عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

ودرج عباد المذكور ، وعقب أبي الحسن على بن الحسين بن الحسن البصري من ولده الأمير أبي الفضل الحسين بن علي ، ويلقب الراضي وأمه ايضا بنت الصاحب اسماعيل بن عباد.

أعقب أبو الفضل الحسين من تسعة رجال ولهم ذيل طويل ، منهم شرف شاه بن عباد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الفضل الحسين هذا ، يعرف بكلستانه له عقب باصفهان ذو جلالة ورياسة وتقدم ، منهم السيد الجليل شرف الدين حيدر بن محمد بن حيدر بن اسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن شرف شاه المذكور ، رأيته باصفهان وتوفي بها في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة. وله أولاد وعقب ، ومنهم السيد العالم الفاضل المصنف الجليل مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن شرف شاه المذكور ، تولى قضاء إصفهان على عهد السلطان أولجايتو محمد بن أرغون ، وله ابن اسمه يحيى ، وليحيى ابن هو السيد العالم الفاضل مجد الدين عباد ، توفي السيد مجد الدين عباد بن يحيى بعد سنة التسعين وسبعمائة وترك ولدين ، ابنا هو نظام الدين أبو الفتح ، وبنتا إسمها همايون ، أمهما فاطمة بنت محمد بن محمد ، اصفهانية رذلة ، من بيت خامل ، ولا يخلو هذان الولدان من غمز. لا أقول غير هذا.

وأما أبو إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن البصري. فن ولده أبو الحسين محمد الصوفي الواعظ ببخارى. له ولد. وأما أبو جعفر محمد ابن الحسن البصري فأعقب أيضا. وأما عبد الرحمن بن القاسم البطحاني وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب (١) من خمسة رجال الحسن أعقب ببخارى والسند وهمدان ، وجعفر

__________________

(١) قال أبو الحسن العمري في المجدي : ولد عبد الرحمن بن القاسم ابن البطحاني ثمانية رجال وأربع عشرة امرأة. ويقال لولده بنو عبد الرحمن اسماؤهن ميمونة ، وأم الحسن ، وأم علي ، وفاطمة. وأم القاسم. وحمدنة. وأم كلثوم وميمونة ، وأسماء ، ونفيسة ، وصفية ، وفاطمة الصغرى. وزينب. وخديجة.

٨١

أعقب ببغداد وقزوين ومحمد الأكبر ويكنى ابا جعفر أعقب بقزوين وطبرستان والحسين ويكنى ابا عبد الله ويلقب البرسي أعقب بالكوفة ونصيبين والدينور وعلي.

فمن ولد الحسين البرسي أبو الحسن البرسي له أولاد بالموصل ، وحمزة بن الحسين. قال ابن طباطبا : له ولد ببرس من سواد الكوفة ، وعبد الرحمن بن الحسين له ولد بالموصل. ومن ولده محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحسين البرسي. أولد بنصيبين جماعة تفرقوا بالشام. وأقام بعضهم بنصيبين. قال الشيخ ابو الحسن علي بن محمد العمري النسابة : رأيت بآمد سنة ثلاثين وأربعمائة شيخا ستيرا مقبول الشهادة يكتب الشروط. زعم أنه أبو الحسن علي ويعرف بسعادة ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البرسي. فسألته عن صحة ما ادعاه فاخرج لي خطوط الشهود والقضاة بنصيبين وديار بكر وشهادات العلويين وغيرهم وسألت بعض العدول من خطة بها. فقال : صح نسبه. فاثبته في مشجرتي وكتبت له حجة في يده. ونسبا مشجرا بخطي. وكان سعادة هذا يلقب بالقبع مات سنة أربعين وأربعمائة وخلف عدة من الأولاد. ثم إني اجتمعت مع الشريف القاضي أبي السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن عبيد الله بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد وهو اذ ذاك نقيب العلويين بالرملة فسألني عن نسب سعادة فاخبرته أنه ثبت عندي فقال : على هذا كنا ثم فسد نسبه ولم يثبت. وحكى حكايات في بابه

__________________

والرجال ، عيسى. ومحمد الأكبر. ومحمد الأصغر. والحسن. وجعفر. والحسين وعلي. وعبد الله. ثلاثة منهم لم بعقبوا. وأعقب الحسن ببخارى والسند وهمدان وجعفر أعقب ببغداد وقزوين فمن ولد جعفر. عبد الله الأطروش الحسني نزل الجعافرة من بغداد ابن علي بن عبد الله بن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني.

٨٢

وأبطل نسبه (١).

ومن ولد الحسين البرسي بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني ؛ مرجا بن احمد بن محمد بن علي العالم بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسين البرسي المذكور وأخوته الحسن. ومفضل. ومحمد. بنو أحمد بن محمد بن علي العالم فمن بني مرجا بن أحمد بنو نتيشة ؛ وهو محمد بن أبي الحسن محمد بن احمد بن مرجا المذكور وهم جماعة بالمشهد الغروي ، وبنو فضائل بن أحمد بن مرجا المذكور وهم جماعة كثيرة بالغري ايضا ، ومن بني مفضل بن أحمد بنو الحداد بمشهد الكاظم عليه‌السلام ببغداد ؛ وهو أبو طالب محمد الحداد بن مهدي بن القاسم بن مفضل المذكور.

وأما علي (٢) بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني فولد ثلاثة عيسى وعبد الله أعقبا في رواية أبي المنذر النسابة ، والقاسم أعقب (٣) من ولده الداعي الجليل (٤) ابو محمد الحسن بن القاسم المذكور ملك الديلم وكان أحد أئمة الزيدية ؛ وقد قيل : إن الداعي هذا شجري وأنه الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام

__________________

(١) الى هنا آخر كلام أبي الحسن العمري صاحب (المجدي) نقله صاحب الكتاب ملخصا. م ص

(٢) هو المقتول بوارمين في ولاية عبد الله بن عزيز أيام المهتدي ومشهده بوارمين ظاهر (عن هامش النسخة المخطوطة).

(٣) والحسين بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم مات في حبس ابن طاهر في نيسابور سنة ٢٣٠ هـ. وقبره ببلاجرد ، ذكر ذلك أبو نصر سهل بن عبيد الله البخاري (عن هامش النسخة المخطوطة).

(٤) كانت وفاة الداعي الصغير الحسن بن القاسم سنة ٣١٦ (عن هامش الأصل) م ص.

٨٣

وعليه أبو نصر البخاري ، والناصر الكبير الطبرستاني ، والأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري ؛ وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول إن العجم أخبر بحاله والله اعلم. وكان له أخ يلقب ثروان «عثروان خ ل» كان أبوه القاسم ينفيه. ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستاني :

وأعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال منهم أبو عبد الله محمد ولي نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمي وحسنت سيرته ، وكان قد ورد من بلده الى معز الدولة وهو إذ ذاك بالأهواز قبل دخوله بغداد. وقصد لتعلم العلم والفقه والكلام فبلغ من ذلك طرفا ، وبايعه بعد دهر قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه وقيده زمانا طويلا وقبض على اولئك الديلم ومن كان دخل في البيعة فنفاهم وشردهم ، ثم أنفذ ابا عبد الله الى فارس إلى اخيه عماد الدولة علي بن بويه الى أبي طالب النوبندجاني (١) فحبسه في قلعة أكوسان مدة سنة وشهرين ؛ وجعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه فشفع فيه ابراهيم بن كاسك الديلمي فأطلق على أن يلبس القبا والدشتي يخرج به ابراهيم الى كرمان ففعل وخرج الى كرمان ، وكان مع ابراهيم الى أن أسره أمير كرمان ابو علي بن الياس فأفلت أبو عبد الله من الحرب ومضى الى منوجان الى مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه وأنفذه الى عمان فأقام بها وبايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض عليه ونفاه الى البصرة ، فقام بها مختفيا في ايام أبي يوسف الزيدي وبايعه من كان هناك من الجبل والديلم فبلغ ذلك الزيدي فطلبه وأخذه وأقطعه بخمسة آلاف درهم ضياعا وأسكنه داره ، وأقام بالبصرة سنين. ثم استأذن للحج وخرج الى الأهواز ومنها الى بغداد ومنها الى الحج. وعاد فأقام بغداد ولزم أبا الحسن الكرخي وتفقه عليه وبلغ في الفقه مبلغا عظيما. ودرس الكلام قبل

__________________

(١) في نسخة مخطوطة (البويندخاني) بدل النوبندجاني م ص.

٨٤

ذلك وبعده على ابي عبد الله الحسين بن علي البصري ، والفقه ايضا فبرع فيهما حتى أصاب منزلة يصلح أن يعلم ويفقه ويدرس. وكان يستفتى دائما ببغداد في الحوادث فيجيب بخطه أحسن جواب بأجود عبارة إلا أنه اذا تكلم بانت العجمة في كلامه للمنشأ والتربية بطبرستان.

ولما كانت سنة ثماني واربعين وثلثماية راسه معز الدولة في الدخول عليه فأبي ذلك واعتذر بانقطاعه الى العلم. فلم يرض ذلك منه وألح عليه فاشترط أن يدخل عليه بطيلسان فاذن له فلبس الطيلسان فدخل عليه فأكرمه وطرح له مخدة وسأله أن يتقلد النقابة على أهله فأبى ، فما فارقه إلى ان أجاب وخرج من حضرته متقلدا لها فما توفرت على الطالبيين أموالهم وأرزاقهم وبساتينهم كما توفرت عليهم أيام نقابته. وعلت حاله عند معز الدولة حتى أنه باكره يوما وهو نائم فقال له الحجاب : الأمير نائم فاجلس في زبيرتك حتى ينتبه وتدخل عليه. وانتبه الامير ولبس ثيابه واراد الركوب في الماء فوجد أبا عبد الله فقال : من أي وقت انت هاهنا؟ فأعلمه فشتم الحجاب وجرت عليهم منه المكاره وأمر أن لا يحجب عنه أي وقت جاء وعلى أي حال كان ؛ فكان بعد ذلك يجيء والأمير نائم فلا يجرؤ أحد أن يحجبه فيدخل حتى يبلغ موضع منامه ، فاذا عرف ذلك رجع فجلس بعيدا حتى ينتبه فيكون أول داخل.

ومرض معز الدولة فاستدعى ابا عبد الله بن الداعي وسأله أن يقرأ عليه فجاء ومعه جماعة من الطالبيين فقرأوا عليه وأبو عبد الله من بينهم يقرأ ويمسح يده على وجهه ، فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة يده التي كان يمرها على وجهه وهي اليمنى فقبلها استشفاء بها ، وكان معز الدولة قد أقطعه أقطاعا من السواد بخمسة آلاف درهم في كل سنة ، وكان يتأول في أخذه أنه يحقهم من بيت المال.

وكان أبو عبد الله شبيه الخلقة بأمير المؤمنين عليه‌السلام ، كان أسمر رقيق اللون كبير العينين اكحلهما جعد اللحية وافرها واسع الجبهة ربعة من الرجال ، كثير

٨٥

التبسم في جبهته غضون ، غليظ الحاجبين ، أصلع لطيف الأطراف ، أسيل الخدين ، حسن الوجه. قال التنوحي : وأظنني سمعت منه أن مولده سنة أربع وثلاثمائة. وكانت الكتب من بلاد الديلم تأتيه دائما يستنهضونه في اللحاق ليبايعوه ويعطوه ويطيعوه فيخاف أن يستأذن معز الدولة فلا يأذن له أو يعلم غرضه فيحبسه ، فلما خرج معز الدولة لقتال ناصر الدولة بن حمدان واستخلف ببغداد ابنه عز الدولة باختيار. ركب أبو عبد الله يوما الى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف بين قوم من الطالبيين خطابا ظاهرا استقصارا لفعله. فامتعض من ذلك وأزرى على المخاطب له وخرج مغضبا. وقد تحرك بذلك على ما كان يعمل الحيلة فيه من الخروج وعاد الى منزله ورتب قوما بدواب خارج بغداد من الجانب الشرقي وكان ينزل في باب الشعير على شاطئ دجلة من الجانب الغربي. وأظهر أنه متشك «متنسك خ ل» وحجب الناس عنه. فلما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة ٣٥٣ هـ. خرج متخفيا. واستصحب ابنه الأكبر وخلف عياله ومن بقي من ولده وزوجته وكلما تحويه داره وتشتمل عليه نعمته ، وعليه جبة صوف بيضاء وفي صدره مصحف منشور قد علقه وسيف قد علق حمائله في عنقه حتى لحق بهوسم من بلاد الديلم ، وهذا زي الطالبيين إذا ظهروا دعاة الى الله تعالى. وأطاعته الديلم وبايعوه بالامامة واقام فيهم يدعو الى سبيل ربه ، ويقيم الحدود بنفسه ، ويتقشف التقشف التام لا يأكل إلا خبز الأرز والسمك وما يجري مجراهما بعد أن خرج الى هذا من العيش الرغيد والنعمة العظيمة.

ويلقب بالمهدي لدين الله القائم بحق الله ، وكان قد عمل على تجهيز العساكر الى طرسوس من ذلك الطريق ليستخلصها من الروم ، وأجابته الديلم على ذلك فعاجله بالافساد رجل من العلويين يقال له ميركا بن أبي الفضل الثاير ، وكان طمع في الأمر فاسر أبا عبد الله وحبسه في قلعة فغضبت الديلم وأغتضب من ذلك حتى الحنبلية من الديلم. وهم فرقة عظيمة نحو من خمسين ألفا يعرفون بأصحاب أبي

٨٦

جعفر الثومي الحنبلي ، فانهم امتعضوا لأبي عبد الله لما شاهدوا من فضله وإن كانوا لا يرون رأيه ، وسارت الجيوش لقتال ميركا فلما رأى أنه لا قبل له بهم أنزل أبا عبد الله من القلعة واعتذر اليه ولم يعرف سبب ذلك ، وسأله أن يصاهره ويهاديه فأجابه أبو عبد الله الى ذلك فزوجه ميركا بأخته وأطلقه فعاد الى هوسم ورجع أمره إلى ما كان عليه وأقام بهوسم شهورا ثم اعتل ومات ، ويقال : إن ميركا أنفذ الى أخته سما فسقته إياه وكانت وفاته سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

وكان لأبي عبد الله من الولد أبو الحسن علي وأبو الحسين أحمد ، مات قبل ابيه ، وخلف ابنا صغيرا. وأم أولاده سيدة بنت علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وكان علي بن العباس هذا قاضيا بطبرستان زمن الداعي الصغير وله تصانيف كثيرة في الفقه.

وأما أبو جعفر محمد الأكبر بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني فأعقب بقزوين وطبرستان ؛ ومن ولده (١) محمد دراز كيسو بن حمزة بن محمد المذكور له عقب منتشر كثيرهم بآمل ، وأما جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم فأعقب ببغداد وقزوين ، من ولده أبو محمد عبد الله ، وأبو منصور محمد ابنا علي بن عبد الله الأطروش بن عبد الله بن جعفر المذكور ، قال ابن طباطبا : لهما بقية ببغداد. وأما الحسن بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني فولده ببخارى والسند والمولتان ، أعقب من محمد وعلي والحسين ـ آخر ولد القاسم بن البطحاني ، وهو آخر ولد محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.

__________________

(١) من قوله : ومن ولده ، الى قوله : بآمل. لم يوجد في بعض النسخ المخطوطة. م ص.

٨٧

وأما عبد الرحمن الشجري فأعقب من خمسة (١) رجال ـ ونسبته الى الشجرة قريبة من المدينة ويكنى أبا جعفر وأمه أم ولد ـ أحدهم الحسن وأمه أم ولد ، وكان عقبه بما وراء النهر ؛ والحسين السيد بالمدينة وأمه حسينية ؛ وله عقب ولم يكثر. ومحمد الشريف بالمدينة أمه سكينة بنت عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وعلي السيد المتوجه بالمدينة وأمه أم الحسن (٢) بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وجعفر كان شريفا سيدا بالمدينة وأمه أم ولده ؛ ولم يعده شيخ الشرف العبيدلي من المعقبين ولا ذكر الشيخ أبو الحسن العمري له عقبا ؛ وكذا أبو عبد الله بن طباطبا ؛ أما محمد الشريف بن عبد الرحمن الشجري فأعقب من حمزة في قول الشيخ العمري ؛ ولم يعده شيخ الشرف العبيدلي ، ولا الشريف ابن طباطبا في المعقبين ، ونص بعضهم على أنه لم يعقب ؛ وعبيد الله وله عدد ، والحسن والحسين. هذا ما قاله السيد أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني ، ثم قال : وقيل : وعبد الرحمن واحمد (٣) وقيل : وجعفر. هذا كلامه.

أما عبيد الله بن محمد بن الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة فأولد وأكثر وعقبه من أحمد ، والحسن ومحمد الاعلم ، أما أحمد بن عبيد الله ، فولده جماعة لهم أعقاب منهم اسماعيل بن أحمد له أعقاب بآمل منهم. أبو جعفر النقيب الناسب كان بآمل ، وعلي الزاهد أخوه ، والحسين أخوهما ؛ ولا بقية لهم ، وأبو عبد الله محمد بن اسماعيل له بقية. والحسن بن اسماعيل له ولد ، وعلي بن اسماعيل

__________________

(١) وله اربع بنات وهن أم القاسم خرجت الى عباسي ؛ وأم الحسين وأم الحسن ، وزينب خرجت الى القاسم بن البطحاني (قاله العمري في المجدي).

(٢) وهي أم أختيه زينب وأم القاسم (قال في المجدي).

(٣) قال العمري وأحمد له عقب قليل ، وقد جعل من أولاد محمد الشريف المذكور عيسى ومحمد وقال : لم يذكر لهما عقب. م ص

٨٨

يقال لأبنه زيد الأعرج. وفيه شك نسأل عنه إن شاء الله تعالى ، كذا قال ابن طباطبا. وجعفر بن احمد بن عبيد الله ، له أولاد أعقب منهم أحمد ، وأبو القاسم علي ، ومحمد ؛ ويحيى ، أما أحمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فبقية ولده في أبي الحسن علي بن ابي طالب بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن جعفر المذكور قال ابن طباطبا وهو كثير الفضائل والعلوم له قدم ثابت في كل علم ، حفظ وتصرف وله معرفة جيدة بالنسب. كان نقيبا بطبرستان وآمل حرسه الله تعالى وكثر في العشيرة أمثاله وله أولاد ؛ وأخوه محمد له ولد ؛ هذا كلامه.

وأما أبو القاسم علي بن جعفر بن أحمد فأعقب من أبي طالب محمد ولده بجيلان ، وأما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله ، فولده زيد إمام المسجد بطبرستان ، وأما يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فله ولد ، وحمزة بن احمد بن عبيد الله بن محمد بن الشجري ، من ولده أبو الحسن محمد الرازي الملقب بشهدانق ، له عقب بقزوين والري ، وزيد بن أحمد بن عبيد الله ولده بهوسم ، وهو محمد بن زيد له عقب ، والحسين وأحمد وأبو علي عبيد الله وقيل عبد الله بن أحمد بن عبيد الله ولده ببخارى منهم أبو القاسم محمد بن عبيد الله ومهدي وعلي وزيد لهم أولاد وأعقاب ببخارى ، وأما محمد الأعلم بن عبيد الله ابن الشجري فأعقب من يحيى ، والحسين ، وصالح ، أما يحيى فمن ولده اسماعيل بن أبي علي الحسن كوجك بن يحيى ، له عدة أولاد لهم أعقاب ، ومنهم الحسن الملقب زرّين كمر ، وأبو محمد القاسم الملقب مانكديم إبنا علي بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم لها عقب ومنهم الحسين بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم ، له عقب ، وزيد بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم ، له عقب. وزيد بن محمد بن يحيى بن محمد الأعلم ، له ولد ، وأما الحسين بن محمد الأعلم فمن ولده محمد بن الحسين بن محمد الاعلم ؛ قال ابن طباطبا : رأيته ببغداد يتفقه على مذهب

٨٩

أبي حنيفة في مجلس أبي الحسين القدوري. وله اخوة ؛ وأما صالح بن محمد الأعلم فمن ولده أبو القاسم زيد بن أبي طالب الحسن بن زيد بن صالح ، يلقب المسدد بالله بويع له بالديلم وله ولد بقزوين.

وأما الحسن بن عبيد الله بن محمد الشجري فعقبه من أبي جعفر محمد وحده وأعقب أبو جعفر محمد من ثلاثة الحسن والقاسم واسماعيل ـ انقضى ولد عبيد الله بن محمد بن الشجري ـ وأما الحسن بن محمد بن الشجري (١) ويلقب شعر أنف فولده أبو القاسم محمد ، وأبو محمد جعفر ؛ ولده بالنوبة ، وأبو الحسن محمد ولده ببخارى ، وله أولاد غير هؤلاء قال البخاري : وغيره ؛ منهم بالنوبة ، وخراسان وغير ذلك. فمن ولده أبو هاشم المجدور وفيه خير وصلاح ، وأبو طالب حمزة إبنا علي بن يحيى صاحب الزواريق بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد بن الشجري ، لكل منهما ولد ؛ واكثرهم بالري وطبرستان ومنهم حمزة بن محمد بن صاحب الزواريق يحيى بن هارون. له بقية كانت بالكوفة ومنهم أبو محمد جعفر بن الحسن بن محمد بن الشجري ؛ ولده بالنوبة ؛ ومنهم أبو جعفر عبد الرحمن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد ، له أولاد ببخارى وغيرها ، وله غير هؤلاء ايضا.

وأما الحسين بن محمد الشجري فعقبه في يحيى وابي محمد علي ، وأبي الحسن محمد ، وعبد الله ؛ وابراهيم ؛ وجعفر ، وأبي الغيث محمد. مات في الحبس بسرّ

__________________

(١) قال العمري في (المجدي). الحسن يلقب شعر أنف له قدر ، من ولده أبو عبد الله محمد الملقب زغينة ، أولد بالبصرة الحسين المعروف بابن مرة بن محمد بن الحسن شعر أنف بن محمد بن عبد الرحمن الشجري ، ومن ولد شعر أنف قوم بالصغد والهند وبخارى والنوبة وخراسان ومصر والملتان والعراق ومنهم المثقوب وهو يحيى بن هارون بن محمد بن شعر أنف ، هذه رواية أبي منذر والكوفيين. م ص.

٩٠

من رأى ؛ منهم أحمد بن علي بن الحسين بن أبي الغيث محمد ؛ له ولد ببخارى يعرفون ببني كاسكين ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجري أبو نقشة سعد الله بن مفضل بن محسن المناخلي بن زيد بن محمد المورزر بن زيد الملقب كشكه بن يحيى بن الحسين المذكور ؛ له عقب يقال لهم : «بنو أبي نقشة». وأخوه الحسين المناخلي بن مفضل المذكور ؛ من ولده «بنو شكر» بالمشهد الغروي. وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمد بن سعد الله المذكور ؛ يقال لولده بنو الود آخر ولد محمد الشجري ـ.

وأما علي السيد بن عبد الرحمن الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب من جماعة انتشر عقبة من ثلاثة. وهم ابراهيم العطار ، والحسن ، وزيد أما ابراهيم العطار فعقبه بطبرستان منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم ختن الحسين بن زيد الداعي الكبير ، وكان قد استولى على الأمر بعده بطبرستان حتى زحف اليه محمد بن زيد فقتله وملكها ؛ ومن ولده علي بن العباس بن ابراهيم قاضي طبرستان له أولاد ولأخويه عقب منتشر ، وهما أبو القاسم الحسين وأبو علي محمد.

وأما الحسن بن علي السيد بن عبد الرحمن الشجري فأعقب بالري والكوفة وغيرها واليه نسب الداعي الصغير من قال إنه شجري ؛ ومنهم الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني قال : هو أبو محمد الحسن (١) بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري وأعقب من أبي عبد الله محمد النقيب الخليفة بالديلم ؛ وأبي الفضل يحيى ، كان عظيم القدر والمحل بآمل وطبرستان. وابراهيم أعقب أبو عبد الله النقيب الخليفة من ولده أحمد ، وأعقب أحمد اسماعيل وكان لاسماعيل ابنا ناقصا (٢) ببغداد ، وولده علي كان بمصر في جملة الديلم ، وأعقب

__________________

(١) وكان الحسن هذا يلقب نزوان ، وكان أبوه القاسم بن الحسن ينكره ذكر ذلك أبو الحسن بن الناصر الكبير (عن هامش النسخة المخطوطة).

(٢) كذا في ثلاث نسخ مخطوطة والصحيح (ابن ناقص) م ص

٩١

أبو الفضل يحيى بن الداعي الصغير أبا محمد الحسن له ولد ، وابا عبد الله محمدا وأبا الحسن عليا ، وأبا زيد صالحا ، له أبو حرب محمد ، ومهدي والحسين وعلي ، وأعقب ابراهيم بن الداعي الصغير ، ابا طالب حمزة له أولاد لهم عقب وأبا حرب مهديا له بنت.

وأما زيد بن علي السيد بن الشجري فله أعقاب فيهم عدد وانتشار ، فمن ولده أبو الحسن علي المعروف بابن المقعدة بن زيد المذكور ، أعقب من ثمانية رجال وعقبه كثير ، وأما جعفر بن الشجري فأعقب رجلين هما أبو جعفر محمد كان سيدا بالمدينة ، وأحمد الرئيس الأصغر ، فمن ولد أبي جعفر محمد كركورة وهو احمد بن محمد المذكور له عقب يقال لهم «بنو كركورة» أكثرهم بالري ونواحيها ، ومنهم عبد الله بن محمد ، من ولده أبو عبد الله مهدي بن الحسن بن محمد بن زيد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد المذكور ، له ولد بطبرستان ، ومنهم الحسين «الحسن خ ل» بن محمد كان بسمرقند وأعقب ، ومنهم الملطوم «المظلوم خ ل» صاحب الشامة ، وهو جعفر بن محمد بن الحسن بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر بن الشجري. منهم ، قوم بصنعاء اليمن شهد لهم بنو الناصر أحمد بن يحيى الهادي بنسبهم ـ آخر ولد جعفر بن الشجري ، وهم آخر ولد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.

وأما اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، ويكنى أبا محمد ، ويلقب بحالب الحجارة بالحاء المهملة (١) وهو أصغر أولاد الحسن بن زيد بن الحسن العقبين ، وأمه أم ولد ، اعقب من رجلين محمد ، وعلى النازوكي أما محمد بن اسماعيل فعقبه يرجع الى ولده الداعي محمد بن زيد بن محمد المذكور وبقية في المهدي الحسن بن زيد بن محمد الداعي ، وكان الداعي محمد بن زيد وأخوه الحسن قد ملكا طبرستان ، ملكها أولاد الحسن ، ولقب بالداعي الكبير

__________________

(١) وقد روى بالجيم. م ص

٩٢

والداعي الأول ؛ وأمه بنت عبد الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وكان ظهوره بطبرستان سنة خمسين ومائتين وتوفي سنة سبعين ومائتين ، ولم يعقب ، واستولى على الأمر بعده ختنه على أخته أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وكان أخ الداعي محمد بن زيد بجرجان ، فلما وصل اليه الخبر زحف الى أبي الحسين من جرجان سنة إحدى وسبعين ومائتين فقتله ؛ وملك طبرستان وأقام بها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر ، واستولى على تلك الديار حتى خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم حاربه محمد بن هارون السرخسي صاحب اسماعيل بن احمد الساماني فقتله (١) وحمل رأسه وابنه زيد بن محمد الى بخارى ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق عليه‌السلام وكان أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني الكاتب المصنف المعتزلي يكتب له ويتولى أمره.

وأما علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد ويعرف بالنازوكي فله عقب كثير منهم بنو طير خوار وهو أبو العباس الحسن بن علي بن أحمد الأفقه بن علي النازوكي ، ومنهم محمد المعروف (٢) بابن علية النازوكي ؛ من ولده علي بن الحسين أميركا القمي الملقب بشكنبة بن علي بن محمد المذكور ، له عقب بالشام وطرابلس ودمشق ، وأما علي السديد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وأمه أم ولد وعقبه من ابنه عبد الله علي. أمه ام ولد ، قال ابو نصر سهل بن داود البخاري : يقال إن عبد الله بن علي استلحقه الحسن بن

__________________

(١) وكانت شهادة محمد بن زيد الداعي سنة ٢٨٧ هـ. (عن هامش الاصل).

(٢) قال البيهقي : وأبو شجاع من أولاد محمد بن علية بن علي ورد من الري الى بيهق في شهور سنة ٤٨٨ هـ. وله أعقاب كثيرة ببيهق والله أعلم. (عن هامش المخطوطة).

٩٣

زيد وهو جده بعد موت ابنه علي بالقيافة ، ذلك أن أباه عليا هلك في حياة أبيه الحسن بن زيد ، وأم عبد الله جارية بيعت ولم يعلم أنها حامل ، فلما توفي علي بن الحسن بن زيد ردها المشتري الى أبيه الحسن بن زيد فولدت عبد الله فشك فيه فدعا بالقافة فألحقوه به ، واسم الجارية هيفاء. فولد عبد الله بن علي السديد عبد العظيم السيد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالري وقبره يزار ، وأولد عبد العظيم محمد بن عبد العظيم كان زاهدا كبيرا وانقرض محمد بن عبد العظيم ولا عقب له.

وأما أحمد بن عبد الله بن السديد فقال العمري الكبير النسابة : أعقب. وقال أبو اليقظان : ما أعقب. وقال شيخنا أبو الحسن العمري : والذي عليه العمل أنه أعقب من ولده السبيعي. وهو أبو محمد القاسم بن الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي السديد ، نسب الى محلة بالكوفة يقال لها السبيعية ، وله عقب بها يقال لهم : «السبيعيون». وكان القاسم السبيعي من أعيان العلويين ، ومن ولده يحيى بمصر ولي قضاء بعض تلك البلاد ، ومن ولد القاسم بن أحمد بن عبد الله ، الحسن بن علي بن القاسم بن احمد قال أبو نصر البخاري : له عقب بالحجاز. ومن ولده أحمد بن عبد الله دردار بن احمد وولده محمد الأبهري ، له عقب كثير بأبهر وغيرها لهم جلالة ورياسة ، ومن ولد أحمد بن عبد الله ، محمد بن احمد وله بأبهر ولد ، وهو أبو علي عبد الله شاطورة له اعقاب كثيرة بأبهر وزنجان وطبرستان وهمدان ، وعقبه من ابنه أبي عبد الله محمد ، والمنتسبون اليه من رؤساء أبهر وغيرها ينتسبون الى محمد بن عبد الله الدردار والأصح المعتمد أنهم من ولد شاطورة ، منهم السيد رضي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن عرب شاه ، وهو حمزة بن أحمد بن عبد الله دردار ، وقوم يقولون هو ابن محمد بن عيسى بن محمد عبد الله شاطورة ، وقد

٩٤

نسبهم بعض الناس ـ أعنى روساء أبهر ـ الى محمد بن زيد بن عبد الله الأصغر بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ولا يصح نسبهم هناك.

وكان رضي الدين المذكور نقيب أبهر وله فضل : وابنه ناصر الدين مطهر بن رضي الدين محمد المذكور تولى نقابة المشهدين والحلة والكوفة أشهرا ، والحسن بن عبد الله بن علي السديد. قال الشيخ ابو الحسن العمري : عقبه في «صح». وقال أبو عبد الله بن طباطبا : والحسن بن عبد الله يعرف المهفهف ولى أموال فدك للمعتضد وانقرض ولا بقية له ، وبالري وما والاها قوم ينتسبون اليه وهو غلط عظيم منهم في أنسابهم قال : وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى في غير هذا الموضع وأخرج أنسابهم على صحتها. هذا كلامه ، ومحمد بن عبد الله بن علي السديد ، قال أبو الحسن العمري : يقال له المهفهف ولا يعرف له بقية. قال ابن طباطبا : وقال قوم وولده بأبهر وزنجان. وأما اسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وهو الكوكي فيما قال ابو نصر البخاري وغيره ، لبياض كان على عينيه. ويكنى ابا الحسن وامه ام ولد بخارية ، لم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا. وقال ابو نصر البخاري : ولد حسنا وحسينا وهارونا. وذكر له الشيخ أبو الحسن العمري : اسماعيل واخاله هارون قال : وولد هارون ابنا قتله ابن الليث الصفار أمه قمية. هذا كلام أبي الحسن العمري ، وقال ابن طباطبا : ولد هارون والحسن ، أما هارون فله جعفر ولجعفر أولاد ثلاثة لهم عقب في كتب النسب وهم محمد ولده بآمل وطبرستان ، وأحمد له ولد اسمه محمد وهو الخطيب ولده يعرفون بالخطيبيين ، والحسن له ولد هو أحمد ، له عقب ، هذا كلامه. وقال أبو نصر البخاري. ولد الحسن بن اسحاق بن الحسن بالمغرب ابنا وامرأتين وقتل الحسن بن اسحاق ، وولد هارون بن اسحاق ، جعفر بن هارون بن اسحاق ، ومحمد بن جعفر بن هارون بن اسحاق ، هو الذي قتله رافع بن الليث بآمل ومشهده ظاهر يتبرك به وبزيارته. ثم قال : لا يخرج ولده جملة

٩٥

من النساب ويقولون اسحاق ليس له ولد. قال الناصر الكبير : ما أقول في ولد اسحاق خيرا ولا شرا.

وأما زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا طاهر فلم يذكر له شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلى عقبا وقال ابن طباطبا : ولده طاهر ولطاهر محمد ، وهما في «صح» قال أبو الحسن العمري : ولد زيد طاهرا ، أمه أسماء بنت ابراهيم المخزومية ، وعليا أمه أم ولد فولد طاهر بن زيد بن الحسن عليا ومحمدا ، فولد محمد بن طاهر حسنا بصنعاء اليمن أمه منها وله بها ولد. هذا كلامه ، ووافقه على ذلك السيد أبو الغنائم الزيدي النسابة. وقال أبو نصر البخاري : يقال انه ـ يعني طاهر بن زيد ـ أعقب من محمد بن طاهر وهو من أم ولد بالحجاز. ومنهم خلق كثير بالبصرة. ثم قال بعد ذلك : لا يصح لطاهر بن زيد ولد ذكر ؛ قال : وذكر أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي وهو أحد علماء العلوية بالنسب : أنه سمع طاهر بن زيد عند موته يقول : لا عقب لي. والمنتمون الى طاهر يقولون نحن بنو طاهر بن الحسن بن محمد بن طاهر بن زيد والله بحالهم أعلم.

وأما عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا ؛ وأمه أم ولد تدعى خريدة ؛ ولم يذكر شيخ الشرف العبيدلي له ولدا ، قال شيخنا العمري : ولد عبد الله خمسة عليا ؛ والحسن ؛ ومحمدا وزيدا ، واسحاق. وقال : إن زيدا ولد وكذا اسحاق قالوا وقد أولد الحسن ، هذا كلامه. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان زيد بن عبد الله أشجع أهل زمانه وكان مع أبي السرايا الخارج بالكوفة فهرب الى الأهواز فأخذه النار عيسى فضرب عنقه صبرا ، ولم يذكر البخاري من ولد عبد الله غيره ، وقال فولد زيد بن عبد الله محمدا وعليا ، وحسنا ، وعبد الله ، أمهم علوية ، وولد العمري يعني النسابة الكبير ولا غيره أولاد محمد بن زيد بن عبد الله

٩٦

(١) ولم يثبتوا له نسبا. وقال ايضا : فأما أبو زيد عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فما أعرف حاله ولا أشهد بصحة نسبه ـ يعني محمد بن زيد بن عبد الله ـ والله أعلم بحاله.

وأما ابراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكني أبا اسحاق وأمه أم ولد ، فلم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا غير القاسم بن محمد بن داود بن محمد بن الحسن بن ابراهيم المذكور ، وقال أبو عبد الله بن طباطبا إن ابراهيم بن الحسن بن زيد عقبه من ابراهيم بن ابراهيم. ولإبراهيم بن ابراهيم الحسن ومحمد ، أما الحسن فولد محمدا بنصيبين ، ولمحمد ابن إسمه طاهر ، ولطاهر داود ولداود محمد ، وأحمد لهما عقب ، وأما محمد بن ابراهيم فولده الحسن وعلي إبنا محمد بن ابراهيم ولكل منهما عقب ، وقال أبو الحسن العمري : ولد محمد بن ابراهيم بنصيبين. ومن ولد محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد ، محمد بن الحسن بن محمد المذكور ، مات في الحبس بمكة ، وقال أبو نصر البخاري : ولد ابراهيم بن ابراهيم محمدا والحسن. أما محمد فولد حسنا ، وعبد الله ، وأحمد ، أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ثم قال : فأولاد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بخراسان. ثم قال العمري في كتابه : لا يصح لعبد الله بن محمد بن ابراهيم عقب ولا نسب والله اعلم. آخر ولد ابراهيم بن الحسن بن زيد. وهم آخر ولد الحسن بن زيد. وهم

__________________

(١) كذا في الأصل ، والظاهر ان العبارة : (ولم يذكر العمري النسابة ولا غيره أولاد محمد ، الخ) (كذا عن هامش نسخة مخطوطة) وفي نسخة مخطوطة أخرى صحيحة ذكر بعد قوله علوية (وولد محمد بن زيد بن عبد الله حسنا وعليا وعبد الله أمهم مخزمية وهم بالحجاز) ثم قال بعد ذلك لم يخرج العمري يعني النسابة الكبير ولا غيره الخ. م ص

٩٧

آخر ولد زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام (١).

المقصد الثاني

في عقب أبي محمد الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا محمد وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان ، وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يبق في المدينة قبسي إلا دخل تحتها. ثم قال : أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا : لا ، فلما رأى الحسن عليه‌السلام ذلك سلم اليه ابنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت له : يا أبه اين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي رحمه‌الله وابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! فقال : إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا ، فلما صاروا في نخل المدينة إذا بالحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها الى المدينة ؛ وكان قد خطب الى عمه الحسين عليه‌السلام إحدى بناته فأبرز اليه فاطمة وسكينة وقال : يا ابن أخي اختر أيهما شئت فاستحى الحسن وسكت

__________________

(١) وأما عمرو القاسم وعبد الله بن الحسن بن علي عليه‌السلام فانهم قتلوا بين يدي عمهم الحسين بالطف. وعبد الرحمن بن الحسن خرج مع عمه الحسين عليه‌السلام الى الحج فتوفي بالأبواء وهو محرم. وطلحة بن الحسن كان جوادا كريما. (عن هامش الأصل).

٩٨

فقال الحسين : قد زوجتك فاطمة (١) فانها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقال البخاري : بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين عليه‌السلام وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام ثم سلمها له. فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها فأبي عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال : يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه. فقال الحسن ، والله لا أغير ما شرط علي فيها ولا أدخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده. فقال الحجاج. إذن أدخله معك. فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره الى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى بن أم الحكم وهي بنت مروان وابوه ثقفي فقال له : سأستأذن لك عليك وأرفدك عنده. وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لم رجعت وقد خرجت آنفا؟ فقال : لأمر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين. قال : وما هو؟ قال : هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى. فأمر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال. لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة. فغضب الحسن من هذا

__________________

(١) وكانت فاطمة تزوجت بعد الحسن المثنى عبد الله بن عمر بن عمرو ابن عفان الأموى وهو الشاعر المشهور الذي يقال له العرجي ، فولدت له اولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن ، ويقال له الديباج والقاسم ورقية بنو عبد الله بن عمر ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبين) م ص.

٩٩

الكلام وقال له : بئس الرفد رفدت ؛ ليس كما زعمت ، ولكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع الينا الشيب ، فقال له عبد الملك ما الذي جاء بك يا أبا محمد؟ فذكر له حكاية عمه عمر وأن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده. فكتب عبد الملك الى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لم يدخله علي ، وكتب في آخر الكتاب :

إنا اذا مالت دواعي الهوى

وأنصت السامع للقائل

واضطرب القوم بأحلامهم

نقضي بحكم فاصل عادل

لا نجعل الباطل حقا ولا

نلفظ دون الحق بالباطل

نخاف أن تسفه أحلامنا

فنخمل الدهر مع الخامل

وختم الكتاب وسلمه اليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما ؛ فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى بن أم الحكم فقال له الحسن : بئس والله الرفد رفدت ما زدت على أن أغريته بي فقال له يحيى : والله ما عدوتك نصيحة ولا يزال يهابك بعدها ابدا ، ولو لا هيبتك ما قضى لك حاجة.

وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين عليه‌السلام وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري : دعوه لي فان وهبه الأمير عبيد الله بن زياد «لع» لي وإلا رأى رأيه فيه. فتركوه له فحمله الى الكوفه ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد. فقال : دعوا لأبي حسان ابن اخته. وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة. وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا اليه وبايعه ، فلما قتل عبد الرحمن توارى الحسن حتى دس اليه الوليد (١) بن عبد الملك من سقاه سما فمات

__________________

(١) الصحيح : سليمان بن عبد الملك. لأن الحسن هذا قد دس اليه السم سنة سبع وستعين والوليد مات سنة ست وتسعين وبويع بعده أخوه سليمان ، فالذي دس اليه السم هو سليمان دون الوليد ، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن

١٠٠