عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]

عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب

المؤلف:

السيد جمال الدين أحمد بن علي الحسني [ ابن عنبة ]


الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات الشريف الرضي
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٧٨

ابن قائد أخ فليتة بن علي بن الحسين ، ومنهم عبد الرحمن بن القاسم من ولده ماجد بن عبد الرحمن يقال لولده المواجد ، وهم بطون كثيرة منهم السيد عز الدين يحيى بن شريف بن بشير بن ماجد بن عطية بن يعلي بن دويد بن ماجد المذكور وأولاده بالحلة ومنهم فخذ يقال لهم بنو كعيب بالمشهد الشريف الغروي ، هم ولد محمد كعيب بن علي بن الحسين بن راشد بن المفضل بن دويد بن ماجد المذكور ومنهم عياش بن القاسم ، وأبو الماجد محمود بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور أعقبا.

وأما موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهم‌السلام وهو لأم ولد مات بقم وقبره بها يقال لولده الرضويون وهم بقم إلاّ من شذ منهم الى غيرها ، فأعقب من أحمد بن موسى المبرقع وحده ، وزعم الشريف أبو حرب الدينوري النسابة أن محمد بن موسى المبرقع أيضا معقب ورفع اليه نسب بني الخشاب ، ومحمد بن موسى دارج عند جميع النسابين فنسب بني الخشاب باطل لا يصحّ البتة. فأعقب أحمد بن موسى المبرقع من محمّد الأعرج وحده والبقية في ولده لابنه أبي عبد الله أحمد نقيب قم ـ آخر ولد علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما‌السلام.

وأما إبراهيم بن موسى الكاظم وهو الأكبر وامه أم ولد نوبية اسمها نجية قال الشيخ أبو الحسن العمري : ظهر باليمن أيام أبي السرايا. وقال أبو نصر البخاري : إن ابراهيم الأكبر ظهر باليمن وهو أحد أئمة الزيدية وقد عرفت حاله وانّه لم يعقب. وأعقب إبراهيم الأصغر المرتضى بن الكاظم عليه‌السلام من رجلين موسى أبي سبحة (١) وجعفر. قال الشيخ أبو نصر البخاري : لا يصح لابراهيم المرتضى بن موسى الكاظم عليه‌السلام عقب إلاّ من موسى بن ابراهيم وجعفر

__________________

(١) رأيت مكتوبا بخط علي النسابة بن الحسن الرضا بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه : إنّما سمّى موسى سبحة لكثرة

٢٠١

ابن ابراهيم وكلّ من انتسب اليه من غيرهما فهو مدّع كذّاب مبطل. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : أحمد بن إبراهيم المرتضى وقع الى مرند وله بها بقية. وقال أبو عبد الله بن طباطبا : أعقب إبراهيم المرتضى من ثلاثة موسى وجعفر واسماعيل ثم قال : العقب من اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه‌السلام في رجل واحد وهو محمد ومنه في جماعة ، قال شيخ الشرف : ذكر البخاري أنّهم انقرضوا. قال ابن طباطبا : وهذا تسامح في القول وإطلاق للقول بما يوجب الإثم ويخرج عن الدين.

ولمحمد بن اسماعيل بن ابراهيم أعقاب وأولاد منهم بالدينور وغيرها رأيت منهم أبا القاسم حمزة بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمّد (١) بن اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه‌السلام وكان نعم الرجل ومات بقرمسين وله اخوة وبنو عم ، هذا كلام ابن طباطبا. ونص الشيخ تاج الدين على أن ابراهيم لم يعقب إلاّ من موسى وجعفر. عقب ابي سبحة بن ابراهيم المرتضى بن الامام الكاظم «ع» أما موسى أبو سبحة بن المرتضى فله أعقاب وانتشار ، والبيت والعدد في ولده ، أعقب من ثمانية رجال أربعة منهم مقلون وأربعة مكثرون أما

__________________

تسبيحه بسبحة لون في يده والله سبحانه أعلم (عن هامش المخطوطة) وسبحة بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة. م ص.

(١) وينسب الى محمد بن اسماعيل السيد ذو الفقار ، قال الشيخ العالم المحدّث نظام الدين محمد في كتابه (نظام الأقوال في معرفة الرجال) : ذو الفقار ابن محمد بن معبد بن حسن بن أحمد بن اسماعيل بن محمد بن يوسف بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام أبو الصمصام المحدث الأعمى من أجلّة مشايخنا الإمامية. قال ابن بايويه في فهرسته : عالم دين روى عنه السيد فضل الله الراوندي الحسني وهو يروي عن النجاشي وعن الشيخ الطوسي وعن محمد بن الحلواني تلميذ السيد المرتضى رضي الله تعالى عنهم. (عن هامش الأصل)

٢٠٢

المقلون فعبيد الله وعيسى وعلي وجعفر فأما داود فمنقرض ؛ وأما المكثرون فمحمّد الأعرج وأحمد الأكبر وابراهيم العسكري والحسين القطعي. أما عبيد الله بن أبي سبحة فأعقب من الحسين والمحسن. قال ابن طباطبا : لهما أولاد بالبصرة والابلة. وأما عيسى بن أبي سبحة فأعقب من أبي جعفر محمد بن عيسى وله الحسن وعلي لهما أولاد بفارس.

وأما فولده بالدينور وشيراز ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : من ولده أحمد الكاتب بن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن موسى أبي سبحة في ديوان السلطان له جدّة مجوسية وكان يضرب بالعود ومن ندماء بهاء الدولة. هذا ما ذكره شيخ الشرف ، وقال ابن طباطبا : أما علي بن أبي سبحة فولده أبو محمد الحسن وأبو الفضل الحسين أما أبو محمد الحسن فولده أبو علي الصبيح محمد بشيراز وأبو العباس أحمد وموسى ولكلّ واحد منهم أعقاب. وأما أبو الفضل الحسين فولده طاهر وله أولاد بالدينور. وأما جعفر بن أبي سبحة فولده بالري هم موسى وأبو الحسن محمد وبالترمذ عيسى وأبو عبد الله محمد الضرير ، لعيسى وأبي عبد الله محمد عقب ولموسى ولد. وأما محمّد الأعرج بن أبي سبحة فأعقب من موسى الأصغر وحده ، ويعرف بالأبرش. وأعقب موسى الأبرش من ثلاثة ؛ أبي طالب المحسن ، وأبي أحمد الحسين ، وأبي عبد الله أحمد. أما أبو طالب المحسن فقال ابن طباطبا : له عقب منهم أحمد ولد بالبصرة.

اخبار نقيب الطالبيين ابي احمد والد المرتضى والرضي وأما أبو أحمد الحسين بن موسى الأبرش فهو النقيب الطاهر ذو المناقب كان نقيب نقباء الطالبيين ببغداد ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان بصريا وهو أجلّ من وضع على رأسه الطيلسان وجرّ خلفه رمحا ، أريد أجلّ من جمع بينهما ؛ وكان قوي المنّة شديد العصبة يتلاعب بالدول ويتجرأ على الأمور وفيه مواساة لأهله ، ولاّه بهاء الدولة قضاء القضاء مضافا الى النقابة فلم يمكّنه القادر بالله وحجّ بالناس مرات أميرا على الموسم وعزل عن النقابة مرارا ثم أعيد اليها

٢٠٣

وأسن وأضر في آخر عمره ، وكان فيه مواساة لأهله. قال أبو الحسن العمري حدّثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن محمد ملقطة البصري المعروف بابن الصوفي ؛ قال وكان ابن عم جدّي لحا ؛ قال احتاج أبي أبو القاسم علي بن محمد وكانت معيشته لا تفي لعياله. فخرج في متجر ببضاعة نزرة فلقي أبا أحمد الموسوي ـ ولم يقل أبو الوفا أين لقيه ـ فلما رأى شكله خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرّف اليه بالعلوية والبصرية وقال خرجت في متجر. فقال له : يكفيك من المتجر لقائي. قال العمري : فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي.

وكان لأبي أحمد مع الملك عضد الدولة سير لأنّه كان في حيز بختيار بن معز الدولة ، فقبض عضد الدولة عليه وحبسه في قلعة بفارس وولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري فبقى على النقابة أربع سنين ؛ فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن العمري الى الموصل فولده بها اليوم ، وأعيد الشريف أبو أحمد الى النقابة وتوفي سنة أربعمائة ببغداد وقد أناف على التسعين ودفن في داره ثم نقل الى مشهد الحسين عليه‌السلام بكربلا فدفن هناك قريبا من قبر الحسين عليه‌السلام وقبره معروف ظاهر ، رثته الشعراء بمراث كثيرة ، وممن رثاه ولداه الرضي والمرتضى ؛ ومهيار الكاتب ؛ وأبو العلاء أحمد بن سليمان المعري رثاه بالقصيدة الفائية (١) وهي في كتابه «سقط الزند» فولد الشريف أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين عليّا ومحمدا.

أما علي فهو الشريف الطاهر الأجل ذو المجدين الملقّب بالمرتضى علم الهدى ، يكنّى أبا القاسم ، تولى نقابة النقباء وإمارة الحاجّ وديوان المظالم على قاعدة

__________________

(١) وهي قصيدة بليغة تبلغ ٦٨ بيتا مطلعها :

أودى فليت الحادثات كفاف

مال المسيف وعنبر المستاف

الطاهر الآباء والأبناء و

الأثواب والآراء والآلاف

٢٠٤

أبيه ذي المناقب وأخيه الرضي ، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضي ، وكانت مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا ولغة وأدبا وغير ذلك ، وكان متقدّما في فقه الامامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم ، قال أبو الحسن العمري : رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال : وكان اجتماعي به سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد وحضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعرّي ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى وعاب بعض أشعاره ، فقال أبو العلاء : لو لم يكن له إلاّ قوله : «لك يا منازل في القلوب منازل» لكفاه. فغضب الشريف وأمر بالمعري فسحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك ، فقال لهم الشريف : أعلمتم ما أراد الأعمى؟ إنّما أراد قوله في تلك القصيدة :

وإذا أتتك مذمتي من ناقص

فهي الشهادة لي بأني كامل

وأمه وأم أخيه الرضي فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وتولى النقابة وإمارة الحاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهرا ، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وتوفي خامس عشر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ثم نقل الى كربلاء فدفن عند أبيه وأخيه ، وقبورهم ظاهرة مشهورة ؛ وله مصنفات كثيرة في الفقه والكلام والأدب ومن أشهرها كتاب «درر القلائد وغرر الفوائد» (١) وهو يدلّ على فضل عظيم وقوّة ذهن وقدرة تصرف وكثرة نقل وغزارة اطّلاع ، وله شعر فائق قد دوّن (٢) فمنه قوله في الغزل :

__________________

(١) وهو معروف بـ (أمالي السيد المرتضى) المطبوع بايران ومصر.

(٢) له ديوان كبير زهاء عشرين ألف بيت حافل بقصائده الممتعة لا زال مخطوطا ، يوجد في بعض مكتبات العراق. م ص.

٢٠٥

يا خليلي من ذؤابة بكر

في التصابي رياضة الأخلاق

عللاني بذكرهم تسعداني

واسقياني دمعي بكأس دهاق

وخذا النوم من عيوني فاني

قد خلعت الكرى على العشاق

فيقال إن بعض الظرفاء لما سمع هذا البيت قال : تكرّم سيدنا الشريف خلع ما لا يملك على من لا يقبل.

وكان المرتضى يبخل ولما ترك مالا كثيرا. ورأيت في بعض التواريخ : ان خزانته اشتملت على ثمانين ألف مجلّد. ولم أسمع بمثل هذا إلاّ ما يحكى عن الصاحب اسماعيل بن عباد ، كتب الى فخر الدولة بن بويه وكان قد استدعاه للوزارة فتعذّر بأعذار منها أن قال : اني رجل طويل الذيل وإن كتبي تحتاج الى سبعمائة بعير ، حكى الشيخ الرافعي : انّها كانت مائة ألف وأربعة عشر ألفا. وقد أناف القاضي الفاضل عبد الرحمان الشيباني على جميع من جمع كتبا فاشتملت خزائنه على مائة ألف وأربعين ألفا مجلدا ، وكان المستنصر قد أودع خزانته في المستنصرية ثمانين ألف مجلّدا على ما قيل ، والظاهر انّه لم يبق الآن منها شيء والله الباقي.

وأعقب المرتضى من ابنه أبي جعفر محمد من ولده أبو القاسم علي بن الحسن الرضي بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن علي المرتضى ، النسّابة الفاضل صاحب كتاب «ديوان النسب» وغيره ، أطلق قلمه ووضع لسانه حيث شاء كما طعن في آل أبي زيد العبيدليين نقباء الموصل وهو شيء تفرّد به لم يذكره أحد سواه من النسّابين. وحدّثني الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية (١) الحسني قال : قال لي الشيخ علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي انّه تفرّد بالطعن في نيف وسبعين بيتا من بيوت العلويين لم يوافقه على ذلك أحد. ثم قال لي النقيب تاج الدين : لا شك أنّه تفرّد بالطعن في بيوت العلويين فامّا هذا المقدار فانّه يكتب في مشجرته التي سمّاها ديوان النسب من سمع به ولم

__________________

(١) معية بضم الميم وفتح العين المهملة ثم تشديد الياء بصيغة التصغير.

٢٠٦

يتحققه بعد موصلا بالحمرة وليس ذلك منه بطعن انّما هو تشكيك لم يتحققه بعد إلاّ انّه تحقق فيه شيئا. ولا يخفى أن هذا اعتذار من النقيب عنه والله تعالى أعلم. وكان للنسابة ابن اسمه أحمد درج ، وانقرض علي المرتضى النسابة وانقرض بانقراضه الشريف المرتضى علم الهدى بن أبي أحمد الحسين الموسوي.

وأما محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش ، فهو الشريف الأجّل الملقّب بالرضي ذو الحسبين (١) يكنى أبا الحسن نقيب النقباء وهو ذو الفضائل الشائعة والمكارم الذائعة ، كانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة ، ولّي نقابة الطالبيين مرارا ، وكانت اليه إمارة الحاج والمظالم كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب ، ثم تولّى ذلك بعد وفاته مستقلاّ وحجّ بالناس مرّات ، وهو أوّل طالبي جعل عليه السواد وكان أحد علماء عصره قرأ على أجلاّء الأفاضل ؛ وله من التصانيف كتاب «المتشابه» (٢) في القرآن وكتاب «مجازات الآثار النبوية» (٣) وكتاب «نهج البلاغة» وكتاب «تلخيص البيان عن مجازات القرآن» وكتاب «الخصائص» (٤) وكتاب «سيرة والده

__________________

(١) لقّبه بهاء الدولة بـ (الرضي ذي الحسبين) سنة ٣٩٨ وهو بالبصرة ـ كما أنه كان قد لقّبه قبل ذلك اللقب سنة ٣٨٨ بـ (الشريف الأجل) وفي سنة ٣٩٢ صدر أمره من واسط بتلقيبه بـ (ذي المنقبتين) وفي سنة ٤٠١ أمر أن تكون مخاطباته ومكاتباته بعنوان (الشريف الأجل) إضافة الى مخاطبته بالكناية وهو أوّل من خوطب بذلك من حضرة الملك.

(٢) هو كتاب (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) الذي طبع الجزء الخامس منه سنة ١٣٥٥ هـ.

(٣) طبع ببغداد سنة ١٣٢٨ هـ وهو كتاب ثمين في بابه.

(٤) هو كتاب (خصائص الأئمة) يشتمل على محاسن أخبار الأئمة عليهم‌السلام

٢٠٧

الطاهر» (١) وكتاب انتخاب شعر ابن الحجاج (٢) سمّاه «الحسن من شعر الحسين» وكتاب «أخبار قضاة بغداد» وكتاب «رسائله» ثلاث مجلّدات وكتاب «ديوان شعره» (٣) وهو مشهور. قال الشيخ أبو الحسن العمري : شاهدت مجلدات من تفسير القرآن منسوبا اليه مليحا حسنا يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر.

وشعره مشهور ، وهو أشعر قريش. وحسبك أن يكون أشعر قبيلة في أولها مثل الحارث بن هشام ، وهبيرة بن أبي وهب ، وعمر بن أبي ربيعة ، وأبي ذهيل ويزيد بن معاوية ، وفي آخرها مثل محمد بن صالح الحسني ؛ وعلي بن محمد الحماني وابن طباطبا الاصفهاني ، وعلي بن محمد صاحب الزنج عند من يصحّ نسبه ، وإنما كان أشعر قريش لأن المجيد منهم ليس بمكثر ؛ والمكثر ليس بمجيد ؛ والرضي جمع بين الإكثار والإجادة.

قال أبو الحسن العمري : وكان يقدّم على أخيه المرتضى والمرتضى أكبر لمحله في نفوس العامة والخاصة ، ولم يكن يقبل من أحد شيئا أصلا ؛ وكان قد حفظ القرآن على الكبر فوهب له معلمه الذي علّمه القرآن دارا يسكنها فاعتذر اليه وقال : أنا لا أقبل برّ أبي فكيف أقبل برك؟ فقال له : ان حقي عليك

__________________

وجواهر كلامهم وقد ذكره الحلبي في (كشف الظنون) أثناء كلامه عن (نهج البلاغة) ولكنه لم يتمّ. وقد طبع بالمطبعة الحيدرية في النجف.

(١) هو مجموع يشتمل على مناقب والده ومآثره وما تم على يده من اصلاح عام ؛ ألّفه سنة ٣٧٩ هـ وذلك قبل وفاة والده بإحدى وعشرين سنة.

(٢) هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر المشهور المتوفى سنة ٣٩١ ، توفي بالنيل وحمل الى بغداد ورثاه الشريف بقصيدة مثبتة في ديوانه.

(٣) جمعه هو بنفسه بعدما طلب منه جمعه ، وقد أمر الصاحب بن عباد بانتساخ جميع شعره في زمانه.

٢٠٨

أعظم من حق أبيك وتوسّل اليه فقبلها منه.

وحكى أبو اسحاق محمد بن ابراهيم بن هلال الضابي الكاتب قال : كنت عند الوزير أبي محمد المهدي ذات يوم فدخل الحاجب واستأذن للشريف المرتضى فاذن له ، فلما دخل قام اليه وأكرمه وأجلسه معه في دسته وأقبل عليه يحدّثه حتى فرغ من حكايته ومهماته ، ثم قام فقام اليه وودعه وخرج ، فلم تكن إلاّ ساعة حتى دخل الحاجب واستأذن للشريف الرضي وكان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فألقاها ؛ وقام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار وأخذ بيده وأعظمه وأجلسه في دسته ثم جلس بين يديه متواضعا وأقبل عليه بمجامعه ، فلما خرج الرضي خرج معه وشيّعه الى الباب ثم رجع ، فلما خف المجلس قلت : أيأذن الوزير أعزّه الله تعالى أن أسأله عن شيء؟ قال : نعم ، وكأني بك تسأل عن زيادتي في إعظام الرضي على أخيه المرتضى والمرتضى أسنّ وأعلم؟ فقلت : نعم أيّد الله الوزير فقال اعلم إنّا أمرنا بحفر النهر الفلاني وللشريف المرتضى على ذلك النهر ضيعة فتوجه عليه من ذلك ستة عشر درهما أو نحو ذلك فكاتبني بعدّة رقاع يسأل في تخفيف ذلك المقدار عنه ، وأما أخوه الرضي فبلغني ذات يوم أنّه ولد له غلام فأرسلت اليه بطبق فيه ألف دينار فردّه وقال : قد علم الوزير اني لا أقبل من أحد شيئا. فرددته اليه وقلت : إني إنما أرسلته للقوابل. فردّه الثانية وقال : قد علم الوزير أنّه لا تقبل نساؤنا غريبة. فرددته اليه وقلت : يفرّقه الشريف على ملازميه من طلاّب العلم. فلما جاءه الطبق وحوله طلاّب العلم قال : ها هم حضور فليأخذ كلّ أحد ما يريد فقام رجل وأخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة وأمسكها ورد الدينار الى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال : احتجت الى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضرا فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة لأدفعها اليه عوض دهنه ، وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضي في دار قد اتخذها لهم سمّاها «دار العلم» وعيّن لهم جميع ما يحتاجون اليه ، فلما سمع الرضي

٢٠٩

ذلك أمر في الحال بأن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع الى كلّ منهم مفتاح ليأخذ ما يحتاج اليه ولا ينتظر خازنا يعطيه ، ورد الطبق على هذه الصورة فكيف لا أعظّم من هذا حاله.

وكان الرضي ينسب الى الإفراط في عقاب الجاني من أهله وله في ذلك حكايات ، منها أن امرأة علوية شكت اليه زوجها وأنّه يقامر بما يتحصّل له من حرفة يعانيها وأن له أطفالا وهو ذو عيلة وحاجة ، وشهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والامرأة تنتظر أن يكفّ والآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة ، فصاحت الامرأة : وا يتم أولادي كيف تكون صورتنا إذا مات هذا؟ فكلّمها الشريف بكلام فظ فقال : ظننت أنّك تشكينه الى المعلم. وكان الرضي يرشّح الى الخلافة وكان أبو اسحاق الصابي يطمّعه فيها ويزعم أن طالعه كان يدلّ على ذلك ، وله في ذلك شعر أرسله اليه ؛ ووجدت في بعض الكتب ان الرضي كان زيدي المذهب وأنّه كان يرى أنّه أحقّ من قريش بالامامة ، وأظن إنّما نسب الى ذلك لما في أشعاره من هذا كقوله يعني نفسه :

هذا أمير المؤمنين محمد

طابت أرومته وطاب المحتد

أوما كفاك بأن أمك فاطم

وأباك حيدرة وجدّك أحمد

وأشعاره مشحونة بذلك ، ومدح القادر بالله فقال في تلك القصيدة :

ما بيننا يوم الفخار تفاوت

أبدا كلانا في المفاخر معرق

إلاّ الخلافة قدّمتك وإنني

أنا عاطل منها وأنت مطوّق

فقال له القادر بالله : على رغم أنف الشريف. وأشعاره مشهورة لا معنى للإطالة بالإكثار منها ، ومناقبه غزيرة ، وفضله مذكور.

ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وتوفي في الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة ؛ ودفن في داره ؛ ثم نقل الى مشهد الحسين عليه‌السلام بكربلاء

٢١٠

فدفن عند أبيه وقبره ظاهر معروف ؛ ولما توفي جزع أخوه المرتضى جزعا شديدا بلغ منه الى أنّه لم يتمكّن من الصلاة عليه ورثاه هو وغيره من شعراء زمانه. فولد الرضي أبو الحسن محمد ، أبا أحمد عدنان يلقّب الطاهر ذا المناقب لقب جده أبي أحمد الحسين بن موسى ؛ تولّى نقابة الطالبيين ببغداد على قاعدة جدّه وأبيه وعمّه ، قال أبو الحسن العمري : هو الشريف العفيف المتميّز في سداده وصونه ؛ رأيته يعرف علم العروض وأظنّه يأخذ ديوان أبيه ؛ ووجدته يحسن الاستماع ويتصوّر ما ينبذ اليه. هذا كلامه ، وانقرض الرضي وانقرض بانقراضه وانقراض أخيه عقب أبي أحمد الموسوي.

وأما أبو عبد الله أحمد بن موسى الأبرش بن محمد بن موسى بن إبراهيم المرتضى فأعقب من ثلاثة : علي بالبصرة له عز الشرف أحمد ولأحمد محمّد ، ومقلد وأبو تراب. وأبو الحسن موسى بن أحمد ، له ذيل قصير وأبو محمد الحسن بن أحمد له أولاد منهم الحسين بن الحسن بن أحمد المذكور أعقب من أبي البركات سعد الله نقيب سامراء ، فمن ولد سعد الله النقيب الطاهر شرف الدين أبو تميم معد بن الحسن بن معد بن سعد الله المذكور ؛ كان شهما صارما تولّى كثيرا من الأعمال ، وابنه النقيب قوام الدين الحسن نقيب النقباء أيضا وللحسن المرتضى بن الحسن بن معد. ومن ولد سعد الله ، أبو محمد الحسن بن سعد الله ، أعقب من رجلين وهما أبو البركات يحيى يلقّب نجم الشرف وأبو المظفر هبة الله. أما أبو البركات يحيى فأعقب من الأكمل ، عقبه بالمشهد الغروي ، وأبي محمد الحسن ، عقبه بالمشهد الكاظمي ببغداد.

وأما أبو المظفر هبة الله (١) وهو جدّ بني الموسوي ببغداد وكانوا بيتا

__________________

(١) هذا هو كتاب (المجموع الرائق) المعروف وهو كتاب ثمين في مجلدين كبيرين يشتمل على الأخبار الغريبة والفوائد الكلامية والمسائل الفقهية والأدعية والأذكار والخطب والمناقب وأمثال ذلك ، يحتوي على اثني

٢١١

جليلا إلاّ انّهم أفسدوا أنسابهم وتزوّجوا بمن لا يناسبهم ، وأوّل من ابتدأ ذلك جلال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هبة الله المذكور. وكان كريما سخيّا تولّى نقابة مشهد موسى الكاظم عليه‌السلام وتولّى نقابة الأشراف بالحلّة ، تزوج «حياة» المغنية المشهورة التي يقول فيها ابن الأهوازي لما ركبت الأرجوحة.

ظفرت من اللذات لما ترجحت

«حياة» بشيء لم يكن قط في ظني

وصارت على رغم الحواسد في الهوى

تجيىء الى عندي وأدفعها عني

وتزوّج ابنه أبو عبد الله الحسين صفي الدين نقيب مشهد موسى شاهي بنت محمود الطشت دار. كانت مشببة بدار الخلافة ؛ فولدت له أبا جعفر محمداً يلقب التاج. أنكره أبوه ثم اعترف به في كتاب إجازات صورتها : أجزت عني وعن ولدي الذي تحت حجري. وولد التاج أبو جعفر محمد ؛ جلال الدين عليا ونظام الدين سليمان ، كان يبيع الكاغذ بالحلة ؛ أمهما عجمة بنت داود بن مبارك التركي فيها ما فيها ، وتزوج ابنه الآخر جلال الدين أحمد ـ ويعرف باللبود سمّاه بذلك ابن الأعرج النسابة ولذلك حكاية ـ «ست الشام» بنت النعمة الأربلية ، فيها ما فيها فولدت له مظفراً ؛ وكان له على أمه «ستين» جارية رومية كانت للفلك الطبسي تلقب بالعديمية ادّعت أن عليا من جلال الدين اللبود فأخذه منه وتوفي وهو صغير فلحق به والله أعلم.

وبالجملة فقد أكثر أهل هذا البيت من أمثال هذه الأفعال وتراهم ما بين آكل الربا أو خمري ساقط أو عواني قد أسعر الناس شرا ، وما أحسن ما كتب الشيخ تاج الدين عند نسبهم لما ذكر أفعالهم وبين انفصالهم وهو :

يعز على أسلافكم يا بني العلى

اذا نال من أعراضكم شتم شاتم

__________________

عشر بابا كلّ مجلّد ستة أبواب ، ألّفه سنة ٧٠٣ هـ وقد ذكره الحر العاملي في (أمل الآمل) وقال : كان عالما صالحا عابدا. وترجمه أيضا صاحب (رياض العلماء) وقال : كان معاصرا للعلاّمة الحلي ومن في طبقته. م ص

٢١٢

بنوا لكم مجد الحياة فما لكم

أسأتم الى تلك العظام الرمائم

ترى ألف بان لا يقوم بهادم

فكيف ببان خلفه ألف هادم؟

وأما أحمد الأكبر بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الأصغر بن موسى الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال ، الحسين العرضي ، وابراهيم وعلي الأحول. ـ فمن ولد علي الأحول ؛ رافع بن فضائل بن علي بن حمزة القصير بن أحمد بن حمزة بن علي الأحول المذكور ؛ يقال لولده آل رافع كان منهم الفقيه صفي الدين محمد (١) بن معد بن علي بن رافع المذكور ، انقرض ، ومنهم فضائل بن رافع المذكور. فمن ولده أبو القاسم علي الملقب قويسم بن علي بن محمد بن فضائل المذكور ، وله عقب بالغري يعرفون ببني قويسم ، منهم حسين سقامة بن النضر بن يحيى النظام بن قويسم ، ساقط خمرى ، وامه مغنية ، وله اخوان منها.

ـ ومن ولد ابراهيم بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة ؛ أبو أحمد بن محمد بن ابراهيم المذكور ، كان أزرق العينين ويقال لولده بنو الأزرق كان شيخا متقدما ببغداد. ـ ومن ولد الحسين العرضي بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة ؛ علي بن الحسين يعرف بابن طلعة ، قال أبو عمر بن المنتاب درج وقال غيره أعقب ، وحمزة والقاسم (٢) ابنا الحسين أعقبا ؛ وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد

__________________

(١) محمد بن معد الموسوي صفي الدين يكنى أبا جعفر كان من مشايخنا الامامية ، ويروي عنه السيد الامام جمال الدين أحمد بن طاوس الحسني وهو يروي عن الشيخ الفقيه محمد بن محمد الحمداني (نظام الأقوال). (عن هامش الأصل)

(٢) رأيت في بعض المشجرات : أن أحمد الرفاعي من أولاد القاسم هذا وليس من أولاد محمد بن الحسين لأنّه ذكر نسبه على الصفة المشروحة بعد حتى وصل الى القاسم ثم ذكر الحسين المذكور ولم يذكر محمّدا والله أعلم. (عن هامش المخطوطة)

٢١٣

ابن الرفاعي (١) الى حسين بن أحمد الأكبر فقال : هو أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسن بن المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين المذكور ، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولدا اسمه محمد. وحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدّع هذا النسب وإنما ادّعاه أولاد أولاد أولاده والله أعلم.

وأما ابراهيم العسكري بن موسى أبي سبحة ويكنى أبا المحسن فعقبه كثير منهم أبو طالب المحسن بن ابراهيم العسكري بشيراز صاحب حرّة ؛ وأبو عبد الله الحسين خرفة ، وأبو عبد الله اسحاق ، وأبو جعفر محمد ؛ والقاسم الأشج. ـ فمن ولد أبي طالب المحسن بن ابراهيم العسكري ؛ أبو اسحاق ابراهيم بن الحسن بن علي بن المحسن المذكور ؛ خاطبه شرف الدولة بن عضد الدولة بالشريف الجليل وولاّه نقابة الطالبيين في سائر أعماله فهو يدعى نقيب النقباء ، وله ولد لهم أولاد.

ـ ومن ولد أبي عبد الله الحسين خرفة بن ابراهيم العسكري ، أحمد الممتع يقال لولده بنو الممتع ، ومن ولد أبي عبد الله اسحاق بن ابراهيم العسكري موسى وأحمد ، ولدهما بآبة ، والحسن وولده ببخارا ، وأما ولد أبي عبد الله اسحاق بن ابراهيم العسكري فأعقب من موسى ، وأحمد ، والحسن ، فأعقب الحسن بن اسحاق بقم وسوادها ، وأعقب أحمد بن اسحاق من الحسين وعلي لهما أعقاب بقم وآبة ، فمن بني الحسين بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم العسكري بنو محسن بالمشهد الغروي ، وهو محسن بن علي بن الحسين بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين عزيزي بن الحسين المذكور.

وأعقب موسى بن اسحاق بن ابراهيم العسكري ، أبا جعفر محمدا الفقيه

__________________

(١) كانت وفاة أحمد الرفاعي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وهو من أجلاّء مشايخ الطريقة وأصحاب الكرامات وكان عالما عاملا فقيها شافعيا. (عن هامش الأصل)

٢١٤

بقم وأبا عبد الله اسحاق ، فمن ولد اسحاق بن موسى ، مهدي الجوهري بن اسحاق ببخارا ، وأبو عبد الله الحسين بن اسحاق باستراباد ، وأبو الحسين زيد وأبو طالب محمد ، بنو اسحاق ، ولم يذكر الشيخ العمري ، ولا شيخ الشرف العبيدلي وابن ميمون الواسطي ، وابن طباطبا الاصفهاني ، ونظراؤهم لمهدي الجوهري ولدا سوى هادي الجوهري ببخارا ، وقد درج حتى أن ابن قثم العباسي كتب على اسحاق بن موسى بن اسحاق انقرض ، وبأبرقوه جماعة كثيرة هم جلّ ساداتها ينتسبون الى اسماعيل بن مهدي الجوهري هذا ، وقد ذكر السيد رضي الدين الحسن ابن قتادة الحسني المدني في مشجرته فقال : اسماعيل بن مهدي الجوهري وذيله وقال الشيخ تاج الدين : المهدي الجوهري عقب بأبرقوه وغيرها وقوله حجّة لا تدفع والله أعلم.

وأما الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى فله نسل كثير وعقبه ينتهي الى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي ؛ أعقب علي ابن الديلمية من ثلاثة رجال وهم أبو الحرث محمد والحسين الأشقر ، والحسن المدعو بركة ، فأعقب أبو الحرث محمد بن علي ابن الديلمية من رجلين ، أبي طاهر عبيد الله ؛ وأبي محمد عبد الله ، أما أبو طاهر عبيد الله فأقام بالكرخ وكان عقبه بها وانتقل ابو محمد عبد الله الى الحائر فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله وأعقب أبو محمد عبد الله من أربعة رجال ، وهم علي الحائري جدّ آل دخينة وهو جعفر بن حمزة بن جعفر دخينة بن أحمد بن جعفر بن علي الحائري المذكور والنفيس يقال لولده بنو النفيس بالحائر ، وأبو السعادات محمد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر ، وأبو الحرث محمد من ولده آل زحيك ، وهو يحيى بن منصور بن محمد بن أبي الحارث محمد المذكور ، بالحائر أيضا ، وانفصل منهم الى الكوفة بنو طويل الباع وهو محمد بن يحيى بن أبي الحارث المذكور.

٢١٥

ومن عقب الحسين الأشقر بن علي ابن الديلمية ، حيدر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين المذكور. كان بمقابر قريش ، ومن عقب الحسن بركة بن علي بن الديلمية ، علاء الدين علي بن محمد بن الحسين بن هبة الله بن علي بن الحسن المذكور ، كان بدمشق وله أولاد وأخوة. وأما جعفر بن ابراهيم المرتضى بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ، ومحمد ، وعلي لهم أولاد ، وأما أحمد بن ابراهيم المرتضى فميناث وله في كتب النسب اسحاق وقد تقدّم كلام العمري فيه وعقب إبراهيم المرتضى الظاهر اليوم ، من موسى أبي سبحة وجعفر كما تراه.

والعقب من محمد العابد بن موسى الكاظم عليه‌السلام في إبراهيم المجاب وحده ومنه في ثلاثة رجال ، محمد الحائري ، وأحمد بقصر ابن هبيرة ، وعلي بالسيرجان من كرمان ، والبقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب ، كذا قال الشيخ تاج الدين : واعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال ، وهم الحسين شيتي (١) وأحمد ، وأبو علي الحسن بنو محمد الحائري. فأعقب الحسين شيتي من رجلين أبي الغنائم محمد وميمون السخي القصير. ـ فمن عقب أبي الغنائم محمد بن الحسين شيتي «آل شيتي» و «آل فخار» ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن الشيخ شمس الدين فخار (٢) بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب ؛ و «آل نزار» وهم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد

__________________

(١) ضبطه في نسخة حسين بن مساعد الحائري بفتح الشين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية المشددة. م ص

(٢) فخار بن معد الموسوي السيّد السعيد العلاّمة المرتضى إمام الأدباء والنسّاب والفقهاء شمس الدين ، يكنى أبا علي ، من أصحابنا الإمامية ، روى عنه المحقّق السعيد جعفر بن سعيد صاحب (الشرايع) وهو يروي عن محمد بن إدريس وعن ابن شهر اشوب المازندراني وشاذان بن جبريل القمي ، مات سنة ثلاثين واربعمائة (نظام الأقوال). (عن هامش الأصل)

٢١٦

المذكور. ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شيتي «آل وهيب» وهم بنو وهيب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور ؛ و «آل باقي» وهم بنو باقي بن محمود بن وهيب المذكور ، و «آل الصول» وهو علي بن مسلم بن وهيب.

وأعقب أحمد بن محمد الحائري ويقال لولده بنو أحمد من علي المجدور وحده. فأعقب علي المجدور من رجلين ، هبة الله وأبي جعفر محمد الخير العمال فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور «آل أبي الفائز» بالحائر وهو محمد بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ، «وبنو أبي مزن» وهو علي بن حسن بن محمد بن أبي جعفر محمد المذكور ، ومن ولد هبة الله بن علي المجدور «آل الرضي» وهو هبة الله بن علي بن هبة الله المذكور ؛ «وآل الأشرف» وهو ابن علي بن هبة الله المذكور ؛ و «آل أبي الحارث» وهو محمد بن علي بن هبة الله المذكور ، وهؤلاء كلّهم بالحائر.

وأعقب أبو علي الحسن بن محمد الحائري من ثلاثة ؛ وهم أبو الطيب أحمد وفي ولده العدد ، وعلي الضخم ، ومحمد وهو جدّ بني الضرير ، والضرير هو محمد بن محمد المذكور ؛ ومن ولد علي الضخم «آل أبي الحمراء» وأبو الحمراء هو محمد بن علي بن علي الضخم ، وأما أبو الطيب أحمد بن أبي علي الحسن بن محمد الحائري فأعقب من ثلاثة وهم علي أبو فويرة ، ومعصوم ، والحسن بركة ، فمن ولد علي أبي فويرة «آل عوانة» وهو أبو مسلم بن محمد بن أبي فويرة انقرضوا إلاّ من البنات بعد ذيل طويل و «آل بلالة» وهو الحسن بن عبد الله بن محمد بن أبي فويرة ، بقيتهم بالحلة يعرفون ببني قتادة ، وهو محمد بن علي بن كامل بن سالم بن بلالة ، وبنو أبي مضر وهو محمد بن أبي تغلب محمد بن أبي فويرة ؛ منهم «آل بشير» وهو ابن سعد الله بن الحسين بن هبة الله بن أبي مضر ، و «آل أبي مضر» وهم ولد أبي مضر محمد بن هبة الله بن أبي مضر المذكور ، و «آل حترش». وهم ولد حترش واسمه محمد بن أبي مضر محمد

٢١٧

هبة الله بن محمد أبي المضر المذكور و «آل أبي رية» وهو الحسين بن أبي مضر الثاني المذكور ، وكلّهم بالحائر إلاّ من شذ منهم الى غيره.

ومعصوم بن أبي الطيب هو جد «آل معصوم» بالحلة والحائر ، والحسن بركة بن أبي الطيب هو جد «آل الأخرس» بالحلة ، والأخرس هو أبو الفتح بن أبي محمد بن ابراهيم بن أبي الفتيان بن عبد الله بن الحسن بركة ، منهم الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح الأخرس وقومه ، وادعى الى أحمد بن علي بن محمد بن الأخرس دعي بطل نسبه ورأيته بعده مصرّا على دعواه وربما جازت على من لا يعرف حاله.

والعقب من جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام (١) ويقال له الخواري ـ ويقال لولده الخواريون (٢) والشجريون أيضا لأن أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر ـ في رجلين موسى والحسن. أما موسى بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام فأعقب من الحسن اللحق ، قيل له ذلك لأنّه ألحق بأبيه وهو صحيح

__________________

(١) قال العمري في (المجدي) : ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليه‌السلام ـ يقال له الخواري وهو لام ولد ثماني نسوة وهي حسنة وعباسة وعائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة وأسماء وزينب وأم جعفر ، ومن الرجال ستة لم نذكر لهم ولدا وهم الحسين ومحمد وجعفر ومحمد الأصغر والعباس وهارون ، وثلاثة أعقبوا الحسن والحسين الأكبر وموسى. فأما الحسين الأكبر فأولد خمسة ذكور وهم محمد وعلي وموسى والحسن والحسين ، قال شيخنا أبو الحسن : دخل محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى الكاظم عليهما‌السلام الى المدينة سنة سبعين ومائتين فنهباها وقتلا جماعة من أهلها. م ص

(٢) يقال إن بالفرغ واديا يقال له خوار وربما كان نسبة جعفر الخواري بن موسى الكاظم عليه‌السلام الى هنا لك ، كذا بخط ابن عبد الحميد. (عن هامش المخطوطة)

٢١٨

الولادة ، وهو جد «آل المليط» بالحلة والحائر ، وجدّهم المليط هو محمد بن مسلم بن محمد بن موسى بن علي بن جعفر بن الحسن اللحق ، وأعقب الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام وفي ولده العدد ، من رجلين أحدهما محمد المليط. قال شيخ الشرف العبيدلي : هو المليط الثائر بالمدينة. وقال أبو الحسن العمري : قتل ثمانية من بني جعفر الطيار. وقال القاضي التنوخي في كتاب «نشوار المحاضرة» : كان بدويا ينزل آثال وهو منزل في طريق مكة.

وكان موصوفا بالشجاعة البارعة والفروسية الحسنة ، ورد بغداد في أيام نقابة أبي عبد الله بن الداعي وكان قديما يتعرّض الحاج ويطالبهم بالخفارة فان أعطوه وإلاّ أغار عليهم ، وكان كأنّه صاحب طرق بتلك النواحي لا تناله يد ولا يتسلّط عليه سلطان إلاّ أنّه لم يدّع إلاّ مذهب ولا ادّعى إمامة ، ثم تاب عن هذا الفعل ودخل الحضرة وطرح نفسه على أبي عبد الله بن الداعي وسأله مسألة معز الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام الى الحرم وإقامة الحج ، فأوجب ابن الداعي قصده إيّاه وذمامه وسأل معزّ الدولة فقال له : أنا أقلدك ذلك وأسأل الخليفة أن يعقد لك عليه ويخلع عليك ، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل فأنا لا أعرف هذا وهو رجل من أهل البادية وبالأمس كان لصّا ، فان جنى جناية على القافلة الى أي شيء نرجع منه ، فقال أبو عبد الله بن الداعي : أما أنا فلا أتقلّد هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي ويقلّد الرجل وأنا أضمن له دركه وجناياته فقلّده ذلك صارفا لأبي عبد الله العلوي الكوفي وعقد له وخلع عليه ، وحجّ في تلك السنة وأقام الحج على أحسن حال وآمن مما يخاف ، وما حمد الحجاج واليا كما حمدوه قبله ولا بعده سنين.

وحكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتابه المذكور : ان رجلا كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي وكان يكاشف بالإلحاد إذا أمن على نفسه ويظهر الإسلام ، فخرج متجرا على الموسم وأظهر

٢١٩

أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلاّ بخفارة ومنعه أمير القافلة من ذلك ، فهمّ بالغارة عليها وتحدّث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة : أرسلني اليه برسالتك. وكان يعرفه طيبا ، فقال له : أي شيء تقول له؟ قال : أمضي وأقول له : يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة ، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف وقال تعالوا حجّوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة ، وجئنا على أن نحجّ اليه جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلاّ بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فالله قد أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه ، وقال : هذا. إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة واصطلحا وسار الناس الى حجّهم.

ومن هذا المليط رهط المليطة والملطة أيضا ؛ قال ابن طباطبا : فمن ولد محمد الثائر أبو جعفر محمد المليط بن محمد أبي عبد الله بن محمد المليط بن الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام. وعندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا أبي جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير ، فان الأول كان متقدّما على زمن ابن الداعي وكان بالمدينة وثار بها وقتل جماعة من بني جعفر أيام الفتنة وكاتبوا في عزله عنها ، والثاني قبره ببغداد. قال ابن طباطبا : والملطة لهم عدد وانتشار ، ومنهم فرسان حمزة ، ومنهم بالبصرة طائفة لهم قوّة وشوكة شديدة. وأكثر الملطة اليوم بالحجاز ، ومنهم بالعراق قوم.

والثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام علي الخواري (١) وأعقب من إثني عشر رجلا ما بين مقل ومكثر منهم موسى المعروف بالعصيم ابن علي بن الحسين بن علي الخواري ، له عقب وذيل طويل ، منهم «آل فاتك» ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور ، يقال لهم الفواتك منهم علي

__________________

(١) في بعض النسخ المخطوطة (الحواري) بالحاء المهملة.

٢٢٠