الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

صوت :

الصَّوت : فِعْلُ العَضَل الذى عند الحنجرة ، بتقدير الفتح وبدفع الهواء المخرج وتفريغه بفعل تقلّصات الحنجرة والجسمِ الشّبيه بلسان المزمار ، وهى الآلة الأولى الحقيقيّة وسائر الآلات مُعينات.

وباعث مادّته الحجاب وعَضَل الصَّدر ومؤدَّى مادته الرّئة. ومادّته الهواء الذى يموج عند الحنجرة.

وقال الكندىّ : الصَّوت ناتج عن الحركة أيّاً كانت ، وهو ، فى الحقيقة : التَّموُّج العارض للهواء يعنفه وسرعته ، سواء كان موجب ذلك تحريك جسم الى ملاقاة آخر بعنف ودفع ما بينهما من الهواء ونحوه ، وهو القرع أم مفارقة جسم لآخر بعنف ودفع ما بينهما من الهواء نحوه الى شغل ما أجلاه المفارِق كما فى القلع.

صور :

الصُّوْرَة : الشّكل. والصَّوْرة : شبه الحكَّة يجدها الانسان فى رأسه.

والصُّورة الجِسميّة هى الجوهر المبصَر القابل للأبعاد المدرَك فى بادىء النّظَر.

وقيل : المدرَك فى بادىء الرّأى.

والصُّوْرَة النَّوعيّة هى التى يمتاز بها جسم عن جسم.

والصُّورة العَرضيّة هى التى تحصل عند تركيب الجواهر.

والصُّورة الجسميّة والصّورة النّوعيّة جوهر فى الثّالثة وهو" الهيولا" فكلّ جسم مركّب من ثلاثة جواهر لتحقُّق الأبعاد الثّلاثة.

وأقلّ الجسم جَوهران بينهما تأليف.

٤٢١

والصِّوار والصُّوار : الرّائحة الطّيّبة ، والثليل من المِسك ، أو القطعة منه ، والجمع أصْوِرَة.

أنشد الأعشى :

اذا تَقوم يَضُوْعُ المِسْك أصْوِرَةً

والزَّنْبَقُ الوَرْدُ مِنْ أردانِها شَمِلُ (٤٠)

والصُّوَران : صِماغا الفم وهما ملتقَى الشَّدْقَين ، وفى الحديث (تَعَهَّدوا الصّوارين فانّهما مقعدا الملَك) (٤١). أى تَعهّدوهما بالنّظافة.

صولج :

الصَّولجان : العَصاة المعوجّة ، معرَّب" جوكان" بالفارسيّة. والجمع صَوالجة.

والصَّوْلَج : الفضّة.

صوم :

الصِّيام : معروف. وأصله الامساك عن الطّعام والشّراب.

والصَّوم : جُنَّة من أدواء الرُّوح والقلب والبدن ، وله تأثير عجيب فى حفظ الصّحّة واذابة الفَضلات ، اذا كان باعتدال ، ووقع فى أفضل أوقاته شَرْعاً. وحاجة البدن اليه عظيمة.

وهو مُفَرِّح للقلب ، وأنفع شىء لأصحاب الأمزجة الباردة والرّطبة. واذا راعَى الصّائم فيه ما ينبغى مراعاته طبّا وشرعا ، عظم انتفاع بدنه به. ولكن الافراط فيه ضارّ ، وفى الحديث أنه ، (عليه‌السلام) ، سُئل عمّن يصوم الدّهر ، فقال : (لا صامَ ولا أفطر) (٤٢). حملوه على قوله تعالى : (فَلا صَدَّقَ وَلا

٤٢٢

صَلَّى) (٤٣).

والصّيام : القِيام ، فى قول النّابغة :

خَيْلٌ صِيامٌ وخَيْلٌ غَيْرُ صائمةٍ

تحتَ العَجاج وخيلٌ تَعْلُكُ اللُّجُمَا (٤٤)

صوى :

صَوَاهُ الدّاء : أيبسَه ، وأقْحَله ، وذهب بقوّته.

والتَّصْوِيَة : أن يَجِفّ لبن المرأة لداءٍ يصيبها ، ويعالَج بحسب الدّاء ، مأخوذ من تَصْوِيَة الشّاة ، أى : أن يُقطع لبنُها لتزداد سمنا ، والملاحَظ المصوّاة من النّساء تزداد سمنا ، اذا كان داؤها من الأدواء المخصوصة بالثّدى ومجارى اللّبن.

صيا :

صَيّأتُ رأسَه وأطرافه بالماء تَصييئا : اذا بردتها بالماء طردا للحُمَّى.

صيح :

الصَّياح : الصّوت بأقصَى الطّاقة.

والصَّيحانىّ : ضَرْب من تمر المدينة المنوّرة. قال الأزهرى : وهو أسود المضغة.

قال : وانّما سُمّى بذلك لأنّ صَيْحان اسم كبش كان يُربط الى نخلة بالمدينة فأثمرت تمرا فنُسب اليه ، كذا قال الأزهرىّ وغيره. والصّواب أنّه نخل صَيْحانىّ ، أى : طوال ، وتمر صَيْحانىّ هو ثمر تلك النّخلة وهو طويل أيضا ،

٤٢٣

وكلّ طويل : صَيْحانىّ. والتَّصَيُّح : التَّشقُّق فى جلد أو خشب أو غيرهما.

صيد :

الصَّيْد : معروف.

والأصْيد : المِلك ، وكلّ قليل الالتفات : أصيد ، ويقال سُمِّى الملك بالأصيد لقلّة التفاته.

والصّاد : قدور النُّحاس والصّفْر ، لأىّ غرض استْعملت ، قال :

رأيتُ قُدورَ الصّادِ حولَ بُيوتِنا

قَنابل دُهْماً فى المحلّة صُيَّما (٤٥)

والصَّيْدَانة : السّيّئة الخُلق من النّساء.

صير :

الصِّيْر : الصّغير من السّمك يُملَّح وتُعمل منه الصّحْناءة ، قال ابن دريد : وأحسبه سُريانيّا.

وصَيُّور العلاجِ : آخرُه.

ولا رأىَ له ولا صَيُّور : وهو الأمر يرجع اليه من حزم ورأى.

صيف :

الصَّيف : واحد فصول السّنة. وسيأتى فى (ربع) ما يُغنى عن الاعادة ، هاهنا ، ويجمع على أصْياف.

وصَاف المِسْبار عن موضع الدّاء ، وأصَافَ : أخطأ الموضع وصار الى غيره.

٤٢٤

وصافَتْ آلةُ الحَجّام ، كذلك.

وأدْواء صَيْفِيّة : تكثُر فى الصّيف وتَقلّ فى غيره.

٤٢٥

حواشي حرف الصاد

__________________

(١) بلا عزو فى اللّسان (صبب).

(٢) النّهاية ٣ / ٦.

(٣) قرانيطس : مصطلح يونانىّ لنوع من الجنون ، كما يوضح المؤلف ذلك.

(٤) المؤمنون ٢٠.

(٥) النّهاية ٣ / ١١.

(٦) النّهاية ٣ / ١٢.

(٧) ن م ٣ / ١٢.

(٨) ن م ٣ / ١٢.

(٩) ديوان الهذليين ١ / ٩٢. المجمل ٣ / ٢٦٠.

(١٠) من مأثور الأشعار. ينظر معجم الادباء ٤ / ٩٢ ـ ٩٣.

(١١) العين (صحم).

(١٢) المفضليات ٥٦٧. المعانى الكبير ٣ / ١١٠٦. جمهرة أشعار العرب ٢٣٥.

(١٣) قال الخليل : (المتصدّق : المعطى للصدقة) ولم يرد شىء آخر مما ذكره هاهنا. ينظر العين (صدق).

(١٤) النهاية ٣ / ٢٠.

(١٥) آل عمران ١١٧.

(١٦) بلفظ قريب من هذا فى العين (صرر).

(١٧) المضليات ٢ / ١٣٥. مجمع الأمثال ١ / ٣٠١.

٤٢٦

__________________

(١٨) ديوان امرئ القيس ٢١. وشرح الزوزنى ٩٧. ويروى (صلاية حنظل) أيضا.

(١٩) بلفظ (مسطار) فى ديوان الأخطل ٨٢. وكما هنا اللسان (صطر).

(٢٠) النهاية ٣ / ٣٤.

(٢١) ن م ٣ / ٣٥.

(٢٢) المستقصى ١ / ٤٤.

(٢٣) ديوان امرئ القيس ٢٠. شرح الزوزنى ٩٢.

(٢٤) العين (صقر).

(٢٥) اللسان (صلب).

(٢٦) النهاية ٣ / ٤٤.

(٢٧) ن م ٤٥.

(٢٨) بلفظ : (تسمية العجم) فى العين (صلل).

(٢٩) حقّها أن تكون فى (صلل) أو (صلى).

(٣٠) البقرة ٩٣.

(٣١) النهاية ٣ / ٥٠.

(٣٢) الحج ٤٠.

(٣٣) البقرة ٩٣.

(٣٤) ويسمى البادروج أيضا تنظر مادة (حبق).

(٣٥) النهاية ٣ / ٥٣.

(٣٦) النهاية ٣ / ٥٥.

(٣٧) ن م ٣ / ٥٥.

٤٢٧

__________________

(٣٨) ديوان زهير ١٦١. اللسان (صهر).

(٣٩) الرّواية الأولى هى المذكورة فى العين (صهو).

(٤٠) ديوان الأعشى ١٧١. واللسان (صور).

(٤١) النّهاية ٣ / ٥٩.

(٤٢) النّهاية ٣ / ٦١.

(٤٣) القيامة ٣١.

(٤٤) ديوان النابغة ١٥٣. والمقاييس ٣ / ٣٢٤.

(٤٥) لحسان بن ثابت فى الديوان ١٢٩. واللسان (صيد).

٤٢٨

حرف الضّاد

ض

٤٢٩
٤٣٠

ضال :

الضَّالُ ، بلا همز : السِّدْر البرّىّ.

ضأضأ :

الضُّؤْضُؤُ : الأَخْيَل ، وهو الشِّقِرّاق. ومرّ ذِكره فى (ش ق ر).

والضِّئْضِئُ : الأصل.

ضأن :

الضَّائِن : الواحد من الغنم ، والجمع ضَأْنٌ ، كماعِز ومَعْز ، والأنثَى ضائنة ، والجمع ضَوَائِن. وقيل الضَّأْن اسمُ جمع لا واحد له من لفظه.

ولحمه أقرب الأمزجة لمزاج الانسان لقرب طبيعته من الاعتدال فى الحرارة والرّطوبة ، ولذلك هو مقبول عند أكثر الناس ، وصار الانسان لا يملّه عند ملازمة أكله ، وهو يزيد فى المنىّ ويهيج الباه ، ويقوّى البدن ، يتولّد عنه من الدم جيّده ، وسنذكره فى (ل ح م).

ضبب :

الضَّبّ : حيوان معروف ، والأنثى ضبّة. والعرب تحرص على صيده وأكله. وفى المثل (أعَقّ مِنْ ضَبّ) (١) لأنّه ربما أكل حُسولَه. وقيل أنّه لا يشرب الماء. ويعيش طويلا وهو حارّ يابس ، يضرّ لحمُه بالمحرورين. ويُزيل بعرُه البياض من العين كُحْلاً ، ويزيل الكَلَف والنَّمَش ضمادا بالخلّ.

والضَّبّ ، أيضا : السَّيَلان ، يقال : ضَبَ الماءُ أو الدّم أو الرِّيق يَضِبُ : اذا سالَ.

٤٣١

والضَّبّ : داء يأخذ فى الشَّفَة تَرِم منه أو تصلب وتسيل دَما ، ضَبَّت شفته : سال منها الدّم ، وضَبّ فمُه : سال دمه أو رِيقه.

والضَّبّ : كثرةٌ من اللّحم وانفتاقٌ من الإبط. تقول : ضَبَّب الصّبي : اذا سمن انفتقت آباطُه وقصر عُنقُه.

والضَّبَاب : نَدىً كالغيم أو كالغبار يغشَى الأرض بالغُدوات. وهو أيضا : سحاب رقيق كالدُّخان ، سمّى بذلك لتغطيته الأفق ، واحدته ضَبَابَة.

وقد أضَبَ يومُنا : صار ذا ضَبَابٍ. وأَضَبَ الغيم : أَطبقَ. والشَّعرُ : كثُر.

والأرضُ : كثُر نباتُها.

والضَّبِيبَة : سمن أو رُبّ يُجعل للصّبىّ فى فمه يطعمه.

وضَبَبْتُه وضَبَبْتُ له : أطعمته الضَّبِيبَة.

ضبع :

الضَّبْع : العَضُد من الانسان وغيره ، أو وسطها بلحمها ، أو الابط أو ما بين الإبط الى نصف العضد من أعلاه. والجمع أَضْبَاع.

والضَّبْع والضَّبُع : حيوان معروف ، يطلق على الذّكر والأنثى ، عن ابن الأنبارىّ وغيره. وقيل يُطلق على الأنثى فقط ، وأمّا الذكر فضِبعان ، والجمع ضَبَاعِين. والأنثى ضِبْعَانَة ، والجمع ضِبْعَانَات ، وضِبَاع للمذكّر والمؤنّث.

وتوصف بالعَرَج ، فيقال الضَّبُع العرجاء ، وليست عرجاء ، وانّما يخيّل للنّاظر ذلك عند جريها فى مفاصلها ، وخصوصا فى الجانب الأيمن.

ولحمها حارّ يابس فى الثّانية.

وزعموا أنّ جلدتها اذا شُدّت على بطن حامل لم تُسْقِط.

٤٣٢

ومُخّ ساقها بالزّيت ينفع من النِّقْرِس طلاءً ومرارتها تحدّ البصر كحلا.

والضّابع : التى ترفع ضَبْعَها فى سيرها.

وضَبَعَتْ : أرادت الفحل. فاذا اشتدّت فى السَّير ، قيل : أضْبَعَت وضَبَعَت.

وجاء رجل الى رسول الله (ص) فقال : (يا رسول الله أكلتنا الضَّبُع) (٢) : أراد السّنة المجدبة.

ضجج :

الضَّجَاج : العَاج. والضِّجَاج : صمغ أبيض يؤكل رطبا ، واذا جَفّ وسُحِق تُغسل به الثّياب. وشجرته كشجر اللّبان غير عظيمة رأيتها بأرض عُمان ولها حَبّ أسود كحَبّ الآس.

ضجر :

الضَّجَر : القَلَق من الغَمّ. وفلان ضَجِر : ضيّق النَّفْس. ومن قولهم : مكان ضجر ، أى : ضَيّق. وعلاجه بمعرفة سببه ، وينفع فيه التَّفريح ، والحمّام ، والأطعمة المفرِّحة ، والرّياضة. وذكرنا ما يتعلّق به فى مواضعه من هذا الكتاب.

ضحك :

الضَّوَاحِك من الأسنان : التى تبدو عند الضَّحِك ، أو الأربع التى بين الأنياب والأضراس ، ويقال لها عَوارض.

والضَّحِك : العَسَل. والثّلج. والكافور. والطّلْع حين ينفَتق.

٤٣٣

وأضْحَكْتَ حَوْضَك : اذا ملأته حتَّى يفيض.

ضدد :

الضِّدّ : المخالف. وفى التّنزيل : (وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) (٣) أى : أعداء ، وقيل : الأعوان ، أى : الأصنام التى عبدها الكفّار تكون عليهم أعوانا يوم القيامة.

والمُتَضَادَّات : علاجات تتعارض بأفعالها وقُواها فاذا استُعملتْ معاً أدْخَلَت على المريض عِللاً لم تكن فيه.

والعِلَل المُتَضَادَّة : ما كان علاج احداها يزيد فى قوّة الأخرى. وذهب بعض المتقدِّمين من الأطبّاء الى أنّ علاج علّتين مُتَضَادَّتَين لا يمكن وقوعه. وهذا لا يدلّ على تحقيق وتدقيق. فقد حكَى جالينوس أنّ رجلا قد اجتمعت عنده نَزْلَة مع ضِيْق نَفَس ، فسقاه الأطبّاء الأدوية التى ظنّوا أنّه ينتفع بها ، فعالجوه ، أوّلا بالأدوية النّافعة من السّعال والنَّزلة ، وهذه الأدوية تُشرب عند طلب المريض النّوم ، وذلك أنّها تجلب طرفا من النّوم حتّى انّها تنفع مَنْ به أرَق وسهر. فنام ليلته تلك بأسرها نوما ثقيلا ، وسكن عنه السُّعال وانقطعت عنه النَّزلة ، الّا أنّه جعل يشكو ثقلا يجده فى آلة النَّفَس ، وأصابه ضيق شديد فى صدره ونَفَسِه ، فرأى الأطبّاء ـ عند ذلك ـ أن لا بُدّ من أن يسقوه شيئا مما يُعين على نفث ما فى رئته ، فلمّا تناول ذلك قذف رطوبات كثيرة لزجة. ثمّ إِنّ السُّعال عاوده فى الليلة القابلة ، وسهر ، وجعل يحسّ بشىء رقيق ينحدر من رأسه الى حلقه وقصبة رئته. فاضطرّوا فى اللّيلة القابلة أنْ يسقوه ذلك الدّواء المنوِّم ، فسكن عنه عند ذلك النّزلة والسّعال والسَّهر ، الّا أنّ نَفَسَه ازداد

٤٣٤

ضِيقا ، وساءت حالُه فى اللّيلة سُوءا ، فلم يجد الأطبّاء معه بُدّاً من أنْ يسقوه بعض الأدوية الملطِّفة المقَطِّعَة لما فى الرِّئة. فلمّا أنْ شرب ذلك نَقِيَتْ رئته. الّا أنّه عرض له من السُّعال ومن الرَّبْوِ ومن الأرَق بسببهما ما لمْ يَقْوَ على احتماله. فلمّا علمتُ أنّ الأطبّاء قد تحيّروا ولم يبقَ عندهم حيلة ، سقيته بالعَشىّ دواءً لم يُهِجَ به سُعالا ولا نَزله ، وجلب له نوما صالحا وسهل عليه قذف ما فى رئتيه. وسلكت بذلك المريض هذه الطريق فأبرأته من العلّتين جميعا فى أيام يسيرة. وهما علّتان متعارضتان. فمن قال أنّه لا يمكن علاج علّتين متعارضتين فى وقت واحد لم يُصِبْ.

ضرب :

الضَّرَب والضَّرْب : العسل الأبيض ، أو عسل البَرّ.

ويقال : ضَرَب العِرْق : اذا تحرّك بقوّة ، والقلب : اذا خفق ، والجرح : اذا آلَم.

والضَّرِيب : الرّأس لكثرة اضطرابه ، والبطن من النّاس وغيرهم ، والثّلج والصّقيع والجليد ، والرّدىء من الحمّص أو ما كُسِر منه. قال :

تُدِبُّ حُمَيّا الكأسِ فيهم اذا انتشَوا

دَبيبَ الدُّجَى وَسْطَ الضَّريبِ المعَسَّلِ (٤)

والضَّريب : اللّبن يُحلب من عدّة لِقاح فى اناء واحد ، فيُضرب بعضه ببعض.

قال الأصمعىّ : اذا صُبّ بعض اللبن على بعض فهو الضَّريب.

والاضطراب : اضطراب الولد فى البطن. والاضطراب : الحركة على غير استواء.

والضَّريب : الرّأس ، سُمِّي بذلك لكثرة اضطرابه.

٤٣٥

والضِّرْب من الأدوية : ما كان فعله خفيفا ، واللّجوء اليه متيسِّرا من أهون سبيل.

ضرج :

الانضراج : الانشقاق. وعَين مُضَرَّجَة ومَضْرُوْجَة : واسعة الشّقّ.

وفلان مُضَرَّج دَماً أو عَرَقاً : اذا سال عليه ذلك.

ضرر :

الضَّرّ والضُّرّ : لغتان : ضِدّ النّفع. والضَّرّ ، بالفتح : المصدر ، وبالضم : الاسم ، وبالفتح ضدّ النّفع ، وبالضّمّ : الهَزْل وسُوء الحال.

والضَّرّة : الأمر المختلِف ، ومنه ضَرائر النّساء لأنّهنّ لا يتّفقن. وأصل الثّدى والضّرع أو أصله الذى لا يخلو من اللّبن ، واللّحمة التى تحت الابهام أو أصله ، أو باطن الكفّ ، وما وقع عليه الوَطْء من لحم باطن القَدَم مما يلى الابهام ، والجمع ضرائر ، قيل وهو جمع نادر.

ضرس :

الضِّرْس مُذكّر ويُؤنّث ، وأنكر الأصمعى تأنيثه. والجمع ضُروس وأَضْرَاس.

ويقال لها الطّواحن.

والضَّرَس : خَدَر يعرض للسّنّ عن مضغ بعض الأشياء الحامضة ، وينفع منه مضغ عِلْك البَطَّم والمصطكى بقليل شَمْع ، وأكل نارجيل ، ووضع الأدهان الفاترة بالفم.

٤٣٦

ضرع :

الضَّرْع : مَدَرّ اللّبن لذوات الظّلف والخُفّ.

وهو بار يابس. وغذاؤه جيّد اذا انهضم جيّدا ، ويدرّ اللّبن بزيادةٍ اذا أكلته المرأة.

والضُّرُوع : عنب أبيض كبار الحَبّ قليل الماء عظيم العناقيد.

والضَّرِيع : نبات فى أرض الحجاز كثير الشّوك ، يقال له الشِّبْرِق.

وقيل : الشّبرِق هو الرّطب ، ويابسه يسمى ضَرِيعاً ، لا تقربه دابّة لخبثه وكثرة شوكه.

وهو حارّ ياس والاغتسال بطبيخه ينفع من وجع المفاصل والتّبخير بيابسه ينفع من الزُّكام.

ضرف :

الضَّرِف : شجر التّين الجبلىّ.

ضرك :

ضَرَكَه الدّاء : أنهكهُ ، فهو ضَرِيك. وقلّما يقال للمرأة : ضَرِيكَة.

ضرم :

الضَّرْم والضَّرِم : شجر طيّب الرّيح ، وورقه كورق الشِّيْح ، وثمره كالبلّوط ، وله زهر أبيض اللّون ، كثير العسل.

وقيل هو الأُسْطُوْخُوْدُس باليونانيّة.

والضِّرامة : شجر البَطَّم.

٤٣٧

وضَرَم المعلولُ : اشتدّت حرارته.

وداء ضَرِم : يأخذ المريض أخذا عنيقا بالحمَّى والأوجاع.

والضَّرِم : فرخ العُقاب.

والضَّرِم : الجائع.

ضرو :

الضَّرَاوَة : العادة ، يقال : ضَرَى الرّجل بالشّيء اذا اعتاد عليه فلا يكاد يصبر عنه.

وفى الحديث : (إنّ للّحم ضَرَاوة كضَرَاوَة الخمْر) (٥).

أراد أن له عادة طِلابه لآكله كعادة الخمر مع شاربها.

وعِرْقٌ ضَرىً وضَارٍ : لا يكاد ينقطع دمُه.

والضِّرْو والضَّرْو : شجر طيّب الرّيح ، يُستاك بقضبانه ، ويُجعل ورقه فى العطر ، ينبت فى الجبال وفى اليَمن.

وقال الدّينورىّ : هو مثل البلّوط العظيم ، له عناقيد كعناقيد البَطَّم غير أنّه أكبر حَبّاً ، ويطبخ ورقه حتّى ينضج ، فاذا نضج صُفِّى الورق ، ورُدّ الماء الى النّار حتى ينعقد يداوى به من خضونة الصدر ووجه الحلق. وهو مثل البلوط الّا أنّه أنعم ورَقا ، وفى أطرافه حُمرة وله عناقيد كالبَطَّم تحمرّ اذا أدرك ، وكذا ورقه. وقد تُطبخ الأغصان والأوراق والثَّمرة حتّى تتهرّأ ثمّ تُصفَّى ويطبخ الصَّفْو حتّى يغلظ ويُحلَّى بالسُّكّر ، ويُعالج به من خُشونة الصّدر والسُّعال وأوجاع الفم.

والشّجرة بجميع أجزائها حارشة فى الثّانية يابسة فى الأُولى.

٤٣٨

وقال ابن الأعرابىّ : الضَّرْوُ والبُطَّم : الحبّة الخضراء.

وقال بعضهم : الضَّرْو : الكَمْكَام. ودهن ثمرته ينفع من المغص ، ويطرد الرّياح.

واذا شُرب طبيخ ورقه قيّأ قيئا ذريعا مُخْرِجاً لما فى المعدة من البلغم وغيره. ورماد خَشَبِه يقطع دم الجراحات ذُرورا.

ضعف :

الضَّعْف والضُّعْف : ضدّ القوّة.

والضَّعْف : الضُّعْف فى الرّأى والعقل.

والضُّعْف : فى الجسد.

وضَعُف الرّجل ويَضْعُف ضُعْفا وضَعْفا ، فهو ضَعِيف وهى ضَعِيفة والجمع ضِعاف.

ضغث :

الضِّغْث : قَبْضَة من قُضبان يجمعها أصل واحد.

وحكى الخليل : الضِّغْث : اللَّوْك بالأنياب والنّواجذ ، لغة فى الضّغت ، بالتّاء (٦).

والضِّغْث : الدَّلْك ، أين كان موضعه فى الرّأس أم فى البدن.

ضفدع :

الضِّفْدِع والضِّفْدَع ، وفتح الدّال قليل ، غير أنّه مشهور فى ألسِنة العامّة :

حيوان معروف ، منه نهرىّ. ولحمه ـ مطبوخا بالزّيت والملح ـ تِرْياق الهَوامّ

٤٣٩

كلها ، ورماده يقطع الدّم والرُّعاف ذُرورا (٧).

ومنه برّىّ وهو قاتل.

والواحدة ضِفْدَعة والجمع ضَفادع. وهى أنواع كثيرة ، منها ما يَنِقّ ومنها ما لا يَنِقّ.

والضَّفْدَع ، أيضا : شبه غُدَّة صُلبة تكون تحت اللّسان ، شبيهة برأس الضِّفْدع ، ولهذا سُمِّيت بهذا الاسم ، وعلاجها بالفَصْد من القِيفال انْ كان الدّم غالبا ، وبالاسهال انْ كان الغالبُ غيرَه ، ثمّ يوضع عليها الأدوية المطلقة كالزُّوفا والملح مع قشور الرّمّان ، وقد ينشقّ ويخرج.

ضلع :

الضِّلَع : معروفة ، مؤنّثة ، وتجمع على أضْلُع وأَضْلَاع. وهى عظام قَوسيّة واقعة لما تحيط به. وهى أربعة وعشرون ضِلعا : أربعة عشر منها أضلاع الصّدر ، فى كلّ جانب سبعة متقوّسة أطولها الأوسط ، وثلاثة من فوقه ، وثلاثة من أسفله. وكل واحد أقصر من صاحبه فهى على شكل دائرة. وعشرة منها ما يليه الى الاستقامة فى كلّ جانب خمسة ، وتسمَّى بعظام الخِلْف ، وسمّيت بذلك لأنّها تخلَّفت عن تمام التَّقويس كبقيّة الأضلاع ، وهى أقصر فى الجنب ، وتسمَّى ـ أيضا ـ بأضلاع الزَّوْر ، وهذه الصّفة هى المجمَع عليها فى كتب التَّشريح.

والضّلَع : الاعوجاج ، خِلْقَةً ، فانْ لم يكن خِلْقَة فهو الضَّلْع.

والضَّلاعة : القوّة. وفى الحديث : (انّى من بينهم لضَليع) (٨). أى : قوىّ.

والحامل مُضْلِع : اذا ثَقُل عليها حَمْلُها.

٤٤٠