عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمّها ؛ وفضل حسابه مع الديوان وقد بقي له بقية صالحة من الغلات ، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالأعراض ثم بالأملاك ؛ وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال : غلاء ابن الطقطقي. نسب اليه لأنّه لم يكن عند أحد شيء يباع سواه ، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فاذا هو قد باع أضعاف ما ادّخر ، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة والحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها.

وترقى أمره إلى أن كتب الى السلطان أبا قاخان بن هولاكو في عزل صاحب الديوان وإقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة ، فوقع كتابه الى الوزير شمس الدين الجويني أخي صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا وكتب فيه :

كم لي أنبه منك مقلة نائم

يبدي سباتا كلّما نبهته

فكأنّك الطفل الصغير بمهده

يزداد نوما كلّما حرّكته

وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله الى أخيه فاستعد صاحب الديوان له وتقرّر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا الى موضع ظنّوه مأمنا أمرهم بالمصير اليه صاحب الديوان ، فخرج صاحب الديوان اليه من ساعته الى ذلك الموضع فقبض على أولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره.

وللنقيب تاج الدين عقب ، وأما موسى بن الرسي وكان بمصر فمن ولده علي المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد بن موسى المذكور أعقب من سبعة رجال وكان عقبه بمصر آخر بني الرسي وهم آخر بني ابراهيم طباطبا ، وهم آخر بني اسماعيل الديباج بن الغمر ؛ وهم آخر بني ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن

١٨١

ابن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ـ.

المعلم الثالث

في ذكر عقب الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا علي (١) وله عدّة أولاد منهم أبو الحسن علي العابد (٢) ذو الثفنات ، استقطع أبوه عين مروان فكان لا يأكل منها تحرّجا وكان مجتهدا في العبادة ، حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس وهو ساجد فحرّكوه فاذا هو ميّت. كذا قال أبو نصر البخاري ؛ وقال الشيخ العمري : مات في الحبس مقتولا. وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» : إن بني حسن (٣) لما طال مكثهم في حبس المنصور وضعفت أجسامهم كانوا

__________________

(١) كانت وفاة الحسن المثلث سنة خمس وأربعين ومائة في حبس المنصور وكان له يومئذ ثمان وستون سنة. (عن هامش الأصل)

(٢) ويقال له أيضا علي الخير وعلي الأغر ، وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبد الله بن الحسن الزوج الصالح ، وامه ام عبد الله فاطمة بنت عامر ابن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب مات في حبس المنصور سنة ١٤٦ لسبع بقين من المحرم وهو ابن خمس وأربعين سنة ذكره أبو الفرج في (المقاتل).

(٣) كانوا خمسة عشر رجلا وقيل سبعة حبسوا بالهاشمية عند قنطرة الكوفة في سرداب ما كانوا يعرفون فيه الليل والنهار ثم قتلوا بعضهم دفن حيّا وبعضهم بنى عليه اسطوانة وبعضهم سقي السم وبعضهم خنق ، وقبرهم في موضع الحبس وتعرف قبورهم بالسبعة. م ص

١٨٢

إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فاذا أحسوا بمن يجيء اليهم لبسوها ، ولم يكن علي العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله عز وجل فأقول : يا رب سل أبا جعفر فيما قيّدني؟

ومن ولد علي العابد بن الحسن المثلث ، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدي بن المنصور بمكة ، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة ، وقيل سنة سبعين ، وحملا رأسه الى الهادي فأنكر الهادي فعلهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه ، ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليهما‌السلام انّه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.

ولم يعقب الحسين صاحب فخ. وعقب الحسن المثلث من أخيه الحسن بن علي العابد لا عقب له من غيره وهو المكفوف الينبعي ، وعقبه من ابنه عبد الله بن الحسن لا غير فمن ولده أبو الزوائد محمد وقيل موسى بن الحسن لقب بذلك لأنّه كان يزيد في الكلام والشعر ، دخل أبو الزوائد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض وقال الشيخ العمري : له عقب بالنوبة والحجاز والعراق ومنهم محمد بن عبد الله بن الحسن المكفوف ، ومن ولده محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان بدويا وله أولاد إلى يومنا بادية ، منهم موسى وركاب ومحمود بنو محمد بن الحسن ومنهم علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف من ولده سيدان كان بدمشق ، وله ولد واخوة منهم كثيم بن أبي القاسم سليمان الجزار بالرملة بن أبي الصخر محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف ومنهم عيسى بن علي بن أبي محمد جعفر بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف له ولد قال الشيخ العمري : ولهم ذيل الى وقتنا بادية (١) وبنو الحسن المثلث

__________________

(١) البادية خلاف الحاضرة ، والحاضرة القوم الذين يحضرون المياه

١٨٣

قليلون جدّا لم أر منهم أحدا الى هذا التاريخ وليس بالحجاز ولا بالعراق لهم بقية ولا رأى الشيخ تاج الدين أحدا منهم ، قال : وعقبهم في بلاد العجم ومصر إن كان لهم بقية هناك. قال : ولا بد أن يكون لهم بقية إذ بهم تكمل أسباط الفاطميين اثنى عشر سبطا كما وعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

المعلم الرابع

في ذكر عقب جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا الحسن ، وكان أكبر أخوته سنا ، وكان سيّدا فصيحا يعدّ في خطباء بني هاشم وله كلام مأثور ؛ وحبسه المنصور مع اخوته ثم تخلص ، وتوفي بالمدينة وله سبعون سنة وعقبه من ابنه الحسن (١) بن جعفر وكان قد تخلف عن فخ مستعفيا ، وكان لجعفر بنت اسمها ام الحسن خرجت الى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس وهي أم ولده وتزوجت بعده عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ فأعقب الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام من ثلاثة رجال عبد الله وجعفر الغدار ومحمد السيلق (٢).

أما محمد السيلق فولده السيلقيون ببلاد العجم ؛ وعقبه ينتهي الى عبيد الله

__________________

وينزلون عليها في حمراء القيظ فاذا برد الزمان ظعنوا عن إعداد المياه وبدوا طلبا للتقرب من الكلاء فالقوم حينئذ بادية بعد ما كانوا حاضرة. (تاج العروس)

(١) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ام الحسن اسمها عائشة بنت عوف بن الحارث بن الطفيل الأزدية.

(٢) كذا في النسخ التي بأيدينا وضبطه الزبيدي في (تاج العروس) : السليق كأمير. م ص.

١٨٤

ابن الحسن السيلق بن علي بن محمد السيلق ؛ له أعقاب متفرّقون بقزوين والمراغة وهمدان وراوند ، ويكنى عبيد الله هذا أبا الفضل ؛ فالذي من عقبه بالمراغة أبو الهول داعي واخوته عبيد الله ويحيى وأحمد وحمزة ومسافر بنو أبي جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد قتيل الديلم بهمدان ابن أبي الفضل عبيد الله المذكور ؛ وبالمراغة أيضا بنو عبيد الله بن أبي الحسين قتيل الديلم ؛ وكانوا ثلاثة إخوة ناصر الكبير واسمه أحمد ؛ وناصر الصغير واسمه أحمد أيضا توافقا في الاسم واللقب ؛ وأبو الفوارس الحسن يلقب الهادي ، وولد لهؤلاء بالمراغة أولاد قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة : رأيت ببغداد عبيد الله بن علي بن أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق ؛ في أيام نقابة أبي الحسن علي بن أحمد العمري شعرانيا يتصوّف وله ولد ببخارى وفي نفسي منه شيء فلنسأل عنه ان شاء الله تعالى. هذا كلام شيخ الشرف.

ومن ولد أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق السيد العالم الفاضل المحدّث الأديب المصنف ضياء الدين أبو الرضا فضل الله (١) بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الفضل عبيد الله المذكور وهو المشهور بفضل الله الراوندي ، له عقب منهم السيد تاج الدين أبو ميرة بن كمال الدين بن أبي الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا المذكور ، ولد رجلين ركن الدين محمداً ، وعز الدين عليا. أما ركن الدين محمد فولد رجلين مرتضى ولطيفا ، أما مرتضى فولد مسعودا وولد مسعود مرتضى. وأما لطيف كان له ابنتان خرجت احداهما الى السلطان السعيد جلال الدين أبو الفوارس شاه شجاع بن محمد بن المظفر ؛ فولدت له ابنه السلطان زين العابدين وكان لها من غيره قبله أولاد.

__________________

(١) السيد فضل الله الراوندي ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) وعدّ مصنفاته ثم قال : شاهدته وقرأت بعضها عليه. م ص

١٨٥

وأما عز الدين علي بن تاج الدين أبو ميرة فولد محمدا والحسين وأحمد وولد الحسين محمدا وعليا وجعفرا وأما جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فولد أبا الفضل محمدا وأبا الحسن محمدا ، وأبا أحمد محمدا ، وأبا علي محمدا ، وأبا العباس محمدا وجعفرا ، وأبا الحسين محمدا ، ظهر أبو الفضل محم د بن جعفر بالكوفة وأخذ فمات في الحبس بسر من رأى ، وله عقب ، وأما أبو الحسن محمد بن جعفر فيدعى أبا قيراط ، وله عقب كثير منهم نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن محمد الملقب بأبي قيراط أيضا ابن جعفر المحدث بن أبي الحسن محمد بن جعفر الغدار وابنه عبيد الله يقال له الشيخ وابنه محمد الأزرق بن عبيد الله بن أبي قيراط ، ولد ببغداد ؛ ومنهم آل أبي خصية بالجزائر «بالحائر خ ل» وهو أبو الغنائم بن سالم بن علي بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد السمين بن يحيى الضرير بن محمد المحدث بن جعفر المحدث ، ووقع أبو علي محمد وأبو الحسن محمد ابنا جعفر الغدار الى المغرب ، وروى لهما شبل بن تكين ولدا والله سبحانه وتعالى أعلم ، وقال شيخ الشرف العبيدلي : وقد رأيت بمصر أمثالا منهم أخذت منهم أنسابهم فهلكت فيما أخذته مني بنو كلاب من كتبي.

وأما عبد الله بن الحسن بن جعفر (١) فعقبه من ابنه عبيد الله أمير الكوفة ، ولاّه إياها المأمون العباسي فأعقب عبيد الله الأمير من أربعة رجال وهم أبو جعفر محمد الأدرع ؛ وأبو الحسن علي باغر ، وأبو سليمان محمد ؛ وأبو الفضل محمد ؛ وقال أبو نصر البخاري : قال أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام في كتابه : إن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر لم يعقب إلاّ من صفية بنت عبيد الله. وقال غيره : أعقب من ولده أبي جعفر الأدرع وأبي الحسن علي باغر وأبي الفضل محمد وأبي سليمان محمد

__________________

(١) يعني به جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه‌السلام.

١٨٦

ثم قال : وبقاشان ونيسابور من ولد عبيد الله العدد الكثير. فمن ولد أبي الفضل محمد بن عبيد الله. أبو القاسم الزاهد المتكلّم علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الأحول بن أبي الفضل محمد المذكور ، أقام برامهرمز وله بها عقب.

ومن ولد أبي سليمان محمد بن عبيد الله ، بنو الكشيش وهو محمد بن علي بن أبي سليمان المذكور أكثرهم بالشام ؛ ومنهم محمد بن أحمد بن أبي سليمان محمد المذكور قال البخاري : ولده بفارس. وأما أبو الحسن علي باغر بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر ، وسبب تلقيبه بباغر انّه صارع باغر التركي غلام المتوكل العباسي وكان شديد القوة وهو الذي فتك بالمتوكل فقهره العلوي فتعجب الناس منه وسمّى باسم ذلك التركي ، وامه شيبانية فأعقب من أربعة رجال وهم أبو علي عبيد الله ، وأبو الفضل محمد ، وأبو هاشم محمد ، وأبو الحسن علي فمن ولد أبي الحسن علي بن باغر أبو عبد الله جعفر الأفوه بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن باغر ، له ولد وإخوة.

ومن ولد أبي هاشم محمد بن باغر وكان قد أعقب جماعة بقم والبصرة ونصيبين واصفهان ؛ منهم أبو عبد الله أحمد بن أبي هاشم ، وكان قد خلف على نقابة ونزل بقم له بنصيبين عيسى بن أحمد ، له أولاد ؛ وباصفهان أبو الحسين عبيد الله بن أحمد له أولاد ومنهم أبو محمد الحسن بن أبي هاشم محمد ، وله ولد بقم ، وأبو الحسين عبيد الله بن أبي هاشم ، له ولد بنصيبين ومن ولد أبي الفضل محمد بن باغر أبو علي عبيد الله بن أبي الفضل المذكور ، يقال لولده بنو الحسنية بالبصرة ومنهم أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل ؛ له أولاد لهم عقب ، ومنهم أبو الحسن الملاوي بن أبي الفضل له عقب أكثرهم بالشام ، ومن ولد أبي علي عبيد الله بن باغر حمزة بن محمد بن عبيد الله المذكور له عقب يقال لهم آل حمزة وبقيتهم يعرفون ببني الشجري (١).

__________________

(١) الشجري منسوب الى شجرة وهي قرية مشرفة على الوادي على

١٨٧

وكان حمزة بن محمد يشبه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام ومن آل الشجري ، السيد العالم أبو السعادات بن الشجري صاحب «الأمالي» في النحو ؛ انقرض عقبه ولأخيه بقية بالنيل والحلة ومن ولد عبيد الله بن باغر أبو عبيد الله الحسين بن عبيد الله ؛ يلقب باسقني ماء ، وأبو الحسن علي بن الحسين المذكور ، كان نقيبا بارجان ومنهم أبو المختار الحسين ؛ وأبو محمد الحسن ابنا علي بن الحسين بن عبيد الله ، كانا قد حجبا عضد الدولة بن بويه بشيراز ولهما عقب بشيراز «بسيراف خ ل» ومنهم أبو زيد محمد بن أبي العباس أحمد بن عبيد الله الأمير أعقب من أبي القاسم علي ؛ ولأبي القاسم علي خمسة أبو الحسن محمد ، وأبو زيد محمد ، وأبو علي محمد وأبو منصور محمد وأبو الفتح محمد ولكلّ منهم عقب وانتشار.

أما أبو الفتح محمد بن علي بن أبي زيد فارس البصرة وليّ النقابة بها وأصابه جرح مات فيه ؛ وخلف ولدا كثير الصلاة سمح اليدين يعرف بأبي القاسم قال أبو الحسن العمري : وهو اليوم ببغداد وله أولاد ببغداد وسيراف ، وأما أبو منصور محمد بن أبي القاسم علي بن أبي زيد ، فرآه الشيخ العمري وكان ذا حال حسنة وخلق طاهر ومات عن أولاد منهم الشريف أبو طالب كان كبير النفس واسع الصدر يجود بما تحوي يداه وهو صديق الشيخ العمري وآل أبي زيد نقباء البصرة ومتوجهوها لهم بها بقية الى الآن.

ومن ولد أبي جعفر محمد بن عبيد الله الأمير ويقال له الأدرع ، قيل لقّب بذلك لأنّه كان له أدراع كثيرة قال الشيخ تاج الدين : قتل أسدا أدرع فلقّب بذلك ؛ وكان رئيسا بالكوفة ومات بها ودفن بالكناسة وعقبه بالكوفة وخراسان وما وراء النهر وغيرها ؛ فمنهم الأخشيش وهو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد الأدرع وأخوه الملحوس وهو أبو عبد الله الحسين بن القاسم

__________________

سبعة أميال من المدينة. (عن هامش المخطوطة)

١٨٨

له عقب يعرفون ببني الملحوس وهم بالحلة وغيرها ، وولد أبو محمد القاسم بن الأدرع من الحسين الملحوس ، ومن أبي جعفر محمد بن القاسم الواعظ ؛ له ولد بفرغانة وخجندة وللملحوس أربعة ؛ منهم أبو الحسين محمد والقاسم واحمد لهم أعقاب منتشرون ، وعلي ميناث.

المعلم الخامس

في ذكر عقب داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا سليمان وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام نيابة عن أخيه عبد الله المحض ؛ وكان رضيع جعفر الصادق عليه‌السلام وحبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علّمه الصادق عليه‌السلام لامه ام داود ويعرف بدعاء ام داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب ، وتوفي داود بالمدينة وهو ابن ستين سنة وعقبه من ابنه سليمان بن داود ، امه ام كلثوم بنت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وأعقب سليمان من ابنه محمد بن سليمان ؛ ويلقب البربري وخرج بالمدينة أيام أبي السرايا.

قال أبو نصر البخاري : فقتل.

وقال أبو الحسن العمري : توفي في حياة أبيه وله نيف وثلاثون سنة.

وأعقب من أربعة رجال موسى وداود واسحاق والحسن ، أما موسى فولد عدّة بنين ؛ وأما داود فقال شيخ الشرف العبيدلي : كان كريما ولّى صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام ومات عن ذيل لم يطل. وأما اسحاق بن محمد بن سليمان فمن ولده بنو قتادة كانوا بمصر ؛ وهو حمزة بن زيد بن محمد بن اسحاق المذكور وأعقب قتادة من رجلين الحسين ومحمد ،واما الحسن بن محمد بن سليمان وفيه البيت والعدد فأعقب من رجلين اسحاق وابراهيم فمن ولد ابراهيم بن الحسن بن محمد بن سليمان بنو عجير

١٨٩

وهو القاسم بن ابراهيم وقيل إن عجيرا هو ابراهيم بن الحسن نفسه ومنهم الأديب الدّين الشجاع الكريم نقيب نصيبين أبو يعلي محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن القاسم بن ابراهيم المذكور ، له عدّة من الولد ، وله اخوة لهم أولاد ، ومنهم المحسن بن حساس بن محمد بن القاسم ، له أولاد لهم نسل ومنهم أبو عبد الله الحسين ويكنى بأبي تغلب ويعرف بالتالد وابن أبي تراب عبيد الله بن القاسم بن ابراهيم ؛ كان ذا وجاهة ورياسة وحال حسنة وولده كانوا رؤساء نصيبين.

ومنهم أبو تراب حيدرة بن ابراهيم بن القاسم بن ابراهيم له ولد اسمه ابراهيم ويكنى أبا القاسم ويعرف بالدعيم له أولاد لهم أولاد ، ومن ولد اسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان علي دقيس بن اسحاق المذكور له عقب بالعمق ونواحيه من أرض الحجاز ، ومنهم أبو عبد الله محمد الطاووس بن اسحاق المذكور لقب بذلك لحسن وجهه وجماله ، وولده كانوا بسوراء المدينة ثم انتقلوا الى بغداد والحلة وهم سادات وعلماء ونقباء معظمون ، منهم السيد الزاهد سعد الدين أبو ابراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس كان له أربعة بنين ، شرف الدين محمد وعز الدين الحسن (١) وجمال الدين أبو الفضائل أحمد العالم الزاهد المصنّف ورضي الدين أبو القاسم علي السيد الزاهد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق.

أما شرف الدين محمد فدرج ، وأما عز الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمد السيد الجليل ، خرج الى السلطان هولاكوخان وصنف له كتاب «البشارة» وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب وردّ اليه حكم النقابة

__________________

(١) كانت وفاة السيد عز الدين الحسن سنة أربع وخمسين وستمائة وأما أخوه شرف الدين محمد فقتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست وخمسين وستمائة وأخوهما السيد رضي الدين علي مات سنة أربع وستين وستمائة ، وأخوهم السيد جمال السيد الدين أحمد مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة. (عن هامش الأصل)

١٩٠

بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا ، والسيد قوام الدين أحمد بن عز الدين الحسن أمير الحاج ، درج أيضا وانقرض السيد عز الدين وأما السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى فولده غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم السيد العالم النسابة ، وولد غياث الدين عبد الكريم ، رضي الدين أبا القاسم علي درج وانقرض السيد جمال الدين. وأما أبو القاسم رضي الدين صاحب الكرامات فولد صفي الدين محمد الملقب بالمصطفى مات دارجا ، والنقيب رضي الدين عليّا ولد النقيب قوام الدين أحمد وولد النقيب قوام الدين ، نجم الدين أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه عمر ، درج الأول فان كان للآخر عقب وإلاّ فقد انقرض آل طاووس آخر بني داود بن المثنى وهم آخر ولد الحسن المثنى بن الحسن السبط ، وهم آخر ولد الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام.

الفصل الثاني

في ذكر عقب الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا عبد الله ولد سنة أربع من الهجرة وقتل سنة إحدى وستين ، وكان بين ولادة أخيه الحسن عليه‌السلام والحمل به خمسون يوما وقيل طهر واحد ، وأرضعته ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس ، وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي عليه‌السلام بعد موته وبايع لابنه يزيد لعنه الله وامتنع الحسين عليه‌السلام من بيعته وأعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنّه بايعه وبقي على ذلك حتى مات وأراده يزيد لعنه الله على البيعة وكتب بذلك الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامله على المدينة فلم يبايعه وخرج الى مكة.

وتسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا الى الحسين عليه‌السلام وعزوه من نفسه فأرسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب سلام الله عليه فبايعه ثمانية

١٩١

عشر ألفا ، فأرسل الى الحسين يخبره بذلك فتوجه الى العراق واتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك ، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية لعنه الله ، فلما صار الى كربلاء منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وأرادوه على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيد الله بن زياد لعنه الله فامتنع ، واختار المضي نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه وأهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى وستين ، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه ورؤوس أصحابه وأهل بيته الى الكوفة ثم منها الى الشام ، ووجد به يوم قتل سبعون جراحا ، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا.

واختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله تعالى ، وقيل خولي بن يزيد الأصبحي ، والصحيح انّه سنان بن أنس النخعي وفي ذلك يقول الشاعر :

فأيّ رزية عدلت حسينا

غداة تبيره كفا سنان

وكان هو وأخوه الحسن يخضبان بالوسمة ، وولد أربعة بنين وبنتين (١). وعقبه من ابنه علي زين العابدين السجاد ذي الثفنات ، وقد اختلف في امه فالمشهور انّها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد ، وقيل ان اسمها شهربانو ، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليه‌السلام وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي الى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين عليه‌السلام فأولدها علي بن الحسين عليه‌السلام وأعطى الاخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فأولدها القاسم

__________________

(١) هم علي الأكبر وعلي الأصغر وجعفر وعبد الله وفاطمة وسكينة قتل علي الأكبر بكربلاء ، وعبد الله هو المذبوح بها بالسهم. (عن هامش المخطوطة)

١٩٢

الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهما إبنا خالة ، وقال ابن جرير الطبري : إسمها غزالة وهي من بنات كسرى. وقال المبرد : هي سلامة من ولد يزدجرد. وكانت عمة أم يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك المرواني واختها قاله المبرد. وقد منع من هذا كثير من النسابين والمؤرخين وقالوا إن بنتي يزدجرد كانتا معه حين ذهب الى خراسان. وقيل إن ام زين العابدين عليه‌السلام من غير ولده.

في ذكر عقب الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع» وقد أغنى الله تعالى علي بن الحسين عليه‌السلام بما حصل له من ولادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسي المولود من غير عقد على ما جاءت به التواريخ ، والعرب لا تعد للعجم فضيلة وان كانوا ملوكا ولو اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا العجم على العرب ويفضّلوا قحطان على عدنان ، ولكن ليس ذلك عندهم شيئا يعتدّ به. وقد لهج بعض العوام وكثير من بني الحسين عليه‌السلام بذكر هذه النسبة وقالوا : جمع علي بن الحسين عليه‌السلام بين النبوة والملك. وليس ذلك بشيء ولو ثبت على ما عرفته.

ثم ان فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ام أولاد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهي فيما يقال من ام علي زين العابدين ، فان كانت ولادة كسرى فضيلة فقد حصلت لأولاد الحسن أيضا ، على ان الحسن عليه‌السلام كان إماما على أخيه الحسين عليه‌السلام يجب عليه طاعته ؛ ولم يكن الحسين إماما للحسن قط وهي الفضيلة التي يلتجئ اليها بنو الحسن إن عورضوا بتلك الولادة أو بغيرها مما يقوله الإمامية.

وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يوم الطف مريضا ومن ثم لم يقاتل حتى زعم بعضهم انّه كان صغيرا وهذا لا يصح ، قال الزبير بن بكار : كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة. وقال الواقدي : ولد علي بن الحسين عليه‌السلام سنة ثلاث وثلاثين ، فيكون عمره يوم الطف ثماني وعشرين سنة ، وتوفي سنة خمس وتسعين ، وفضائله أكثر من ان تحصى أو يحيط بها الوصف. قال أبو عثمان

١٩٣

عمر بن بحر الجاحظ في رسالة صنفها في فضائل بني هاشم ؛ واما علي بن الحسين بن علي فلم أر الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي ولم أر الشيعي إلاّ كالمعتزلي ولم أر المعتزلي إلاّ كالعامي ولم أر العامي إلاّ كالخاصي ولم أجد أحدا يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه. والعقب منه في ستة (١) رجال محمد الباقر ، وعبد الله الباهر وزيد الشهيد ، وعمر الأشرف ، والحسين الأصغر ، وعلي الأصغر وذكر عقبهم في ستة مقاصد :

المقصد الأول

في ذكر عقب محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا جعفر ؛ ولقب الباقر لما رواه عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال : يا جابر إنّك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا فاذا رأيته فأقرأه مني السّلام. فلما دخل محمد الباقر على جابر وسأله على نسبه فأخبره فقام اليه واعتنقه وقال : جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ عليك السّلام. ووفد أخوه زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام : ما فعل أخوك البقرة؟ يعني الباقر عليه‌السلام فقال زيد : لشدّ ما خالفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاه الباقر وسميته أنت البقرة لتخالفنه يوم القيامة يدخل هو الجنة وتدخل أنت النار. وامه ام عبد الله فاطمة بنت الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وهو أول من

__________________

(١) وله عليه‌السلام تسع بنات أم الحسن ، وام موسى ، وكلثم وعبدة ومليكة ، وعلية ، وفاطمة ، وسكينة ، وخديجة. وأحد عشر ذكرا محمد الباقر عليه‌السلام والحسن وعبد الله ، والحسين الأكبر ، والقاسم ، والحسين الأصغر ، وزيد وعمر وسليمان ، وعبد الرحمن ، وعلي. (المجدي)

١٩٤

اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما‌السلام وفيه يقول الشاعر :

يا باقر العلم لأهل التقى

وخير من لبّى على الأجبل

وفيه يقول مالك بن أعين هذه الأبيات :

إذا طلب الناس علم القرآن

كانت قريش عليه عيالا

وإن قيل هذا ابن بنت النبي

نال بذاك فروعا طوالا

نجوم تهلل للمدلجين

جبالا تورث علما جبالا

وكان واسع العلم وافر الحلم ، وجلالة قدره أشهر من أن ينبه عليها ، ولد سنة تسع وخمسين بالمدينة في حياة جدّه الحسين عليه‌السلام وتوفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وهو ابن خمسين وخمس سنوات ودفن بالبقيع.

وأعقب من أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام وحده (١) وامه ام فروة بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر. وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان الصادق عليه‌السلام يقول : ولدني أبو بكر مرتين ويقال له عمود الشرف ، ومناقبه متواترة بين الأنام مشهورة بين الخاص والعام وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله منه وقد ولد سنة ثمانين وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقيل سنة سبع وأربعين. في ذكر عقب الامام جعفر الصادق «ع» وأعقب جعفر الصادق عليه‌السلام من خمسة رجال موسى الكاظم واسماعيل ، وعلي العريضي ومحمد المأمون ، واسحاق

__________________

(١) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ولد محمد الباقر عليه‌السلام أربعة بنين وبنتين درجوا كلّهم إلاّ أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام اليه انتهى نسبه وعقبه فكل من انتسب الى الباقر عليه‌السلام من غير ولده الصادق عليه‌السلام فهو كذّاب دعي ، وقال العمري في (المجدي) : ولد ام سلمة وزينب الصغرى وجعفر الصادق عليه‌السلام وعبد الله أولد وانقرض ، وعلي كانت له بنت ، وزيد وعبيد الله بن الثقفية درج. م ص

١٩٥

وليس له ولد اسمه ناصر معقب ولا غير معقب باجماع علماء النسب ، وباسفزاز من ولاية هراة خراسان قوم يدّعون الشرف وينتسبون الى ناصر بن جعفر الصادق عليه‌السلام وهم أدعياء كذّابون لا محالة ، وهم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل ، والله المستعان ؛ ويعرف هؤلاء القوم ببارسا وكذبهم أظهر من أن ينبّه عليه.

الامام موسى بن جعفر الكاظم «ع» أما الامام موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وأبا ابراهيم ، وامه ام ولد يقال لها حميدة المغربية وقيل نباتة ؛ ولد عليه‌السلام بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك سنة ثلاث وثمانين ومائة وله يومئذ خمس وخمسون ، وكان أسود اللون عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء ، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه ، وكان يخرج الليل وفي كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه ومن أراد برّه ، وكان يضرب المثل بصرة موسى ، وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلّة.

وقبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن ابي طالب عليه‌السلام في نومه يقول له : يا موسى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ). فانتبه من نومه وقد عرف انّه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل الى الكاظم عليه‌السلام أذى ، ولمّا وليّ هارون الرشيد الخلافة أكرمه وأعظمه ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه الى السندي بن شاهك ومضى الرشيد الى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله ؛ فقيل إنّه سمّ ؛ وقيل بل غمر في بساط ولف حتى مات ثم أخرج للناس وعمل محضرا انّه مات حتف أنفه ، وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر اليه ثم يكتب في المحضر ودفن بمقابر قريش.

عقب الامام الكاظم «ع» وولد موسى الكاظم عليه‌السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين (١) بنتا وثلاثة

__________________

(١) أسماء بناته ، أم عبد الله ، وقسيمة ، ولبابة ، وام جعفر ، وامامة ،

١٩٦

وعشرين ابنا ، درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف ، وهم عبد الرحمن ، وعقيل والقاسم ويحيى ، وداود. ومنهم ثلاثة لهم اناث وليس لاحد منهم ولد ذكر وهم سليمان ، والفضل (١) وأحمد (٢) ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف ، وهم الحسين ، وابراهيم الأكبر ، وهارون وزيد ، والحسن. ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف ، وهم علي ؛ وابراهيم الأصغر ، والعباس ، واسماعيل ، ومحمد ، واسحاق وحمزة ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وجعفر. هكذا قال الشيخ أبو نصر البخاري وقال الشيخ تاج الدين : أعقب الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة

__________________

وكلثم ، وبريهة ، وام القاسم ، ومحمودة ، وأمينة الكبرى ؛ وعلية ، وزينب ، ورقية ، وحسنة ، وعائشة ، وام سلمة ، واسماء ، وام فروة ، وآمنه. قالوا : قبرها بمصر وام أبيها ، وحليمة ، ورملة ، وميمونة ، وأمينة الصغرى ، وأسماء الكبرى وأسماء ، وزينب ؛ وزينب الكبرى ، وفاطمة الكبرى ، وفاطمة ، وام كلثوم الكبرى ، وام كلثوم الوسطى ، وام كلثوم الصغرى في رواية ، وزاد الأشناني عطفة وعباسة وخديجة الكبرى. وخديجة. (المجدي)

(١) قبراهما في آواه زرتهما في شهر رمضان سنة ٩١٨ هـ.

(٢) وقد ذكر صاحب المشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد (كربلا) الى سنة ١١٦٤ التي انتخب منها شيخنا أبو الحسن مدرس الغري نوّر الله رمسه ـ لأحمد بن موسى الكاظم عليه‌السلام عمارتين من ولده علي ، الأولى محمد بن علي يشتمل نسله على خمسة عشر رجلا والعمارة الثانية هبة الله بن علي نسله علي. وله نسلان النسل الأول يشتمل على اثنتين وعشرين رجلا ولد وولد ولد ، النسل الثاني يشتمل على سبعة وعشرين رجلا ولد وولد ولد تفصيلهم في تلك المشجرة والمتخبة له عليه الرحمة. وابن عنبة مصنف هذا الكتاب متأخر وصاحب المشجرة المذكورة قديم ولا شك انّه اطلع من ابن عنبة واقرب عهدا بمتقدمي هذا العلم. (عن هامش المخطوطة)

١٩٧

مكثرون ، وهم علي الرضا ، وابراهيم المرتضى ، ومحمد العابد ، وجعفر ، وأربعة متوسطون وهم زيد النار ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وحمزة ، وخمسة مقلون وهم العباس ، وهارون ، واسحاق والحسن ، والحسين.

وقد كان للحسين بن الكاظم عليه‌السلام عقب في قول الشيخ أبي الحسن العمري ثم انقرض ، وقال أبو نصر البخاري قال العمري وأبو اليقظان : إن الحسين بن موسى الكاظم عليه‌السلام لم يعقب. وقال في موضع آخر : ولد الحسين بن موسى الكاظم عليه‌السلام عبد الله من ام ولد يقال إنّه أعقب ولا يصح ذلك. ونص الشيخ تاج الدين على أن الحسين بن موسى منقرض لا دراج. وقال ابن طباطبا : أعقب الحسين بن موسى الكاظم عبد الله ، وعبيد الله ومحمدا ، وبالطبسين قوم يقولون إنهم موسويون وإنهم من ولد الحسين بن موسى وكتبوا إليّ كتبا وما أجبت عن شيء منها. وقال أبو نصر البخاري : ما رأيت من هذا البطن أحدا قط.

في ذكر عقب الامام علي الرضا «ع» والعقب من علي الرضا (١) بن موسى الكاظم ويكنى أبا الحسن. (٢) ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله بايع له المأمون بولاية العهد ؛ وضرب اسمه على الدنانير والدراهم ، وخطب له على المنابر ثم توفي بطوس ودفن بها ، وعقبه من

__________________

(١) وكانت وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في صفر سنة ثلاث ومائتين بطوس ؛ وقيل في ذي القعدة أو ذي الحجة ؛ وكان له يوم مات خمسون سنة ، وكانت وفاة ابنه الامام أبي جعفر محمد الجواد عليه‌السلام في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين بسر من رأى وعمره خمس وعشرون سنة وأشهر ؛ وكانت وفاة ابنه الامام أبي الحسن علي الهادي عليه‌السلام في جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى وعمره اربعون سنة ؛ وكانت وفاة أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة ستين ومائتين بسر من رأى وعمره تسع وعشرون سنة. (عن هامش الأصل)

(٢) له ثلاثة أولاد موسى ومحمد وفاطمة. (المجدي)

١٩٨

ابنه أبي جعفر محمد الجواد امه ام ولد (١) وكان جليل القدر عظيم المنزلة. في ذكر عقب الامام محمد الجواد «ع» وأعقب من رجلين هما علي الهادي عليه‌السلام (٢) وموسى المبرقع. في ذكر عقب الامام علي الهادي «ع» أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى وكانت تسمّى العسكر ؛ وامه ام ولد وكان في غاية الفضل ونهاية النبل. أشخصه المتوكل الى سر من رأى فأقام بها الى أن توفي ، وأعقب من رجلين هما الامام أبو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام ، وأخوه جعفر في ذكر الامام الحسن العسكري «ع» كان من الزهد والعلم على أمر عظيم وهو والد الامام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمة عند الامامية ، وهو القائم المنتظر عندهم ، من ام ولد اسمها نرجس ، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذّاب (٣) لادعائه الامامة بعد أخيه الحسن ويدعى أبا كرين «أبا البنين خ ل» لأنّه أولد مائة وعشرين ولدا ، ويقال لولده الرضويون نسبة الى جدّه الرضا.

عقب جعفر الكذاب بن الامام الهادي «ع» وأعقب من جماعة ، انتشر منهم عقب ستة ما بين مقل ومكثر ؛ وهم

__________________

(١) ولد الجواد محمدا وعليا وموسى والحسن وحكيمة وبريهة وامامة وفاطمة.

(٢) ولد ثلاثة الحسن العسكري وجعفر الكذّاب ومحمدا أبا جعفر أراد محمد هذا النهضة الى الحجاز فسافر في حياة أخيه حتى بلغ بلدا وهي قرية فوق الموصل بسبعة فراسخ فمات بالسواد فقبره هناك عليه مشهد وقد زرته. (المجدي)

(٣) كانت وفاة جعفر المشهور بالكذّاب سنة ٢٧١ وقد اختلفت في حقّه الاقوال وانّه تاب أو بقي على إصراره على الأفعال المنكرة والدعاوي الكاذبة والحق أنّه تاب ؛ وقد روى ثقة الاسلام الكليني في (الكافي) عن محمد بن عثمان العمري توقيعا بخط صاحب الأمر عليه‌السلام صريحا في توبته وان سبيله سبيل أخوة يوسف بن يعقوب عليه‌السلام ، توفي جعفر عن ٤٥ سنة وقبره في دار أبيه بسامراء. ص م

١٩٩

اسماعيل حريفا ؛ وطاهر ، ويحيى الصوفي ، وهارون ، وعلي وإدريس. فمن ولد إسماعيل بن جعفر الكذّاب ، ناصر بن إسماعيل المذكور وأخوه أبو البقاء محمّد. ومن ولد طاهر بن جعفر الكذّاب أبو الغنائم بن محمد الدقاق بن طاهر بن محمّد بن طاهر المذكور وأبو يعلي محمد الدلال بن ابي طالب حمزة بن محمد بن طاهر المذكور. ومن ولد يحيى الصوفي بن جعفر الكذّاب أبو الفتح أحمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الصوفي المذكور وهو النسّابة المعروف بابن المحسن الرضوي ، وله أخ اسمه علي ويكنّى أبا القاسم كان فاضلا ديّنا ويحفظ القرآن ويرمى بالنصب. أعقب بمصر.

ومن ولد هارون بن جعفر الكذّاب ، علي بن هارون ، وابناه الحسن والحسين أعقبا بصيدا من بلاد الشام. ومن ولد علي بن جعفر الكذّاب ، محمد نازوك بن عبد الله بن علي بن جعفر ، به يعرف ولده ؛ أعقب من جماعة منهم أبو القاسم عبد الله ويحيى وعلي وعيسى ومحمّد ، يقال لأعقابهم بنو نازوك بمقابر قريش وغيرها ، فمن ولد أبي القاسم عبد الله ، أبو محمد الدقاق بن عبد الله إليه انتسب النسابة المصري فقال : أنا الحسن بن علي بن سليمان بن مكي بن بدران بن يوسف بن الحسن الدقاق بن عبد الله. قال الشيخ تاج الدين بن معية : وهو دعي كذّاب لا حظ له في النسب. وزعم بعض الناسبين ان الحسن بن عبد الله بن محمد نازوك يقال له الحسن كيا وأن له عقبا. وهو وهم باطل فان الشيخ أبا الحسن العمري ذكر الحسن وذكر عقب اخوته حتى ذكر البطن الرابع والخامس من أولادهم وهذا من أقوى الأدلة على انّه لا بقية له.

ومن ولد إدريس بن جعفر الكذّاب ، القاسم وفي ولده العدد ، ويقال لهم القواسم نسبة الى جدّهم القاسم بن إدريس بن جعفر الكذّاب ، وأعقب القاسم من جماعة منهم أبو العساف الحسين بن القاسم فمن ولده الجواشنة ولد جوشن بن أبي الماجد محمد بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور ، ومنهم علي بن القاسم من ولده الفليتات ولد فليتة بن علي بن الحسين المذكور ، ومنهم البدور ولد بدر

٢٠٠