الماء - ج ٢

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]

الماء - ج ٢

المؤلف:

أبو محمّد عبدالله بن محمّد الأزدي [ ابن الذهبي ]


الموضوع : الطّب
الناشر: مؤسسة مطالعات تاريخ پزشكى ، طب اسلامي ومكمل
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٩٢

أزْهَر النَّبْت بالألف : إذا نَوَّر وظهر زَهْرُهُ ، وزَهَر بغير ألِف : إذا حَسُن.

وبالضّمّ : البياض النَّيِّر.

ورجل أزْهَر : بَيِّن الزُّهْرَة ، أى : أبيض مُشَرَّب بحُمرة ، وهو أحسن الألوان.

وفى الحديث : (أنّه (عليه‌السلام) ، كان أزْهَر اللّون ليس بأبيض ولا أمْهَق) (٢٤). الأمْهَق : الأبيض الشّديد البياض الذى يُخالطه شىء من الحمرة. والزَّهْرَة : نجم فى السّماء الثّالثة.

والزَّهْر : ثلاثُ ليالٍ من أوّل الشّهر.

والأزْهَر : القمر ، ويوم الجمعة ، والثّور الوحشىّ ، والأسد الأبيض ، واللَّبن ساعة يُحلب.

والأزْهَران : الشّمس والقَمَر.

والزَّهْراوتان فى الحديث : البَقَرة وآل عِمْران ، أى : المنيرتان (٢٥).

زهم :

الزُّهْم : شَحْم الوَحْش. والزَّهِم : السَّمين. وزَاهَمَتْ حُمّاه أُسبوعا ، أى : مضى على بُدُوِّها أسبوع.

زهو :

الزَّهْوُ : التَّجَبُّر. والزَّهْوُ : الباطل والكَذِب ،

قال :

ولا تَقُولَنَ زَهْواً ما تُخَيِّرُنِى

لَمْ يَتْرُكِ الشَّيبُ لى زَهْواً ولا الكِبَرُ (٢٦)

٢٢١

زوج :

الزّاج : معروف ، فارسىّ معرَّب. وهو أنواع : أخضر وهو أجودها ويُسمَّى القَلْقَند. وأبيض : وهو القَلْقَدِيْس. وأحمر وهو الشّامىّ. وأصفر وهو القُلْقُطار. وهى حارّة يابسة فى الثّالثة ، تنفع من الجرَب الرَّطْب ، وتقطع الدّم المنبعِث من ظاهر البَدَن ، ضمادا.

وشُرب مائها رَدىء وربّما قتَل ، ويُعالج باللَّبن الحليب.

زور :

الزَّوْر : أعلا الصَّدْر أو مُلتقَى أطراف عظامه حيث اجتمعت.

والزَّوَر : المَيل ، وعِوَج الزَّور.

والتَّزْوير : إصلاح الشّىء. وكلام مُزَوَّر أى : مُحَسّن. وسُمع ابن الأعرابىّ.

يقول : كلّ إصلاح من خير أو شرّ فهو تَزْوِير.

والمُزَوَّر من الإبل : الذى إذا سَلَّه المُذَمِّر من بطن أُمِّه أعْوَجَّ صدرُه فيغمزه ليُقيمه ، فيبقَى فيه من غَمْزِه أثَرٌ فيُعلم أنّه مُزَوَّر.

والزُّوْر : قول الكذب ، وشهادة الباطل ، قال الخليل : ولم يُشْتَقّ تزوير الكلام منه ، ولكنْ من تزوير الصَّدر (٢٧).

زوغ :

الزّاغ : غُراب صغير أحمر المنقار والرِّجلين ، طيّب اللّحم ، يأكل الزّرع والثِّمار ، وخُصوصا الزَّيتون ، ولذلك يُقال له غُراب الزَّرع وغُراب الزّيتون. وهو حارّ مُسَخِّن ينفع المبرودين ، ويحرِّك الباه. والجمع على زِيغان.

٢٢٢

زوف :

الزُّوْفَا : اسم لنبات تَنْفَرِش أغصانُه على وجه الأرض نحو الذِّراع ، وله ورق كورق المرْزَنّجُوش ، ورائحة طيّبة ، وطعم مُرّ ، وهو نوعان : جبلىّ وهو أقوَى وأكثر حِدّةً. وبُستانىّ وهو ألطف وأقلّ حِدّةً. وبالجملة فهو حارّ يابس فى الثّالثة.

وإذا طُبخ بالسُّكُنْجُبِين وشُرِب أسْهَل كَيْمُوساً غليظا ، وإذا طُبخ بالماء والتّين والعَسل وشُرب نفع من السُّعال المزمِن ومن الرَّبو وأورام الرِّئة ومما ينزل من الرأس إلى الحلق والصّدر ، ومن نقص الانتصاب ، والمغَص ، ومن الاستسقاء ، وإذا طُبخ بالخلّ نفع من وجع الأسنان مَضْمَضَةً. وإذا بُخِّرَت الأذُن به حَلَّل الرِّيح العارض فيها.

وفيه إدرار للبول والطَّمْث وإخراج للدِّيدان ، إلّا أنّه يضرّ بالكلَى ، ويصلحه البَنَفْسَج.

والزُّوفا ، أيضا : اسم للدَّسَم فى صوف الضّأن ، ويستعمل بعد غسله. وهو حارّ فى الثّانية ، رطب فى الأولَى ، يحلِّل الأورام الرَّطبة الصُّلبة ، وينفع من الاستسقاء ومن برد الكبد والكلَى والمثانة والرَّحم ، إلّا أنّه يُرْخِى الأعضاء ويصلحه الوَرْد.

زول :

المُزاوَلة : المعالجة والمحاولة ، يقال : زاوَل فلانٌ الشَّىءَ ، مُزاولةً ، إذا زاوله وحاوله. وزالَ : ماضى يَزال إذا تقدَّمت نفى أو نهىٍ أو دعاء عملت عملَ كان ، نحو ما زالَ زيد ضاحكا. ولا مصدرَ لها.

٢٢٣

وأمّا" زالَ " ماضى يَزول ففِعْل تامٌّ ففعل تامٌّ غيرُ مُتَعَدٍّ ، ومعناها الذَّهاب والانتقال. قال تعالى : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا) (٢٨) الآية ، ومصدرها الزَّوال.

و" زال " ماضى يَزيلُ ، فعل تامٌّ مُتَعَدٍّ ، ومعناها التّمييز ، يقال : زال زيدٌ ضأنه عن مَعز فلان ، أى : ميَّزها منها. ومصدرها الزَّيْل.

والمُزايلة : المفارَقة ، يقال زايلَ فلان الشَّىءَ ، مُزايلةً : إذا فارَقة.

والزَّيَل : تباعُد ما بين الفَخِذَين ، وهو مأخوذ من ذلك ، لأنّ المتباعِد مُفارق.

زون :

الزُّوان : معروف.

وهو مُخَدِّر نافع جدّا فى الجراحات ، ومُزيلٌ للأوجاع لُطوخا. وهو حَبّ فى الحنطة ، ويسمَّى الشَّيْلَم ، أيضا.

زيب :

الأزْيَب : الجَنوب. وفى الحديث : (إنّ لله ريحاً يقال لها الأزْيَب وهى فيكم الجَنوب) (٢٩).

وأهل اليَمَن وعُمان ومَنْ يركب البَحر يُسمُّون الجنوب : الأزْيَب ، لا يعرفون لها اسماً غيره ، وذلك أنّها تعصف وتثير البحر حتَّي تُصَوِّرَه وتقلب أسفله فتجعله أعلاه.

والأزْيَب : الماء الكثير.

والأزْيَب : القُنْفُذ.

٢٢٤

زيت :

الزَّيْت : دُهْن معروف ، منه المتَّخذ من الزَّيتون الفَجِّ ، وهو زيت الأنفاق ، والزَّيت الرّكابىّ. وقال دِيْسْقُوْرِيْدُوْس : إنّ جميع أصناف الزّيت حارّة ، وأنّها مُليِّنة للبَشَرة تمنع البرد من أنْ يُسرع إلى البدن ، وتُنشِّطه للحرَكة وتُليّن الطّبيعة. وينفع القَىء به من الأدوية القتّالة.

وإذا شُرب منه تِسْعُ أوَاقٍ بماءٍ حارّ أسهلَ البطن. وإذا شُرب القَدْر المذكور حارّاً بعد طبخ السُّدّاب فيه قتَل الدُّود وأخرجه.

والاحتقان به ينفع من القُولَنج.

والعتيق منه أشدّ إسخانا.

والاكتحال به يحدّ البصر.

والمطبوخ منه يقوم مقام العتيق.

وإذا اكتحل بالزّيب المبيضِّ بالطّبخ بالماء أزال البَياض ، أبداً. وبدل الزَّيب فى الأدوية الزُّبْد.

زيد :

الزِّيادة : النُّمُوّ.

وأبو زَيدان : دواء هندىّ ، وهو المستعجِلة أو نوع منها. وهو عروق بيض مُصْمَتة معروفة ، حارّة فى الثّانية يابسة فى الأولى. فيها رُطوبة فضليّة وقوّةٌ شبيهةٌ بقوّة البَهْمَن (٣٠) الأبيض. وأجودها البيضاء الغليظة العُود ، الكثيرة الخطوط ، الخشنة الملمَس.

تُسْهِل الماء الأصفر بالخاصّيّة ، وتلطِّف الأخلاطَ الغليظةَ ، وتُخرجها من

٢٢٥

الأعصاب. تنفع من الأمراض الباردة ، ومن وجع المفاصٍل ، والنِّقْرِس ، ومن السُّموم الباردة. وتحرِّك شهوة الجماع ، وتزيد من المنىّ. إلّا أنّها قد تضرُّ بالأُنْثَيَين.

ويُصْلِحُها العَسَل.

والشّربة منها من مثقال الى درهمين.

وبدلها السُّوْرِنْجان (٣١).

زيل :

المُزايلة : المفارقة. وزايَلَتْه الحُمَّى : فارقته.

والزَّيَل : تباعد ما بين الفَخِذَين. ويقال أنّ أصلها الواو ، وكُتبت هاهنا للّفظ ، وقد مرّت فى" زول".

زين :

الزَّيْن : خلاف الشَّين.

قال الأزهرىّ : سمعتُ صبيّاً من بنى عقيل يقول لآخر : وجهى زَيْنٌ ووجهُك شَيْن. أراد أنّه صبيح الوجه ، وأنّ الاخر قبيحُه. قال : والتّقدير" وجهى ذو زَيْنٍ ووجهُك ذو شَين" فنعَتهما بالمصدر ، كما يُقال : رَجُلٌ عَدْلٌ ، أى : ذو عَدْلٍ. ويقال : زانَه الحُسْن ، يَزِيْنُه زَيْناً.

والزِّينَة : اسمٌ جامعٌ لكلّ شىء يُتَزَيَّن به.

ويوم الزِّينَة : العِيْد.

وفى الحديث : (زَيِّنُوا القُرآن بأصواتِكم) (٣٢).

٢٢٦

وقال ، (عليه‌السلام) ، أيضا : (ليس منّا مَنْ لَمْ يَتَغَنّ بالقرآن) (٣٣). أى : يَلْهَج بتلاوته. ومعناه الحثّ على التّلاوة والترتيل الذى أمرالله ، تعالَى ، بهما فى قوله ، جلّ وعزّ : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (٣٤) وليس ذلك على طريقة النَّغَم والتطريب.

وقيل أنّ الكلام على القَلْب ، فكأنّ الزِّينة للمُرَتِّل لا للقرآن ، هكذا قِيل ، ويَرُدُّه قول ابن عبّاس أنّ رسول الله ، (صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ، قال : (لكلّ شىء حليّةٌ. وحِلْيَة القرآنِ حُسْنُ الصَّوت) (٣٥). والله ، تعالى ، أعلم.

٢٢٧

حواشي حرف الزاي

__________________

(١) النّهاية (٢ / ٢٩٣).

(٢) للرّاعي النميري. ينظر الخصائص (٢ / ٤٣٢). المغني شاهد (٥٧٧). أوضح المسالك (٢ / ٤٠).

(٣) من م.

(٤) لابن أحمر في ديوانه (١٥٨) والمجمل (٣ / ٤١). واللسان (زجل).

(٥) العين (زجل).

(٦) الشيرخشك هو الحليب المطعّم بالفواكه الجافة. لفظ فارسي ، مأخوذ من" شير" بمعني الحليب ، و" خشك" : الفواكه الجافة. وينظر المعجم الذهبي (٣٨٤ ٢٣٩).

(٧) لابن مقبل في ديوانه (١٦٠). والمقاييس (٣ / ٥٠). ونصب (زخاريّ) علي الوصف ل (قرارة) في البيت السابق.

(٨) العين (زرد).

(٩) من م.

(١٠) تنظر مادة (امبرباريس) في حرف الهمزة.

(١١) تنظر حواشي (أسر) في حرف الهمزة من هذا الكتاب.

(١٢) جعله الخيل خاصّا بالدّوابّ. ينظر العين (زفر).

(١٣) أريحا : مدينة في الغور من أرض الأردن.

٢٢٨

كما في معجم البلدان (١/١٦٥).

__________________

(١٤) الزّوفا أو أشنان داود. اليابس منه نبات معمّر طبّيّ لورقه رائحة عطريّة وطعم حرّيف. وهو من الفصيلة الشّفويّة. ينظر ل ع م (٤ / ٢ / ١٥).

(١٥) التّشميت أن تدعو للعاطس بخير وبركة. وينظر النهاية (٢ / ٤٥٠ ٤٩٩). وسنن أبي داود / كتاب الأدب. الباب رقم (٩٠) في العاطس وتشميته.

(١٦) العين (زكن).

(١٧) لقعنب بن أمّ صاحب في اللسان (زكن).

(١٨) النّور (٢١).

(١٩) زبل الطّائر : ذرقه. وهذا هو مراد المؤلّف اينما ذكر هذا اللفظة.

(٢٠) النّهاية (٢ / ٣١٤).

(٢١) ن م (٢ / ٣١٤).

(٢٢) ن م (٢ / ٣١٤).

(٢٣) العين (زهد).

(٢٤) النّهاية (٢ / ٣٢١).

(٢٥) ن م (٢ / ٣٢١).

(٢٦) لابن مقبل في ملحقات ديوانه (٢١). وشعر ابن أحمر (١٠٨).

(٢٧) العين (زور).

(٢٨) فاطر ٤١.

(٢٩) النّهاية (٢ / ٣٢٤).

(٣٠) البهمن الأبيض نبات يستعمل في استخراج الأدوية إلى أيّامنا هذه.

٢٢٩

__________________

(٣١) سورنجان : لفظ فارسيّ لنبات عشبيّ معمّر فيه أنواع تنبت ذاتيّا. وله استطبابات منوّعة. ينظر ل ع م (٤ / ٢ / ٤٩).

(٣٢) النّهاية (٢ / ٣٢٥).

(٣٣) ن م (٢ / ٣٢٥).

(٣٤) المزمّل (٤).

(٣٥) النّهاية (٢ / ٣٢٦).

٢٣٠

حرف السّين

س

٢٣١
٢٣٢

سأت :

السّأَتان : جانبا الحلقوم ، حيث يقع فيهما إصبع الخانق.

سأر :

السّؤر : البقيَّة من كلّ شيء وفي الحديث : (إذا شَرِبْتُم فاسْئِرُوا) (١). أي : أبقوا شيئا. وفي حديث الفضل بن العبّاس : (لا أوْثِرُ بسُؤْرِك أحداً) (٢). أي : لا أتركه لأحد غيرى. وهو يُستعمل في الطّعام والشّراب وغيرهما. فيقال : في هذا سُؤْر شراب ، أي : بقيّةٌ.

والسَّائر : الباقي. وفي المثَل : سائر النّاس هَمَجٌ. قال الأزهريّ في التّهذيب : إنّ أهل اللّغة اتَّفقوا على أنّ معنى سائر في أمثال هذا الموضع : الباقي ، من قولك : أسأَرْتُ سُؤْراً أو سُؤْرَةً : إذا أفضَلْتَها وأبْقَيْتَها.

وأسْأَرَ من دوائه : أبقَى منه بقيّة.

سأم :

السَّأْمَة : الملَل والضَّجَر. والسّامّ ، بغير هَمْز : الموت. وفي الحديث : (لكلّ داءٍ دواءٌ إلّا السّامّ) (٣). يعني الموت.

ساساليوس :

ساسالْيَوس : اسم يونانيّ لنباتٍ ،

* منه ما يُشبه الرّازْيانج ، إلّا أنّه أغلظ منه ، وله بذر كالشِّبْث ، وثمرته قريبة الاستدارة. ومنه ما له ورق يشبه اللَّبلاب ، إلّا أنّه أصغر ، وله بذر أسود كالحنطة.

٢٣٣

* ومنه ما له ثمرة عريضة ،

* ومنه ما يشبه الأُنْجُدان الرّوميّ ، إلّا أنّه أشدّ بياضا ، وله بذر صغير وورق صغير أيضا.

وهي حارّة يابسة في آخر الثّانية ، تُقوِّي المعدة ، وتَذْهَب بالبلغم. ولذلك تنفع من الرَّبْو والسّعال المزمن ، وتسكِّن الأوجاع الباطنة ، وتدرّ البول والطّمث ، وتذهب بالرِّياح. وتنفع من الصَّرَع ومن أمراض العَصَب.

والشّربة منها من درهم إلى مثقال وبدلها الفِطْرانْساليون.(٣)

سبب :

السَّبّابة : الإصبع التي تلي الإبهام.

والسَّبَب ، لغةً : الحَبْل ، وما يُتَوَصَّل به إلى غيره. وعند الحكماء : ما لا بدَّ منه في وجود الشّيء ، سواء كان داخلا في المادّة والصُّورة ، أم خارجا عنها ، وهو الفاعل والغاية. وعند الأطبّاء : كلّ ما كان فاعلا في بدن الإنسان لوجود حالة من الأحوال الثّلاثة ، بواسطة أو بغير واسطة ، سواء كان بدنيّا ، وهو ما كان في داخل البدن ، أو بادِيا ، وهو ما كان واردا على البدن من خارج ، وكلّ واحد منهما إمّا بعيد وإمّا قريب.

والبَدَنيّ البعيد هو الامتلاء الموجِب للعُفونة ، الموجِبة للحُمَّى ، وهذا بواسطة.

والبدنيّ القريب هو العفونة الموجبة للحمّى ، وهذا بغير واسطة.

والبادي البعيد هو كثرة الطّعام الموجِبة للامتلاء الموجِب للمرض ، وهذا بواسطة.

والبادي القريب هو كحَرارة الشّمس الموجِبة للصُّداع ، وهذا بغير واسطة.

٢٣٤

والأسباب الفاعلة هي المسمّاة بالسِّتَّة الضّروريّة ، وهي التي لا يمكن التَّخَلُّص للحَيَوان عنها في حياته ، ولا يمكن التَّخَلِّي عن واحد منها. ومتَى اتَّفَق للإنسان استعمالها على ما ينبغي ، كانت أسبابا للصّحّة ، وإن لم يتّفق له ذلك كانت أسبابا للمرض. فالسّبب الفاعليُّ هو السِّتَّة الضَّرورية. والبادِي : بدن الإنسان ، والصّوري حصول الصّحّة ، والغائيّ حفظها.

وينقسم السّبب إلى ثلاثة أقسام : إمّا سبب عن سبب كالعفونة عن الامتلاء ، وإمّا عن مرض كعُفونة الأخلاط عن حُمَّى يوم ، وإمّا عن عَرَض كالسِّرْسام العارض عن الصّداع الشّديد ، والعارض عن حمّى ذات الجنْب.

والسَّبْسَب : شجر ، وقيل هو العِضَاه.

سبت :

السَّبْت : يوم من الأسبوع ، والرّاحة ، والسّكون ، والرَّجُل الكثير النَّوم.

والسِّبْت : الجِلْد المدبوغ.

والسُّبْت : نباتٌ كالخَطميّ ، ويُفتح ويُكسر.

والمُسْبِت : الذي لا يتحرَّك.

والسُّبات : النّوم أو نَوم خَفيف كالغِشْيَة.

وقال ثعلب : هو ابتداء النَّوم في الرّأس حتّى يبلغ الى القلب.

وقال الزّجّاج : هو انقطاعٌ عن الحركة والرّوحُ في البدن ، وأصلُه من السَّبْت :

الرّاحة والسّكون أو من القَطْع وترك الأعمال.

ويقال سُبات للنَّوم المفرِط الثّقيل. ولا يقال لكلّ مُفرِط. وهيئته أقوَى فيصعب الانتباه منه ، وإن نُبِّه.

٢٣٥

والفَرْق بين السُّبات وبين السَّكْتَة أنّ المسبوت يمكن أن يَفهم ويُنَبَّه وتكون حركاته أسلَسَ من إحساسه ، والمسكوت مُظلّل الحِسّ والحركة.

والفرق بين المسبوت وبين المغشِيّ عليه لضَعْف القلب أنّ نبض المسبوت أقوى وأشبه بنبض الأصحّاء ، ونبض المغشيّ عليه أضعف وأصلب ، والغشي يقع يسيرا يسيرا مع تغيّر اللّون إلى الصّفرة ، وإلى مُشاكلة لون الموتَى ، وبرودة الأطراف ، وأمّا السّبات فلا يتغيّر فيه لون الوجه إلّا إلى ما هو أحسن ، ولا تَنْحَف رُقْعَةُ الوجهِ والأنف ، ولا يتغيّر عن سحنة النُّوّام إلّا بأدنَى تهيُّج وانتفاخ. والفرق بين المسبوت وبين المختنِقة الرَّحم ، أنّ المسبوت يمكن أن يُفهم بالتَّكلّف ، والمختنقة الرّحم تفهم بعُسْر ولا تتكلّم البتّة.

وعلاجه بالجملة دَهْن الرّأس بدُهْن الورد والخَلّ ، واستفراغ المادّة الغالبة واستعمال السُّعوطات والعُطُوسات.

والسُّبات السَّهريّ عِلّة سَرساميّةٌ مركبّة من السّرسام البارد والحارّ ، لأنّ الورَم فيها من الخِلْطَين معا ، أعني من البلغم والصّفراء ، وسببه امتلاء وَلَّدَه النَّهم وإكثار الأكل والشُّرب والسُّكْر. وقد يعتدل الخلطان ، كما قد يغلب أحدُهما فتغلب علامته فإن غلب البلغم سُمِّي سُباتا سَهريّاً ، وإن غَلبت الصّفراء سُمّي سَهرا سُباتيّا. وقد يتّفق في مرضة واحدة أن يكون لكلّ واحد منهما تأثير على الآخر ، فتارة يغلب البلغم فيفعل سُباتا وثقلا وكسلا وتغميضا ومشقّة في الجواب عمّا يُسأل عنه ، ويكون جوابه جواب مُتَمَهِّل مُتفكّر ، وتارة تغلب فيه الصّفراء فتفعل فيه أرَقا وهَذَيانا وتحديقا متّصلا ولا تدعه يستغرق في السّبات ، بل يكون سباته خفيفا.

وعلاجه المشترَك الفَصْد ثم الحقْن ، تزيد في حدّتها ولينها بقدر ما تجد عليه

٢٣٦

المادّة بالعلامات.

والسُّبات : نوم اللّيل والنّهار. والمسبوت : الميت ، والمغشيّ عليه.

ورُطَبٌ مُسَبَّتٌ : عَمَّه الإرطاب.

سبخ :

التَّسْبِيخ : التّخفيف. يقال : اللهمّ سَبِّخ عنّي الحمَّى ، أي : خَفِّفْها عنّي.

والتَّسْبِيخ : التَّسْكين. قال بعض العرب : الحمد لله على تَسْبِيخ عُرَوَاء الحمَّى ، أي : على سكونها من ضَرَبان الألم ، والارتجاف الشّديد.

سبد :

السَّبْد : حَلْقُ الشَّعَر.

والسِّبْد : الزَّبيب.

والسَّبَد : القليل من الشَّعَر ، وطائر ليّن الرِّيش إذا قُطِّر الماءُ على ظهره جرَى من لينه.

والتَّسْبِيد : الاستئصال بمرّة.

والسُّبَد ، في قولهم : (ما له سُبَدٌ ولا لُبَدٌ) (٤) : الشَّعَر.

سبر :

السَّبْر : استخراج كُنْهِ الأمر. وسَبْرُ الجُرْح : قياسُه بالمِسْبار لمعرفة غَوْرِه.

والمِسْبار ، والسِّبار : ما يُسْبَر به الجُرح.

والسَّبْرَة : الغَداة الباردة. أو بين السَّحَر إلى الصّباح ، والجمع : سَبَرات. وفي

٢٣٧

الحديث : (وإسباغ الوضوء في السَّبَرات) (٥).

سبستان :

السِّبِسْتَان : اسم فارسيّ لشجر يعلو نحو القامة وأكثر ، وله ورق مدوَّر كبار ، وثمر مدوَّر أصفر اللّون ، فيه لُزوجة يحلو إذا نضج ويسودّ إذا جفّ ، معتدل في الحرارة والبرودة ، رَطْب في الأولى ، مُلَيِّن للصَّدر ولطبائع المحرورين ، مُخْرِج للحيّات بالإزلاق ، نافع من السُّعال الحارّ ومن حُرْقَة البول ، ويقع كثيرا في الأدوية المُسْهِلة ، وخصوصا في الحُقَن.

سبط :

السِّبْط ، والسَّبَط ، والسَّبِط من الشَّعَر : المنبسِط المسترسل.

وأسْبَط الرَّجل إسباطا : إذا امتدَّ وانبسط من داء أو ضَرْب.

والسَّبَط : نبات الرَّمْل. والسُّباطة : الكُناسة.

سبع :

السَّبُع : الحيوان المفترس ، والجمع أسْبُع وسِباع. والسَّبُعَة : اللَّبُؤَة.

والسُّبْع ، في الحِساب : جُزء من سَبعة أجزاء.

وسَبَعَه الدّاء : إذا أنضاه أو أهلكه.

سبل :

السَّبَل : غشاوة تعرض للعين من انتفاخ عُروقها الظّاهرة في سطح الملتحِمة

٢٣٨

والقَرَنِيَّة ، وانْتِساج شَيء فيما بينهما كالدُّخان.

وسببه امتلاء تلك العروق ، إمّا عن موادّ تسيل إليها من طريق الغشاء الظّاهر وإمّا من طريق الغشاء الباطن لامتلاء الرّأس وضعف العين ، وقد يعرض منه حكّة ودمعة وغشاوة وتأزّمٌ في ضوء الشّمس والسّراج ، وقد يعرض للعين منه صِغَر ونقص جِرْم الحدَقة ، وهو ممّا يُورَث ويَعْدِي. وعلامة الذي من الحجاب الخارِج دُرور العروق الخارجة وحمرة الوجه وضَرَبان الصُّدْغَين. وعلامة الآخر عُطاس وضَرَبانٌ في قَعْر العين ، وعلاجه تنقية البدن بالاستفراغات واجتناب الأدهان والأضمدة عن الرّأس ، والاكتحال بالشّياف الأحمر اللّيّن والأخضر. وإذا قارَنَه جَرَبٌ فقد جُرِّبَ له شِياف السُّمّاق ، وهو يُتَّخَذ منه وحده ، ورُبّما جُعِل معه قليلُ صمغ عربيّ وأنْزَرُوت ، ويُكتحل به ، فإنّه يقطع السَّبَل ويُزيل الجرَب.

هذا في الخفيف. وأمّا القويّ منه فلا يُسْتَغْنَى فيه عن اللَّقْط. وأجود وقته الرّبيع والخريف مع التّنقية التّامّة ، وإلّا نزلت الفضول الى العين.

وقال الرّازي : وهو غشاوة تشاهَد في العين ذات عُروق مُحمَّرة واختُلف فيها ، فقيل إنّها طبيعيّة لكنّها في الصّحّة صغيرة خفيفة عن الحِسّ ، فإذا ظهرتْ وعظمت أضَرَّتْ. وقيل إنّها مَرَضِيّة لأنّها لو كانت طبيعيّة لكان قطعها" وخاصّة إذا تكرّر" ضارّا.

والحقّ أنّها ليست بطبيعيّة مطلقا ، وإلّا لكان تكوُّنها أوّلا ، وكان قطعها ضارّا ، وليست بخارجة عن الطبيعة مطلقا ، وإلّا لم يمكن تكوُّنها. بل هي حادثة ومُضِرَّة وهي ممّا يعدي بسبب استنشاق الهواء المخلّط بما يُتَبَخَّر منه فيحيل الدّماغ ونواحيه الى طبيعته. وممّا يُوَرَّث لأنه لم ينفصل عن عين صاحبه من

٢٣٩

فيكون كثير الفضول.

والعلاج تنقية البدن والرّأس ، وتلطيف الغذاء ، واجتناب ما يُبَخَّر ، وفَصْد عُروق المؤقَين ينفع نفعا ظاهرا.

وهو ثلاثة أنواع :

* أحدها يعرف بالسَّبَل الرَّطْب ، وهو أنْ يكون مع كثرة دَمْع ورطوبة مفرطة في الأجفان ، وذلك لا يتعلّق بالغشاوة.

* والثّاني يتعلّق بالسَّبَل اليابس ، وهو أن تكون العين ناشفة لا تسيل منها الدّمعة ولا يُتبيّن فيها رطوبة ، وتكون كالعين الصحيحة ، غير أنّ الغشاء يكون مُسْبَلاً عليها.

والثّالث المستحكِم الذي هو قد غلظ ومَنَع البَصَر وبيَّض الحدَقة.

ومن حيث موادّه المنصبّة هو نوعان ، لأنّ المادّة التي تسيل إلى العين :

إمّا من طريق الغشاء الظّاهر ،

وإمّا من طريق الغشاء الباطن ، وهو يكثر في الأزمان والبلدان الباردة. وهو سليم وإن أُهْمِل ضَرّ ، وهو ممّا يُعْدِي ويُورَث. وسببه امتلاء الرّأس من الأخلاط الغليظة.

وعلامة النّوع الأوّل غِلَظُ العُروق الخارجة ، وحمرة الوجه ، وضَرَبان في قعر العين لا سيّما عند النَّظر إلى الشّمس أو ضوء السّراج.

وعلاجه فصد القِيفال ، وإصلاح الغذاء ، وشَمّ ما يُقَوِّي الدّماغ كالمسك والعنبر ، والاستفراغ بالحبوب والإيارجات.

والفرق بين السّبل وبين الظُّفْرة أنّ الظُّفْرة تقع ـ غالباً ـ في المؤق الأكبر ، والسّبل عامٌّ ، وأنّ العروق تظهر فيه بخلافها.

٢٤٠