الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

حرف الرّاء

ر

١٢١
١٢٢

رأب :

رَأَبْتُ الجُرْحَ : إذا لاءمت بين طرفيه برفق.

ورَأَبَه العِلَاج : أعاد إليه ما تهدّم من صحّته.

رأد :

الرِّأْد ، بالكسر والهمز : التِّرب ، يقال : هو رِئْدها ، أى : تِرْبها.

والرَّأْد : فرخ الشّجرة.

والرَّأْدَة ، بالفتح ، والرُّؤدَة ، بالضّمّ مهموزان : الشّابّة الحسنة.

والرَّأْد : أصل اللّحَى النّاتِىء تحت الأذن.

وامرأة رَأَدَة : سريعة الشّباب مع حسن غذاء ورواء.

وتَراءَدَت الحيّة : إذا اهتزّت فى انسيابها.

رأس :

الرَّأْس : معروف. والرَّأْس : أعلا كلّ شيء. ورَأْسُ القوم : سيّدهم.

ورَأْسُ النّملة ، هو المورْسَرْج ، بالفارسيّة ، بضمّ الميم وسكون الواو والرّاء وفتح السّين. وهى خروج طبقة العين عند انحراف القَرنيّة ، إذا خرج منها جزء يسير كرأس النّمْلة.

وسببه إمّا خارجىّ ، كضربة ، وإمّا بدنىّ كقَرْحَة ، وعلاجه : الشّدّ بالرّفائد والتّكحّل بالأشياء القابضة.

ورَأْس الدّواء ، وهو فى الفارسيّة سِرْدارُوج ، بكسر السّين وفتح الدّال وضمّ الرّاء ، وأصله سَرْدْ دَارُو ، أى : رَأْس الدّواء ، لأنّ" سرْ" عندهم رأس ، و" دارو" :

١٢٣

الدّواء.

والمراد به الأدوية المدقوقة المتَحَوِّلة الى أفاوِيه وتَطْييبات تُلقَى على المطبوخات عند شربها لأجل تقوية فعلها.

رأل :

الرَّأْل : ولد النَّعام والجمع : الرِّئَال. والأنثى : رَأْلَة.

واسْتَرَأَلَ المرضُ : طالت مدّته. فالمرض مُسْتَرْئِل.

رأم :

الرَّأْم : العطف. وكلّ مَنْ أحبّ شيئا وألفه فقد رَئِمَه.

ورَأَمَ الجرحُ رِئْمَاناً : إذا انضمّ فُوه للبُرْء. ومنه قول الشّاعر :

وقَتْلَى بحِقْفٍ مِنْ أوارَةَ جُدِّعَتْ

صَدَعْنَ قُلوباً لمْ تَرَأّمْ شُعُوبُها (١)

والرُّؤْمَة : ما تُلصق به الجراحات والكسور من الأدهان والضّمادات.

رأى :

الرُّؤية ، بالضّمّ : النّظر بالعين والقلب.

قال ابن الأعرابىّ : الرُّؤْيَة بالعين تتعدَّى الى مفعول واحد ، وبمعنى العِلْم تتعدَّى الى مفعولين.

والمَرْأَة ، بالفتح : المنظر.

والمِرآة : بالكسر : ما تَرَاءَيْتَ فيه.

وأَرْأَى الرّجل : إذا تَرَاءَى فى المرآة.

١٢٤

الرُّؤْيا ، بالضّمّ : ما رَأَيْتَه فى منامك.

قال الكسائىّ : أجمعت العرب على همز ما كان مِنْ رَأَيْت واسْتَرْأَيْت وارْتَأَيْت ، في رُؤْية العَين. وبعضهم يترك الهمز وهو قليل. قال : وكلّما جاء فى كتاب الله فهو مهموز.

والرَّأْي : الاعتقاد ، اسمٌ لا مصدر ، والجمع آرَاء.

والرِّئَةُ ، والرِّيَة : موضع النَّفَس والرّيح من الإنسان وغيره ، والجمع رِئَات.

والرِّئَة : مؤلّفة من أجزاء :

ـ أحدها شُعَب القَصَبة.

ـ وثانيها شُعَب الشّريان الوريدىّ.

ـ وثالثها شُعَب الوريد الشّريانىّ.

يجمعها لحم رخو متخلخل هوائىّ ، خُلِق من أرقِّ دم وألطفه ، وذلك أيضا غذاؤها. وهى كثيرة المنافذ لونها الى البياض ، خصوصا فى رِئَات ما تَمّ خَلْقُه من الحيوان. وخلقت متخلخلة ليتشعَّب الهواء وينضج فيها ويندفع فضله عنها. كما خُلِق الكبد بالقياس إلى الغذاء.

وهى ذات قسمين ، أحدهما الى اليمين ، والآخر الى اليسار. والقسم الأيسر ذو شُعبتين ، والقسم الأيمن ذو ثلاث شُعَب.

ومنفعة الرِّئَة بالجملة الاستنشاق فى إعداد هواءٍ للقلب ، وتنقية الدَّم بحرق فضوله.

ربب :

الرُّبّ ، بالضّمّ : عُصارة كلِّ ثمرة بعد طبخها ، وقيل هو الطّلاء الخاثر.

١٢٥

وقال الرّازيُّ فى شرح علاج الصُّداع : الرُّبُ : ما يُجْلَب من الشّىء ثمّ يُطبخ حتَّى يغلظ ويرجع إلى الرُّبع من غير أنْ يُجعل فيه شىء من السّكّر. وقد يُجمع" الرُّبوب " ، ويُرَكَّب بعضها مع بعض للمعونة على التّبريد والقَبْض. وتلك الرُّبُوب المجموعة هى : رُبُ التّفّاح والسَّفَرْجَل والحِصْرِم والرُّمّان والكُمَّثْرَى واللّيمون والحُمّاض والأمْبَرْبارِيْس (٢) والرِّيباس (٣) وحَبّ الآس والسُّمّاق والفِرْصاد (٤) والزّعرور ، مضافا إليها الطّباشير والصّمْغ المقلوّ والطّين المختوم عند شدّة الحاجة الى التّبريد والقَبْض.

ورُبُ السُّوس : حارّ يابس مُليّن ، نافع من السُّعال قاطع للعَطَش البلغمىّ ، وفيه جلاء لقصبة الرّئة.

ورُبُ التّفّاح بارد فى الأولى معتدل فى اليبس والرُّطوبة ، قامع للصّفراء والدّم ، قاطع للاسهال والقىء الصّفراويّين.

ورُبّ العنب : حارّ يابس ، نافع للمبرودين وللصّدْر ، مُحَرِّك للباه مُليّن للطّبيعة. ورُبُ السَّفَرْجَل : بارد يابس فى الثّانية ، قاطع للاسهال والقَيء واللأبخرة والمترقِّيَة الى الدِّماغ ، نافع من الصّداع المتولّد عنها.

ورُبُ الإجّاص : بارد رطب فى الثّانية ، مُليّن للطّبيعة ، مُسَكِّن للعطش ، مُبَرِّد لحرارة الحُمَيّات.

ورُبُ الرُّمّان الحلو : مُلَيّن نافع للصّدْر والسُّعال.

ورُبّ الحُمّاض : بارد يابس ، نافع من الخُمار ، ومن الحُميّات الحارّة ، ويَصْلُح لوَحَم الحبالَى.

ورُبُ الحِصْرِم : بارِد فى الثّانية ، نافع للصّفراء ، مُسَكِّن للعَطش وللقَيء ولسَوْرَة الحميّات الحارّة ، مُقَوٍّ للقوّة الماسكة.

١٢٦

ورُبُ الخَشْخَاش بارد يابس مُسَكِّن لهيَجان الموادّ ، نافع من النَّزْلات.

ورُبُ الرّيباس بارد فى الثّانية ، يغسل المعدة من الصّفراء ، ويقوِّيها وينفع من الخُمار جدّا.

ورُبُ الأتْرُجّ : بارد يابس فى آخر الثّانية ، قامع للصّفراء ، قاطع للقَىء وللعطش ، نافع من السُّموم.

ورُبّ اللّيمون : بارد يابس فى أوائل الثّالثة ، غاية فى تسكين الصّفراء والعطش.

ورُبُ التُّوت الحلو : حارّ مُليّن ، نافع من أوجاع الحلق.

ورُبُ التّوت الحامض : بارد قابض.

ورُبُ الآس : بارد يابس ، قاطع للاسهال والقَىء والنَّزْف ، مُقَوٍّ للمعدة ، والجمع رُبوب.

ورُبُ السّمن والزّيت : ثُفْلُه الأسود.

وارْتُبّ العنب : إذا طُبخ حتَّى يكون رُبّا يؤتدَم به.

رَبَّبْتُ الدّهن : غَذَوْتَه بالياسمين أو بعض الرّياحين.

ودُهْن مُرَبَّب : إذا رُبّب الحَبُّ الذى اتّخِذ منه بالطِّيب المعمول بالرُّبِ ، كالمُعَسَّل وهو المعمول بالعَسَل.

والمُرائب ، أيضا : المعمول بالعَسَل ، من التَّرْبِيب ، يقال : زَنجبيل مُرَبَّب ومُرَبّا ، والجمع مُرَبّبات.

والرّبَب ، محرّكة : الماء الكثير المجتمع أو العذب.

والرِّبّة بالكسر : ما اخضرّ فى الحقل (القيظ). وبقلة ناعمة. وشجرة الخرّوب.

والرَّبْرَب ، بفتح الرّائين : القطيع من بقر الوحش ، أو من الظّباء ، أو جماعة البقر الذى دون العَشَرة ، ولا واحد له من لفظه.

١٢٧

ربث :

ارْبَثّ الدّاءُ فى بدنه : إذا تفرّق فى جميع أجزائه. وارْبَثَ الجُدَرِيُّ على جلده : انتشرت دماميله.

ورَبَّثْتُ المعلولَ عن كذا : مَنعته عنه.

ربح :

الرَّبَاحي ، محرّكة : نوع من الكافور. قيل سمِّى بذلك لأنّ أوّل مَنْ عرفه مَلِك يقال له رَبَاح ، ولا أدرى كيف صحّته.

وقول الجوهرىّ : " والرَّبَاح : دويّبة كالسِّنَّور ، يُحلب منها الكافور" وَهَمٌ ، لأنّ الكافور لا يُحلب من دابّة ، وإنّما هو صِمغ شجر فى الهند. وأمّا الدُّويبَّة التى ذكرها فاسمها الزّبَاد ، والطّيب الذى يُحلب منها يُسمَّى زَبادا باسمها.

وقال البيرونىّ : الكافور صِمْغ شجر يكون فى داخل الشَّجر ويتخشخش فيه إذا حُرّك فيُنْشَر ويُستخرج ، وسيأتى ذكره فى (ك ف ر).

ربخ :

الرَّبُوخ : المرأة التى يَغْشَى عليها من شدّة الشَّهْوَة عند الجماع. ويُروى عن عَلِيٍّ ، رضى الله عنه : (أنّ رجلا خاصم إليه أبا امرأته ، وقال : زوجّنى ابنته وهى مجنونة ، فقال علىّ : ما بدا لك من جنونها؟ فقال : إذا جامعتُها غُشِىَ عليها. فقال : تلك الرَّبُوخ ، ولستَ لها بِأَهْل) (٥). أى : إنّ ذلك يُحمد منها. والرَّبِيخ : العظيم من الرّجال.

ورَبَّخَه المرضُ : أرخاه.

١٢٨

ربس :

الرِّيباس ، هو الكِشْمِش : نبات له أضلاع وورق عريض كالسّلق ، وليس كخُضرته. ويخرج فى وسطه ساق فيها رطوبة لونها الى الحمرة.

وهو بارد يابس فى الثّانية لحموضته ، وفيه حلاوة ، ممّا ينفع من الحصبة والجدرىّ والطّاعون والوَباء والبَواسير والخُمار. ويقطع العطش ونَزْف الدّم ، والقَىءَ والاسهال الصّفراوىّ. ويقوِّى المعدة والكبد الحارّتين.

ومضرّته بالصّدر. ويصلحه الجِلّاب. والشّربة من شرابه أوقيّة. وبدله حُمّاض الأُتْرُجّ.

ربض :

الرَّبْض : الأمعاء. وقيل : كلّ ما فى البطن سوى القلب.

والرَّبُوض : البقرة الرّابِضَة. والرُّبُض : الأرطاة الضّخمة ، حكاهما الخليل ، (رحمه‌الله) ، وأنشد :

بِرُبْضِ الأرْطَى وحِقْفٍ أعْوَجَا (٦)

وعِلّة رَبُوضٌ : إذا أخذتْ معلولَها ببدنه كلِّه ، فاستمكنتْ منه ، ودامتْ عليه.

ربط :

الرِّبَاط ، بالكسر : ما رُبِطَ به.

والرِّبَاط : الفؤاد ، كأنّ الجسم رُبط به.

والرْبَاط : عضو بسيط شَبيه بالعَصَب فى لونه وملمسه ولِينه فى الانعطاف ، وصلابته فى الانفصال. بارد يابس. نابت من العظم منه ما يأتى الى طَرَفَى

١٢٩

المفصل الذى بين العظمَين لئلّا ينخلع أحدهما عن الآخر عند الحركة.

وهو رَابِطُ الجأش ، أى : شديد القلب.

ودواء مُتَرَابِط : دائم لا ينقطع عنه المريض الى تمام البُرْء.

ربع :

الرِّبْع ، بالكسر ، من الحُمَّى : أن تأخذ يوما وتَدَع يومين،ثمّ تجىء فى اليوم الرّابع.

والرَّبِيع عند العرب رَبِيعَان :

ـ رَبيع الشّهور ، ورَبِيعُ الأزمنة ، فَرَبِيعُ الشّهور شهران بعد صَفَر ، ولا يقال فيهما إلّا شهر رَبِيع الأوّل وشهر رَبِيع الآخِر ، سُمِّيا بذلك لأنّهما جاءا فى زمن ربيع الأزمنة فلزمنهما فى غيره.

ـ وأمّا رَبِيعُ الأزمنة فَرَبِيعَان :

الرَّبِيع الأوّل وهو الفصل الذى تأتى فيه الكَمْأَة والنَّوْر ، وهو رَبِيعُ الكلأ. والرَّبِيع الثّانى وهو الفصل الذى تُدْرِك فيه الثّمار. ومنهم مَنْ يُسمّيه الرَّبِيع الأوّل ، ومنهم من يجعل السّنة ستّة أزمنة : شهران منها الرَّبِيع الأوّل وشهران صيف وشهران قَيْظ ، وشهران الرَّبِيع الثّانى ، وشهران خريف ، وشهران شتاء. واعلم أنّ هذه الفصول عند الأطبّاء غيرها عند المنجِّمين. فانّ الفصول الأربعة عند المنجِّمين هى أزمنة انتقالات الشّمس فى فلَك البروج ، مبتدئة من النّقطة الرَّبِيعِيَّة. وأمّا عند الأطبّاء فإنّ الرَّبِيع هو الزّمان الذى لا يُحْوِج ـ فى البلاد المعتدلة ـ الى إدْفَاء يُعْتَدّ به من البرد أو تَرويح يُعْتَدّ به من الحرّ ، ويكون فيه ابتداء نشوء الأشجار ، وأنْ يكون زمانُه زمانَ ما بين الاستواء الرَّبِيعِي أو قبله أو

١٣٠

بعده ، تعليلٌ الى حصول الشّمس فى نِصف من النّور ، ويكون الخريف هو المقابل له فى آخر الصّيف.

والصّيف هو جميع الزّمان الحارّ.

والشّتاء جميع الزّمان البارد.

فيكون زمان الرَّبِيع والخريف كلّ واحد منهما عند الأطبّاء أقصر من كلّ واحد من الصّيف والشّتاء.

وزمان الشّتاء مقابل للصّيف أو أقلّ أو أكثر منه ، بحسب البلاد ، فيشبه أنْ يكون الرَّبِيع زمان الأزهار ، وابتداء الإثمار. والخريف زمان تغيّر لون الورق وابتداء سقوطه. وما سواهما شتاء وصيف.

فأوّل الرَّبِيع عند المنجّمين إذا حَلّت الشّمس برأس الحَمَل فى البلاد الشّماليّة.

وأمّا الجنوبيّة فأوله فيها عند حلولها برأس الميزان.

وأمّا البلاد الوسيطة فلها رَبِيعَانِ : أحدهما أوّله عند حلولها فى أواخر الدَّلو وينتهى عند حلولها فى أوائل الحَمَل. وثانيهما أوّله عند حلولها فى أواخر الأسَد وينتهى عند حلولها فى أوائل الميزان.

واليَرْبُوع ، بالفتح : حيوان معروف ، أبيض اللّون ، طويل الذَّنَب ، قصير اليدَين.

ولحمه حارّ رطب كثير الغذاء ، مُلَيّن للبطن ، مُحَرّك للباه ، نافع عن تقطير بَوْل المشايخ.

والرُّبَاعِيَّة كالثُّمانية : السّنّ التى بين الثّنيّة والنّاب ، والجمع رباعيّات.

ويقال : رجل رِبْعَة ، أى : مَرْبُوع الخَلْق ، لا طويل ولا قصير. ومثله امرأة رِبْعَة وجمعهما رِبِعَات ، بالتحريك. وكان الحُكْم فى جمع المؤنث بسكون الباء قياسا ، وإنّما فُتحت لاستواء المذكّر والمؤنث فى الواحد. وفى الحديث أنّ

١٣١

الطِّوال من الرّجال فيهم الجُبن والبَلَادة ، والقصار من الرّجال فيهم الكَيَس والحِدّة. والرَّبْعة فيهم اليُمْن والبركة.

وارْتَبَع فم الصّبىّ : إذا انغلق فمُه فلم يقبل لبن أمه.

وأَرْبَع الرّجل : إذا وُلد له فى الشّباب. ووِلْدُه رِبْعِيُّون ، فإنْ ولدَهم فى الكِبَر ، فقد أصاف ، وهم صَيفيّون ، قال :

إنّ بَنِىّ صِبْيَة صَيْفِيّون

أفْلَحَ مَنْ كان له رِبْعِيّون (٧)

ويَرَابِيع المتن : لحماته ، واحدتها يُرْبُوع ، بالضّمّ.

ربك :

الرَّبِيكَة : أقِطٌ وتمر وسمن يُعمل رِخْوا ، أو أقِط ودقيق وسمن ورُبٌّ. وأرْبَكنى المرض : إذا لم أكد أتخلص منه.

ربل :

الرَّبْل : ضَرْبٌ من الشّجر ، إذا بَرد الزّمان عليه وأدبر الصّيف ، تفطّر عن ورق أخضر.

والرّبَل : نبات ورقه كورق الهَيوفارِيقُون (٨) الصّغير ، إلّا أنّه أشدّ خضرة وأكثر جُعودة. وزهره أُقحوانىّ الشّكل صغير القَدْر ، فيه رائحة كرائحة القَيْصُوم ، وطعم كطعمه ، ولذلك قيل هو نوع منه. وقيل هو من البَرِنْجاسَف (٩).

وهو حارّ فى آخر الأولى يابس فى الثّانية ، ينفع من نهش الهَوامّ نفعا عجيبا. والشّربة منه مثقال الى درهمين.

١٣٢

ربو :

الرَّبْوُ : البُهْرُ ، وهو التّهيّج وتَواتر النَّفَس الذى يَعرض للمُسْرِع فى مشيه وحركته. قاله أئمّة اللّغة.

والرَّبو ، طبّاً : عِلّة تحدث فى الرّئة لا يجد الساكن المستريح معها بُدّا من نَفَس متواتر. ويقال له ـ أيضا ـ البُهر ، بالضّمّ ، وضِيْق النَّفَس.

والنَّفَس المتواتر : هو الذى يَقْصُر الزّمان بينه وبين الذى قبله.

وهذه العِلّة إذا عرضت للمشايخ لمْ تكد تبرأ ولا تَنْضَج ، وهى فى الشّباب عسرة أيضا. وتزداد عند الاستلقاء.

وهى من العِلَل المتطاولة ، ولها مع ذلك نوائب حارّة كنوائب أصحاب الصَّرَع.

وسببها فى الأكثر بلغم غليظ يكون فى أقسام الرّئة ، قد يكون متولّداً فيها أو منصبّا اليها من عضو آخر ، وعلاجها الإنضاج أوّلا ، ثم تنقية البدن بالقَىء والإسهال ، ثانياً.

وممّا هو جيّد لهم طبيخ الحُلْبَة مع التّين أو الزّبيب ، ومن المسهلات الجيّدة لهم حَبّ الغاريقون. وصِفَتُه للشّيخ : تِرْبِد خمسة دراهم ، أيارِج فَيْقَرا خمسة دراهم ، غارِيقون ثلاثة دراهم ، أصل السُّوس وقَراسْيون وشحم حنظل وأنْزَروت ومُرّ ، من كلّ واحد درهم يُدَقّ الجميع ويُنخل ويُعجن ويُرفع لوقت الحاجة ، والشّربة درهمان.

والرَّاسَن وماؤه شديد النّفْع من هذه العِلّة.

والأُرْبِيّة بضمّ الهمْزة وكسرها : أصل الفخذ ، وأصلها أُرْبُوَّة ، فاستثقلوا التّشديد على الواو ، وهما لحمتان عند أصول الفَخِذَين من داخل.

١٣٣

رتب :

الرَّتَب والرَّتْب : مسافة ما بين الخنصر والبنصر ، وكذا بين البنصر والوسطَى ، أو ما بين السَّبّابة والوسطى.

وإذا جعلتَ أربع أصابعك مضمومة ، فذلك الرَّتَب.

رتت :

الرَّتّ ، بالفتح : حيوان يشبه الخنزير أو هو الخنزير ، والجمع رُتُوت.

والرُّتَّة ، بالضّمّ : عَجَلَة فى الكلام وقِلّة إبانة.

وعن أبى عمرو : هى ردَّة قبيحة فى اللّسان.

وعن غيره الأَرَتّ الذى فى لسانه عُقدة ، فيَعْجَل فى كلامه ولا يطاوعه لسانه.

وقد أَرَتَّه الله : جعله أرَتّ.

وتَرَتْرَتَ الرّجل : إذا تَتَعْتَع فى التّاء.

والرُّتَّىُ بالضّمّ والقَصْر : المرأة اللّثغاء ، عن أبى عمرو أيضا.

رتق :

الرَّتْق ، بالفتح : ضِدّ الفَتْق.

والرَّتَق : مصدر قولك رَتَقَت المرأةُ رَتْقا ، فهي رتقاء.

والرَّتْقاء : التى يخرج على فم فرجها أو رحمها ما يمنع الجماع من شَىء زائد عضلىّ أو غِشائىّ ، أو يكون هناك التحام حَلقه ، وقد يكون ذلك عن قروح. وعلاج الرَّتْق بالحديد والجراحة.

١٣٤

رتل :

الرُّتَيْلاء ، يُقصر ويُمدّ : جنس من الهَوامّ كبير البطن قصير الأرجل ، سريع الحركة.

وقال بعضهم أنّ الرّتيلاء دابّة تشبه العنكبوت الذى يسمَّى الفهد ، وهو صيّاد الذّباب ، وأنّ أصنافها كثيرة :

ـ فمنها حمراء مستديرة ويعرض عنها وجع شديد ومغص ،

ـ ومنها صفراء ويعرض عنها رعشة وعَرَق بارد ،

ـ ومنها ما يعرض عنه وجع شديد وكزاز ،

ـ ومنها نَمليّة حمراء العنق سوداء الرّأس ويعرض عنها ورم وكزاز ،

ـ ومنها زُنبوريّة الشّكل ويعرض عنها وجع شديد وكزاز ،

ـ ومنها مصريّة وهى ذات بطن كبيرة ورأس كبير ، يعرض عنها الصّداع والسُّبات والموت.

العلاج :

يستعمل القانون الكُلّىّ من الجَذْب والمَصّ ، وأن يُنْطَل الموضع بماء وملح حارّ ، وإعطاء التّرياقات والحمَام.

والأَبْزَن (١٠) مُسَكّن للوجع سريعا.

والرُّتَيْلاء ، أيضا : نوع من النّبات ينفع من لسعها فسُمِّى باسمها وله زهر كزهر السُّوس.

رتم :

الرَّتَم ، محرّكة : نبات من دِقّ الشّجر ، له قضبان طويلة صُلبة الرّأس ، ليس فيها

١٣٥

ورق يُربط بها الكَرْم ، وزهر كالخِيْرِىّ ، يُخَلّف حَبّا فى غِلاف كالعَدَس ، الواحدة منه رَتْمَة.

وهو حارّ يابس. وزهره يُقَيء قَيْئاً شديداً إذا شُرب بماء العسل ، وكذلك بذره. وتُشرب عصارة أغصانه فتنفع من عِرْق النِّسا ، وكذلك الاحتقان بنقيعها فى ماء البحر.

وإذا ابْتُلِع من حَبّه إحدى وعشرين حَبّة فى ثلاثة أيّام على الرّيق نفعت من الدَّمامل ، أى ، بإسهالها.

ورَتَم يدَه : كسَرها. وكلُّ كَسْر : رَتْم.

قال الشّاعر :

لَأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقَ الحَصَى

كمَتْنِ النَّبِىّ مِنَ الكاثِبِ (١١)

وما رَتَم بكلمة ، أى : ما تَكلَّم.

رتو :

رَتَاه العلاج ، أى : قوّاه وشدّدَه.

وفى الحديث : (الحساء يَرْتُو فؤاد الحزين) (١٢).

أى : يشدّ ويقوّيه.

ومنه قول الشّاعر :

فَخْمَة ذَفْراء تُرْتَى بالعُرَى

قُرْدُمانِيّاً وتَرْكاً كالبَصَلْ (١٣)

يعنى الدِّرْع ، يريد أنّ لها عُرىً فى أوساطها ، فيُشَدّ ذَيلها الى تلك العُرَى. والرَّتْوُ : الاسترخاء والوَهَن.

١٣٦

رثأ :

ارْتَثَأَ اللّبن : إذا خثر. وارْتَثَأَ الدّواء : انعقد.

والرَّثيئَة : أدوية تُخلط لتركيب الإيارْجات.

رثم :

رَثَمَتْ أنفَها بالطّيب : إذا طَلَته به. قال ذو الرُّمَّة :

تَثْنِى النِّقابَ على عِرْنِينِ أرْنَبَةٍ

شَمّاء مارِنُها بالمِسْكِ مَرْثُومُ (١٤)

ورَثَمْتُ أنفَه : إذا شَققتَه حتّى يسيل الدّم منه ، ولا يقال فى غير الأنف من بدَن الإنسان.

رجب :

الرُّجْب ، بالضّمّ : ما بين الضّلع والقَصّ. والأَرْجَاب ، بالفتح : الأمعاء ، ولا واحد لها عند أبى عُبيد ، وقيل الواحد رَجَب.

والرَّوَاجِب : مفاصل أُصول الأصابع ، أو بواطن مفاصلها ، أو مفاصل الأصابع ، أو قَصَب الأصابع.

وعن ابن الأعرابىّ : الرّاجِبَة : البُقْعَة الملساء بين البَراجم.

وقال : البَراجِم : بين الرَّوَاجِب والأشاجِع فى مفاصل الأصابع ، وفى كل إصبع ثلاث بُرْجُمات إلّا الإبهام ، والواحدة راجِبَة.

والرُّجْبَى : أكثر الأضلاع عُرْضا فى الصّدر.

والرُّجْبَى : ما بين مغرز العنق الى منقطع الشَّراسيف ، ومَقبض القلب من

١٣٧

الإنسان والدَّوابّ.

والرُّجْبَتان : الضّلعان اللّذان يليان الإبطين فى أعلا الأضلاع ، أو مرجعا المرفقين.

رجح :

رَجَحْتُ دواءً على غيره : إذا فضّلته عليه فى العلاج.

وإذا عَظُم عَجُز المرأة ، فهى : رَجَاحٌ : قال :

ومِنْ هَواىَ الرُّجَّحُ الأَثَائِثُ (١٥)

رجز :

الرِّجْز والرِّجْس : العَذاب.

والرَّجَز : داء يُصيب الرِّجْلَين والعَجُز ، يرتعش منه الفَخِذان عند القيام والمشى.

رجع :

الرَّجْع : العاج. والمَرْجُوع : كلُّ ما يُعاد الى أصله.

والرَّجِيع : الرَّوث من الدّابّة.

والرَّجيع : القَىء من الإنسان. وارْتَجَع : إذا قاء.

رجف :

الرَّجْفَة : معروفة. وتَعترى الإنسانَ عن داء أو خوف شديد.

والأَرَاجِيف : الأباطيل.

١٣٨

رجل :

الرَّجُل : الذَّكَر من الإنسان. وإنّما يكون رجلا إذا احتلم وشَبّ أو هو رَجُلُ ساعة تلده أمّه والى ما بعد ذلك ، قولان. وهى أنثى.

والرِّجْلُ معروفة ، والجمع أَرْجُلٌ ، لغة على أحد القولين.

وشرعا ، فى فرض الوضوء وفى قَطْع السَّرِقة ، الرِّجْل : القَدَم وهى من الأصابع الى الكعبَين.

وطبّا : من أصل الفَخِذ الى القَدَم ، وأوّل عظام الرِّجْل الفَخِذ.

وهى مؤلّفة من الفخذ والسّاق والقدم. أمّا الفخذ والساق فتشريحهما فى موضعهما. وأما القَدَم فعظامها ستّة وعشرون عظما ، كعب بين المفصل والساق ، وعقب به عمد الثّبات ، وبه الأخمص. واربعة عظام للرُّسْغ بها يتّصل المشط ، واحد منها عظم الى جانب الوحشىّ به يحسب ثَبات ذلك الجانب على الأرض ، وخمسة عظام الى المشط ، وأربعة عشر فى الأصابع ، فى كلّ إصبع ثلاثة سوى الإبهام ، فإنّه من عظمين ، أمّا الكعب ، فأشرف عظام القدم النّافعة فى الحركة ، كما أنّ العَقِب أشرف عظام الرِّجْل النّافعة فى الثّبات ، وهو موضوع بين الطّرفين النّابتين من القَصبتين يحتويان عليه من جوانبه ، ويدخل طَرَفاه فى العَقِب فى نُقرتين وهو واسطة بين السّاق والعَقِب ، وبه يُحَسّ اتّصالها. ويتوقف المفصل بينهما ، ويُؤْمَن عليه من الاضطراب. وهو موضوع فى الوسط ، ويرتبط به العَظْم الزَّوْرَقِىّ من الأمام ، وهذا الزّورَقىّ متّصل به من خَلْف ومن أمام بثلاثةٍ من عظام الرُّسْغ ، ومن الجانب الوحشىّ بالعظم النّردىّ ، وأما العَقِب فموضوع تحت الكَعْب. وحِلَق من صُلْب مستدير الى خلف ليقاوم المصاكّات والآفات ، ومملَّس الأسف ليحصل استواء

١٣٩

الوَطْءِ ، وانطباق القَدَم على المستقَرّ عند القيام ، ليستقلّ بحمل البدن ، وهو مُثلّث الى استطالة ، ويكون تقعير الأخمص مستدرجا من خلف الى متوسّط. وأمّا الرُّسْغ فيخالف رُسْغ الكفّ بأنّه صَفّ واحد ، وذلك صَفّان ، ولأنّ عظامه أقلّ عددا بكثير.

والمنفعة فى ذلك أنّ الحاجة فى الكفّ الى الحركة والاشتمال أكثر منها فى القدم ، إذ أكثر المنفعة فى القَدم هى الثّبات.

وأمّا المشط فحَلَق من عظام خَمسة يصل بكلّ واحد منها واحد من الأصابع ، لذا كانت خمسة منضَّدة فى صفّ واحد ، إذ كانت الحاجة فيها الى الوَثاقة أشدَّ منها الى القَبْض والاشتمال المقصودَتين فى أصابع الكفّ.

وأمّا الأصابع فيأتى تشريحها فى موضعه.

ورِجْل الغُراب ورِجْلُ العُقاب ورِجْلُ العَقْعَق : أسماء لنبات تذكر فى (غ ر ب).

ورِجْل الجَراد : بَقْلَة مائيّة باردة رطبة ، ينفع طبيخها من حُمَّى الرّبْع ، وأكلها من السّبيل (١٦) وتجرى مجرَى السَّرْمَق (١٧) والبقلة اليمانيّة فى نفعها.

ورِجْل الأَرْنَب : نبات مُسَخِّن مُجَفِّف قابض ، سُمِّى بذلك لأنّ اسمه واسم الأرنب باليونيّة واحد وهو لاغْرِين (١٨).

ورِجْل القُروح : اسم للقاقِلِّي.

ورِجْل الحَمَامَة : ساق الحمَام ، وهو الشِّنْجار.

والرِّجْلَة بالكسر : البَقْلة الحمقاء ، وتقدّم ذكرها فى (ح م ق). وفى المثل (أحْمَق من رِجْلَة) (١٩) يَعْنُون هذه البقلة لأنّها تنبت فى طرُق النّاس فتُداس وفى ماء سَيل السّبيل فيقلعها.

١٤٠