الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

وضَلَعْتُ اليك ، أى : مِلْت. وفى المثل : (لا تَنفشِ الشَّوكة بالشَّوكة فانّ ضَلْعَها معها) (٩).

اضْطَلَع فلان بالأمر ، أى : تقوَى أضلاعُه على حَمْلِه.

ضمخ :

الضَّمْخ : لَطْخ الجسد بالطِّيب ، وفى الحديث : (كان يُضَمِّخ رأسَه بالطِّيب) (١٠).

ضمد :

الضِّمَادة : العِصابة التى يُشَدّ بها العضو المأووف كالضِّماد. وضَمَّد الجرحَ يَضْمِدُه ويُضَمِّدُه : شدَّه بالضِّمَادة ، وهى العِصابة كالضِّماد.

وأصْلُ الضَّمْد : الشَّدّ ، من : ضَمَد رأسَه : اذا شدَّه بالضِّماد ، ثمّ قيل لوضع الدواء على الجرح وغيره ، وانْ لم يُشَدّ ، ضِماد.

وسمعت البيرونىّ يقول : الأضْمِدة هى المركّبات التى قَوامها قوام المعاجين ، توضع على الأعضاء الظّاهرة وتُشَدّ عليها. أمّا الأطلية فهى لُطوخ لا تُشَدّ. وضَمِد يَضْمَد ، ضَمْدا : اذا اغتاظ ، قال النّابغة :

ومَنْ عَصاك فعاقبهُ مُعاقبةً

تنهَى الظَّلوم ، ولا تَقْعُدْ على ضَمَدِ (١١)

واذا أشرف المعلول على الهلاك ، قيل : هو على ضِمادةٍ من الموت.

وأضْمَدَ المريض : اذا تجوَّفه الداء ولم تَبِنْ أعراضُه لوقتها ، وقد لا تظهر مهما تمادَى الزَّمن. وهى أشدّ الأدواء خطرا ، لأنّها قد لا تضرّ مَنْ تُجوِّفه ، ولكنّها

٤٤١

تضرّ مَنْ تنتقل اليه. وقد فصّلنا الكلام عليها فى كتابنا (العِلل الخوافى) بما لا مزيد عليه من الكلام.

ضمر :

الضَّمير : الشّىء الذى تُضْمِرُه فى قلبك.

والضَّمْران والضَّوْمَران والضَّوْمَر : رَيحان البَرّ. وقيل أنّ ضَمْران اسم عربىّ للفَوْدَنْج النّهرىّ.

وقال ابن ماسَويه : هو الشَّاهْفَرْم وهو الحُماحِم (١٢).

وفيه حرارة ، وهو يابس فى الثّانية.

وكثير من النّاس يقولون أنّه بارد اذا لم يتأذَّ بحرارته مَحرورٌ. وليس الأمر كذلك ، بل الحُماحم بارد فى الأولى ، والأصحّ أنّ قوّته مركّبة من حرارة مع برودة ، ويجوز أن تكون البرودة غالبة فيه ، لذا فهو نافع للمحرورين ، خُصوصا اذا رُشّ عليه ماءُ وردٍ. ويُضَمَّد به للاحتراق. وينفع من القُروح. مُفَتِّح لسُدَد الدِّماغ. ويُسْقَى بذرُه المقلىّ للاسهال المزمن بدهن الورد وماءٍ بارد.

وضَمَر فلان ضُمُورا : من الهُزال وقلّة اللّحم. ورجل ضَمْر : خفيف الجسم.

ضني :

الضَّنَى : المرض. والضَّنْىُ : السَّقيم الذى طال مرضه.

وأضْنَاه المرض : اذا كان به داءٌ مُخامِرٌ ، كلَّما ظُنّ أنّه بَرأ انْتكَس ، ضَنِىَ يَضْنَى ضَنىً شديدا.

والضِّنْوُ والضَّنْوُ : الوَلَد.

٤٤٢

ضوأ :

الضَّوْءُ : النَّوْر ، ويُضَمّ. والضِّياء ، الجمع أَضْواء.

وقال الفارابىّ : انّا نشاهد من النّار ومن الشّمس شيئا له تأثير فى رؤية الألوان ، وهو شَرْط فى رؤيتها ، وذلك الشّىء يقع على الملوَّنات كلّها فتُرَى حينئذ. وهذا الشّىء بالنّسبة الى الفاعل له ضوء ، وبالنّسبة الى القابل له نُوْر. وتَرَى أيضا شيئا كأنّه يترقرق على الملوَّنات فيَسْتُر لونَها أو يكاد يَسْتُره ، وهذا بالنّسبة الى الجسم الذى يفعله كالشّمس والقمر شُعاع ، وبالنّسبة الى الجسم الملوَّن الذى يقبله : بَرِيق.

ضور :

التَّضَوُّر : التَّلَوِّي والصِّياح من الوَجَع أو الجوع. وفى الحديث أنّه (ص) دخل على امرأة ، وهى تتضوَّر من شدَّة الحمَّى (١٣). أى : تنوع وتصيح وتتقلّب ظهراً لبطن.

ضوع :

الضَّوْع : نَفْحُ الرّيح الطّيّبة أى : تَفَرُّقُها أو سُطوعها. وطائر من طير اللّيل هو ذَكَر اليُوم ، أو طائر أصغر من العُصفور ، عن ثعلب. أو طير أسود كالغُراب طيّب اللّحم ، وجمعه أضْوَاع وضِيْعان ، والضُّواع : صوته.

وضَاعَه الدّاء : ثَقُل عليه ، أو أفزعه. وضاعَتْنِى رِيْحُ الدِّماء : حَرَّكَتْنِى ، قال :

ولكنّها رِيْحُ الدِّماءِ تَضُوعُ (١٤)

٤٤٣

حواشي حرف الضاد

__________________

(١) المستقصى ١ / ٢٥٠.

(٢) النّهاية ٣ / ٧٣.

(٣) مريم ٨٢.

(٤) للجُميح ، كما فى اللسان (ضرب).

(٥) النّهاية ٣ / ٨٦.

(٦) ينظر العين (ضغت) و (ضغث).

(٧) م : درورا. وكذلك فى كل موضع ذكرت فيه (ذرورا). وكلّ يقال ، وبالذّال أفصح وأشهر.

(٨) النّهاية ٣ / ٩٧.

(٩) معدود من الأحاديث التى سارت مسار الأمثال. ينظر النّهاية ٣ / ٩٦. ومجمع الأمثال ٢ / ٢٣٤.

(١٠) النّهاية ٣ / ٩٩.

(١١) ديوان النابغة ١٤. شرح الزوزنى ٣٧١. المجمل ٣ / ٢٨٩.

(١٢) الحُماحِم فصيلة تضمّ كثيرا من النّباتات مثل لسان الثّور (وهو الحمحم) وحشيشة الرّئة وأذن الفار والسّنفيتون. ولم يذكر الفودنج النّهرىّ معها. ينظر ل ع م ٤ / ١ / ١٧٣. والحاشية ١٠٤ من حرف الباء. والحاشية ٤٤ من الباء أيضا.

(١٣) النّهاية ٣ / ١٠٥.

(١٤) لبشّار بن برد ، وصدره :

٤٤٤

وأشيافكم مسّكّ محلّ أكفّكم

فى ديوانه (ط الجزائر / تونس ١٩٧٦) ج ٤ / ص ١٢٢. وشروح سقط الزند ٧٠٠.

٤٤٥
٤٤٦

حرف الطّاء

ط

٤٤٧
٤٤٨

طبب :

الطِّبّ والطَّبّ والطُّبّ : علاج الجسم والنَّفْس ، والرِّفق بالمريض. وكانوا ينسبون الطِّبَ للسِّحْر والرُّقَى ، فيقولون : طُبّ الرّجلُ فهو مَطْبُوب ، أى : سُحِر فهو مسحور ، ويعالجونه بالرُّقَى. كُنِّى عن الطِّبِ بالسِّحر. وربما كان ذلك على سبيل التّفاؤل كما كُنِّى عن اللّديغ بالسَّليم ، تفاؤلا بالسّلامة.

والطَّبّ : العالِم به ، كالطّبيب. وكلّ ماهرٍ حاذقٍ بعلمه طبيبٌ عند العرب.

والطِّبّ : الشّهوة والارادة والشّأن والعادة. أنشد فَروة بن مُسَيْك المرادىّ ، وله صُحْبَة :

فإنْ نَغْلِبْ فَغَلَّابُونَ قِدْماً

وإنْ نُغْلَبْ فغَيْرُ مُغَلَّبِينَا

فما إنْ طِبُّنَا جُبْنٌ ولكِنْ

مَنَايَانَا ، ودَوْلَة آخَرِينا

كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ

تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحِينَا

فقُلْ للشَّامِتِينَ بِنَا أَفِيقُوا

سَيَلْقَى الشَّامِتُون كَمَا لَقِينَا (١)

أى : ما شأننا وعادتنا الجبن. والمعنى أنّ همدان إنْ كانتْ ظهرت علينا مرَّة وغلبتْنا فنحن غير مُغَلَّبين ، أى : لم نُغْلَب إلّا مرّة ، لأنّ المُغَلَّب هو الذى يُغْلَب مرارا.

والطَّبِيب : العالِم.

والفَحْل الطَّبّ : الماهر بالقِراع.

٤٤٩

وطَبَّبْتَ فلانا : إذا داويته وعالجته. وطَبَّبْت الجُرْح : إذا نقَّيته وخِطْتَه.

والمُتَطَبِّب : المتعاطي لعلم الطِّبِّ.

وقيل : بل هو الذى يُعانيه ولا يعرفه معرفة جيّدة. (وجمع القِلّة : أَطِبَّة ، والكثرة : أطِّبَاء) (٢).

وقالوا : إن كنْتَ ذا طِبٍ فَطِبَ لنَفْسِك ، أى : ابدأ أوّلاً بإصلاح نفسك.

وقالوا : اصْنَعْهُ صَنْعَةَ مَنْ طَبَ لمَنْ حَبَ ، أى : صنعة حاذقٍ لمن يُحِبّ.

وفلان يَسْتَطِبُ لوجعه : يَستوصف الدّواء الذى يصلح له. وتَطَبَّبْتَ له : سألت له الأَطِبّاء.

وهو عِلْم يُعرف منه أحوال بدن الإنسان من جهة ما تصحّ وتزول عن الصّحّة ، وحاصله حفظ الصّحّة واسترداد زائلها.

والطِّبُ ينقسم إلى جزئين : جزء نظرىّ وجزء عملىّ ، وكلاهما عِلْمٌ ونَظَر ، ولكنّ المخصوص باسم النّظرىّ هو الذى يُفيد علم الرّؤية فقط ، من غير أنْ يُفيد علم العمل البتّة ، مثل الذى يعلم منه أمر الأمزجة والأخلاط والقُوَى وأصناف الأمراض والأعراض والأسباب. والمخصوص باسم العملىّ هو الذى يُفيد علم كيفيّة العمل والتّدبير ، مثل الذى يُعَلِّمُك كيف تحفظ صحّة البدن بحال كذا ، أو كيف تعالج بدنا به مرض كذا.

ولا تظنّن أنّ الطّبّ العملي هو المباشرة والعمل ، بل هو الذى يُتعلَّم به علم المباشرة والعمل.

والجزء العملىّ منه ينقسم إلى قسمين :

أحدهما : علم تدبير الأبدان الصّحيحة وكيف تُحفظ عليها صحّتها ، وذلك يُسمَّى علم حفظ الصّحّة.

٤٥٠

والقسم الثّانى : علم تدبيرالبدن المريض وكيف يُرَدّ إلى حال الصّحّة ، ويسمَّى علم العلاج.

والنِّطاسىّ : العالِم بالطِّبِّ. والنَّطيس : المُتَطَبِّب ، والنُّطَّس : الأطبّاء الحذّاق ، ويقال : هى روميّة. وسنذكرها فى (ن ط س) ان شاء الله تعالى.

واعْلَمْ أنّ أوّل الطّبّ معرفة مقدار الدّاء حتّى يُعالَج بمقدار ما يَحتاج اليه من علاج.

طبخ :

الطَّبْخ : الانضاج.

والطّابخ : الحمَّى الصّالب. والطّابخة : الهاجرة. وامرأة طَباخيّة : مكتنزة اللّحم ، شابّة. والمُطَبِّخ : فرخ الضّبّ قبل أنْ يسمَّى ضَبّاً.

طبر :

الطُّبّار : ضَرْب من التّين ، حكاه أبو حنيفة ، قال : وهو أكبر تِين رآه النّاس ، وهو أحمر مسودّ ، واذا أُكل قُشِر لغلظ قِشْرِه فيخرج أبيض ، فيكفى الرّجل منه الثّلاث والأربع والواحدة طَبارة.

طبشر :

الطَّبَاشِير : دواء يكون فى جوف القِثّاء الهندىّ ، أو هو رمادُ أُصولِها. وأجوده أشدُّه بياضا. وقشوره التى فى قصبته مستديرة كالدّرهم. وانما يُستخرج هذا منه اذا احترق بنفسه عند احتكاك بعضه ببعض. وقد يُغَشّ بعظام رؤوس

٤٥١

الضّأن المحرَقة. وهو بارد فى الثّانية يابس فى الثّالثة ، يقوِّى القلب ، وينفع من حرارة المعدة والكبد ، ومن الخفقان والغَشْي الصَّفراوي ، والتّوجُّس والغَمّ والحميّات الحادّة ، والعطش والقَىء والإسهال الصّفراوي ، ومن قروح الفم. والإكثار منه يضرّ بالباه والرّئة ، ويصلحه رُبُّ السُّوس ، وبدله الطّين المختوم والنّشأ وبذر البقلة الحمقاء.

طبع :

الطَّبْع ، والطَّبيعة ، والطِّباع : السَّجيَّة التى جُبِل الإنسان عليها من مَطْعَمِه مَشربه وأخلاقه وعُسْرِها ، وبُخله وكرمه وغير ذلك.

ولفظ الطّبيعة يُطلق على معانٍ منها السّجيّة ، ومنه يقال فلان طَبِيعَته كذا ، أى : سَجيّته. ومنها المزاج ، ومنه يقال : طبيعة العظم باردة يابسة ، أى : مزاجه. ومنها الهيئة ، ومنه يقال : طبيعة هذا تميل الى السُّلّ ، أى : هيئة بدنه. ومنها البراز ، ومنه يقال : طبيعة هذا ليّنة أى : برازه. ومنها القوّة المدبِّرة لكلّ جسم وهى قوّة من شأنها حفظ صحّته.

وقال الحكماء : الطّبيعة هى المبدأ الأوّل لحركة ما هى فيه وسكونه بالذّات ، لا بالعَرَض.

ـ والمراد بالمبدأ الفاعلىُّ وحْدَهُ ،

ـ وبالأوّل الاحتراز عن النّفوس الأرضيّة فانّها مبدأ الحركة على ما هى فيه كالنّموّ مثلا ، الّا أنها ليست مبدأ أوليّا ، بل باستخدام الكيفيّات لها وتوسّط الميل بين الطّبيعة والجسم عند التّحريك لا يُخرجها عن كونها مبدأً أوّلاً بمنزلة الآلة لها ،

٤٥٢

ـ وبالحركة أنواعها الأربعة ، أعنى الأيْنِيَّة والوَضْعِيّة والكَمِّيَّة والكَيفيّة ،

ـ وبما يكون فيه ما يتحرّك ويسكن بها ، وهو الجسم الطّبيعىّ ، ويُحْتَرَزُ به عن المبادئ الصّناعيّة والقَسْريّة فانّها لا تكونُ مبدأ الحركة ، ما هى فيه.

ـ وبالسُّكون ما يقابل الحركة بأنواعها وهى لا تكون مبدأً ، أعنى الطّبيعة للحركة والسّكون معا ، مع اضافة شرطين وهما عدم الحالة الملائمة ووجودها.

ـ وبالذّات أحدُ معنيين أحدُهما بالقياس الى المحرِّك وهو الخُطَى تتحرّك لا عن تسخير فى السّير بل بذاتها ، على وجهٍ توجبه الحالة ، انْ لم يكن مانع.

وثانيها بالقياس الى المتحرّك وهو أنّها تحرّك الجسم المتحرّك بذاته ، لا عن سبب خارج.

ونقول لا بالعَرَض فنقصد أحَدَ معنيين أيضا :

ـ أحدهما بالقياس الى المحرّك وهو أنّ الحركة الصّادرة عنها لا تصدر بالعَرَض كحركة راكب السّفينة.

ـ والثّانى بالقياس الى المتحرّك وهو أنّها تحرِّك الشّىء الذى ليس متحرِّكا بالعَرَض كصَنَم من نُحاس فانّه يتحرّك من حيث هو صنم بالعَرَض.

والطّبيعة بهذا المعنى تقارب الطَّبْع الذى يعمُّ الأجسام حتّى الفَلَك.

وربّما يُزاد فى هذا التّعريف : " على نهج واحد من غير ارادةٍ" ، وحينئذ يتخصَّص المعنى المذكور بما يقابل النَّفْس. وذلك لأنّ المتحرِّك يتحرَّك :

امّا على نهج واحد ،

أو لا ،

وكلاهما :

ـ امّا بارادة القوّة الحيوانيّة ، وعلى غير نهج واحد بلا إرادة القوّة ،

٤٥٣

ـ وعلى غير نهج واحد بارادة القوّة.

والأمور الطّبيعيّة سبعة : الأركان ، والمزاج ، والأخلاط ، والأعضاء ، والأرواح ، والقُوَى ، والأفعال. وكلّ واحد منها ذكر فى محلّه.

وانما سمِّيَت بذلك لانتسابها الى الطّبيعة.

والمبدأ المادّىّ لها امّا بعيدٌ وهو الأركان ، وامّا متوسط وهو الأخلاط ، وامّا قريب هو الأعضاء.

والمبدأ الصّورىّ هو المزاج لأنّ كلّ عضو فانّما يكون موجودا للمزاج الذى يوجد له.

والمبدأ الفاعلىّ هو القُوَى.

والغائىّ هو الأفعال.

والأرواح تندرج تحت الأخلاط.

وطُبِعَ البَدنُ على الدّواء : اذا لم يعد الدّواء يؤثّر فيه ، لتعوُّده عليه ، وقد شرحنا مثال ذلك فى اختلاف أهل المشرق والمغرب فى الاستطلاق بالسّقْمُوْنْيَا (٣).

والطَّبْع : النَّهْر ، والجمع : أَطْبَاع. قال لبيد :

فتولَّوا فاتِرا مَشْيُهُمُ

كرَوايا الطَّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ (٤)

طبق :

الطَّبَق : غِطاء كلّ شىء. والذى يؤكل عليه. وعظم رقيق يَفصل بين كلّ فقارتَين.

وقال الأصمعىّ : كلّ مِفْصَلٍ طَبَقٌ ، وقال مرّة أُخرَى : الطَّبَق فقار الظَّهْر

٤٥٤

وواحدته طَبَقة. وفى الحديث : (وتبقَى أصلابُ المنافقين طبَقا واحدا) (٥). أى : فتبقَى فقار المنافقين فقارة واحدة ، فلا يقدرون على السّجود.

والطّابِق ، والطّابَق : العُضو من أعضاء بدن الإنسان كاليد والرِّجل ونحوهما.

وفى الأثَر عن عِمران بن حصين أنّ غلاما له أبَقَ فقال : (إنْ قدرتُ عليه لأقطعنّ منه طِبَاقا) (٦). أى : عضوا.

والطَّبَّاق : شجر يكثر فى الأندلس وفى جبال مكّة ، ويكون مجتمعا فى أماكن نباته ، وله ورق طوال لونه أخضر ، عليه زَغَب وفيه رطوبة تُدَبِّق اليد ، ولذلك ينفع من الكسر ، ولجبره اذا ضُمِّد به نفعا بيّنا ، وله نوّار أصفر اللّون يجذب النّحل ، وقضبان دقاق تطول نحو القامة.

ومنه ما هو مُنتن الرّائحة. وهو حارّ يابس فى آخر الثّالثة يقتل الهوامَّ وخصوصا البراغيث اذا رُشّ أو ادُّهِنَ به ، وهو لذلك يسمَّى بشجرة البراغيث.

ومنه ما هو طيّب الرّائحة ، وهو حارّ يابس فى أوّل الثّالثة ، نافع زهره من السُّموم شربا وضمادا. وزهره ورقه مُسَخِّنان مُفَتِّحان مُسْهِلان للأخلاط المحترقة ، ولذلك ينفع شربهما من الجرَب والحكّة العتيقة والمغَص واليرَقان السُّددىّ وأوجاع الكبد الباردة ، ويدرّان الطَّمث ، ويخرجان الأجنّة.

والشّربة منهما من مثقال اى مثقالين.

والمُطَابَقة : مشى المعلول خَطوةً خطوةً ببطء وإعياء.

ويد طَبِقَة : اذا التزقت بالجنب.

طبن :

طَبَن العلاجُ الحمَّى : اذا أطفأ حرارتها.

٤٥٥

والطّبن : الطُّنبور.

وطبيب طَبِنٌ : حاذق فى صنعته.

طبي :

طَبَيْتُه عن شَهوته : صرفته عنها.

والطُّبْي : واحد أَطْبَاء النّاقة.

ويُقال : داءٌ طَبِيٌ : اذا تسبّب عن داء آخر.

وبدَن طَبِي : يستجيب للعِلاج سَريعا.

طجن :

الطُّاجُونيَّة : ما يُطبخ فيه أو يُقلَى.

واستعمله شيخنا العلّامة فى الشِّعر ، فقال :

كأنّما سُفْعَة الأُثفىِّ باقية

بين الرِّياض كطاجونيّة ، جُثُمِ (٧)

والسُّفْعَة : السّواد ، والأُثفىّ : الأثافى.

طحر :

طَحَرَت العينُ : قَذَفَتْ قَذاها.

وطَحَرْتُها أنا : اذا أنْقَيْنَها. والعين طاحِرة.

والطَّحِير : النَّفَس العالى ، شِبْه الزّحير.

والمِطْحَرة : العلّة المهلِكة.

٤٥٦

طحل :

الطِّحال ، مذكَّر ، وجمعه طُحُل.

والطِّحال : مُفرغة ثُفْل الدَّم ، وله شأن وقوّة. واذا حدث فى الدّم كُدورة هضمها ، واذا صلح واعتدل أرسل جيّده الى القلب فى وريد عظيم. واذا أرصل بافراط اشتدّ الجوع ، واذا ضعف عن تنقية الكبد من السّوداء حدث فى البدن أمراض سوداويّة كالسَّرَطان والقُوَباء (٨) والمالينخوليا ونحوها. واذا ضعف عن اخراج ما يجب أنْ يخرجه عن نفسه عَظُم ، واذا عَظُم هزل البدن والكبد.

وهو عضو مستطيل لسانىّ متَّصل بالمعدة مِنْ يسارها ، يجذب السَّوداء بعنق متَّصل بتقعُّر الكبد ، ويدفعها يعنق ثابت من تقعيره يلى المعدة.

وقال الخليل : رجل مَطْحُول : اذا دِىْءَ طِحَاله (٩).

ودواء طَاحِل : اذا لم يكن صافى اللّون.

والطُّحْلَة : لون بين الغبرة والبياض فى سَواد ، كلون الرّماد ، حكاه الخليل (١٠) (رحمه‌الله)

طحلب :

الطُّحْلُب : خُضْرَة تعلو الماء المزمن. وهو بارد رطب فى الثّالثة ، ينفع من الأورام الحارّة ومن لسع الزّنابير ضمادا.

طحن :

الطَّواحِنُ : الأضراس كلُّها من الإنسان وغيره ، واحدتها : طاحِنَة.

٤٥٧

والطَّحن : الدّقيق.

والأدواء الطَّاحِنة : التى تستكنّ فى البدن ، ولا يَعْرَف وجودها ، اذ لا علامات لها ، وتَهِيْج فجأة فَتَطْحَنُ المريض ، أى : تهلكه.

والأدواء الطَّاحِنَة ، أيضا : ما يصيب النَّفْس والرُّوح ، مثل الحزن والهمّ والغمّ والحسد وغيرها ، فانّها تطحن صاحبها طحنا حتَّى تقتله.

كما يقال للأدواء المزمنة : طاحنة ، لأنها تلزم مكانا أو قوما حتّى تبيدهم.

طحو :

طَحَوْتُ المعلولَ : اذا مَدَدْتَه وأضجعته لتتعرّف علّته. وطَحَيْتُه ، مثله. وطَحَا هو : امتدَّ وانبسط ، قال الهذلىّ :

وخَفِّضْ عليكَ القولَ واعْلَمْ بانّنى

من الأنَسِ الطّاحى الجميع العَرَمْرَمِ (١١)

وطحا به همُّه : أهلكه أو عنّاه وأتعبه. قال :

طَحَا بك قلبٌ فى الحسانِ طَروبُ

بُعَيْدَ الشّبابِ عَصْرَ حانَ مَشيبُ (١٢)

والطَّوَاخِي : النُّسور تستدير حول القتلَى.

طرب :

الطَّرَب : الفرح والحزن ، ضدّ (١٣).

والطَّرَب : خِفَّة تحصل من أحدهما ، وهو مشتقّ من الحركة.

وأَطْرَابُ الأدوية : نقاوتها ورائحتها انْ كانت ذكيّة.

٤٥٨

طرث :

الطُّرْثُوث : نبات رملىّ دقيق كالفِطْر ، منه الطّويل ومنه القصير ، ومنه الأحمر وهو حلو يؤكل ، وله رأس مستدير كَمَرَة ذَكَر الرّجل. ومنه الأبيض وهو مُرّ ، منه ما له ورق ، ومنه ما لا ورق له.

ويُجمع على طَرَاثِيثُ. وهى باردة يابسة فى أوائل الثّالثة ، قابضة للطّبيعة ، حارّة ، قاطعة للدّم من أىِّ موضع كان ، مقوِّية للمعدة.

ومضرَّتها للصَّدر ، وتُصْلَح بالكَثِيرا ، وبدلها الجلّنار ، والشّربة منها مثقال.

طرخشقوق :

الطَّرْخَشْقُوق ، فارسىّ معرب ، اسم للهندباء البرّىّ.

طرش :

الطَّرَش : نُقصان السَّمْع. مُوَلَّد.

طَرِش ، طَرَشاً ، وبه طَرَشٌ.

وعلاجه بتنقية الدِّماغ ، وتقطير ماء الرّمّان مع الخلّ ودهن الورد.

وتَطَرَّشَ النّاقِهُ من المرض : اذا قام وقعد.

طرف :

الطَّرْف : العين. يقال هو بمكان لا تراه الطَّوَارِف أى : تحريك الجفن فى النَّظر ، عن الخليل (١٤).

قال الأصمعىّ يقال : طَرَفَتْ عينُه فهى تَطْرَف طرَفا ، إذا حرَّكتْ جفونها

٤٥٩

بالنَّظَر. والطَّرْف اسم جامع للبَصَر ، لا يُثنَّى ولا يُجمع لأنّه فى الأصل مصدر فيكون واحداً أو جماعة.

والطَّرْفَة : نقطة من الدَّم حمراء تقع فى الملتحِمة ، وقد تعمُّها.

وسببها انفجار بعض أوردتها عن ضَرْبَة ، أو غلَيان دم ، أو حركة عنيفة. وعلاجُها الفَصْد من القِيْفَال وتنقية البدن وأنْ يُقَطَّر عليها دم الحِمَار أو اليَمَام ، وخاصّة دم رأس الجَناح ، يخلط معه فى الابتداء الطّين الأرمنىّ ، وفى الانتهاء الطّين المختوم.

ويعالَج أيضا بلَبن المرأة مع الكُنْدُر (١٥) والملح.

والطَّرْفاء : شجرة معروفة ، وهى أنواع :

ـ منها الأشلّ وهو شجر كبير جدّا وليس له زهر ، وله ثمر ، وهو الكُزْمازَك بالفارسيّة ، والعَدَبَة بالعربيّة.

ـ ومنها نوع قليل الورق وله ورد أبيض يضرب إلى الحمرة فى عناقيد.

ـ ومنها نوع ليس له ورد ، وله حَبّ كالشَّهْدانج ، أحمر يضرب إلى الخضرة تُصبغ به الثّياب.

وهى باردة يابسة فى الثّانية. وثمرتها تنفع من نفث الدّم والإسهال المزمن واليرقان.

تُطبخ ويشرب طبيخها وطبيخ أُصولها مع الزَّبيب إذا شُرِب مرارا نفع من ابتداء الجذام ، وفَتَح سُدَد الطّحال وأضْمَرَه.

والتّبخير بورقها يُسْقِط العَلَق من الحلق.

والأَطْرَاف : اليدان والرّجلان والرأس ، ويقال : (فلان لا يَدرِى أىّ طَرَفَيْهِ أطول) (١٦) أى : لسانه وذَكَره. ولا يملك طَرَفَيْهِ أى : فمه واسته إذا شرب

٤٦٠