قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

الإيضاح في علوم البلاغة

تحمیل

الإيضاح في علوم البلاغة

255/415
*

القسم الثالث

علم البديع

وهو : علم يعرف به وجوه تحسين الكلام ، بعد رعاية تطبيقه على مقتضى الحال ووضوح الدلالة.

وهذه الوجوه ضربان : ضرب يرجع إلى المعنى ، وضرب يرجع إلى اللفظ.

أما المعنوي فمنه المطابقة ، وتسمى الطّباق ، والتضادّ أيضا ، وهي : الجمع بين المتضادين ، أي معنيين متقابلين في الجملة.

ويكون ذلك إما بلفظين من نوع واحد :

اسمين ، كقوله تعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ) [الكهف : الآية ١٨].

أو فعلين ، كقوله تعالى : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) [آل عمران : الآية ٢٦].

وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم للأنصار : «إنكم لتكثرون عند الفزع ، وتقلّون عند الطمع» (١) ، وقول أبي صخر الهذلي :

أما والذي أبكى وأضحك والذي

أمات وأحيا والذي أمره الأمر (٢)

وقول بشار :

إذا أيقظتك حروب العدى

فنبّه لها عمرا ثمّ نم (٣)

__________________

(١) ذكره ابن الأثير الجزري في النهاية في غريب الحديث ٣ / ١٩٩.

(٢) البيت من الطويل ، وهو لأبي صخر الهذلي في الأغاني ٢٣ / ٢٨١ ، والدرر ٥ / ١١٨ ، وشرح أشعار الهذليين ٢ / ٩٥٧ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٦٩ ، والشعر والشعراء ٢ / ٥٦٧ ، ولسان العرب (رمت) ، وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص ١٧٠ ، وجواهر الأدب ص ٣٣٦ ، ورصف المباني ص ٩٧ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٣٠ ، وشرح المفصل ٨ / ١١٤ ، ومغني اللبيب ١ / ٥٤ ، وهمع الهوامع ٢ / ٧٠.

(٣) البيت من المتقارب ، وهو في ديوان بشار بن برد ص ٢١٧ (طبعة دار الثقافة).