عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض ، وابراهيم الغمر والحسن المثلث ، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي عليه‌السلام ومن داود ، وجعفر وأمهما أم ولد رومية تدعى حبيبة (١) فعقبه خمسة أسباط تذكر في خمسة معالم :

المعلم الأول

في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن «ع» وانما سمّي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن عليه‌السلام وأمه فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام وكان يشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان شيخ بني هاشم في زمانه. وقيل له : بما صرتم أفضل الناس؟ قال : لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد ، وكان قوي النفس شجاعا وربما قال من الشعر شيئا فمن شعره :

بيض غرائر ما هممن بريبة

كظباء مكة صيدهن حرام

يحسبن من لين الكلام زوانيا

ويصدهن عن الخنا الاسلام

ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرا على أبي سلمة الخلال الكوفة ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا

__________________

عند موته خمسا وثلاثين سنة لا يصح لأنه مات بعد والده بثمان وأربعين سنة فكيف يكون عند موته ابن خمس وثلاثين؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة تقديما وتأخيرا وأن الصحيح (أن عمره كان عند موته ثلاثا وخمسين سنة) لا خمسا وثلاثين.

(١) وهي التي علمها الامام الصادق عليه‌السلام الدعاء المعروف بدعاء أم داود وكان به خلاص ابنها داود من الحبس ، وكان للحسن المثنى ابن آخر اسمه محمد وبنتان رقية وفاطمة أمهم رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل العدوي. ولا بقية لمحمد بن الحسن المثنى (قاله في مناهل الضرب) م ص

١٠١

ثم قال : أخاف أن لا يتفقوا. فعزم على أن يعزل بالأمر الى ولد علي من الحسن والحسين ، فكتب الى ثلاثة نفر. منهم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام ، ووجه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد عليه‌السلام فلقيه ليلا وأعلمه أنه رسول أبي سلمة وأن معه كتابا اليه منه ، فقال : وما أنا وأبو سلمة وهو شيعة لغيرى؟ فقال الرسول : تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت فقال جعفر عليه‌السلام لخادمه : قدم مني السراج. فقدمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه ، فقال : ألا تجيبه؟ فقال : قد رأيت الجواب. فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن بن الحسن فقبل كتابه وركب الى جعفر بن محمد عليه‌السلام فقال له : أي امر جاء بك يا أبا محمد لو اعلمتني لجئتك؟ فقال : أمر يجل عن الوصف ، قال : وما هو يا أبا محمد؟ قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني لأمر ويراني أحق الناس به ، وقد جاءته شيعتنا من خراسان. فقال له جعفر الصادق عليه‌السلام : ومتى صاروا شيعتك؟ أنت وجهت أبا سلمة الى خراسان وأمرته بلبس السواد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال : عبد الله أن كان هذا الكلام منك لشيء. فقال جعفر عليه‌السلام : قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل ، فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لأحد من آل أبي طالب ؛ وقد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال ما أعرف كاتبه فاجيبه ، ومات عبد الله المحض في حبس أبي جعفر الدوانيقي مخنوقا.

وروى أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» عمن لم يحضرني اسمه (١) الآن ، قال : كنا جلوسا مع فلان (٢) وذكر اسم الذي كان يتولى

__________________

(١) رواه عن عمر عن أبي زيد عن عيسى عن عبد الرحمان بن عمران بن أبي فروة.

(٢) هو أبو الأزهر مولى المنصور الدوانيقي.

١٠٢

حبس عبد الله ـ فاذا رسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي كان يتولى الحبس لعبد الله وإخوته وبني أخيه ، فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطربا وسقطت الرقعة منه لاضطرابه ؛ فقرأها فاذا فيها. إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله المذله ، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم ثم قال : ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم؟ فقلنا هو والله خير من أظلت هذه وأقلت هذه. فضرب احد يديه على الأخرى وقال : قد والله مات. وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وسبعين سنة (١) وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بعد أبيه الحسن ، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسن عليه‌السلام ولهما في ذلك حكايات لا تليق بهذا المختصر.

وأعقب عبد الله المحض من ستة رجال ، محمد ذي النفس الزكية ؛ وابراهيم قتيل باخمري ، وموسى الجون ، وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، ومن يحيى صاحب الديلم وأمه قريبة «فرثية خ ل» بنت ركيح بن أبي عبيدة ؛ بنت أخي هند بنت أبي عبيدة ، ومن سليمان ، وادريس وأمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية ؛ فالعقب من محمد ذي النفس الزكية ويكنى ابا عبد الله ، وقيل أبا القاسم ؛ ويلقب المهدي وهو المقتول بأحجار الزيت ، وقال أبو نصر البخاري : حملت به أمه (٢) أربع سنين. ونقل ذلك الدنداني النسابة عن جده وكان يرى رأي الاعتزال ، وحكي أبو الحسن العمري : أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة. وولد سنة

__________________

(١) قتل عبد الله في محسبه بالهاشمية سنة ١٤٥ هـ. ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبيين). م ص

(٢) هذا لا يوافق مذهب الامامية وغيرهم اللهم إلا الشافعية (عن هامش المخطوطة).

١٠٣

مائة بلا خلاف ، وقيل : مات سنة خمس وأربعين في رمضان ، وقيل : في الخامس والعشرين من رجب ، وقال البخاري : وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا. وإنما لقب المهدي للحديث المشهور عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إن المهدي من ولدي اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي. وتطلعت اليه نفوس بني هاشم وعظموه ؛ وكان جمّ الفضائل كثير المناقب ؛ وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني (١) : أن الصادق عليه‌السلام أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب ، فقيل له في ذلك فقال : ويحك هذا مهدينا أهل البيت!

وكان المنصور قد بايع له ولأخيه ابراهيم مع جماعة من بنى هاشم ، فلما بويع لبني العباس اختفى محمد وابراهيم مدة خلافة السفاح ؛ فلما ملك المنصور وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما فيحكى : أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له : يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية. فقال لهما : إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين. ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه ابراهيم على الظهور في يوم واحد ، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم الى البصرة ، فاتفق أن ابراهيم مرض فخرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة ، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب. ويقال : بل أتاه وهو قد توجه الى الكوفة لحرب المنصور فقال :

سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا

فان بها ما يدرك الطالب الوترا

الى آخره (٢) ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض

__________________

(١) أنظر أخبار محمد ذي النفس الزكية في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصفهاني ص ١٦٠ ـ ١٩٢ من طبع النجف. م ص

(٢) الأبيات التي بعده.

ولست كمن يبكي أخاه بعبرة

يعصرها من ماء مقلته عصرا

١٠٤

أصحابه فقال له : ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى؟ قال : وأين ظهر؟ قال : بالمدينة. فقال : غلبت عليه وربّ الكعبة. قال : وكيف؟ قال : لأنّه خرج بحيث لا مال ولا رجال فعاجله بالحرب. فأرسل اليه عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرّق أصحابه عنه حتى بقي وحده ، فلما أحسّ بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحترق ، ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت ، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنّه روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية. وكان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه ولذلك تغيّر المنصور عليه فقال إنّه خلع أكتافه.

وأعقب محمد النفس الزكية (١) من إبنه أبي محمد عبد الله الأشتر الكابلي وحده ؛ وكان قد هرب بعد قتل أبيه الى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج وحمل رأسه الى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه‌السلام فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس. وقال ابو نصر البخاري : بالموصل قوم ينتسبون

__________________

ولكن أروى النفس مني بغارة

تلهب في قطري كتابتها جمرا

وإنا أناس لا تفيض دموعنا

على هالك منا وإن قصم الظهرا

(عن هامش الأصل)

(١) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ولد محمد بن عبد الله النفس الزكية عبد الله وعليا ؛ أمهما سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي والطاهر امه بنت فليح بن محمد بن منذر بن زبير ، والحسن بن محمد بن عبد الله من ام ولد ـ وعلي بن محمد بن عبد الله جيء به من مصر فحبس في بغداد وتوفي بها ولا عقب له ، والحسن بن محمد قتل يوم فخ ولا عقب له ؛ والطاهر بن محمد لا عقب له ؛ وبالموصل قوم ينتسبون اليه أدعياء.

١٠٥

الى طاهر بن محمد ذي النفس الزكية وهم أدعياء ولا عقب له من طاهر. وقال الأشناني أبو الحسن نسابة البصرة ومشجرها : أولد طاهر بن محمد محمدا وعليا يعرفان ببني الضائع «الصايغ خ ل» وليس لهما في الشرف حظ ، وذكر أن أحدهما أشهد على نفسه أنّه عامي. وأما ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية فأعقب من محمد ابراهيم وانقرض بعد أن خلف عدّة أولاد : قال أبو نصر البخاري : لم نجد أحدا انتسب الى ابراهيم بن النفس الزكية ، قال شيخنا أبو الحسن العمري : فعلى هذا يبطل نسب الطبلي وهو الفاتك بن حمزة بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية ؛ وكان الطبلي ببخارى وجرت له خطوب ولا حظ له في النسب.

والعقب من محمد النفس الزكية في عبد الله الأشتر الكابلي لا غير ، كما ذكرنا ومنه في محمد الكابلي بن عبد الله بن محمد ؛ مولده كابل وانتقل عنها بعد قتل أبيه وقال الشيخ أبو نصر البخاري : قتل عبد الله الأشتر بالسند وحملت جاريته وصبي معها يقال له محمد بعد قتله (١) وكتب أبو جعفر المنصور الى المدينة بصحة نسبه ، وقال : كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزارمرد أمير السند بذلك. ثم قال الشيخ أبو نصر البخاري : وروي عن جعفر الصادق عليه‌السلام أنّه قال : كيف يثبت النسب بكتابة رجل الى رجل وهما هما؟ ذكر ذلك أبو اليقظان ويحيى بن الحسن العقيقي وغيرهما والله أعلم ثم قال أبو نصر البخاري : وقال آخرون أعقب وصح نسبه. فولد محمد بن عبد الله الأشتر خمسة بنين. طاهرا وعليا وأحمد وابراهيم والحسن الأعور الجواد «أما» طاهر فانقرض وأما علي فقال الشيخ أبو الحسن العمري : انقرض. وقال أبو نصر البخاري الأشترية من أولاد علي والحسن

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا من الكتاب ، والذي ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : «فأما عبد الله بن محمد فهو الأشتر قتل بالسند وحملت جاريته وصبي معها ولد بعد قتله يقال له محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن ، وكتب أبو جعفر المنصور الخ».

١٠٦

ابني محمد بن عبد الله ؛ فأولاد الحسن قد كثروا وأولاد علي دون ذلك. ثم قال : قال أبو اليقظان انقرضوا يعني أولاد علي بن محمد الأشتر والله أعلم. وأما أحمد فدرج وأما ابراهيم فقال شيخنا العمري : أولد بطبرستان وجرجان.

وعقب محمد بن عبد الله الأشتر الذي لا خلاف فيه من الحسن الأعور الجواد ، كان أحد أجواد بني هاشم الممدوحين المعدودين ، ويكنى أبا محمد ؛ قيل قتلته طي في ذي الحجة سنة ٢٥١ هـ. وقال ابن الشعراني النسابة المعروف بابن سلطين : قتل الحسن أيام المعتز. وعقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر من أربعة رجال (١) وهم أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ، وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضا ؛ وأبو محمد عبد الله ؛ والقاسم. وذكر ابن طباطبا أبا العباس أحمد بن الحسن الأعور أيضا ، أما أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ابن الحسن الأعور فكان سيدا نقيبا وقتل بفيد وله بقية بواسط ، منهم أبو العلا عبد الله ، وأبو السرايا الحسن ؛ وأبو البركات محمد بنو أبي جعفر محمد بن أحمد بن أبي جعفر محمد النقيب المذكور ؛ ومنهم السيد العالم المحدث بهمدان أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ؛ وأما أبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة بعد أخيه ابن الحسن الأعور ؛ فكان له عقب بالكوفة يعرفون ببني الأشتر انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم الى المائة السادسة ، وأما بنو أبي محمد عبد الله بن الحسن الأعور فهم بخراسان وآمل واستراباد ، وقد كثر فيهم الأدعياء ، وكان من ولده بجرجان ناصر بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله

__________________

(١) وللحسن الأعور عدّة بنات من جملتهن أم علي وقد خرجت الى يوسف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن ابراهيم ابن محمد الجعفري ؛ وام كلثوم وقد خرجت الى اسماعيل بن محمد الجعفري ، وخديجة تعرف ببنت ملك خرجت الى أيوب بن محمد الجعفري ، وثلاث أخوات الى ثلاثة إخوة جعافرة.

١٠٧

المذكور ، وله بها ولد ، وكان عبد الله بن الأعور قد أعقب من ثلاثة رجال علي والقاسم وأحمد. أما علي فله ولدان الحسن وأبو جعفر محمد ، ولدهما بجرجان ونيسابور وطبرستان ، منهم أبو الفضل علي بن أبي هاشم محمد بن أبي الفضل عبد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن الأعور ؛ مولده نيسابور في آخرين من اخوته وبني عمه وبني إخوته.

وأما القاسم بن الحسن الأعور ؛ فذكر أن ولده بطبرستان ، وأولاده محمد وعلي وعبد الله والحسن والحسين ، قال ابن طباطبا : وما وقع اليّ نبأ من أخبارهم ولا عرفني أحد عقبا لهم والله بحالهم أعلم ، فمن ذكر أنّه من ولد القاسم احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه ، وأما أبو العباس أحمد بن الحسن الأعور فولده أبو جعفر محمد بن أحمد والحسن والحسين ولأبي جعفر محمد (١) وأحمد وعلي وقيل هما بجرجان ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : ولم يقع (المجدي للعمري) الى أحد من ولد أحمد ولا عرفني أحد لهم عقبا باقيا. فمن ذكر أنّه من ولده احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه.

قلت : والظاهر أنّه انقرض ، ولهذا لم يعدّه الشيخ النقيب تاج الدين بن معية في المعقبين ـ آخر ولد محمد النفس الزكية ـ

والعقب من إبراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام يكنى أبا الحسن ، وكان يرى مذهب الاعتزال وكان شديد الأيد ، فيحكى ؛ انّه كان واقفا مع أخيه محمد وأبيه وإبل لهم تورد وفيها ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الإبل ترد ، فقال محمد لإبراهيم وهو ملتف في شملة : إن رددتها فلك كذا وكذا ؛ فوثب ابراهيم فقبض على ذنبها فشردت وتبعها إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم. فقال عبد الله لابنه : بئس ما صنعت

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعل الصحيح (ولأبي جعفر محمد ، أحمد وعلي قيل هما بجرجان). م ص

١٠٨

عرّضت أخاك للتلف. فلما كان بعد ساعة أقبل إبراهيم ملتفا بشملته ، فقال له محمد : ألم أقل لك إنّك لا تقدر على ردّها؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه وقال : أما يعذر من جاء بهذا؟

وكان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة : يقال إنّه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبي فطلب منه دواوين العرب ليطالعها فأتاه بما قدر عليه فأعلم إبراهيم على ثمانين قصيدة ، فلما قتل إبراهيم استخرجها المفضل وسمّاها بـ «المفضليات» وقرئت بعده على الأصمعي فزاد فيها ، وظهر إبراهيم ليلة الإثنين غرّة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة وبايعه وجوه الناس ؛ منهم بشير الرحال ، والأعمش سليمان بن مهران ، وعباد بن منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة ، والمفضل بن محمد ، وسعيد بن الحافظ في نظرائهم. ويقال : إن أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا وكان قد أفتى الناس بالخروج معه ، فيحكى ان امرأة أتته فقالت : إنّك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل. فقال لها : ليتني كنت مكان ابنك. وكتب اليه أبو حنيفة : أما بعد فاني قد جهزت اليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها ، ولو لا أمانات للناس عندي للحقت بك ، فاذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين ، اقتل مدبرهم واجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل فان القوم لهم فئة ، ويقال ان هذا الكتاب وقع الى الدوانيقي وكان سبب تغيّره على أبي حنيفة.

وكان إبراهيم قد يلقب بأمير المؤمنين وعظم شأنه وأحبّ الناس ولايته وارتضوا سيرته ، فقلق الدوانيقي لذلك قلقا عظيما ، وندب اليه عيسى بن موسى من المدينة الى قتاله وسار ابراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى ـ قرية قريبة من الكوفة ـ وانهزم عسكر عيسى بن موسى ... فيحكى ان ابراهيم نادى : لا يتبعن أحد منهزما ، فعاد أصحابه فظن أصحاب موسى أنّهم انهزموا فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا

١٠٩

أصحابه إلاّ قليلا. وقيل بل انهزم بعض عسكر عيسى على مسناة ملتوية فلما صاروا في عكها ظن أصحاب إبراهيم انه كمين قد خرج عليهم ، ورفع ابراهيم البرقع عن وجهه فجاءه سهم غائر فوقع على جبهته فقال : الحمد لله أردنا أمرا وأراد الله غيره انزلوني. وكان آخر أمره ، ولما اتصل بالمنصور انهزام عسكره وهو بالكوفة اضطرب اضطرابا شديدا وجعل يقول : فأين قول صادقهم أين لعب الغلمان والصبيان؟ ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر ، وجيء برأس ابراهيم فوضعه في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه‌السلام واقف على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة ، والتفت اليه المنصور وقال : أتعرف رأس من هذا؟ فقال : نعم :

فتى كان تحميه من الضيم نفسه

وينجيه من دار الهوان اجتنابها

فقال المنصور : صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون عليّ ولوددت انّه فاء الى طاعتي.

وكان قتل ابراهيم ـ على ما قال أبو نصر البخاري ـ لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثماني وأربعين سنة ، وقال أبو الحسن العمري : قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة ، وحمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه الى مصر. وعقب إبراهيم من ابنه الحسن لا عقب له من غيره وباقي أولاده بين دارج ومنقرض ، وأم الحسن امامة بنت عصمة العامرية من بني جعفر بن كلاب وكان وجيها مقدما طلبت له زوجته امانا من المهدي لما حج فأعطاها إيّاه ، وكان المنصور الدوانيقي قد بالغ في طلبه وطلب عيسى بن زيد بعد قتل ابراهيم فلم يقدر عليهما.

وأعقب الحسن بن ابراهيم من عبد الله وحده ، وامه مليكة بنت عبد الله بن أشيم تميمية من بني مالك بن حنظلة ، فأعقب عبد الله بن الحسن بن ابراهيم من رجلين ، ابراهيم الأزرق ؛ ومحمد الاعرابي وامهما ام ولد ، أما ابراهيم الأزرق بن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم فولده بينبع يقال لهم : بنو الأزرق. وأعقب

١١٠

من رجلين أبي علي أحمد ، وأبي حنظلة داود لهما عقب منتشر ، وعقب أحمد بن الأزرق يرجع الى أبي الحسين أحمد النسابة صاحب الخاتم ، وأبي عبد الله سليمان ابني أبي حنظلة محمد بن أحمد المذكور وعقب داود يرجع الى أبي سليمان محمد الملقب حزيمات «جويمات خ ل» والحسن ابني داود ، فمن ولد الحسن بن داود رزق الله الملقب بخندريس بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور ، له عقب وله عم اسمه الحسن أعقب من الحسين الملقب زينخا ، له أيضا عقب ، ومن بني محمد حزيمات سليمان بن سليمان بن محمد حزيمات المذكور له عقب ، ومن بني ابراهيم بن عبد الله بقية بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر.

وأما محمد الاعرابي بن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم ، فعقبه من ابراهيم قال الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسني رحمه‌الله : وعقب ابراهيم بن محمد قليل. وعد أحمد صاحب الخاتم من بني ابراهيم الأزرق ، وهو قول شيخ الشرف العبيدلي ، وأما ابن طباطبا وأبو الحسن العمري فقالا : إن أحمد صاحب الخاتم بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن محمد الحجازي المعروف بالاعرابي فعقب ابراهيم قتيل باخمرى متفرق من ابراهيم الأزرق ومحمد الحجازي ، وقيل : ان لعبد الله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى ولدا اسمه علي أعقب وهو باطل قال أبو نصر البخاري : المنتسبون الى عبد الله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى من جهة علي بن عبد الله لا يصح لهم نسب. قال : وذكر أحمد بن عيسى في أنسابه أن عبد الله بن الحسن كتب في وصيته : «ولا عقب لي إلاّ من محمد وابراهيم وأما علي فلا أعرفه ولا رأيت امه». ـ آخر بني ابراهيم قتيل باخمرى ـ.

والعقب من موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن ، وقيل أبا عبد الله ، وكان أسود اللون فلقبته امه هند الجون ، وكانت ترقصه وهو طفل وتقول :

١١١

إنّك أن تكون جونا أفرعا

يوشك أن تسودهم وتبرعا

وكان موسى شاعرا ولما قبض المنصور على أبيه وأهله أخذه فضربه ألف سوط ثم قال له أتعلم ما هذا؟ هذا سجل قاض عليك مني. ثم قال له : إني مرسلك الى الحجاز لتأتيني بخبر أخويك محمد وإبراهيم. فقال موسى : إنّك ترسلني إلى الحجاز والعيون ترصدني فلا يظهران لي. فكتب الى والي الحجاز أن لا يتعرّض له. فخرج الى الحجاز وهرب الى مكة فلما قتل أخوه حجّ المهدي محمد بن المنصور في تلك السنة فقال له في الطواف قائل : أيها الأمير لي الأمان وأدلّك على موسى الجون بن عبد الله؟ فقال المهدي : لك الأمان إن دللتني عليه. فقال : الله أكبر أنا موسى بن عبد الله. فقال المهدي من يعرفك ممّن حولك من الطالبية؟ فقال : هذا الحسن بن زيد ، وهذا موسى بن جعفر ؛ وهذا الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي ، فقالوا جميعا : صدق هذا موسى بن عبد الله بن الحسن ، فخلى سبيله ، وعاش موسى الى أيام الرشيد ؛ ودخل ذات يوم فلما قام من عنده عثر بطرف البساط فسقط ، فضحك الرشيد ، فالتفت اليه موسى وقال : يا أمير المؤمنين انّه ضعف صوم لا ضعف سكر. ومات بسويقة ؛ وفي ولده العدد والإمرة بالحجاز وعقبه من (١) رجلين. عبد الله الشيخ الصالح ، ويلقب بالرضا أيضا وكان المأمون قد

__________________

(١) قال العمري في المجدي (ولد موسى بن عبد الله الملقب بالجون اثني عشر ولدا منهم تسع بنات ـ كذا عبارة العمري في (المجدي) ولم يذكر التاسع ـ هن : زينب خرجت الى محمد بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له ابراهيم وعيسى وداود وموسى ؛ وفاطمة وام كلثوم. قال ابن دينار : خرجت الى ابن أخي المنصور ، ورقية كان لها خطر خرجت الى اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له محمدا درج ؛ وخديجة وصفية وام الحسن امهن طليحة ومليكة خرجت الى ابن عمها ، والرجال ثلاثة ، منهم محمد درج ولم يعقب وابراهيم ، وعبد الله) م ص

١١٢

عيّن عليه وعلى علي بن موسى بن جعفر عليه‌السلام فخرج عبد الله على وجهه هاربا من بني العباس الى البادية ومات بها ، وله شعر وقد روى الحديث ، ومن ابراهيم بن الجون ، وامهما ام سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وام طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ؛ وامها ام كلثوم بنت أبي بكر الصديق.

أما ابراهيم بن الجون فأعقب من يوسف الأخيضر وحده امه قطبية بنت عامر من بني الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وأعقب يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون من ثلاثة الأمير أبو عبد الله صاحب اليمامة يعرف بالأخيضر الصغير ، وأبو الحسن ابراهيم ، وأبو جعفر أحمد ؛ وكان له أولاد أخر منهم الحسن بن يوسف ظهر بالحجاز وقتله بنو العباس بمكة ، ومنهم اسماعيل بن يوسف ظهر بالحجاز وغلب على مكة أيام المستعين وغور العيون واعترض الحاجّ فقتل منهم جميعا كثيرا ، ونهبهم ونال الناس بسببه بالحجاز جهد كثير ، ثم مات على فراشه فجأة في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين ولا عقب له ، وقام أخوه محمد بن يوسف بعد وفاته وأزرى على فعله في السفك والنهب والفساد فأرسل المعتز بالسفاح الأسروشي في عسكر ضخم فهرب محمد منهم وسار الى اليمامة فملكها وملكها أولاده بعده فهم هناك يقال لهم الأخيضريون ؛ وبنو يوسف أيضا. وولد الأمير أبو عبد الله محمد بن يوسف صاحب اليمامة اثنى عشر ابنا أعقب منهم ثلاثة ، وهم يوسف الأمير وفيه البيت والعدد ، وابراهيم. وأبو عبد الله محمد بن محمد قتيل القرامطة ؛ قتل هو وبنو أخيه اسماعيل وابراهيم وإدريس الأكبر والحسين بنو يوسف الأخيضر سنة ست عشرة وثلاثمائة في موضع واحد حامى بعضهم عن بعض ، وقد كان صالح بن يوسف أعقب وانتشر عقبه ولكنه انقرض.

أما يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن الجون

١١٣

فأعقب من ثلاثة رجال اسماعيل قتيل القرامطة ويكنى أبا ابراهيم ؛ وأبو محمد الحسن ، وأبو عبد الله محمد يدعى زغيبا أما أبو عبد الله محمد زغيب بن يوسف بن محمد فعقبه كثير منتشر ، وأما أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد فأعقب من رجلين ؛ وهما أبو جعفر أحمد أمير اليمامة ، وعبد الله الملقب فروخا أعقب أبو جعفر أحمد أمير اليمامة من رجلين وهما أبو عبد الله محمد الأمير ، وأبو المقلد جعفر يلقب عبرية ، له عقب كثير ، أما أبو عبد الله محمد الأمير بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من ولديه أحمد وعبد الله لكلّ منهما ولد ؛ وأما أبو المقلد جعفر بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من خمسة رجال محمد الأمير وعلي والحسن ، ومقلد ، وجعفر بن جعفر (١) «وأعقب» عبد الله الملقب فروخا من رجلين ابراهيم الملقب بعيثار وعيسى ، لهما أولاد وأولاد أولاد ، فمن ولد ابراهيم بن عبد الله فروخ عيثار بن المنفقية «المنتفقية خ ل» وهو ابن الحسن بن ابراهيم بن فروخ ، ونقل الشيخ ابو الحسن العمري عن أبي الحسن الأشناني النسابة في الحسن بن ابراهيم غمزا والله أعلم.

وأما أبو ابراهيم اسماعيل قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر وقد ولّي اسماعيل أمر اليمامة ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : ووجوه الأخيضريين اليوم من ولد اسماعيل ، وأعقب من رجلين صالح أمير اليمامة ؛ وأحمد الملقب حميدان يكنى أبا جعفر ؛ وقال ابن طباطبا : أبا الضحاك. أما صالح بن اسماعيل فله محمد أبو صالح ، ولمحمد بن صالح عبد الله يعرف بالجوهرة ، وله ولد وإخوة

__________________

(١) لم يذكر الخامس من الاخوة أولاد أبي المقلد في النسخ التي بأيدينا قال العمري في (المجدي) : (أبو المقلد جعفر بن الأمير أحمد أبي جعفر ابن الحسن بن يوسف الأمير وأولاده الأمراء. الأمير محمد قتله أخوه الأمير جعفر والأمير حسن ومنهم كرزاب بن علي بن عبرية قتل عمه الأمير جعفر بعمه محمد واخت كرزاب المعروفة بصباح العافية) هذا كلامه ولم يذكر بقية الأخوة.

١١٤

وأما أبو جعفر أحمد الملقب حميدان ، فله عقب كثير يقال لهم : بنو حميدان ، ومنهم بنو الدكين وهو أبو الفضل بن حميدان ، وبنو الألف وهو أبو العسكر بن حميدان ومنهم الحسن بن حميدان أعقب من ولده معيد بن الحسن ، وذو الوقار الفقيه العالم المتكلم الضرير المكنى بأبي الصمصام في قول من يصح نسبه ابن محمد بن المعيد هذا والله أعلم. ومنهم محمد بن حميدان له بقية بالعراق ـ آخر ولد يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.

أما ابراهيم بن محمد بن يوسف الأخيضر فأعقب ـ على ما قال ابن طباطبا ـ من أربعة رجال (١) وهم صالح أعقب من رجلين محمد وله أولاد وأولاد أولاد وابراهيم له ولدان محمد وأحمد ولهما أولاد ، وحميدان اسمه أحمد ، ومحمد. فمن بني أحمد حميدان صالح الدنداني القصير بن نعمة بن محمد بن أحمد المذكور ، لقيه أبو نصر البخاري ، ورآه العمري سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ومنهم سليمان ويسمى سالما بن اسماعيل بن أحمد المذكور ، أولد وأنكره ولده بنو الأخيضر.

وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف قتيل القرامطة فأعقب من ولديه يوسف ورحمة أبو يوسف ، لهما أولاد ، أما رحمة بن محمد بن محمد فولده أحمد بن رحمة له أولاد باليمامة وخرج الى خراسان ، وأما أبو الحسن ابراهيم بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجل واحد وهو رحمة امه فاطمة بنت اسحاق بن سليمان بن عبد الله بن الجون ، وأعقب رحمة من أحمد بن رحمة ، ومحمد بن رحمة لهما أولاد وانتشار ، ومن الحسين بن رحمة له أولاد ولأولاده أولاد، ومن اسماعيل بن رحمة ، له أولاد ولأولاده أولاد.

أما أبو جعفر أحمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجلين يوسف وعبد الله ، أما عبد الله فعقبه بالحجاز ، وأعقب من رجل واحد هو

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الرابع. م ص

١١٥

محمد بن عبد الله ، وعقب يوسف باليمامة كان من ابراهيم ومحمد وهو الذي يقال له الفرقاني نودي عليه ببغداد وتبرأ من النسب فوجه اليه أخوه ابراهيم بن يوسف رسولا قاصدا فحمله الى اليمامة ، قال الشيخ العمري : وهذا يدلّ على صحّة نسبه وله عقب هناك وقال الشيخ أبو عبد الله بن طباطبا الحسني : سألت أهل اليمامة من العلويين عن هذا البيت فلم يعرفه أحد منهم ولا ذكروا بقية لهم. حدّثني الشيخ المولى السعيد العلاّمة النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني ان ابراهيم بن شعيب اليوسفي حدّثه أن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعايد نحو من ألف فارس يحفظون شرفهم ولا يدخلون فيهم غيرهم ؛ ولكنهم يجهلون أنسابهم ويقال لهم بنو يوسف ـ آخر ولد يوسف الأخيضر وهم آخر ولد ابراهيم بن الجون والله أعلم ـ.

أما عبد الله الشيخ الصالح بن الجون وعقبه أكثر بني الحسن عددا وأشدّهم بأسا وأحماهم ذماما ، فأعقب من خمسة رجال وهم موسى الثاني ؛ وسليمان ، وأحمد المسور ويحيى السويقي ، وصالح. أما صالح بن عبد الله بن الجون فهو أقل (١) اخوته عقبا أعقب من ولده أبي عبد الله محمد الشاعر ، ويقال له الشهيد كان قد خرج على الحاج أيام المتوكل وأخذ وحبس بسر من رأى وطال حبسه ، ومدح المتوكل بعدّة قصائد وعمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة وهي (٢) :

طرب الفوائد وعاودت أحزانه

وتلعبت شغفا به أشجانه

وبدا له من بعدما اندمل الهوى

برق تألق موهنا لمعانه

__________________

(١) قال العمري في (المجدي) : أما صالح بن عبد الله بن موسى الجون فولد بنتا يقال لها دلفاء وثلاثة بنين درجوا ، ومحمدا يقال له الشهيد قبره ببغداد ويكنى أبا عبد الله وكان شاعرا مجودا.

(٢) أنظر القصيدة في (مقاتل الطالبيين) في أخبار محمد بن صالح بن عبد الله بن الجون. م ص

١١٦

يبدو كحاشية الرداء ودونه

صعب الذرى متمنع اركانه

فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق

نظرا اليه وردّه سجّانه

فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه

والماء ما سحّت به أجفانه

الى آخرها ، وكانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن ، وذلك أن ابراهيم بن المدبر أحد وزراء المتوكل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغني بها في مجلس المتوكل فلما سمعها المتوكل سأل عن قائلها فأخبره ابراهيم الوزير انّها لمحمد بن صالح وتكفّل به فأخرجه المتوكل من السجن ولم يمكنه من الرجوع الى الحجاز فبقى بسر من رأى الى أن مات ، وحكى الشيخ تاج الدين في كتابه «هداية الطالب» مسندا عن محمد بن صالح أنّه قال : خرجنا على القافلة قافلة الحاج التي جمع عليها قال فقتلنا من كان فيها من المقاتلة وغلبنا عليها فدخل أصحابي القافلة يغنمون ما فيها ووقفت أنا على تلك هناك فكلّمتني امرأة في هودج وقالت : من رئيس هؤلاء القوم؟ فقلت لها : وما تريدين منه؟ قالت : إنّي قد سمعت أنّه رجل من أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولي اليه حاجة. فقلت لها : هو هذا يكلّمك. فقالت أيها الشريف اعلم اني ابنة ابراهيم بن المدبر ولي في هذه القافلة من الإبل والمال والأقمشة ما يجل وصفه ومعي في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة وأنا أسألك بحق جدّك رسول الله وامك فاطمة الزهراء أن تأخذ جميع ما معي حلالا لك واضمن لك أيضا مهما شئت من المال أقترضه من التجار بمكة وأسلّمه الى من أردت ولا تمكن أحدا من أصحابك أن يعرض لي ولا يقرب من هودجي هذا ، قال : فلما سمعت كلامها ناديت في أصحابي : ألا من أخذ شيئا يرده ، فتركوا ما أخذوا وخرجوا إليّ فقلت لها : جميع ما معك من المال والجواهر وجميع ما في هذه القافلة هبة مني لك. ثم ذهبت أنا وأصحابي ولم نأخذ من تلك القافلة قليلا ولا كثيرا ، قال : فلما قبض عليّ وحملت الى سر من رأى وحبست دخل عليّ السجان ذات ليلة فقال بباب السجن نساء يستأذن في الدخول عليك ، فقلت في نفسي لعلهنّ بعض نساء أهلي

١١٧

المقيمين بسر من رأى فأذنت لهن فدخلن اليّ وتلطفن بي وحملن معهن شيئا من أطيب الطعام وغيره وبذلن للسجّان شيئا من المال وسألنه في التخفيف عني وفيهن امرأة تفوقهن هي تولت ذلك ، فسألتها من هي؟ فقالت أوما تعرفني؟ فقلت : لا. فقالت : أنا ابنة ابراهيم بن المدبر التي وهبت لها القافلة ثم خرجن ولم تزل تلك المرأة تتفقدني وتتعهدني في مدّة مقامي في السجن وكانت هي السبب في توصل ابيها الى خلاصي وتكلّم الناس في حال هذه المرأة وحال الشريف محمد بن صالح بعد خلاصه من السجن وأراد الشريف أن يتزوجها فخطبها الى ابيها ابراهيم فقال للرسول والله اني لأعلم ان لي في هذا شرفا ومنزلة وما كنت أطمع في مثله ولكن الناس قد تكلّموا فيهما وأنا أكره القالة فلما بلغ ذلك الشريف قال :

رموني واياها بشنعاء هم بها

أحق ؛ أدال منهم فعجلا

بأمر تركناه وحق محمد

عيانا ؛ فأما عفة أو تجمّلا

ثم إن ابراهيم بن المدبر زوجها له ، وكان الشيخ تاج الدين رحمه‌الله يقول : إن قبره ببغداد وهو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد وقبره يزار. قال : وما يقال من انّه قبر محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فغير صحيح. وما كان الله ليرزقه شيئا من الفضل مع ما فعل مع عمّه موسى الكاظم عليه‌السلام وكان قد سعى به الى الرشيد حتى قتل قلت : هكذا يقول رحمه‌الله ، ولكني وجدت ان محمد بن صالح توفي بسر من رأى ولم ينقله أحد الى بغداد قطعا والله سبحانه أعلم ، وأعقب أبو عبد الله محمد بن صالح من ابنه عبد الله ليس له عقب من غيره ، فأعقب عبد الله بن محمد من ابنه الحسن الشهيد قتيل جهينة وحده فأعقب الحسن الشهيد من ثلاثة رجال هم أبو الضحاك عبد الله ، وأحمد وسليمان يقال لبني عبد الله آل أبي الضحاك ، منهم آل حسن وهو حسن بن زيد بن أبي الضحاك ، وآل هذيم وهو هذيم بن مسلم بن زيد بن أبي الضحاك وأما يحيى بن عبد الله بن موسى الجون ؛ ويلقب السويقي ويقال لولده السويقيون فأعقب

١١٨

من رجلين أبي حنظلة ابراهيم ؛ وأبي داود محمد السويقي ، أما أبوحنظلة ابراهيم فأعقب من رجلين سليمان ؛ والحسن كذا قال الشيخ العمري ، وأكثر عقبه بالحجاز ، وقال ابن طباطبا : العقب من أبي حنظلة ابراهيم بن يحيى ، في الحسن وسليمان ، له أولاد باليمامة «منهم» صالح بن موسى بن الحسين بن سليمان بن ابراهيم بن يحيى المذكور ، كان نازلا على ابن مزبد الأسدي ؛ وكان شيخا ذا عقل ودين وله ولدان ابراهيم ويحيى ولكلّ منهما أولاد ، وادّعى انسان كان من المتفقهة بالاردن قاضيا بزعر من بيت المقدس نسبه وكتبوا إلى يسألون عنه فأجبت بأنّه في دعواه قد تمرض وان هذا شيخ من شيوخ بني حسن من البادية ولا أعلم بعد ذلك من أمر المدعي شيئا ؛ وأما أبو داود محمد بن يحيى السويقي فقال الشيخ تاج الدين أعقب من ثمانية رجال وقال أبو عبد الله بن طباطبا : أعقب من سبعة هم يحيى ويوسف الخيل والعباس وعبد الله وداود وعلي والقاسم «وزاد» النقيب تاج الدين أبا جعفر أحمد ، وقد عدّه الشيخ أبو الحسن العمري معقبا فمن بني القاسم بن محمد بن يحيى ويكنى بأبي محمد ، أبو جعفر أحمد وأبو عبد الله محمد ، ولهما عقب ؛ ومن بني العباس بن محمد بن يحيى ، يحيى بن العباس ، وله عقب كثير وهو فارس من فرسان بني حسن قال شيخ الشرف : أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي : رأيت يحيى هذا طويلا أسود قوي القلب قتل في البطائح بنشابة رماه بها الأكراد ليلا وأولد بالعراق عدّة أولاد منهم : أبو الغنائم يحيى بن يحيى ؛ له جعفر بن أبي الغنائم ومنهم محمد بن يحيى له يحيى بن محمد بن يحيى ؛ ومن بني علي وهو أبو الحسن الشاعر بن محمد بن يحيى ، أبو طالب محمد والحسين وأحمد لهم أولاد وأعقاب ، وكان لعلي الشاعر ؛ الحسن أيضا لم أعرف له عقبا ، ومن بني داود بن محمد بن يحيى ويكنى أبا الحمد،على الملقب كزرا ؛ وكثير ، وداود بن سليمان بن أبي الحمد لهم أعقاب يقال لهم آل أبي الحمد ؛ ومنهم الحسن بن محمد بن داود بن سليمان بن أبي الحمد ؛ له عقب بينبع ومن ولد عبد الله بن محمد

١١٩

بن يحيى ويكنى أبا محمد ، ويلقب الغلق ؛ وله عقب يقال لهم بنو الغلق ؛ أبو الحسين عبد الله يقال له الكوسج بن أبي الحسين بن يحيى النسابة بن عبد الله هذا وجه من وجوه بني حسن وفرسانهم ، قال ابن طباطبا : وهو العلق ، ومن ولد يحيى بن محمد بن يحيى ويلقب الكلح أبو الحريش ، نعمة بن يحيى ؛ بطل شجاع وميمون وسبظم بنو يحيى بن محمد بن يحيى قال العمري وانقرض يحيى ومن ولد يوسف الخيل بن محمد بن يحيى ؛ أحمد وعبد الله ويوسف المكنى أبا السفاح بنو يوسف الخيل فمن بني أحمد بن يوسف الخيل الفدكي يقال لولده آل الفدكي واخوه محمد المبعوج بن احمد بن يوسف يقال لولده آل المبعوج ، وداود بن يوسف بن أحمد بن يوسف الخيل ، ولده يقال لهم آل داود الأعمى وهم بالحجاز واليمن ، وأما أحمد المسوّر بن عبد الله بن موسى الجون وإنما لقب المسور لأنّه كان يعلم في الحرب بسوار يلبسه ، ويقال لولده الأحمديون وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة فأعقب من ثلاثة محمد الأصغر وصالح وداود فأعقب محمد الأصغر بن أحمد المسوّر من ثلاثة علي الغمقي (١) وجعفر الكشيش ويحيى السراج ، أما علي الغمقي وهو منسوب الى الغمق منزل بالبادية كان ينزله وولده يعرفون بالغميقيين ويقال لهم الغموق أيضا وهم عدد كثير بالحجاز والعراق ، فأعقب رجلين الحسن وعقبه من اسحاق المطرفي بن الحسن يقال لولده آل المطرفي ، منهم مسلم بن اسحاق ، يقال له ابن المعلمية ومن أحمد علي الغمقى أعقب من عبد الله الأمير ظهر أيام الراضي وله عقب منتشر فمن ولده علي بن إدريس بن عبد الله المذكور ، قتله (٢) القصري الحائري وخلف أربعة أولاد منهم موسى بن القاسم بن عبد الله المذكور مات «بميافارقين» سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، ومن بني الغمقى آل عرفة وآل جماز بن إدريس وآل سلمة ، والسيد فضل بن المطرفي

__________________

(١) في نسخة المجدي (العمقى) بالعين المهملة.

(٢) في المجدي سمّاه المصيري الجابري.

١٢٠