عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

«نزار خ ل» بن فاتك انقرض عقبه ؛ ومنهم عرادة ومنصور ابنا خلف بن رايق كانا من وجوه السادات الحجازيين.

ومن بني موسى بن علي الخواري ، سلطان بن أحمد بن محمد بن علي بن صبرة بن موسى بن علي الخواري له خليفة من أم ولد ، قيل انّه لغير رشدة (١) ، ومنهم بنو عزيز بن خليفة وبنو سلطان بن خليفة ، وبنو فتية بن شهوات بن محمد بن خليفة بالحلة والله أعلم ، ومنهم عباس بن موسى بن علي الخواري له ذيل وغيرهم ، ومن بني علي الخواري ، عبد الله الأكبر بن علي الخواري له ذيل ومنهم أبو الحسين يحيى بن الحسين بن علي الخواري ؛ له ذيل وبقية. وللحسين بن علي الخواري عقب من غيره أيضا ومنهم الحسن بن علي الخواري ، له ذيل. قال الشيخ العمري : وبقرية من الجفار يقال لها العريش ؛ قوم يدّعون نسب الخواريين وما أعرف صدق دعواهم.

والعقب من زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد وعقد له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أيام أبي السرايا على الأهواز ؛ ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس وأضرم النار في نخيلهم وجميع أسبابهم ، فقيل له زيد النار ، وحاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله الى المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون الى أخيه علي الرضا عليه‌السلام ووهب له جرمه ؛ فحلف على الرضا عليه‌السلام أن لا يكلّمه أبدا وأمر باطلاقه. ثم إن المأمون سقاه السمّ فمات. قال الشيخ أبو نصر البخاري : زيد بن موسى لم يعقب وجماعة من المنتسبين اليه بأرجان اليوم وهم على ما يزعمون من ولد زيد بن علي بن جعفر بن زيد بن موسى وهو غير صحيح.

__________________

(١) الرشدة بفتح الراء وكسرها أيضا مع سكون الشين المعجمة ضد الزنية ؛ يقال : هذا ولد رشدة ، إذا كان لنكاح صحيح. كما يقال في ضده : ولد زنية. تاج العروس.

٢٢١

وقال غير البخاري وعليه الشيخ العمري وشيخ الشرف العبيدلي وأبو عبد الله بن طباطبا وغيرهم : أعقب زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام من أربعة رجال للحسن ولده بالمغرب والقيروان ، والحسين المحدث ، وجعفر ، وموسى الأصم. فمن ولد موسى بن زيد النار موسى خردل بن زيد بن موسى المذكور ، له عقب منهم محمد ضغيب (١) بن محمد بن موسى خردل المذكور ، يقال لولده بنو ضغيب منهم بنو مكارم بالمشهد الغروي ، وهم بنو محمد مكارم بن علي بن حمزة بن محمد ضغيب. وبالغري وبغداد قوم ينتسبون الى علي بن محمد بن موسى خردل ، ولم يذكر عليا هذا أحد من النسّابين. ونسبهم مفتعل. والله أعلم بالصواب.

ومن بني جعفر بن زيد النار ، زيد بن علي بن جعفر المذكور له عقب بأرجان ، وابنه أبو محمد الحسين نقيب أرجان ، ومن بني الحسين المحدث بن زيد النار أبو جعفر محمد منقوش ، ذكر النسّابون : أنّه لا بقية له. قال ابن طباطبا : وورد انسان في نقابة أبي أحمد الموسوي الى بغداد وذكر انّه جعفر بن زيد بن أبي جعفر محمد منقوش فأثبته أبو أحمد وله أولاد وأخ بالري وقزوين والنيل والبندجين ، وعقب الحسين المحدث من زيد بن الحسين وحده ، ومنه في محمد ولمحمد أولاد بأرجان وغيرها منهم الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث ، وأخواه جعفر وزيد ، وادّعى الى زيد بن محمد بن زيد بن الحسين المحدّث دعيّ اسمه جعفر ، مبطل كذّاب ، له عقب بقزوين وله أخ اسمه هاشم أولد أيضا قال الشيخ العمري : هو على قول الشيخ أبي الحسن ـ يعني شيخ الشرف النسابة ـ مبطل دعيّ كذّاب غير أنّه ثبت في جريدة بغداد وأخذ مع أشرافها ولعلّه الذي تقدّم ذكره.

قلت : الظاهر انّه هو الذي ذكره ابن طباطبا في ولد جعفر بن زيد النار وذكر أن أبا أحمد الموسوي أثبته ، والله أعلم.

__________________

(١) في بعض النسخ المخطوطة (صعيب) بالصاد والعين المهملتين. م ص

٢٢٢

والعقب من عبد الله (١) بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، من رجلين موسى ومحمد. أما محمد فعقبه في «صح» ، قال الشيخ العمري : من ولده العدل بالرملة علي بن الحسن الأحول بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام كما وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ولد عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام موسى ، ما أعقب إلاّ منه ، فجميع أولاد عبد الله بن موسى من موسى بن عبد الله. هذا كلامه. وكان موسى بن عبد الله بنصيبين وله ولد بها وبغيرها ؛ فمن ولده جعفر الأسود الملقّب زنقاحا بن محمد بن موسى المذكور من ولده معمّر الضرير بن عبد الله بن زنقاح المذكور ، يعرف بابن العمرية وبهذا يعرف عقبه ، ومنهم بنو ناصر وهم ولد ناصر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن زنقاح ، كانوا ببيارى ولهم بقية.

ومن ولد موسى بن عبد الله بن الكاظم عليه‌السلام ؛ علي بن الحسين بن محمد بن موسى المذكور ؛ يعرف بابن ربطة ، له عقب كانوا بنصيبين. والعقب من عبيد الله بن موسى الكاظم (٢) وهو لأم ولد ؛ في ثلاثة رجال محمد اليماني والقاسم وجعفر ، وقد كان ابنه موسى أعقب وانتشر عقبه ثم انقرض ؛ وأما علي بن

__________________

(١) قبره بقرية من قرى ساوة مشهور ، زرته في رمضان سنة ٩١٨ هـ ، كذا في هامش الأصل ، وقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أخيه الرضا عليه‌السلام. م ص.

(٢) ولد عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وهو لأم ولد ، ثلاث بنات هن أسماء وزينب وفاطمة ؛ ومن الرجال ثمانية هم محمد اليماني وجعفر والقاسم وعلي وموسى والحسن والحسين وأحمد. فأما أحمد والحسن والحسين فلم يعقبوا وأما موسى فانتشر له عقب ثم وجدت عليه أنّه منقرض. وأما علي فمن ولده أبو المختار حمزة الفقيه ، وأما القاسم فمن ولده ميمونة المعمرة ماتت ولها مائة سنة وأما جعفر فأولد وانتشر عقبه ، وأما محمد اليماني فأولد وانتشر عقبه (المجدي).

٢٢٣

عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فقال الشيخ العمري : من ولده إن شاء الله أبو المختار ـ حمزة ـ الفقيه المقري بشيراز ـ بن الربيع بن محمد بن حمزة بن علي بن حمزة بن محمد بن علي بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام قال : وهذا أبو المختار ورد ومعه إبنان يقال لهما الحسين وشيت لا أعلم كانا أخوي حمزة أو عميه وثبتوا في جريدة شيراز وقاسموا الطالبيين بها ودفعهم كثير من العلويين لأن في المشجرات لم يثبت لمحمد بن علي بن عبد الله سوى ولد درج يقال له إبراهيم وبنات ، ولم يعرف لمحمد ولد له يقال له حمزة والله أعلم بصحّة نسب حمزة. هذا كلامه.

فعقب عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام في ثلاثة محمد والقاسم وجعفر. أما محمد اليماني بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام وربما قيل اليمامي بالميم فأعقب من ابراهيم وحده وأعقب ابراهيم من رجلين ، هما أبو جعفر محمد ، وأحمد الشعراني قال ابن طباطبا : ولده بهمدان. ـ فأعقب أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني من أربعة رجال وهم أبو القاسم جعفر الجمال له عدد وبقية في مواضع شتى وأبو القاسم عبد الله ، وأبو طاهر ابراهيم ـ وقيل انقرض ـ وأبو الحسن علي فأما أبو القاسم جعفر الجمال فمن ولده أبو الفاتك المكي ، وهو الحسين بن عبيد الله بن جعفر الجمال ، ولعبيد الله بن الجمال عدد من الأولاد ، وكذا لأبي الفاتك المكي ومن ولده أبو علي اسماعيل ، له أبو جعفر ابراهيم ـ وقيل محمد ـ الخطيب والقاضي بمكة وكان جليلا كريما ، له ولد بخراسان وعقب بمصر ، ومنهم أبو الحسن موسى بن جعفر الجمّال ويعرف بابن الاعرابي ويقال له صاحب الطوق غلب على نواحي آذربيجان ، وله عقب كانوا بشماخي من بلاد شيروان ، ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن جعفر الجمّال ، له عقب وجماعة بمصر ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الجمّال يلقب بحميمات ، له عقب أكثرهم بالحجاز ، كذا قال الشيخ العمري ومنهم أبو الفائز الحسين بن عبد الله بن جعفر الجمّال ، لحق بعضد الدولة بشيراز وأعقب بها.

٢٢٤

ومن ولد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني ويكنى أبا العباس أبو البركات يحيى بواسط ، وسليمان ، وطاهر ، وأبو طالب محمد ولهم أولاد وأعقاب بواسط ، قال ابن طباطبا : وفيهم غمز وطعن. وقال الشيخ العمري : وربما تكلّم بعض النساب في يحيى وما علمت فيه إلاّ الخير. وابنه أبو عبد الله محمد بن يحيى منقرض ؛ قاله أبو عمرو بن المنتاب. ومن ولد أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني أبو القاسم الحسين بن الحسن الأحول بن علي بن محمد المذكور في أخوين.

ومن ولد ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني أبو يعلي طاهر بن ابراهيم له بمصر ولد ، ومطهر وسالم وقد قيل إن ابراهيم انقرض والله أعلم. ـ وأعقب أحمد الشعراني بن إبراهيم بن محمد اليماني ؛ من عبد الله بهمدان ، وأبي اسحاق ابراهيم ، وأبي الحسين موسى ؛ فمن ولده أبو المكارم مؤيد بن يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني ، كان بمصر وله أولاد واخوة ، ولعبد الله بن أحمد الشعراني عقب بهمدان.

وأما القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ؛ ومن عبيد الله أبي زرقان ، ومن الحسين ؛ قال أبو عبد الله بن طباطبا : ومن محمد ومن الحسن أولد ابراهيم بالمراغة. وقال أبو المنذر : درج الحسن بن القاسم بن عبيد الله. قال الشيخ العمري : فلما كان منذ سنين أحسبها سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قدم من جزيرة ابن عمر ـ علي الشريف النقيب بالموصل أبي عبد الله الملقب بالتقي عميد الشرف ، واسمه محمد بن الحسن المحمدي رجل شاب على خديه خال مليح الوجه واضح الجبهة ربع القامة ، فذكر انّه حمزة بن الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام وأظهر كتبا بصحّة دعواه وشهادة القاضي أبي عبد الرحمان الطالقاني قاضي الجزيرة بامضاء الشهادات وثبوتها عنده ؛ فأحضرني النقيب بمحضر الأشراف وسألني عن قصة الرجل

٢٢٥

فقلت : هذا أمر شرعي يتعيّن عليك العمل بما يتحقّق فيه واكتب أنا بما تفعله. فقال لي : بل تكتب حتى أمضيه. فكتبت خطا متأوّلا إذا سئلت عنه أجبت عن صحته وسقمه فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمدي وعدت الى النقيب فأطلعته على ما في نفسي ، وأن أبا المنذر النسّابة زعم ان الحسن بن القاسم درج وأن خطي فيه تأوّل ، واندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل ، ثم إني قدمت الجزيرة لحاجة لي فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول وأخوه في جماعة من العامة يكبرون دخول حمزة في النسب ، وقال : دخل في ولد أبي الأدنى وهذا مما لا يصبر عنه. فأنفذت اليه فجاء وسألته عن شهوده فذكر انّهم يجيئون فقمت والجماعة الى القاضي أبي عبد الرحمن فاستحضر شخصين عدلين عدلهما عندي القاضي فشهدا بصحّة النسب وان أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحّة نسبه عند قوم علويين نازعوه فثبت نسبه بالشهادة القاطعة ، وأن هذا حمزة وأخاه واخته أولاد الحسين بن علي ولدوا على فراشه ، وأن رجلا يقال له شريف بن علي أخو الحسين لأبيه. فلما رأيت ذلك أمضيت نسبه وأطلقت خطي بصحته ، وكاتبت النقيب التقي عميد الشرف المحمدي فأثبته وصحّ نسبه غير منازع فيه.

وممن انتسب الى محمد بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام أبو طالب زيد نقيب عمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم بن عبيد الله المذكور ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : رأيته بعمان عند كوني بها سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، يعرف بابن الخباز له إخوة وأولاد ، يتظاهر بالتحرّم وفي داره مغنية مصطفاة ، وكانت آمنة بنت أبي (١) زيد الحسني تزوجها أحمد جدّ أبيه على قاعدة ما أعرفها فأولدها محمّدا ، ودفع النساب أن يكون لمحمد بن القاسم بن عبيد الله ولد اسمه أحمد ، فممن دفع نسبه عند قراءتي عليه والدي

__________________

(١) في (المجدي) سمّى أباها زيدا.

٢٢٦

أبو الغنائم ، والشريف أبو عبد الله بن طباطبا ، ورأيت عليه خط شيخ الشرف العبيدلي النسابة في كتابه المبسوط : «كاذب مبطل» فعلى هذا بطل نسب ابن الخباز نقيب عمان وولده واخوته (١).

وأما أبو زرقان عبيد الله بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من القاسم ومحمد ، للقاسم علي بن القاسم بن عبيد الله أبي زرقان كان ينزل الري وله ولد منتشرون ؛ قال الشيخ العمري : ادّعى اليه رجل اسمه أحمد بالعراق وقويت دعواه حتى كشفه أبو المنذر الجزار الكوفي النسابة وأبطل نسبه ، وكان أحمد هذا أحد رجال الزمان في الحيل والتلبيس فلم يغنه ذلك مع معرفة أبي المنذر وتبصّره شيئا ، وكان مقيما على الدعوى وربما لقي فيها مكروها.

أما موسى بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فمن ولده علي بن محمد بن موسى المذكور ، يلقب بالسخط بواسط ، له عقب وأخوه جعفر بن محمد كان بسوراء ومنهم القاسم بن موسى المذكور ولد عليا ؛ له ولدان معقبان وهما أبو جعفر وموسى.

وأما أبو القاسم جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام ويعرف بابن أم كلثوم وهي عمته بنت الكاظم عليه‌السلام اشتهر بها لأنها ربّته ، وعقبه منتشر فأعقب من رجل واحد وهو أبوالحسين محمد ، ومنه في أبي الطيب أحمد ؛ ومنه في علي وأبي (٢) عبيد الله بن جعفر أولاد أبي الحسين أحمد المعروف بابن دنيا بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام. ومنهم الشريف أبو الحسن عبد الله المعروف بابن دنيا ، خلف نقابة الطالبيين بالبصرة وهو ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام مات عن بنات ، ومنهم أبو الدنيا وهو أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي الطيب أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله

__________________

(١) الى هنا كلام العمري صاحب (المجدي).

(٢) في العبارة اضطراب ولعل فيها سقطا فليراجع. م ص.

٢٢٧

ابن الكاظم عليه‌السلام له عقب يعرفون ببني أبي الدنيا أكثرهم بالحجاز.

والعقب من حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ويكنى أبا القاسم وهو لأم ولد ، وكان كوفيا ، وعقبه كثير ببلاد العجم من رجلين القاسم ، وحمزة ، وكان له علي بن حمزة مضى دارجا وهو المدفون بشيراز خارج باب اصطخر ، له مشهد يزار. وأما حمزة بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وأمه ام ولد ، وكان متقدّما بخراسان وله عقب قليل بعضهم ببلخ وعقبه من ولده علي بن حمزة ابن حمزه منهم السيد علي بن حمزة بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وأخوه.

وأماالقاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وفيه البقية ويعرف بالاعرابي وامه أم ولد فأعقب من محمد ، وعلي ، وأحمد ، فمن بني محمد بن القاسم بن حمزة ، قيل وهو الاعرابي ، أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام خدم ملوك آل ساسان وعاشر كتّابهم ووزراءهم وله شعر منه قوله :

فديت غزالي وهو ملكي حقيقة

يلذّ به عيشي إذا نابني همّ

جميل محياه وكالدعص ردفه

لطيف سجاياه وليس له خصم

ولأبي الفتح البستي فيه :

أنا للسيد الشريف غلام

حيث ما كان فليبلغ سلامي

وإذا كنت للشريف غلاما

فانا الحر والزمان غلامي

ومنهم أحمد المجدور بن محمد بن القاسم بن حمزة ، له عدّة أولاد ، منهم اسماعيل ، ومحمد المجدور ، لهم أعقاب منهم نقباء طوس وساداتها ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن أحمد المجدور نقيب طبس سيد جليل شاعر ممدوح له عقب. وادّعى الى هذا البيت قوم يقال لهم الكوكبية أدعياء لا حظ لهم في النسب ، ودعواهم الى محمد المجدور بن أحمد بن محمد بن القاسم. وانتسب الى أحمد بن محمد

٢٢٨

المذكور أربعة إخوة ، هم الحسين وعبد الله وعلي والعباس وأعقبوا ونفاهم ابن زيادة الأفطسي النسابة وكذّب دعواهم ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : وبنيسابور قوم يزعمون انّهم من ولد محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وهم أدعياء.

ومن بني محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام أحمد بن زيد الملقب سياه بن جعفر بن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام كان مقيما ببغداد وولد فيها أولادا منهم محمد المدعو بالزنجار ، له ولد يقال لهم بنو سياه ، ومنهم أبو القاسم حمزة بن الحسين الملقب أبا زبيبة بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام أنكر نسب حمزة أبوه الحسين أبو زبيبة وأجاز نسبه نقيب همدان. قال الشيخ العمري : وأظن ان الشهادة وقعت على أبيه بالعقد على امه وانّه ولد على فراشه ، والله أعلم.

ومن ولد محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام صدر الدين (١) حمزة الدفتردار زمن السلطان أولجايتو سملت عينه في واقعة الوزير سعد الدين الساوي وهو حمزة بن حسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن محمد المذكور.

والعقب من العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام من القاسم المدفون بشوشي وحده ؛ وهم قليل ؛ قال ابن طباطبا : ومن موسى بن العباس. فأعقب القاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام ، من أبي عبد الله محمد ، له عقب ؛ قال ابن طباطبا : ومن أحمد بن القاسم ولده بالكوفة وفي الحسين صاحب السلعة ابن القاسم قال الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة للحسين الرسي النسابة : سألت الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشي المعروف بالقاسم ، فقال : سألت والدي فخارا عنه فقال : سألت السيد جلال

__________________

(١) قبره بتبريز بسرخاب ، يعظم ويزار. (عن هامش المخطوطة)

٢٢٩

الدين عبد الحميد التقي عنه فقال : لا أعرفه ولكنه مشهد شريف وقد زرته فقال والدي : وأنا أيضا زرته ولا أعرفه ، إلاّ اني بعد موت السيد عبد الحميد وقفت على مشجرة في النسب قد حملها بعض بني كتيلة الى السيد مجد الدين محمد بن معية وهي جمع المحسن الرضوي النسابة وخطّه ؛ يذكر فيها : القاسم بن العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام قبره بشوشي في سواد الكوفة والقبر مشهور (١) وبالفضل مذكور.

والعقب من هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : هارون بن موسى عليه‌السلام فمنهم من طعن في نسب المنتسبين اليه وقالوا : ما أعقب هارون بن موسى وما بقي له عقب. وقال الشيخ أبو الحسن العمري ؛ والشيخ أبو عبد الله بن طباطبا ، وغيرهما : أعقب هارون بن الكاظم عليه‌السلام من أحمد بن هارون وهو لام ولد. وأعقب أحمد بن هارون من رجلين ؛ محمد ؛ وموسى. أما موسى فقد كان أعقب عقبا يقال لهم بنو الأفطسية واليها ادّعى أبو القاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة الكوفي ، فقال : أنا علي بن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام. قال أبو الحسن العمري : فكتبت الى الموصل الى أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا أشك فيه : إن الرجل كاذب مبطل وانّه ادّعى الى بيوت عدّة لم يثبت له نسب في جميعها وإن قبره بالري يزار على غير أصل.

__________________

(١) في (مراصد الاطلاع) و (تاج العروس) بمادة «شاش» : شوشة قرية بأرض بابل أسفل من الحلة بقربها قبر ذي الكفل ، بها قبر القاسم بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام من آل البيت ويتبرّك به هذا ما ذكراه ولم يذكرا ان هناك قبرا للقاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام.

٢٣٠

وأما محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال الحسن وجعفر وموسى ، فمن ولد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون ، جعفر بن الحسن قاضي المدينة ونقيبها له عقب ؛ قال العمري : رأيت بعضهم بمصر. ومن ولد الحسن بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن علي بن الحسن وله ولد بنيسابور ؛ ومن ولد جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام أبو الحسن علي كان بنيسابور ومنهم ببخارا أبو عبد الله هارون بن محمد بن جعفر ؛ كان أحد أصحاب الأحوال الحسنة ، قال شيخ الشرف : ومضى هارون بن محمد بن جعفر الى اليمن وله ولد هناك.

ومن ولد موسى بن محمد بن أحمد بن هارون ، أميركا بطوس ، وهو علي بن المحسن بن الحسين الجندي بن موسى المذكور ، وبنو هارون بن الكاظم عليه‌السلام قليلون. والعقب من اسحاق بن موسى الكاظم ويلقب الأمير وهو لام ولد في العباس ومحمد والحسين وعلي ، وقال ابن طباطبا : وفي موسى والقاسم.

أما العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من اسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق ، له عقب كانوا ببغداد منهم أبو طالب محمد بن الزاهد المعدل الحداد ، كان يعمل الحديد ، وهو ابن علي بن اسحاق المهلوس ، مات بعد أن عمي وله ببغداد بقية يقال لهم بنو المهلوس. قاله العمري.

وأما محمد بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ولده عبد الله أبي القاسم ولأبي القاسم عبد الله ، أبو الحسين محمد ، ولده ببلخ. وأما الحسين بن اسحاق ابن الكاظم عليه‌السلام فعقبه من الحسن بن الحسين ؛ له أولاد منهم أبو جعفر محمد الصوراني قبره بشيراز بباب اصطخر يزار ، قاله ابن طباطبا والعمري. وللصوراني عقب يقال لهم بنو الوارث ، وهم ولد جعفر الوارث بن محمد الصوراني المذكور. قال العمري : وبنو الحسين بن اسحاق منتشرون بالبصرة والمدينة والأهواز.

وأما علي بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فله عقب كانوا بحلب قديما ثم انقرضوا

٢٣١

قال ابن طباطبا : وبمكة منهم أبو الحسن المفلوج محمد بن علي بن محمد بن علي بن اسحاق المذكور ؛ له ولد بالبصرة يعرف ب حيدرة. والعقب من اسماعيل (١) بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهم قليلون ، من موسى بن اسماعيل وحده فمن ولده جعفر بن موسى بن اسماعيل ، يعرف بابن كلثم ويقال لولده الكلثميون وهم بمصر منهم بنو السمسار ، وبنو أبي العساف ، وبنو نسيب الدولة ؛ وبنو الوراق ؛ وهم بمصر والشام الى الآن.

والعقب من الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهم قليل جدّا لا أعرف منهم أحدا وربما كانوا قد انقرضوا ، وقد عد الشيخ أبو نصر البخاري الحسن بن موسى من الخلص من الموسوية الذين لا نجد أحدا يشك فيهم. ثم قال في موضع آخر : والحسن بن موسى بن جعفر ؛ ولد جعفر بن الحسن من ام ولد يقال إنّه أعقب ، ويقال غير ذلك. هذا كلامه. وقال ابن طباطبا وأبو الحسن العمري : أعقب الحسن بن موسى من جعفر وحده. وأعقب جعفر من ثلاثة محمد والحسن وموسى ، فمن ولد محمد ؛ علي العرزمي بن محمد من ولده أبو يعلي محمد بن الحسين ـ الملقب بالبلا. قتل بطريق قصر ابن هبيرة ـ ابن الحسن الأحول بن علي العرزمي ، وقال البخاري : لست أعرف أحدا من ولد الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام غير ولدي العرزمي وهما علي والحسين إبنا الحسن بن علي العرزمي ولم يبق لهما ذكر بالعراق. وقال ابن طباطبا : ذكر أن واحدا منهم بالشام ولا أعرف حقيقة صورته ، فصورة الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام كصورة المنقرض إلاّ أن تقوم بينة عادلة لمن يذكر أنّه من ولده والله سبحانه وتعالى أعلم ـ آخر ولد

__________________

(١) قال العمري في (المجدي) ولد اسماعيل بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لام ولد ، جماعة ذكورا واناثا ، فمن ولده أبو جعفر محمد نقيب الموصل أيام ناصر الدولة بن حمدان الرازي الملقب اسفيد باج بن موسى بن محمد الأصغر ابن موسى بن اسماعيل بن الكاظم عليه‌السلام مات النقيب عن أولاد ذكور. م ص

٢٣٢

الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وهذا آخر بني موسى الكاظم عليه‌السلام.

وأما اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد وامه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويعرف باسماعيل الأعرج ، وكان أكبر ولد أبيه وأحبّهم اليه كان يحبّه حبّا شديدا ، وتوفي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الرجال الى البقيع (١) فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق عليه‌السلام بعشرين سنة ، كذا قال أبو القاسم بن خداع نسابة المصريين. فأعقب اسماعيل من محمد وعلي ابني اسماعيل. أما محمد بن اسماعيل فقال شيخ الشرف العبيدلي : هو امام الميمونية وقبره ببغداد. وقال ابن خداع : كان موسى الكاظم عليه‌السلام يخاف ابن أخيه محمد بن اسماعيل ويبره وهو لا يترك السعي به الى السلطان من بني العباس.

وقال أبو نصر البخاري : كان محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام مع عمه

__________________

(١) روي أن أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام جزع على وفاته جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما. وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته ؛ ولما مات اسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه عليه‌السلام وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه بل كانت من الأباعد فلما مات الصادق عليه‌السلام انتقل جماعة الى القول بإمامة موسى بن جعفر عليه‌السلام وافترق الباقون منهم فرقتين ، فرقة منهم رجعوا عن حياة اسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمد بن اسماعيل لظنّهم أن الامامة كانت لأبيه وأن الإبن أحقّ بمقام الامامة من الأخ ، وفريق منهم ثبتوا على حياة اسماعيل وهم اليوم شذاذ وهذان الفريقان يسميان الإسماعيلية ، ذكر ذلك الشيخ المفيد في (الارشاد) والطبرسي في (إعلام الورى) في باب أولاد الصادق عليه‌السلام.

٢٣٣

موسى الكاظم عليه‌السلام يكتب له السر الى شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد الحجاز سعى (١) محمد بن اسماعيل بعمه الى الرشيد : فقال : أعلمت ان في الأرض خليفتين يجبى اليهما الخراج؟ فقال الرشيد : ويلك أنا ومن؟ قال : موسى بن جعفر. وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم عليه‌السلام وحبسه وكان سبب هلاكه ، وحظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد وخرج معه الى العراق ومات ببغداد ودعا عليه موسى بن جعفر عليه‌السلام بدعاء استجابه الله تعالى فيه وفي أولاده ؛ ولما ليم موسى بن جعفر عليه‌السلام في صلة محمد بن اسماعيل والاتصال مع سعيه به ، قال : إني حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرحم إذا قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت قطعها الله تعالى وإنما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.

وأعقب محمد بن اسماعيل بن جعفر من رجلين اسماعيل الثاني وجعفر الشاعر. أما فمن ولده بنو البغيض وهو جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام وابنه محمد الملقب بنعيش ، وهم عدد كثير بمصر ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : ومنهم من هو بالمغرب وربما كانوا قد أولدوا ، فمن ثم يجب أن لا يكذب من ينسب اليهم بل يطالبه بصحة دعواه وهم ثلاثة نفر ، أحمد أبو الشلعلع ، وجعفر واسماعيل ؛ بنو محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ومن بني جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل ، علي بن محمد بن جعفر المذكور. قال ابن دينار الأسدي الكوفي : لم يعقب. وقال أبو القاسم الحسين بن خداع المصري : أغرب علي بن محمد هذا ثم قدم الى مصر سنة إحدى وستين وثلاثمائة

__________________

(١) ذكر الشيخ المفيد أن الساعي بعمّه الكاظم عليه‌السلام الى الرشيد هو علي ابن اسماعيل لا أخوه محمد وذكر قصة السعاية انظر (الارشاد) باب ذكر السبب في وفاته عليه‌السلام. م ص

٢٣٤

ومعه إبناه حسين وجعفر ومع الحسين ولده نصر صغيرا ؛ وإذا رآه ابن خداع وهو مصري بطل قول ابن دينار وهو كوفي. وقال الشيخ أبو نصر البخاري أولاد اسماعيل بن محمد بن اسماعيل لا شك في نسبهم ، وأولاد جعفر بن محمد بن اسماعيل انا متوقف في تعاقبهم اليوم ، وينتسب اليه قوم من أهل الشام وهؤلاء أمراء مصر ينتسبون اليه.

قلت : وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الذين استولوا على المغرب ومصر ونفاهم العباسيون وكتبوا بذلك محضرا شهد فيه جل الأشراف ببغداد ، وانضم الى ذلك ما ينسب اليهم من الأحاديث وسوء الاعتقاد (١) وقد تأملت بعض ما حكي من الطعن فيهم فوجدته لا يتمشى لكونه بناء على أن المهدي أوّلهم منسوب الى أنّه محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام لصلبه ، وزمانه لا يحتمل ذلك والشريف الرضي الموسوي مع جلالة قدره صحح في شعره نسبهم حيث يقول :

ما مقامي على الهوان وعندي

مقول صارم وأنف حمي

أحمل الضيم في بلاد الأعادي

وبمصر الخليفة العلوي

من أبوه أبي ومن جدّه جدي

إذا ضامني البعيد القصي

وقال ابن طباطبا : جعفر بن محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام عقبه من محمد يقال له الحبيب ، وعقبه من الحسن المعروف بالبغيض ، وعبد الله بالمغرب وجعفر بالمغرب ؛ واسماعيل بالمغرب ، وهم من أنساب القطع في «صح».

وأول الخلفاء العبيديين عبيد الله أبو محمد ، وإحدى الروايات أنّه ابن محمد الحبيب بن جعفر بن محمد بن اسماعيل ؛ ظهر بسلجماسة في أرض المغرب يوم

__________________

(١) قال ابن الجوزي في تاريخه : إن أول الخلفاء الفاطميين أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (عن هامش المخطوطة)

٢٣٥

الأحد سابع ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين ، وبنى المهدية وانتقل اليها في شوال سنة سبع وثلثمائة ؛ وملك إفريقية من أعمال المغرب وسير ولده فملك الاسكندرية والفيوم وبعض أعمال الصعيد. وفي بعض الروايات أنّه ابن جعفر بن الحسن بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل. قال : وهو جعفر البغيض. ثم ملك بعده ابنه القائم أبو القاسم محمد ثم ابنه المنصور أبو ظاهر اسماعيل ، ثم ابنه المعز أبو تميم معد بن اسماعيل ؛ وهو أوّل من ملك مصر وانتقل اليها في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ؛ ثم ابنه العزيز أبو منصور نزار بن معد ثم ابنه الحاكم (١) أبو علي المنصور بن نزار ، ثم ابنه الظاهر أبو الحسن علي المنصور ، ثم ابنه المستنصر أبو تميم معد بن علي ، ثم ابنه المستعلي أبو ظاهر اسماعيل ، كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين. وقيل : أبو القاسم (٢) أحمد بن معد (٣) ثم ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر في قول الشيخ تاج الدين. وقيل : أبو علي منصور بن أحمد بن معد ، ثم الحافظ أبو الميمون عبد المجيد بن أبي القاسم محمد بن المستنصر ، ثم ابنه الظافر أبو

__________________

(١) في أيام الحاكم بأمر الله هذا ظهرت عقيدة الدروز الذين يسكنون جبال لبنان اليوم وهم فرقة كبيرة أولوا بسالة وشجاعة.

(٢) أبو القاسم أحمد هذا هو الملقب بالمستعلي عند المؤرخين لا أبو ظاهر اسماعيل الذي ذكره النقيب تاج الدين ، وهو الذي بويع له بالخلافة في مصر سنة ٤٨٧ هـ بعد وفاة أبيه المستنصر أبي تميم معد بن علي وتوفي بالقاهرة سنة ٤٩٥ هـ ومدة حكمه سبع سنوات. ثم بويع لابنه المنصور الآمر بأحكام الله بعد وفاة أبيه أحمد المستعلي واستمر بالخلافة ٢٩ سنة ثم قتله جماعة من الباطنيين سنة ٥٢٤ هـ ثم بويع بعده للحافظ عبد المجيد أبي الميمون المذكور. انظر (تاريخ العلويين) لمحمد أمين غالب الطويل ، طبع اللاذقية سنة ١٣٤٣ هـ.

(٣) لعل هنا سقطا ؛ ويحتمل زيادة لفظة (ابنه) فليراجع. م ص

٢٣٦

منصور اسماعيل بن عبد المجيد ، ثم ابنه الفائز أبو القاسم عيسى بن اسماعيل ثم العاضد أبو محمد عبد الله بن أبي الحجاج يوسف بن الحافظ ، وهو آخرهم قبض عليه الصلاح بن أيوب سنة سبع وستين وخمسمائة وأخرج الملك منهم بعد أن ملك هؤلاء الأربعة عشر ، وكانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي (١) الى أن قبض على العاضد مائتان وإحدى وسبعين سنة ، منها بمصر مائتان وست سنين.

ومنهم المصطفى لدين الله نزار بن المستنصر بن معد بن علي بن الحاكم كان صاحب دعوة الاسماعيلية ، ومن ولده علاء الدين صاحب قلعة الموت ، وهو ابن جلال الدين حسن بن علاء الدين محمد بن أبي عبد الله حسين بن المصطفى لدين الله نزار المذكور ، وابنه ركن الدين خورشاه قتلته المغول ، ولهم أعقاب كثيرة بمصر والشام ، منهم الشريف أبو الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن أبي القاسم محمد بن المهدي عبيد الله بن محمد الحبيب ، رآه الشيخ أبو الحسن العمري بالقاهرة وله ولد وولد ولد ، وكان قد خرج يحيى (٢) بن كردويه القرمطي في أيام المكتفي

__________________

(١) كانت وفاة عبيد الله الملقب بالمهدي في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ومات ابنه القائم محمد سنة ٤٣٣ هـ ومات ابنه المنصور اسماعيل سنة إحدى وأربعين ، ومات ابنه المعز أبو تميم معد سنة خمس وستين ، ومات ابنه العزيز نزار سنة ست وثمانين ، ومات ابنه الحاكم المنصور سنة احدى عشرة وأربعمائة ومات ابنه الظاهر علي سنة سبع وعشرين ومات ابنه المستنصر معد سنة سبع وثمانين ، ومات ابنه المستعلي أحمد سنة خمس وتسعين ، ومات ابنه الآمر منصور سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، ومات الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، ومات ابنه الظافر إسماعيل سنة تسع وأربعين ، ومات ابنه الفائز عيسى سنة خمس وخمسين ، ومات العاضد عبد الله بن يوسف بن الحافظ سنة سبع وستين وخمسمائة ، وبه انقطعت دولة الاسماعيلية بمصر. (عن هامش الأصل)

(٢) كان قتل يحيى بن زكرويه سنة ٢٩٠ هـ وقتل أخيه الحسين سنة ٢٩١ ومات أبوهما زكرويه سنة ٢٩٤. (عن هامش الأصل)

٢٣٧

العباسي وادّعى أنّه محمد بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ودعا الى نفسه فانهض المكتفي اليه محمد بن سليمان فحاربه وقتله فانتصب مكانه أخوه الحسين بن كردويه ؛ ويقال زكرويه وادّعى أنّه أحمد بن عبد الله بن محمد المذكور صاحب الشامة ودعا الى نفسه ويلقب بالمهدي المنصور ، وعظم أمره وملك الشام بكره وفعل في الإسلام ما شاع ذكره ، وهزم محمد بن سليمان وقتل أكثر جيشه فقلق المكتفي لذلك وشخص بنفسه الى الرقة وأنجد محمد بن سليمان بالرجال وأمده بالعدد والأموال ، فجرت بينهما عدّة وقائع حتى أسره ووزيره ومائتي نفس من وجوه أصحابه بعد أن قتل منهم ما لا يحصى ، وأدخل بغداد وشهر بها ثم أحرقوا.

وأما اسماعيل الثاني بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من رجلين محمد وأحمد ، فمن ولد محمد بن اسماعيل الثاني ، الحسن صبنوحة (١) بن محمد المذكور ، من ولده بنو تمام بسورا وهم ولد أبي منصور تمام بن محمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن المبارك بن المسلم بن علي بن الحسين بن الحسين بن الحسن صبنوحة ، منهم جماعة ينزلون عذار الفرات عند زبيد. ومنهم بنو البزاز بالحلة ، وهم ولد بركة البزاز بن معمر بن مرجي البزاز بن معمر بن محمد بن زيد الضرير بن محمد صبنوحة بن الحسن بن الحسن صبنوحة المذكور ، ومنهم الجلال عبيد الله بن محمد العطار بالحلة ابن القاسم العطار بن أبي العز محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن محمد بركة البزاز ميناث رأيته بالحلة.

ومن ولد أحمد بن اسماعيل الثاني ، الحسين المنتوف واسماعيل الثالث ابنا

__________________

(١) يمضي في بعض النسخ المخطوطة (صينوحة) بالصاد المهملة ثم الياء التحتانية ثم النون والواو وبعدهما الخاء المعجمة ، وفي (المجدي) ضبوخة بالضاد المعجمة بعدها الباء الموحدة بعدها الواو ثم الخاء المعجمة. م ص

٢٣٨

أحمد ، فمن بني الحسين المنتوف جماعة كثيرة بمصر وغيرها ، منهم نقيب الطالبيين بمصر ، أبو علي عماد الدولة الحسين بن حمزة بن علي الشجاع بن الحسين المحترق بن اسماعيل نقيب دمشق ابن الحسين المنتوف ، ومنهم نسيب الملك وهو عقيل بن علي بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علي الأصم الملقب علوشا بن الحسين المنتوف ، ونسيب الملك هذا هو الذي ورد كتابه الى الشيخ السيد عبد الحميد بن التقي النسابة بالطعن في نسب ابن أسعد الجواني النقيب النسابة بمصر.

وأعقب اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الثاني من أربعة رجال ، وهم أبو جعفر محمد ، ومن ولده موسى المكحول بن أبي جعفر محمد ، يقال لولده بنو المكحول ، منهم نور الدين إبراهيم بن تللوه النسابة بمصر ، وتللوه هو يحيى بن محمد بن موسى بن محمد بن أبي تميم بن يحيى بن إبراهيم بن موسى المكحول وهم كثيرون ، وأبو القاسم الحسين حماقات بن اسماعيل الثالث يقال لولده بنو حماقات وعلي حركات وهو ابن اسماعيل الثالث وأحمد عاقلين (١) بن اسماعيل الثالث فمن بني عاقلين المحسن بن علي بن اسماعيل الأحول بن أحمد عاقلين له أربعة بنين. قال أبو الحسن العمري : وله ذيل. ومن بني علي حركات أبو الحسن علي الشاعر بالأهواز صديق أبي الغنائم بن أبي جعفر الحسين ، وهو ابن محمد الملقب سندي بن علي حركات ؛ مات (٢) في طريق مكة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وخلف عدّة من الولد ببغداد وغيرها.

قال الشيخ أبو الحسن العمري : ورأيت له (٣) بالبصرة ولدا اسمه تمام

__________________

(١) عاقلين بصيغة الجمع المذكر السالم ؛ كذا ضبطه العمري في (المجدي).

(٢) يعني علي حركات ، ذكره في (المجدي).

(٣) يعني لعلي الشاعر كما ذكر في (المجدي) وقال : إنّه أولد بالأهواز من بنت الصائغ عدّة أولاد أكثرهم اناث. م ص

٢٣٩

امه عودة الكراعة جارية اللبودي ، وكانت أمه تعضده وأبوه يعترف به تارة وينكره اخرى ، غير اني رأيته في بعض الأوقات يأخذ مع العلويين ، وكان له شعر على صدره والناس كلّهم يخاطبونه بالشرف ، وذكر انّه ولد علي الشاعر غير انّه لغير رشدة. هذا كلامه.

وأما علي (١) بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من اسماعيل ولده بالمغرب ومن محمد. أما محمد بن علي بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من أبي الحسن علي بن محمد وأعقب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل ، من علي يلقب أبا الجن (٢) له عقب كثير بدمشق والعراق منهم الحسن السيبي بن علي نقيب الدينور بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي سكن السيب فنسب اليه. ومنهم أبو مفرج وهو معد بن الحسن بن حمزة نقيب الأهواز ابن المحسن بن علي (٣) نقيب الأهواز ومنهم بنو الزكي وهو أبو المعالي بن علي بن عبد الرحمان بن علي بن عبد المحسن بن ظريف بن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور ، ومنهم بنو التقي وهو ابن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور ، ومنهم قضاة دمشق ونقباؤها وهم من ولد العباس بن علي بن الحسن بن أبي الحسن علي. كان العباس هذا قاضي دمشق وابنه الحسن قاضي دمشق أيضا ، وابنه الآخر علي بن العباس قاضي بعلبك

__________________

(١) قال العمري في (المجدي) : تزوج علي بن اسماعيل فاطمة بنت عبد الله ابن الصادق عليه‌السلام وأولدها رقية وزيدا ؛ وله من أم ولد خديجة الصغرى وعبد الله وابراهيم ؛ وله من غير هاتين الحسن والمحسن وطاهر وخديجة الكبرى وبريهة وحكيمة وزينب والحسين ، له ولد بالكوفة وأظنه درج وإسماعيل الأقطع له ولد بالمغرب ، ومحمد ابن المحمدية قبره ببغداد.

(٢) قال العمري : يلقب أبا الجن لجرأة كانت فيه فكانوا يقولون له : أنت أبو الجن لا نتنفر من بيتك.

(٣) وعلي هذا ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن المذكور ، قاله العمري.

٢٤٠