زبدة التّفاسير - ج ٦

فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشاني

زبدة التّفاسير - ج ٦

المؤلف:

فتح الله بن شكر الله الشريف الكاشاني


المحقق: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: عترت
الطبعة: ١
ISBN: 964-7777-08-6
ISBN الدورة:
964-7777-02-5

الصفحات: ٦٤٠

وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (٨) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٩) إِنَّمَا النَّجْوى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٠))

وعن ابن عبّاس : إنّ اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم ، وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم ، فإذا رأى المؤمنون نجواهم قالوا : ما هذا التناجي إلّا بأنّه بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الّذين خرجوا في السرايا قتل أو مصيبة أو هزيمة ، فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم ، فلمّا طال ذلك شكوا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمرهم أن لا يتناجوا دون المسلمين ، فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلى مناجاتهم ، فنزلت :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى) عن إسرار الكلام بينهم بما يغمّ المسلمين ويحزنهم (ثُمَّ يَعُودُونَ لِما نُهُوا عَنْهُ) أي : يرجعون إلى التناجي بعد النهي (وَيَتَناجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) بما هو إثم وعدوان للمؤمنين (وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) وتواص بمعصية الرسول ومخالفته. وقرأ رويس عن يعقوب : وينتجون. وهو يفتعلون من النجوى.

(وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ) وذلك أنّ اليهود كانوا يأتون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقولون : السام عليك يا محمد ، أو أنعم صباحا. والله سبحانه يقول :

٦٢١

(وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) (١). و (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ) (٢). و (يا أَيُّهَا النَّبِيُ) (٣).

(وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) فيما بينهم (لَوْ لا) هلّا (يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ) كانوا يقولون : ماله إن كان نبيّا لا يدعو علينا حتّى يعذّبنا الله بما نقول.

فقال سبحانه : (حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ) عذابا ، لما فيها من أنواع العذاب والنكال (يَصْلَوْنَها) يدخلونها (فَبِئْسَ الْمَصِيرُ) جهنّم.

ثمّ نهى المؤمنين عن مثل ذلك ، فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَناجَيْتُمْ فَلا تَتَناجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) فلا تتناجوا بالشرّ كما يفعله المنافقون.

وعن يعقوب : فلا تنتجوا. (وَتَناجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوى) بما يتضمّن خير المسلمين ، والاتّقاء عن معصية الرسول. وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما ، فإنّ ذلك يحزنه». وروي : «دون الثالث». (وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) فيما تأتون وتذرون ، فإنّه مجازيكم عليه.

ولمّا كان المؤمنون يتوهّمون في نجوى المنافقين واليهود وتغامزهم أنّ غزاتهم غلبوا ، وأنّ أقاربهم قتلوا ، فقال سبحانه :

(إِنَّمَا النَّجْوى) إشارة إلى النجوى بالإثم والعدوان (مِنَ الشَّيْطانِ) لأنّه المزيّن لها والحامل عليها ، فكأنّها منه (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) بتوهّمهم أنّها في نكبة أصابتهم (وَلَيْسَ بِضارِّهِمْ) وليس الشيطان أو التناجي أو الحزن بضارّ المؤمنين بذلك الموهم (شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) أي : بمشيئته ، بأن يقضي الموت على أقاربهم أو الغلبة على غزاتهم. وقيل : إلّا بعلمه أو بأمر الله ، لأنّ سببه بأمره ، وهو الجهاد

__________________

(١) النمل : ٥٩.

(٢) المائدة : ٤١ ، وغيرها.

(٣) الأنفال : ٦٤ ، وغيرها.

٦٢٢

وخروجهم إليه. وقيل : بأمر الله ، لأنّه يلحقهم الآلام والأمراض عقيب ذلك.

(وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) في جميع أمورهم دون غيره ، ولا يبالوا بنجواهم.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١١))

وروى المقاتلان : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الصفّة وفي المكان ضيق ، وذلك يوم الجمعة ، وكان عليه‌السلام يكرم أهل بدر من المهاجرين والأنصار. فجاء أناس من أهل بدر وفيهم ثابت بن قيس بن شماس ، وقد سبقوا في المجلس ، فقاموا حيال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا : السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته. فردّ عليهم النبيّ. ثمّ سلّموا على القوم بعد ذلك. فردّوا عليهم. فقاموا على أرجلهم ينتظرون أن يوسّع لهم. فلم يفسحوا لهم ، تنافسا على القرب منه ، وحرصا على استماع كلامه. فشقّ ذلك على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال لمن حوله من المهاجرين والأنصار من غير أهل بدر : قم يا فلان قم يا فلان ، بقدر النفر الّذين كانوا بين يديه من أهل بدر. فشقّ ذلك على من أقيم من مجلسه ، وعرف الكراهية في وجوههم. وقال المنافقون للمسلمين : ألستم تزعمون أنّ صاحبكم يعدل بين الناس؟ فو الله ما عدل على هؤلاء ، إنّ قوما أخذوا مجالسهم ، وأحبّوا القرب من نبيّهم ، فأقامهم وأجلس من أبطأ عنهم مقامهم.

فنزلت :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ) توسّعوا فيه ، بأن يفسح بعضكم عن بعض ، ولا تتضامّوا. من قولهم : افسح عنّي ، أي : تنحّ. والمراد

٦٢٣

مجلس رسول الله ، أو الجيش ، فيشمل مجلس القتال. وهي مراكز الغزاة ، كقوله : (مَقاعِدَ لِلْقِتالِ) (١) وغيرها. ويدلّ عليه قراءة عاصم بالجمع. (فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللهُ لَكُمْ) فيما تريدون التفسّح فيه ، من المكان والرزق والصدر والقبر والجنّة وغيرها.

(وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا) ارتفعوا وانهضوا للتوسعة على المقبلين. وقيل : لما أمرتم به ، كصلاة أو جهاد. وقيل : وردت في قوم كانوا يطيلون المكث عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيكون كلّ واحد منهم يحبّ أن يكون آخر خارج ، فنزلت فيهم : (وَإِذا قِيلَ انْشُزُوا). (فَانْشُزُوا). وقرأ نافع وابن عامر وعاصم بضمّ الشين فيهما.

(يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ) بالنصر وحسن الذكر في الدنيا ، وإيوائهم غرف الجنان في الآخرة (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) ويرفع العلماء خاصّة (دَرَجاتٍ) عالية ومراتب غالية في الدارين بما جمعوا من العلم والعمل ، فإنّ العلم مع علوّ درجته يقتضي العمل المقرون به مزيد رفعة ، ولذلك يقتدى بالعالم في أفعاله ، ولا يقتدى بغيره. وقيل : درجات في مجلس النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فأمره الله سبحانه أن يقرّب العلماء من نفسه فوق المؤمنين الّذين لا يعلمون العلم ، ليبيّن فضل العلماء على غيرهم.

وفي هذه الآية دلالة على فضل العلماء وجلالة قدرهم. وقد ورد في الحديث أنّه قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضل العالم على الشهيد درجة ، وفضل الشهيد على العابد درجة ، وفضل النبيّ على العالم درجة ، وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه ، وفضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناهم».

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب».

وعنه بين العالم والعابد مائة درجة ، بين كلّ درجتين حضر (٢) الجواد المضمر سبعين سنة».

__________________

(١) آل عمران : ١٢١.

(٢) الحضر : الاسم من : أحضر الفرس : عدا شديدا ، أي : ركض.

٦٢٤

وعنه : «يشفع يوم القيامة ثلاثة : الأنبياء ، ثمّ العلماء ، ثمّ الشهداء». فأعظم بمرتبة هي واسطة بين النبوّة والشهادة عند رسول الله.

وعن ابن عبّاس : خيّر سليمان عليه‌السلام بين العلم والمال والملك ، فاختار العلم ، فأعطي المال والملك معه.

وقال عليه‌السلام : «أوحى الله تعالى إلى إبراهيم : يا إبراهيم إنّي عليم أحبّ كلّ عليم».

وعن عبد الله بن مسعود : أنّه كان إذا قرأها قال : يا أيّها الناس افهموا هذه الآية ، ولترغّبكم في العلم.

وعن بعض الحكماء : ليت شعري أيّ شيء أدرك من فاته العلم ، وأيّ شيء فات من أدرك العلم.

وعن الأحنف : كاد العلماء يكونون أربابا ، وكلّ عزّ لم يوطّد (١) بعلم فإلى ذلّ مّا يصير.

وعن الزبيري : العلم ذكر ، فلا يحبّه إلّا ذكور الرجال.

(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) تهديد لمن لم يتمثّل الأمر أو استكرهه.

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١٣))

__________________

(١) وطّد الشيء : قوّاه وأثبته.

٦٢٥

روي : أنّ الناس أكثروا مناجاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما يريدون حتّى أملّوه (١) وأبرموه ، فأراد الله سبحانه أن يكفّوا عن ذلك ، فأمرهم بأنّ من أراد أن يناجيه قدّم قبل مناجاته صدقة ، فقال :

(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) فتصدّقوا قدّامها. مستعار ممّن له يدان. وفي هذا الأمر تعظيم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإنفاع الفقراء ، والنهي عن الإفراط في السؤال ، والتمييز بين المخلص والمنافق ، ومحبّ الآخرة ومحبّ الدنيا. والأمر للوجوب ، وخاتمة الآية دالّة عليه. ثمّ نسخ بقوله : «أَأشفقتم». وهو وإن اتّصل به تلاوة ، لم يتّصل به نزولا.

وعن عليّ عليه‌السلام أنّه قال : «لمّا نزلت دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ما تقول في دينار؟ قلت : لا يطيقونه. قال : كم؟ قلت : حبّة أو شعيرة. قال : إنّك لزهيد». فلمّا رأوا ذلك اشتدّ عليهم فارتدعوا وكفّوا. أمّا الفقير فلعسرته ، وأمّا الغنيّ فلشحّه.

وقال عليّ عليه‌السلام : «إنّ في كتاب الله آية ما عمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي. كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فكنت إذا ناجيته تصدّقت بدرهم».

وقال الكلبي : تصدّق به في عشر كلمات سألهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

وروي عنه عليه‌السلام أيضا أنّه قال : «بي خفّف الله عن هذه الأمّة ، لم ينزل في أحد قبلي ، ولم ينزل في أحد من بعدي».

وعن ابن عمر : كان لعليّ عليه‌السلام ثلاث ، لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ من حمر النعم : تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

وعن مجاهد وقتادة : لمّا نهوا عن مناجاته حتّى يتصدّقوا ، لم يناجه إلّا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، قدّم دينارا فتصدّق به ، ثمّ نسخ الله سبحانه ذلك الحكم بعد عشرة أيّام.

(ذلِكَ) أي : ذلك التصدّق (خَيْرٌ لَكُمْ) لأنفسكم من الريبة وحبّ المال ،

__________________

(١) أي : أضجروه وأوقعوه في المال.

٦٢٦

لأنّ فيه أداء واجب وتحصيل ثواب (وَأَطْهَرُ) وأدعى إلى نزاهة الباطن ونظافة الظاهر ، الداعية إلى مجانبة المعاصي ، كتقدّم الطهارة على الصلاة (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لمن لم يجد ، حيث رخّص له في المناجاة بلا تصدّق.

(أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) أخفتم الفقر يا أهل الميسرة من تقديم الصدقة؟ أو أخفتم تقديم الصدقات لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر ، حيث قال : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) (١)؟ والهمزة للتوبيخ لهم على ترك الصدقة إشفاقا من العيلة. وجمع «صدقات» لجمع المخاطبين ، أو لكثرة التناجي.

(فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا) ما أمرتم به وشقّ عليكم (وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) بأن رخّص لكم أن لا تفعلوه. وفيه إشعار بأنّ إشفاقهم ذنب تجاوز الله عنه ، لما رأى منهم ممّا قام مقام توبتهم. و «إذ» بمعنى الظرف ، أو بمعنى «إن». (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) فلا تفرّطوا في أدائهما (وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ) في سائر الأوامر ، فإنّ القيام بها كالجابر للتفريط في ذلك (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) ظاهرا وباطنا ، من نيّاتكم وأعمالكم.

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (١٤) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٥) اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ (١٦))

__________________

(١) البقرة : ٢٦٨.

٦٢٧

روي : أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان في حجرة من حجراته ، فقال : «يدخل عليكم الآن رجل قلبه قلب جبّار ، وينظر بعين شيطان». فدخل عبد الله بن نبتل المنافق ، وكان أزرق. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم له : علام تشتمني أنت وأصحابك؟ فحلف بالله ما فعل. فقال عليه‌السلام : فعلت. فانطلق فجاء بأصحابه ، فحلفوا بالله ما سبّوه. فنزلت :

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا) والوا (قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) من منافقي اليهود (ما هُمْ مِنْكُمْ) أيّها المؤمنون (وَلا مِنْهُمْ) من اليهود ، لأنّهم لنفاقهم مذبذبون بين ذلك (وَيَحْلِفُونَ عَلَى) الله (الْكَذِبِ) وهو ادّعاء الإسلام (وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أنّ المحلوف عليه كذب ، كمن يحلف بالغموس (١). وفي هذا التقييد دليل على أنّ الكذب يعمّ ما يعلم المخبر عدم مطابقته وما لا يعلم.

(أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً) نوعا من العذاب متفاقما (إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) فتمرّنوا على سوء العمل وأصرّوا عليه.

(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ) أي : الّتي حلفوا بها (جُنَّةً) سترة يتستّرون بها من المؤمنين ، يدفعون بها عن أنفسهم التهمة ، ووقاية دون دمائهم وأموالهم (فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ) فصدّوا الناس في خلال أمنهم وسلامتهم عن دين الله ، بتثبيط من لقوا عن الدخول في الإسلام ، وتضعيف أمر المسلمين عندهم (فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) وعيد ثان بوصف آخر لعذابهم. وقيل : الأوّل عذاب القبر ، وهذا عذاب الآخرة.

(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (١٧) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ

__________________

(١) اليمين الغموس أي : الكاذبة الّتي يتعمّدها صاحبها.

٦٢٨

وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٨) اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٩) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ (٢٠) كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢١) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٢٢))

روي : أنّ رجلا منهم قال : لننصرنّ يوم القيامة بأنفسنا وأموالنا وأولادنا. فقال سبحانه ردّا عليهم :

(لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً) قليلا من الإغناء (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) قد سبق مثله.

(يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ) أي : لله تعالى على أنّهم مسلمون قائلون بالبعث (كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) في الدنيا أنّهم لمنكم (وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ) من النفع ، لأنّ تمكّن النفاق في نفوسهم بحيث يخيّل إليهم في الآخرة أنّ الأيمان الكاذبة تروّج الكذب على الله ، كما تروّجه عليكم في الدنيا (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ

٦٢٩

الْكاذِبُونَ) البالغون الغاية في الكذب ، حيث يكذبون مع عالم الغيب والشهادة ، ويحلفون عليه.

وملخّص معنى الآية : أنّه ليس العجب من حلفهم لكم ، فإنّكم بشر تخفى عليكم السرائر ، وأنّ لهم نفعا في ذلك دفعا عن دمائهم ، واستجرار فوائد دنيويّة.

ولكنّ العجب من حلفهم لله عالم الغيب والشهادة ، مع عدم النفع والاضطرار إلى علم ما أنذرتهم الرسل. والمراد : وصفهم بالتوغّل في نفاقهم ومرونهم (١) عليه ، وأنّ ذلك بعد موتهم وبعثهم باق فيهم لا يضمحلّ ، كما قال : (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) (٢).

(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ) استولى عليهم. من : حذت الإبل وأحذتها إذا استوليت عليها وجمعتها. وهو ممّا جاء على الأصل ، نحو : استصوب واستنوق.

والمعنى : ملكهم الشيطان ، لطاعتهم له في كلّ ما يريده منهم ، حتّى جعلهم رعيّته وحزبه ، كما قال : (فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ) أن يذكروا الله أصلا ، لا بقلوبهم ولا بألسنتهم (أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ) جنوده وأتباعه (أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ) لأنّهم فوّتوا على أنفسهم النعيم المؤبّد ، وعرّضوها للعذاب المخلّد.

(إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) يخالفونهما في الحدود ويشاقّونهما. وهم المنافقون. (أُولئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ) في جملة من هو أذلّ خلق الله.

(كَتَبَ اللهُ) في اللوح (لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) بالحجّة والسيف ، أو بأحدهما.

وقرأ نافع وابن عامر : ورسلي بفتح الياء. (إِنَّ اللهَ قَوِيٌ) على نصر أنبيائه (عَزِيزٌ) لا يغلب عليه في مراده.

يروى أنّ المسلمين قالوا لمّا رأوا ما يفتح الله عليهم من القرى : ليفتحنّ الله

__________________

(١) مرن على الشيء : اعتاده وداومه.

(٢) الأنعام : ٢٨.

٦٣٠

علينا الروم وفارس. فقال المنافقون : أَتظنّون أنّ فارس والروم كبعض القرى الّتي غلبتم عليها؟ فأنزل الله هذه الآية.

ثمّ قال سبحانه : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) هذا من باب التخييل ، خيّل نّ من الممتنع المحال أن تجد قوما مؤمنين يوالون المشركين ، أي : لا ينبغي أن يكون ذلك ، وحقّه أن يمتنع ولا يوجد بحال. مبالغة في النهي عنه ، والزجر عن ملابسته ، والتوصية بالتصلّب في مجانبة أعداء الله ومباعدتهم ، والاحتراز من مخالطتهم ومعاشرتهم ، فلا ينبغي أن يوادّوهم.

ثمّ زاد ذلك تأكيدا وتشديدا بقوله : (وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ) ولو كان المحادّون أقرب الناس إليهم. ولا يكون شيء أدخل في الإخلاص من موالاة أولياء الله ومعاداة أعدائه ، بل هو الإخلاص بعينه.

(أُولئِكَ) أي : الّذين لم يوادّوهم (كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) أثبته فيها بما فعل بهم من الألطاف ، فصار كالمكتوب فيها. وهو دليل على خروج العمل من مفهوم الإيمان ، فإنّ جزء الثابت في القلب لا يكون إلّا ثابتا فيه ، وأعمال الجوارح لا تثبت فيه.

وعن أبي علي الفارسي : كتب في قلوبهم علامة الإيمان. ومعنى ذلك : أنّها سمة لمن يشاهدهم من الملائكة على أنّهم مؤمنون ، كما أنّ قولهم في الكفّار : (وَطَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ) (١) معناه : علامة يعلم من شاهدها من الملائكة أنّه مطبوع على قلبه.

(وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ) وقوّاهم بلطف من عنده حييت به قلوبهم. ويجوز أن يكون الضمير للإيمان ، أي : بروح من الإيمان ، فإنّها سبب لحياة القلوب.

وقيل : قوّاهم بنور الحجج والبراهين حتّى اهتدوا للحقّ وعملوا به.

__________________

(١) التوبة : ٩٣.

٦٣١

وقيل : قوّاهم بالقرآن الّذي هو حياة القلوب من الجهل.

وقيل : أيّدهم بجبرئيل في كثير من المواطن ، ينصرهم ويدفع عنهم.

(وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بخلوص طاعتهم (وَرَضُوا عَنْهُ) بما وعدهم من الثواب (أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ) جنده وأنصار دينه ، ودعاة خلقه (أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون بخير الدارين.

وقيل : إنّ الآية نزلت في حاطب بن أبي بلتعة حين كتب إلى أهل مكّة ينذرهم بمجيء رسول الله إليهم ، وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخفى ذلك ، فلمّا عوتب على ذلك قال : أهلي بمكّة أحببت أن أحفظهم بيد تكون لي عندهم.

وقال السدّي : نزلت في عبد الله بن أبيّ وابنه عبيد الله بن عبد الله ، وكان هذا الابن عند النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فشرب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. فقال : أبق فضلة من شرابك اسقها أبي ، لعلّ الله يطهّر قلبه. فأعطاه ، فأتى بها أباه. فقال : ما هذا؟ فقال : بقيّة شراب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جئتك بها لتشربها ، لعلّ الله يطهّر قلبك. فقال : هلّا جئتني ببول أمّك؟ فرجع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : ائذن لي في قتله. فقال : بل ترفّق به.

٦٣٢

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

صورة ص (٣٨)

الآية : ١ ـ ٥............................................................... ٨

الآية : ٦ ـ ٨............................................................... ٨

الآية : ٩ ـ ١٥............................................................ ١٠

الآية : ١٦ ـ ٢٠.......................................................... ١٣

الآية : ٢١ ـ ٢٦.......................................................... ١٨

الآية : ٢٧ ـ ٢٩.......................................................... ٢٤

الآية : ٣٠ ـ ٤٠.......................................................... ٢٦

الآية : ٤١ ـ ٤٤.......................................................... ٣٤

الآية : ٤٥ ـ ٤٨.......................................................... ٣٧

الآية : ٤٩ ـ ٦٤.......................................................... ٤٠

الآية : ٦٥ ـ ٨٥.......................................................... ٤٧

الآية : ٨٦ ـ ٨٨.......................................................... ٥١

سورة الزمر (٣٩)

الآية : ١ ـ ٥............................................................. ٥٣

الآية : ٦................................................................... ٥٦

الآية : ٧................................................................... ٥٨

الآية : ٨ ـ ٩............................................................. ٦٠

الآية : ١٠ ـ ١٦.......................................................... ٦٣

الآية : ١٧ ـ ٢٠.......................................................... ٦٧

الآية : ٢١ ـ ٢٢.......................................................... ٧٠

الآية : ٢٣ ـ ٢٤.......................................................... ٧٢

الآية : ٢٥ ـ ٢٨.......................................................... ٧٥

الآية : ٢٩................................................................. ٧٦

الآية : ٣٠ ـ ٣٥.......................................................... ٧٨

الآية : ٣٦ ـ ٣٧.......................................................... ٨١

٦٣٣

الآية : ٣٨ ـ ٤٢.......................................................... ٨٢

الآية : ٤٣ ـ ٤٤.......................................................... ٨٥

الآية : ٤٥ ـ ٤٦.......................................................... ٨٦

الآية : ٤٧ ـ ٤٨.......................................................... ٨٧

الآية : ٤٩ ـ ٥٢.......................................................... ٨٩

الآية : ٥٣ ـ ٥٩.......................................................... ٨٩

الآية : ٦٠................................................................. ٩١

الآية : ٦١................................................................. ٩٧

الآية : ٦٢ ـ ٦٣.......................................................... ٩٨

الآية : ٦٤ ـ ٦٦.......................................................... ٩٩

الآية : ٦٧................................................................ ١٠١

الآية : ٦٨ ـ ٧٠........................................................ ١٠٣

الآية : ٧١ ـ ٧٥........................................................ ١٠٥

سورة المؤمن (٤٠)

الآية : ١ ـ ٣............................................................ ١١٢

الآية : ٤ ـ ٦............................................................ ١١٤

الآية : ٧ ـ ٩............................................................ ١١٦

الآية : ١٠ ـ ١٢........................................................ ١٢٠

الآية : ١٣ ـ ١٧........................................................ ١٢٣

الآية : ١٨ ـ ٢٠........................................................ ١٢٦

الآية : ٢١ ـ ٢٢........................................................ ١٢٩

الآية : ٢٣ ـ ٢٨........................................................ ١٣١

الآية : ٢٩ ـ ٣٥........................................................ ١٣٥

الآية : ٣٦ ـ ٤٠........................................................ ١٣٨

الآية : ٤١ ـ ٤٦........................................................ ١٤١

الآية : ٤٧ ـ ٥٢........................................................ ١٤٤

الآية : ٥٣ ـ ٥٥........................................................ ١٤٦

الآية : ٥٦ ـ ٦٠........................................................ ١٤٨

الآية : ٦١ ـ ٦٣........................................................ ١٥١

الآية : ٦٤ ـ ٦٨........................................................ ١٥٣

الآية : ٦٩ ـ ٧٦........................................................ ١٥٥

٦٣٤

الآية : ٧٧................................................................ ١٥٧

الآية : ٧٨................................................................ ١٥٨

الآية : ٧٩ ـ ٨١........................................................ ١٥٩

الآية : ٨٢ ـ ٨٥........................................................ ١٦١

سورة فصلت (٤١)

الآية : ١ ـ ٧............................................................ ١٦٥

الآية : ٨ ـ ١٠.......................................................... ١٦٨

الآية : ١١ ـ ١٤........................................................ ١٧١

الآية : ١٥ ـ ١٨........................................................ ١٧٤

الآية : ١٩ ـ ٢٤........................................................ ١٧٦

الآية : ٢٥ ـ ٢٩........................................................ ١٧٨

الآية : ٣٠ ـ ٣٦........................................................ ١٨٠

الآية : ٣٧ ـ ٤٢........................................................ ١٨٣

الآية : ٤٣................................................................ ١٨٦

الآية : ٤٤................................................................ ١٨٧

الآية : ٤٥ ـ ٤٦........................................................ ١٨٨

الآية : ٤٧ ـ ٤٨........................................................ ١٨٩

الآية : ٤٩ ـ ٥٢........................................................ ١٩١

الآية : ٥٣ ـ ٥٤........................................................ ١٩٣

سورة الشورى (٤٢)

الآية : ١ ـ ٦............................................................ ١٩٨

الآية : ٧ ـ ٩............................................................ ٢٠٢

الآية : ١٠ ـ ١٢........................................................ ٢٠٤

الآية : ١٣ ـ ١٥........................................................ ٢٠٧

الآية : ١٦ ـ ٢٠........................................................ ٢١٠

الآية : ٢١ ـ ٢٣........................................................ ٢١٣

الآية : ٢٤ ـ ٢٦........................................................ ٢١٩

الآية : ٢٧ ـ ٢٩........................................................ ٢٢٢

الآية : ٣٠ ـ ٣٥........................................................ ٢٢٥

الآية : ٣٦ ـ ٤٣........................................................ ٢٢٧

٦٣٥

الآية : ٤٤ ـ ٤٨........................................................ ٢٣١

الآية : ٤٩ ـ ٥٠........................................................ ٢٣٣

الآية : ٥١ ـ ٥٣........................................................ ٢٣٤

سورة الزخرف (٤٣)

الآية : ١ ـ ٥............................................................ ٢٣٧

الآية : ٦ ـ ١٤.......................................................... ٢٤٠

الآية : ١٥ ـ ٢٥........................................................ ٢٤٣

الآية : ٢٦ ـ ٣٥........................................................ ٢٤٨

الآية : ٣٦ ـ ٣٩........................................................ ٢٥٢

الآية : ٤٠ ـ ٤٥........................................................ ٢٥٣

الآية : ٤٦ ـ ٥٦........................................................ ٢٥٧

الآية : ٥٧ ـ ٦٢........................................................ ٢٦١

الآية : ٦٣ ـ ٦٦........................................................ ٢٦٥

الآية : ٦٧ ـ ٧٣........................................................ ٢٦٦

الآية : ٧٤ ـ ٨٠........................................................ ٢٦٩

الآية : ٨١ ـ ٨٩........................................................ ٢٧١

سورة الدخان (٤٤)

الآية : ١ ـ ١٦.......................................................... ٢٧٨

الآية : ١٧ ـ ٢٤........................................................ ٢٨٤

الآية : ٢٥ ـ ٢٩........................................................ ٢٨٦

الآية : ٣٠ ـ ٤٢........................................................ ٢٨٨

الآية : ٤٣ ـ ٥٠........................................................ ٢٩١

الآية : ٥١ ـ ٥٩........................................................ ٢٩٣

سورة الجاثية (٤٥)

الآية : ١ ـ ٥............................................................ ٢٩٧

الآية : ٦ ـ ١١.......................................................... ٢٩٩

الآية : ١٢ ـ ١٣........................................................ ٣٠٢

الآية : ١٤ ـ ١٥........................................................ ٣٠٣

الآية : ١٦ ـ ٢٠........................................................ ٣٠٤

الآية : ٢١ ـ ٢٣........................................................ ٣٠٦

٦٣٦

الآية : ٢٤ ـ ٢٦........................................................ ٣٠٨

الآية : ٢٧ ـ ٣٧........................................................ ٣١١

سورة الأحقاف (٤٦)

الآية : ١ ـ ٨............................................................ ٣١٦

الآية : ٦................................................................. ٣١٩

الآية : ١٠................................................................ ٣٢٠

الآية : ١١ ـ ١٢........................................................ ٣٢٢

الآية : ١٣ ـ ١٤........................................................ ٣٢٤

الآية : ١٥ ـ ٢٠........................................................ ٣٢٥

الآية : ٢١ ـ ٢٨........................................................ ٣٣٢

الآية : ٢٩ ـ ٣٢........................................................ ٣٣٦

الآية : ٣٣ ـ ٣٥........................................................ ٣٤١

سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤٧)

الآية : ١ ـ ٣............................................................ ٣٤٦

الآية : ٤ ـ ٩............................................................ ٣٤٨

الآية : ١٠ ـ ١١........................................................ ٣٥١

الآية : ١٢ ـ ١٥........................................................ ٣٥٢

الآية : ١٦ ـ ١٩........................................................ ٣٥٦

الآية : ٢٠ ـ ٢٤........................................................ ٣٥٨

الآية : ٢٥ ـ ٣٥........................................................ ٣٦١

الآية : ٣٦ ـ ٣٨........................................................ ٣٦٦

سورة الفتح (٤٨)

الآية : ١ ـ ٧............................................................ ٣٧٠

الآية : ٨ ـ ١٠.......................................................... ٣٧٦

الآية : ١١ ـ ١٤........................................................ ٣٧٨

الآية : ١٥ ـ ١٧........................................................ ٣٨١

الآية : ١٨ ـ ٢١........................................................ ٣٨٤

الآية : ٢٢ ـ ٢٤........................................................ ٣٩٧

الآية : ٢٥ ـ ٢٦........................................................ ٣٩٩

٦٣٧

الآية : ٢٧ ـ ٢٩........................................................ ٤٠٢

سورة الحجرات (٤٩)

الآية : ١................................................................. ٤٠٧

الآية : ٢ ـ ٥............................................................ ٤٠٩

الآية : ٦ ـ ٨............................................................ ٤١٧

الآية : ٩ ـ ١٠.......................................................... ٤٢٢

الآية : ١١ ـ ١٢........................................................ ٤٢٥

الآية : ١٣................................................................ ٤٣٢

الآية : ١٤ ـ ١٨........................................................ ٤٣٥

سورة ق (٥٠)

الآية : ١ ـ ١١.......................................................... ٤٤٢

الآية : ١٢ ـ ١٤........................................................ ٤٤٥

الآية : ١٥ ـ ١٨........................................................ ٤٤٦

الآية : ١٩................................................................ ٤٤٩

الآية : ٢٠ ـ ٢٢........................................................ ٤٥٠

الآية : ٢٣ ـ ٣٠........................................................ ٤٥٢

الآية : ٣١ ـ ٣٥........................................................ ٤٥٦

الآية : ٣٦ ـ ٤٥........................................................ ٤٥٩

سورة الذاريات (٥١)

الآية : ١ ـ ١٤.......................................................... ٤٦٣

الآية : ١٥ ـ ٢٣........................................................ ٤٦٨

الآية : ٢٤ ـ ٣٧........................................................ ٤٧٣

الآية : ٣٨ ـ ٤٦........................................................ ٤٧٧

الآية : ٤٧ ـ ٥١........................................................ ٤٧٩

الآية : ٥٢ ـ ٦٠........................................................ ٤٨١

سورة الطور (٥٢)

الآية : ١ ـ ١٦.......................................................... ٤٨٦

الآية : ١٧ ـ ٢٨........................................................ ٤٩٠

٦٣٨

الآية : ٢٩ ـ ٤٣........................................................ ٤٩٤

الآية : ٤٤ ـ ٤٩........................................................ ٤٩٧

سورة النجم (٥٣)

الآية : ١ ـ ١٠.......................................................... ٥٠١

الآية : ١١ ـ ١٨........................................................ ٥٠٥

الآية : ١٩ ـ ٢٣........................................................ ٥٠٩

الآية : ٢٤ ـ ٢٨........................................................ ٥١١

الآية : ٢٩ ـ ٣٠........................................................ ٥١٣

الآية : ٣١ ـ ٣٢........................................................ ٥١٤

الآية : ٣٣ ـ ٥٤........................................................ ٥١٦

الآية : ٥٥ ـ ٦٢........................................................ ٥٢١

سورة القمر (٥٤)

الآية : ١ ـ ٨............................................................ ٥٢٣

الآية : ٩ ـ ١٦.......................................................... ٥٢٧

الآية : ١٧ ـ ٢١........................................................ ٥٢٩

الآية : ٢٢ ـ ٣١........................................................ ٥٣٠

الآية : ٣٢ ـ ٤٠........................................................ ٥٣٣

الآية : ٤١ ـ ٤٦........................................................ ٥٣٤

الآية : ٤٧ ـ ٥٥........................................................ ٥٣٥

سورة الرحمن (٥٥)

الآية : ١ ـ ١٣.......................................................... ٥٤٠

الآية : ١٤ ـ ١٨........................................................ ٥٤٤

الآية : ٢٦ ـ ٣٠........................................................ ٥٤٧

الآية : ٣٧ ـ ٤٥........................................................ ٥٥٠

الآية : ٤٦ ـ ٦١........................................................ ٥٥٦

الآية : ٦٢ ـ ٧٨........................................................ ٥٥٩

٦٣٩

سورة الواقعة (٥٦)

الآية : ١ ـ ٦............................................................ ٥٦٤

الآية : ٧ ـ ٢٦.......................................................... ٥٦٦

الآية : ٢٧ ـ ٤٠........................................................ ٥٧٠

الآية : ٤١ ـ ٥٦........................................................ ٥٧٥

الآية : ٥٧ ـ ٦٧........................................................ ٥٧٧

الآية : ٦٨ ـ ٧٠........................................................ ٥٧٩

الآية : ٧١ ـ ٧٣........................................................ ٥٨٠

الآية : ٧٤ ـ ٨٠........................................................ ٥٨٢

الآية : ٨١ ـ ٨٧........................................................ ٥٨٤

الآية : ٨٨ ـ ٩٦........................................................ ٥٨٦

سورة الحديد (٥٧)

الآية : ١ ـ ٦............................................................ ٥٨٨

الآية : ٧ ـ ١٥.......................................................... ٥٩٢

الآية : ١٦ ـ ١٩........................................................ ٥٩٨

الآية : ٢٠ ـ ٢١........................................................ ٦٠١

الآية : ٢٢ ـ ٢٤........................................................ ٦٠٣

الآية : ٢٥ ـ ٢٩........................................................ ٦٠٦

سورة المجادلة (٥٨)

الآية : ١ ـ ٤............................................................ ٦١٣

الآية : ٥ ـ ٦............................................................ ٦١٨

الآية : ٧................................................................. ٦١٩

الآية : ٨ ـ ١٠.......................................................... ٦٢١

الآية : ١١................................................................ ٦٢٣

الآية : ١٢ ـ ١٣........................................................ ٦٢٥

الآية : ١٧ ـ ٢٢........................................................ ٦٢٩

٦٤٠