عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

وعد الله. فلما كان وقت السحر وأذن المؤذن بالصلاة خرج فصاح به أوز كان للصبيان في صحن الدار ، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فقالت ابنته زينب : مر جعدة فليصل بالناس فقال : مروا جعدة فليصل بالناس. ثم قال : لا مفر من القدر ، وأقبل يشد ميزره ويقول (١) :

أشدد حيازيمك للموت

فان الموت لاقيكا

ولا تجزع من الموت

إذا حل بواديكا

وخرج فلما دخل المسجد أقبل ينادي : الصلاة الصلاة. فشد عليه ابن ملجم لعنة الله عليه فضربه على رأسه بالسيف فوقعت ضربته في موضع الضربة التي ضربه إياها عمرو بن عبدود يوم الخندق ، وقبض على عبد الرحمن المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ضربه على وجهه فصرعه وأقبل به الى الحسنين عليهما‌السلام فأمر أمير المؤمنين بحبسه وقال : أطعموه واسقوه فان أعش فأنا ولي دمي وأن أمت فاقتلوه ضربة بضربة. وقد صح الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : قاتل علي أشقى هذه الأمة. وقبض ليلة الأحد ليلة أحد وعشرين من رمضان وله يومئذ ثلاث وستون سنة ، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن العباس ودفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح وقد اختلف الناس في موضع قبره والصحيح أنه في الموضع المشهور (١) الذي يزار فيه اليوم.

__________________

(١) البيتان لأبي عمرو أحيحة بن الجلال الاوسي الأنصاري (شاعر جاهلي) تمثل بهما الامام عليه‌السلام ولهما ثالث وهو :

فان الدرع والبيضة

يوم الروع يكفيكا

ذكر ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص ١٠٠.

(٢) وقد دل على قبره أبناؤه وهم أعرف بقبر أبيهم فان أهل البيت أدرى بما فيه ، واعتمادا على ذلك نشاهد المؤرخين معترفين بان قبره في الموضع المشهور اليوم ؛ وممن نص على ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج ٣ ص ١٥٨ والحموي في

٦١

فقد روي : أن عبد الله بن جعفر سئل : أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال : خرجنا به حتى اذا كنا بظهر النجف دفناه هناك. وقد ثبت أن زين العابدين وجعفر الصادق وابنه موسى عليهم‌السلام زاروه في هذا المكان ، ولم يزل القبر مستورا لا يعرفه إلا خواص أولاده ومن يثقون به بوصية كانت منه ـ عليه‌السلام ـ لما علمه من دولة بني أمية من بعده واعتقاداته وما ينتهون اليه فيه من قبح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك ؛ فلم يزل قبره ـ عليه‌السلام مخفيا حتى كان زمن الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله العباسي فانه خرج ذات يوم الى ظاهر الكوفة يتصيد وهناك حمر وحشية وغزلان ، فكان كلما ألقى الصقور والكلاب عليها لجأت الى كثيب رمل هناك فترجع عنها الصقور ؛ فتعجب الرشيد من ذلك ورجع الى الكوفة وطلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.

فيحكى أنه خرج (١) ليلا إلى هناك ومعه على بن عيسى الهاشمي ، وأبعد أصحابه عنه وقام يصلي عند الكثيب ويبكي ويقول : والله يا ابن عم أني لأعرف حقك ، ولا أنكر فضلك ، ولكن ولدك يخرجون علي ويقصدون قتلي وسلب ملكي. الى أن قرب الفجر وعلي بن عيسى نائم فلما قرب الفجر أيقظه هارون وقال : قم فصل عند قبر ابن عمك. قال : وأي ابن عم هو؟ قال : امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، فقام علي بن عيسى فتوضأ وصلّى وزار القبر. ثم إن هارون

__________________

(معجم البلدان) بمادة النجف والغري ، والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص ٣٢٣ وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص ١٣٨ وابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ص ٦٣ ؛ وابن ابي الحديد في (شرح النهج) ج ١ ، ص ٣٦٤ وج ٢ ص ٤٥ وص ٤٩٥ وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص ١٠٣.

(١) انظر الحكاية بطولها في (فرحة الغرى) لابن طاووس ص ٥١ ـ ص ٥٢ وفي (كفاية الطالب) للحافظ الكنجي الشافعي ص ٣٢٣. م ص

٦٢

أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله ، الى ان كان زمن عضد الدولة فنا خسرو بن بويه (١) الديلمي فعمره عمارة عظيمة وأخرج على ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافا ؛ ولم تزل عمارته باقية الى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ؛ وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش ، فاحترقت تلك العمارة وجددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن ؛ وقد بقي من عمارة عضد الدولة قليل ، وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق ، وكان لأمير المؤمنين عليه‌السلام في اكثر الروايات ستة وثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى (٢) ؛ وروي : خمسة وثلاثون.

__________________

(١) كان السلطان عضد الدولة معاصرا للشيخ المفيد رحمه‌الله وأخذ العلم عنه ، ولد باصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة ٣٢٤ وتوفي ببغداد يوم الاثنين ثامن شوال سنة ٣٧٢ هـ. وكانت ولايته على العراق خمس سنين ونصف سنة ؛ وأوصى أن يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة فدفن وكتب على قبره : «هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبي شجاع بن ركن الدولة أحب مجاورة هذا الامام المعصوم لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وصلواته على محمد وآله الطاهرين». وتعد عمارة عضد الدولة للقبر الشريف العمارة الثالثة ؛ والعمارة الرابعة له حدثت سنة ٧٦٠ بعد احتراق عمارة عضد الدولة.

(٢) وقد عدد بنات الامام عليه‌السلام أبو الحسن العمري في (المجدي) كما يلى ١ ـ أم كلثوم من فاطمة عليها‌السلام واسمها رقية خرجت الى عمر بن الخطاب فأولدها زيدا ٢ ـ زينب الكبرى خرجت الى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فأولدها عليا وعونا وعباسا ٣ ـ رملة. خرجت الى عبد الله بن ابي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب ٤ ـ أم الحسن. خرجت الى جعدة بن هبيرة المخزومي ٥ ـ أمامة. خرجت الى الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب

٦٣

وحكى الشيخ العمري : أنه وجد بخط شيخ الشرف العبيدلي النسابة ما صورته قال محمد بن محمد ـ يعني نفسه ـ مات من أولاد علي عليه‌السلام الذكور وهم تسعة عشر ستة في حياته وورثه منهم ثلاثة عشر قتل منهم بالطف ستة والله اعلم. «والعقب» من أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في خمسة رجال الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس شهيد الطف ؛ وعمر الأطراف فلنذكر أعقابهم في خمسة فصول.

الفصل الأول

في ذكر عقب السبط الشهيد أبي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» وأمه وأم اخيه الحسين عليه‌السلام فاطمة الزهراء البتول عليهم‌السلام ؛ وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، قال أبو الحسن علي بن محمد العمري النسابة : حدثني أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام الملقب بالموضح ـ وكان ثقة جليلا ـ أن الحسن بن علي عليه‌السلام ولد لثلاث من الهجرة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وعمره ثمان وأربعون سنة. وقال الشريف النسابة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام المعروف بابن معية صاحب «المبسوط» :

__________________

٦ ـ فاطمة خرجت الى أبي سعيد بن عقيل ٧ ـ خديجة. خرجت الى ابن كريز من بني عبد شمس ٨ ـ ميمونة خرجت الى عبد الله الأكبر بن عقيل ٩ ـ رقية الصغرى خرجت الى مسلم بن عقيل ١٠ ـ زينب الصغرى خرجت الى محمد بن عقيل ١١ ـ أم هاني فاخته ، خرجت الى عبد الرحمن بن عقيل ١٢ ـ نفيسة ، وهي أم كلثوم الصغرى ، خرجت الى عبد الله بن عقيل الأصغر ، والباقيات من بناته عليه‌السلام لم يذكر لهنّ خروج. م ص

٦٤

ولد الحسن بن علي بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، ومات بالمدينة سنة تسع وأربعين من الهجرة. وذكر أبو الغنائم الحسن البصري : أن مولد الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقبض سنة خمسين : وكان عمره إذ ذاك سبعا وأربعين سنة. وروى الشيخ المفيد رحمه‌الله قال : ولد الحسن عليه‌السلام ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ؛ وجاءت به فاطمة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليه‌السلام نزل بها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسماه حسنا وعق عنه كبشا.

وروى ذلك أيضا جماعة منهم : أحمد ابن صالح التميمي عن عبد الله بن عيسى عن جعفر بن محمد عليه‌السلام. وسقته جعدة السم فبقي مريضا أربعين يوما ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة ، وكانت خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه‌السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع.

وروى عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبه وأخاه حبا شديدا ويحملهما على عاتقه ، وكان يشبه جده في نصفه الأعلى وكان جوادا وله في ذلك أخبار مشهورة ؛ وقد صح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال له : ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ؛ وهو أحد اصحاب الكساء (١) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. رآه أبوه في بعض

__________________

(١) أورده الحافظ مفتي العراقين محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص ٢٢٧ بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نزلت هذه الآية على النبي «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» في بيت أم سلمة ، فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة وحسنا وحسينا وجللهم بكساء وعلي عليه‌السلام خلف ظهره ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة : «وأنا معهم يا نبي الله؟» فقال : أنت على مكانك وأنت على خير

٦٥

أيام صفين وهو يتسرع الى الحرب ، فقال : أيها الناس املكوا عني هاذين الغلامين فاني أنفس بهما عن القتل وأخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وبويع بعد وفاة أبيه بيومين ووجه عماله الى السواد والجبل ثم خرج الى معاوية في نيف وأربعين ألفا ؛ وسير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف وأخذ على الفرات يريد الشام ؛ وسار الحسن عليه‌السلام حتى أتى ساباط المدائن فأقام بها اياما وأحس في اصحابه فشلا وغدرا فقام فيهم خطيبا فقال : تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت؟. فقطعوا عليه كلامه وانتهبوا رحله حتى أخذوا رداءه من على عاتقه. فقال : لا حول ولا قوة الا بالله ثم دعا بفرسه فركب حتى اذا كان في مظلم ساباط طعنه رجل من بني اسد يقال له سنان بن الجراح بمعول فجرحه جراحة كادت أن تأتي على نفسه ، فصاح الحسن صيحة وخر مغشيا عليه وابتدر الناس الى الأسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته وقد نزف وضعف

__________________

أخرجه الترمذي في (جامعه) والطبراني في (معجمه الأكبر) ثم أن الحافظ رواه بطرق عديدة ؛ وهذا الحديث كاد أن يلحق بالأحاديث المتواترة وقد أورده الفريقان بطرقهم العديدة ، منهم ابن عساكر في (تاريخه) ج ٤ ص ٢٠٤ ـ ٢٠٦ والفقيه المحدث عبد الرزاق الرستغني في (رموز الكنوز) والفخر الرازي في (تفسيره) ج ٦ ص ٧٨٣ ؛ والنيشابوري في ج ٣ في (تفسير سورة الأحزاب) ومسلم في (صحيحه) ج ٢ ص ٣٣١ ؛ والنبهاني في (الشرف المؤيد) ص ١٠ ؛ والسيوطي في (الدر المنثور) ج ٥ ص ١٩٩ وفي (الخصائص الكبرى) ج ٢ ص ٢٦٤ وابن حجر العسقلاني في (الاصابة) ج ٤ ص ٢٠٧ ؛ والمحب الطبري في (الرياض النضرة) ج ٢ ص ١٨٨ ؛ واورد ابن حجر الهيثمي في (الصواعق) ص ٥٨ ـ ٨٦ الحديث المذكور بألفاظ مختلفة ، وقال : إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده ، وجعلها الآية الأولى من الآيات الأربع عشرة الواردة في اهل البيت عليهم‌السلام. م ص

٦٦

فعصبوا جراحته وأقبلوا به الى المدائن فأقام يداوي جراحته وخاف أن يسلمه أصحابه الى معاوية لما رأى من فشلهم وقلة نصرتهم ، فأرسل الى معاوية وشرط عليه شروطا إن هو اجابه اليها سلم إليه الأمر ، منها ؛ أن له ولاية الأمر بعده فان حدث به حدث فللحسين. ومنها : أن له خراج دار الحرب من أرض فارس وله في كل سنة خمسين ألف ألف. ومنها : ان لا يهيج احدا من أصحاب علي ، ولا يعرض لهم بسوء. ومنها : أن لا يذكر عليا إلا بخير.

ويروى أن معاوية كتب كتابا شرط فيه للحسن شروطا ، وكتب الحسن كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد شروطه له أكثر مما اشترطها لنفسه ، فطالبه بذلك فقال : قد رضيت بما اشترطته فليس لك غيره ثم لم يف بشيء من الشروط. ومضى الحسن مسموما. يقال من زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ويذكرون لذلك (١) سببا الله أعلم به ، ولما ثقل مرضه قام الى الخلاء ثم رجع فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معي. فقال الحسين : ومن سقاك هو فقال : وما تريد منه؟ قال : أقتله. قال : إن يكن هو الذي اظن فالله حسبه وإن يكن غيره فما أحب أن يؤخذ بري. وقد كان أوصى الى أخيه أن يدفنه مع جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان خاف أن يراق في ذلك ولو محجمة دم دفنه بالبقيع ، فلما اراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى

__________________

(١) روى ابن عساكر الشافعي في (التاريخ) في ترجمته عليه‌السلام ج ٤ ص ٢٢٦ عن محمد بن المرزبان أن جعدة بنت الأشعث بن قيس كانت متزوجة بالحسن فدس اليها يزيد ان سمّي الحسن وأنا اتزوجك ففعلت فلما مات الحسن بعثت الى يزيد تسأله الوفاء بالوعد فقال لها : لم نرضك للحسن فكيف نرضاك لأنفسنا؟ وذكر مثله ابن حجر في (الصواعق) ص ٨٣ ـ ٨٤ وسبط ابن الجوزي في (تذكره الخواص) ص ١٢١ ناسبا ذلك الى ابن عبد البر والسدي م ص.

٦٧

خيف أن تكون فتنة فدفنه بالبقيع ، وشرح ذلك مذكور (١) في التواريخ المبسوطة.

«وولد» أبو محمد الحسن ـ في رواية شيخ الشرف العبيدلي ـ ستة عشر ولدا منهم خمس بنات وأحد عشر ذكرا ، هم زيد والحسن المثنى والحسين وطلحة واسماعيل وعبد الله وحمزة ويعقوب وعبد الرحمن وأبو بكر وعمر. وقال الموضح النسابة : عبد الله هو أبو بكر. وزاد «القاسم» وهي زيادة صحيحة «وأما» البنات فهن أم الحسين «الخير خ ل» رملة ، وأم الحسن (٢) وفاطمة وام سلمة وام عبد الله ؛ وزاد الموضح رقية فهن في روايته ست بنات ، وجملة أولاده في روايته سبعة عشر. وقال أبو نصر البخاري : أولد الحسن بن علي ثلاثة عشر ذكرا وست بنات. «أعقب» من ولد الحسن أربعة زيد ، والحسن ؛ والحسين الأثرم ؛ وعمر إلا أن الحسين الاثرم وعمر انقرضا سريعا وبقي عقب الحسن من رجلين لا غير زيد والحسن المثنى «فعقب» الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن عليه‌السلام وستة من ولد الحسين عليه‌السلام وقد روي عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال : سيكون من ولدي عدد نقباء بني اسرائيل ونظم ذلك بعض الشعراء فقال :

__________________

(١) روى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص ٢٦٩ عن شرحبيل قال : كنت مع الحسين بن علي عليه‌السلام وأخرج بسرير الحسن وأرادوا أن يدفنوه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخاف أن تمنعه بنو أمية فلما انتهوا به الى المسجد قامت بنو أمية فقام عبد الله بن جعفر فقال إنى سمعته يقول : إن منعوكم فادفنوني مع أمي.

وروى مثل ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص ١٢٢.

(٢) قال ابو الحسن العمري في المجدي : خرجت أم الحسن وهي لأم ولد الى عبد الله بن الزبير ؛ وخرجت أم عبد الله وهي لأم ولد الى زين العابدين عليه‌السلام فولدت له حسنا وحسينا والباقر وعبد الله ، وخرجت أم سلمة وهي لأم ولد الى عمر بن زين العابدين ؛ وخرجت رقية الى عمرو بن المنذر ابن الزبير بن العوام. م ص

٦٨

فموسى بلا عقب وأحمد معقب

وناهيك بالعقب الكرام الأعاظم

فستة أسباط الحسين ، وستة

من الحسن الهادي ؛ وكل لفاطم

 ففي ذكر عقب الحسن بن علي عليه‌السلام مقصدان :

المقصد الأول

في ذكر عقب أبي الحسين زيد بن الحسن «ع» وهو سبط واحد ، وكان زيد يكنى ابا الحسين ، وقال الموضح النسابة : أبا الحسن وكان يتولى صدقات (١) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه الى العراق ؛ وبايع بعد قتل عمه الحسين عبد الله بن الزبير لأن اخته لأمه وأبيه كانت تحت عبد الله ابن الزبير. قاله أبو النصر البخاري. فلما قتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته ورجع الى المدينة وله في ذلك مع الحجاج قصة ، وكان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا عاش مائة سنة ، وقيل خمسا وتسعين ، وقيل تسعين ، ومات بين مكة والمدينة بموضع يقال له حاجر وأم زيد فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن

__________________

(١) ولي زيد بن الحسن الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية فوفد زيد على الوليد بن عبد الملك وأعلمه بأن لعبد الله في العراق شيعة وهو يدعو الى نفسه. فكبر ذلك على الوليد فكتب الى عامله أن يولي زيد بن الحسن الصدقات ويرسل اليه أبا هاشم عبد الله فلما وصل الشام حبسه الوليد وطال حبسه فسعى علي بن الحسين عليه‌السلام في اطلاقه ، وعرف الوليد افتراء زيد عليه وأعلمه القصة فأطلقه ؛ انظر (تاريخ ابن عساكر) ج ٥ ص ٤٦ توفي زيد بالبطحاء على ستة أميال من المدينة سنة ١٢٠ وحمل الى البقيع ، وتجد له ترجمة مفصلة في (ارشاد المفيد) في باب ذكر ولد الحسن بن علي عليه‌السلام وذكره ابن حجر في (تهذيب التهذيب) ج ٣ ص ٤٠٦ م ص.

٦٩

ثعلبة الخزرجي الأنصاري «والعقب» منه في ابنه الحسن بن زيد ، ويكنى أبا محمد ، كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي وعمل له على غير المدينة ايضا وكان مظاهرا لبني العباس (١) على بني عمه الحسن المثنى ؛ وهو أول من لبس السواد من العلويين وبلغ من السن ثمانين سنة ، وتوفي ـ على ما قال ابن الخداع بالحجاز سنة ثمان وستين ومائة وأدرك زمن الرشيد ، ولا عقب لزيد إلا من هو كان لزيد ابنة اسمها نفيسة خرجت الى الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت منه وماتت بمصر ولها هناك قبر يزار وهي التي تسميها أهل مصر «الست نفسية» ويعظمون شأنها ويقسمون بها وقد قيل : انما خرجت الى عبد الملك بن مروان وإنها ماتت حاملا منه ، والأصح الأول ؛ وكان زيد يفد على الوليد بن عبد الملك ويقعده على سريره ويكرمه لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين الف دينار دفعة واحدة وقد قيل إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد ، وإنها كانت تحت اسحاق بن جعفر الصادق ؛ والأول هو الثبت المروى عن ثقات النسابين ؛ وأم الحسن بن زيد أم ولد يقال لها زجاجة وتلقب رقرقا «أعقب» ابو محمد الحسن بن زيد بن الحسن من سبعة رجال القاسم وهو اكبر أولاده ويكنى أبا محمد وأمه أم سلمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وكان زاهدا عابدا ورعا إلا أنه كان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى وعلي ويكنى أبا الحسن أمه ام ولد ؛ مات في حبس المنصور ويلقب بالسديد ، قال

__________________

(١) وجه المصنور الدوانيقي الى الحسن بن زيد ـ وهو واليه على الحرمين ـ أن أحرق على جعفر داره. فألقى النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبد الله عليه‌السلام يتخطى النار ويمشي فيها ويقول أنا ابن أعراق الثرى. أنا ابن ابراهيم خليل الله. أنظر (مناقب ابن شهر اشوب) ص ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وانظر في (مقاتل الطالبيين) ص ١٤٥ طبع النجف خبر وشايته عند المنصور في ابن عمه محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى. م ص

٧٠

ابن خداع النسابة : كان يتظاهر بالنصب. وزيد يكنى أبا طاهر ، أمه ام ولد نوبية ، وابراهيم يكنى أبا اسحاق أمه أم ولد وعبد الله يكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا أمه أم ولد تدعى جريدة كذا قال أبو نصر البخاري. ثم قال في موضع آخر من كتابه : أمه أم الرباب بنت بسطام والله أعلم ، واسحاق يكنى أبا الحسن كان أعور يلقب الكوكي ، وأمه أم ولد بحرانية وكان مع الرشيد ، قيل : إنه كان يسعى بآل أبي طالب اليه ، وكان عينا للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة من العلويين اليه وقتلوا برأيه وغضب الرشيد عليه آخر الامر وحبسه ومات في حبسه وكان لا يفارقه السواد ليلا ولا نهارا ، واسماعيل يكنى أبا محمد ؛ وأمه أم ولد وهو أصغر أولاد الحسن بن زيد ، قال أبو نصر البخاري. ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم وهم القاسم وعلي وزيد واسحاق واسماعيل ؛ فهؤلاء الخمسة معقبون بلا خلاف ، والخلاف في ابراهيم هل بقي عقبه ، وفي عبد الله هل أعقب أم لا ثم ذكر في بعض من نفي الخلاف عنه خلافا كما سيأتي ، وقال الشيخ تاج الدين ؛ أعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم القاسم وفيه العدد والبيت ، واسماعيل ، وعلى السديد واربعة مقلون ، وهم اسماعيل وزيد وعبد الله وابراهيم. «أما» ابو محمد القاسم بن الحسن بن زيد فأعقب من ثلاثة عبد الرحمن الشجري ومحمد البطحاني وحمزة ، هكذا قال شيخ الشرف العبيدلي ثم قال : وعقب حمزة في «صح» وقال العمري : وبقزوين والديلم قوم ينسبون الى علي ومحمد ابني حمزة بن القاسم ، وعقب حمزة في «صح» وانما أعقب القاسم بن محمد البطحاني وعبد الرحمن الشجري ، وقال تاج الدين النقيب : عقب القاسم يرجع الى رجلين محمد البطحاني وعبد الرحمن الشجري وهو الصحيح وسيجيء ان شاء الله تعالى فان عقب حمزة إذا كانوا في (صح) في زمن شيخ الشرف العبيدلي والعمري فمن اين لهم البينة الصريحة بالثبوت اليوم هيهات؟

فالعقب من محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد ، ويروى بفتح الباء

٧١

منسوبا الى البطحاء وبضمها منسوبا الى بطحان واد بالمدينة. قال العمري : وأحسب أنهم نسبوه الى أحد هذين الموضعين لإدمانه الجلوس فيه ، وكان محمد البطحاني فقيها وأمه ثقفية «وأعقب» من سبعة رجال القاسم الرئيس بالمدينة وابراهيم وموسى وعيسى وهارون وعلي وعبد الرحمن «أما» عبد الرحمن بن محمد البطحاني فقال الشيخ ابو الحسن (١) العمري : قال ابو جعفر شيخنا ـ يعني شيخ الشرف العبيدلي ـ ما ذكر له الكوفيون عقبا. وقال أبي ـ يعني أبا الغنائم محمد بن الصوفي العمري النسابة ـ وجدت في مشجرة ابن عدي الدارع البصري أولد عبد الرحمن بن محمد البطحاني ولدين هما جعفر وعلي «فأما» علي فأعقب محمدا لا غير «وأما» جعفر فأعقب أحمد وحده ، وأعقب أحمد ثلاثة طاهرا بطبرستان وعيسى بالري ، وكوچك بآمل. قال ابو الحسن العمري ؛ وما يعلم لعبد الرحمن البطحاني الى يومنا هذا ولد فاذا كان ذلك كذلك في زمانه ففي هذا الزمان أولى.

وقد وجدت ممن انتسب اليه ناصر الدين عليا بن المهدي بن محمد بن الحسين بن زيد ابن محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد البطحاني المدفون بسوق قم في المدرسة الواقعة بمحلة سورانيك ومحمد بن احمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد البطحاني لم يذكره واحد من النسابين وإنما ذكروا ما ذكرت لك والله

__________________

(١) هو نجم الدين أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن محمد ملقطة بن أحمد الكوفي بن علي الضرير بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد الله ابن محمد بن عمر الأطرف ابن الامام علي أمير المؤمنين عليه‌السلام صاحب «المجدي» في الأنساب الذي ينقل عنه كثيرا في «الكتاب» وله ايضا «المبسوط» و «الشافي» و «المشجر» في الأنساب ؛ وكان ساكن البصرة ثم انتقل منها الى الموصل سنة ٤٢٣ ، وتزوج هناك وأولد بها وكان ممن لقى المرتضى علم الهدى يروي عن والده النسابة ابي الغنائم وعن شيخ الشرف العبيد لي وعن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا النسابة ، وكان حيا سنة ٤٤٣ هـ م ص.

٧٢

أعلم.

وأما علي البطحاني فكان له خمسة بنين القاسم قال ابو الغنائم العمري : أولد بالكوفة وقال غيره : أولد بطبرستان. والحسن الأطروش ، وعلي أولد بجرجان ومحمد أولد بطبرستان ، والحسين أعقب ، قال ابن طباطبا : ولده علي بن الجندي كوفي له ذكور وأناث ، منهم بدمشق ومنهم بآذربايجان. وأما هارون بن البطحاني فولده خمسة رجال هم محمد وعلي والحسن والحسين والقاسم. أما محمد بن هارون فكان سيدا متوجها بالمدينة من ولده داود الأصغر بن محمد بن هارون أولد بالدينور، والحسن بن محمد أولد بالمدينة ، وحمزة بن محمد أولد بالري وطبرستان وعيسى بن محمد له ولد اسمه حمزة ، والحسين بن محمد ، ولده ابو عيسى علي يعرف بابن عزيزة ويقال لولده بنو عزيزة كانوا بالكوفة ، وقال ابن طباطبا : ابو عيسى علي بن عزيزة هو ابن الحسين بن هارون. ومن ولد الحسين بن محمد ، هارون الأقطع بن الحسين بن محمد ، له عقب بالري منهم الشريفان الجليلان أبو الحسين (١) احمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير

__________________

(١) المؤيد بالله ابو الحسين احمد بن الحسين بن هارون بن الحسين محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن الامام على ابن أبي طالب عليه‌السلام كان من أئمة الزيدية ، ولد بآمل طبرستان ونشأ في طلب العلم وأخذ عن خاله أبي العباس احمد بن ابراهيم بن الحسن بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي (ع) وبرع في الاصول والفقه وله فيهما المصنفات. خرج أولا سنة ٣٨٠ في ايام الصاحب بن عباد وعارضه أبو الفضل الناصر فقتل من عسكر المؤيد ثمانين رجلا وأخذ هو أسيرا وحمل الى بغداد وبعد أيام خلى سبيله ثم عاد الى الري ثم الى آمل وتوقف هناك حتى كثرت مكاتبات أهل الجبل والديلم في بذل النصر له ، توفي بلنجا من نواحي ديلمان يوم عرفة سنة ٤١١ هـ. عن تسع وتسعين سنة وصلّى عليه السيد مانكديم ، الخارج بعده ، بلنجا الملقب

٧٣

العلم له مصنفات في الفقه والكلام بويع له بالديلم ولقب بالسيد المؤيد وأخوه أبو طالب يحيى بن الحسين كان عالما فاضلا له مصنفات في الكلام ، بويع له أيضا ولقب السيد الناطق بالحق ، ويعرفان بابني الهاروني ولهما أعقاب «وأما» علي والحسن والحسين والقاسم اولاد هارون البطحاني فما وقفت لهم على عقب «وأما» عيسى بن البطحاني فكان رئيسا بالكوفة متوجها «والعقب» من ولده في رواية البصريين أربعة رجال حمزة الأصغر وأبو تراب علي النقيب. وأبو عبد الله الحسين ، وابو تراب محمد «أما» حمزة بن عيسى بن البطحاني ، فولده القاسم ميمون الأعرج ، وعلي وولدهما بالري وطبرستان «وأما» ابو تراب علي النقيب ابن عيسى بن البطحاني ، فعقبه من داود ابي علي ، لم يعقب من اولاد ابي تراب غيره ، وأعقب داود من اربعة رجال : حمزة بخجند ، ومحمد ، وأحمد ، وأبي عبد الله الحسين المحدث. قال الشيخ أبو الحسن العمري : طعن فيه أهل نيسابور وقال أبي ابو الغنائم النسابة : إنه ثبت نسبه عندي وله عقب بنيسابور سادات علماء نقباء متوجهون. وأعقب من أبي الحسن محمد المحدث بنيسابور كان رئيسا جليلا ، ومن أبي علي محمد وأبي الحسين محمد بمرو ، وأما أبو الحسن محمد المحدث فولده أبو محمد الحسن النقيب ، كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور. وكانت اليه نقابة النقباء بخراسان ، وأبو عبد الله الحسين ، وابو البركات إسحاق ، وهو هبة الله ولد له بعد أن جاوز تسعين سنة ، وأما أبو الحسن النقيب ، فولده

__________________

بالمستظهر بالله ، ومشهده بلنجا مشهور يزار ، وقام بعده أخوه الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون المولود سنة ٣٤٠ وقد اشتغل على خاله أبي العباس المذكور وعلى الشيخ أبي عبد الله البصري وشيوخ أخر وله تأليفات في أصول الدين والفقه ، وقد سار سيرة آبائه الى أن توفي بجرجان من طبرستان سنة ٤٢٤ هـ. أولد رجلا واحدا وهو أبو هاشم محمد أمه أم الحسن بنت يحيى بن الداعي الحسن بن القاسم الحسني. م ص

٧٤

أبو القاسم زيد كان اليه النقابة بعد أبيه وأبو المعالي اسماعيل النقيب بعد أخيه ولكل منهما ولد.

فمن ولد أبي القاسم زيد ذخر الدين أبو القاسم زيد بن تاج الدين أبي محمد الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسن بن زيد المذكور ، كان نقيب نيسابور وله عقب وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد فابنه يكنى بأبي الفتوح يعرف بالرضي وأما أبو البركات اسحاق هبة الله فله ولد ، وأما أبو علي محمد بن أبي عبد الله الحسين ابن داود. فله أبو الفضل أحمد الفقيه الحنفي المدرس بنيسابور ، له ولد ، وأما أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الحسين بن داود فله ولد وأما أحمد بن داود بن أبي تراب علي النقيب ، فولده زيد ؛ وعلي وأبو علي ، أما أبو علي بطبرستان فله أبو هاشم محمد ، له ولد ؛ وأما علي بن احمد بن داود فله عدة أولاد ، منهم أبو زيد ، وأبو حرب ؛ وأبو القاسم مهدي ؛ وأما أبو زيد بن علي بن احمد بن داود فولده محمد كباكي بن أبي زيد له ولد ؛ وسراهنك له ولد ؛ وعلي له ولد.

وأما أبو عبد الله محمد بن داود بن أبي تراب ؛ فله الحسن له أولاد ، والحسين له أولاد ؛ وأما حمزة بن داود بن أبي تراب فولده بخجند. وأما أبو تراب محمد بن عيسى بن البطحاني ، فله احمد ؛ ولده ببلخ زيد بن أحمد ؛ والحسن ببلخ ، وعيسى بن أبي تراب محمد ، والقاسم بن أبي تراب ، ولكل عقب.

وأما أبو عبد الله الحسين بن عيسى بن البطحاني ؛ فله ثلاثة أولاد وهم محمد المعروف بشيشديو ، والقاسم ، وعلي. أما محمد شيشديو ، فله عدد من الأولاد متفرقون في البلاد ، منهم علي الأكبر المكاري يعرف بخربندة ، وعلي الروياني وحمزة ، والحسين ، وسراهنك ، وأحمد ، وعلي ، ولكل منهم عدد من الأولاد ولهم أعقاب كثيرة ، وكان أبو نصر البخاري يذكر بني شيشديو بغمز والله اعلم. وأما القاسم بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فله عقب بآمل ، وأما علي بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فأولد ثلاثة ، أحدهم بقم ، والآخر بالري ، والثالث

٧٥

براوند ، ولم يذكر منهم ابن طباطبا سوى الحسن بن علي براوند ـ هذا آخر ولد عيسى بن محمد البطحاني ـ.

وأما موسى بن البطحاني وكان أحد سادات المدينة وكان له عشرة بنين الحسن بن موسى ، مات في الحبس بالمدينة. قال ابو الغنائم العمري : ولم يترك غير بنت. وقال أبو المنذر علي بن الحسين النسابة ؛ ولد الحسن بن موسى ابنا اسمه احمد ، وابراهيم بن موسى له ولد ، وزيد بن موسى له ايضا ولد. ويحيى بن موسى له ولد ، وأحمد بن موسى أولد بطبرستان ؛ ومحمد الأصغر بن موسى أولد بخراسان وغيرها ، وعلي بن موسى مات بالحبس ، وله ولد بمكة اسمه محمد أعقب والحسين بن موسى أولد بالمدينة ، ومحمد بن موسى قيل أعقب ؛ وحمزة بن موسى كان سيدا متوجها بالمدينة وعقبه من ابنه أبي زيد الحسن بن حمزة المعروف بابن الزبيرية ، له عدة أولاد بمصر وغيرها من البلاد. ومن ولده محمد بن الحسن بن داود بن الحسن بن حمزة الملقب بعمر ، كان أنكره أبوه وقتا ثم اعترف به وله ولد مكشوط والله اعلم بحاله. قال ابن طباطبا : لموسى بن البطحاني بقية بالحجاز يعرفون بالزبيريين ولم يبق من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بالحجاز غيرهم. أما ابراهيم بن البطحاني ويعرف على ما قيل بالشجري وكان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب في بلدان شتى وفيهم مجانين عدة وبله ونقص وسفهاء. ومنهم قد يدان أبو محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني الكوفي ، تزوج يهودية وهو ميناث. ومنهم محمد الأطروش بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني ، له ولد وأخوه أبو الحسن علي يدعى بطاجان (١) معتوه له أولاد ، ومنهم محمد المجنون بطبرستان بن محمد بن ابراهيم البطحاني ومنهم زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني من ولده الوزير

__________________

(١) يدعي طنجيرا (المجدي).

٧٦

أبو الحسن ناصر (١) بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد المذكور ، الرازي المنشأ المازندراني المولد.

ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذي كان نقيب الري وقم وآمل ، وهو من بني عبد الله الباهر. وكان محمد بن النقيب يحيى المذكور معه ، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت اليه النقابة الطاهرية ، ثم فوضت اليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة ، وهو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين الله ، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على السادة بالعراق ، الى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوي على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره ؛ إن العبد ورد هذا البلد وليس له شيء يلبسه ويركبه ؛ وهذا المثبت في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الإمامية. والتمس أن يصان في نفسه وأهله ، فورد الجواب عليه : إنا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار اليك من مالنا وتربيتنا وهو موفر عليك ؛ وذكر له أن امرا اقتضى له أن يعزل. فسأل أن ينقل الى دار الخلافة ليأمن من سعي الأعداء وتطرقهم اليه بشيء من الباطل فنقل هناك وبقي مصونا الى وفاته ؛ وقد قيل في سبب عزله أقوال منها : أن الخليفة الناصر ألقى اليه رقعة ولم يعلم صاحبها وفيها هذه الأبيات :

ألا مبلغ عني الخليفة أحمدا

توق وقيت الشر ما أنت صانع

__________________

(١) ناصر بن مهدي الملقب نصير الدين ، وزير من الأفاضل الوجوه وذوي الرأي ، تقلد الوزارة للخليفة الناصر ببغداد سنة ٤٩٢ وحمدت سيرته ولم يطق تحكم المماليك بدار الخلافة فجعل يشردهم فاكثرو من القول فيه فعزله الخليفة سنة ٦٠٤ واعتذر اليه وأكرمه فاقام موقرا محترما الى أن توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة ٦١٧. م ص

٧٧

وزيرك هذا بين شيئين فيهما

فعالك ، يا خير البرية ضائع

فان كان حقا من سلالة أحمد

فهذا وزير في الخلافة طامع

وان كان فيما يدعي غير صادق

فأضيع ما كانت لديه الصنائع

ومنها : أنه كان لا يوفّي الملك صلاح الدين بن أيوب ما له من الألقاب وكان صلاح الدين هو الذي ازال الدولة العبيدلية من مصر وخطب للخليفة الناصر بالخلافة هناك. فيقال : إن بعض رسله الى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لأجله قال عندي رسالة أمرت لا أوديها إلا مشافهة في خلوة فلما خلا به قال : العبد يوسف بن أيوب يقبل الأرض ويقول : تعزل الوزير ابن مهدي وإلا فعندي باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا أخرج واحدا منهم وأدعو له بالخلافة في ديار مصر والشام. فكان هذا سبب عزل الوزير ، وكان جبارا مهيبا وجد ذات يوم رقعة في دواته فاستعبرها ولم يعلم من طرحها فاذا فيها شعر :

لا قاتل الله يزيدا ولا

مدت يد السوء الى نعله

فانه قد كان ذا قدرة

على اجتثاث العود من أصله

لكنه أبقى لنا مثلكم

أحياء كي يعذر في فعله

فقامت عليه القيامة فاجتهد فلم يعرف من القاها ، وقد كان الوزير أعقب ولكن انقرض وأما القاسم بن البطحاني الفقيه الرئيس فأعقب من خمسة رجال عبد الرحمن والحسن البصري ؛ ومحمد ؛ واحمد ، وحمزة. ولم يذكر الشيخ تاج الدين حمزة من المعقبين ، ونص أبو عبد الله بن طباطبا على أن عقب القاسم من أربعة ولم يذكر حمزة قال : فمن هؤلاء انتشر ولد القاسم بن محمد وليس نلقى احدا من ولده أما احمد بن القاسم ، فعقبه من طاهر الذي قتله صاحب الزنج. ذكر علي بن ابراهيم الجوني (١)

__________________

(١) علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين ابن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ابو الحسن الجواني ـ نسبه الى الجوانية قرية من قرى المدينة ـ ولد بها ونشأ بالكوفة ومات بها ، له كتاب

٧٨

المحدث الناسب أنه معقب وله بقية ، منهم القاسم بن طاهر ، ومحمد بن طاهر ؛ وابراهيم وزيد قال ابو عبد الله بن طباطبا : وذكر أبو الفضل ناصر بن ابراهيم بن حمزة بن الداعي أنه من ولد القاسم بن طاهر ، وشهد بذلك علوي ، وأثبت نسبه عندي لذلك وله خبر فيه طول ، والقاسم بن احمد بن القاسم ولده الحسين وللحسين هذا أولاد ، قال ابن طباطبا : ذكره بعض النساب وأثبته ، وقال أبو نصر البخاري : أحسبه انقرض والله اعلم. وأما محمد بن القاسم ، فأعقب من ثلاثة ، وهم ابراهيم ، وعبد العظيم ، وأبو علي الحسين الخطيب ، أعقب ابراهيم بن محمد بن القاسم من ثلاثة أبي العباس أحمد بالكوفة ؛ وابي الحسين زيد قال ابن طباطبا : ولده اليوم بالموصل. وأبي الحسن علي ولده بالري وطبرستان فمن ولد أبي العباس احمد ؛ أبو عبد الله محمد المعتزلي الأديب الفاضل صاحب أبي عبد الله البصري كان له ولدان ؛ أحدهما أبو الحسين علي يلقب أنيس الدولة مات بمصر وله ابن ببغداد ، وهو أبو عبد الله محمد الأديب ، قال ابن طباطبا : كان له ولد مات ولا ولد له الى الآن. والآخر أبو الحسن محمد له بقية من ابنه بالكوفة قاله ابن طباطبا. ومنهم إبراهيم بن أبي العباس أحمد ويعرف بمبارك ، له ابنان أحدهما أبو القاسم الحسين ، له ولد بالموصل ؛ والآخر ابو الفوارس علي له ولد ببغداد ، ومن ولد أبي الحسين ؛ زيد بن ابراهيم بن محمد بن حمزة الطويل الطرافي بالموصل له أولاد ، وأبو علي بن عبيد الله بن زيد له بالموصل أولاد ومن ولد علي بن إبراهيم بن محمد ، أبو عبد الله محمد بن علي له عقب بطبرستان. وأعقب عبد العظيم بن محمد بن القاسم من محمد يعرف بتقية ، له أولاد بسمرقند

__________________

(أخبار الحسين صاحب فخ) وكتاب (أخبار يحيى بن عبد الله بن الحسن) ويروي عنه أبو الفرج الاصفهاني سماعا ومن كتابه ؛ ذكره النجاشي في (الفهرست) والعلامة في (الخلاصة) ويأتي له ذكر (في الكتاب) في عقب الامام زين العابدين عليه‌السلام. م ص

٧٩

وأعقب أبو علي الحسين الخطيب بن محمد بن القاسم من ابي علي احمد الخطيب بمامطير

وأما الحسن البصري (١) بن القاسم بن البطحاني فعقبه من أبي جعفر محمد ؛ والحسين أبي عبد الله. أما الحسين بن الحسن البصري فعقبه من أبي الحسن علي الرئيس بهمدان ، وأبي اسماعيل علي الشهيد بهمدان بن الحس ن البصري المذكور. أما أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن البصري ، فولده أبو عبد الله الحسين وأبو جعفر محمد والحسن. أما أبو عبد الله الحسين فمن ولده أبو الحسين علي بن الحسين الأطروش الرئيس بهمدان من أهل العلم والفضل والأدب ، صاهر الصاحب الجليل كافي الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عباد على ابنته ؛ وكان الصاحب يفتخر بهذه الوصلة ويباهي بها ، ولما ولدت ابنته من أبي الحسين ابنه عبادا ووصلت البشارة الى الصاحب قال :

أحمد الله لبشر

جاءنا عند العشي

إذ حباني الله سبطا

هو سبط للنبي

مرحبا ثمت أهلا

بغلام هاشمي

وقال في ذلك قصيدة أولها :

الحمد لله حمدا دائما ابدا

قد صار سبط رسول الله لي ولدا

ولما توفي الصاحب رثاه أبو الحسين صهره ، فقال :

ألا إنها أيدي المكارم شلت

ونفس المعالي إثر فقدك سلت

حرام على الظلماء إن هي قوضت

وحجر على شمس الضحى إن تجلت

__________________

(١) ولد الحسن المعروف بالبصري ابن القاسم ، الحسن مات دارجا بالبصرة ، وأبا الحسن عليا درج ؛ وأبا عبد الله الحسين المعروف بأخي المسمعي من الرضاعة. قال أبي : أولد بهمدان وغيرها. وأبا جعفر محمدا بالدر أورد (صح). قال أبي ؛ وبهمدان أيضا (عن المجدي لأبي الحسن العمري).

٨٠