الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ ، وَفَضْلُهُ عَظِيمٌ ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ ، يا كَرِيمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَعافِيَتِكَ ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ وَتَوَسَّعْ عَلَيَّ بِرِزْقِكَ ، لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاَّ حِلْمُكَ ، وَلا يَرُدُّ سَخَطَكَ إِلاّ عَفْوُكَ ، وَلا يُجِيرُ مِنْ عِقابِكَ إِلاَّ رَحْمَتُكَ ، وَلا يُنْجِي مِنْكَ إِلاَّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ.

فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي يا إِلهِي مِنْكَ فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها أَمْواتَ الْعِبادِ ، وَبِها تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلادِ ، وَلا تُهْلِكْنِي يا إِلهِي غَمّاً حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الإِجابَةَ فِي دُعائِي ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي ، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي (١).

يا إِلهِي إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي ، وَإِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي ، وَإِنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي ، وَإِنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي ، أَوْ مَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي إِنْ عَذَّبْتَنِي ، أَوْ مَنْ ذَا الَّذِي يُعَذِّبُنِي إِنْ رَحِمْتَنِي ، وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ.

وَقَدْ عَلِمْتُ يا إِلهِي أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا جَوْرٌ ، وَلا فِي عُقُوبَتِكَ (٢) عَجَلَةٌ ، إِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ ، وَإِنَّما يَحْتاجُ إِلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلهِي (٣) عُلُوّاً كَبِيراً.

إِلهِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَجْعَلْنِي لِلْبَلاءِ غَرَضاً وَلا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً ، وَأَمْهِلْنِي وَنَفِّسْنِي (٤) وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي ، وَلا تُتْبِعْنِي بِبَلاءٍ فِي أَثَرِ بَلاءٍ ، فَقَدْ تَرى ضَعْفِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ.

__________________

(١) ولا تسلّطه عليّ ( خ ل ).

(٢) نقمتك ( خ ل ).

(٣) تعاليت الهي ( خ ل ).

(٤) نفّسني : أزال كربي وغمّي.

١٨١

أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي ، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ فَأَجِرْنِي ، وَاؤْمِنُ بِكَ فَآمِنِّي ، وَأَسْتَهْدِيكَ فَاهْدِنِي ، وَأَسْتَرْحِمُكَ فَارحَمْنِي ، وَأَسْتَنْصِرُكَ فَانْصُرْنِي ، وَأَسْتَكْفِيكَ فَاكْفِنِي ، وَأَسْتَرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلى الصَّبْرِ فَأَعِنِّي ، وَأَسْتَعْصِمُكَ فِيما بِقِيَ مِنْ عُمْرِي فَاعْصِمْنِي ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي فَاغْفِرْ لِي ، فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ لِشَيْءٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي (١) إِنْ شِئْتَ ذلِكَ يا رَبِّ.

فإذا قاربت غروب الشّمس فقل :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، سُبْحانَ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ ، سُبْحانَ اللهِ بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ (٢) ، سُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ.

يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

سُبْحانَ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ ، سُبْحانَ ذِي الْعِزَّةِ وَالْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، سُبْحانَ الْقائِمِ الدَّائِمِ الْقَدِيمِ ، سُبْحانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ ، سُبْحانَ رَبِّيَ الْأَعْلى ، سُبْحانَهُ وَتَعالى ، سُبْحانَ اللهِ ، سُبُّوحاً قُدُّوساً رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ.

اللهُمَّ إِنِّي أَمْسَيْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَعافِيَةٍ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ يا رَبِّ نِعْمَتَكَ وَفَضْلَكَ وَعافِيَتَكَ ، وَارْزُقْنِي شُكْرَكَ.

اللهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ ، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ ، أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً ، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ،

__________________

(١) كرهت ( خ ل ).

(٢) الأصيل جمع آصال : الوقت بين العصر والمغرب أو العشي.

١٨٢

وَأَنْبِياءَكَ ، وَرُسُلَكَ ، وَأَهْلَ سَماواتِكَ وَأَهْلَ أَرْضِكَ ، وَجَمِيعَ خَلْقِكَ ، بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ حَتّى تُلَقِّنِيها يَوْمَ الْقِيامَةِ ، وَقَدْ رَضِيتَ عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّماءُ أَكْنافَها ، وَيُسَبِّحُ لَكَ الْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ ، وَلا يَنْفَدُ (١) ، حَمْداً يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ ، حَمْداً سَرْمَداً دائِماً لَا انْقِطاعَ لَهُ وَلا نَفادَ ، حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ ، وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَيَّ وَفِيَّ وَمَعِي ، وَقَبْلِي وَبَعْدِي ، وَأَمامِي وَلَدَيَّ ، وَإِذا مِتُّ وَفَنَيْتُ وَبَقِيتَ أَنْتَ يا مَوْلايَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِجَمِيعِ مَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي كُلِّ عِرْقٍ ساكِنٍ ، وَكُلِّ أَكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ ، وَنَفْسٍ وَبَطْشٍ (٢) ، وَعَلى كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ وَعَلى كُلِّ حالٍ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، وَلَكَ الْمُلْكُ كُلُّهُ ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ كُلُّهُ ، وَإِلَيْكَ يَرْجِعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ، عَلانِيَتُهُ وَسِرُّهُ ، وَأَنْتَ مُنْتَهى الشَّأْنِ كُلِّهِ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى عِلْمِكَ بَعْدَ عَفْوِكَ وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ ، بَعْدَ قُدْرَتِكَ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ باعِثَ الْحَمْدِ ، وَوارِثَ الْحَمْدِ ، وَبَدِيعَ الْحَمْدِ ، وَفِيَّ الْعَهْدِ ، صادِقَ الْوَعْدِ ، عَزِيزَ الْجُنْدِ ، قَدِيمَ الْمَجْدِ ، رَفِيعَ الدَّرَجاتِ ، مُجِيبَ الدَّعَواتِ ، مُنْزِلَ الآياتِ ، مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ ، مُخْرِجاً مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَمُبَدِّلَ السَّيِّئَاتِ حَسَناتٍ ، وَجاعِلَ الْحَسَناتِ دَرَجاتٍ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ ، وَقابِلَ التَّوْبِ ، شَدِيدَ الْعِقابِ ، ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي النَّهارِ إِذا تَجَلّى ، وَلَكَ الْحَمْدُ فِي الاخِرَةِ وَالأُولى ، وَلَكَ الْحَمْدُ

__________________

(١) في البحار : يصعد أوّله ولا ينفد آخره.

(٢) البطش : الأخذ بسرعة.

١٨٣

عَدَدَ كُلِّ مَلَكٍ فِي السَّماءِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ قَطْرَةٍ فِي الْبحارِ.

وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ الْقَطرِ وَالشَّجَرِ ، وَالْحِصى وَالنَّوى وَالثَّرى ، وَجَمِيعِ الانْسِ وَالْبَهائِمِ (١) وَالطَّيْرِ ، وَالسِّباعِ وَالْهَوامِّ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوْفِ الْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما أَحْصى كِتابُكَ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبارَكاً أَبَداً.

ثمّ قل :

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ عشر مرّات.

ثم قل :

أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ـ عشر مرّات ، يا اللهُ يا اللهُ ـ عشراً ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ ـ عشراً ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ ـ عشرا ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ـ عشرا ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ـ عشرا ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ـ عشرا ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ ـ عشرا ، يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ـ عشرا ، آمِينَ آمِينَ ـ عشرا.

ثمّ قل :

أَسْأَلُكَ يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَبِالأُفُقِ الْمُبِينِ ، يا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا ، وتسأل كلّ حاجة لك.

ثمّ قل :

أَمْسَيْنا وَالْجُودُ وَالْجَمالُ ، وَالنُّورُ وَالْبَهاءُ ، وَالْعِزَّةُ وَالْقُدْرَةُ ، وَالسُّلْطانُ وَالدُّنْيا وَالاخِرَةُ ، وَما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ.

__________________

(١) البهيمة : كل ذات أربع قوائم من دوابّ البر والماء ما عدا السباع والطيور.

١٨٤

وتقول ثلاث مرّات :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَسُبْحانَ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْهُ أَحَبَّ مَنْ أُحِبُّ ، وَآثَرَ مَنْ اوثِرَ عِنْدِي ، ثُمَّ ثَبِّتْنِي عَلى دِينِ مُحَمَّدٍ وَإِبْراهِيمَ عَلَيْهِما السَّلامُ وَأَتْباعِهِما (١) ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ـ تقولها أحد عشر مرّة.

وتقول عشر مرّات : أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ هَمَزاتِ (٢) الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ يَحْضُرُونَ (٣).

ثمّ قل :

الْحَمْدُ لِلَّهِ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ حَتّى لا يَكُونَ شَيْءٌ بِكُلِّ شَيْءٍ وَحْدَهُ ، عَدَدَ جَمِيعِ الْأَشْياءِ وَأَضْعافِها مُنْتَهى عِلْمِ اللهِ ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ كَذلِكَ ، وَاللهُ أَكْبَرُ وَسُبْحانَ اللهِ كَذلِكَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ الْمِيزانِ وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ الْعَرْشِ.

سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ زِنَةَ عَرْشِهِ وَمِثْلَهُ ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمِثْلَهُ ، وَعَدَدَ خَلْقِهِ وَمِثْلَهُ وَمِلْءَ سَماواتِهِ وَمِثْلَهُ ، وَمِلْءَ أَرْضِهِ وَمِثْلَهُ ، وَعَدَدَ جَمِيعِ ذلِكَ كُلِّهِ سُبْحانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

__________________

(١) والانقطاع إليهما ( خ ل ).

(٢) همزات الشيطان : خطراته التي يخطرها بقلب الإنسان.

(٣) أعوذ بك ربّ ان يحضرون ( خ ل ).

١٨٥

ثمّ ارفع يديك وقل :

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيَّتِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا مُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً لا حَدَّ لِقائِلِهِ إِلاّ رِضاكَ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّهُ ما أَمْسَتْ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فِي دِينِي وَدُنْيايَ فَإِنَّها مِنَ اللهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ عَلَيَّ بِها وَالشُّكْرُ كَثِيراً.

أَمْسَيْتُ لِلَّهِ عَبْداً مَمْلُوكاً ، أَمْسَيْتُ لا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَسُوقَ إِلى نَفْسِي خَيْرَ ما أَرْجُو وَلا أَصْرِفُ مِنْها شَرَّ ما أَحْذَرُ ، أَمْسَيْتُ مُرْتَهِناً بِعَمَلِي ، أَمْسَيْتُ لا فَقِيرَ هُوَ أَفْقَرُ مِنِّي إِلَى اللهِ ، وَاللهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ، بِاللهِ نُصْبِحُ وَبِاللهِ نُمْسِي ، وَبِاللهِ نَحْيا وَبِاللهِ نَمُوتُ ، وَإِلَى اللهِ النُّشُورُ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ لَيْلَتِي هذِهِ وَخَيْرَ ما فِيها ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّها وَشَرِّ ما فِيها ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ تَكْتُبَ عَلَيَّ فِيها خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاكْفِنِي خَطِيئَتَها وَإِثْمَها وَأَعْطِنِي يُمْنَها وَنُورَها وَبَرَكَتَها.

اللهُمَّ نَفْسِي خَلَقْتَها ، وَبِيَدِكَ حَياتُها وَمَوْتُها ، اللهُمَّ فَانْ أَمْسَكْتَها فَالى رِضْوانِكَ وَالْجَنَّةَ ، وَإِنْ أَرْسَلْتَها فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَها وَارْحَمْها ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَقَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِي ، وَبارِكْ لِي فِيما آتَيْتَنِي ، وَاحْفَظْنِي فِي غَيْبَتِي وَحَضْرَتِي وَكُلِّ أَحْوالِي.

ثمّ قل عشر مرّات :

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَابْعَثْنِي عَلَى الإِيمانِ بِكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَالْوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَالْبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَالانْتِقامِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ ، فَانِّي قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ فِي الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي

١٨٦

الْمَلَإِ الْأَعْلى ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي الْمُرْسَلِينَ.

اللهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَالدَّرَجَةَ الْكَبِيرَةَ الرَّفِيعَةَ فِي الْجَنَّةِ ، اللهُمَّ انِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ وَلَمْ أَرَهُ فَلا تَحْرِمْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ رُؤْيَتَهُ ، ارْزُقْنِي صُحْبَتَهُ ، وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ ، وَاسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً (١) هَنِيئاً لا اظْمَأُ بَعْدَهُ أَبَداً ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ انِّي آمَنْتُ (٢) بِمُحَمَّدٍ وَلَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِي فِي الْجِنانِ وَجْهَهُ ، اللهُمَّ بَلِّغْ (٣) رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَلْهَمْتَهُمْ عِلْمَكَ وَاسْتَحْفَظْتَهُمْ كِتابَكَ ، وَاسْتَرْعَيْتَهُمْ عِبادَكَ ، فَانَّهُمْ مَعْدِنُ كَلِماتِكَ ، وَخُزّانُ عِلْمِكَ ، وَدَعائِمُ دِينِكَ ، وَالْقُوّامُ بِأَمْرِكَ صَلاةً كَثِيرَةً طَيِّبَةً مُبارَكَةً نامِيَةً ، وَأَبْلِغْ أَرْواحَهُمْ الطَّيِّبَةَ وَأَجْسادَهُمُ الطَّاهِرَةَ مِنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَكُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً (٤).

دعاء آخر في عشيّة عرفة :

يا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِي لا تَضُرُّكَ ، وَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِي لا تَنْقُصُكَ ، فَأَعْطِنِي ما لا يَنْقُصُكَ ، وَاغْفِر لِي ما لا يَضُرُّكَ (٥).

دعاء آخر في عشيّة عرفة :

اللهُمَّ لا تَحْرِمْنِي خَيْرَ ما عِنْدَكَ لِشَرِّ ما عِنْدِي ، فَانْ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي بِتَعَبِي

__________________

(١) ساغ الشراب : هنأ وسهّل مدخله في الحلق.

(٢) اللهم آمنت ( خ ل ).

(٣) أبلغ ( خ ل ).

(٤) عنه البحار ٩٨ : ٢٧٠ ـ ٢٩١.

(٥) عنه البحار ٩٨ : ٢٩١.

١٨٧

وَنَصَبِي (١) ، فَلا تَحْرِمْنِي أَجْرَ الْمُصابِ عَلى مُصِيبَتِهِ (٢).

أقول : وقد روينا في دعاء جدّتنا أمّ جدنا داود بن الحسن ابن مولانا الحسن السبط ابن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ، المذكور في عمل يوم النصف من رجب ، قالت أمّ داود : فقلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أيدعي بهذا الدُّعاء في غير رجب؟ قال : نعم في يوم عرفة.

أقول : ويستحبّ أيضا أن يدعى في هذا اليوم بالدّعاء الّذي قدّمناه في تعقيب الظهر يوم الجمعة ، في الجزء الرابع ، عن مولانا زين العابدين عليه‌السلام الّذي أوّله : يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبادُ (٣).

فصل (٢٣)

فيما نذكره مما ينبغي ان يختم به يوم عرفة

اعلم انّ كلّ يوم جعله الله جلّ جلاله من مواسم السعادات ومراسم العبادات ، ينبغي أن يكون العبد فيه موافقا لمولاه ساعات ذلك اليوم ، وقفا على طاعة الله جلّ جلاله ورضاه ، ويختمه بالاجتهاد في التضرعات بان منّه بما صدر عنه ، ويتمّ نقصان أعماله بما الله جل جلاله أهله من مكارمه وإفضاله.

ويسلّم ذلك العمل بلسان الحال إلى من كان العبد ضيفا له في ذلك اليوم المشار اليه من إمام وقته صلوات الله عليه ، ليكون عرضه على يديه ، ويكون هو الشفيع فيما لم يبلغ أمل العبد إليه ، فإنّ كلّ ضيف بحكم مضيفه ، وكل متشرّف بسلطان فحديث إعماله إلى مشرّفه.

__________________

(١) النصب : العناء.

(٢) عنه البحار ٩٨ : ٢٩١.

(٣) جمال الأسبوع : ٢٦٢.

١٨٨

الباب الرابع

فيما نذكره ممّا يتعلق بليلة الأضحى ويوم عيدها

وفيه فصول :

فصل (١)

فيما نذكره من فضل إحياء ليلة عيد الأضحى

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي رحمه‌الله فيما رواه عن الصادق عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي عليه‌السلام قال : كان يعجبه ان يفرغ نفسه أربع ليال في السنة ، وهي أوّل ليلة من رجب ، وليلة النّصف من شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة الأضحى (١).

واعلم انّ إحياء اللّيالي بالعبادات هو أن تكون حركاتك وسكناتك ، وإراداتك وكراهاتك جميعا معاملات لله جلّ جلاله ، وتقصد بها التقرّب إليه والإقبال عليه والأدب بين يديه فيما يكرهه أو يرضاه ، كما يكون العبد بين يدي مولاه إذا كان المولى يراه.

فان كانت فيها عبادات متعيّنات فاعمل عليها ، وان لم يكن فيها عبادة متعيّنة ، أو كانت فيها عبادات مرويّات ، ولكن يبقى من اللّيل ما ليس له وظائف متعيّنات ، فليكن احياء ما يتخلّف من اللّيلة الّتي يراد إحياؤها بالعبادات بالاستغفار ، وإصلاح

__________________

(١) مصباح المتهجد : ٦٤٨ ، رواه في دعائم الإسلام ١ : ١٨٤ ، قرب الاسناد : ١٧٧ ، عنه البحار ٩١ : ١٢٢ ، فضائل الأشهر الثلاثة : ٤٦.

١٨٩

ما بينك وبين الله جلّ جلاله ، من طهارة الأسرار وزوال ظلمة الإصرار ، وما يحتاج مثلك إليه من الأذكار وسعادة الدنيا ودار القرار.

وان غلبك النوم فليكن نومك على نيّة التقرب إلى العظمة الإلهية ، لتستعين به على النشاط والإقبال على زيادة العبادات للأبواب الربانيّة ، فإذا عملت على هذا النظام تكون قد ظفرت بإحياء تلك اللّيلة على التمام ان شاء الله جل جلاله.

فصل (٢)

فيما نذكره من فضل زيارة الحسين عليه‌السلام عيد الأضحى

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ، جميعا ، عن الشيخ محمد بن أحمد بن داود القمي ، شيخ القميّين وفقيههم وعالمهم ، قال : حدثنا محمّد بن محمد النحوي ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمد ، قال : حدّثنا الحسين بن الحسن بن أبي سنان ، عن أبان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال :

من زار الحسين عليه‌السلام ليلة من ثلاث غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر ، قال : قلت : وأيّ اللّيالي؟ فذكر ليلة الأضحى (١).

فصل (٣)

فيما نذكره من الإشارة إلى فضل زيارة الحسين عليه‌السلام يوم الأضحى ، وبما ذا يزار

اعلم انّ عمل الشيعة على زيارته عليه‌السلام في هذا الميقات ، يغني عن ذكر الروايات ، وقد كنّا قدّمنا عند ذكر ليلة عرفة حديث مولانا الباقر عليه‌السلام بما معناه : ان الإقامة عند الحسين عليه‌السلام حتى يعيد للاضحى يحفظ المقيم عنده من شرّ سنته (٢).

__________________

(١) عنه البحار ٩١ : ١٢٦ ، رواه في مصباح المتهجد : ٧١٦ ، عنه البحار ١٠١ : ٩١.

(٢) مصباح المتهجد : ٧١٥.

١٩٠

وامّا لفظ ما نذكره في هذا اليوم من زيارته ، فقد كنّا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر زيارتين يختصّ بهذا الميقات ، وليس هذا الكتاب ممّا نقصد به ذكر الزيارات ، فان وجدت تلك الزيارتين ، والاّ فزر الحسين عليه‌السلام ليلة الأضحى ويوم الأضحى بما ذكرناه في هذا الكتاب من الزيارة ليوم عرفة ، فإنّها كافية عند أهل المعرفة.

فصل (٤)

فيما نذكره ممّا ينبغي أن يكون أهل السعادات والإقبال عليه يوم الأضحى من الأحوال

اعلم أنّنا قد ذكرنا في عيد شهر رمضان ما فتحه علينا مالك القلب واللسان ، من الآداب عند استقبال ذلك العيد وآداب ذلك النهار ، ما تستغني به الآن عن التكرار ، لكن يمكن أنك لا تقدر على نظر ما قدّمناه ، أو لا تعرف معناه ، فنذكر ما يفتح الله جلّ جلاله عليه ويحسن به إلينا ، فنقول :

اذكر أيّها الإنسان أنّ الله جلّ جلاله سبقك بالإحسان قبل أن تعرفه ، وقبل أن تتقرّب إليه بشيء من الطّاعات ، فهيّأ لك كلّما كنت محتاجا إليه من المهمّات ، حتّى بعث لك رسولا من أعزّ الخلائق عليه ، يزيل ملوك الكفّار ويقطع دابر الأشرار ، الّذين يحولون بينك وبين فوائد إسراره ، ويشغلونك عن الاهتداء بأنواره فأطفأ نار الكافرين ، وأذلّ رقاب ملوك اليهود والنصارى والملحدين.

ولم يكلّفك أن تكون في تلك الأوقات من المجاهدين ، ولا تكلّفت خطرا ، ولا تحمّلت ضررا في استقامة هذا الدين ، وجاءتك العبادات في عافية ونعمة صافية ، ممّا كان فيه سيّد المرسلين ، وخواصّ عترته الطاهرين ، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين ، وممّا جاهد عليه ووصل إليه السلف من المسلمين.

فلا تنس المنّة عليك في سلامتك من تلك الأهوال وما ظفرت به من الآمال والإقبال ، وجرّ (١) بلسان الحال بنظرك ، واذكر بخاطرك القتلى ، الّذين سفكت دماؤهم

__________________

(١) جبّر ( خ ل ).

١٩١

في مصلحتك وهدايتك من أهل الكفر ومن أهل الإسلام ، حتّى ظفرت أنت بسعادتك ، وكم خرّب من بلاد عامرة ، وأهلك من أمم غابرة.

ثمّ اذكر إبراز الله جلّ جلاله إسراره بيوم العيد ، وأظهر لك أنواره بذلك الوقت السعيد ، من مخزون ما كان مستورا عن الأمم الماضية ، والقرون الخالية ، وجعلك أهلا أن تزور عظمته وحضرته فيه ، وتحدّثه بغير واسطة وتناجيه.

فهل كان هذا في حسنات نطفتك أو علقتك أو مضغتك؟ أو لمّا كنت جنينا ضعيفا؟ أو لمّا صرت رضيعا لطيفا؟ أو لمّا كنت ناشئا (١) صغيرا؟ أو هل وجدت لك في ذلك تدبيرا؟.

فكن رحمك الله عبدا مطيعا ومملوكا سميعا لذلك المالك السّالك بك في تلك المسالك ، الواقي لك من المهالك ، فوالله إنّه ليقبح بك مع سلامة عقلك ، وما وهب لك من فضله ، الّذي صرت تعتقده من فضلك أن تعمى أو تتعامى عن هذا الإحسان الخارق للألباب ، أو أن تشغل عنه ، أو تؤثر عليه شيئا من الأسباب؟

أقول : فاستقبل هداية الله جلّ جلاله إليك يوم عيده ، بتعظيمه وتمجيده ، والقيام بحقّ وعوده ، والخوف من وعيده ، وفرحك وسرورك بما في ذلك من المسارّ والمبارّ على قدر الواهب جلّ جلاله ، وعلى قدر ما كنت عليه من ذلّ التراب ، وعقبات النشأة الأولى وما كان فيها من الأخطار ، وتردّدك في الأصلاب والأرحام ألوفا كثيرة من الأعوام ، يسار بك في تلك المضايق على مركب السّلامة من العوائق ، حتّى وصلت إلى هذه المسافة ، وأنت مشمول بالرحمة والرأفة ، موصول بموائد الضّيافة ، آمنا من المخافة.

فالعجب كلّ العجب لك إن جهلت قدر المنّة عليك فيما تولاّه الله جلّ جلاله من الإحسان إليك ، فاشتغل بما يريد ، وقد كفاك كلّ هول شديد ، وهو جلّ جلاله كافيك ما قد بقي بذلك اللّطف والعطف الّذي أجراه على المماليك والعبيد.

__________________

(١) الناشئ : الغلام أو الجارية إذا جاوزا حدّ الصغر وشبّا.

١٩٢

فصل (٥)

فيما نذكره من الرواية بغسل يوم الأضحى

بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه رضوان الله جلّ جلاله عليه فيما ذكره من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال ما هذا لفظه :

وروى ابن المغيرة ، عن القاسم بن الوليد قال : سألته عن غسل الأضحى؟ قال :

واجب إلاّ بمنى (١).

ثمّ قال رحمه‌الله : وروي أنّ غسل الأضحى سنّة (٢).

أقول : إنّه إذا ورد لفظ الأمر بالوجوب لشيء يكون ظاهر العمل عليه أنّه مندوب ، فعسى يكون المراد بلفظ الواجب التأكيد للعمل عليه ، وإظهار تعظيمه على غيره من غسل مندوب من لم يبلغ تعظيمه إليه.

فصل (٦)

فيما نذكره ممّا يعتمد الإنسان في يوم الأضحى عليه بعد الغسل المشار إليه

وجدنا ذلك في بعض مصنّفات أصحابنا المهتمّين بالعبادات بنسخة عتيقة ، ذكر مصنّفها أنها مختصر من كتاب المنتخب ، فقال ما هذا لفظه :

العمل في يوم النحر ، تبكّر يوم النحر فتغتسل وتلبس أنظف ثوب لك ، وتقول عند ذلك :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، اللهُمَّ إِنّا نَسْتَفْتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ ، وَنَسْتَدْعِي الثَّوابَ بِمَنِّكَ ، فَاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي ، فَكَمْ يا إِلهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ كَشَفْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَكَمْ يا إِلهِي مِنْ دَعْوَةٍ قَدْ أَجَبْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَكَمْ يا إِلهِي مِنْ رَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَكَمْ يا إِلهِي مِنْ عَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ ،

__________________

(١) الفقيه ١ : ٣٢١ ، عنه الوسائل ٣ : ٣٣٠.

(٢) الفقيه ١ : ٣٢١ ، عنه الوسائل ٣ : ٣٣٠.

١٩٣

وَكَمْ يا إِلهِي مِنْ مِحْنَةٍ قَدْ أَزَلْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَكَمْ يا إِلهِي مِنْ حَلْقَةٍ (١) ضَيِّقَةٍ قَدْ فَكَكْتَها فَلَكَ الْحَمْدُ.

سُبْحانَكَ لَمْ تَزَلْ عالِماً كامِلاً ، أَوَّلاً آخِراً ، ظاهِراً باطِناً ، مَلِكاً عَظِيماً ، أَزَلِيّاً قَدِيماً ، عَزِيزاً حَكِيماً ، رَءُوفاً رَحِيماً ، جَواداً كَرِيماً ، سَمِيعاً بَصِيراً ، لَطِيفاً خَبِيراً ، عَلِيّاً كَبِيراً ، عَلِيماً قَدِيراً ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ وَأَنْتَ التوَّابُ الرَّحِيمُ.

اللهُمَّ إِنِّي اشْهِدُ بِحَقِيقَةِ إِيمانِي (٢) ، وَعَقْدِ عَزائِمِي (٣) وَإيقانِي ، وَحَقائِقَ ظُنُونِي وَمَجارِي سُيُولِ مَدامِعِي (٤) ، وَمَساغِ (٥) مَطْعَمِي ، وَلَذَّةِ مَشْرَبِي ، وَمَشامِّي (٦) وَلَفْظِي ، وَقِيامِي وَقُعُودِي ، وَمَنامِي ، وَرُكُوعِي وَسُجُودِي ، وَبَشَرِي وَعَصَبِي وَقَصَبِي (٧) ، وَلَحْمِي وَدَمِي ، وَمُخِّي وَعِظامِي ، وَمَا احْتَوَتْ عَلَيْهِ شَراسِيفُ (٨) أَضْلاعِي وَما أَطْبَقَتْ عَلَيْهِ (٩) شَفَتايَ ، وَما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ مِنْ قَدَمَيَّ ، أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً ، لَمْ تَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ.

وَكَيْفَ لا اشْهَدُ لَكَ بِذلِكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَأَنْتَ خَلَقْتَنِي بَشَراً سَوِيّاً (١٠) ، وَلَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً ، وَكُنْتَ يا مَوْلايَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً وَرَبَّيْتَنِي طِفْلاً صَغِيراً ، وَهَدَيْتَنِي لِلِاسْلامِ كَبِيراً ، وَلَوْ لا رَحْمَتُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْهالِكِينَ ، نَعَمْ فَلا إِلهَ

__________________

(١) الحلقة : الضيقة : استعيرت للضيق الشديد اللازم.

(٢) بحقيقة إيماني : أي بما حقّ وثبت بها إيماني من العقائد الحقة.

(٣) عقد عزائمي : ما عقدت عليه قلبي.

(٤) المدامع : المآفي ، وهي أطراف العين.

(٥) ساغ الشراب : سهل مدخله في الحلق.

(٦) المشام : آلة الشم أو مكانه.

(٧) القصب : العظام المجوفة.

(٨) الشرسوف : غضروف معلق بكل ضلع أو مقط الضلع.

(٩) أطبقت الشيء على الشيء : غطّيته به.

(١٠) بشرا سويّا : مستوي الأعضاء حسن الخلق.

١٩٤

إِلاَّ اللهُ كَلِمَةُ حَقٍّ مَنْ قالَها سَعِدَ وَعَزَّ ، وَمَنِ اسْتَكْبَرَ عَنْها شَقِيَ وَذَلَّ ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كَلِمَةٌ خَفِيفَةٌ عَلَى اللِّسانِ ، ثَقِيلَةٌ فِي الْمِيزانِ ، بِها رِضَى الرَّحْمنِ ، وَسَخَطُ الشَّيْطانِ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ أَضْعافَ ما حَمِدَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَكَما يُحِبُّ رَبُّنا ، اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، وَيَرْضَى أَنْ يُسَبِّحَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ وَعِظَمِ رُبُوبِيَّتِهِ وَمِدادِ كَلِماتِهِ ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ.

وَسُبْحانَ اللهِ أَضْعافَ ما سَبَّحَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَكَما يُحِبُّ رَبُّنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ، وَيَرْضى أَنْ يُسَبِّحَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ وَعِظَمِ رُبُوبِيَّتِهِ وَمِدادِ كَلِماتِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ.

وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ، أضْعافَ ما هَلَّلَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ وَكَما يُحِبُّ رَبُّنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَيَرْضى أَنْ يُهَلَّلْ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ وَعِظَمِ رُبُوبِيَّتِهِ وَمِدادِ كَلِماتِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ.

وَاللهُ أَكْبَرُ أَضْعافَ ما كَبَّرُهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَكَما يُحِبُّ رَبُّنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَيَرْضى أَنْ يُكَبَّرَ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ وَعِظَمِ رُبُوبِيَّتِهِ وَمِدادِ كَلِماتِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ.

وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ غَفَّارُ الذُّنُوبِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ أَضْعافَ مَا اسْتَغْفَرَهُ جَمِيعُ خَلْقِهِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالاخِرِينَ ، وَكَما يُحِبُّ رَبُّنَا اللهُ لا إِلهَ هُوَ وَيَرْضى أَنْ يَسْتَغْفِرَ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ وَعِظَمِ رَبُوبِيَّتِهِ وَمِدادِ كَلِماتِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ.

اللهُمَّ يا اللهُ يا رَبِّ ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، يا مَلِكُ يا قُدُّوسُ ، يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ ، يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ ، يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا كَبِيرُ يا خالِقُ ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ ، يا حَكِيمُ يا خَبِيرُ ، يا سَمِيعُ يا بَصِيرُ ، يا عالِمُ يا عَلِيمُ ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ ، يا حَلِيمُ يا قَدِيمُ ، يا غَنِيُّ.

١٩٥

يا عَظِيمُ يا مُتَعالِي ، يا عالِي يا مُحِيطُ ، يا رَءُوفُ (١) يا غَفُورُ (٢) يا وَدُودُ (٣) ، يا شَكُورُ يا جَلِيلُ ، يا جَمِيلُ ، يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ ، يا مُبْدِئُ يا مُعِيدُ ، يا فَعَّالاً لِما يُرِيدُ يا باعِثُ يا وارِثُ (٤) يا قَدِيرُ يا مُقْتَدِرُ ، يا صَمَدُ يا قاهِرُ يا تَوَّابُ يا بارُّ ، يا قَوِيُّ يا بَدِيعُ ، يا وَكِيلُ يا كَفِيلُ.

يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ ، يا أَوَّلُ يا رازِقُ يا مُنِيرُ ، يا وَلِيُّ يا هادِي ، يا ناصِرُ يا واسِعُ ، يا مُحْيِي يا مُمِيتُ ، يا قابِضُ يا باسِطُ ، يا قائِمُ يا شَهِيدُ يا رَقِيبُ يا حَبِيبُ يا مالِكُ يا نُورُ ، يا رَفِيعُ يا مَوْلى ، يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا أَوَّلُ يا آخِرُ ، يا طاهِرُ يا مُطَهِّرُ ، يا لَطِيفُ يا حَفِيُ (٥) ، يا خالِقُ يا مَلِيكُ ، يا فَتّاحُ يا عَلاّمُ ، يا شاكِرُ يا أَحَدُ ، يا غَفَّارُ.

يا ذَا الطَّوْلِ يا ذَا الْحَوْلِ ، يا مُعِينُ يا ذَا الْعَرْشِ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا مُسْتَعانُ يا غالِبُ يا مُغِيثُ يا مَحْمُودُ يا مَعْبُودُ ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا فَرْدُ ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ ، يا قَدِيمَ الإِحْسانِ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ وَبِحَقِّ أَسْمائِكَ كُلِّها ، ما عَلِمْتُ مِنْها وَما لَمْ أَعْلَمْ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ الْأَخْيارِ الطَّاهِرِينَ الْأَبْرارِ ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ غَمٍّ وَهَمٍّ وَكَرْبٍ وَضُرٍّ وَضِيقٍ أَنَا فِيهِ ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي أَبَداً ما أَحْيَيْتَنِي ، وَتُبَلِّغَنِي أَمَلِي سَرِيعاً عاجِلاً.

وَتَكْبِتَ أَعْدائِي (٦) وَحُسَّادِي ، وَذَوِي التَّعَزُّزِ عَلَيَّ ، وَالظُّلْمِ لِي وَالتَّعَدِّي عَلَيَّ ، وَتَنْصُرَنِي عَلَيْهِمْ ، بِرَحْمَتِكَ وَتَكْفِيَنِي أَمْرَهُمْ بِعِزَّتِكَ ، وَتَجْعَلَنِي الظّاهِرَ عَلَيْهِمْ بِقُدْرَتِكَ وَغالِبِ مَشِيَّتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى

__________________

(١) الرءوف : الرحيم بعباده العطوف عليهم بألطافه ، والرأفة أدق من الرحمة.

(٢) الغفر : التغطية ، والغفور بمعنى الساتر للذنوب والعيوب.

(٣) الودود : فعول بمعنى الفاعل أي يحبّ عباده الصالحين ، أو بمعنى المفعول أي محبوب في قلوبهم.

(٤) الوارث : هو الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم.

(٥) الحفيّ : المبالغ في الإكرام والبر وإظهار السرور.

(٦) كبت الله العدو : أهلكه وأذلّه.

١٩٦

اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ (١) خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (٢).

وتقول إذا خرجت من منزلك تريد المصلّى :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا انْ هَدينا اللهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبَّنا بِالْحَقِّ.

اللهُمَّ يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ يا كهيعص ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ ، يا مُدَبِّرَ الأُمُورِ ، يا اللهُ يا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ ، وَيا آخِرَ الاخِرِينَ ، وَيا وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، يا جَوادُ يا كَرِيمُ ، يا سَمِيعُ يا عَلِيمُ.

اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُزِيلُ النِّعَمَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَأْخُذُ بِالْكَظَمِ (٣) ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُحِلُّ السَّقَمَ ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ (٤) ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاءَ ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ الشِّقاءَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ ، [ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجاءَ ] (٥).

وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الْغِطاءَ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُمْسِكَ غَيْثَ السَّماءِ ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُكَدِّرُ الصَّفاءَ (٦) ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي أَتَيْتُها تَعَمُّداً اوْ خَطَأَ ، انَّكَ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ كَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِ رَبِّنا وَعِزِّ جَلالِهِ.

اللهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ يا ذَا الْجَلالِ

__________________

(١) صلّى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله والصالحون من عباده على محمد ( خ ل ).

(٢) عنه البحار ٩٨ : ٢٩٥ ، ٩١ : ٤٧.

(٣) يقال : أخذ بكظمه أي كربه وغمّه.

(٤) الهتك : خرق الستر ، والعصم جمع العصمة ، وهي ما يعتصم به.

(٥) من البحار.

(٦) الصفا ـ بالقصر ـ جمع الصفاة ، وهي الصخرة الملساء.

١٩٧

وَالإِكْرامِ ، انِّي اعْهَدُ الَيْكَ فِي هذِهِ الْحَياةِ الدُّنْيا ، وَاشْهِدُكَ انِّي اشْهَدُ انْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ الْمُلْكُ وَلَكَ الْحَمْدُ وَانْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَاشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، وَاشْهَدُ انَّ وَعْدَكَ حَقٌّ ، وَانَّ لِقاءَكَ حَقٌّ ، وَانَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ، وَانَّكَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ.

وَاشْهَدُ (١) انَّكَ انْ تَكِلْنِي الى نَفْسِي تَكِلْنِي الى ضَيْعَةٍ وَعَوْرَةٍ (٢) وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ ، وَانِّي لا أَثِقُ الاَّ بِرَحْمَتِكَ ، فَاجْعَلْ لِي عِنْدَكَ عَهْداً تُؤَدِّيهِ إِلَيَّ يَوْمَ أَلْقاكَ انَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ، وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها صَغِيرَها وَكَبِيرَها ، انَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ الاَّ انْتَ ، وَتُبْ عَلَيَّ انَّكَ انْتَ التَّوَّاب الرَّحِيمُ.

وتقول وأنت في الطريق :

بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ (٣) ، اللهُ اكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ (٤) وَانّا الى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ.

بِسْمِ اللهِ مَخْرَجِي ، وَبِاذْنِهِ خَرَجْتُ ، وَمَرْضاتَهُ اتَّبَعْتُ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَإِلَيْهِ فَوَّضْتُ امْرِي وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الإِلهِ الاكْبَرِ ، تَوَكُّلَ مُفَوِّضٍ إِلَيْهِ.

اللهُمَّ يا اللهُ يا رَحْمانُ ، يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ ، يا احَدُ يا صَمَدُ ، يا فَرْدُ يا رَحِيمُ يا وِتْرُ (٥) ، يا سَمِيعُ يا عَلِيمُ ، يا عالِمُ يا كَبِيرُ يا مُتَكَبِّرُ ، يا جَلِيلُ يا جَمِيلُ ، يا حَلِيمُ

__________________

(١) عوزة ( خ ل ) ، أقول : العورة : كلّ ما يستحي منه وكل حال يتخوف منه ، عوز الرجل : افتقر.

(٢) أشهدك ( خ ل ).

(٣) زيادة : لا إله إلاّ الله والله أكبر ( خ ل ).

(٤) مقرنين : مطيقين.

(٥) الوتر : الفرد.

١٩٨

يا كَرِيمُ ، يا قَوِيُّ يا وَفِيُّ ، يا عَزِيزُ يا مُكَوِّنُ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ (١) ، يا عَزِيزُ يا جَبّارُ.

يا قَدِيمُ يا مُتَعالي ، يا مُعِينُ يا تَوَّابُ يا وَهّابُ يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ يا مَعْبُودُ ، يا مَوْجُودُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا طاهِرُ يا مُطَهِّرُ ، يا مَكْنُونُ يا مَخْزُونُ ، يا أَوَّلُ يا آخِرُ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا شامِخُ ، يا واسِعُ يا سَلامُ يا رَفِيعُ يا مُرْتَفِعُ يا نُورُ.

يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا ذَا الْعِزَّةِ وَالسُّلْطانِ ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ انَا فِيهِ ، وَتَقْضِيَ جَمِيعَ حَوائِجِي وَتُبَلِّغَنِي غايَةَ أَمَلِي ، وَتَكْبِتَ (٢) أَعْدائِي وَحُسّادِي ، وَتَكْفِيَنِي امْرَ كُلِّ مُؤْذٍ لِي سَرِيعاً عاجِلاً ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

فإذا دخلت إلى المصلّى وجلست في الموضع الّذي تصلّي فيه ، تقول :

اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، اللهُ اكْبَرُ (٣) وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، يا واسِعُ لا يَضِيقُ ، وَيا حَسَناً عائِدَتُهُ ، يا مُلْبِساً فَضْلَ رَحْمَتِهِ ، يا مُهاباً لِشِدَّةِ سُلْطانِهِ ، يا راحِماً بِكُلِّ مَكانٍ ، ضَرِيرٌ (٤) أَصابَهُ الضُّرُّ ، فَخَرَجَ الَيْكَ مُسْتَغِيثاً بِكَ هائِباً (٥) لَكَ ، يَقُولُ : رَبِّ عَمِلْتُ سُوءً وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَلِمَغْفِرَتِكَ خَرَجْتُ الَيْكَ.

اسْتَجِيرُ بِكَ فِي خُرُوجِي مِمّا أَخافُ وَاحْذَرُ ، وَبِعِزِّ جَلالِكَ اسْتَجِيرُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَسَمَّيْتَ بِهِ ، وَجَعَلْتَهُ مَعَ قُوَّتِكَ ، وَمَعَ قُدْرَتِكَ ، وَمَعَ سُلْطانِكَ ، وَصَيَّرْتَهُ فِي قَبْضَتِكَ ، وَنَوَّرْتَهُ بِكَلِماتِكَ ، وَالْبَسْتَهُ وَقارَها مِنْكَ.

__________________

(١) المهيمن : الرقيب ، الشاهد.

(٢) كبت الله عدوه : أهلكه وذلّله.

(٣) لا إله إلاّ الله والله أكبر ( خ ل ).

(٤) الضرير : من أصابه الضر وسوء الحال.

(٥) هابه : خافه واتقاه وحذره.

١٩٩

يا اللهُ ، اطْلُبُهُ الَيْكَ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تَمْحُوَ (١) عَنِّي كُلَّ كَبِيرَةٍ أَتَيْتُها ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ ارْتَكَبْتُها ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ اكْتَسَبْتُها ، وَكُلَّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ ، وَمَخُوفٍ وَمَحْذُورٍ ارْهَبُ ، وَكُلَّ ضِيقٍ انَا فِيهِ.

فَانِّي بِكَ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فِيهِ تَفْسِيرُ الأُمُورِ كُلِّها ، هذا اعْتِرافِي فَلا تَخْذُلْنِي ، وَهَبْ لِي عافِيَةً شامِلَةَ كافِيَةً ، وَنَجِّنِي مِنْ كُلِّ امْرٍ عَظِيمٍ وَمَكْرُوهٍ جَسِيمٍ ، هَلَكْتُ فَتَلافَنِي (٢) بِحَقِّ حُقُوقِكَ كُلِّها ، يا كَرِيمُ يا رَبِّ بِحُبِّي (٣) مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَبْدِكَ ، شَدِيدٌ حَياؤُهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ لِرَحْمَتِكَ ، لِاصْرارِهِ عَلى ما نَهَيْتَهُ عَنْهُ مِنَ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ.

ما اتَيْتُ بِهِ لا يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ ، قَدْ شَمِتَ بِي فِيهِ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ ، وَاسْلَمَنِي فِيهِ الْعَدُوُّ وَالْحَبِيبُ ، وَالْقَيْتُ بِيَدِي الَيْكَ ، طَمَعاً لأَمْرٍ واحِدٍ وَطَمَعِي ذلِكَ فِي رَحْمَتِكَ ، فَارْحَمْنِي يا ذَا الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ ، وَتَلافَنِي بِالْمَغْفِرَةِ مِنَ الذُّنُوبِ.

انِّي أَسْأَلُكَ بِعِزِّ ذلِكَ الاسْمِ الَّذِي مَلَأَ كُلَّ شَيْءٍ دُونَكَ انْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تَرْحَمَنِي بِاسْتِجارَتِي بِكَ الَيْكَ ، بِاسْمِكَ هذا يا رَحِيمُ ، اتَيْتُ هذا الْمُصَلّى تائِباً مِمَّا اقْتَرَفْتُ (٤) ، فَاغْفِرْ لِي تَبِعَتَهُ ، وَعافِنِي مِنْ أَتْباعِهِ بَعْدَ مَقامِي ، يا كَرِيمُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ يا مَحَلَّ كُنُوزِ اهْلِ الْغِنى ، وَيا مُغْنِي اهْلِ الْفاقَةِ بِسَعَةِ تِلْكَ الْكُنُوزِ بِالْعِيادَةِ عَلَيْهِمْ وَالنَّظَرِ لَهُمْ ، يا اللهُ لا يُسَمّى غَيْرُكَ إِلهاً ، إِنَّما الالِهَةُ كُلُّها مَعْبُودَةُ بِالْفِرْيَةِ (٥) عَلَيْكَ وَالْكِذْبِ ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ يا سادَّ الْفُقَراءِ يا كاشِفَ الضُّرِّ ، يا جابِرَ الْكَسِيرِ ، يا عالِمَ السَّرائِرِ وَالضَّمائِرِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْ هَرَبِي الَيْكَ مِنْ فَقْرِي.

__________________

(١) تمحق ( خ ل ).

(٢) في الموضعين : فتلافني ، أقول : تلافيته : تداركته.

(٣) بحق ( خ ل ).

(٤) الاقتراف : الاكتساب.

(٥) الفرية : الكذب واختلاقه.

٢٠٠