الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْحالِّ فِي غِناكَ ، الَّذِي لا يَفْتَقِرُ ذاكِرُهُ ابَداً ، انْ تُعِيذَنِي مِنْ لُزُومِ فَقْرٍ أَنْسى بِهِ الدِّينَ ، اوْ بِسُوءِ غِنىً افْتَتِنُ بِهِ عَنِ الطّاعَةِ ، بِحَقِّ نُورِ أَسْمائِكَ كُلِّها ، اطْلُبُ الَيْكَ مِنْ رِزْقِكَ ما تُوَسِّعُ بِهِ عَلَيَّ ، وَتَكُفُّنِي بِهِ عَنْ مَعاصِيكَ وَتَعْصِمُنِي بِهِ فِي دِينِي ، لا أَجِدُ لِي غَيْرُكَ.

مَقادِيرُ الأَرْزاقِ عِنْدَكَ ، فَانْفَعْنِي مِنْ قُدْرَتِكَ بِي فِيها بِما يَنْزِعُ ما نَزَلَ بِي مِنَ الْفَقْرِ ، يا غَنِيُّ يا قَوِيُّ يا مَتِينُ ، يا مُمْتَنِناً عَلى اهْلِ الصَّبْرِ بِالدَّعَةِ (١) الَّتِي أَدْخَلْتَها عَلَيْهِمْ بِطاعَتِكَ ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ ، وَقَدْ فَدَحَتْنِي (٢) الْمِحَنُ وَافْنَتْنِي وَاعْيَتْنِي (٣) الْمَسالِكُ لِلرُّوحِ مِنْها ، وَاضْطَرَّنِي الَيْكَ الطَّمَعُ فِيها مَعَ حُسْنِ الرَّجاءِ لَكَ فِيها.

فَهَرِبْتُ بِنَفْسِي الَيْكَ ، وَانْقَطَعتُ الَيْكَ بِضُرِّي ، وَرَجَوْتُكَ لِدُعائِي ، انْتَ مالِكِي فَاغْنِنِي ، وَاجْبُرْ مُصِيبَتِي بِجَلاءِ كَرْبِها ، وَإِدْخالِكَ الصَّبْرَ عَلَيَّ فِيها ، فَإِنَّكَ انْ حُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ ما انَا فِيهِ هَلَكْتُ وَلا صَبْرَ لِي ، يا ذَا الاسْمِ الْجامِعِ الَّذِي فِيهِ عِظَمُ الشُّئُونِ كُلِّها ، بِحَقِّكَ يا سَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاغْنِنِي بِأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يا كَرِيمُ (٤).

فصل (٧)

فيما نذكره من صفة صلاة العيد يوم الأضحى

اعلم انّنا قدّمنا في صفة صلاة عيد الفطر رواية تتضمّن دعاء واحدا للتّكبيرات ، وقد وجدنا عدّة روايات فيها لكلّ تكبيرة من صلاة العيد دعاء جديد ، فاخترنا لله جلّ جلاله ان نذكر هاهنا رواية منها ليكون لكلّ عيد صلاة منفردة ، استظهارا للظّفر

__________________

(١) الدعة : الخفض.

(٢) فدحه الأمر أو الدين : أثقله وبهظه.

(٣) اعفتني ( خ ل ) ، أقول : أعيتني المسالك : أي حيّرتني وملّتني الطرق التي سلكتها للروح من المحن فلم يتسيّر لي ذلك.

(٤) عنه البحار ٩١ : ٥٠ ـ ٥٣.

٢٠١

بالفضل عنها ، فنقول :

أخبرنا جماعة قد ذكرنا أسمائهم في الجزء الأول من المهمّات ، بطرقهم المرضيّات الى مشايخ المعظمين محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله وجعفر بن قولويه وأبي جعفر الطوسي وغيرهم ، بإسنادهم جميعا إلى سعد بن عبد الله من كتاب فضل الدعاء ، المتّفق على ثقته وفضله وعدالته ، بإسناده فيه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال : صلاة العيدين : تكبّر فيها اثنتي عشرة تكبيرة ، سبع تكبيرات في الأولى ، وخمس تكبيرات في الثانية ، تكبّر باستفتاح الصلاة ، ثم تقرء الحمد وسورة « سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلى » ، ثم تكبير فتقول :

اللهُ اكْبَرُ ، اهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ ، وَالْجَلالِ وَالْقُدْرَةِ ، وَالسُّلْطانِ وَالْعِزَّةِ ، وَالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، اللهُ اكْبَرُ ، أَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبَدِيعُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُنْتَهاهُ ، وَعالِمُ كُلِّ شَيْءٍ وَمُنْتَهاهُ.

اللهُ اكْبَرُ مُدَبِّرُ الأُمُورِ ، باعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، قابِلُ الأَعْمالِ ، مُبْدِئُ الْخَفِيَّاتِ ، مُعْلِنُ السَّرائِرِ ، وَمَصِيرُ كُلِّ شَيْءٍ وَمَرَدُّهُ إِلَيْهِ ، اللهُ اكْبَرُ ، عَظِيمُ الْمَلَكُوتِ ، شَدِيدُ الْجَبَرُوتِ ، حَيٌّ لا يَمُوتُ ، اللهُ اكْبَرُ ، دائِمٌ لا يَزُولُ ، فَاذا قَضَى امْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

ثمّ تكبر وتركع وتسجد سجدتين ، فذلك سبع تكبيرات : أوّلها استفتاح الصّلاة وآخرها تكبيرة الركوع ، وتقول في ركوعك :

خَشَعَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي ، وَشَعْرِي وَبَشَرِي ، وَما أَقَلَّتِ الْأَرْضُ (١) مِنِّي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، سُبْحانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ـ ثلاث مرات.

فإن أحببت أن تزيد فزد ما شئت ، ثمّ ترفع رأسك من الركوع ، وتعتدل وتقيم صلبك وتقول :

الْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَالْحَوْلُ وَالْعَظَمَةُ ، وَالْقُوَّةُ وَالْعِزَّةُ ، وَالسُّلْطانُ وَالْمُلْكُ ،

__________________

(١) أقلّت الأرض : حملته من جوارحي واعضائي.

٢٠٢

وَالْجَبَرُوتُ وَالْكِبْرِياءُ ، وَما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ.

ثم تسجد وتقول في سجودك :

سَجَدَ وَجْهِيَ الْبالِي ، الْفانِي الْخاطِئُ الْمُذْنِبُ ، لِوَجْهِكَ الْباقِي الدَّائِمِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، غَيْرَ مُسْتَنْكِفٍ وَلا مُسْتَحْسِرٍ (١) وَلا مُسْتَعْظِمٍ وَلا مُتَجَبِّرٍ ، بَلْ بائِسٌ فَقِيرٌ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ عَبْدٌ ذَلِيلٌ مُهِينٌ (٢) حَقِيرٌ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ الَيْكَ.

ثم تسبّح وترفع رأسك وتقول :

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ ، وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ وَالأَئِمَّةِ ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي ، وَلا تَقْطَعْ بِي (٣) عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَفِي زُمْرَتِهِمْ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ ، آمِينَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ.

ثمّ تسجد الثانية وتقول مثل الّذي قلت في الأولى ، فإذا نهضت في الثانية ، تقول :

بَرِئْتُ الَى اللهِ مِنَ الْحَوْلِ وَالْقُوَّةِ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ.

ثم تقرأ فاتحة الكتاب وسورة « وَالشَّمْسِ وَضُحيها » ، ثمّ تكبر وتقول :

اللهُ اكْبَرُ خَشَعَتْ (٤) لَكَ يا رَبِّ الأَصْواتُ ، وَعَنَتْ لَكَ الْوُجُوهُ ، وَحارَتْ مِنْ دُونِكَ الأَبْصارُ ، اللهُ اكْبَرُ كَلَّتِ الالْسُنُ عَنْ صِفَةِ عَظَمَتِكَ ، وَالنَّواصِي كُلُّها بِيَدِكَ ، وَمَقادِيرُ الأُمُورِ كُلُّها الَيْكَ ، لا يَقْضِي فِيها غَيْرُكَ ، وَلا يَتِمُّ مِنْها شَيْءٌ دُونَكَ (٥).

( اللهُ اكْبَرُ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُكَ (٦) ، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ عِزُّكَ ، وَنَفَذَ فِي

__________________

(١) حسر : أعيا وتعب.

(٢) المهين : الحقير والضعيف.

(٣) في القاموس : قطع بزيد فهو مقطوع به ، عجز عن سفره بأي سبب كان ، أوصل بينه وبين ما يؤمله.

(٤) الخشوع في الصوت والبصر كالخضوع في البدن.

(٥) أي لا تصير تماما الاّ بمشيّتك.

(٦) في الفقيه : حفظك.

٢٠٣

كُلِّ شَيْءٍ امْرُكَ ، وَقائِمُ كُلِّ شَيْءٍ بِكَ ) (١) ، اللهُ اكْبَرُ ، تَواضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِعَظَمَتِكَ ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِكَ ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ ، وَخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ ، اللهُ اكْبَرُ.

ثم تكبّر وتقول وأنت راكع مثل ما قلت في ركوعك الأوّل ، وكذلك في السجود ما قلت في الرّكعة الأولى ، ثمّ تتشهّد بما تتشهّد به في سائر الصّلوات ، فإذا فرغت دعوت بما أجبت للدّين والدنيا (٢).

أقول : ومن غير هذه الرواية : فإذا فرغت من صلاة عيد الأضحى فادع بهذا الدعاء :

اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، اللهُ اكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ لا نَعْبُدُ إِلاَّ إِيّاهُ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣).

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ آبائِنا الْأَوَّلِينَ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ ، انْجَزَ وَعْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ [ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ (٤) ، وَهَزَمَ الأَحْزابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

سُبْحانَ اللهِ كُلَّما سَبَّحَ اللهُ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ انْ يُسَبَّحَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، وَاللهُ اكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللهَ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ انْ يُكَبِّرَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللهَ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ انْ يُحْمَدَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ.

وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ كُلَّما هَلَّلَ اللهَ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ انْ يُهَلَّلَ وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَدَدَ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ، وَعَدَدَ كُلِّ نِعْمَةٍ انْعَمَهَا اللهُ عَلَيَّ ، وَعَلى احَدٍ مِنْ خَلْقِهِ ، مِمَّنْ كانَ اوْ يَكُونُ

__________________

(١) ليس في بعض النسخ.

(٢) عنه البحار ٩١ : ٦٠ ـ ٦٢ ، رواه في الفقيه ١ : ٥١٢ ، ٥٢٣.

(٣) الكافرون ( خ ل ).

(٤) من البحار.

٢٠٤

الى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

أُعِيذُ نَفْسِي وَدِينِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَجَسَدِي وَجَمِيعَ جَوارِحِي ، وَما أَقَلَّتِ الارْضُ مِنِّي ، وَاهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي وَجَمِيعَ جَوارِحِي ، وَمَنْ تَشْمُلُهُ عِنايَتِي (١) ، وَجَمِيعَ ما رَزَقْتَنِي يا رَبِّ وَكُلَّ مَنْ يَعْنِينِي امْرُهُ ، بِاللهِ الَّذِي لا إِلهَ الاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ. لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الارْضِ ، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدُهُ الاّ بِاذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ ايْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ ، وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ ، الاّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالارْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً. قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً. وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِراتِ زَجْراً. فَالتَّالِياتِ ذِكْراً. إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ. رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ. إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ. لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ دُحُوراً (٢) وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (٣) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ. فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطارِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا (٤) لا تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطانٍ (٥). فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ

__________________

(١) عنايتي : اعتنائي واهتمامي بأمره.

(٢) دحره : منعه.

(٣) الواصب : الدائم.

(٤) فانفذوا : فاخرجوا.

(٥) بسلطان : بقوة وقهر.

٢٠٥

يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ (١) مِنْ نارٍ وَنُحاسٌ (٢) فَلا تَنْتَصِرانِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ.

لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ. وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ. هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ.

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

اللهُمَّ انَّكَ تَرى وَلا تُرى ، وَانْتَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى ، وَانَّ الَيْكَ (٣) الرُّجْعى (٤) وَالْمُنْتَهى ، وَلَكَ الاخِرَةُ وَالأُولى ، اللهُمَّ انّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ انْ نَذِلَ (٥) اوْ نَخْزى (٦) ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَآلِهِ ، بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَما وَلَدا وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ، الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ وَالاهْلِ وَالْقَراباتِ.

اسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لا إِلهَ الاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، لِجَمِيعِ ظُلْمِي وَجُرْمِي

__________________

(١) الشواظ : لهب لادخان فيه.

(٢) النحاس : الدخان أو الصفر المذاب يصبّ على رءوسهم.

(٣) وإليك ( خ ل ).

(٤) الرجعي : الرجوع ، أي إليك رجوع الخلائق للجزاء والحساب.

(٥) نعوذ بك ان نذل ( خ ل ).

(٦) الخزي : الذل والهوان.

٢٠٦

وَذُنُوبِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، اللهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً ، وَفِي سَمْعِي نُوراً ، وَفِي بَصَرِي نُوراً ، وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ نُوراً ، وَمِنْ خَلْفِي نُوراً ، وَمِنْ فَوْقِي نُوراً ، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً وَاعْظِمْ لِيَ النُّورَ ، وَاجْعَلْ لِي نُوراً امْشِي بِهِ فِي النّاسِ وَلا تَحْرِمْنِي نُورَكَ (١) يَوْمَ أَلْقاكَ.

إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ. لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلاً. سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ.

رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ. رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا. رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ. رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

سُبْحانَ رَبِّ الصَّباحِ الصّالِحِ ، فالِقِ الإِصْباحِ (٢) ، وَجاعِلِ اللَّيْلِ سَكَناً وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْباناً (٣) ، اللهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذا صَلاحاً وَاوْسَطَهُ فَلاحاً وَآخِرَهُ نَجاحاً ، اللهُمَّ مَنْ اصْبَحَ وَحاجَتُهُ الى مَخْلُوقٍ وَطَلِبَتُهُ (٤) إِلَيْهِ ، فَإِنَّ حاجَتِي وَطَلِبَتِي الَيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ.

اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

__________________

(١) من نورك ( خ ل ).

(٢) فالق الإصباح : شاق عمود الصبح عن ظلمة الليل أو عن بياض النهار ، أو شاق ظلمة الإصباح وهو الغبش الذي يليه.

(٣) حسبانا : على أدوار مختلفة تحسب بها الأوقات.

(٤) الطلبة : ما طلبته من شيء.

٢٠٧

لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ. اللهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ. مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ. وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ. وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ. وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ. مَلِكِ النَّاسِ. إِلهِ النَّاسِ. مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ. الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ. مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ. وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي إِذا دُعِيتَ بِها عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ (١) لِلْفَتْحِ انْفَتَحَتْ ، وَاسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي إِذا دُعِيتَ بِها عَلى مَضائِقِ الأَرضِينَ لِلْفَرْجِ انْفَرَجَتْ ، وَاسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي إِذا دُعِيتَ بِها عَلَى الْبَأْساءِ وَالضَّراءِ لِلْكَشْفِ انْكَشَفَتْ (٢) ، وَاسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي إِذا دُعِيتَ بِها عَلى أَبْوابِ الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ.

وَاسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي إِذا دُعِيتَ بِها عَلَى الأَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تُعَرِّفَنِي بَرَكَةَ هذا الْيَوْمِ وَيُمْنَهُ ، وَتَرْزُقَنِي خَيْرَهُ وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّهُ ، وَتَكْتُبَنِي فِيهِ مِنْ خِيارِ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ ،

__________________

(١) في البحار : السماوات.

(٢) تكشّفت ( خ ل ).

٢٠٨

الْمَبْرُورِ حَجُّهُمْ ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ ، الْمُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ ، وَانْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي ، وَتُؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي ، وَتَكْشِفَ [ عَنِّي ] (١) ضُرِّي ، وَتُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي ، وَتُبَلِّغَنِي أَمَلِي وَتُعْطِيَنِي سُؤْلِي وَمَسْأَلَتِي ، وَتَزِيدَنِي فَوْقَ رَغْبَتِي ، وَتُوصِلَنِي الَى بُغْيَتِي سَرِيعاً عاجِلاً ، وَتُخَيِّرَ لِي وَتَخْتارَ لِي ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ اسْمِي فِي هذا الْيَوْمِ فِي السُّعَداءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً ، وَهَبْ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيماناً يُذْهِبُ بِالشَّكِّ عَنِّي ، وَآتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي عَذابَ النّارِ (٢).

وتدعو أيضا في يوم عيد الأضحى فتقول :

اللهُ اكْبَرُ ، اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ ، اللهُمَّ رَبَّنا لَكَ الْحَمْدُ كَما يَنْبَغِي لِعِزِّ سُلْطانِكَ وَجَلالِ وَجْهِكَ ، لا إِلهَ إِلاّ انْتَ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ ، وَسُبْحانَ اللهِ رَبِّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ إِلهاً واحِداً لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ (٣) مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَجَدِّكَ (٤) الأَعْلى ، وَبِكَلِماتِكَ التّامّاتِ الَّتِي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلا فاجِرٌ.

__________________

(١) من البحار.

(٢) عنه البحار ٩١ : ٦٣ ـ ٦٧.

(٣) بمعاقد العز من عرشك : أي بالخصال التي استحقّ بها العرش العزّ وبمواضع انعقادها منه.

(٤) الجدّ ، هنا بمعنى العظمة والغناء.

٢٠٩

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، الَّذِي لا إِلهَ الاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ، ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ، الْفَعّالُ لِما يُرِيدُ ، الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لا يَمُوتُ ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ.

تَبارَكْتَ (١) وَتَعالَيْتَ خالِقُ ما يُرى وَما لا يُرى ، فَإِنَّكَ بَدِيعٌ لَمْ يَكُنْ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَسَمِيعٌ لَمْ يَكُنْ دُونَكَ شَيْءٌ ، وَرَفِيعٌ لَمْ يَكُنْ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ ، وَبِاسْمِكَ التّامِّ النُّورِ ، وَبِاسْمِكَ الطُّهْرِ الطّاهِرِ.

وَبِاسْمِكَ الَّذِي إِذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ ، وَإِذا دُعِيتَ بِهِ اجَبْتَ ، وَإِذا سُمِّيتَ بِهِ رَضِيتَ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْ تَرْحَمَنِي وَتَرْحَمَ والِدَيَّ وَما وَلَدا ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ، وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ (٢) ، وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذّاكِراتِ ، وَانْ تُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي وَضِيقَ صَدْرِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي ، وَتُؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي ، وَتُوصِلَنِي الى بُغْيَتِي (٣) ، وَتُسَهِّلَ لِي مِحْنَتِي (٤) ، وَتُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي سَرِيعاً عاجِلاً ، انَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

اللهُمَّ اشْرَحْ (٥) صَدْرِي لِلِاسْلامِ ، وَزَيِّنِّي بِالإِيمانِ ، وَالْبِسْنِي التَّقْوى ، وَقِنِي عَذابَ النَّارِ ، اللهُمَّ رَبَّ النُّجُومِ السّائِرَةِ ، وَرَبَّ الْبِحارِ الْجارِيَةِ ، وَرَبَّ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، مالِكَ (٦) الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

رَحْمانَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما ، تُعْطِي مِنْهُما ما تَشاءُ وَتَمْنَعُ مِنْهُما ما تَشاءُ ، اقْضِ عَنِّي دَيْنِي ، وَفَرِّجْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَبَلاءٍ ، انَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ،

__________________

(١) تباركت : تكاثر خيرك ، من البركة ، وهي كثرة الخير.

(٢) القنوت : الطاعة ، والدعاء المخصوص في الصلاة.

(٣) البغية : الحاجة.

(٤) محبتي ( خ ل ).

(٥) الشرح : الفتح والكشف.

(٦) ومالك ( خ ل ).

٢١٠

فَعّالٌ لِما يَشاءُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

اللهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أَحَبَّ الأَشْياءِ الَيَّ ، وَاجْعَلْ اخْوَفَ الأَشْياءِ عِنْدِي خَوْفَكَ ، وَارْزُقْنِي الشَّوْقَ الى لِقائِكَ وَاقْرِرْ عَيْنِي بِعِبادَتِكَ.

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ اخْتِمُ بِها عَمَلِي ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ اسْكُنُ بِها قَبْرِي ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ أَلْقى بِها رَبِّي.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً عَلى حَمْدٍ ، وَلِكُلِّ أَسْمائِكَ حَمْدٌ ، وَفِي كُلِّ شَيْءٍ لَكَ حَمْدٌ ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَكَ عَبْدٌ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً عَلى حَمْدٍ ، حَمْداً دائِماً ابَداً خالِداً لِخُلُودِكَ وَزِنَةَ عَرْشِكَ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ وَعِظَمِ رُبُوبِيَّتِكَ ، وَكَما انْتَ اهْلُهُ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى الْبَأْساءِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى الضَّرَّاءِ ، حَمْداً يُوافِي نِعَمَكَ وَيُكافِئ (١) مَزِيدَكَ.

اللهُمَّ انْتَ نُورُ السَّماواتِ وَالارْضِ ، وَضِياءُ السَّماواتِ وَالارْضِ ، وَمَلِكُ السَّماواتِ وَالارْضِ وَقَيُّومُ السَّماواتِ وَالارْضِ ، انْتَ ذُو الْعِزِّ وَالْفَضْلِ ، وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ ، وَالْقُدْرَةِ عَلى خَلْقِكَ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ يا اللهُ ، أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ يا قَدِيمُ يا قَدِيرُ يا دائِمُ ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ ، يا احَدُ يا صَمَدُ ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً احَدٌ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ يا نُورَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدى كُلِّ شَيْءٍ (٢) ، وَمالِكَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمُنْتَهى كُلِّ شَيْءٍ ، وَمُمِيتَ كُلِّ شَيْءٍ وَمُحْيِي كُلِّ شَيْءٍ ، وَخالِقَ كُلِّ شَيْءٍ ، انْتَ الْخالِقُ الْبارِيءُ ، لَكَ الْبَقاءُ وَيَفْنى كُلُّ شَيْءٍ.

__________________

(١) يكافئ : يجازي ويماثل.

(٢) وصاحب كلّ شيء ( خ ل ).

٢١١

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها مَعَ اسْمِكَ الْعَظِيمِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ اسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَنُورِكَ الْقَدِيمِ ، وَعَفْوِكَ الْعَظِيمِ ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ يا كَرِيمُ ، اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِلا إِلهَ إِلاَّ انْتَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ النُّورَ الَّذِي أَضاءَ كُلَّ شَيْءٍ.

وَاسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الظُّلْمَةَ الَّتِي اطْبَقَتْ عَلى كُلِّ شَيْءٍ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ خَلَقْتَ الْخَلْقَ وَبِهِ تُمِيتُ الْخَلْقَ ، بِهِ بِهِ بِهِ ، اسْأَلُكَ يا جَمِيلُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، يا باعِثُ يا وارِثُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ.

اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْعَرْشَ الْعَظِيمَ ، فَإِنَّكَ خَلَقْتَهُ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ ، وَاسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي طَوَّقْتَ بِهِ حَمَلَةَ الْعَرْشِ حِينَ حَمَّلْتَهُمْ ، وَاسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ احَطْتَ الارْضَ فَإِنَّهُ اسْمُكَ ، يا اللهُ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي خَلَقْتَ بِهِ الْمَلائِكَةَ الْخارِجِينَ مِنَ الأَقْطارِ ، فَإِنَّكَ خَلَقْتَهُمْ بِاسْمِكَ الْعَزِيزِ ، يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ يا باعِثُ يا وارِثُ.

اسْأَلُكَ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (١) ، وَانْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ وَضُرٍّ وَضِيقٍ انَا فِيهِ ، وَانْ تَسْتَنْفِذَنِي مِنْ وَرْطَتِي (٢) ، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي ، وَانْ تُبَلِّغَنِي امَلِي سَرِيعاً عاجِلاً ، بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ يا اللهُ يا قَدِيمَ الإِحْسانِ ، يا دائِمَ الْمَعْرُوفِ ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَلا يُغَلِّطُهُ وَلا يَضْجُرُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحِّينَ ، وَلا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ، وَلا يَتَعاظَمُهُ الْحَوائِجُ ، يا مُطْلِقَ الإِطْلاقِ ، يا مُدِرَّ الأَرْزاقِ ، يا فَتّاحَ الأَغْلاقِ ، يا مُنْقِذَ مَنْ فِي الْوِثاقِ (٣) ، يا واحِدُ يا رازِقُ (٤) صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي وَاكْشِفْ ضُرِّي ، فَإِنَّهُ لا يَكْشِفُهُ احَدٌ سِواكَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

__________________

(١) الورطة : الهلكة وكل أمر تعسر النجاة منه.

(٢) وآل محمد ( خ ل ).

(٣) الوثاق : ما يشدّ به.

(٤) رزاق ( خ ل ).

٢١٢

اللهُمَّ قَدْ (١) اكْدَى (٢) الطَّلَبُ وَاعْيَتِ الْحِيَلُ الاّ عِنْدَكَ ، وَسُدَّتِ الْمَذاهِبُ وَضاقَتِ الطُّرُقُ الاّ الَيْكَ (٣) ، وَاخْتَلَف الظَّنُّ الاّ بِكَ ، وَتَصَرَّمَتِ (٤) الأَشْياءُ وَكَذِبَتِ الْعِداةُ الاّ عِدَتُكَ.

اللهُمَّ وَانِّي أَجِدُ سُبُلَ الْمَطالِبِ الَيْكَ مُشْرَعَةً (٥) ، وَمَناهِلَ (٦) الرَّجاءِ الَيْكَ مُتْرَعَةً (٧) ، وَالاسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنِ ائْتَمَّ بِكَ مُباحَةً ، وَأَبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَةً ، وَاعْلَمُ انَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ ، وَلِلصّارِخِ الَيْكَ بِمَرْصَدِ (٨) إِغاثَةٍ ، وَانَّ الْقاصِدَ الَيْكَ قَرِيبُ الْمَسافَةِ ، وَمُناجاةُ الرَّاحِلِ الَيْكَ غَيْرُ مَحْجُوبَةٍ عَنْ إِسْماعِكَ ، وَانَّ اللهْفَ (٩) الى جُودِكَ وَالرِّضا بِعِدَتِكَ وَالاسْتِغاثَةَ بِفَضْلِكَ عِوَضٌ عَنْ مَنْعِ الْباخِلِينَ ، وَخَلَفٌ مِنْ خَتَلِ (١٠) الْوارِثِينَ.

اللهُمَّ وَانِّي أَقْصدُكَ بِطَلِبَتِي وَأَتَوَجَّهُ الَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَاحْضِرُكَ رَغْبَتِي ، وَاجْعَلُ بِكَ اسْتِغاثَتِي ، وَبِدُعائِكَ تَحَرُّمِي (١١) ، مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ مِنِّي لِاسْتِماعِكَ وَلَا اسْتِيجابٍ لِاجابَتِكَ ، عَنْ بَسْطِ يَدٍ الى طاعَتِكَ ، اوْ قَبْضِ يَدٍ مِنْ مَعاصِيكَ ، وَلَا اتِّعاظٍ مِنِّي لِزَجْرِكَ ، وَلا إِحْجامِ (١٢) عَنْ نَهْيِكَ الاّ لَجَأً الى تَوْحِيدِكَ وَمَعْرِفَتِكَ ، بِمَعْرِفَتِي (١٣) انْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ ، وَلا قُوَّةَ وَلَا اسْتِعانَةَ الاّ بِكَ.

__________________

(١) وقد ( خ ل ).

(٢) كدي الرجل : عجز ولم ينفع.

(٣) زيادة : وخابت الثقة ( خ ل ).

(٤) تصرمت الأشياء : تقطعت.

(٥) الشارع : الطريق الأعظم ، والشريعة : مورد الإبل على الماء الجاري.

(٦) المنهل : المورد ، موضع الشرب في الطريق.

(٧) ترع الحوض : امتلأ.

(٨) المرصد : موضع التّرصّد والترقب.

(٩) اللاهف : المظلوم المضطر.

(١٠) ختله : خدعه.

(١١) تحرّمي : استجارتي وامتناعي من البلايا.

(١٢) احجام منّي ( خ ل ) ، أقول : أحجم عن الشيء : كفّ ، نكص هيبة.

(١٣) بمعرفة منّي ( خ ل ).

٢١٣

إِذْ تَقُولُ يا الهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ لِمُسْرِفِي عِبادِكَ ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١) ، وَتَقُولُ لَهُمْ إِفْهاماً وَمَوْعِظَةً وَتِكْراراً ( وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ ) (٢) ، فَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَاكْشِفْ ضُرِّي وَنَحِيبِي الَيْكَ ، انَّكَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ.

اللهُمَّ يا رَبِّ تَكْذِيباً لِمَنْ اشْرَكَ بِكَ ، وَرَدّاً عَلى مَنْ جَعَلَ الْحَمْدُ لِغَيْرِكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ عُلُوّاً كَبِيراً ، بَلْ انْتَ اللهُ لَكَ الْحَمْدُ رَبُّ الْعالَمِينَ ، انْتَ اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، انْتَ اللهُ الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ ، انْتَ اللهُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ، انْتَ اللهُ مَلِكُ يَوْمِ الدِّينِ.

انْتَ اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَالَيْكَ يَعُودُ ، انْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ ، انْتَ اللهُ الْخالِقُ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى ، لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ الْواحِدُ الأَحَدُ ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً احَدٌ.

اللهُمَّ إِنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتُ ، وَخالِقٌ لا تُغْلَبُ ، وَبَصِيرٌ لا تَرْتابُ ، وَسَمِيعٌ لا تَشُكُّ ، وَصادِقٌ لا تَكْذِبُ ، وَقاهِرٌ لا تُقْهَرُ ، وَبَدِيءُ لا تَتَغَيَّرُ ، وَقَرِيبٌ لا تَبْعُدُ وَقادِرٌ لا تُضادُّ ، وَغافِرٌ لا تَظْلِمُ ، وَصَمَدٌ لا تُطْعَمُ ، وَقَيُّومٌ لا تَنامُ ، وَمُجِيبٌ لا تَسْأَمُ ، وَجَبَّارٌ لا تُكَلَّمُ ، وَعَظِيمٌ لا تُرامُ.

وَعالِمٌ لا تُعَلَّمُ ، وَقَوِيٌّ لا تَضْعُفُ ، وَوَفِيٌّ لا تُخْلِفُ ، وَعَدْلٌ لا تَحِيفُ ، وَغَنِيٌّ لا تَفْتَقِرُ ، وَكَبِيرٌ لا تُغادَرُ ، (٣) وَحَكِيمٌ لا تَجُورُ ، وَمُمْتَنِعٌ لا تُمانَعُ (٤) ، وَمَعْرُوفٌ لا تُنْكَرُ ، وَوَكِيلٌ لا تَخْفى ، وَغالِبٌ لا تُغْلَبُ ، وَبَرٌّ لا تُسْتَأْمَرُ (٥) ، وَفَرْدٌ لا تُشاوِرُ ،

__________________

(١) الزمر : ٥٣.

(٢) آل عمران : ١٣٥.

(٣) المغادرة : الترك ، أي لا تترك شيئا إلاّ أحصيته وجازيت عليه.

(٤) لا تمانع : لا يمتنع منك أحد.

(٥) لا تستأمر : لا تستشير أحدا في البر والإحسان.

٢١٤

وَوَهّابٌ لا تُمِلُ (١) ، وَواسِعٌ لا تُذْهَلُ (٢). وَجَوادٌ لا تَبْخَلُ ، وَعَزِيزٌ لا تُغْلَبُ ، وَحافِظٌ لا تَغْفُلُ ، وَقائِمٌ لا تَنامُ ، وَمُحْتَجِبٌ لا تَزُولُ ، وَدائِمٌ لا تَفْنى ، وَباقٍ لا تَبْلى ، وَواحِدٌ لا شَبِيهَ لَكَ ، وَمُقْتَدِرٌ لا تُنازَعُ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ الْحَنّانُ الْمَنّانُ ، بَدِيعُ السَّماواتِ وَالارْضِ ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تُبَلِّغَنِي غايَةَ أَمَلِي وَابْعَدَ امْنِيَّتِي ، وَأَقْصى ارْجِئَتِي وَتَكْشِفَ ضُرِّي ، فَإِنَّهُ لا تَكْشِفُهُ احَدٌ سِواكَ بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ يا نُورَ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ ، وَيا عِمادَ (٣) السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ وَيا قَيُّومَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، وَيا جَمالَ (٤) السَّماواتِ وَالأَرضِينَ ، وَيا زَيْنَ السَّماواتِ وَالأَرضِينَ ، وَيا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا صَرِيخَ (٥) الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الْعابِدِينَ ، يا مُنَفِّسَ (٦) عَنِ الْمَكْرُوبِينَ.

يا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَغْمُومِينَ ، يا كاشِفَ الضُّرِّ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا إِلهَ الْعالَمِينَ ، مَنْزُولٌ بِكَ كُلُّ حاجَةٍ ، يا حَنّانُ يا مَنّانُ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا نُورَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ النُّورِ الْمُشْرِقِ ، الْحَيِّ الْباقِي الدّائِمِ ، وَبِوَجْهِكَ الْقُدُّوسِ الَّذِي اشْرَقَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ ، وَانْفَلَقَتْ (٧) بِهِ

__________________

(١) لا تملّ : لا تسأم من الهبة والعطاء ولو من كثرة السؤال.

(٢) لا تذهل : أي لا تفعل.

(٣) العماد : ما يعتمد عليه.

(٤) الجمال : الحسن.

(٥) الصريخ : المغيث.

(٦) نفّس الله عنه كربته : فرّجها.

(٧) انفلقت : انشقّت.

٢١٥

الظُّلُماتُ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْ تُفَرِّجَ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَكَرْبٍ وَضُرٍّ وَضِيقٍ انَا فِيهِ ، وَانْ تَرْحَمَنِي وَتَرْحَمَ والِدَيَّ وَما وَلَدا ، وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ ، الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْواتِ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ الْعُيُونُ ، وَلا تُخالِطُهُ الظُّنُونُ ، وَلا تَصِفُهُ الْواصِفُونَ ، وَلا تَعْتَرِيهِ الْحَوادِثُ وَلا تَغْشاهُ الدَّوائِرُ (١) ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الْجِبَالِ وَمَكائِيلَ الْبِحارِ ، وَعَدَدَ قَطْرِ الأَمْطارِ وَوَرَقِ الأَشْجارِ ، وَما اظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَاشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهارُ ، وَلا يُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً ، وَلا ارْضٌ ارْضاً ، وَلا جَبَلٌ ما فِي وعْرِهِ (٢) وَلا بَحْرٌ ما فِي قَعْرِهِ ، انْ تَجْعَلَ خَيْرَ عُمْرِي آخِرَهُ ، وَخَيْرَ عَمَلِي خَواتِمَهُ ، وَخَيْرَ ايّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ فُلَ (٣) عَنِّي حَدَّ مَنْ نَصَبَ لِي حَدَّهُ ، وَاطْفِ عَنِّي نارَ مَنْ شَبَ (٤) لِي نارَهُ ، وَاكْفِنِي هَمَّ مَنْ ادْخَلَ عَلَيَّ هَمَّهُ ، وَاعْصِمْنِي بِالسَّكِينَةِ (٥) وَالْوَقارِ (٦) ، وَادْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الْحَصِينَةِ ، وَادْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي سِتْرِك الْواقِي ، يا مَنْ لا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ امْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

يا حَقِيقُ يا شَفِيقُ ، يا رُكْنِيَ الْوَثِيقَ ، اخْرِجْنِي مِنْ حِلَقِ الْمَضِيقِ ، الى فَرَجٍ مِنْكَ قَرِيبٌ ، وَلا تُحَمِّلْنِي يا عَزِيزُ بِحَقِّ عِزِّكَ ما لا أُطِيقُ ، انْتَ اللهُ سَيِّدِي وَمَوْلايَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الْحَقِيقُ ، يا مُشْرِقَ الْبُرْهانِ ، يا قَوِيَّ الأَرْكانِ ، يا مَنْ وَجْهُهُ فِي هذَا الْمَكانِ ، احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ ، وَاكْفِنِي بِكِفايَتِكَ الَّتِي

__________________

(١) الدوائر جمع الدائرة : وهي الدولة بالغلبة والنصرة.

(٢) وغده ( خ ل ) ، أقول : الوعر : المكان الصلب ، المكان المخيف الوحش.

(٣) فلّ السيف : ثلمة ، الفلّة : الثلمة في حدّ السيف.

(٤) شبّب ( خ ل ) ، أقول : شبّ النار : أوقدها.

(٥) السكينة : اطمينان القلب بذكر الله.

(٦) الوقار : كون الجوارح مشغولة بطاعة الله.

٢١٦

لا تُرامُ (١) ، اللهُمَّ لا امْلِكُ وَانْتَ الرَّجاءُ ، فَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ.

اللهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ ، وَرَبَّ الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (٢) ، وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ، وَرَبَّ التَّوْراةِ وَالانْجِيلِ (٣) ، وَرَبَّ الْقُرْآنِ (٤) الْعَظِيمِ.

انْتَ اللهُ إِلهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، لا إِلهَ فِيهِما غَيْرُكَ وَلا مَعْبُودَ سِواكَ ، وَانْتَ جَبّارُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الارْضِ لا جَبّارَ فِيهِما غَيْرُكَ ، وَانْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّماواتِ (٥) وَمَلِكُ مَنْ فِي الارْضِ ، لا مَلِكَ فِيهِما غَيْرُكَ.

اسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي صَلُحَ بِهِ الأَوَّلُونَ ، وَبِهِ صَلُحَ الاخِرُونَ ، يا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ.

اسْأَلُكَ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ وَانْ تَصْلُحَ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَانْ تَجْعَلَ عَمَلِي فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ ، وَهَبْ لِي ما وَهَبْتَ لَاوْلِيائِكَ وَاهْلِ طاعَتِكَ ، فَانِّي مُؤْمِنٌ بِكَ ، مُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ ، مُنِيبٌ الَيْكَ مَصِيرِي الَيْكَ.

انْتَ الْحَنّانُ الْمَنّانُ تُعْطِي الْخَيْرِ مَنْ تَشاءُ وَتَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشاءُ ، فَتَوَفَّنِي عَلى دِينِ مُحَمَّدٍ وَسُنَّتِهِ ، وَهَبْ لِي ما وَهَبْتَ لِعِبادِكَ الصّالِحِينَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ.

اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتَ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ، رَحْمانُ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما ، تُعْطِي مِنْهُما ما تَشاءُ وَتَمْنَعُ مِنْهُما ما تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

__________________

(١) لا ترام : أي لا تقصد بسوء وممانعة.

(٢) المسجور : المملوّ أو المتّقد نارا في القيامة.

(٣) والزبور ( خ ل ).

(٤) الفرقان ( خ ل ).

(٥) السماء ( خ ل ).

٢١٧

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ ضَجِيعاً (١) ، وَمِنَ الشَّرِّ وَلُوعاً (٢) اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَإِنَّها بِئْسَ الْمَصِيرُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ بِئْسَ الْقَرِينِ ، وَاصْبَحْتُ وَرَبِّي مَحْمُودٌ ، اصْبَحْتُ لا ادْعُو مَعَ اللهِ إِلهاً ، وَلا اتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً ، وَلا اشْرِكَ بِهِ شَيْئاً.

اللهُمَّ يا نُورَ السَّماواتِ وَالارْضِ ، وَيا جَمالَ السَّماواتِ وَالارْضِ ، وَيا جَمالَ السَّماواتِ وَالارْضِ ، وَيا حامِلَ السَّماواتِ وَالارْضِ وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، وَيا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَيا مُنْتَهى رَغْبَةِ الْعابِدِينَ ، يا مُفَرِّجاً عَنِ الْمَغْمُومِينَ ، وَيا مُرَوِّحُ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ ، وَيا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ وَيا كاشِفَ السُّوءِ وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيا إِلهَ الْعالَمِينَ ، مَنْزُولٌ بِكَ كُلُّ حاجَةٍ ، انْزَلْتُ بِكَ الْيَوْمَ حاجَتِي.

اللهُمَّ انِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي قَبْضَتِكَ ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ ، عَدْلٌ فِيَّ حُكْمُكَ ، ماضٍ فِيَّ قَضاؤُكَ ، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خَلْقِكَ وَبِكُلِّ حَقٍّ هُوَ لَكَ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ اوْ انْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ اوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَوِ اسْتَأْثَرْتَ (٣) بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَانْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي (٤) وَنُورَ بَصَرِي وَجَلاءَ حُزْنِي وَذَهابَ هَمِّي وَغَمِّي ، وَانْ تَقْضِيَ لِي كُلَّ حاجَةٍ مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَإِسْرافِي فِي امْرِي وَقِنِي عَذابَ الْقَبْرِ ، اللهُمَّ يَسِّرْنِي لِلْيُسْرى وَجَنِّبْنِي الْعُسْرى.

اللهُمَّ اعْصِمْنِي بِدِينِكَ وَطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ ، اللهُمَّ اعِذْنِي مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ ، اللهُمَّ امَرْتَنِي انْ ادْعُوكَ ، فَانِّي ادْعُوكَ انْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَقِينِي

__________________

(١) الضجيع المضطجع على جنبه.

(٢) ولعت بالشيء : أولع به ولعا.

(٣) استأثرت به : تفرّدت واستبددت به ولم تعلمه أحدا من خلقك.

(٤) في النهاية : في الحديث : اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي ، جعله ربيعا له لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان ويميل إليه.

٢١٨

عَذابَ (١) النّارِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيا وَالْمَماتِ وَعَذابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجّالِ (٢).

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، اوْ انْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ ، اوْ عَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ ، أَو اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، وَاسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي اشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُماتُ ، وَصَلُحَ بِهِ امْرُ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

وَأَسْأَلُكَ يا اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ انْتَ ، بِأَنَّكَ انْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ انْتَ الْواحِدُ الأَحَدُ ، الْفَرْدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ تَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً احَدٌ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ الْمَنّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرامِ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الاعْظَمِ الَّذِي لا شَيْءَ اعْظَمُ مِنْهُ وَلا أَجَلُّ مِنْهُ وَلا اكْبَرُ مِنْهُ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَانْ تُعْطِيَ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ ، وَانْ تُجْزِيَ مُحَمَّداً عَنْ أُمَّتِهِ احْسَنَ ما تَجْزِيَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ ، وَانْ تَجْعَلَنا فِي زُمْرَتِهِ ، وَانْ تَسْقِيَنا بِكَأْسِهِ ، إِنَّكَ وَلِيُّ ذلِكَ وَالْقادِرُ عَلَيْهِ.

اللهُمَّ عافِنِي أَبَداً ما ابْقَيْتَنِي وَآتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمٍ النَّبِيِّينَ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (٣).

وإذا نهضت من مصلاّك لتنصرف فقل :

اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.

__________________

(١) من عذاب ( خ ل ).

(٢) فتنة المسيح الدجال ، سمّي الدجال مسيحا لأنّ إحدى عينيه ممسوحة ، أو المراد به المسيح الكذاب الذي يخرج قبيل ظهور المسيح الصادق عليه‌السلام.

(٣) عنه البحار ٩١ : ٦٩ ـ ٧٦.

٢١٩

وإذا انصرفت إلى منزلك ودخلته تقول :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، اللهُ اكْبَرُ اللهُ اكْبَرُ ، لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ اكْبَرُ ، اللهُ اكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ ، اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الرَّفِيعَةِ الْجَلِيلَةِ الْكَرِيمَةِ ، الْحَسَنَةِ الْجَمِيلَةِ ، يا حَمِيدُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا جَلِيلُ يا عَظِيمُ ، يا كَرِيمُ يا قادِرُ ، يا وارِثُ يا عَزِيزُ ، يا فَرْدُ يا وِتْرُ ، يا اللهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ.

اسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ وَمُنْتَهاها الَّتِي مَحَلُّها فِي نَفْسِكَ مِمَّا لَمْ تُسَمَّ بِهِ أَحَداً غَيْرَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِما لا يَراهُ وَلا يَعْلَمُهُ مِنْ أَسْمائِكَ غَيْرُكَ ، يا اللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ ما نَسَبْتَ إِلَيْهِ نَفْسَكَ مِمّا تُحِبُّهُ يا اللهُ.

وَأَسْأَلُكَ بِجُمْلَةِ مَسائِلِكَ يا اللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ مَسْأَلَةٍ أَوْجَبْتَها حَتّى انْتَهى بِها الى اسْمِكَ الْعَظِيمِ الاعْظَمِ يا اللهُ ، وَاسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى كُلِّها يا اللهُ ، وَاسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ اوْجَبْتَهُ حَتّى انْتَهى الَى اسْمِكَ الْعَظِيمِ الاعْظَمِ ، الْكَبِيرِ الاكْبَرِ ، الْعَلِيِّ الأَعْلى ، يا اللهُ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكامِلِ الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلى جَمِيعِ مَنْ يُسَمّى بِهِ احَدٌ غَيْرُكَ ، الَّذِي هُوَ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، يا اللهُ يا اللهُ ، يا اللهُ يا اللهُ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا صَمَدُ يا رَحْمانُ ، أَدْعُوكَ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ ما انْتَ فِيهِ مِمّا لا اعْلَمُهُ ، فَأَسْأَلُكَ بِهِ يا اللهُ.

وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسْماءِ ، وَبِحَقِّ تَفْسِيرِها فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها غَيْرُكَ ، يا اللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِما لا اعْلَمُ بِهِ وَبِما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ يا اللهُ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَانْ تَغْفِرَ لَنا وَتَرْحَمَنا وَتُوجِبَ لَنا رِضْوانَكَ وَالْجَنَّةَ وَتَرْزُقَنا مِنْ فَضْلِكَ الْكَثِيرِ الْواسِعِ ، وَتَجْعَلَ لَنا مِنْ أَمْرِنا فَرَجاً ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ لا هادِيَ لِمَنْ اضْلَلْتَ ، وَلا مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ ، وَلا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ ، وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ ، وَلا مُؤَخِّرَ لِما قَدَّمْتَ ، وَلا مُقَدِّمَ لِما اخَّرْتَ ،

٢٢٠