الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

يُعادِيهِ ، وَنُبَرِّءُ مِمَّنْ تَبَرَّءَ مِنْهُ ، وَنُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ ، وَنُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ ، وَعَلِيٌّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما قُلْتَ ، وَإِمامُنا بَعْدَ نَبِيِّنا صلَّى اللهُ عليه وآله كَما أَمَرْتَ.

فإذا كان وقت الزّوال أخذت مجلسك بهدوء (١) وسكون ووقار وهيبة وإخبات (٢) وتقول :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَما فَضَّلَنا فِي دِينِهِ عَلى مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ (٣) ، وَفِي نَعِيمِ الدُّنْيا عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ عَمَدَ (٤) ، وَهَدانا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَشَرَّفَنا بِوَصِيَّةِ وَخَلِيفَتِهِ فِي حَياتِهِ وَبَعْدَ مَماتِهِ ، أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ.

اللهُمَّ إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيُّنا كَما أَمَرْتَ ، وَعَلِيّاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ مَوْلانا كَما أَقَمْتَ ، وَنَحْنُ مَوالِيهِ وَأَوْلِياؤُهُ.

ثمّ تقوم وتصلّي شكرا لله تعالى ركعتين ، تقرء في الأولى الحمد ، و ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كما أنزلتا لا كما نقصتا ، ثمّ تقنت وتركع وتتمّ الصّلاة وتسلّم وتخرّ ساجدا ، وتقول في سجودك :

اللهُمَّ إِنّا إِلَيْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنا فِي يَوْمِ عِيدِنَا الَّذِي شَرَّفْتَنا فِيهِ بِوِلايَةِ مَوْلانا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ وَبِكَ نَسْتَعِينُ فِي أُمُورِنا ، اللهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وُجُوهُنا ، وَأَشْعارُنا وَأَبْشارُنا ، وَجُلُودُنا وَعُرُوقُنا ، وَأَعْظُمُنا وَأَعْصابُنا ، وَلُحُومُنا وَدِماؤُنا.

اللهُمَّ إِيّاكَ نَعْبُدُ وَلَكَ نَخْضَعُ وَلَكَ نَسْجُدُ ، عَلى مِلَّةِ إبْراهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ وَوِلايَةِ عَلِيٍّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، حُنَفاءَ مُسْلِمِينَ وَما نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلا مِنَ الْجاحِدِينَ.

__________________

(١) هدء هدوء : سكن.

(٢) اخبت إلى الله : اطمأن إليه تعالى وتخشّع امامه.

(٣) عند الرجل : خالف الحق وهو عارف به.

(٤) عمد الشيء : أسقطه ، عمد فلان : وجع.

٢٨١

اللهُمَّ الْعَنِ الْجاحِدِينَ الْمُعانِدِينَ الْمُخالِفِينَ لِأَمْرِكَ وَأَمْرِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اللهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضِينَ لَهُمْ لَعْن لَعْناً كَثِيراً ، لا يَنْقَطِعُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَثَبِّتْنا عَلى مُوالاتِكَ وَمُوالاةِ رَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ وَمُوالاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، اللهُمَ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبَنا يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا.

ثمّ كل واشرب وأظهر السّرور وأطعم إخوانك ، وأكثر برّهم واقض حوائج إخوانك ، إعظاما ليومك ، وخلافا على من أظهر فيه الاغتمام والحزن ضاعف الله حزنه وغمّه (١).

ومن الدعوات في يوم الغدير ما نقلناه من كتاب محمّد بن عليّ الطّرازي أيضا بإسناده إلى أبي الحسن عبد القاهر بوّاب مولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن علي عليهما‌السلام قال :

حدّثنا أبو الحسن عليّ بن حسّان الواسطي بواسط في سنة ثلاثمائة قال : حدّثني عليّ بن الحسن العبدي قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق عليه الصّلاة والسلام وعلى آبائه وأبنائه يقول :

صوم يوم غدير خمّ يعدل صيام عمر الدّنيا ، لو عاش إنسان عمر الدّنيا ، ثمّ لو صام ما عمرت الدّنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند الله عزّ وجلّ مائة حجّة ومائة عمرة ، وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عزّ وجلّ نبيّا إلاّ وتعيّد في هذا اليوم ، وعرف حرمته ، واسمه في السّماء يوم العهد المعهود ، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود.

ومن صلّى فيه ركعتين من قبل أن تزول الشّمس بنصف ساعة شكرا لله عزّ وجلّ ، ويقرء في كلّ ركعة سورة الحمد عشرا و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشرا ، و ( إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ )

__________________

(١) عنه البحار ٩٨ : ٣٠٠.

٢٨٢

عشرا ، وآية الكرسي عشرا ، عدلت عند الله عزّ وجلّ مائة ألف حجّة ومائة ألف عمرة.

وما سأل الله عزّ وجلّ حاجة من حوائج الدّنيا والآخرة كائنة ما كانت إلاّ أتى الله عزّ وجلّ على قضائها في يسر وعافية ، ومن فطّر مؤمنا كان له ثواب من أطعم فئاما وفئاما ، ولم يزل يعدّ حتّى عقد عشرة.

ثمّ قال : أتدري ما الفئام؟ قلت : لا ، قال : مائة ألف ، وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النّبيين والصّدّيقين والشّهداء والصّالحين في حرم الله عزّ وجلّ وسقاهم في يوم ذي مسغبة (١) ، والدّرهم فيه بمائة ألف درهم ، ثمّ قال : لعلّك ترى أنّ الله عزّ وجلّ خلق يوما أعظم حرمة منه؟ لا والله ، لا والله ، لا والله ، ثمّ قال : وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤمن :

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِهذا الْيَوْمِ ، وَجَعَلَنا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَهُ إِلَيْنا ، وَمِيثاقِهِ الَّذِي واثَقَنا بِهِ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِهِ ، وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.

ثمّ قال : وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول :

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

اللهُمَّ إِنِّي اشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً ، وَاشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، الْمَعْبُودُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلى قَرارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ يُعْبَدُ سِواكَ إِلاّ باطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَيْرُ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمَعْبُودُ لا مَعْبُودَ سِواكَ ، تَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَوَلِيُّهُمْ

__________________

(١) سغب : جاع.

٢٨٣

وَمَوْلاهُمْ وَمَوْلايَ ، رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا النِّداءَ ، وَصَدَّقْنَا الْمُنادِي ، رَسُولَكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، إِذْ نادى نِداءً عَنْكَ بِالَّذِي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ ما أَنْزَلْتَ إِلَيْهِ مِنْ مُوالاةِ وَلِيِّ الْمُؤْمِنِينَ وَحَذَّرْتَهُ وَأَنْذَرْتَهُ إِنْ لَمْ يُبَلِّغْ أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ إِذا بَلَّغَ رِسالاتِكَ (١) عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ.

فَنادى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسالاتِكَ : أَلا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ.

رَبَّنا قَدْ أَجَبْنا داعِيكَ النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعَلْتَهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ ، رَبَّنا آمَنّا وَاتَّبَعْنا مَوْلانا وَوَلِيُّنا وَهادِينا وَداعِينا وَداعِي الْأَنامِ وَصِراطَكَ السَّوِيَّ الْمُسْتَقِيمَ ، مَحَجَّتَكَ الْبَيْضاءَ ، وَسَبِيلَكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ عَلى بَصِيرَةٍ هُوَ وَمَنِ اتَّبَعَهُ ، وَسُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ بِوِلايَتِهِ وَبِأَمْرِ رَبِّهِمْ بِاتِّخاذِ الْوَلايِجِ مِنْ دُونِهِ.

فَأَشْهَدُ يا إِلهِي أَنَّ الإِمامَ الْهادِي الْمُرْشِدَ الرَّشِيدَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صلوات الله عليه أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، الَّذِي ذَكَرْتَهُ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ : ( وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (٢).

اللهُمَّ فَانَّا نَشْهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ ، وَالصِّراطُ الْمُسْتَقِيمُ وَإِمامُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَقائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجِّلِينَ ، وَحُجَّتَكَ الْبالِغَةُ ، وَلِسانُكَ الْمُعَبِّرُ عَنْكَ فِي خَلْقِكَ ، وَالْقائِمُ بِالْقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَدَيّانُ دِينِكَ ، وَخازِنُ عِلْمِكَ ، وَعَيْبَةُ وَحْيِكَ ، وَعَبْدُكَ وَأَمِينُكَ ، الْمَأْمُونُ الْمَأْخُوذُ مِيثاقُهُ مَعَ مِيثاقِكَ وَمِيثاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ بِالشَّهادَةِ وَالإِخْلاصِ بِالْوَحْدانِيَّةِ.

بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، وَمُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَجَعَلْتَ الْإِقْرارَ بِوِلايَتِهِ تَمامَ تَوْحِيدِكَ وَالإِخْلاصَ لَكَ بوَحْدانِيَّتِكَ وَإِكْمالَ دِينِكَ وَتَمامَ نِعْمَتِكَ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ

__________________

(١) رسالتك ( خ ل ).

(٢) الزخرف : ٤.

٢٨٤

الْحَقُ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) (١).

فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنا مِنَ الإِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدانِيَّتِكَ ، وَجُدْتَ عَلَيْنا بِمُوالاةِ وَلِيِّكَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ ، وَرَضِيتَ لَنَا الإِسْلامَ دِيناً بِمَوْلانا وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ وَمِيثاقَكَ ، وَذَكَّرْتَنا ذلِكَ.

وَجَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الإِخْلاصِ وَالتَّصْدِيقِ لِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْوَفاءِ بِذلِكَ ، وَلَمْ تَجْعَلْنا مِنَ النَّاكِثِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢) ، وَلَمْ تَجْعَلْنا مِنَ الْمُغَيِّرِينَ وَالْمُبَدِّلِينَ وَالْمُحَرِّفِينَ وَالْمُبَتِّكِينَ (٣) آذانَ الْأَنْعامِ ، وَالْمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللهِ ، وَمِنَ الَّذِينَ اسْتَحْوَذَ (٤) عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللهِ ، وَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَالصِّراطِ الْمُسْتَقِيمِ.

وَأكثر من قولك :

اللهُمَّ الْعَنِ الْجاحِدِينَ وَالنّاكِثِينَ وَالْمُغَيِّرِينَ وَالْمُبَدِّلِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ ، الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ.

ثمّ قل :

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى نِعْمَتِكَ عَلَيْنا بِالَّذِي هَدَيْتَنا إِلى مُوالاةِ وُلاةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، وَالْأَئِمَّةِ الْهادِينَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ ، وَأَعْلامَ الْهُدى وَمَنارَ التَّقْوى ، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقى ، وَكَمالَ دِينِكَ ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ ، وَمَنْ بِهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ رَضِيتَ لَنا الإِسْلامَ دِيناً ، رَبَّنا فَلَكَ الْحَمْدُ.

آمَنّا بِكَ وَصَدَّقْنا بِنَبِيِّكَ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ ، وَاتَّبَعْنَا الْهادِي مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ ، وَوالَيْنا وَلِيَّهُمْ وَعادَيْنا عَدُوَّهُمْ ، وَبَرِئْنا مِنَ الْجاحِدِينَ

__________________

(١) المائدة : ٣.

(٢) والجاحدين بيوم الدين ( خ ل ).

(٣) بتّكه : قطعه.

(٤) استحوذ عليه : غلبه واستولى عليه.

٢٨٥

وَالنّاكِثِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.

اللهُمَّ فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ يا صادِقَ الْوَعْدِ ، يا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، أَنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ بِمُوالاةِ أَوْلِيائِكَ ، الْمَسْؤولِ عَنْهُمْ عِبادَكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) ، وَقُلْتَ : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٢).

وَمَنَنْتَ بِشَهادَةِ الإِخْلاصِ لَكَ بِوِلايَةِ أَوْلِيائِكَ الْهُداةِ مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ ، السِّراجِ الْمُنِيرِ ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا الدِّينَ بِمُوالاتِهِمْ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ (٣) ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنا النِّعَمَ بِالَّذِي جَدَّدْتَ لَنا عَهْدَكَ ، وَذَكَّرْتَنا مِيثاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنّا فِي مُبْتَدَإِ (٤) خَلْقِكَ إِيّانا.

وَجَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الإِجابَةِ ، وَذَكَّرْتَنا الْعَهْدَ وَالْمِيثاقَ ، وَلَمْ تُنْسِنا ذِكْرَكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) (٥).

شَهِدْنا بِمَنِّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّنا وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ نَبِيِّنا ، وَأَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيُّنا وَمَوْلانا ، وَشَهِدْنا بِالْوِلايَةِ لِوَلِيِّنا وَمَوْلانا مِنْ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَلِيِّنا وَمَوْلانا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ.

وَجَعَلْتَهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْكَ عَلِيّاً حَكِيماً ، وَجَعَلْتَهُ آيَةً لِنَبِيِّكَ وَآيَةً مِنْ آياتِكَ الْكُبْرى ، وَالنَّبإِ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ، وَالنَّبَإ الْعَظِيمِ الَّذِي هُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ، وَعَنْهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ مَسْئُولُونَ ، وَتَمامَ نِعْمَتِكَ الَّتِي عَنْها يُسْأَلُ عِبادُكَ إِذْ هُمْ مَوْقُوفُونَ ، وَعَنِ النَّعِيمِ مَسْئُولُونَ.

__________________

(١) التكاثر : ٧.

(٢) الصافات : ٢٤.

(٣) في البحار : أعدائهم.

(٤) ابتداء ( خ ل ).

(٥) الأعراف : ١٧٢.

٢٨٦

اللهُمَّ وَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنا بِالْهِدايَةِ إِلى مَعْرِفَتِهِمْ ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبارِكَ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي ذَكَّرْتَنا فِيهِ عَهْدَكَ وَمِيثاقَكَ ، وَأَكْمَلْتَ لَنا دِينَنا وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنا نِعْمَتَكَ ، وَجَعَلْتَنا بِنِعْمَتِكَ مِنْ أَهْلِ الإِجابَةِ وَالإِخْلاصِ بِوَحْدانِيَّتِكَ ، وَمِنْ أَهْلِ الإِيمانِ وَالتَّصْدِيقِ بِوِلايَةِ أَوْلِيائِكَ وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ أَوْلِيائِكَ الْجاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ.

فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ تَمامَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنا وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمُعانِدِينَ ، وَلا تُلْحِقْنا بِالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ لَنا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ الْمُتَّقِينَ.

وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَاجْعَلْ لَنا مِنَ الْمُتَّقِينَ إِماماً إِلى يَوْمِ الدِّينِ ، يَوْمَ يُدْعى كُلُّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ، وَاجْعَلْنا فِي ظِلِّ الْقَوْمِ الْمُتَّقِينَ الْهُداةِ بَعْدَ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ وَالْبَشِيرِ ، الْأَئِمَّةِ الدُّعاةِ إِلَى الْهُدى ، وَلا تَجْعَلْنا مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الدُّعاةِ إِلَى النَّارِ ، وَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَأَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ.

رَبَّنا فَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنّا عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَالنّاكِثِينَ بِمِيثاقِكَ ، وَتَوَفَّنا عَلى ذلِكَ ، وَاجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، اثْبِتْ لَنا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ الَيْهِمْ.

وَاجْعَلْ مَحْيانا خَيْرَ الْمَحْيا وَمَماتَنا خَيْرَ الْمَماتِ وَمُنْقَلَبَنا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ ، عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ ، حَتّى تَتَوَفّانا وَأَنْتَ عَنّا راضٍ ، قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا الْخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ وَالْمَثْوى فِي جِوارِكَ وَالإِنابَةَ إِلى دارِ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِكَ ، لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ (١) وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ (٢).

رَبَّنا إِنَّكَ أَمَرْتَنا بِطاعَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ ، وَأَمَرْتَنا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ ،

__________________

(١) نصب : تعب واعيا.

(٢) لغب : تعب واعيا أشد الإعياء.

٢٨٧

فَقُلْتَ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (١) ، وَقُلْتَ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (٢).

رَبَّنا سَمِعْنا وَأَطَعْنا رَبَّنا ثَبِّتْ أَقْدامَنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ ، مُسْلِمِينَ مُسَلِّمِينَ مُصَدِّقِينَ لِأَوْلِيائِكَ ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ، رَبَّنا آمَنّا بِكَ وَصَدَّقْنا نَبِيَّكَ ، وَوالَيْنا وَلِيَّكَ وَالْأَوْلِياءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، وَوَلِيَّكَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَالإِمامَ الْهادِي مِنْ بَعْدِ الرَّسُولِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ وَالسِّراجِ الْمُنِيرِ.

رَبَّنا فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ جَعَلْتَنا مِنْ أَهْلِ الْوَفاءِ بِعَهْدِكَ بِمَنِّكَ عَلَيْنا وَلُطْفِكَ لَنا ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنا ذُنُوبَنا وَتُكَفِّرَ عَنّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

رَبَّنا آمَنّا بِكَ ، وَوَفَيْنا بِعَهْدِكَ ، وَصَدَّقْنا رُسُلَكَ ، وَاتَّبَعْنا وُلاةَ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ ، وَوالَيْنا أَوْلِيائَكَ ، وَعادَيْنا أَعْداءَكَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ ، وَاحْشُرْنا مَعَ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ الرَّسُولِ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ.

آمَنّا يا رَبِّ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ ، وَبِحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ ، وَرَضِينا بِهِمْ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً.

رَبَّنا فَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلى مُوالاتِهِمْ ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ ، وَالتَّسْلِيمِ لَهُمْ وَالرَّدِّ إِلَيْهِمْ ، وَتَوَفَّنا إِذا تَوَفَّيْتَنا عَلَى الْوَفاءِ لَكَ وَلَهُمْ بِالْعَهْدِ وَالْمِيثاقِ ، وَالْمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَّصْدِيقِ وَالتَّسْلِيمِ لَهُمْ ، غَيْرَ جاحِدِينَ وَلا ناكِثِينَ وَلا مُكَذِّبِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ جَمِيعاً ، أَنْ تُبارِكَ لَنا فِي يَوْمِنا هذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنا فِيهِ بِالْوَفاءِ

__________________

(١) النساء : ٥٩.

(٢) التوبة : ١١٩.

٢٨٨

لِعَهْدِكَ ، الَّذِي عَهِدْتَ إِلَيْنا وَالْمِيثاقِ الَّذِي واثَقْتَنا بِهِ مِنْ مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِكَ.

وَتَمُنَّ عَلَيْنا بِنِعْمَتِكَ ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثابِتاً وَلا تَسْلُبْناهُ أَبَداً ، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ : ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (١) ، فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثابِتاً.

وَارْزُقْنا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هادٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ قائِماً رَشِيداً هادِياً مَهْدِيّاً مِنَ الضَّلالَةِ إِلَى الْهُدى ، وَاجْعَلْنا تَحْتَ رايَتِهِ وَفِي زُمْرَتِهِ شُهَداءَ صادِقِينَ ، مَقْتُولِينَ فِي سَبِيلِكَ وَعَلى نُصْرَةِ دِينِكَ.

ثمّ سلّ بعد ذلك حوائجك للآخرة والدّنيا ، فإنّها والله والله والله مقضيّة في هذا اليوم ، ولا تقعد عن الخير ، وسارع إلى ذلك إن شاء الله تعالى (٢).

ومن الدعوات في يوم الغدير ما وجدناه في نسخة عتيقة من كتب العبادات :

اللهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، وَرَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٣) ، وَرَبَّ الشَّفْعِ الْكَبِيرِ ، وَرَبَّ الْوِتْرِ الرَّفِيعِ ، سُبْحانَكَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، إِلهُ مَنْ فِي السَّماواتِ السَّبْعِ ، وَإِلهُ مَنْ فِي الْأَرْضِ لا إِلهَ فِيهِما غَيْرُكَ ، جَبّارُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، لا جَبّارَ فِيهِما غَيْرُكَ ، مَلِكُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ (٤) لا مَلِكَ فِيهِما غَيْرُكَ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَبِمُلْكِكَ الْقَدِيمِ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرَضُونَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَصْلَحَتْ بِهِ أُمُورُ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ.

يا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ ، يا حَيُّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ ، يا حَيُّ حِينَ لا حَيَّ إِلاَّ أَنْتَ ،

__________________

(١) الانعام : ٩٨.

(٢) عنه البحار ٩٨ : ٣٠٢ ـ ٣٠٧ ، روى مثله مع اختلاف في التهذيب ٣ : ١٤٣ ، اخرج منه قطعات في الوسائل ٥ : ٢٢٤ و ٨ : ٨٩ البحار ٣٥ : ٣١٨ ، إثبات الهداة ٣ : ٣٠٣ ، غاية المرام : ١٠١ ، اللوامع : ٣٧٤ ، جامع الأحاديث ٧ : ٣٩٨ ، مصباح المتهجّد ٢ : ٦٩١.

(٣) سجر البحر : فاض.

(٤) ملك من في السماوات وملك من في الأرض ( خ ل ).

٢٨٩

يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ، وَاجْعَلْ لَنا مِنْ أُمُورِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً ، وَاسْتَقْبِلْنا عَلى هُدى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ عَمَلَنا فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ.

وَهَبْ لَنا ما وَهَبْتَ لِأَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ مِنْ خَلْقِكَ ، فَانّا بِكَ مُؤْمِنُونَ ، وَعَلَيْكَ مُتَوَكِّلُونَ ، وَمَصِيرُنا إِلَيْكَ ، وَاجْمَعْ لَنا الْخَيْرَ كُلَّهُ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَاصْرِفْ عَنَّا الشَّرَّ كُلَّهُ بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ.

يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ، تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَصْرِفُ الشَّرَّ عَمَّنْ تَشاءُ ، أَعْطِنا جَمِيعَ ما سَأَلْناكَ مِنَ الْخَيْرِ ، وَامْنُنْ بِهِ عَلَيْنا بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، إِنّا إِلَيْكَ راغِبُونَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

اللهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي ، وَأَنْطِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي ، وَنَوِّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ.

اللهُمَّ يا داحِيَ الْمَدْحُوّاتِ (١) ، وَيا بانِيَ الْمَبْنِيَّاتِ وَيا مُرْسِيَ الْمَرْسِيَّاتِ (٢) ، وَيا جَبّارَ الْقُلُوبِ عَلى فِطْرَتِها ، شَقِيِّها وَسَعِيدِها ، وَيا باسِطَ الرَّحْمَةِ لِلْمُتَّقِينَ ، اجْعَلْ شَرائِفَ صَلَواتِكَ وَنَوامِيَ بَرَكاتِكَ وَرَأْفَتِكَ ، وَتَحِيَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ ، عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، الْفاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ ، وَالْخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَفاتِحِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ ، وَدافِعِ جَيْشاتِ الْأَباطِيلِ.

كَما حَمَّلْتَهُ فَاضْطَلَعَ (٣) بِأَمْرِكَ مُسْتَبْصِراً فِي رِضْوانِكَ ، غَيْرَ ناكِلٍ (٤) عَنْ قَدَمٍ ، وَلا مُنْثَنٍ عَنْ كَرَمٍ ، حافِظاً لِعَهْدِكَ ، قاضِياً لِنَفاذِ أَمْرِكَ ، فَهُوَ أَمِينُكَ الْمَأْمُونُ ،

__________________

(١) المدحيات ( خ ل ) ، أقول : دحى الأرض : بسطها.

(٢) رسى : ثبت ورسخ.

(٣) اضطلع : قوى ، اضطلع بحمله : نهض به وقوى عليه.

(٤) نكل عن كذا : نكص وجبن.

٢٩٠

وَشَهِيدُكَ يَوْمَ الدِّينِ ، وَبَعِيثُكَ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.

اللهُمَّ فَافْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً عِنْدَكَ ، وَأَعْطِهِ مِنْ بَعْدِ رِضاهُ الرِّضا ، مِنْ نُورِ ثَوابِكَ الْمَحْلُولِ وَعَطاءِ جَزائِكَ الْمَعْلُولِ ، اللهُمَّ أَتْمِمْ لَهُ وَعْدَهُ بِانْبِعاثِكَ إِيّاهُ مَقْبُولَ الشَّفاعَةِ عِنْدَكَ مَرْضِيَّ الْمَقالَةِ ، ذا مَنْطِقٍ عَدْلٍ ، وَخُطْبَةٍ فَصْلٍ ، وَحُجَّةٍ وَبُرْهانٍ عَظِيمٍ. اللهُمَّ اجْعَلْنا سامِعِينَ مُطِيعِينَ وَأَوْلِياءَ مُخْلِصِينَ ، وَرُفَقاءَ مُصاحِبِينَ.

اللهُمَّ أَبْلِغْهُ مِنّا السَّلامَ ، وَارْدُدْ عَلَيْنا مِنْهُ السَّلامَ ، اللهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضاكَ ضَعْفِي وَخُذْ إِلَى الْخَيْرِ بِناصِيَتِي ، وَاجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهى رِضاكَ ، اللهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّنِي ، وَإِنِّي ذَلِيلٌ فَأَعِزَّنِي ، وَإِنِّي فَقِيرٌ فَارْزُقْنِي.

ثمّ تقول مائة مرّة :

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ.

ثمّ تقول :

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَبِأَنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها ، صَغِيرَها وَكَبِيرَها ، مَغْفِرَةً تامَّةً يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ تقول أربع مرّات :

اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتَكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَاومِنُ بِكَ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.

ثمّ تقول :

اللهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ فِي دِينِي وَأَمانَتِي وَنَفْسِي وَوَلَدِي وَمالِي وَجَمِيعِ أَهْلِ عِنايَتِي فِي حِماكَ الَّذِي لا يُسْتَباحُ ، وَفِي عِزِّكَ الَّذِي لا يُرامُ ، وَفِي سُلْطانِكَ الَّذِي لا يُسْتَضامُ ، وَفِي مُلْكِكَ الَّذِي لا يَبْلى ، وَفِي نِعَمِكَ الَّتِي لا تُحْصى ،

٢٩١

وَفِي ذِمَّتِكَ الَّتِي لا تُخْفَرُ ، وَفِي رَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَجارُ اللهِ آمِنٌ مَحْفُوظٌ.

وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَسُبْحانَ اللهِ ، رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ افْتَحْ لَنا بِطاعَتِكَ ، وَاخْتِمْ لَنا بِرِضْوانِكَ ، وَأَعِذْنا مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ، السَّلامُ عَلَى الْحافِظِينَ الْكِرامِ الْكاتِبِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ يَوْمِي هذا ، وَخَيْرَ ما فِيهِ ، وَخَيْرَ ما أَمَرْتَ بِهِ وَخَيْرَ ما قَبْلَهُ ، وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمِي هذا وَشَرِّ ما فِيهِ وَشَرِّ ما قَبْلَهُ وَشَرِّ ما بَعْدَهُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَهُداهُ ، اللهُمَّ افْتَحْ لِي بِخَيْرٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ ، وَاخْتِمْهُ عَلَيَّ بِخَيْرٍ ، اللهُمَّ افْتَحْهُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَاخْتِمْهُ عَلَيَّ بِرِضْوانِكَ ، اللهُمَّ مَنْ كادَنِي فِي يَوْمِي هذا بِسُوءٍ فَاكْفِنِيهِ ، وَقِنِي شَرَّهُ ، وَارْدُدْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ.

اللهُمَّ ما أَنْزَلْتَ فِي يَوْمِي هذا مِنْ خَيْرٍ أَوْ رَحْمَةٍ أَوْ شِفاءٍ ، أَوْ فَرَجٍ أوْ عافِيَةٍ أَوْ رِزْقٍ ، فَاجْعَلْ لِي فِيهِ نَصِيباً وافِراً حَسَناً ، وَما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنْ مَحْذُورٍ أَوْ مَكْرُوهٍ أَوْ بَلِيَّةٍ أَوْ شِقاءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّي.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلْ بَدْوَ يَوْمِي هذا فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ صَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ ، اللهُمَّ بِرَأْفَتِكَ أَرْجُو رَحْمَتِكَ ، وَبِرَحْمَتِكَ أَرْجُو رِضْوانَكَ ، وَبِرِضْوانِكَ أَرْجُو الْجَنَّةَ فَلا تُؤَاخِذْنِي بِذَنْبِي ، وَلا تُعاقِبْنِي بِسُوءِ عَمَلِي.

٢٩٢

اللهُمَّ اجْعَلْ حَياتِي ما احْيَيْتَنِي زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ وَفاتِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي راحَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ ، وَنَجاةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، اللهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ ، وَأَرْجُوكَ وَلا أَرْجُو غَيْرَكَ وَأَذْكُرُكَ وَلا أَنْساكَ.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ سَلَفَ مِنِّي فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَكَفِّرْهُ عَنِّي وَأَبْدِلْنِي بِهِ حَسَناتٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي كُلَّ خَيْرٍ عَمِلْتُهُ لَكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ مُنْذُ خَلَقْتَنِي ، وَارْفَعْهُ لِي عِنْدَكَ فِي الرَّفِيعِ الْأَعْلى ، وَأَعْطِنِي عَلَيْهِ الثَّوابَ الْكَثِيرَ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ جَوادٌ لا يَبْخَلُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مُتَوَكِّلاً عَلَيْكَ فَاكْفِنِي ، وَأَصْبَحْتُ فَقِيراً إِلَيْكَ فَأَغْنِنِي ، وَأَصْبَحْتُ لا أَعْرِفُ رَبّاً غَيْرَكَ فَاغْفِرْ لِي ، وَأَصْبَحْتُ مُقِرّاً لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ مُعْتَرِفاً لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً واحِداً أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، فَبَلَّغَ رِسالاتِهِ وَنَصَحَ لأُمَّتِهِ ، وَجاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَعَبَدَهُ حَتّى أَتاهُ الْيَقِينُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنّارَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ وَأَنِّي أُومِنُ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ.

اللهُمَّ فَاكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ ، وَلَقِّنِيها عِنْدَ حاجَتِي إِلَيْها وَأَحْيِنِي عَلَيْها وَابْعَثْنِي عَلَيْها وَاحْشُرْنِي عَلَيْها وَاجْزِنِي جَزاءَ مَنْ لَقِيَكَ بِها مُخْلِصاً ، غَيْرَ شاكٍ فِيها وَلا مُرْتَدٍّ عَنْها وَلا مُبَدِّلَ لَها آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الْأَخْيارِ وَسَلَّمَ كَثِيراً ، سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ وَاسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، غَفّارُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، الْأَوَّلِ

٢٩٣

فَلَيْسَ قَبْلَهُ شَيْءٌ ، وَالآخِرِ فَلَيْسَ بَعْدَهُ شَيْءٌ ، وَالظّاهِرِ فَلَيْسَ فَوْقَهُ شَيْءٌ ، وَالْباطِنِ فَلَيْسَ دُونَهُ شَيْءٌ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا تَبْدِيلَ لِقَوْلِهِ ، وَلا مُعادِلَ لِحُكْمِهِ ، وَلا رادَّ لِقَضائِهِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْخالِقِ لَهُ ، وَالآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْوارِثِ لَهُ.

وَالظَّاهِرِ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَالْوَكِيلِ عَلَيْهِ ، وَالْباطِنِ دُونَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْمُحِيطِ بِهِ ، الَّذِي عَلا فَقَهَرَ ، وَمَلِكَ فَقَدَرَ ، وَبَطَنَ فَخَبَرَ ، دَيّانِ الدِّينِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَفِي النَّهارِ إِذا تَجَلّى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الاخِرَةِ وَالأُولى ، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما حَمِدْتَ نَفْسَكَ وَكَما أَنْتَ أَهْلُهُ وَكَما حَمِدَكَ الْحامِدُونَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ زِنَةَ عَرْشِكَ وَمِدادَ كَلِماتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ كَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ ، وَعِظَمِ سُلْطانِكَ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً بِخُلُودِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً دائِماً بِدَوامِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ بُلُوغِ مَشِيَّتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا يَتَناهى دُونَ مُنْتَهى عِلْمِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَبْلُغُ رِضاكَ وَيُوجِبُ مَزِيدَكَ ، وَيُؤْمِنُ مِنْ غَيْرِكَ ، فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ.

يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

سُبْحانَ الدَّائِمِ الْقائِمِ ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْحَقِّ ، سُبْحانَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى ،

٢٩٤

سُبْحانَهُ وَتَعالى ، سُبْحانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ ، سُبْحانَ اللهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، سُبْحانَ اللهِ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، سُبْحانَ مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكَتِهِ ، سُبْحانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ ، سُبْحانَ مَنِ انْقادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِها ، سُبْحانَهُ وَبِحَمْدِهِ.

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ السَّمِيعُ الْعَظِيمُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْباقِي بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالْقادِرُ عَلَيْهِ وَالْمُحِيطُ بِكُلِّ شَيْءٍ.

لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَدْعُوكَ وَأَنْتَ قُلْتَ : ( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) (١) ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِدُعائِكَ وَوَعَدْتَ إِجابَتَكَ وَلا خُلْفَ لِوَعْدِكَ ، فَانِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، كَما سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ ذَكَرْتَهُ فِي كِتابِكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، يا بَدِيءُ لا بَدْءَ لَكَ ، يا دائِمُ لا نَفادَ لَكَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ (٢) يا مُحْيِي يا مُمِيتُ ، يا قائِماً عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ.

__________________

(١) الإسراء : ١١٠.

(٢) يا حي يا قديم يا قيوم ( خ ل ).

٢٩٥

يا أَحَدُ يا وِتْرُ يا فَرْدُ يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، يا مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا رَبَّ الْأَرضِينَ وَما أَقَلَّتْ ، وَالسَّماواتِ وَما أَظَلَّتْ ، وَالرِّياحِ وَما ذَرَتْ ، يا خالِقَ كُلِّ شَيْءٍ ، يا زَيْنَ السَّماواتِ وَالْأَرضِينَ يا عِمادَ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ يا قَيُّومَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

وَيا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَيا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيا مَعاذَ الْعائِذِينَ وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيا مُنَفِّساً عَنِ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِينَ ، وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الدَّاعِينَ ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَيا أَوَّلَ الْأَوَّلِينَ وَيا آخِرَ الاخِرِينَ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْأَجَلِّ الْأَعَزِّ الْأَكْرَمِ ، الظَّاهِرِ الْباطِنِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ الْمُقَدَّسِ الْأَحَدِ الصَّمَدِ الْفَرْدِ ، الَّذِي مَلأَ الْأَرْكانَ كُلَّها ، الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ ، وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ وَأَكْرَمِ ، وَأَعْلى وَأَكْمَلِ ، وَأَعَزِّ وَأَعْظَمِ ، وَأَشْرَفِ وَأَزْكى ، وَأَنْمى وَأَطْيَبِ ، ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ الْمُصْطَفِينَ وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ.

اللهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ ، وَثَقِّلْ مِيزانَهُ ، وَابْعَثْهُ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ ، وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ ، وَاجْزِهِ عَنّا أَفْضَلَ ما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَعَلى آلِ إِبْراهِيمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ ، وَعِبادِكَ الصّالِحِينَ وَصَلِّ عَلَيْنا مَعَهُمْ إِنَّكَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَما وَلَدا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ ، شاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ ، إِنَّكَ تَعْلَمُ مُنْقَلَبَهُمْ وَمَثْواهُمْ ،

٢٩٦

اللهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَلِاخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ ، وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ، رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.

اللهُمَّ أَصْلِحْ لَنا أَئِمَّتَنا وَقُضاتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا وَجَماعَتَنا وَدِينَنَا الَّذِي ارْتَضَيْتَ لَنا ، اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَأَهْلَهُ.

اللهُمَّ إِنِّي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَسْرَفُوا عَلَيْها وَاسْتَوْجَبُوا الْعَذابَ بِالْحُجَجِ اللاّزِمَةِ ، وَالذُّنُوبِ الْمُوبِقَةِ (١) ، وَالْخَطايا الْمُحِيطَةِ بِهِمْ ، وَقَدْ قُلْتَ : ( يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا ) (٢) ( مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (٣) ، لا خُلْفَ لِوَعْدِكَ ، وَلا مُبَدِّلَ لِقَوْلِكَ.

اللهُمَّ لا تَقْنُطْنِي مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَلا تُؤْيِسْنِي مِنْ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ عِبادِكَ الَّذِينَ تَغْفِرُ لَهُمْ ذُنُوبَهُمْ ، وَتُكَفِّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَخُذْ بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَقَلْبِي وَجَوارِحِي كُلِّها إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَإلِهِ ، وَإِلى أَحَبِّ الْأَعْمالِ إِلَيْكَ.

وَارْزُقْنِي تَوْبَةً نَصُوحاً أَسْتَوْجِبُ بِها مَحَبَّتَكَ ، وَأَسْتَحِقُّ مَعَها جَنَّتَكَ ، وَتُوقِينِي مِنْ عَذابِكَ ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَنْصارِكَ الَّذِينَ تُعِزُّ بِهِمْ دِينَكَ ، وَتَنْتَقِمُ بِهِمْ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَتَخْتِمُ لَهُمْ بِالسَّعادَةِ وَالشَّهادَةِ ، تُحْيِيهِمْ حَياةً طَيِّبَةً ، وَتَقْلِبُهُمْ مُنْقَلَباً كَرِيماً وَتُؤْتِيهِمْ فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَتَقِيهمْ عَذابَ النَّارِ.

اللهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي عَظِيمَةٌ كَثِيرَةٌ ، وَرَحْمَتَكَ وَعَفْوَكَ وَفَضْلَكَ أَعْظَمُ مِنْها وَأَكْثَرُ وَأَوْسَعُ ، فَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعِظَمِ عَفْوِكَ وَمَغْفِرَتِكَ ما تُنْجِينِي بِهِ مِنَ النّارِ وَتُدْخِلُنِي بِهِ الْجَنَّةَ.

__________________

(١) الموبق : المهلك.

(٢) قنط : يئس.

(٣) الزمر : ٥٣.

٢٩٧

اللهُمَّ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَاسْتَجَرْتُ فَأَغِثْنِي ، وَأَجِرْنِي مِنْ ذُنُوبِي ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ وَعَفْوِكَ عَمّا ظَلَمْتُ بِهِ نَفْسِي خاصَّةً ، يا إِلهِي ، وَخَلِّصْنِي مِمَّنْ لَهُ حَقٌّ قِبَلِي ، وَاسْتَوْهِبْنِي مِنْهُ وَاغْفِرْ لِي وَعَوِّضْهُ مِنْ فَضْلِكَ وَطَوْلِكَ وَجَزِيلِ ثَوابِكَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِ بِذلِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ اجْعَلْ ما مَضى مِنْ حُسْنِ عَمَلِي مَقْبُولاً وَما فَرَطَ مِنِّي مِنْ سَيِّئَةٍ مَغْفُوراً ، وَما أَسْتَأْنِفُ مِنْ عُمْرِي أَوَّلَهُ صَلاحاً وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ وَسُوءِ الْقَضاءِ وَشَرِّ الْعَمَلِ وَدَرَكِ الشَّقاءِ وَشَماتَةِ الْأَعْداءِ وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ وَالْمالِ وَالْوَلَدِ.

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبِ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَعَمَلٍ لا يَنْفَعُ وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ ، اللهُمَّ سَلِّمْنِي وَسَلِّمْ مِنِّي ، وَعافِنِي وَاعْفُ عَنِّي ، وَلا تُؤاخِذْنِي بِذُنُوبِي ، وَلا تُقايِسْنِي بِعَمَلِي ، وَلا تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَعافِنِي مِنَ النَّارِ بِقُدْرَتِكَ.

اللهُمَّ أَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدى وَالتُّقى وَالْعِفافَ وَالْكِفافَ وَالْغِنى ، وَالْعَمَلَ بِما تُحِبُّ وَتَرْضى ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ اشْرِكَ بِكَ وَأَنَا أَعْلَمُ أَوْ لا أَعْلَمُ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِما أَعْلَمُ وَلِما لا أَعْلَمُ.

اللهُمَّ لا تَجْعَلِ الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمِّي وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي حَدٍّ ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي ، وَلا تُسَلِّطْنِي عَلى أَحَدٍ بِظُلْمٍ فَتُهْلِكُنِي ، اللهُمَّ اجْعَلْ حَياتِي زِيادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلْ وَفاتِي راحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ.

اللهُمَّ إِنَّ ذُلِّي أَصْبَحَ وَأَمْسى مُسْتَجِيراً بِعِزَّتِكَ وَفَقْرِي مُسْتَجِيراً بِغِناكَ ، وَذُنُوبِي مُسْتَجِيرَةً بِرَحْمَتِكَ ، وَوَجْهِيَ الْبالِي الْفانِي مُسْتَجِيرَةً بِوَجْهِكَ الْباقِي الدَّائِمِ الْكَرِيمِ ، فَكُنْ لِي جاراً مِنْ كُلِّ سُوءٍ بِرَحْمَتِكَ.

اللهُمَّ ما أَعْطَيْتَنِي مِنْ عَطاءٍ أَوْ قَضَيْتَ عَلَيَّ مِنْ قَضاءٍ ، فَاجْعَلِ الْخِيَرَةَ لِي فِي بَدْئِهِ وَعاقِبَتِهِ ، وَارْزُقْنِي الْعافِيَةَ وَالسَّلامَةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

٢٩٨

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَأَنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، وَرَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَإِمامِ الْمُتَّقِينَ ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا رَبِّ حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ ، وَالصِّدْقِ فِي التَّوَكُّلِ عَلَيْكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي النَّارَ ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِ (١) أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلِيَّةٍ تَحْمِلُنِي ضَرُورَتُها عَلَى التَّعَرُّضِ بِشَيْءٍ مِنْ مَعاصِيكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي حالٍ كُنْتُ اوْ أَكُونُ فِيها فِي يُسْرٍ أَوْ عُسْرٍ أَظُنُّ أَنَّ مَعاصِيَكَ أَنْجَحُ لِي مِنْ طاعَتِكَ.

وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَقُولَ قَوْلاً مِنْ طاعَتِكَ أَلْتَمِسُ بِهِ رِضا سِواكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَكُونَ أَحَدٌ أَسْعَدَ بِما آتَيْتَنِي مِنِّي ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَكَلَّفَ طَلَبَ ما لَيْسَ لِي وَما لَمْ تَقْسِمْهُ لِي ، وَما قَسَمْتَ لِي مِنْ قِسْمٍ أَوْ رَزَقْتَنِي مِنْ رِزْقٍ فَأْتِنِي بِهِ فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ حَلالاً طَيِّباً.

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ زَحْزَحَ (٢) بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، أَوْ باعَدَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَوْ تَصْرِفَ بِهِ حَظِّي أَوْ صَرَفَ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ عَنِّي ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَحُولَ خَطِيئَتِي أَوْ ظُلْمِي أَوْ جُرْمِي أَوْ إسْرافِي عَلى نَفْسِي أَوْ اتِّباعِي هَوايَ أَوْ اسْتِعْمالِي شَهْوَتِي دُونَ مَغْفِرَتِكَ وَثَوابِكَ وَرِضْوانِكَ وَنائِلِكَ ، وَبَرَكاتِكَ وَمَوْعِدِكَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ.

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّرَرِ فِي الْمَعِيشَةِ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ تَبْتَلِيَنِي بِبَلاءٍ لا طاقَةَ لِي بِهِ ، أَوْ تُسَلِّطَ عَلَيَّ طاغِياً أَوْ تَهْتِكَ لِي سِتْراً ، أَوْ تُبْدِيَ لِي عَوْرَةً ، أَوْ تُحاسِبَنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ مُناقَشَةً أَحْوَجَ ما أَكُونُ إِلى تَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ عَنِّي.

وَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِماتِكَ التّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَتُعْطِيَ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ وَأَفْضَلَ

__________________

(١) يا رب ( خ ل ).

(٢) زحزحه عن مكانه : باعده ، الزحزح : البعد.

٢٩٩

ما أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النّارِ.

يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَيا أَجْوَدَ الْأَجْوَدِينَ ، وَيا إِلهَ الْعالَمِينَ ، وَيا سَيِّدَ السَّاداتِ ، وَيا جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ ، وَيا أَفْضَلَ مَنْ سُئِلَ وَ (١) أَكْرَمَ مَنْ أَعْطى وَأَحَقَّ مَنْ تَجاوَزَ وَعَفى وَرَحِمَ وَتَفَضَّلَ بإحْسانِهِ الْقَدِيمِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحانَهُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ أَفْلَحَ سائِلُكَ ، وَتَعالى جَدُّكَ (٢) ، وَامْتَنَعَ عائِذُكَ ، أَعِذْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ شَرِّ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ ، حَسْبِيَ اللهُ وَكَفى ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعا ، لَيْسَ وَراءَ اللهِ مُنْتَهى.

اللهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَرَبُّ مَنْ كادَنِي وَبَغى عَلَيَّ ، مِنَ الْجِنِّ وَالانْسِ ، ناصِيَتِي وَناصِيَتُهُ بِيَدِكَ ، فَادْفَعْ فِي نَحْرِهِ وَأَعِذْنِي مِنْ شَرِّهِ ، بِعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ وَبِقُدْرَتِكَ الَّتِي لا يَمْتَنِعُ مِنْها بَرٌّ وَلا فاجِرٌ ، وَبِكَلِماتِكَ الْحُسْنى.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً ، اللهُمَّ أَعِنِّي عَلى هَوْلِ الدُّنْيا وَبَوائِقِ (٣) الاخِرَةِ ، وَمُصِيباتِ اللَّيالِي وَالْأَيَّامِ ، اللهُمَّ اصْحِبْنِي فِي سَفَرِي وَاخْلُفْنِي فِي أَهْلِي (٤) وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي ، وَلَكَ فَذَلِّلْنِي وَعَلى خُلْقٍ حَسَنٍ صالِحٍ فَقَوِّمْنِي ، وَإِلَيْكَ فَحَبِّبْنِي وَإِلَى النَّاسِ فَلا تَكِلْنِي ، رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ.

وَأَنْتَ رَبِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ ، وَكَشَفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، أَنْ يَنْزِلَ بِي سَخَطَكَ ، أَوْ يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبَكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ جَمِيعِ سَخَطِكَ ، لَكَ

__________________

(١) ويا ( خ ل ).

(٢) الجدّ : الحظ ، الحظوة ، يقال : تعس جده : خسر أو هلك.

(٣) البائقة : الشر ، الداهية.

(٤) ومالي ( خ ل ).

٣٠٠