الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

والمَرَاهِم تتّخذ من الأدوية المنبتة للّحم والملحِمة للجراحات والقُروح ، والمدمِلة والخاتمة والمُذيبة للّحم الزّائد وهى الأكّالة له. أمّا المنبتة فهى التى فيها تجفيف من غير لَذْع ، وفيها جلاء. وهى كالزَّراوَنْد (٦٢) والكُنْدُر (٦٣) والصَّبِر والتّوتيا ونحوها. وأما الملحمة : فهى التى فيها غَرَوِيّة ولُصوق بحيث أنّها تفيد الدّم الواردَ قَواما وإلْزاقا ، وهى كدم الأخَوين والرّاتِيْنْج (٦٤) والقُنّة والمصطكِى والصَّبِر والمُرّ ونحوها. وأمّا المُدْمِلَة فهى المجفِّفة باعتدال. وأمّا الخاتمة فهى المجفِّفة القويّة ، وهى كالجلّنار والورد وورق الآس والعفص والزّاج المحرَّق ونحوها. وأما المذيبة فهى كالزِّنجار والنَّوْشادِر ونحوها.

ولمّا كانت القروح محتاجة ـ فى الأكثر ـ إلى جمع هذه الأعراض المذكورة ، جُعِلَت المراهِمُ مركّبة من الأدوية المذكورة ، بحسب الحاجة اليها.

ولمّا كانت الأدوية اليابسة لا تلتصق بأكثر الجروح ولا تَغوص قُواها فى المسامّ ، جُمِعَت مع الأدْهان واستُعملت كالضّمادات ليطول بقاؤها عليها وتَنْفَذ الأدهان بها الى حيث يجب أنْ تنفذ هى. وتَكسر بعضَ حِدَّتِها وتَعْدِلُها. والأدهان المستعملة فى المَرَاهِم الزّيب والشِّيْرَج ودهن الورد والبَنَفْسَج واللَّوز وشحم الدّجاج والبطّ ومُخّ ساق البقر ونحوها ، بحسب الحاجة اليها. وقد يستعمل فيها اللّعَابات لإنضاج الصّلابات كلُعاب الحلْبة وبزر الكتّان وبزر المرّ ونحوها. وقد تُحَلّ الصُّموغ ـ لأجل التّجفيف وكسر الحرارة ـ فى الخلِّ.

والمَرْهَم ، قال الخليل : هو ألْيَن ما يكون من الدّواء الذي يُضَمَّد به ، والمراهِم تُتَّخذ من الأدوية المنبتة اللّحم ، والملحمة للجراحات والقروح ، والمدملة والخاتمة لها والمذيبة للّحم الزّائد والأكّالة له.

١٨١

رهن :

الرَّاهِن : المهزول ، قال :

أمَا تَرَى جسمىَ خَلًّا قد رَهَنْ

هَزْلاً وما مَجْدُ الرّجالِ فى السِّمَنْ (٦٥)

ورَهَنَه المرضُ رَهْناً : إذا تشبَّث فى بدنه فلا يفارقه.

روب :

الرَّوْب : اللّبن الرّائب.

قال أبو عُبيد : إذا خثر اللّن فهو الرّائب ، فلا يزال ذلك اسمه حتّى يُنزع زُبْدُه. اسمه على حاله ، بمنزله الحائل من الإبل وهى الحامل ثمّ تضع ، وهو اسمها. وقال الأصمعىّ : الرّائب الذى قد مُخِضَ وأُخرجت زُبدته. والمُرَوَّب : الذى لم يُمخض بعدُ وهو فى السِّقاء لم تُؤخذ زبدته.

والمِرْوَب : السِّقاء أو الإناء الذى يُرَوَّب فيه اللّبن.

والرَّوْبة ، والرُّوبة : خَميرة تُلقى فيه من الحامض لِيُرَوَّبَ. فالرّائب هو اللّبن إذا خَثُر ، نُزِعَ عنه زُبده أو لم ينزع ، حُلوا كان أم حامضا. والحلو بارد وطب ، والحامض بارد يابس.

ورُوبة الرّجل : عقله. يقال : أرِيب وأرُوب.

ورُوبان : متحيِّر ، فتَرت نفسُه من شبع أو نعاس ، أو قام من النوم خاثر النَّفْس ، أو اختلط عقله ، أو شَرب من الرّائب فسَكِرَ.

ويقال : دَعِ الرَّجلَ فقد راب دمُه ، أى : حان هلاكه ، يقال له ذلك إذا تعرَّض لما يَسْفِك دمَه.

١٨٢

روح :

الرُّوْح : ما به حياة الجسم ، تُذَكَّر وتُؤَنَّث ، وهى ـ عند جمهور المتكلّمين ـ جِسْم لطيف سارَ فى البَدَن كسَريان ماء الورد فى الورد. وعند جمهور علماء التَّفسير هى النَّفْس النّاطقة. وعند جمهور الأطبّاء الرُّوح غير النَّفْس.

ولا نَعنى بالرُّوح النَّفْسَ النّاطقة كما يُراد بها فى الكتب الإلهيّة ، بل نعنى بها جِسْماً لطيفا بخاريّا يتكوّن عن لطيف الأخلاط كتكوّن الأعضاء عن كثيفها.

والأرواح هى الحاملة للقُوَى ولذلك فأصنافها كأصنافها.

والرّوح متولّد عن بخار الأخلاط ولطيفها ، على الصّواب لا من الهواء المستنشَق على ما ذهب إليه جالينوس ، فإنّه باطل. وهى تَقْوَى عند تناول الأغذية ، وتضعف عند قلّتها. ولو كان الرّوح متولِّدا من ذلك لبقىَ عند استنشاقه سواءً ورد عليه غذاء أم لم يَرِدْ ، والوجود بخلاف هذا.

والرّوح تفاض على البدن بتحوِّله من نُطْفَة الى عَلَقَة.

وعند طائفة من الحكماء ومن أطبّاء الإسلام أنّ النّفس النّاطقة تُفاض على المادّة المنويّة هند استعدادها لذلك ، أنّ الرّوح تُفاض عنها على تلك المادّة ، فالرّوح نازلة فى الجنين منذ أوّل يوم له.

فالاستعداد التّامّ لقبول النّفس النّاطقة ولتصوّر بعض الأعضاء إنّما يكون إذا امتزج المنَيان فى الرّحم ، حتَّي تحدث منهما مادّة معتدلة. وهذا الامتزاج إنّما يتمُّ باجتماع المنيَين واختلاطهما اختلاطا تامّا ، يشتدّ معه تفاعلهما حتّى يحدث منهما مِزاج معتدل وتكون الجملة الممتزجة منهما معتدلة القَوام والكيفيّة ، ويلزم هذا الامتزاجُ تعادلهما ، وذلك فى شِدّة استعدادهما لقَبول

١٨٣

النَّفْس النّاطقة ، وحينئذ تستعدُّ الجملة المركَّبة من المنيَين لقبول هذه النَّفْس. فلذلك إذا تمّ استعداد المنيَين لقبول النَّفْس النّاطقة أُفيضت عليهما ، ثمّ يفوَّض إليها تدبير تلك المادّة. وهذه النَّفْس لها أفعال وإدراكات تَرومها وتطلبها ، وذلك إنّما يَتَّزِن حين يكون لها بدَن مركَّب من أعضاء ، فهى لا محالة تشرع من أوّل فيضانها على المنىّ فى تخلِيقه وإحالته إلى جواهر الأرواح والأعضاء ونحوهما ، بأنْ تجتهد فى زيادته وتنميته بالغذاء لصِغَر جِرْمِه فى ذلك. والغذاء هو الدّمُ والجاذِبُ له الى المنىّ القوَّةَ الجاذبةَ المُفاضَةَ عن النَّفْس النّاطقة. وإذا نما وزاد جِرْمُه أمكن أنْ يتكوّن منه بَدَنٌ. وحينئذ تفيض عليه النّفسْ المذكورةُ قوّةَ التَّصَوُّرِ.

وأوّل شىء يتكوّن منه ـ حينئذ ـ هو الرُّوح ، لأنّه يتكوّن من الأجزاء البُخاريّة المنَويّة إذا اختلطتْ بالأجزاء الهوائيّة المنجذبة الى باطن الرّحم لتعديل سُخونته. وإذا تكوَّن ذلك الرّوح فمحالٌ أنْ يُترك منبثّا فى فضاء الرَّحم ، بل لا بدّ أنْ يُحفظ فى مكان فى باطن المنىّ ، وحينئذ احتاج الى تَجويف ، وذلك التّجويف إذا تكاثف وصَلُب كان هو القَلْب ، ولذلك فأوّل عضو يتخلَّق هو تجويف القَلْب.

والرُّوح فى قوله تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ) (٦٦) قال عبدالله بن عبّاس : هو مَلَك فى السّماء.

والرَّوْح : الرّاحة ، من الاستراحة. والفرح والسّرور والرّحمة : (وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ) (٦٧) من رحمته.

والرَّوْح : بَرْدُ نَسيم الرِّيْح.

والرَّوَح : اتّساح ما بين الفَخِذَين.

١٨٤

والرَّوْحانىّ من الخَلْق : نحو الملائكة مِمَّن خلَقه الله ، تعالَى ، روحا بغير جسد.

والرَّيْحان : كلُّ بَقْل طيّب الرِّيح ، واحدته رَيْحَانة ، والجمع رَياحِين.

والرَّيْحان : أطراف كلّ بقلة طيّبة الرّيح إذا خرج أوائل النَّور.

والرَّيْحانة الطّاقة من الرَّيحان.

والرَّيْحان : أيضا : الرِّزق ، على التّشبيه.

وقوله تعالى : (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ) (٦٨) قيل هو الوَرَق ، وعند سيبويه هو من الأسماء الموضوعة موضع المصادِر (٦٩) وأصله رَيْوْحان قُلبت الواء ياءً لمجاورتها الياءَ ، ثمّ أُدْغِمَت ثمّ خّفِّفَت على حَدّ مَيْت. والجمع رَياحين.

والرّياحين حارّة ، إلّا الفاغية والآس والخِلاف والنَّيْلُوفَر والبَنَفْسَج والورد. والشَّراب الرَّيحاني هو الأخضر اللّون لأنّ لونه يُشبه الرَّيحان ، وهو يقرب من الاعتدال وفى الحديث : (إذا أُعْطِىَ أحدُكم الرَّيحانَ فلا يَرُدَّه) (٧٠).

والرّاح : الخمْر ، سُمِّيت راحا لأنّ صاحبها يرتاح إذا شربها.

والرّاحة : باطن اليَد.

والرِّيْح : نَسيم كلِّ شىء ، وهى مؤنّثة ، والجمع أرْواح وأرياح. والرِّيْحَة : طائفة من الرِّيح.

والرِّيح ، أيضا : الغَلَبَة والقُوَّة والرَّحْمَة والنُّصْرَة والدَّولة ، والشّىء الطّيّبُ الرِّيحِ.

وأُمَّهات الرّياح أربعٌ : الصَّبَا والدَّبُور والشَّمال والجَنوب. وكلّ ريح انحرفت عن مهابّ هذه الرِّياح الأربع ، فوقعَت بين رِيْحَين منهما ، فهى نَكْبَاء.

قال بعض الأطبّاء : وكان أبُقراط يعتقد أنّ الرّيح هواءٌ متحرّك ، وغيرُه يعتقد أنّها بخار يَرتقِى من الأرض.

١٨٥

رود :

المِرْوَد : المِيْل. والرَّاوَنْد الصّينىّ : دواء معروف ، والأطبّاء يزيدونها ألِفاً. وهو دواء بارد جيّد للكبد. وهو أصلُ نباتٍ يُشبه القُلْقَاس ، يُستخرج من الأرض وهو رَطّب ويُثْقَب ويُعَلَّق فى الهواء حتّي يجفَّ ثم يُحْلَب. وهو ثلاثة أصناف : صينىّ وزنجىّ وتركىّ. وهى تجلب من الصّين. أمّا الأوّل فهو أجودها ، وأمّا الثّانى فإنّما عُرف بالزّنجىّ لسواده. وأمّا الثّالث فإنّما عُرِف بالتُّركىّ لأنّه ينبت فى البلاد الشّماليّة من الصّين.

وقد اخْتُلِف فى طَبْعِه فقيل حارّ ، وقيل بارد.

وجميع أصنافه أرضيّة بها قَبْضٌ ، وناريّة بها يَفْتَح ويُحَلّل ، وأرضيّته مُرَّة فلذلك تَغلب فيه الحرارة. والحقُّ أنّه لأجل قَبْضِة يحبس الإسهالَ ، ولأجل تفتيحه يُسْهِل. وتفتيحه أشدّ من قبضه ، فلذلك إذا اسْتُعْمل وحدَه أسْهَل ، وإنْ اسْتُعْمِل مع القوابض قَبَض. وعَدَّه شيخُنا العلّامة من جملة الأدوية الباردة القاطعة للإسهال.

والذى دَلَّتْنا عليه التّجرِبة أنّه حارّ ، ولكنّ القوّة الحابسة منه قائمة بجُزء منه بارد. فإنْ قيل أن أطباء زماننا يستعملون الرّاوَنْد ليُسْهِل ونَراه يفعل ذلك فكيف يكون قاطعا للإسهال نافعا منه؟

قُلنا : هو مركَّب القُوَى ، ففيه جزء بارد قابضٌ به يعقل البطن ، وفيه جزء حارّ به يُسْهِل ويَفتح وهو أغلب أجزائه ، فلهذا إذا استُعمل وحدَه أسْهَل ، بالتّفتيح ، وكان إسهاله قويّا ، وأمّا إذا اسْتُعْمِل مع القوابض فإنّ قوّته القابضة تَغلب وتقهر المُسْهِلَة ، فلذلك يكون ـ حينئذٍ ـ شديد القبض عاقِلا للطّبيعة.

وأمّا قول بعضهم أنّ الرَّاوَنْد الموجود فى زماننا غير الذى كان فى القديم فى

١٨٦

النّوع وأنّه قد تغيّرت طبيعته بتغيير الأحوال الفلكيّة ، فذلك من أوهام الدّخلاء على الصّنعة. والتّحقيق ما ذكرناه.

وهو مركَّب القُوَى نَصَّ على ذلك جالينوس وغيره ، ففيه :

ـ جزء بارد لما فيه من القَبْض ،

ـ وجزء حارّ لما فيه من الحدّة والحَرافة والإسهال ،

ـ وجزء يابس لما فيه من المرارة.

والغالب عليه من هذه الأجزاء الحرارة واليُبوسة ، ولذلك قال جماعة أنّه حارّ يابس فى أوّل الثّانية. وإنّما يُستعمل فى أمراض الكبد الحارّة لأنّه يفتح سُدَدَها ويُخرج موادّها المحرقة فهو يُبَرِّد بالعَرَض.

والجيّد منه الجديدُ السّالم من السُّوس.

وهو أعظم أدوية المعدة والكبد نَفعاً لما فيه من تقويتهما وفَتْح سُدَدِهما ، وتنقية فَضلاتهما ، وتحليل رِياحهما.

وهو يُزيل اليَرقان السُّدَدِىّ ، وخُصوصا مع الغَافِث (٧١) والسُّنْبُل الهندىّ بماء الهِنْدِباء.

وينفع من جميع أنواع الاستسقاء ومن صَلابة الطِّحال ، وخاصة بالسّكنجبين.

ومن الفُواق والجَشأ الحامض والمغص بماء الأنِيْسُون. ومن القُولنج بماء الزَّبيب ومن عِرْق النّسا والحُمَيّات العَفَنِيّة بماء الأسارون.

ومن سُموم الهوامّ. ومن الدّزانْتِرْيا ، وخصوصا إذا حُمِّضَ وأُضيف إليه شىء من الصّمْغ العربى المُحمّص والوَرْد والجُلّنار.

ومن أوجاع الكلى والمثانة والرّحم. ويدرّ البَول ويُسْهِل الصفراء والبلغم الخام. وينفع من الأمراض المتولّدة منهما.

١٨٧

وإنْ أُضيف اليه شىء من الكابلّى والصَّبِر والهَيوفارِيقون (٧٢) قَوِىَ فِعْلُه ، ونَقَّى الدّماغ ، وأزال البلادة والصّداع والشّقيقة ، ونفع من الفالج.

والشّربة منه نصف درهم الى درهمين.

وذكر بعضهم أنّه يضرّ بالكبد الحارّة. ويصلحه ماء الهِنُدِباء. وقيل يضرّ بالثُّفل ، ويصلحه الصّمْغ العربيّ ، وبدله فى ضَعْفِ المعدة والكبد ضِعْفُ وزنِه ورد أحمر نَقِىّ وخُمْس وزنه سُنْبُل هندىّ.

ومنه نوع يعرف بالخَيْلِىّ تستعمله البَياطرة ، وهو أصل الرِّيباس (٧٣) وهو بارد يابس.

والمِرْوَد : المِيْل يُكتحَل به. وهو آلة الكَحّال.

روع :

الرَّوْع : الفَزَع والخَوْف.

والرُّوع : القَلْب ، أو موضع الفَزَع منه.

والرُّوع : العقل والنَّفْس. وفى الحديث : (إنّ رُوح القُدس نَفَثَ فى رُوعى) (٧٤).

قال أبو عُبيد : معناه فى نَفْسِى وخَلَدِى ، ونحو ذلك.

رير :

الرّيْر : الماء يخرج من فم الصّبىّ.

والرّير : المخّ الذائب فى العظم ، كأنّه خيط أو ماء.

والرّير ، أيضا : المخّ الفاسد.

١٨٨

ريض :

الرِّياضة : حركة إراديّة تُضْطَرّ الى النَّفْس العظيم المتواتر والموافق لاستعمالها على جهة اعتدالها فى وقتها. وربها غِنىً عن كلّ علاج تقتضيه الأمراض المادّيّة. وبيان هذا أنّا مضطرّون الى الغذاء. وحفظ الصّحّة بالغذاء الملائم المعتدل فى كميّته وكيفيّته. وليس شىء من الأغذية يستحيل بالقوّة بكلّيّته الى الغذاء بالفعل ، بل يَفْضُل منه فى كلّ هضم فَضْلٌ لا تكفى الطّبيعة وحدها باستفراغه ، وإذا تكرّر ذلك اجتمع منه موادّ فضليّة ضارّة بالبدن بكيفيّتها وكمّيتها فيضطر الى استفراغها ، وهذا ممّا يُضْعِف قوّة الأعضاء الرّئيسيّة. والرّياضة أمْنَع سبب لاجتماع مبادِئ الامتلاء ، لأنّها تثير حرارة لطيفة فتحلّل ما اجتمع من فَضْل كلّ يوم ، وتُصْلِّب المَفاصل والأوتار فتقوَى على الأفعال ، لتحليلها الرُّطوبات المُرخيَة ، وتَعُدّ الأعضاءَ لقبول الغذاء بها ، وتُنْقِص منها ما بها من الفضلات.

ووقت الشُّروع فى الرّياضة حين يكون البدَن نقيّا ، وليس فى نواحى الأحشاء والعُروق كَيْمُوسَات خامٌ رديئة تنشرها الرّياضة فى البدن ، ويكون الطعام السّابق قد انهضم فى المعدة والكبد والعروق ، وخصوصا وقت غذاء آخر. وبالجملة فوقتُها بعد تمام الهضْم من المعدة. وإنّما تجوز الرّياضة بعد انهضام الطّعام من المعدة وخُلُوّ الأمعاء والمثانة من الفُضول.

والرَّضاض : الحصى أو الصّغار منها.

ريع :

تَرَيَّع الدّاءُ : إذا جاء وذهب. ورَيعان الشّباب : أوَّله.

١٨٩

والأرْيَع : المُمْرِع الشّديد الوَساعة ، وذكره شيخنا العلّامة فى قوله :

إذْ عَاقَها الشَّرَكُ الكَثيفُ وصَدَّها

قَفَصٌ عن الأوْجِ الفَسِيْحِ الأَرْيَعِ (٧٥)

يريد أنّ الجسم يمنع النَّفْسَ من الانطلاق.

ريف :

الرَّيْف : الخِصْب فى المطعم والمشرب.

وأرْيَفَت الأرض : كثر نباتها.

وأرْيَفْنا : صِرْنا إلى الرِّيف.

ريق :

هو يَرِيق بنَفْسِه ، أى : يَجود بها.

والرِّيْق : رِيْق الإنسان وغيره ، وقد يُؤَنَث فيقال : رِيْقَة.

واشْرَبْ دَواءك رَائقا ، أى : تَناوَلْه على الرّيق غُدْوَة.

رين :

الرَّيْن : سَواد القلب ، وعن النّبىّ ، (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) أنّه سُئل عن قوله تعالى : (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٧٦) ، قال : هو العَبْد يُذْنِب الذّنْب فيُنْكَب فى قلبه نُكْتَة سَوداء ، فإنْ تابَ منها صُقِل قلبُه ، وإنْ عاد نُكِتَت أُخرى حتَّي يَسْوَدَّ قلبُه فذاك هو الرَّيْن) (٧٧).

١٩٠

ريى :

الرِّىُ : الشُّرب التّامّ.

والأروية : الأنثَى من الوعول ، وتُذكر فى بابها.

١٩١

حواشي حرف الراء

__________________

(١) بلا عزو فى المجمل (٢ / ٤٤٧). المقاييس (٢ / ٤٧٢). مجالس ثعلب (٢ / ٥٠٧). اللّسان (أرم).

(٢) هو الصّندل وقد مر فى حرف الهمزة.

(٣) الرّيباس : هو الكشمش ، وقد مرّ فى حواشى (آذريون) فى حرف الهمزة.

(٤) الفرصاد : عجم الزبيب والفرصاد أيضا : التوت وهو المقصود هاهنا وينظر اللسان (فرصد).

(٥) النّهاية (٢ / ١٨٢).

(٦) النصّ والشّاهد فى العين (ربض).

(٧) لسعد بن مالك بن ضبيعة فى اللّسان (ربع).

(٨) الهيوفاريقون : من اليونانيّة ، وهو الاسم العلمىّ لنباتات فاريقونيّة فيها أنواع طبّية كالهيوفاريقون والأندروسامن. والهيوفاريقون نوع من الرّمّان النّهرىّ الكبير كما سيأتى فى (رمن).

(٩) وهى الشّويلاء. وذكرت فى موضعها من حرف الباء.

(١٠) الأبزن : حوض الاستحمام المسمّى (بانيو). وقد سبق ذكره.

(١١) لأوس بن حجر. ديوانه ١١. واللّسان (رتم) و (رثم).

(١٢) النّهاية (٢ / ١٩٤).

(١٣) مرّ فى (بصل). فينظر تخريجه هناك.

(١٤) لذى الرّمّة. الدّيوان (٥٧٢). اللّسان (رثم).

١٩٢

__________________

(١٥) لرؤبة فى الدّيوان (٢٩). واللّسان (أثث).

(١٦) أي من المجرى المائىّ الذى تنبت به.

(١٧) السّرمق نبات من فصيلة السّلق والإسفاناخ والأشنان. ل ع م (٤ / ٢ / ٢٨).

(١٨) هذا مأخوذ عن التّسمية التى لا تزال موجودة فى الإسبانية والفرنسية.

(١٩) المستقصى (١ / ٨١).

(٢٠) ينظر (ك. ر. ف. س) فى حرف الكاف ، من هذا الكتاب.

(٢١) ينظر النّهاية (٢ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧).

(٢٢) نوح (١٣).

(٢٣) الحاقّة (١٧).

(٢٤) أبو سعيد الحسين بن عبدالله السّيرافىّ النّحوىّ. أخذ عن ابن دريد وطبقته. وأثنى عليه القدماء كثيرا. كان فى بغداد ورحل الى عمان وأقام فيها مدّة طويلة وتفقّه فيها. توفّى حوالى سنة (٣٦٨) للهجرة. ينظر فى ترجمته الفهرست (٦٢). تاريخ بغداد (٧ / ٣٤١). بغية الوعاة ١ / ٥٠٧. معجم الأدباء ٨ / ١٤٥. وفيات الأعيان ٢ / ٧٨.

(٢٥) النّهاية (٢ / ٢١٢).

(٢٦) لابن مقبل فى ديوانه (١٧٠). والمجمل (٢ / ٤٧٧).

(٢٧) لابن ذريح ، وعجزه

(وكان فراق لبنى كالخداع)

فى اللسان (ردع).

(٢٨) للأغلب العجلىّ. وهو فى المجمل (٢ / ٤٧٩). والمقاييس (٢ / ٥٠٥). واللّسان (ردن).

(٢٩) محمّد بن المستنير ، المعروف بقطرب ، لازم سيبويه ، وأخذ عن عيسى

١٩٣

ابن عمر. وله المثلّث والنّوادر والهمز وغير ذلك. عرف بالرّواية والنّحو واللّغة. توفّى فى سنة (٢٠٦) للهجرة. ينظر معجم الأدباء (١٩ / ٥٣). بغية الوعاة (١ / ٢٤٣).

__________________

(٣٠) النّهاية (٢ / ٢١٧).

(٣١) الواقعة (٨٢).

(٣٢) المستقصى (٢ / ٢٦٢).

(٣٣) ديوانه (٢ / ١١٩٢).

(٣٤) ديوان ذى الرّمّة (٥٧٨). اللّسان (رسم) و (هدمل).

(٣٥) من م.

(٣٦) للقطامى. ديوانه (٣٤). اللسان (رشق).

(٣٧) النّهاية (٢ / ٢٢٦).

(٣٨) بلا عزو فى اللّسان (رضض).

(٣٩) الرّثيئة : اللّبن الخاثر. ينظر مجمل اللّغة (٢ / ٤٦٤).

(٤٠) للنّابغة الجعدىّ فى ديوانه (٤٧). واللّسان (رضض) و (رفل).

(٤١) الحجر (٢).

(٤٢) النّهاية (٢ / ٢٣٢).

(٤٣) مرّ ذكرها فى موضعها من حرف الهمزة.

(٤٤) لم أجده فيما بين يدى من مصادر.

(٤٥) المستقصى (٢ / ٤١٣).

(٤٦) البقرة (١٩٧).

١٩٤

__________________

(٤٧) العين (رفث).

(٤٨) ديوان الفرزدق (٤٨٧). والمجمل (٢ / ٤٠٤).

(٤٩) النّهاية (٢ / ٢٤٤).

(٥٠) النّهاية (٢ / ٢٤٦).

(٥١) ن م (٢ / ٢٤٦).

(٥٢) ن م (٢ / ٢٦).

(٥٣) ن م (٢ / ٢٤٨).

(٥٤) ن م (٢ / ٢٤٨).

(٥٥) العين رقد.

(٥٦) العين (رقم).

(٥٧) بلا عزو فى اللّسان (رمك).

(٥٨) النّهاية (١ / ٤٢).

(٥٩) بلا عزو فى اللّسان (رمك).

(٦٠) هذا وصف الدّيدان المعروفة الآن بالأنكلستوما.

(٦١) مختلف فى عزوه لأمّ يزيد بن الطثرية ، ولزينب بنت الطّثرية ، ولثور بن الطّثريّة ، وللعجير السّلولى ، وللأبيرد اليربوعىّ. ينظر السّمط (١ / ٦٠٨). شاعرات العرب (١٤٣). حماسة البحترى (٤٣٣). الأمالى (١ / ٢٧١). حماسة المرزوقى (١ / ٢ / ٩٢٠). اللسان (بدل).

(٦٢) مرّ فى الحاشية (٥٤) من حرف الباء ، وتنظر الحاشية (١٢٠) من الحرف نفسه.

(٦٣) تنظر الحاشية (٢٨) من حرف الباء.

١٩٥

__________________

(٦٤) تنظر مادة (رنج) التي سبقت قبل قليل.

(٦٥) بلا عزو فى المجمل (٢ / ٤٣٠). والمقاييس (٢ / ١٥٦ ـ ٤٥٣). واللسان (رهن).

(٦٦) النّبأ (٣٨).

(٦٧) يوسف (٨٧).

(٦٨) الرّحمن (١٢).

(٦٩) الكتاب (٣ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨).

(٧٠) النّهاية (٢ / ٢٨٨).

(٧١) الغافث : نبات من الفصيلة الورديّة ينفع فى معالجة أمراض الحنجرة وللإسهال. ل ع م (٤ / ٢ / ١٨٩).

(٧٢) تنظر الحاشية (٨) من هذا الحرف.

(٧٣) هو الكشمش. وتنظر حواشى مادة (آذريون) فى حرف الهمزة.

(٧٤) النّهاية (٢ / ٢٧٧).

(٧٥) عيون الأنباء (٤٤٦).

(٧٦) المطفّفين (١٤).

(٧٧) ينظر النّهاية (٢ / ٢٩١).

١٩٦

حرف الزّاى

ز

١٩٧
١٩٨

زئبق :

الزّئبَق : فارسىّ معرَّب معروف. منه مُستقىً من معدنه ، ومنه مستخرج من حجارة معدنيّة بالنّار ، استخراج الذّهب والفضّة. وهو بارد رطب فى الثّانية. والزِّئبق معدن مائىّ رطب ، سريع التّمدّد بالحرارة جدّاً. وعِلّة تكوينه أنّ البخارات إذا كثرت وتكاثفت واجتمعت أجزاؤها ، صارت ماءً وجرت الى قرار تلك الكهوف والأهوية ، فحصرها المعدنُ فلم تجد مَخْلَصاً ، فبقيت فى مكانها واجتمعت أجزاؤها بما فيها من الرّطوبة والبَرْد ، فصارت متكاثفة ، واعتدلت عليها حرارة المعدن وطبختها طبْخا ليّنا فابيضّت وصارت جسدا محلولا يسمَّى زِئبقا ، ظاهره أبيض بما فيه من البرودة ، وباطنه أحمر يابس لما فيه من الحرارة. ولا يتمُّ نضجه على رأى بعضهم إلّا بعد سنة.

وهذه المعادن السّبعة التى هى الذَّهب والفضّة والنُّحاس والأُسْرُب والقِصدير والحديد والخارصينىّ أصل تكوينها الزّئبق والكبيريت.

وأصحاب الكلام على الطّبائع والمواليد يجعلون الكبريت أباها والزّئبق أُمّها.

والمفتول منه يقتل القُمَّل والصِّئبان مع دهن الورد ، وينفع من الجرَب مع دُهن الورد.

وبخارُه يُحدث الفالج والرَّعشة. ودخانه يُذهب السّمع والبَصَر ، ويَنْخَر الفَمَ. ويقتل الفأر ، وتهرب منه الحيّات والهَوامّ. والمصعَّد منه قتّال لشدّة تقطيعه وعلاجه شرب اللّبن والقَىء به.

زبب :

الزَّبَب : كثرة الشَّعر وطوله. والزَّبَب فى الإبل : كثرة شعر الوجه والعُثنون.

١٩٩

وقيل هو : كثرة الشّعر فى الأذُنين والعينين خاصّة.

وعامٌ أزَبّ : مُخْصِبٌ كثير النّبات.

وزَبَّت الشّمس : دَنَت للغروب ، لأنّها تتوارَى كما يتوارى لونُ العضو بالشَّعَر.

والزُّبّ : الذَّكَر ، يمانية. أو مُقَدَّم الأنف ، يمانية أيضا.

والزَّبيب : الجافّ من العنب ، وهو حارّ رطب ، وقشره وحَبّه بارد يابس. وأنواعه كثيرة ، وأفضله الكثير اللّحم ، الرَّقيق الجلد ، القليل الحَبّ ، وهو صديق للمعدة وللكبد ، مفَتِّح للسُّدد ، نافع من اليَرَقان ، وخصوصا مع الخلّ ، موافق للرّئة الرّطبة ، نافع من السُّعال البارد ، مُسَخِّن للكلَى والمثانة.

وزَبيب الجبَل : هو الزّبيب البرّىً ، وهو نبات أصلُه كالكَرْم الصّغير ، وله أغصان سود وزَهر الى البياض ، يخلّف ثمَرا فى غلاف كالحمّص لونه الى السَّواد ، وداخله أبيض وطعمه حِرِّيْف. وهو حارّ يابس فى الثّانية نافع من وجع الأسنان مَضْمَضَةً ، إذا طُبخ. وبُنبت الشِّعر فى داء الثَّعلب البلغمىّ طَلاءً.

وإذا مُضِغَ مع المصطَكى والكُنْدُر أخرج بلغما كثيرا من الرّأس ، ونفع من احتباس الكلام البلغمىّ.

والزَّبيبة : قرحة تخرج فى اليد.

والزَّبيبتان : هَزْمَتان فى شِدْقَى مُكْثِر الكلام ، وفى شِدْقَى الحيّة أيضا ، ونقطتان سوداوان فوق عينَى الحيّة والكلب.

والتَّزَبُّب : التَّزَيُّد فى الكلام.

والزَّباب : نوع من الفأر لا شَعر عليه. وفأر عظيم أحمر حسن الشَّعر. وفأر أصَمّ ، وضَرْبٌ من الجَراد.

٢٠٠