عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

ولهم أعقاب منهم شرف الملك أبو البشائر محمد بن أحمد بن أبي القاسم جعفر بن ابي المجد نصر الله أبي القاسم جعفر ، ولي الدولة بن عميد الدولة أبي محمد الحسن بن أبي علي العباس بن الحسن قاضي دمشق المذكور كان نقيب النقباء بدمشق الى سنة ست وثمانين وستمائة ؛ ومنهم نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن أحمد بن نقيب النقباء أبي يعلي حمزة فخر الدولة بن الحسن قاضي دمشق المذكور. صنف له الشيخ العمري كتاب «المجدي» وكان لأبي الحسن أحمد المذكور ولد اسمه محمد ويكنى أبا طالب بن أبي الحسن أحمد المذكور له ولد بشيراز ؛ ولأبي الحسن محمد أيضا. أعقب جعفر اومحمدا الضرير ؛ لهما عقب بمصر ـ آخر ولد اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام ـ.

وأما علي العريضي (١) بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وهو أصغر ولد أبيه مات أبوه وهو طفل ؛ وكان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عم أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ؛ وعاش الى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه‌السلام ومات في زمانه ، وخرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكة ثم رجع عن ذلك ؛ وكان يرى رأي الإمامية فيروى أن أبا جعفر الأخير (٢) وهو محمد بن علي بن موسى الكاظم عليه‌السلام دخل على العريضي

__________________

(١) عدّه الشيخ الطوسي رحمه‌الله في رجاله من أصحاب أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا عليهم‌السلام ، ووصفه في (الفهرست) بأنّه جليل القدر ثقة وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السّلام سأله عنها رواها الحميري في (قرب الاسناد) توفي سنة ٢١٠ هـ.

(٢) الذي رواه الكليني في باب النص على إمامة الجواد عليه‌السلام من (اصول الكافي) : انّه دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام مسجد الرسول فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يده وعظّمه فقال أبو جعفر عليه‌السلام يا عم اجلس رحمك الله. فقال : يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع

٢٤١

فقام له قائما وأجلسه في موضعه ولم يتكلّم حتى قام ، فقال له أصحاب مجلسه أتفعل هذا مع أبي جعفر وأنت عم أبيه؟ فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله هذه الشيبة أهلا للإمامة أراها أنا أهلا للنار. ونسبته الى العريض (١) قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها ، وامه ام ولد ، ويقال لولده العريضيون وهم كثير فأعقب من أربعة رجال محمد ؛ وأحمد الشعراني ؛ والحسن وجعفر الأصغر.

أما جعفر الأصغر بن علي العريضي فأعقب من ولده علي ولعلي أعقاب في «صح». وأما الحسن بن العريضي فأعقب من ابنه عبد الله (٢) له عقب بالمدينة ومصر ونصيبين ، والعقب من عبد الله بن الحسن بن علي العريضي ، في علي ، وموسى. أما علي فعقبه من أبي عبد الله الحسين وأبي القاسم أحمد ، وأبي جعفر محمد ، وأبي محمد الحسن ، فمن ولد أبي عبد الله الحسين داود بن الحسن بن علي بن الحسين المذكور له عقب منهم بنو بهاء الدين بالمذار ؛ وبهاء الدين هو

__________________

علي بن جعفر الى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون : أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال : اسكتوا إذا كان الله عز وجل ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا عبد له ، أما الكشي في رجاله فقال : إن أبا جعفر عليه‌السلام لما أراد النهوض قام علي بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما.

(١) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عرض : عريض كزبير واد بالمدينة به أموال لأهلها واليه نسب الامام أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين العريضي لأنّه نزل به وسكنه ، فأولاده العريضيون وبه يعرفون وفيهم كثرة ومدد.

(٢) عبد الله بن الحسن بن علي العريضي هذا قد رويت عنه أحاديث كثيرة في (قرب الاسناد). م ص

٢٤٢

علي بن أبي القاسم علي بن محمد بن زيد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن داود المذكور ؛ ومنهم بنو فخار وهو محمد بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن محمد بن علي بن جعفر بن داود المذكور ، ومنهم بنو يحيى وهو ابن محمد بن زيد بن الحسن بن داود المذكور ، وغيرهم.

وأما أحمد الشعراني بن العريضي فمن ولده محمد بن أحمد الشعراني ؛ له عقب منهم أحمد بن محمد المذكور ، يعرف ولده ببني الجدة ومنهم أبو طاهر أحمد بن فارس (١) أبي محمد بن الحسن الحجازي بن محمد بن أحمد الشعراني له عقب ومن ولد أحمد الشعراني علي بن أحمد الشعراني له عقب ، ومنهم الحسن بن أحمد الشعراني أعقب من ابنه أحمد صاحب السجادة ؛ ولأحمد عقب ؛ منهم الحسين الجذوعي بن أحمد المذكور ؛ من ولده زيد بن الحسين ، وحمزة الداعي بن محمد بن الحسين الجذوعي ، وعلي الأصم بن الحسين ؛ له ذيل ؛ وأحمد بن الحسين الجذوعي كان بقم ، قال ابن طباطبا : له ولد بمرو.

ومن ولده اسماعيل بن أحمد بن الحسين الجذوعي ، لم يذكره الشيخ العمري ولا أبو عبد الله بن طباطبا ، ولا شيخ الشرف العبيدلي ، وأضرابهم ؛ وله عقب بأبرقوه فيهم رياسة وتقدم ، منهم السيد الجليل عميدهم وسيدهم تاج الدين نصرة بن كمال الدين صادق بن نظام الدين مجتبى بن شرف الدين محمد بن فخر الدين مرتضى بن القاسم بن علي بن محمد بن الحسين الفقيه بقم ابن اسماعيل المذكور وابنه قوام الدين مجتبى ، وابنه فخر الدين يعقوب بن المجتبى قتل دارجا هو وأبوه يوم قتل شاه منصور بن المظفر اليزدي ؛ وانقرض تاج الدين إلاّ من البنات وقتل تاج الدين بأبرقوه قتله غلام له أسود اسمه ظفر وقتل كمال الدين في واقعة الملك الأشرف (٢) لما دخل الى أبرقوه ؛ وكان لتاج الدين أخ اسمه مبارك

__________________

(١) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فارس بن محمد) بن الحسن (الخ).

(٢) كان دخول الملك الأشرف ابرقوه وإغارته هناك سنة ٧٤٣ هـ.

٢٤٣

شاه يلقب جلال الدين كان رجلا جيدا وكان له ابنان أحدهما الحسين درج والآخر الحسن كمال الدين ، وللعريضيين أنساب السيد تاج الدين ذيل طويل بأبرقوه وهم جماعة.

ومن بني أحمد الشعراني عبيد الله بن أحمد الشعراني ، ويكنى أبا محمد ويقال له ابن الحسنية ، له عقب منهم المحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله المذكور أعقب المحسن هذا من رجلين أبي القاسم عبد المطلب ، وأبي العشائر اسماعيل ، لهما أعقاب سادة نقباء معظمون بيزد وغيرها ، وكان من ولد المحسن هذا أبو الكتائب نوح بن المحسن المذكور ، قال الشيخ العمري : ورد بغداد وبلده من سواد اصفهان فمن ولد عبد المطلب بن المحسن ، السيد جلال الدين حسين بن الأمير عضد الدولة محمد بن أبي يعلي بن أبي القاسم المجتبى بن أبي محمد المرتضى بن سليمان بن حمزة بن عبد المطلب المذكور ، كان شاعرا بالفارسية محمودا مشهورا انتقل من يزد الى شيراز وأقام بها ، وله عقب.

ومن بني أحمد الشعراني ، أبو طالب طاهر بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد الشعراني له أيضا عقب ، ومنهم السيد الجليل النقيب القاضي ثابت الوزارة صاحب الخيرات والمبرات والعمارات الجليلة بيزد وغيرها شمس الدين محمد بن السيد الجليل ركن الدين محمد بن قوام الدين محمد بن النقيب الرئيس النظام بن أبي محمد شرف شاه بن أبي المعالي عربشاه بن أبي محمد بن أبي الطيب زيد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن عبيد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد الشعراني ، وهو ميناث.

وأما محمد بن علي العريضي فيكنى أبا عبد الله ؛ وفي ولده العدد وهم متفرقون في البلاد ؛ ومنهم بالمدينة الشريفة أولاد يحيى (١) المحدث بن يحيى

__________________

(١) جعل العمري في (المجدي) يحيى هذا ابن يحيى بن عيسى الرومي ولم يذكر الحسين بينهما ، قال : كان يحيى بن يحيى بن عيسى الرومي بن محمد بن علي

٢٤٤

بن الحسين بن عيسى الرومي الأكبر بن محمد المذكور ؛ ومنهم أبو تراب علي بن عيسى الأكبر المذكور ، له عقب ، منهم أبو الفوارس جعفر الناسب بن حمزة الفقيه بن الحسين بن علي المذكور أولد ، ومنهم موسى بن عيسى الأكبر له عقب. ومنهم اسحاق بن عيسى الأكبر له أعقاب ، ومنهم الحسين الجبلي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بيغرش من فراهان أبو يعلي مهدي بن محمد بن الحسين أميركا بن علي بن الحسين المذكور ، وله عقب ومنهم محمد بن محسن بن محمد بن الحسين المذكور ، له عقب. ومنهم عيسى كور بن محمد بن الحسين المذكور له عقب ؛ ومنهم أحمد الأتج بن أبي محمد الحسن الدلال بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى الأكبر ، كان يتجر في النفط فلقب النفّاط له عقب ، ومنهم عيسى الأزرق الرومي الثاني بن محمد بن علي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بنو نواية ، وهم بنو علي ـ يعرف بأمه نواية ـ بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن عيسى الثاني.

ومنهم بالعراق بنو المختص ؛ وهو أبو منصور علي بن محمد بن علي بن علي بن نواية المذكور ، ومنهم السيد الفاضل الشاعر المادح لأهل البيت محمد المعروف بابن الحاتم وهو ابن علي بن محمد بن علي بن علي بن نوابة له عقب.

وأما محمد الديباج بن جعفر الصادق عليه‌السلام لقّب بذلك لحسن وجهه ويلقّب أيضا المأمون وامه ام ولد ، وكان قد خرج داعيا الى محمد بن إبراهيم طباطبا الحسني فلما مات محمد بن ابراهيم دعا محمد الديباج الى نفسه وبويع له بمكة ثم أخذ وجيء به المأمون فعفا عنه ومات بجرجان وقبره بها ، وله عقب كثير متفرّق إلاّ انّهم أقلّ من عقب أخويه علي واسماعيل (١) فأعقب من ثلاثة

__________________

العريضي يعرف بابن العمرية ، له منزل وخرج الى المدينة فنزل دار الصادق عليه‌السلام وله ولد.

(١) كان محمد الديباج من علماء الطالبيين وأعيانهم وزهّادهم وكانت

٢٤٥

رجال علي الخارصي ، والقاسم ، والحسين. أما الحسين بن محمد الديباج. فقال الشيخ العمري : قال شيخ الشرف النسابة ما رأيت أحدا من ولده. وذكر أبي ـ يعني أبا الغنائم بن الصوفي النسابة ـ أنّ له عقبا. قلت : وقد رأيت في بعض المشجرات محمدا وعليا ، ولعلي الحسين ، وللحسين محمدا.

وأما القاسم بن محمد الديباج ، وهو الشبيه يقال لولده بنو الشبيه ، فمن ولده عبد الله بن القاسم الشبيه ، له عقب بمصر. منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المذكور ، يلقب طيارة ويقال لولده بنو طيارة ومنهم أبو محمد الأعرج بمصر ؛ ومن ولد القاسم الشبيه علي بن القاسم يعرف ولده ببني العروس وبني الخوارزمية وأكثرهم أيضا بمصر ، ومنهم بجرجان علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي المذكور قيل لم يعقب ، ولكن الشيخ ، السيد العالم رضي الدين الحسين بن قتادة المدني الحسني النسابة ذكر له في مشجرته الحسن وعقيلاا وأبا طالب زيدا الزاهد ؛ وذكر لزيد ثمانية أولاد ذكور ولا يظن بمثله مع علوّ منزلته في العلم والتقوى انّه يثبت ما لا يصح ، وعقب زيد الآن بكرمان وولايتها. ومن ولد القاسم الشبيه ، يحيى الزاهد بن القاسم ، له عقب بمصر منهم بنو ماحي ولد الحسين الناقص بن يحيى المذكور ، عرفوا بماحي أم الحسين المذكور ، ومنهم تقي الدين الملقب بالحجّة ؛ وهو أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن قمر بن الحسن بن جعفر بن إدريس بن علي بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسين الناقص المذكور ، وابنه شرف الدين أبو المناقب محمد ؛ ذكرهما الشيخ جمال الدين بن الفوطي ومنهم أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى الزاهد له عقب.

__________________

إقامته بمكة بويع له لما ظهر الخلاف على المأمون العباسي سنة ١٩٩ هـ وتبعه الزيدية الجارودية فأقبل عليهم اسحاق بن موسى العباسي فانهزموا ، وخلع محمد نفسه معتذرا بأنّه ما رضي البيعة إلا بعد أن قيل له ان المأمون توفي. مات وهو بجرجان سنة ٢٠٣ وصلّى عليه المأمون ومن معه.

٢٤٦

وأما علي الخارصي بن محمد الديباج فكان بالبصرة أيام أبي السرايا فلما جاء زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام الى البصرة خرج اليه علي الخارصي وأعانه وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان علي بن محمد بن جعفر قد اتفق رأيه ورأي أبيه محمد بن جعفر على الخروج في سنة مائتين ، واختار علي بن محمد أن يظهر بالأهواز واستصحب ابن الأفطس وهو الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وابن عمه زيد بن موسى الكاظم عليه‌السلام فلما ظفر أصحاب المأمون بمحمد بن جعفر علم انّه لا يتم له الأمر فخرج من البصرة وخلف زيد بن موسى ، وتوفي علي بن محمد ببغداد وقبره بها. وأعقب من رجلين الحسن والحسين. ـ أما الحسن بن علي الخارصي بن محمد الوكان ينزل بالكوفة فعقبه من أبي الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن الحسن المذكور له أعقاب ببغداد وغيرها.

وأما الحسين بن علي الخارصي بن محمد الديباج فأعقب من أبي طاهر أحمد ولده بشيراز ، ومن علي ولده بقم ومن أبي عبد الله جعفر الأعمى له عقب من ولده أبي الحسين محمد المجدور يعرف بابن طباطبا لأجل امه ، وهو ابن علي بن أبي عبد الله جعفر بن الحسين بن علي الخارصي : ومن محمد الجور قتله المعتضد بالري. ومن عبد الله ، ولده بقم وقزوين والري ، وفي المحسن له أعقاب منهم علي طاوس بن محمد بن المحسن (١) بن الحسين بن علي الخارصي فمن ولد علي بن الحسن بن علي الخارصي ، القاضي النسابة المروزي ، وهو أبو طالب اسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عزيزي بن الحسين بن محمد الملقب مشكان بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي الخارصي ومنهم أبو طالب المحسن الأسمر بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين الخارصي له عقب ببغداد ؛ ومن ولد أبي عبد الله جعفر الأعمى بن الحسين الخارصي

__________________

(١) كذا في النسخ ولعل الصحيح المحسن فليلاحظ.

٢٤٧

بنو الباب الطاقي نسبة الى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمّال بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش أولد ، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم الجمل وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر الأعمى المذكور ، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي ؛ أبو طالب المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.

وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقّب بالجور. قال أبو نصر البخاري : قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفا من السلطان. فشبّه لأجل سكناه في البرية بالوحش ، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب بجور ، وقيل سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت امه عنه فقالت : الجارية هذا ابن هذا الكور ـ تعني القبر وأشارت الى قبره ـ هذا كلام البخاري. وقال أبو الحسن العمري : إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن ، والله تعالى أعلم بصحّة ما قالوا ، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد بن عمار انّه قال : كتبت الى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام أسأله عن مسائل منها : ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كلّ مسألة جوابها وكتب تحت هذه المسألة : وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا. ان صحّ هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام ، وكان للجور أحد عشر ولدا كلّ منهم اسمه جعفر وانما يفرّق بينهم بالكنى ؛ ومنهم أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن

٢٤٨

سبكتكين وذكره أبو نصر العتبي في كتاب اليميني (١) قال : جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر ، فنثره منثور الرياض جادته السحائب ، ونظمه منظوم العقود زانتها النحو والترائب ، وله شعر حسن فمنه :

وأغيد سحار بألحاظ عينه

حكى لي تثنيه من البان أملودا

سلخت بذكراه عن الصبح ليله

أسامره والكأس والناي والعودا

ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها

كباسط كفيه ليقطف عنقودا

 ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن اسماعيل بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو عبد الله داعي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، قال أبو نصر البخاري : ليس كلّ أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. هذا كلامه وقد كرّره في موضع آخر ، وأما العمري وابن طباطبا فقالا : الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام والله تعالى أعلم.

وأما اسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه أم أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا وادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن. فمن ولد محمد بن اسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور ، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة

__________________

(١) أنظر هامش (شرح اليميني) ج ٢ ص ٥١ طبع مصر سنة ١٢٨٦ هـ.

٢٤٩

بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث ، وولده الحسن الأعرج ، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا : انتقلوا من المدينة الى الكوفة ومن الكوفة الى الري. ومن ولد الحسن بن اسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين ، ومنهم ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور ؛ وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري : ولشدقم عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط والري.

وأما الحسين بن اسحاق المؤتمن فوقع الى حران وولده بالرقة وحلب منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة ، لهم أولاد وجمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري ، وهو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري ، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال : فأمد أبو عبد الله الحسين العمري أبا ابراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو ابراهيم وتقدّم وخلف أولادا سادة فضلاء ، هذا كلامه.

وعقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم ، ولأعقابهما توجّه وعلم وسيادة ، فمن

٢٥٠

بني أبي سالم محمد ، بنو زهرة (١) وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور. وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم الله. ومن بني أبي عبد الله جعفر بن أبي ابراهيم ، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور ، وهو السيّد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد ، ورهطهم وبنو عمّهم. ومنهم نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور. قال أبو الحسن العمري : صديقي سنين جيد الصوت وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله أعقاب وذيل طويل.

ومن بني حاجب الباب ؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبوالفضل

__________________

(١) ومن سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام ، وولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة والدين أبو عبد الله الحسين ، وأخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد وولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين ، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلاّمة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة والدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه‌الله اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

٢٥١

بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد الله وغيرهم. وبقيتهم بحلب ـ آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه‌السلام ، وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر وهم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ.

المقصد الثاني

في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ولقّب الباهر لجماله ، قالوا ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ؛ وولّي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر عليه‌السلام وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا وعقبه قليل ؛ أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدّثا من أهل المدينة ، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمّر ثماني وخمسين سنة ؛ وانما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب وانما يطعنون لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأما نسبه فلا مطعن فيه ، وهذا كلامه.

فأعقب محمد الأرقط بن الباهر ، من اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقّب بالبنفسج ومحمد ، فمن ولد الحسين البنفسج ؛ أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين ، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة

٢٥٢

ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور ومن بني الحسين البنفسج ، اسماعيل الدخ وعقبه ينتهي الى عبد الله بن الحسين بن اسماعيل المذكور ، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة الأصم كان بالري وانتقل منها الى قم ، والآخر علي الملقب دردارا بالري ، وأكثر ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب ومنهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا ، له عقب.

ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط وفي ولده العدد ، اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري : كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرّب بذلك الى ابن طولون. وابنه محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق وأكثرهم بالشام ومصر ، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له ولد. ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له أيضا ولد ، ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط ، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (١) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخرج اليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان والتجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.

ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (٢) في أيام المستعين أيضا

__________________

(١) كذا في النسخ والصحيح إحدى.

(٢) كان ظهوره بمصر سنة ٢٥٢ هـ قاله العمري في (المجدي). م ص

٢٥٣

فأخذ وحمل الى سرّ من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب ، فأقاموا مدّة مات فيها عبد الله وصار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام فبارك عليهم ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة. وماتت زينب والحلقة في أذنها ؛ وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة ، وكانت سوداء شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال : فحاربه دينار بن عبد الله فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم قال : بمصر قوم ينتسبون الى عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : وشيخنا السيد ، أعقب عبد الله وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن محمد طالوت بن عبد الله المذكور. ومنهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد الله المذكور ، ومنهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.

ومن بني أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي ، له عقب ومنهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي القاسم علي نقيب قم ـ ابن محمد بن حمزة المذكور ، له أعقاب ، منهم نقباء الري وملوكها ، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل ، قتله خوارزم شاه وانتقل ولده محمد الى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني ، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى ، ومنهم فخر الدين علي ـ نقيب قم ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.

ومن بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب ، ومن بني

٢٥٤

أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه ، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور ، المعروف بابن خداع ـ وهي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر وله «كتاب المعقبين» (١) وله عقب ومنهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب ، ومنهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.

المقصد الثالث

في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (٢) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : «ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام : «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت

__________________

(١) قال العمري في المجدي : أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع الى ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

(٢) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، طبع النجف ، وهو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله ؛ مع ذكر أولاده وأحفاده وفوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

٢٥٥

ابن أمة؟» فقال زيد : «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة ؛ اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول : «لم يكره قوم قط حر السيوف إلاّ ذلّوا». فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه ؛ ثم قال هشام : «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».

وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (١) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي : إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة ؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال : «ما أقول فيهما إلاّ الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلاّ الخير». فقالوا :

__________________

(١) أنظر (تاريخ الطبري) ج ٨ ص ٧٦١ و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

٢٥٦

«لست بصاحبنا ذهب الإمام ـ يعنون محمّد الباقر عليه‌السلام ـ وتفرّقوا عنه فقال : «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.

قال سعيد بن خيثم : تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال : فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلاّ النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال : «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم». فقال : «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال : «أقاتلهم والله ولو لم أجد إلاّ نفسي». فقال : «افعل يا بني إنّك على الحق وإنّهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال : فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (١) فمكث أربع سنين (٢) مصلوبا

__________________

(١) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة ١٢٢ هـ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.

(٢) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس) والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمري في (المجدي) : بقي ست سنين مصلوبا وقيل خمس سنين ، وقيل أربع سنين ، وقيل ثلاث سنين ، وقيل سنتين ، وقيل سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا ؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص ٥٥. م ص

٢٥٧

ومضى هشام.

وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر : «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه (فِي الْيَمِّ نَسْفاً)» فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة. وكان قتله ـ على ما قال الواقدي ـ سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة ، ووجدت عن بعضهم أنّه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول : «(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (١) كثيرة.

وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال : قال عبد الرحمن بن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.

فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أربعة بنين ولم يكن له أنثى

__________________

(١) رثاه جماعة من الشعراء ؛ وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدّم فيهم ؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة ١٢٩ ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) وكتاب (زيد الشهيد) أوّلها :

ألا يا عين لا ترقي وجودي

بدمعك ليس ذا حين الجمود

غداة ابن النبي أبو حسين

صليب بالكناسة فوق عود

٢٥٨

يحيى ، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وأمها ريطة (١) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيّده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك :

أليس بعين الله ما يفعلونه

عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

كلاب عوت لا قدّس الله سرّها

فجئن بصيد لا يحل لآكل (٢)

وكتب نصر بن سيار الى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلي سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان (٣) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي هو وحده فقتل (٤) يوم الجمعة وقت

__________________

(١) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي ؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل). م ص.

(٢) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول والرابع.

(٣) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ ؛ ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).

(٤) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل

٢٥٩

العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ؛ واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.

وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت : «شردتموه عني طويلا وأهديتموه اليّ قتيلا ؛ صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا» ؛ فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه ، وقال : هذا بيحيى بن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع. وعقب زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (١) وعيسى مؤتم الأشبال ، ومحمد.

أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وامه أم ولد وعمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة

__________________

من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ العنزي الذي قتله سلبه وقميصه ؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما ، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسّلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.

(١) لقّب بذي الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه ، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال : قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال : «وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء» ، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفّل به الصادق عليه‌السلام

٢٦٠