جمع الذكور. والجملة الفعلية «يتلى عليكم» صلة الموصول لا محل لها بمعنى إلّا ما يقرأ عليكم آية تحريمه أو تحريمه في القرآن.

(فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ) : الفاء استئنافية للتسبيب. اجتنبوا : فعل أمر مبني على حذف النون لأن مضارعه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة. الرجس : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.

(مِنَ الْأَوْثانِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من «الرجس» بتقدير : فاجتنبوا الرجس حالة كونه من الأوثان أي الذي هو الأوثان لأن «الرجس» مبهم تبيّن بمن الأوثان و «من» هنا حرف جر بياني «من.. البيانية» أي لبيان جنس الرجس وتمييز له.

(وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) : معطوفة بالواو على جملة «اجتنبوا الرجس» وتعرب إعرابها. الزور : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) (٣١)

(حُنَفاءَ لِلَّهِ) : حال من واو الجماعة في «اجتنبوا» منصوب وعلامة نصبه الفتحة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن ـ فعلاء ـ وهو جمع «حنيف» لله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بحنفاء بمعنى : مسلمين مخلصين الدين لله مائلين عن الباطل.

٤٥٧

(غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ) : حال ثانية منصوبة وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف وهو تأكيد لحنفاء. مشركين : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوض عن تنوين المفرد وحركته. به : جار ومجرور متعلق بمشركين.

(وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ) : الواو استئنافية. من : اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملتا فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر «من» يشرك : فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بمن وعلامة جزمه سكون آخره والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بالله : جار ومجرور للتعظيم متعلق بيشرك والجملة الفعلية «يشرك بالله» صلة الموصول «من» لا محل لها.

(فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) : الجملة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. كأنّما : كافة ومكفوفة. خرّ : فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. بمعنى : سقط. من السماء : جار ومجرور متعلق بخرّ.

(فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ) : الفاء عاطفة. تخطفه : فعل مضارع مرفوع بالضمة والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ مبني على الضم في محل نصب مفعول به مقدم بمعنى فاختطفته. الطير : فاعل مرفوع بالضمة.

(أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ) : حرف عطف. تهوي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. به : جار ومجرور متعلق بتهوي. الريح : فاعل مرفوع بالضمة.

(فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) : جار ومجرور متعلق بتهوي. سحيق : صفة ـ نعت ـ لمكان مجرور مثله وعلامة جرهما الكسرة المنونة أي بعيد.

(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٣٢)

(ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) : هذا القول الكريم أعرب في الآية الكريمة الثلاثين و «شعائر» جمع «شعيرة» أي علامة.

٤٥٨

(فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) : الجملة المؤولة جواب شرط جازم مقترن بالفاء في محل جزم. الفاء رابطة لجواب الشرط. إنّ : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». من تقوى : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر «إنّ» وعلامة جر الاسم الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ للتعذر. القلوب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.

(لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٣٣)

(لَكُمْ فِيها مَنافِعُ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر مقدم. والميم علامة جمع الذكور. فيها : جار ومجرور متعلق بحال من «منافع» لأنه صفة لها قدمت عليها. منافع : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ولم ينون آخره لأنه ممنوع من الصرف على وزن «مفاعل» والضمير في «فيها» يعود على ما تضمنته الشعائر من معنى.. أي ما يهدى به يوم النحر أيام الحج والمنافع : أي ما ينتفع به من شعر الهدي وصوفه ولبنه.

(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : جار ومجرور متعلق بصفة محذوفة من «منافع» مسمّى : صفة ـ نعت ـ لأجل بمعنى مقدر مجرور مثله وعلامة جره الكسرة المقدرة على آخره ـ الألف المقصورة ـ قبل تنوينها لأنها اسم نكرة مقصور خماسي.

(ثُمَّ مَحِلُّها) : حرف عطف. محلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة. و «ها» ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة.

(إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) : جار ومجرور في محل رفع متعلق بخبر المبتدأ. العتيق : صفة ـ نعت ـ للبيت مجرور مثله وعلامة جره الكسرة بمعنى : عند البيت القديم بتقدير : منته عند البيت العتيق. ويجوز أن يكون «محلها» خبر مبتدأ محذوف بتقدير : أعظم هذه المنافع محلها إلى البيت العتيق أي القديم.

(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (٣٤)

٤٥٩

(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ) : الواو استئنافية. لكل : جار ومجرور متعلق بجعلنا. أمة : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة المنونة.

(جَعَلْنا مَنْسَكاً) : فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير التفخيم المسند إلى الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. منسكا : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة بمعنى معبدا أو متعبدا.

(لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ) : اللام حرف جر للتعليل. يذكروا : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة والجملة الفعلية «يذكروا اسم..» صلة حرف مصدري لا محل لها و «أن» المضمرة وما بعدها بتأويل مصدر في محل جر بلام التعليل والجار والمجرور متعلق بجعلنا أو بمفعول «جعلنا» الثاني. اسم : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الله لفظ الجلالة : مضاف إليه مجرور للتعظيم بالإضافة وعلامة الجر الكسرة.

(عَلى ما رَزَقَهُمْ) : حرف جر ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيذكروا. رزقهم : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل ماض مبني على الفتح والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو. و «هم» ضمير متصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل نصب مفعول به ويجوز أن تكون «ما» مصدرية فتكون «ما» وما بعدها بتأويل مصدر «رزقهم» في محل جر بعلى.

(مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) : جار ومجرور متعلق بحال محذوفة من الاسم الموصول «ما» التقدير : حال كونه من بهيمة الأنعام و «من» حرف جر بياني. الأنعام : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة وهي الماشية التي تنحر في أيام الحج.. وهي جمع «نعم» وهي الإبل والغنم والبقر.

(فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) : الفاء استئنافية. إلهكم : مبتدأ مرفوع بالضمة. الكاف ضمير متصل ـ ضمير المخاطبين ـ مبني على الضم في محل جر بالإضافة

٤٦٠