كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

محمّد بن يوسف الگنجي الشافعي

كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

محمّد بن يوسف الگنجي الشافعي


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: دار إحياء تراث أهل البيت (ع)
المطبعة: فارابي
الطبعة: ٣
الصفحات: ٥٨١

ابن المذهب ، اخبرنا ابو بكر احمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن احمد ابن حنبل ، حدثنا أبي.

وأما الحديث الذي في الاربعين الطوال ، فأخبرنا به القاضى العلامة مفتي الشام ابو نصر محمد بن هبة الله بن قاضى القضاة شرقا وغربا ابى نصر محمد ابن هبة الله بن محمد بن مميل الشيرازي ، قال : اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي ابن الحسن ، اخبرنا الشيخ ابو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني اخبرنا ابو علي الحسن بن علي بن محمد التميمي ، اخبرنا ابو بكر احمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، حدثنا عبد الله بن احمد بن محمد بن حنبل ، حدثني ابي ، حدثنا ابو عوانة ، حدثنا ابو بلج ، حدثنا عمرو بن ميمون ، قال : إني لجالس الى ابن عباس إذ اتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إما ان تقوم معنا وإما ان يخلونا هؤلاء (٨٠٢)؟

قال : فقال ابن عباس بل أنا اقوم معكم ، قال : وهو يومئذ صحيح قبل ان يعمى(٨٠٣) ، قال : فابتدءوا وتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : اف وتف وقعوا في رجل له (٨٠٤) عشر ، وقعوا في رجل قال له النبي (ص) : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله عزوجل ابدا يحب الله ورسوله فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين علي؟ قالوا : هو في الرحى يطحن قال : وما كان احدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد ان يبصر.

قال : فنفث في عينه ، ثم هز الراية ثلاثا فأعطاه إياها ، فجاء بصفية

__________________

(٨٠٢) في رواية : وأما ان تخلو بنا من بين هؤلاء.

(٨٠٣) كف بصره من شدة بكائه على علي عليه‌السلام ، شذرات الذهب ١ : ٥٧ اخبار شعراء الشيعة ٣١.

(٨٠٤) في رواية : بضع عشر ، وفي اخرى : فضائل ليست لأحد غيره.

٢٤١

بنت حيي (٨٠٥).

قال : ثم بعث فلانا بسورة التوبة فبعث عليا خلفه فأخذها منه وقال : لا يذهب بها إلا أنا او رجل مني وأنا منه.

وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي معه جالس فأبوا ، فقال علي «ع» : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم اقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت وليي في الدنيا والآخرة وكان أول من اسلم من الناس بعد خديجة.

قال : وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين ، فقال : (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا).

قال : وشرى علي عليه‌السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم نام مكانه.

قال : وكان المشركون يرمون رسول الله (ص) فجاء ابو بكر وعلي (ع) نائم قال : وأبو بكر يحسب انه رسول الله (ص) فقال : يا نبي الله ، قال : فقال له علي إن نبي الله قد انطلق نحو بئر ميمون (٨٠٦) فأدركه ، قال فانطلق ابو بكر فدخل معه الغار ، وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمي نبى الله وهو

__________________

(٨٠٥) اعلام النساء ٢ : ٣٣٣ ، اسد الغابة ٥ : ٤٩٠ ، الدر المنثور ١ : ٢٦٣ توفيت سنة ٣٦.

(٨٠٦) بئر ميمون : منسوبة الى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمى حفرها بأعلى مكة في الجاهلية ، وعندها قبر ابي جعفر المنصور ، خصائص النسائي : ٦٣.

٢٤٢

يتضور (٨٠٧) قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى اصبح ، ثم كشف عن رأسه فقالوا : إنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور قد استنكرنا ذلك.

قال : وخرج بالناس في غزوة تبوك ، قال : فقال له علي اخرج معك؟ قال : فقال له النبي (ص) لا ، فبكى علي عليه‌السلام ، فقال له : أما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انك لست بنبي ، انه لا ينبغي ان اذهب الا وأنت خليفتي.

قال وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنت ولي كل مؤمن بعدي.

قال : وسدّ ابواب المسجد غير باب علي ، قال فيدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال وقال : من كنت مولاه فان مولاه علي.

قال : وأخبرنا الله عزوجل في القرآن انه قد رضي عن اصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا انه سخط عليهم بعد.

قال : وقال نبي الله لعمر حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : أو كنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع على اهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم (٨٠٨).

قال الحافظ ابو القاسم ابن عساكر : هذا حديث غريب تفرّد به ابو بلج يحيى بن سليم عن عمرو بن ميمون ابي عبد الله الأودي ، اخرج ابو عيسى الترمذي عنه ذكر سد الأبواب.

وذكر أول من صلى عن ابى عبد الله محمد بن حميد الرازي عن ابراهيم بن المختار الرازي عن شعبة عن ابى بلج.

وأخرج ابو عبد الرحمن النسائي قوله : لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله ،

__________________

(٨٠٧) التضور : التلوي والتقلب ظهر البطن.

(٨٠٨) ستأتي مصادر الحديث في نهاية الخبر.

٢٤٣

عن محمد بن المثنى عن يحيى بن حماد.

وقوله : فانتدءوا أي جلسوا نديا ، أي جماعة في النادي ، وأف ما يوجد من الانسان المتأفف من كرب أو ضجر ، وتف : ما يجتمع تحت الظفر من الوسخ كلمة تقال عند الاحتقار (ووقعوا) ذكروا بانتقاص (ونفث) اقل من التفل ، لأن النفث نفخ بغير ريق ، والتفل نفخ يريق ، ومنه نفث الراقي (وشرى) من قوله : (ومن الناس من يشري نفسه) ، يعني يبيعها ببذله إياها لله عزوجل لأنه نام على فراشه لما ذهب الى الغار ، (ويتضور) يشتكي.

(وقوله) : بعث فلانا ـ يعني ابا بكر ـ ، هكذا رأيته في مسند الامام احمد.

وهذا الحديث بطوله وإن لم يخرج في الصحيحين بهذا السياق لكن اكثر ألفاظه متفق على صحتها.

ورواه الامام ابو عبد الرحمن النسائي في خصائص علي عليه‌السلام عن محمد بن مثنى عن يحيى بن حماد بطوله كما اخرجناه سواء (٨٠٩).

ومن ذلك ما اخبرنا ابراهيم بن بركات القرشى ، اخبرنا الحافظ علي بن الحسن الشافعي ، اخبرنا ابو القاسم بن السمرقندى ، اخبرنا عاصم بن الحسن اخبرنا الحافظ ابو العباس ، حدثنا محمد بن احمد القطواني ، حدثنا ابراهيم ابن أنس الانصاري ، حدثنا ابراهيم بن جعفر بن عبد الله بن محمد بن مسلمة عن ابى الزبير ، عن جابر بن عبد الله قال : كنا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأقبل علي بن ابى طالب ، فقال النبي (ص) : قد أتاكم أخي ، ثم التفت الى الكعبة فضربها

__________________

(٨٠٩) الحديث بطوله في خصائص النسائي ٦٢ ط نجف ، مسند احمد ١ : ٣٣١ ، المستدرك ٣ : ١٣٢ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٠٣ ، ذخائر العقبى ٨٧ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٣٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٠٨ ، الاصابة ٢ : ٥٠٩ ، الغدير ١ : ٥٠ ، الفضائل الخمسة ١ : ٢٣٠.

٢٤٤

بيده ثم قال : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة (٨١٠) ثم إنه أولكم إيمانا ، وأوفاكم بعهد الله ، وأقومكم بأمر الله ، وأعدلكم في الرعية ، وأقسمكم بالسوية ، وأعظمكم عند الله مزية.

قال : ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) (٨١١).

قال : وكان اصحاب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا اقبل علي عليه‌السلام قالوا : قد جاء خير البرية (٨١٢).

قلت : هكذا رواه محدث الشام في كتابه بطرق شتى ، وذكرها محدث العراق ومؤرخها عن زر عن عبد الله عن علي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يقل علي خير الناس فقد كفر (٨١٣).

وفي رواية له عن حذيفة قال : سمعت النبي (ص) يقول : علي خير البشر من أبى فقد كفر (٨١٤).

هكذا رواه الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ

__________________

(٨١٠) كنوز الحقائق ٩٢ ، ٨٢ وفيه : علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة وقال : اخرجه الديلمي.

(٨١١) سورة البينة ٧.

(٨١٢) تفسير الطبري ٣٠ : ١٤٦ ، مناقب الخوارزمى ٦٦ ، ١٧٨ ، الفصول المهمة ١٢٢ ، الصواعق المحرقة ٩٦ ، الغدير ٢ : ٥٧ ط ايران ، الدر المنثور ٦ : ٣٧٩ وفيه : اخرج ابن عساكر ، عن جابر بن عبد الله قال : الحديث.

(٨١٣) تاريخ بغداد ٣ : ١٩٢ ، تهذيب التهذيب ٩ : ٤١٩.

(٨١٤) تاريخ بغداد ٧ : ٤٢١ ، كنوز الحقائق ٩٢ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٢٠ ، ذخائر العقبى ٩٦.

٢٤٥

وزاد في رواية له عن جابر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : علي خير البشر فمن أبى فقد كفر.

وفي رواية محدث الشام عن سالم عن جابر قال : سئل عن علي عليه‌السلام فقال : ذاك خير البرية لا يبغضه إلا كافر (٨١٥).

وفي رواية لعائشة عن عطا قال : سألت عائشة عن علي فقالت : ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر (٨١٦).

قلت : هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه‌السلام في تاريخه في المجلد الخمسين لأن كتابه مائة مجلد فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقبه عليه‌السلام.

وأخبرني المقري ابو اسحاق بن يوسف بن بركة الكتبي في مسجده بمدينة الموصل ، عن الحافظ ابى العلا الحسن بن احمد بن الحسن الهمداني ، عن ابى الفتح عبدوس ، عن الشريف ابى طالب المفضل بن محمد بن طاهر الجعفري في داره باصبهان ، اخبرنا الحافظ ابو بكر احمد بن موسى مردويه بن فورك اخبرنا احمد بن محمد بن السري ، حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر ، حدثني أبي حدثني عمي الحسين بن سعيد ، عن اسماعيل بن زياد البزاز ، عن ابراهيم بن مهاجر حدثني يزيد بن شراحيل الانصاري كاتب علي عليه‌السلام ، قال : سمعت عليا يقول حدثني رسول الله (ص) وأنا مسنده الى صدري ، فقال : أي علي ألم تسمع قول الله تعالى : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية) أنت وشيعتك وموعدي ، وموعدكم الحوض ، إذا جثت الأمم للحساب تدعون غرّا محجلين.

قلت : هكذا ذكره الحافظ ابو المؤيد موفق بن احمد المكي الخوارزمي

__________________

(٨١٥) تفسير ابن جرير الطبرى ٣٠ : ١٧١ ، نور الابصار ٧٠ ، ١٠١.

(٨١٦) تاريخ بغداد ٧ : ٤٢١.

٢٤٦

في مناقب علي عليه‌السلام (٨١٧).

وروى ابن جرير الطبري ، وتابعه الحافظ ابو العلا الهمدانيّ ، وذلك ذكره الخوارزمى عن ابى اسحاق.

ورفعه ابن جرير وحده الى ابن عباس في قوله تعالى : (وقفوهم انهم مسئولون) (٨١٨) يعني عن ولاية علي عليه‌السلام (٨١٩).

وبهذا الاسناد في تفسير قوله عزوجل : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون) (٨٢٠).

قيل : نزلت في قصة بدر في حمزة وعلي عليه‌السلام ، وعبيدة بن الحرث لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد.

(فالذين آمنوا) : حمزة وعلي وعبيدة ، (والذين اجترحوا السيئات هم عتبة ، وشيبة ، والوليد (٨٢١).

وذكر الحافظ الخوارزمي في كتابه في قوله تعالى : (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) (٨٢٢) نزلت في اهل الحديبية ، قال جابر : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة ، فقال لنا النبيّ (ص) أنتم اليوم

__________________

(٨١٧) الدر المنثور ٦ : ٧٩ ، فضائل الخمسة ١ : ٢٧٨ ، مناقب الخوارزمي ١٧٨ ، من طريق الحافظ ابن مردويه ، عن يزيد بن شراحيل الأنصاري.

(٨١٨) سورة الصافات ٢٤.

(٨١٩) الصواعق المحرقة ٨٩.

(٨٢٠) سورة الجاثية ٢١.

(٨٢١) تذكرة الخواص ١١ ، الغدير ٢ : ٥٦.

(٨٢٢) سورة الفتح ١٨.

٢٤٧

خيار اهل الارض فبايعنا تحت الشجرة على الموت ، فما نكث إلا جد بن قيس وكان منافقا وأولى الناس بهذه الآية علي بن ابى طالب ، لأنه تعالى قال : (وأثابهم فتحا قريبا) اجمعوا على انه يعني فتح خيبر ، وكان ذلك على يد علي بن ابى طالب «ع» باجماع منهم(٨٢٣).

وذكر ابن جرير وتابعه الخوارزمى في قوله عزوجل : (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) ، قال المفسرون : سأل الناس رسول الله (ص) واكثروا فأمروا بتقديم الصدقة على المناجاة فلم يناجه إلا علي ، قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة ، قلت : وقد ذكرت سنده في غير هذا الباب (٨٢٤).

وروى الخوارزمى في كتابه ، عن ابى صالح عن ابن عباس إن عبد الله ابن أبي وأصحابه خرجوا فاستقبلهم علي «ع» فقال علي : يا عبد الله اتّق الله ولا تنافق ، فان المنافق شر خلق الله ، فقال : مهلا يا ابا الحسن والله ان ايماننا كايمانكم ، ثم تفرقوا ، فقال عبد الله بن أبي لأصحابه : كيف رأيتم ما فعلت؟ فأثنوا عليه خيرا ، فنزل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : (وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنّا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون) (٨٢٥).

قلت : فدلت الآية على إيمان علي «ع» (٨٢٦).

وروى الخوارزمي عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي بن ابى طالب عليه‌السلام قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله إني احبك في الله

__________________

(٨٢٣) مناقب ابن شهر اشوب ١ : ٢٠٤ ، سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩.

(٨٢٤) مرت الاشارة الى مصادر هذا الحديث ص ١٣٥.

(٨٢٥) سورة البقرة ١٤.

(٨٢٦) مناقب الخوارزمي ١٩٦

٢٤٨

فرجعت الى رسول الله (ص) فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله «ص» يا علي لعلك اصطنعت إليه معروفا ، قال : والله ما اصطنعت إليه معروفا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودّة.

قال : فنزل قوله تعالى : (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّا)(٨٢٧).

وروى ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين في قوله عزوجل : (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) (٨٢٨).

قيل : نزل قوله (فمنهم من قضى نحبه) في حمزة وأصحابه كانوا عاهدوا ان لا يولوا الأدبار فجاهدوا مقبلين حتى قتلوا ، «ومنهم من ينتظر» علي بن ابى طالب مضى على الجهاد ولم يبدّل ولم يغير (٨٢٩).

ومن ذلك ما اخبرنا المقري ابو اسحاق ابراهيم بن يوسف بالموصل ، عن الحافظ ابى العلا الحسن بن احمد بن الحسن الهمدانيّ عن ابى محمد اسماعيل ابن علي بن اسماعيل ، حدثنا السيد الامام المرشد بالله ابو الحسن يحيى بن الموفق بالله ، حدثنا ابو محمد بن علي المؤدب المعروف بالمكفوف بقراءتي عليه اخبرنا ابو محمد عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا محمد بن الأسود ، عن محمد

__________________

(٨٢٧) سورة مريم ٩٦.

والحديث بتمامه في مجمع الزوائد ٩ : ١٢٥ ، مناقب الخوارزمي ١٨٨ الرياض النضرة ٢ : ٢٠٧ ، الدر المنثور ٤ : ٢٨٧ ، المواهب ٧ : ١٤ ، نور الابصار ١١٢ ، رشفة الصادي ٢٥ ، الغدير ٢ : ٥٦.

(٨٢٨) سورة الاحزاب ٢٣.

(٨٢٩) الصواعق المحرقة ٨٠ ، نور الابصار ٩٧.

٢٤٩

ابن ابى هريرة ، عن محمد بن السائب ، عن ابى صالح ، عن ابن عباس ، قال : اقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي «ص» فقالوا : يا رسول الله إن منازلنا بعيدة ليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس ، وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدّقناه رفضونا ، وآلوا على انفسهم ان لا يجالسونا ، ولا يناكحونا ، ولا يكلمونا ، فشق ذلك علينا ، فنزل جبرئيل على رسول الله «ص» بقوله عزوجل : (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (٨٣٠).

ثم ان النبي «ص» خرج الى المسجد والناس معه قائم وراكع ، وبصر بسائل فقال له النبي «ص» : هل اعطاك احد شيئا؟ قال : نعم خاتما من ذهب ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطاك؟ قال : ذلك القائم ، وأومى بيده الى علي بن ابى طالب عليه‌السلام ، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : على أي حال اعطاك؟ قال : اعطاني وهو راكع ، فكبر النبي «ص» ثم قرأ : (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون).

قلت : هكذا ذكره حافظ العراقين في مناقبه.

وتابعه الخوارزمي ، ورواه الحافظ محدث الشام بطريقين ، احدهما عن ابى نعيم ، والآخر عن خاله ابى المعالي القاضى بغير هذا اللفظ ، ومعناه سواء (٨٣١).

__________________

(٨٣٠) سورة المائدة ٥٥ ـ ٥٦.

(٨٣١) اجمع ائمة الحديث على صحة هذا الحديث ، وان الآية تخص امير المؤمنين عليه‌السلام وتجده في تفسير الطبري ٦ : ١٦٥ ، من طريق ابن عباس اسباب النزول ١٤٨ ، تفسير الرازي ٣ : ٤٣١ ، الفصول المهمة ١٢٣ ، مطالب السؤل ٣١ ، تذكرة الخواص ٩ ، مناقب الخوارزمي ١٧٨ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٢٧ ، ذخائر العقبى ١٠٢ ، تفسير ابن كثير ٢ : ٧١ عن ابن جرير

٢٥٠

وذكر الخوارزمي في كتابه عقيب هذه الآية قال : ولبعضهم في حق علي عليه‌السلام :

وافى الصلاة مع الزكاة فقامها

والله يرحم عبده الصبارا

من ذا بخاتمه تصدق راكعا

وأسره في نفسه إسرارا

من كان بات على فراش محمد

ومحمد أسرى يؤم الغارا

من كان جبريل يقوم يمينه

يوما وميكال يقوم يسارا

من كان في القرآن سمي مؤمنا

في تسع آيات جعلن كبارا (٨٣٢)

قلت : ذكر فضائل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام من آيات القرآن لا يمكن جعله علاوة كتاب واحد ، بل ذكر شيء منها وذكر جميعها يقصر عنه باع الاحصاء.

ويدلك على صدق ما ذهب إليه مؤلف الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي عفي الله عنه هو ما اخبرنا الشيخ المقري ابو اسحاق بن بركة الكتبي بالموصل عن الامام الحافظ صدر الحفاظ ابى العلاء الحسن بن احمد بن الحسن العطار عن الشريف الأجل نور الهدى ابى طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، عن محمد بن احمد بن علي بن الحسن بن شاذان ، حدثنا المعافي بن زكريا ، عن محمد بن احمد بن ابى البلج ، عن الحسن بن محمد بن بهرام ، عن يوسف بن موسى القطان ، عن جرير ، عن الليث ، عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) : لو ان الغياض اقلام ، والبحر مداد والجن حساب ،

__________________

الطبري باسناده عن مجاهد والسدي ، وعن الحافظ عبد الرزاق باسناده عن ابن عباس ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٧ ، عن الطبراني ، كنز العمال ٦ : ٣٩١ من طريق الخطيب ، الصواعق ٢٥ ، نور الابصار ٧٧ ، روح المعاني ٢ : ٣٢٩ ، الغدير ٢ : ٥٢.

(٨٣٢) المناقب ١٩٩.

٢٥١

والانس كتّاب ما احصوا فضائل علي بن ابى طالب (٨٣٣).

وبهذا الاسناد عن ابن شاذان ، قال : حدثني ابو محمد الحسن بن احمد المخلدي من كتابه ، عن الحسين بن اسحاق ، عن محمد بن زكريا ، عن جعفر ابن محمد بن عمار ، عن ابيه ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن ابيه عن امير المؤمنين علي بن ابى طالب «ع» قال قال رسول الله «ص» : إن الله تعالى جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثرة ، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ، ومن استمع الى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ، ومن نظر الى كتاب من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر.

ثم قال : النظر الى علي عبادة ، وذكره عبادة ولا يقبل الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من اعدائه.

قلت : ما كتبناه إلا من حديث ابن شاذان ، رواه الحافظ الهمدانيّ في مناقبه وتابعه الخوارزمي (٨٣٤).

وأخبرنا ابو اسحاق ابراهيم بن يوسف بن بركة الكتبي بالموصل ، عن الحافظ ابى العلاء الحسن بن احمد المقري ، اخبرنا الحسن بن احمد ، اخبرنا احمد بن عبد الله الحافظ ، اخبرنا احمد بن يعقوب بن المهرجان ، حدثنا علي ابن محمد النخعي القاضى ، حدثنا الحسين بن الحكم ، حدثنا حسن بن الحسين ، عن عيسى بن عبد الله ، عن ابيه عن جده ، قال قال رجل لابن عباس سبحان

__________________

(٨٣٣) الرياض النضرة ٢ : ٢١٤ ، مستدرك الصحيحين ٣ : ١٠٧ الاستيعاب ٢ : ٤٦٦ ، الصواعق المحرقة ٧٢ ، نور الأبصار : ٧٣ ، المناقب الخوارزمي : ٢٣٥.

(٨٣٤) المناقب الخوارزمي ٢.

٢٥٢

الله ما اكثر مناقب علي وفضائله إني لأحسبها ثلاثة آلاف.

فقال ابن عباس رضى الله عنه : أو لا تقول انها الى ثلاثين ألفا اقرب ، خرج هذا الاثر جماعة من الحفاظ في كتبهم (٨٣٥).

قلت ، ويدلك على ذلك ما رويناه عن إمام اهل الحديث احمد بن حنبل وهو أعرف اصحاب اهل الحديث في علم الحديث ، قريع قران اقرانه ، وإمام زمانه ، والمقتدى به في هذا الفن في أبانه ، والفارس الذي نكب فرسان الحفاظ في ميدانه ، وروايته مقبولة ، وعلى كاهل التصديق محمولة ، ولايتهم في دينه ولا يشك انه يقول بتفضيل الشيخين ابى بكر وعمر رضي الله عنهما ، وأرضاهما ، وأظلنا بظل رضاهما ، فجاءت روايته فيه كعمود الصباح ولا يمكن ستره بالراح ، وهو (ما اخبرنا) العلامة مفتي الشام ابو نصر محمد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقا وغربا ابى نصر محمد بن هبة الله بن مميل الشيرازي ، اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي بن الحسن الشافعي ، اخبرنا ابو المظفر عبد المنعم بن الامام عبد الكريم ، اخبرنا الامام الحافظ على التحقيق احمد بن الحسين البيهقي قال : سمعت محمد بن عبد الله الحافظ ، يقول ، سمعت القاضي ابا الحسن علي ابن الحسن الجراحي ، وأبا الحسين محمد بن المظفر الحافظ ، يقولان : سمعنا ابا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول : سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول : سمعت الامام احمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من اصحاب رسول الله (ص) ما جاء لعلي بن ابى طالب (٨٣٦).

قال الحافظ البيهقي : وهو اهل كل فضيلة ومنقبة ، ومستحق لكل سابقة ومرتبة ، ولم يكن احد في وقته احق بالخلافة منه.

قلت : هكذا اخرجه الحافظ الدمشقي في ترجمته من التاريخ ، وأما فضائله

__________________

(٨٣٥) المصدر السابق ٣.

(٨٣٦) المناقب الخوارزمي ٣.

٢٥٣

من السنة فقد ذكرنا بعض ذلك في كتابنا.

وأما الذي نذكره في هذا الباب فهو ، ما اخبرنا ابو الفتح نصر الله بن ابى بكر محمد بن الياس العدل المعروف بابن الشيرجي قراءة عليه ، اخبرنا حنبل ابن عبد الله بن فرج ، اخبرنا ابو القاسم بن الحصين ، اخبرنا ابو علي المهذب اخبرنا ابو بكر القطيعي : حدثنا عبد الله بن احمد ، حدثنا ابي ، حدثنا وكيع ، قال اسرائيل ، قال ابو اسحاق عن زيد بن يثيع عن ابى بكر ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه ببراءة الى اهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مدة فأجله الى مدته ، والله عزوجل بريء من المشركين ورسوله.

قال : فسار بها ثلاثا ، ثم قال لعلي : ألحقه فرد علي ابا بكر وبلغها أنت قال : ففعل ، فلما قدم ابو بكر على النبي «ص» بكى ، وقال : يا رسول الله حدث في شيء ، قال : ما حدث فيك إلا خير ، ولكن أمرت ان لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني (٨٣٧).

قلت : هكذا رواه الامام احمد في مسنده.

ورواه ابو نعيم الحافظ (٨٣٨) ، وأخرجه الحافظ الدمشقي في مسنده ، وعن ابى نعيم من حليته ، وطرقه في كتابه بطرق شتى ، فمن ذلك قال احمد

__________________

(٨٣٧) خصائص النسائي ٩١ ـ ٩٢ ، الدر المنثور ٣ : ٢٠٩ : وفيه : اخرجه ابن مردويه عن سعد بن وقاص ، تفسير الطبري ١٠ : ٤٦ ، مستدرك الصحيحين ٣ : ٥١ ، كنز العمال ١ : ٢٤٦ ، مسند احمد بن حنبل ١ : ١٥١ مجمع الزوائد ٩ : ١١٩ ، الصواعق المحرقة ١٩ ، الاصابة ٢ : ٥٠٩ ، المناقب الخوارزمي : ١٠٠.

(٨٣٨) لا يوجد الحديث في حلية الاولياء.

٢٥٤

وحدثني محمد بن سليمان لوين ، حدثنا محمد بن جابر ، عن سماك عن حفش عن علي «ع» قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي «ص» دعا النبي «ص» ابا بكر فبعثه بها ليقرأها على اهل مكة ، ثم دعاني النبي «ص» فقال : ادرك ابا بكر فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به الى اهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت منه الكتاب ورجع ابو بكر الى النبي «ص» فقال : يا رسول الله نزل في شيء؟ قال : لا ولكن جبرئيل جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك.

قلت : هكذا ذكره محدث الشام في تاريخه عن احمد بن حنبل ، ورواه الخوارزمي عن ابن يثيع عن ابى بكر كما اخرجناه سواء (٨٣٩).

وأخبرنا الحافظ ابو محمد عبد الرحمن بن ابى الفهم البلداني بدمشق ، اخبرنا عبد المنعم الحراني ببغداد ، اخبرنا ابو علي بن نبهان ، اخبرنا الحسن ابن الحسين بن العباس بن الفضل بن دوما ، اخبرنا ابو بكر احمد بن نصر بن عبد الله الذارع بنهروان ، حدثنا صدقة بن موسى ، حدثنا أبي حدثنا الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليهم‌السلام قال : خرجت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم نمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخيل من نخيلها فصاحت نخلة بأخرى هذا النبي المصطفى ، وعلي المرتضى ، ثم جزناهما فصاحت ثانية بثالثة هذا موسى وأخوه هارون ، ثم جزناهما ، فصاحت رابعة بخامسة هذا نوح وابراهيم ، ثم جزناهما فصاحت سادسة بسابعة هذا محمد سيد النبيين وهذا علي سيد الوصيين ، فتبسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم قال : يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا ، لأنه صاح بفضلي وفضلك.

قلت : هكذا ذكره الذارع في مسنده.

__________________

(٨٣٩) المناقب الخوارزمى ١٠٠ خصائص النسائي ٩١ ـ ٩٢.

٢٥٥

وأخبرنا القاضي العلامة ابو نصر محمد بن هبة الله ، اخبرنا الحافظ علي ابن الحسن ، اخبرنا ابو الحسن بن سعيد بدمشق وحدثنا ابو النجم الشيخي ببغداد ، اخبرنا ابو بكر الخطيب اخبرنا ابو العلا محمد بن علي اخبرنا ابو العباس الحسين بن علي بن محمد الحلبي ببغداد ، حدثنا قاسم بن ابراهيم ، حدثنا ابو أمية المختط ، حدثني مالك بن انس عن الزهري عن انس عن عمر بن الخطاب قال : حدثني ابو بكر ، قال : سمعت ابا هريرة يقول : جئت الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين يديه تمر ، فسلمت عليه فرد عليّ وناولني من التمر ملأ كفه ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة.

ثم مضيت من عنده الى عند علي بن ابى طالب وبين يديه تمر ، فسلمت عليه فرد علي وضحك إلي وناولني من التمر ملأ كفه ، فعددته فاذا هو ثلاث وسبعون تمرة ، فكثر تعجبي من ذلك ، فرجعت الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت يا رسول الله جئتك وبين يديك تمر ، فناولتني ملأ كفك ، فعددته ثلاثا وسبعين تمرة ، ثم مضيت الى عند علي بن ابى طالب وبين يديه تمر فناولني ملأ كفه فعددته ثلاثا وسبعين ، فتعجبت من ذلك ، فتبسم النبي «ص» وقال : يا ابا هريرة أما علمت ان يدي ويد علي في العدل سواء.

قلت : ذكره محدث الشام في كتابه عن محدث العراق ، كما اخرجناه سواء ، وهو نوع عزيز الوجود ، وقد سماه بعضهم رواية الاقران ، وبعضهم رواية الأكابر عن الاصاغر.

وقد عنى جماعة من الحفاظ بجمع هذا النوع ، منهم عبد الغني بن سعيد المصري ، وبعده ابو القاسم الدمشقي ، وبعده عبد القادر الرهاوي وأبو النجم اسمه بدر بن عبد الله الرومى المعروف بالشيخي ، ووثقه الحافظ ابن النجار في تاريخه ، والمختط اسمه المبارك بن عبد الله من اهل طرسوس ، سمي بذلك لأنه أول من اختط بطرسوس.

٢٥٦

وأخبرنا الحافظ ابو عبد الله محمد بن محمود بن الحسن المعروف بابن النجار ببغداد ، اخبرنا ابو الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي ، اخبرنا الحافظ ابو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي ، اخبرنا الحافظ ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي ، اخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ، اخبرنا ابو بكر احمد بن كامل ابن خلف بن شجرة القاضي إملاء ، حدثنا عبد الله بن روح الفرائضي ، حدثنا شبابة بن سوار ، حدثنا نعيم بن حكيم حدثنا ابو مريم عن علي بن ابى طالب قال : انطلق بي رسول الله «ص» حتى أتي الكعبة ، فقال اجلس فجلست الى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله «ص» على منكبي ، ثم قال لي : انهض ، فلما رأى ضعفي تحته ، قال : اجلس فجلست ، ونزل فقال : يا علي اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبه ، ثم نهض بي رسول الله «ص» فلما نهض بي خيل لي لو شئت نلت افق السماء ، فصعدت فوق الكعبة ، وتنحى رسول الله «ص» فقال : ألق صنمهم الاكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتدا اوتادا من حديد الى الارض ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عالجه ورسول الله يقول : (إيه إيه ، جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) (٨٤٠) فلم ازل اعالجه حتى استمسكت منه فقال لي : اقذفه فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نسعى وخشينا ان يرانا احد من قريش أو غيرهم.

قال علي عليه‌السلام : فما صعدته حتى الساعة (٨٤١).

__________________

(٨٤٠) سورة الاسراء ٨١.

(٨٤١) مستدرك الصحيحين ٢ : ٣٦٦ ، مسند احمد ١ : ٨٤ ، ١٥١ ، الرياض النضرة ٢ : ٢٠٠ ، كنز العمال ٦ : ٤٠٧ ، وفيه : اخرجه ابن ابى شيبة ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٠٢ ، المناقب للخوارزمى : ٧١.

٢٥٧

قلت : هذا حديث حسن ثابت عند اهل النقل.

هكذا رواه الحاكم ، وتابعه البيهقي اخرجناه سواء ، ومعنى قوله إيه أي حدثنا استزادة ، وإيها كف عنا لا تحدثنا.

قال ذو الرمة :

وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم

وكيف بتكليم الديار البلاقع

وأخبرنا شيخ الشيوخ عبد الله بن عمران بن علي بن حمويه بدمشق ، اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي بن الحسين ، اخبرنا ابو بكر محمد بن عبد الباقى اخبرنا ابو محمد الجوهري إملاء ، اخبرنا الامام ابو الحسن علي بن عمر بن احمد الشافعي الحافظ المعروف بالدارقطني ، حدثنا محمد بن زكريا المحاربي بالكوفة ، حدثنا ابو طاهر محمد بن تسنيم الوراق ، حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم الخثعمي ، عن ابراهيم بن عبد الحميد عن رقبة بن مصقلة عن عبد الله بن ضبيعة العبدي عن أبيه عن جده قال : اتى عمر بن الخطاب رجلان سألاه عن طلاق الأمة فقام معهما فمشى حتى اتى حلقة في المسجد فيها رجل اصلع فقال : أيها الأصلع ما ترى في طلاق الأمة فرفع رأسه إليه ، ثم أومى إليه بالسبابة والوسطى فقال لهما عمر تطليقتان ، فقال : احدهما سبحان الله جئناك وأنت امير المؤمنين ، فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه ان أومي إليك ، فقال لهما تدريان من هذا؟ قالا : لا ، قال : هذا علي بن ابى طالب ، أشهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اسمعته وهو يقول : إن السماوات السبع والارضين السبع لو وضعنا في كفة ، ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن ابى طالب (٨٤٢).

قلت : هذا حديث حسن ثابت.

__________________

(٨٤٢) كنز العمال ٦ : ١٥٦ ، وفيه : اخرجه الديلمي ، عن ابن عمر ، الرياض النضرة ٢ : ٢٢٦ ، وفيه اخرجه ابن السمان والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية والفضائل.

٢٥٨

رواه الجوهري في كتاب فضائل علي عليه‌السلام ، عن شيخ اهل الحديث الدارقطني ، وأخرجه محدث الشام في تاريخه في ترجمة علي عليه‌السلام كما اخرجناه سواء.

اخبرنا ابو نصر محمد بن هبة الله بن قاضي القضاة شرقا وغربا ابى نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي ، اخبرنا ابو القاسم علي بن الحسن الشافعي اخبرنا ابو بكر محمد بن شجاع ، وأبو روح محمد بن عمر ، وأبو صالح عبد الصمد وغيرهم ، قالوا : اخبرنا محمد رزق الله بن عبد الوهاب اخبرنا احمد بن محمد ابن احمد بن حماد ، حدثنا ابو بكر يوسف بن يعقوب بن اسحاق الانباري حدثنا حميد بن الربيع بن ملك ، حدثنا فردوس ، حدثنا مسعود بن سليمان ، حدثنا حبيب بن ابى ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر قال : علي اقضانا وأبي أقرأنا ، قال : اخذت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا اتركه ابدأ.

قلت : هكذا اخرجه ابن عساكر الدمشقي في تاريخه ، وطرقه بطرق شتى (٨٤٣).

اخبرنا ابو المنجا عبد الله بن عمر بن علي بن الليثى ، قال : اخبرنا ابو الوقت عبد الأول بن عيسى ، قال : اخبرنا ابو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي ، اخبرنا ابو محمد عبد الله بن احمد بن حمويه ، اخبرنا ابو اسحاق ابراهيم بن مريم ، اخبرنا الامام ابو محمد عبد بن حميد ، حدثني يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا شريك عن الركين عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (٨٤٤).

__________________

(٨٤٣) فتح الملك العلي ٧١.

(٨٤٤) كنز العمال ١ : ٤٤ ، ٤٧ ، وقال : اخرجه الطبراني في الكبير ، فيض القدير ٣ : ١٤.

٢٥٩

قلت : هكذا اخرجه في المنتخب في مسنده (٨٤٥).

اخبرنا بقية السلف ابو محمد عبد العزيز بن محمد بن الحسن الصالحي بدمشق اخبرنا الحافظ ابو القاسم علي بن الحسين الشافعي اخبرنا ابو القاسم بن السمرقندي اخبرنا ابو الحسين بن النقور ، اخبرنا ابو القاسم عيسى بن علي اخبرنا ابو القاسم البغوي ، حدثنا محمد بن عبد الحميد الرازي ، حدثنا علي بن مجاهد ، حدثنا محمد بن اسحاق عن شريك بن عبد الله عن ابى ربيعة الايادي عن ابي بريدة عن أبيه قال : قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم : لكل ني وصي ووارث ، وان عليا وصيي ووارثي.

قلت : هذا حديث حسن ، اخرجه محدث الشام في تاريخه كما اخرجناه سواء (٨٤٦).

اخبرنا اسعد بن المسلم بن مكي بن علان القيسي ، اخبرنا الحافظ علي ابن الحسن بن عساكر ، اخبرنا ابو غالب بن البنا ، اخبرنا ابو محمد الجوهري اخبرنا ابو عمر محمد بن العباس ، اخبرنا ابو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن الحكم الاسدي المعروف باخي حماد ، حدثنا علي بن محمد بن الخليل بن هارون

__________________

(٨٤٥) اجمع ائمة الحديث على تصحيح هذا الحديث وتوثيق رجاله بصورة مبسوطة تجدها في مسند احمد ٤ : ٣٦٦ ، سنن البيهقي ٢ : ١٤٨ ، كنز العمال ١ : ٤٥ ، مشكل الآثار ٤ : ٣٦٨ ، صحيح الترمذي ٢ : ٣٠٨ ، اسد الغابة ٢ : ١٢ ، مستدرك الصحيحين ٣ : ١٠٩ ، طبقات ابن سعد ٢ ق ٢ : ٢ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ ، حلية الاولياء ١ : ٣٥٥ ، تاريخ بغداد ٧ : ٢٥٥ ، فضائل الخمسة ٢ : ٤٣ ـ ٥٣ ، الصواعق المحرقة ٨٩ ، الفصول المهمة ٢٥ ط ايران.

(٨٤٦) كنوز الحقائق ١٢١ : الرياض النضرة ٢ : ١٧٨ ، حلية الأولياء ١ : ٦٣.

٢٦٠