عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

ووجدت السيد رضي الدين بن قتادة الحسني قد قطع عليا عن معمر ، وابن قثم الزينبي العباسي قطع محمدا عن اسعد ، وأسعد والد النسابة كان عالما فاضلا نحويا علاّمة ، ذكره العماد الكاتب الاصفهاني في كتاب «خريدة القصر» وأثنى عليه بالفضل وذكر له أشعارا حسنة ، وذكر ان لقبه سناء الملك والله أعلم بحاله.

وأعقب أبو جعفر محمد المقتول على الدكة ببغداد صبرا من جعفر الأعرج ومنه في رجلين أبي الحسين محمد ، وأبي الحسن النقيب بواسط ، ومنهم بنو الجواني بواسط وغيرها.

وأما علي الصالح بن عبيد الله الأعرج وفي ولده الرياسة بالعراق ويكنى أبا الحسن وامه ام ولد ، وكان كوفيا ورعا من أهل الفضل والزهد وكان هو وزوجته ام سلمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي يقال لهما الزوج الصالح وكان علي بن عبيد الله مستجاب الدعوة ، وكان محمد بن ابراهيم طباطبا القائم بالكوفة قد أوصى اليه فان لم يقبل فلأحد ابنيه محمد وعبيد الله ، فلم يقبل وصيته ولا أذن لأبنيه في الخروج ، فأعقب من رجلين عبيد الله الثاني وفيه البيت ، وابراهيم.

أما ابراهيم بن علي الصالح فأعقب من ثلاثة رجال أبي الحسن علي قتيل سامراء وأبي عبد الله الحسين العسكري والحسن. أما الحسن بن ابراهيم بن علي الصالح فمن ولده المحترق وهو أبو جعفر محمد بن الحسن المذكور ولهم بقية يقال لهم (١) بنو المحترق ، منهم بنو طفيطفة (٢) كانوا بالكرخ وهو أحمد

__________________

(١) كان منهم ببيهق أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المحترق بن الحسن بن ابراهيم المذكور. (عن هامش الأصل)

(٢) بالطاء المهملة المضمومة ثم الفاء المفتوحة بعدها الياء ثم الطاء المهملة والفاء ؛ وفي بعض المخطوطات (طقطقة) بطاءين مهملتين مفتوحتين بعد كلّ منهما قاف.

٣٢١

ابن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد المجل بن يحيى بن محمد بن حمزة بن علي بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد المحترق. وأما أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم ابن علي الصالح فمن ولده السيد العالم الشاعر قاضي دمشق محمد النصيبيني ابن الحسين بن عبد الله بن الحسين المذكور. له ولد. وأما أبو الحسن علي بن ابراهيم بن علي الصالح فمن ولده الشيخ العالم الفاضل الشيخ أبو الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي الجرار بن الحسن بن علي المذكور ، اليه ينتهي علم النسب في عصره وهو شيخ الشيخ أبي الحسن العمري وشيخ الرضيين الموسويين ، وله مصنفات كثيرة في علم النسب مختصرة ومطولة ، قارب المائة وبلغ تسعا وتسعين سنة وهو صحيح الأعضاء ، ومات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وانقرض عقبه.

وأعقب عبيد الله الثاني بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج من أبي الحسن علي وحده ، ومنه في رجلين عبيد الله الثالث ؛ وأبي جعفر محمد. أما أبو جعفر محمد فعقبه قليل لا يعرف منهم إلاّ أهل بيت واحد في الكوفة يقال لهم بنو قاسم وهم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأشل بن محمد بن ابراهيم بن أبي جعفر المذكور كذا قال الشيخ تاج الدين ، وعن السيد غياث الدين بن عبد الحميد الحسيني النسابة ان ابراهيم الأشل يعرف بقاسم وبه يعرف ولده وهو الظاهر.

وأما عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله الثاني وفيه البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد الصبيب ؛ وأبي الحسن علي قتيل اللصوص ؛ وأبي الحسين محمد الأشتر بالكوفة. أما أبو جعفر محمد الصبيب بن عبيد الله الثالث فعقبه من ابنه أبي عبد الله الحسين النعجة ، يقال لولده بنو النعجة وانفصل منهم بنو ترجم ؛ وهم ولد ترجم بن علي بن المفضل بن الحسين النعجة المذكور ، كانوا جماعة بالحلة لهم سيادة ونقابة وقد تفرّقوا الآن وذهبت نعمتهم ولهم بقية بالحائر والحلة وواسط ، ومنهم العمدة وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن سعيد بن علي بن أحمد بن النعجة له عقب. وأما علي قتيل اللصوص بن عبيد الله

٣٢٢

الثالث فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم أبو القاسم الحسين الجمال الملقب صندلا ويدعى قسما ؛ وأبو علي عبيد الله ، وأبو علي محمد الحسن الملقب بالعزي يعرف عقبه ببني العزي الى الآن ، وانفصل منهم بنو شقشق هو أبو القاسم حمزة بن الحسن العزي يقال لولده بنو شقشق ؛ ومن ولد أبي علي عبيد الله ، أبو تراب حيدر بن الحسين بن علي بن عبيد الله المذكور ، ومنهم أبو تراب علي بن أبي المعالي بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله المذكور ؛ ومن بني الحسين صندل بن علي قتيل اللصوص ، أثير الدولة صديق العمري أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد بن الحسين صندل المذكور.

وأما الأمير أبو الحسين محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث ويلقب الأشتر لضربة كانت في وجهه ضربه إياها غلام الفدان الزيدي ، وقد مدحه أبو الطيب بالقصيدة التي في أول ديوانه التي أوّلها :

أهلا بدار سباك أغيدها

أبعد ما بان عنك خرّدها

منها يذكر الضربة :

يا ليت بي ضربة أتيح لها

كما أتيحت له محمدها

أثر فيها وفي الحديد وما

أثر في وجهه مهندها

فاغتبطت إذ رأت تزينها

بمثله والجراح تجندها

فأعقب وأنجب وأكثر. وكان له نيف وعشرون ولدا تقدموا بالكوفة وملكوا حتى قال الناس : «السماء لله والأرض لبني عبيد الله» وأعقب من أولاده ثمانية (١) الأمير أبو علي محمد أمير الحاج ، وعبيد الله الرابع ، وأبو الفرج محمد ، وأبو العباس أحمد يلقب البن ، وأبو الطيب الحسن ، وأبو القاسم حمزة يلقب شوصة ، والأمير أبو الفتح محمد المعروف بابن صخرة ، وأبو الرجا محمد.

__________________

(١) لم يذكر منهم إلاّ عقب ستة وأهمل ذكر السابع والثامن. م ص

٣٢٣

أما أبو الرجا محمد بن الاشتر فعقبه قليل منهم بنو عياش بن محمد بن معمر بن أبي الرجا المذكور له بقية. وأما الأمير أبو الفتح محمد بن الأشتر فعقبه من ابنه أبي طاهر عبد الله نال النقابة ببغداد في أيام الشريف المرتضى الموسوي وأعقب من رجلين أبي البركات محمد نقيب واسط ؛ وأبي الفتح محمد نقيب الكوفة. أعقب أبو البركات محمد نقيب واسط ابن عبد الله بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال ، وهم أبو يعلي محمد نقيب واسط ؛ وأبو المعالي محمد ؛ وأبو الفضائل عبد الله وأبو القاسم سيف.

فمن ولد أبي يعلي نقيب واسط ؛ السيد العالم السخي السري النقيب بواسط مؤيد الدين عبيد الله بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن سالم بن أبي يعلي المذكور ؛ مات عن بنات ؛ ولأبي يعلى النقيب بقية بواسط. ومن ولد أبي المعالي محمد بن أبي البركات محمد نقيب واسط ، أحمد بن مهدي بن أبي المكارم بن معد بن يحيى بن أبي المعالي المذكور. ومن ولد أبي الفضائل عبد الله بن أبي البركات محمد نقيب واسط ، أبو الحسين أحمد الغش بن أبي الفضائل المذكور ، أعقب بواسط يقال لهم بنو الغش. ومن ولد أبي القاسم سيف بن أبي البركات محمد نقيب واسط. محمد بن حيدرة بن يحيى بن سيف المذكور ، وعلي بن عبد الله بن جعفر بن سيف المذكور.

وأعقب ابو الفتح محمد نقيب الكوفة ابن أبي طاهر عبد الله بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال ، وهم أبو جعفر النفيس واسمه هبة الله ، ومجد الدين أبو محمد عمر نقيب الكوفة ، وعدنان ، وأبو الحسين محمد ، وقيل أحمد. أما أبو الحسين محمد بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من أربعة رجال هم أبو الفتح محمد قوام الشرف ، وأبو نزار عدنان ، وأبو السعادات محمد وأبو علي الحسن ، أما أبو الفتح محمد قوام الشرف بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أبي الفتح محمد المذكور ؛ وأما

٣٢٤

أبو نزار عدنان بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن أبي هاشم بن أبي القاسم بن محمد بن معد بن عدنان المذكور ، وأما أبو السعادات محمد بن أبي الحسين محمد فمن ولده أبو الغنائم محمد بن أبي المكارم محمد بن أبي السعادات محمد المذكور له عقب.

وأما أبو علي الحسن بن أبي الحسين محمد المذكور فأعقب من ثلاثة رجال : محمد وفوارس وأبي الحسن علي يعرف بالشاب وبه يعرف ولده ، وعقبه وعقب أخويه بالكوفة (١) والغري. وأما عدنان بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فمن عقبه مضر بن ملد بن معد بن عدنان المذكور ، واخوته معدّ بن ملد والمظفر بن ملد ، وأبو الحسين بن ملد ؛ لهم عقب. وأما أبو محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من رجلين ؛ وهما شهاب الشرف أبو عبد الله أحمد وتاج الشرف أبو علي المظفر فمن بني أبي علي المظفر ، السيد العالم مجد الدين محمد بن يحيى بن مظفر المذكور وهو خال الطاهر جلال الدين أحمد بن الفقيه يحيى وأخويه. وجد أولادهم أيضا كانت له بنات خرجن الى الإخوة الثلاثة تاج الدين ، وجلال الدين ، وزين الدين بنو السيد الفقيه يحيى بن طاهر بن أبي الفضل الزيدي. ولم يكن له ذكر وانقرض جدّه المظفر.

ومن بني شهاب الشرف أبي عبد الله أحمد بن أبي محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة بنو أبي جعفر بالكوفة ؛ وهم ولد أبي جعفر شرف الدين هبة الله ، وقيل محمد بن شهاب الشرف أحمد المذكور ، منهم شمس الدين ناخون (٢) بن ابراهيم بن أبي جعفر هبة الله المذكور ، شيخ الجهال من العلويين وأهل الفتنة والشر أيام حروبهم مع الهاشميين ؛ ومنهم فخر الدين معد بن زيد بن أبي

__________________

(١) وتعرف بقيتهم اليوم بآل الفتال في الغري والرماحية. (عن هامش الأصل)

(٢) في بعض المخطوطات تاخور بالتاء المثناة الفوقانية ثم الألف بعدها الخاء المعجمة ثم الواو والراء المهملة. م ص

٣٢٥

جعفر هبة الله المذكور شيخ العلويين.

وأما أبو جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من ثلاثة رجال ، أبو الحسين جعفر كمال الشرف ، وأبو نزار أحمد ، وشكر الأسود ، وطعن ابن المرتضى النسابة الموسوي على شكر الأسود هذا وقال : قالوا ان امه جارية نكحها أبوه بغير إذن مولاها ، والشيخ السيد عبد الحميد بن التقي الحسيني أثبت نسبه وقال : امه ام ولد اسمها سعادة. ولا شك أن السيد عبد الحميد أخبر بحاله وأقرب عهدا به من ابن المرتضى وله عقب يقال لهم بنو كمكة ، وهم ولد أبي منصور جعفر بن أبي منصور بن طراد بن شكر المذكور.

وأما أبو نزار أحمد بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من أبي منصور الحسن يعرف بابن كوهرية له عقب ؛ وأما أبو الحسين جعفر كمال الشرف بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من رجلين أبي طاهر عبد الله ، وأبي جعفر النفيس. وأما أبو القاسم حمزة الملقب شوصة بن الأشتر فعقبه قليل كان منهم بنو مهنا بن أبي الفرج محمد بن أحمد بن حمزة شوصة المذكور ، قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه‌الله : اظنّهم انقرضوا. ومنهم بنو المكانسية وهم ولد أبي المكارم حمزة وأبي الحسن علي ابني عبيد الله العتيق بن أبي الفتح محمد بن أبي طالب الحسن بن حمزة شوصة المذكور ، امهما ام هاني العريضية وهي المكانسية ؛ بها يعرف ولدها.

وأما أبو الطيب الحسن بن الأشتر وكان واسع الحال عظيم الجاه والمروة قال الشيخ أبو الحسن العمري : حدّثني محمد بن مسلم بن عبيد الله ، قال كان عمّي حسن يغتسل في الحمام بماء الورد بدلا من الماء ، فعقبه من ابنه أبي طاهر أحمد ومنه في ابي الحسن محمد يلقب غرام ا ، ويقال لولده بنو غرام ، أعقب أبو الحسن محمد غرام من رجلين ، أبي طاهر أحمد الأخن وأبي القاسم هبة الله ، فمن ولد أبي طاهر أحمد الأخن ؛ أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد محمد بن أبي طاهر

٣٢٦

أحمد الأخن المذكور ، أعقب من أولاده الثلاثة وهم أبو الفتح محمد يلقب الغشم وبدر الشرف عياش ، وأحمد يدعى معيوفاً ، لهم بقية بالغري الشريف.

وأما أبو العباس أحمد البن بن الاشتر وكان جم المروة واسع الحال ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : حدّثني بعضهم ممن يوثق بقولهم ان أحمد بن محمد بن عبيد الله حمل في يوم على أربعة وعشرين فرسا. فمن ولده بنو عجيبة ، وهم أحمد ومحمد ، وعمار ، وعلي ، وقيل محمد يكنى أبا منصور ، بنو مفضل بن محمد بن أحمد البن ، امهم عجيبة بنت أحمد بن المسلم بن أبي علي بن الأشتر لهم أعقاب وبقية بالغري ، منهم بنو الصائم وهم ولد علي الصائم بن أبي منصور محمد بن يحيى بن المفضل المذكور ، ومنهم محمد بن محمد بن محمد بن علي الصائم ، له عقب بجبع من قرى الشام ، ومنهم بنو مقلاع وهو الحسن بن علي بن أبي جعفر محمد بن يحيى بن محمد بن المفضل المذكور ؛ من ولده أبو طالب يلقب أبا منخر ، وموسى أغلبها واحمد والشمس ، بنو أبي الغنائم محمد بن الحسن مقلاع ، لهم أعقاب بالغري ومنهم أحمد بن قاسم بن المفضل المذكور ، يقال له اجتهد ، ويعرف ولده ببني اجتهد وهم بالغري ، ومنهم طبيق وهو محمد بن علي بن قاسم بن محمد بن المفضل المذكور ويقال لولده بنو طبيق ، فمن ولده أبو الحسين البغدادي الدلال له عقب بالغري ، ومنهم محمد بن قاسم المذكور له عقب ، ومنهم طريش وهو طالب بن عمار بن المفضل المذكور أعقب من ثلاثة (١) رجال علي الأسود ، ويقال لولده بنو الأسود ، ومحمد زماخ ، له أيضا عقب ، أعقب من ابنه أبي علي الحسن وأعقب الحسن من خمسة رجال ، وهم أبو الحسين يدعى أبو الحجوج ، ويقال لولده بنو أبي الحجوج وهم بالغري ؛ ورجب ، وعلي ، ومحمد ، وأحمد ، لهم أعقاب بالمشهد الغروي.

وأما أبو الفرج محمد بن الأشتر فمن ولده الحاروج ، وهو في رواية الشيخ

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الثالث منهم فلاحظ. م ص

٣٢٧

أبي الحسن العمري ـ أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الحسن علي بن أبي الفرج محمد المذكور ، وزاد الشيخ عبد الحميد بن التقي في نسبه وغير اسماء فقال : هو أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الفرج المذكور له عقب وبقية ببغداد وواسط والكوفة وغيرها وهم جماعة قد تقسموا ، منهم أبو الفضل الحسين المعروف بشيبانك بن عدنان بن محمد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج المذكور كان عطارا بالكرخ يجمع النسب ، وله ولد ، ومنهم العقعق وهو أبو الحسين محمد بن معد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج. وأما عبيد الله الرابع بن الأشتر فأعقب من جماعة ثم انقرض عقب بعضهم وعقبه المعروف من ثلاثة رجال. أبو العشائر محمد ، وله بقية بالحلة وسورا به يعرفون ؛ وأبو منصور يحيى ، ويوسف جدّ أبي الفقيه الحارث بن البواب ، وهو ـ على ما ذكر الشيخ السيد فخر الدين علي بن الأعرج الحسيني ـ علي بن أحمد بن عبيد الله الخامس ابن يوسف المذكور ، وقيل بل ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الخامس ، كان له بقية بمشهد الكاظم عليه‌السلام ببغداد ، وقد غمز في نسبه والله أعلم.

وأما أبو علي محمد أمير الحاج ابن الاشتر وولده من بني عبيد الله أهل رياسة وسيادة ونقابة فأعقب من رجلين ، وهما أبو عبد الله أحمد أمير الحاج وأبو العلا مسلم الاحول أمير الحاج. كأس بني عبد الله ، أما أبو عبد الله أحمد فحجّ أميرا على الموسم ثلاث عشرة حجّة نيابة عن الطاهر أبي أحمد الموسوي ، ووليّ نقابة الطالبيين بالكوفة مدّة عمره ؛ ومات سنة تسع وثمانين وثلثمائة وفيها قتل أخوه أبو العلا مسلم الأحول ؛ فأعقب من ثلاثة رجال أبو الغنائم المعمر ، وأبو الحسين زيد ، وأبو الحسن علي ، فأعقب أبو الحسن علي بن أبي عبد الله أحمد ، أحمد العرش ، ويقال لولده بنو العرش ، وانفصل منهم «آل فاخر» وهم بنو الفاخر ابن الأسعد بن أبي نصر محمد بن علي بن أحمد العرش المذكور ، وهم جماعة بسورا «وآل أبي المجد» وهو ابن أبي عبد الله الحسين بن أبي الفضائل محمد بن

٣٢٨

علي بن أحمد العرش ، وهم أيضا بسورا ، ومن عقب أبي الحسين زيد بن أبي عبد الله أحمد «آل أبي زيد» نقباء الموصل ونصيبين ، منهم النقيب الجليل أبو عبد الله زيد ابن النقيب أبي طاهر محمد بن أبي البركات محمد نقيب الموصل ابن ابي الحسين زيد المذكور ، ومنهم السيد الفاضل نظام الدين أبو القاسم نقيب نصيبين ابن أبي القاسم علي شهاب الدين نقيب نصيبين ابن النقيب أبي طاهر محمد المذكور ، قرأ عليه الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني كتاب «المجدي» ومشجرات السيد العمري. وهم أهل رياسة قديمة والى الآن ، قال الشيخ تاج الدين : طعن عليهم ابن المرتضى بشيء تفرّد به بغيا وحسدا وما رأيت من مشايخنا من طعن فيهم ولا قدح سواه ونسبهم صحيح لا شبهة فيه.

ومن عقب أبي الغنائم المعمر بن أبي عبد الله أحمد النقيب الطاهر أبو الغنائم المعمر بن محمد بن المعمر المذكور ، ولي نقابة الطالبيين سنة ست وخمسين وأربعمائة في أيام القائم وبقيت في عقبه الى أيام الناصر وليها جماعة كثيرة منهم وهم يعرفون ببني الطاهر وقد انقرضوا ، وأما أبو العلا مسلم الأحول أمير الحاج فأعقب من ثمانية رجال ، أبو علي عمر المختار النقيب أمير الحاج ، وأبو مسلم عمار وأبو عبد الله أحمد ، وأبو الغنائم محمد ، والمهنا ، وباقي ، وعلي المعروف بابن مصابيح ، وأبو الأزهر المبارك. أما أبو الأزهر المبارك ابن أبي العلا مسلم فعقبه بمصر ، وأما علي بن أبي العلا مسلم فيقال لولده بنو مصابيح وهم جماعة بمطار آباد والكوفة وغيرهما وأما باقي بن أبي العلا مسلم فعقبه وقع الى بلاد العجم.

وأما المهنا أبي العلا مسلم ويقال لولده بنو مهنا فمنهم الشيخ العالم النسابة المصنف جمال الدين أحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا بن الحسن بن محمد ابن مسلم بن المهنا المذكور صاحب كتاب «وزراء الزوراء» له عقب ، وأما أبو القاسم محمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده هندي بن المسلم بن محمد المذكور ذكره الشيخ عبد الحميد بن التقي الحسيني وله عقب بالحلة وبغداد وغيرهما منهم

٣٢٩

نصير الدين محمد بن أبي جعفر محمد بن الهمام محمد بن علي بن هندي المذكور وأولاده ، وأما أبو عبد الله أحمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده حماد بن المسلم بن أحمد المذكور ، يقال لولده بنو حماد ، منهم بالمشهد الغروي العالم الفاضل الحافظ الأديب الفقيه جمال الدين يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد بن علي بن حماد المذكور كان ميناثا ، وأما أبو مسلم عمار بن بن أبي العلا مسلم فمن ولده تمام بن المسلم بن عمار ذكره أبو الحسن العمري وتحدّث عن نسبه ومن ولد تمام بن عمار محمد شبانة بن تمام بن علي بن تمام المذكور أعقب من رجلين وهما أبو مسلم وابراهيم خرجا الى الشام وأقاما بجبل عاملة ولهما هناك عقب كثير الى الآن.

وأما أبو علي عمر المختار بن أبي العلا مسلم ، ويقال لعقبه الى الآن بنو المختار فعقبه من أبي الفضائل عبد الله وحده ومنه في رجلين عز الدين أبي نزار عدنان نقيب المشهد ، وأبي عبد الله أحمد أما أبو عبد الله أحمد فعقبه يعرفون ببني أبي حبيبة ، وهي كنية جدّهم عمر بن أبي عبد الله احمد المذكور ، وأما أبو نزار عدنان فأعقب من رجلين عز الدين المعمر ، وعميد الدين أبي جعفر نقيب الكوفة ، انقرض الأول وأعقب النقيب عميد الدين أبو جعفر من أبي جعفر محمد فخر الدين نقيب النقباء الأطروش ، ومن أبي القاسم شمس الدين علي من عقبه شمس الدين علي آخر نقباء بني العباس ، وبهاء الدين داود ابنا النقيب معارض جيش المستنصر بالله تاج الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين علي المذكور لهما عقب.

وأما جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج ، وفي ولده الإمرة بالمدينة ومنهم ملوك بلخ ونقباؤها ، وجعفر بن عبيد الله من أئمة الزيدية ، وكان له شيعة يسمّونه الحجّة ؛ وكان القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا يقول : جعفر بن عبد الله من أئمة آل محمّد. وكان فصيحا وكان أبو البختري وهب بن وهب قد حبسه بالمدينة ثمانية عشر شهرا فما أفطر إلاّ في العيدين ، فأعقب جعفر من رجلين ، الحسن

٣٣٠

والحسين.

اما الحسين بن جعفر الحجّة فدخل بلخ وأعقب بها وهم ملوك وسادة ونقباء منهم السيد الفاضل أبو الحسن البلخي وهو علي بن أبي طالب الحسن النقيب ببلخ ابن أبي علي عبيد الله بن أبي الحسن محمد الزاهد بن عبيد الله بن علي بهراة ابن علي أبي القاسم ببلخ ابن الحسن أبي محمد قبره ببلخ ابن الحسين المذكور ومنهم أبو عبد الله نعمة بن عبد الله النقيب ببلخ (١) المذكور له عقب ، ومنهم علي بن أبي الحسن محمد الزاهد المذكور له عقب ، ومنهم عبد الله ومحمد ابنا أبي القاسم علي المذكور لهما أعقاب.

وأما الحسن بن جعفر الحجة فأعقب من أبي الحسين يحيى النسابة ، يقال إنّه أول من جمع كتابا في نسب آل أبي طالب فأعقب يحيى النسابة من سبعة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم طاهر ، وعلي ، وأبو العباس عبد الله ، وأبو اسحاق ابراهيم ، وأبو الحسن محمد الأكبر العالم النسابة ، وأحمد الأعرج ، وأبو عبد الله جعفر. أما أبو عبد الله جعفر بن يحيى النسابة فعقبه قليل منهم صالح ، والقاسم.

ومحمد وعبد الله ، بنو جعفر أولدوا. وأما أبو الحسن أحمد الأعرج ابن يحيى النسابة فعقبه أيضا قليل ، منهم القاسم بن أحمد المذكور ، أولد ، وأما أبو الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن (٢) بن محمد هذا وهو الدنداني النسابة المعروف بابن أخي طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة ، ولا عقب له. وأما أبو اسحاق ابراهيم بن يحيى النسابة فعقبه قليل أيضا ، منهم اسحاق بن محمد بن ابراهيم المذكور ، له أولاد ذكور وإخوة. وأما أبو العباس عبد الله بن يحيى

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يتقدم لعبد الله النقيب ببلخ ذكر ولعلّ الصحيح (عبيد الله) بدل(عبد الله) فليراجع.

(٢) أبو محمد الحسن النسابة المعروف بابن أخي طاهر ؛ كان أحد العلماء بالنسب والأخبار والحديث ، وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وثلثمائة ، أرخه الحافظ بن حجر في (لسان الميزان) (على هامش الأصل)

٣٣١

النسابة ، وولده بادية بالمدينة وجمهور عقبه يرجع الى مسلم بن موسى بن عبد الله المذكور ، من ولده نجم الدين علي نقيب المدينة ابن حسن نقيبها ابن سلطان نقيبها ابن حسن بن عبد الملك بن ذويب بن عبد الله بن مسلم المذكور ، له ولد ، ومنهم أبو جعفر مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب ، منهم محمد بن هلال بن غياث بن محمد نقيب المدينة ابن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب ، ومنهم عبد المنعم بن هاني بن يحيى بن أبي طالب بن محمد بن هاني بن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم بن أبي العباس عبد الله المذكور.

وأما علي بن يحيى فمرجع عقبه الى الحسن بن محمد المعمر بن أحمد الزائر ابن علي المذكور ، وهم جماعة كثيرة بالحائر ، أعقب الحسن هذا من رجلين أبي محمد ابراهيم ، وأبي الحسن علي.

أما أبو محمد ابراهيم ؛ فعقبه قليل ، وأما أبو الحسن علي ، وكان متوجها بالحائر فانقسم عقبه عدّة بطون منهم بنو عكة وهو يحيى بن علي بن حمزة بن علي المذكور ومنهم بنو علوان بن فضائل بن الحسن بن الحسن أبي منصور الحسن (١) نقيب الحائر ابن علي المذكور ، ومنهم بنو فوارس ، وهو ابن علي ، المذكور منهم معد بن علي بن معد بن علي الرغاوي بن ناصر بن فوارس المذكور ؛ وهو جد «جامع هذا الكتاب» لأم جدّه علي بن مهنا بن عنبة الأصغر ، ومنهم بنو غيلان ، وهو علي بن فوارس بن ناصر بن فوارس المذكور ؛ ومنهم بنو ثابت ، وهو ابن الحسين بن محمد بن علي بن ناصر بن فوارس المذكور ، ومنهم بنو الأعرج وهو علي بن سالم بن بركات بن أبي الأعز محمد بن أبي منصور الحسن نقيب الحائر المذكور ، ومنهم الشيخ العالم الشاعر النسابة الأديب فخر الدين علي بن محمد

__________________

(١) كذا في النسخ التي بأيدينا والظاهر زيادة (الحسن) لأنّه جاء مكررا.

٣٣٢

ابن أحمد بن علي الأعرج المذكور ، وابناه السيد الجليل العالم الزاهد مجد الدين أبو الفوارس محمد ، والسيد النسابة الفاضل جمال الدين أحمد بن السيد فخر الدين علي.

أما السيد جمال الدين أحمد بن فخر الدين علي فولد أبا الطيب محمدا سافر الى بلاد الروم وانقطع خبره ، وأما السيد مجد الدين أبو الفوارس محمد بن السيد فخر الدين علي فأعقب وأنجب ، كان له سبعة بنين أكبرهم من ام ولد ، وكذا أصغرهم ، ولأحدهما بنات ، والثاني سافر وانقطع خبره ، والخمسة الأخر امهم بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر ، وهم النقيب جلال الدين علي ومولانا السيّد العلاّمة عميد الدين عبد المطلب قدوة السادات بالعراق ؛ والفاضل العلاّمة ضياء الدين عبد الله ؛ والفاضل العلاّمة نظام الدين عبد الحميد ، والسيد غياث الدين عبد الكريم.

أما النقيب جلال الدين علي فأعقب من ابنه سليمان أبي الربيع ـ نظام الدين وحده ، وأعقب نظام الدين بن سليمان ؛ من ثلاثة رجال وهم النقيب مجد الدين أبو طالب علي ، وجلال الدين عبد الله ؛ وشمس الدين محمد. وأما السيد العلامة عميد الدين عبد المطلب فأعقب من ابنه السيد جمال الدين (١) محمد وحده وهو المولى السيد العالم الجليل العالي الهمة الرفيع المقدار قضى الله له بالشهادة فأخذ بالمشهد الغروي وخنق ظلما أخذ الله له بحقه ؛ وأعقب السيد جمال الدين محمد ، من ابنه السيد الجليل العالم سعد الدين أبي الفضل محمد ؛ ولدان ذكران وللسيد جمال الدين محمد أولاد غيره كثّرهم الله تعالى. وأما السيد الفاضل ضياء الدين عبد الله فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم الشيخ الفاضل العلاّمة المحقق فخر الدين عبد الوهاب ، وشرف الدين يحيى ، ورضي الدين أبو سعيد الحسن ، كان للشيخ

__________________

(١) ذكره السيد ضامن بن شدقم الأعرجي في (تحفة الأزهار) مخطوط والأميني في (شهداء الفضيلة) ص ٧١ طبع النجف.

٣٣٣

فخر الدين عبد الوهاب ابنان ، درج أحدهما وهو غياث الدين خليفة ، والآخر السيد العالم الفاضل المحقق جلال الدين أبو القاسم علي يلقب بياغي (١) قتل في واقعة بغداد القريبة. واما السيد الفاضل نظام الدين عبد الحميد فاعقب من رجل واحد وهو ابنه عبد الرحمن ، وولد السيد عبد الرحمن بن عبد الحميد ثلاثة بنين أكبرهم السيد العالم الزاهد الورع نظام الدين عبد الحميد له عقب ، والسيد مجد الدين محمد ، وضياء الدين عبد الله. واما السيد غياث الدين عبد الكريم فأعقب من رجلين رضي الدين حسين ، وشمس الدين محمد ؛ أما رضي الدين حسين فله غياث الدين عبد الكريم ، وأما شمس الدين محمد فله ولد امه فيها ما فيها وأظنه حصل من عقد المنقطع وفيه نظر.

وأما طاهر بن يحيى النسابة وفي ولده البيت والإمارة بالمدينة ، ويكنى أبو القاسم ، وهو القاسم المحدث له عقب كثير ، وكان من جلالة القدر بحيث ان بني إخوته يعرف كلّ منهم بابن أخي طاهر ؛ وأعقب من ستة رجال ، وهم أبو علي عبيد الله ، وفي ولده الإمارة ، وأبو محمد الحسن ، والحسين ؛ وأبو جعفر محمد وأبو يوسف يعقوب ؛ ويحيى يدعى مباركا.

أما يحيى مبارك بن طاهر فعقبه قليل وكذا أخوه يعقوب بن طاهر. واما أبو جعفر محمد بن طاهر فله عقب منهم محمد بن بسام بن محمد بن عياش بن أبي جعفر محمد المذكور واخوته مسلم وهضام. وسلطان ، وطاهر ، بنو بسام لهم أعقاب. واماالحسين بن طاهر فأعقب من تسعة رجال منهم عبد الله الملقب بعرفة ، ويقال لولده العرفات منهم بالمدينة الشريفة جماعة ، ومنهم بالحلة بنو جلال بن محيا بن عبد الله بن محمد بن حسين بن ابراهيم بن علي بن محمد بن عبد الله عرفة المذكور. وأما الحسن بن طاهر فمن ولده بنو شقائق. وهو محمد

__________________

(١) ذكره ابن شدقم في (تحفة الأزهار) فقال : لديه علم وفضل بتحقيق وتدقيق قتل في وقعة بغداد سنة ٧٥٦. م ص

٣٣٤

ابن عبد الله بن سليمان بن الحسن بن طاهر بن الحسن بن طاهر. كانوا بالرملة قديما ، وطاهر بن الحسن المذكور هو ممدوح المتنبي بقصيدته البائية التي يقول فيها :

إذا علويّ لم يكن مثل طاهر

فما ذاك إلاّ حجة للنواصب

وقد انقرض طاهر بن الحسن بن طاهر. وأما أبو علي عبيد الله بن طاهر فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم الأمير أبو أحمد القاسم ، وأبو جعفر مسلم واسمه محمد ، وأبو الحسن ابراهيم. أما ابراهيم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده بالحلة حسن الخريف بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن مسلم بن ابراهيم المذكور وأولاده. وأما أبو جعفر مسلم بن عبيد الله بن طاهر وكان أميرا شريفا جم الفضائل والمحاسن ، قطن بمصر وروى كتاب الزهري في النسب ؛ وكان قريبا من السلطان محتشما ويعرفه المصريون بمسلم العلوي وكان المعز الفاطمي بمصر قد وجد في داره أو على منبره رقعة فيها :

إن كنت من آل أبي طالب

فأخطب الى بعض بني طاهر

فان رآك القوم كفوا لهم

في باطن الأمر وفي الظاهر

فأم من خالف خوزية

يعض منها البطن بالآخر

وكانت أم جدّهم محمد بن عبد الله بن ميمون على ما يقال خوزية فلهذا عرض الشاعر بها ، فلما قرأ المعز الرقعة خطب الى مسلم بن عبيد الله بن طاهر إحدى بناته لإبنه العزيز فلم يجبه ، واعتذر بأن كلا من بناته في عقد واحد من أقربائه ، فحبسه المعز واستقصى أمواله ولم ير بعد ذلك ، فيقال إنّه أهلكه في الحبس ، ويقال إنّه هرب وهلك في بعض بوادي الحجاز. وذهب ابن ابنه الحسن بن طاهر الى المدينة وتأمّر بها واختص ابن عمه أبا علي بن طاهر وألقى اليه مقاليد أمره. فلما توفي قام أبو علي مقامه. ثم بعد وفاة أبي علي قام مقامه إبناه هاني ومهنا فامتعض الحسن بن طاهر بن مسلم بن ذلك وفارق الحجاز ولحق بالسلطان محمود بن سبكتكين بعرفاني ، واتفق أن قدم الباهري

٣٣٥

العلوي رسولا من مصر فاتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الاسماعيلي وادعى عليه الحسن بن طاهر بن مسلم الدعوى في النسب فخلي بينه وبينه فقتله بحضور السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا.

وأما الأمير أبو أحمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر وفيه البيت. فأعقب من خمسة رجال وهم عبد الله ، وموسى ؛ وأبو محمد الحسن ، وأبو الفضل جعفر وأبو هاشم داود ، أما أبو هاشم داود بن القاسم بن عبيد الله فأعقب من أربعة رجال ، وهم الأمير أبو عمارة المهنا واسمه حمزة ، والحسن الزاهد ، وأبو محمد هاني واسمه سليمان ؛ والحسين.

أما الحسين بن أبي هاشم فمن ولده الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين المذكور وهو الأمير العابد الورع وليّ المدينة سبعة أشهر وكان مقيما بمصر ، ولقب بمخيط لأنّه كان يبري المكلوب وكان كلّما أتى بمكلوب يقول : إيتوني بمخيط. وهي الإبرة فلقب بذلك ، وهو جد المخايطة بالمدينة ، ولهم بالكوفة والغري بقية انتقلوا من المدينة. وأما أبو محمد هاني بن أبي هاشم فمقل. وأما الحسن الزاهد بن أبي هاشم فمن ولده بنو خزعل بن عليان بن عيسى بن داود بن الحسن المذكور. وأما الأمير أبو عمارة المهنا بن أبي هاشم فأعقب من ثلاثة رجال عبد الوهاب ، وسبيع ، وشهاب الدين الحسين أمير المدينة ، كذا قال الشيخ تاج الدين. وقد وجدت له ذويبا واسمه علي بن مهنا معقب من ولده كاسب بن ديباج بن حصن بن ضنيب بن هزبر بن كامل بن ذويب المذكور.

وأما عبد الوهاب بن المهنا فمن ولده قضاة المدينة منهم شمس الدين سنان قاضي المدينة (١) ابن عبد الوهاب قاضيها ابن نميلة قاضيها ابن محمد بن ابراهيم

__________________

(١) من ولده السيد مهنا بن سنان بن عبد الوهاب قاضي المدينة المشرفة الذي سأل العلاّمة الحلي مسائل وطلب منه الاجازة فأجابه وأجازه. (عن هامش الأصل)

٣٣٦

ابن عبد الوهاب المذكور. وأما سبيع بن المهنا فمن ولده سعيد بن الفرج بن عمارة بن مهنا بن سبيع المذكور ؛ له عقب ؛ ومنهم الشيخ العالم النسابة قريش بن السبيع بن مهنا بن سبيع المذكور ، كان مقيما ببغداد ولا عقب له ، ومنهم رميح بن حسن بن راجح بن مهنا بن سبيع المذكور له عقب بالحلة يقال لهم آل رميح.

وأما شهاب الدين الحسين أمير المدينة ابن المهنا فأعقب من رجلين مالك ومهنا أميري المدينة ، أما مالك بن الحسين بن المهنا فعقبه من عبد الواحد بن مالك له عقب يقال لهم الوحاحدة ، وقد انقسموا على ساقين الحمزات ولد حمزة بن علي بن عبد الواحد المذكور ؛ والمناصير (١) ولد منصور بن محمد بن عبد الله بن عبد الواحد المذكور ، فمن الحمزات مهند (٢) بن صليصلة بن فضل بن حمزة المذكور ؛ كان دليلا خبيرا خريتا في طريق الحجاز ، ومن المناصير السيد الجليل النقيب شهاب الدين أحمد يلقب خليتا بن مسهر بن أبي مسعود ابن مالك بن مرشد بن خراسان ابن منصور المذكور ، كان جليل القدر عالي الهمة يتولى أوقاف المدينة المشرفة بالعراق ثم تولى نقابة المشهد الحائري وعزل عنه ، ثم شارك في نقابة المشهد الغروي وتسلّط ثم عظم جاهه ، وأخوه حسام الدين مهنا الملقب صوبة ، وعمّاهما معمر وعمرة ، ومن ولد عبد الله بن عبد الواحد ، داود وسليمان يلقب العمري لهما عقب.

وأما المهنا بن الحسين بن المهنا ، وهو الأعرج أمير المدينة ، يقال لولده المهانية فأعقب من ثلاثة رجال. الحسين أمير المدينة والأمير عبد الله ؛ والأمير أبو فليتة

__________________

(١) اليهم ينسب السادات المعظمون سادات بياشيا من قرى عذار الحلة السيفية كما ذكر في منتخبه الآغا محمد ابن الآغا رحيم رحمه‌الله المجاور بالغري وهو عند العالم التقي النفي الشيخ عباس البلاغي الغروي. (عن هامش المخطوطة).

(٢) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فهيد) بالفاء بعدها الهاء ثم الياء التحتانية ثم الدال المهملة. م ص

٣٣٧

قاسم. أما الأمير قاسم بن المهنا الأعرج فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشمية ، والأمير جماز (١) يقال لولده الجمامزة ، فمن الهواشمة الأمير شيحة بن هاشم أعقب من سبعة رجال ، وهم الأمير أبو سند جماز أمير المدينة والأمير عيسى الملقب بالحرون لبأسه وشدّته ، والأمير منيف أمير المدينة وأبو ردينة سالم ؛ ونرجس ، ومحمد ؛ وهاشم ، ولجميعهم أعقاب ، أعقب الأمير أبو سند جماز بن شيحة من عشرة رجال منهم الأمير أبو عامر (٢) منصور والقاسم ، والأمير مقبل ، فمن بني الأمير منصور بن جماز ، كبش ، وكبيش وفضيل. وعطية (٣) وغيرهم ، وفي أولاده الإمرة بالمدينة إلى الآن كثّرهم الله تعالى ، ومن بني الأمير مقبل بن جماز ، السيد الجليل محمد بن مقبل ، سكن العراق واستوطن الحلة وله عقب ؛ ومن الجمامزة عمير أمير المدينة ابن أمير المدينة أبي فليتة قاسم بن جماز المذكور ، وجماز وهاشم ابنا مهنا بن جماز ، لهما أعقاب.

وأما الأمير عبد الله بن مهنا الأعرج فمن ولده ملاعب بن عبد الله المذكور يقال لولده الملاعبة. وأما الأمير الحسين بن مهنا الأعرج فمن ولده سعيد بن داود بن المهنا بن الحسين المذكور ، وحسين بن مرة بن عيسى بن الحسين المذكور وأما أبو الفضل جعفر بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده عبد الله السيف ابن محمد بن جعفر المذكور ، يقال لولده بنو السيف أعقب من رجلين ، أحمد والأشرف لهما أعقاب ، ولا أعرف أعقاب الباقين ، وهم أبو محمد الحسن ، وموسى وعبد الله بنو القاسم بن عبيد الله بن طاهر.

__________________

(١) كانت وفاة الأمير جماز سنة أربع وسبعمائة. (عن هامش الأصل)

(٢) كانت وفاة الأمير أبي عامر منصور سنة ٧٢٦.

(٣) كانت وفاة الأمير عطية بن منصور سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة (عن هامش الأصل)

٣٣٨

المقصد السادس

في ذكر عقب علي الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين فأعقب من ابنه الحسن الأفطس ، امه ام ولد سندية ، مات أبوه موسى وهو حمل ، وتكلّم فيه النسابون فممن تكلّم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط وله في ذلك قطعة شعر وهي :

أفطسيون أنتم

اسكتوا لا تكلّموا

قال الشيخ أبو الحسن العمري : علقت فيهم عن ابن طباطبا الشيخ النسابة قولا يقارب الطعن ولا يعتدّ بمثله. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان بين الأفطس وبين الصادق عليه‌السلام كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشيء في نسبه وقال أبو الحسن العمري : عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد ـ يعني شيخ الشرف العبيدلي ـ كتابا رأيته بخطه وسمه بـ «الإنتصار لبني فاطمة الأبرار» ذكر الأفطس وولده بصحّة النسب وذم الطاعن عليهم. قال الشيخ أبو الحسن العمري : وهم في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع. قال : وسألت شيخي أبا الحسن بن كتيلة النسابة عن الأفطس قال : أعزّ بني الأفطس الى الأفطس فانّه يكفيك ويكفيهم. هذا لفظه لم يزد عليه ؛ قال : وسألت والدي أبا الغنائم لصوفي النسابة عنهم فذكر كلاما برأهم فيه من الطعن.

وقال أبو نصر البخاري : خرج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء وأبلى ولم يخرج معه أشجع منه ولا أصبر ؛ وكان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله وطوله (١). وقال أبو الحسن العمري : كان صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد بن عبد الله اختفى

__________________

(١) الأول بضم الطاء المهملة والثاني بفتحها. م ص

٣٣٩

الحسن الأفطس بن علي فلما دخل جعفر الصادق عليه‌السلام العراق ولقي أبا جعفر المنصور قال له : يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي الى رسول الله يدا؟ قال : نعم يا أبا عبد الله. قال : تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي. فعفا عنه وفي كتاب أبي الغنائم الحسني قال : حدّثني أبو القاسم بن جداع ، قال حدّثنا عبد الله بن الفضل الطائي ، قال حدّثنا ابن سباط عمّن حدّثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى وقال : يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا ، فدنوت منه فقلت : تعطي الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك؟ فقال : يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال الله تعالى : «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ».

وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير ، قال : سمعت جماعة يقولون إن الصادق كان يوصي لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس الحسن بن علي بن علي بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت : أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك؟ فقال : أتريدين أن أكون ممّن قال الله تعالى «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» لأصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له بمائة دينار. قال البخاري : وهذه شهادات قاطعة من الصادق عليه‌السلام انّه ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

فأعقب الحسن وأنجب وأكثر وعقبه من خمسة رجال ، علي الحريري (١) وعمر ، والحسين ؛ والحسن المكفوف ، وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة. أما علي الحريري بن الأفطس وأمه ام ولد اسمها عبادة وكان شاعرا فصيحا ، وهو الذي تزوّج بنت عمر العثمانية وكانت من قبل تحت المهدي محمد بن المنصور العباسي

__________________

(١) الحريري بالحاء والراء المهملتين ثم الياء التحتانية بعدها الراء المهملة ثم ياء النسبة ؛ هكذا في نسخة ابن مساعد وفي بعض المخطوطات (الخرزي) بالخاء المعجمة ثم الراء المهملة بعدها الزاء المعجمة ثم ياء النسبة م ص.

٣٤٠