الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

وَأَنْتَ الْمُحْسِنُ الْمُجْمِلُ ، لا تُبْلَغُ مِدْحَتُكَ ، وَلا الثَّناءُ عَلَيْكَ ، أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، تَبارَكَتْ أَسْماؤُكَ ، وَجَلَّ ثَناؤُكَ ، ما أَعْظَمَ شَأْنُكَ ، وَأَجَلَّ مَكانُكَ ، وَما أَقْرَبَكَ مِنْ عِبادِكَ ، وَأَلْطَفَكَ بِخَلْقِكَ ، وَأَمْنَعَكَ بِقُوَّتِكَ.

أَنْتَ أَعَزُّ وَأَجَلُّ وَأَسْمَعُ وَأَبْصَرُ ، وَأَعْلى وَأَكْبَرُ ، وَأَظْهَرُ وَأَشْكَرُ ، وَأَقْدَرُ وَأَعْلَمُ ، وَأَجْبَرُ وَأَكْبَرُ ، وَأَعْظَمُ وَأَقْرَبُ ، وَأَمْلَكُ وَأَوْسَعُ ، وَأَمْنَعُ وَأَعْطى ، وَأَحْكَمُ وَأَفْضَلُ ، وَأَحْمَدُ ، مِنْ تُدْرِكَ الْعَيانُ عَظَمَتَكَ ، أَوْ تَصِفُ الْواصِفُونَ صِفَتَكَ ، أَوْ يَبْلُغُوا غايَتَكَ.

اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَجَلُّ مَنْ ذُكِرَ وَأَشْكَرُ مَنْ عُبِدَ ، وَأَرْأَفُ مَنْ مَلِكَ ، وَأَجْوَدُ مَنْ سُئِلَ ، وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطى ، تَحْلُمُ بَعْدَ ما تَعْلَمُ ، وَتَعْفُو وَتَغْفِرُ بَعْدَ ما تَقْدِرُ ، لَمْ تُطَعْ قَطُّ إِلاَّ بِاذْنِكَ ، وَلَمْ تُعْصَ قَطُّ إِلاَّ بِقُدْرَتِكَ ، تُطاعُ رَبَّنا فَتَشْكُرُ ، وَتُعْصى رَبَّنا فَتَغْفِرُ.

اللهُمَّ أَنْتَ أَقْرَبُ حَفِيظٍ وَأَدْنى شَهِيدٍ ، حُلْتَ بَيْنَ الْقُلُوبِ ، وَأَخَذْتَ بِالنَّواصِي وَأَحْصَيْتَ الْأَعْمالَ ، وَعَلِمْتَ الْأَخْبارَ ، وَبِيَدِكَ الْمَقادِيرُ ، وَالْقُلُوبُ إِلَيْكَ مُقْتَصِدَةٌ (١) ، والسِّرُّ عِنْدَكَ عَلانِيَةٌ ، وَالْمُهْتَدِي مَنْ هَدَيْتَ ، وَالْحَلالُ ما حَلَّلْتَ ، وَالْحَرامُ ما حَرَّمْتَ ، وَالدِّينُ ما شَرَعْتَ ، وَالْأَمْرُ ما قَضَيْتَ ، تَقْضِي وَلا يُقْضى عَلَيْكَ.

اللهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ.

اللهُمَّ بِيَدِكَ مَقادِيرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارِ ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ النَّصْرِ وَالْخِذْلانِ ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الْمَوْتِ وَالْحَياةِ ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

__________________

(١) مقصده ( خ ل ).

١٢١

مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ فِي ظُلَمِ اللَّيْلِ وَضَوْءِ النَّهارِ ، عَمْداً أَوْ خَطَأَ ، سِرّاً أَوْ عَلانِيَةً ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

اللهُمَّ إِنِّي أُثْنِي عَلَيْكَ بِأَحْسَنِ ما أَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَأَشْكُرُكَ بِما مَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ شُكْرِكَ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلى نَعْمائِكَ كُلِّها ، وَعَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ الْحَمْدُ إِلى ما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما خَلَقْتَ ، وَعَدَدَ ما ذَرَأْتَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما بَرَأْتَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصَيْتَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ ، وَلَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

ثمّ تقول عشرا : لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وتقول عشرا : أَسْتَغْفِرُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

ثمّ تقول :

يا اللهُ يا اللهُ ـ عشرا ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ ـ عشرا ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ ـ عشرا ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ عشرا ، يا ذا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ـ عشرا ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ ـ عشرا ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ـ عشرا ، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ـ عشرا ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ـ عشرا.

ثمّ تقول :

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَلِيُّ الْحَمْدِ ، وَمُنْتَهىَ الْحَمْدِ ، وفِيُّ الْحَمْدِ ، عَزِيزُ الْجُنْدِ ، قَدِيمُ الْمَجْدِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ حِينَ لا شَمْسٌ تضِيءُ ، وَلا قَمَرٌ يُسْرِي ، وَلا بَحْرٌ يَجْرِي ، وَلا رِياحٌ تَذْرِي (١) ، وَلا سَماءٌ مَبْنِيَّةٌ ، وَلا أَرْضٌ مَدْحِيَّةٌ (٢) ، وَلا لَيْلٌ تُجِنُّ ، وَلا نَهارٌ يَكِنُّ ، وَلا عَيْنٌ تَنْبَعُ ، وَلا صَوْتٌ يَسْمَعُ ،

__________________

(١) ذر الشيء : طار في الهواء.

(٢) دحى الأرض : بسطها.

١٢٢

وَلا جَبَلٌ مَرْسِيٌ (١) ، وَلا سَحابٌ مُنْشَأ ، وَلا إِنْسٌ مَبْرُوٌّ ، وَلا جِنٌّ مَذْرُوٌّ ، وَلا مَلِكٌ كَرِيمٌ ، وَلا شَيْطانٌ رَجِيمٌ ، وَلا ظِلٌّ مَمْدُودٌ ، وَلا شَيْءٌ مَعْدُودٌ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَحْمَدَ إِلى مَنِ اسْتَحْمَدَهُ مِنْ أَهْلِ مَحامِدِهِ ، لِيَحْمِدُوهُ عَلى ما بَذَلَ مِنْ نَوافِلِهِ الَّتِي فاقَ مَدْحَ الْمادِحِينَ مَآثِرُ مَحامِدِهِ ، وَعَدا وَصْفَ الْواصِفِينَ هَيْبَةُ جَلالِهِ ، هُوَ أَهْلٌ لِكُلِّ حَمْدٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ ، الْواحِدِ الَّذِي لا بَدْأَ لَهُ ، الْمَلِكِ (٢) الَّذِي لا زَوالَ لَهُ ، الرَّفِيعِ الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهُ ناظِرٌ ، ذِي الْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ.

الْمَحْمُودِ لِبَذْلِ نَوائِلِهِ ، الْمَعْبُودِ بِهَيْبَةِ جَلالِهِ ، الْمَذْكُورِ بِحُسْنِ آلائِهِ ، الْمَنَّانِ بِسَعَةِ فَواضِلِهِ ، الْمَرْغُوبِ إِلَيْهِ فِي تَمامِ الْمَواهِبِ مِنْ خَزائِنِهِ ، الْعَظِيمِ الشَّأْنِ الْكَرِيمِ فِي سُلْطانِهِ ، الْعَلِيِّ فِي مَكانِهِ ، الْمُحْسِنِ فِي امْتِنانِهِ ، الْجَوادِ فِي فَواضِلِهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ بارِئِ خَلْقِ الْمَخْلُوقِينَ بِعِلْمِهِ ، وَمُصَوِّرِ أَجْسادِ الْعِبادِ بِقُدْرَتِهِ ، وَمُخالِفِ صُوَرِ مَنْ خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ ، وَنافِخِ الْأَرْواحِ فِي خَلْقِهِ بِعِلْمِهِ ، وَمُعَلِّمِ مَنْ خَلَقَ مِنْ عِبادِهِ اسْمَهُ ، وَمُدَبِّرِ خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ بِعَظَمَتِهِ.

الَّذِي وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقُ كُرْسِيِّهِ ، وَعَلا بِعَظَمَتِهِ فَوْقَ الْأَعْلَيْنَ ، وَقَهَرَ الْمُلُوكَ بِجَبَرُوتِهِ ، الْجَبَّارُ الْأَعْلى الْمَعْبُودُ فِي سُلْطانِهِ ، الْمُتَسَلِّطُ بِقُوَّتِهِ ، الْمُتَعالِي فِي دُنُوِّهِ ، الْمُتَدانِي كُلَّ شَيْءٍ فِي ارْتِفاعِهِ ، الَّذِي نَفَذَ بَصَرُهُ فِي خَلْقِهِ ، وَحارَتِ الْأَبْصارُ بِشُعاعِ نُورِهِ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الْحَلِيمِ الرَّشِيدِ ، الْقَوِيِّ الشَّدِيدِ ، الْمُبْدِئِ الْمُعِيدِ ، الْفَعَّالِ لِما يُرِيدُ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ مُنْزِلِ الآياتِ ، وَكاشِفِ الْكُرُباتِ ، وَمُؤْتِي السَّماواتِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ فِي كُلِّ مَكانٍ ، وَفِي كُلِّ زَمانٍ ، وَفِي كُلِّ أَوانٍ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لا يَنْسى مَنْ ذَكَرَهُ ، وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعاهُ ، وَلا يَذِلُّ مَنْ

__________________

(١) رسى الجبل : ثبت ورسخ.

(٢) له الملك ( خ ل ).

١٢٣

والاهُ ، الَّذِي يَجْزِي بِالإِحْسانِ إِحْساناً ، وَبِالصَّبْرِ نَجاةً ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ.

الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً اولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، سُبْحانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ.

وَسُبْحانَ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ ، وَسُبْحانَ اللهِ بِالْغُدُوِّ وَالآصالِ ، وَسُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَما يُحِبُّ رَبُّنا وَكَما يَرْضى كَثِيراً طَيِّباً ، وَسُبْحانَ اللهِ كُلَّما سَبَّحَ اللهَ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُسَبَّحَ.

وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللهَ شَيْءٌ ، وَكَما يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُحْمَدَ ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللهُ كُلَّما هَلَّلَ اللهَ شَيْءٌ وَكَما يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُهَلَّلَ ، وَاللهُ أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللهَ شَيْءٌ ، وَكَما يُحِبُّ اللهُ أَنْ يُكَبَّرَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ.

ثمَّ تقول ، وهو الدّعاء المخزون :

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللهُ يا رَحْمانُ ـ سبع مرات ، بِأَسْمائِكَ الرَّضِيَّةِ الْمَرْضِيَّةِ الْمَكْنُونَةِ ، يا اللهُ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْكِبْرِيائِيَّةِ ، اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الْعَزِيزَةِ الْمَنِيعَةِ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ التَّامَّةِ الْكامِلَةِ الْمَعْهُودَةِ يا اللهُ ، وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي هِيَ رِضاكَ يا اللهُ.

وَأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الَّتِي لا تَرُدُّها دُونَكَ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِما عاهَدْتَ أَوْفِي الْعَهْدِ أَنْ لا تُخَيِّبَ سائِلَكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجُمْلَةِ مَسائِلِكَ الَّتِي لا يَفِي بِحَمْلِها شَيْءٌ غَيْرُكَ ـ سبع مرّات.

وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَهُ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، وَكُلِّ مَسْأَلَةٍ حَتّى يَنْتَهِي إِلَى اسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَكْبَرِ الْأَكْبَرِ الْعَلِيِّ الْأَعْلى ، الَّذِي

١٢٤

اسْتَوَيْتَ بِهِ عَلى عَرْشِكَ ، وَاسْتَقْلَلْتَ بِهِ عَلى كُرْسِيِّكَ ، وَهُوَ اسْمُكَ الْكامِلُ الَّذِي فَضَّلْتَهُ عَلى جَمِيعِ أَسْمائِكَ يا رَحْمانُ ـ سبع مرّات.

وَأَسْأَلُكَ بِما لا أَعْلَمُهُ ما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ ، وَبِكُلِّ اسْمٍ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَخاصَّتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ وَمُحِبِّكَ وَنَجِيِّكَ (١) وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، وَتَرَحَّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفْضَلِ وَأَجْمَلِ ، وَأَزْكى وَأَطْهَرِ ، وَأَعْظَمِ وَأَكْثَرِ وَأَتَمِّ ، ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الْأَوَّلِينَ ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي الاخِرِينَ ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ فِي الْمَلَأِ الْأَعْلى ، وَصَلِّ عَلَيْهِمْ فِي الْمُرْسَلِينَ.

اللهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ الْوَسِيلَةَ ، وَالْفَضِيلَةَ وَالشَّرَفَ ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ.

اللهُمَّ أَكْرِمْ مَقامَهُ ، وَشَرِّفْ بُنْيانَهُ ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ ، وَأَعْلِ كَعْبَهُ (٢) ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ (٣) ، وَأَظْهِرْ دَعْوَتَهُ ، وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ كَما بَلَّغَ رِسالاتِكَ ، وَتَلا آياتِكَ ، وَأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَائْتَمَرَ بِها ، وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ وَانْتَهى عَنْها ، فِي سِرٍّ وَعَلانِيَةٍ ، وَجاهَدَ حَقَّ الْجِهادِ فِيكَ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاهُ الْيَقِينُ ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِهِ.

اللهُمَّ ابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ عَلَيْهِ الْأَوَّلُونَ وَالاخِرُونَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ.

__________________

(١) نجيبك ( خ ل ).

(٢) رجل عالي الكعب : شريف.

(٣) أفلج الله حجته : أظهره.

١٢٥

اللهُمَّ اسْتَعْمِلْنا لِسُنَّتِهِ ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ ، وَابْعَثْنا فِي شِيعَتِهِ ، وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَتَّبِعُهُ ، وَلا تَحْجُبْنا عَنْ رُؤْيَتِهِ ، وَلا تَحْرِمْنا مُرافَقَتَهُ حَتّى تُسْكِنَّا غُرَفَةُ وَتُخَلِّدْنا فِي جِوارِهِ ، رَبِّ إِنِّي أَحْبَبْتُهُ فَأَحِبَّنِي لِذلِكَ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ فِي الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، اللهُمَّ افْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً وَانْصُرْهُمْ نَصْراً عَزِيزاً ، وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ، اللهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَاجْعَلْهُمْ أَئِمَّةً وَاجْعَلْهُمُ الْوارِثِينَ.

اللهُمَّ أَرِهِمْ فِي عَدُوِّهِمْ ما يَأْمُلُونَ وَأَرِ عَدُوَّهُمْ مِنْهُمْ ما يَحْذَرُونَ ، اللهُمَّ اجْمَعْ بَيْنَهُمْ فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ ، اللهُمَّ عَجِّلِ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ لالِ مُحَمَّدٍ ، اللهُمَّ اجْمَعْ عَلَى الْهُدى أَمْرَهُمْ ، وَاجْعَلْ قُلُوبَهُمْ فِي قُلُوبِ خِيارِهِمْ ، وَأَصْلِحْ ذاتَ بَيْنَهُمْ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِوالِدَيَّ وَما وَلَدا ، وَأَعْتِقْهُما مِنَ النَّارِ وَارْحَمْهُما وَارْضِهِما عَنِّي ، وَاغْفِرْ لِكُلِّ والِدٍ لِي دَخَلَ فِي الإِسْلامِ ، وَلِأَهْلِي وَوَلَدِي وَجَمِيعِ قَراباتِي ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ اجْعَلْنِي وَجَمِيعَ وَرَثَةِ أَبِي وَإِخْوانِي فِيكَ مِنْ أَهْلِ وِلايَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ ، فَإِنَّهُ لا يَقْدِرُ عَلى ذلِكَ غَيْرُكَ يا رَحْمانُ.

اللهُمَّ أَوْزِعْنِي (١) أَنْ أَشْكُرَكَ وَأَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاهُ ، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَاجْزِ والِدَيَّ خَيْرَ ما جَزَيْتَ والِداً عَنْ وَلَدِهِ ، وَاجْعَلْ ثَوابَهُما عَنِّي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، وَاغْفِرْ لَنا وَلِاخْوانِنا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالإِيمانِ ، وَلا تَجْعَلْ فِي

__________________

(١) أوزعني : ألهمني.

١٢٦

قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وَاغْفِرْ لَنا ولِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ الْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ.

اللهُمَّ أَصْلِحْ ذاتَ بَيْنِهِمْ ، وَاجْمَعْ عَلَى التَّقْوى أَمْرَهُمْ ، وَاجْعَلْنِي وَإِيَّاهُمْ عَلى طاعَتِكَ وَمَحَبَّتِكَ ، اللهُمَّ وَالْمُمْ شَعَثَهُمْ (١) ، وَاحْقِنْ دِماءَهُمْ ، وَوَلِّ أَمْرَهُمْ خِيارَهُمْ أَهْلَ الرَّأْفَةِ وَالْمَعْدِلَةِ عَلَيْهِمْ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ بَدِيعَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، وَالْجُودِ وَالْقُوَّةِ وَالسُّلْطانِ ، وَالْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ ، وَالْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ ، وَالْقُدْرَةِ وَالْمِدْحَةِ ، وَالرَّهْبَةِ وَالرَّغْبَةِ ، وَالْجُودِ وَالْعُلُوِّ ، وَالْحُجَّةِ وَالْهُدى ، وَالطَّاعَةِ وَالْعِبادَةِ ، وَالْأَمْرِ وَالْخَلْقِ ، وَكُلُّ شَيْءٍ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

أَسْأَلُكَ سُؤَالَ الضَّارِعِينَ الْمُتَضَرِّعِينَ ، الْمَساكِينَ الْمُسْتَكِينِينَ ، الرَّاغِبِينَ الرَّاهِبِينَ ، الَّذِينَ لا يَحْذَرُونَ سِواكَ ، يا مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ وَيَكْشِفُ الضُّرَّ وَيُجِيبُ الدَّاعِي وَيُعْطِي السَّائِلَ.

أَسْأَلُكَ يا رَبِّ سُؤالَ مَنْ لَمْ يَجِدْ لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً ، وَلا لِذَنْبِهِ غافِراً ، وَلا لِفَقْرِهِ ساداً غَيْرُكَ ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، وَكَثُرَتْ ذُنُوبُهُ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

أَسْأَلُكَ يا رَبِّ ، مَسْأَلَةَ كُلِّ سائِلٍ وَرَغْبَةَ كُلِّ راغِبٍ بِيَدِكَ ، وَأَنْتَ إِذا دُعِيتَ أَجَبْتَ وَبِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ ، وَبِحَقِّ صَفْوَتِكَ مِنْ عِبادِكَ ، وَمُنْتَهى الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، أَنْ لا تَسْتَدْرِجَنِي بِخَطِيئَتِي ، وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتِي فِي دِينِي.

وَاذْكُرْنِي يا رَبِّ بِرِضاكَ ، وَلا تُنْسِنِي حِينَ تَنْشُرُ رَحْمَتَكَ ، وَأَقْبِلْ عَلَيَ

__________________

(١) الشعث : انتشار الأمر وخلله.

١٢٧

بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِكَرامَتِكَ ، يا كَرِيمَ الْعَفْوِ ، وَاسْتَجِبْ دُعائِي وَارْحَمْ تَضَرُّعِي ، فَانِّي بائِسٌ فَقِيرٌ ، خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ مِنْ عَذابِكَ ، لا أَثِقُ بِعَمَلِي ، وَلكِنِّي أَثِقُ بِرَحْمَتِكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ كُنْ بِي حَفِيّاً وَلا تَجْعَلْنِي بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيّاً ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ وَأَعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، فَانَّنِي لا أَسْتَغِيثُ بِغَيْرِكَ ، وَأَسْتَجِيرُكَ فَأَجِرْنِي مِنْ كُلِّ هَوْلٍ وَمَشَقَّةٍ وَخَوْفٍ ، وَآمِنْ خَوْفِي وَشَجِّعْ جُبْنِي ، وَقَوِّ ضَعْفِي ، وَسُدُّ فاقَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي جَمِيعَ أُمُورِي ، يا رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَوْلِ الْمُطَّلَعِ ، وَمِنْ شدَّةِ الْمَوْقِفِ يَوْمَ الدِّينِ ، فَإِنَّكَ تُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ لا تُعْرِضْ عَنِّي حِينَ أَدْعُوكَ ، وَلا تصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ حِينَ أَسْأَلُكَ ، فَلا رَبَّ لِي سِواكَ وَأَعْطِنِي مَسْأَلَتِي وَآمِنْ خَوْفِي يَوْمَ أَلْقاكَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي ، فَانِّي ضَعِيفٌ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ بائِسٌ فَقِيرٌ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، اللهُمَّ اكْشِفْ ضُرَّ مَا اسْتَعَذْتُكَ مِنْهُ ، وَأَلْبِسْنِي رَحْمَتَكَ ، وَجَلِّلْنِي ، عافِيَتَكَ وَآمِنِّي بِرَحْمَتِكَ ، فَإِنَّكَ تُجِيرُ وَلا تُجارُ عَلَيْكَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَحْشَةِ الْقَبْرِ وَمِنْ خَلْوَتِهِ وَمِنْ ظُلْمَتِهِ ، وَضِيقِهِ وَعَذابِهِ ، وَمِنْ هَوْلِ ما أَتَخَوَّفُ بَعْدَهُ يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ (١) صَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَنْ تَسْتَجِيبَ لِي دُعائِي ، وَتُعْطِيَنِي سُؤْلِي وَاكْفِنِي مِنْ دُنْيايَ وَآخِرَتِي ، وَارْحَمْ فاقَتِي ، وَاغْفِرْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ ، وَآتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الاخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ.

اللهُمَّ ارْزُقْنِي صِلَةَ قَرابَتِي وَحَجّاً مَقْبُولاً وَعَمَلاً صالِحاً مَبْرُوراً تَرْضاهُ مِمَّنْ عَمِلَ بِهِ ، وَأَصْلِحْ لِي أَهْلِي وَوَلَدِي ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي عَقَباً صالِحاً تُلْحِقُنِي مِنْ دُعائِهِمْ رِضْواناً وَمَغْفِرَةً وَزِيادَةً فِي كَرامَتِكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ

__________________

(١) آل محمد ( خ ل ).

١٢٨

قَدِيرٌ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ وَكُلَّما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رَيْبَةٍ ، أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ ، أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ (١) ، أَوْ بَطَرٍ أَوْ فَخْرٍ ، أَوْ خُيَلاءٍ أَوْ جُبْنٍ أَوْ خِيفَةٍ ، أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ ، أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ ، أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ ، أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيْءٍ مِمَّا لا تُحِبُّ عَلَيْهِ أَوْلِياءَكَ ، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ أَنْ تَمْحُوَ ذلِكَ مِنْ قَلْبِي وَأَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً وَعَدْلاً ، وَرِضا بِقَضائِكَ ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ وَوَجِلاً مِنْكَ ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا وَرَغْبَةً فِيما عِنْدَكَ ، وَثِقَةً بِكَ وَطُمَأْنِينَةً إِلَيْكَ وَتَوْبَةً إِلَيْكَ نَصُوحاً ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً ، فَأَعِنِّي عَلى أَهْوالِ الدُّنْيا وَبَوائِقِ (٢) الدَّهْرِ [ وَنَكَباتِ الزَّمانِ ] (٣) وَكُرُباتِ الاخِرَةِ ، وَمُصِيباتِ اللَّيالِي وَالْأَيَّامِ وَمِنْ شَرِّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الْأَرْضِ ، اللهُمَّ بارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ ، وَرَضِّنِي بِقَضائِكَ ، اللهُمَّ افْتَحْ مَسامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ ، وَارْزُقْنِي شُكْراً وَتَوْفِيقاً وَعِبادَةً وَخَشْيَةً يا رَبَّ الْعالَمِينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ اطَّلِعْ إِلَيَّ الْيَوْمَ اطِّلاعَةً تُدْخِلُنِي بِها الْجَنَّةَ ، اللهُمَّ اسْتَجِبْ دُعائِي وَاقْبَلْهُ مِنِّي ، وَاجْعَلْهُ دُعاءً جامِعاً يُوافِقُ بَعْضُهُ بَعْضاً ، فَانَّ كُلَّ شَيْءٍ عِنْدَكَ بِمِقْدارِ ، اللهُمَّ وَاجْعَلْهُ مِنْ شَأْنِكَ فَإِنَّكَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ.

اللهُمَّ وَاكْتُبْهُ فِي عِلِّيِّينَ فِي كِتابِ لا يُمْحى وَلا يُبَدَّلُ بِأَنْ تَقُولَ : قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ ، وَاسْتَجَبْتُ لَهُ دَعْوَتَهُ وَوَفَّقْتُهُ ، وَاصْطَفَيْتُهُ لِنَفْسِي ، وَكَرَّمْتُهُ وَفَضَّلْتُهُ ، وَعَصَمْتُهُ وَهَدَيْتُهُ ، وَزَكَّيْتُهُ وَأَصْلَحْتُهُ ، وَاسْتَخْلَصْتُهُ وَغَفَرْتُ لَهُ ، وَعَفَوْتُ عَنْهُ ، آمِينَ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ،

__________________

(١) مرح الرجل : اشتدّ فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختر واختال.

(٢) البائقة : الداهية.

(٣) من البحار.

١٢٩

فِي خَلاصِي وَخَلاصِ والِدَيَّ وَما وَلَدا وَأَهْلِي وَوَلَدِي وَجَمِيعِ ذُرِّيَّةِ أَبِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ، وَكُلِّ والِدٍ لِي دَخَلَ فِي الإِسْلامِ ، مِنْ أَهْوالِ يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَمِنْ هُمُومِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَأَهْوالِها.

وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي عِزَّها ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّها ، وَتُثَبِّتَنِي بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الآخِرَةِ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً وَحَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ كُلِّ جَبّارٍ عَنِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ وَشَدِيدٍ ، وَمِنْ شَرِّ السَّأمَّةِ وَالْهامَّةِ (١) وَاللاّمَّةِ (٢) وَالْخاصَّةِ وَالْعامَّةِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَمِنْ شَرِّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالانْسِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى خَيْرٍ مَخْلُوقٍ دَعا إِلى خَيْرِ مَعْبُودٍ ، اللهُمَّ رَبَّنا وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

اللهُمَّ وَما كانَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ عَمَلٍ صالِحٍ أَسْأَلُكَ بِهِ ، وَأَكُونُ فِي رِضْوانِكَ وَعافِيَتِكَ ، وَما صَلُحَ مِنْ ذلِكَ مِنَ الْبَرِّ ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ ، إِنِّي إِلَيْكَ راغِبٌ وَبِكَ مُسْتَجِيرٌ.

اللهُمَّ مَا اسْتَعْفَيْتُكَ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَسْتَعْفِكَ مِنْهُ وَتُوجِبُ عَلَيَّ بِهِ النَّارَ وَسَخَطَكَ فَاعْفُنِي مِنْهُ ، وَما عُذْتُ مِنَ الْمَخازِي يَوْمَ الْقِيامَةِ وَسُوءِ الْمُطَّلَعِ إِلى ما فِي الْقُبُورِ فَأَعِذْنِي مِنْهُ ، اللهُمَّ وَما أَنْدَمُ عَلَيْهِ مِنْ فِعْلِي لَهُ وَأُجازِي عَلَيْهِ يَوْمَ الْمَعادِ أَوْ تَرانِي فِي الدُّنْيا عَلَى الْحالِ الَّتِي تُورِثُ سَخَطَكَ ، فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تُعَظِّمَ عافِيَتِي مِنْ جَمِيعِ ذلِكَ يا وَلِيَّ الْعافِيَةِ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

وَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ مَعَ ذلِكَ الْعافِيَةَ مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ ، وَسُوءِ الْقَضاءِ وَشَماتَةِ

__________________

(١) الهامة : كل ذات سم يقتل ، جمع هوام ، امّا ما يسمّ ولا يقتل فهو السأمة كالعقرب والزنبور.

(٢) اللامة : مرض شبه الجنون.

١٣٠

الْأَعْداءِ ، وَأَنْ تَحْمِلَنِي بِما لا طاقَةَ لِي بِهِ وَأَنْ لا تُسَلِّطَ عَلَيَّ ظالِمِي بِما لا طاقَةَ لِي بِهِ ، وَتُناقِشَنِي فِي الْحِسابِ يَوْمَ الْحِسابِ مُناقَشَةً بِمَساوِيَّ أَحْوَجَ ما أَكُونُ إِلى عَفْوِكَ وَتَجاوُزِكَ ، أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تُعَظِّمَ عافِيَتِي فِي جَمِيعِ ذلِكَ ، يا وَلِيَّ الْعافِيَةِ ، أَيْ مَنْ عَفا عَنِ السَّيِّئاتِ وَلَمْ يُجازِ بِها ، ارْحَمْ عَبْدَكَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، نَفْسِي نَفْسِي ارْحَمْ عَبْدَكَ يا سَيِّداهُ ، عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ يا مُنْتَهى رَغْبَتاهُ ، يا مُجْرِي الدَّمِ فِي عُرُوقِي ، عَبْدَكَ عَبْدَكَ يا سَيِّداهُ ، [ عَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ] ، (١) يا مالِكَ عَبْدِهِ ، يا سَيِّداهُ ، يا مالِكاهُ ، يا هُوَ يا رَبّاهُ ، لا حِيلَةَ لِي وَلا غِنى بِي عَنْ نَفْسِي ، وَلا أَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَلا رَجاءً لِي وَلا أَجِدُ أَحَداً أُصانِعُهُ (٢) ، تَقَطَّعَتْ أَسْبابُ الْخَدائِعِ وَاضْمَحَلَّ عَنِّي كُلُّ باطِلٍ ، أَفْرَدَنِيَ الدَّهْرُ إِلَيْكَ فَقُمْتُ هذا الْمَقامَ ، إِلهِي بِعِلْمِكَ.

فَكَيْفَ أَنْتَ صانِعٌ بِي ، لَيْتَ شِعْرِي وَلا أَشْعُرُ ، كَيْفَ تَقُولُ لِدُعائِي؟

أَتَقُولُ : نَعَمْ ، أَوْ تَقُولُ : لا ، فَانْ قُلْتَ : لا ، فَيا وَيْلَتاهُ يا وَيْلَتاهُ يا وَيْلَتاهُ ، يا عَوْلَتاهُ يا عَوْلَتاهُ يا عَوْلَتاهُ ، يا شَقْوَتاهُ يا شَقْوَتاهُ يا شَقْوَتاهُ ، يا ذُلاَّهُ يا ذُلاَّهُ يا ذُلاَّهُ.

إِلَى مَنْ ، وَعِنْدَ مَنْ أَوْ كَيْفَ ، أَوْ بِماذا ، أَوْ إِلى أَيِّ شَيْءٍ ، وَمَنْ أَرْجُو ، أَوْ مَنْ يَعُودُ عَلَيَّ إِنْ رَفَضْتَنِي ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، وَإِنْ قُلْتَ : نَعَمْ ، كَما الظَّنُّ بِكَ ، فَطُوبى لِي أَنَا السَّعِيدُ ، فَطُوبى لِي أَنَا الْمَرْحُومُ.

أَيا مُتَرَحِّمُ ، أَيا مُتَعَطِّفُ ، أَيا مُحْيِي ، أَيا مُتَمَلِّكُ ، أَيا مُتَسَلِّطُ! لا عَمَلَ لِي أَرْجُو بِهِ نَجاحَ حاجَتِي ، وَلا أَحَدٌ أَنْفَعُ لِي مِنْكَ ، يا مَنْ عَرَّفَنِي نَفْسَهُ ، يا مَنْ أَمَرَنِي بِطاعَتِهِ ، يا مَدْعُوُّ يا مَسْئُولُ أَيا (٣) مَطْلُوبٌ إِلَيْهِ.

رَفَضْتُ وَصِيَّتَكَ ، وَلَوْ أَطَعْتُكَ لَكَفَيْتَنِي ما قُمْتُ إِلَيْكَ فِيهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ

__________________

(١) من البحار.

(٢) صانعه : داهنه ، رشاه.

(٣) يا ( خ ل ).

١٣١

أَقُومَ ، وَأَنَا مَعَ مَعْصِيَتِي لَكَ راجٍ ، فَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ ما رَجَوْتُهُ ، وَارْدُدْ يَدِي مِلءَ مِنْ خَيْرِكَ بِحَقِّكَ يا سَيِّدِي يا وَلِيِّي أَنَا مَنْ قَدْ عَرَفْتَ ، شَرُّ عَبْدٍ ، وَأَنْتَ خَيْرُ رَبٍّ ، يا مَخْشِيَّ الانْتِقامِ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ.

يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا مُحِيطُ بِمَلَكُوتِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، أَصْلِحْنِي لِدُنْيايَ ، وَأَصْلِحْنِي لاخِرَتِي ، وَأَصْلِحْنِي لِأَهْلِي ، وَأَصْلِحْنِي لِوَلَدِي وَأَصْلِحْ لِي ما خَوَّلْتَنِي (١) يا إِلهِي ، وَأَصْلِحْنِي مِنْ خَطايايَ.

يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بإجابَتِكَ ، وَصَلِّ اللهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ ما حُلْتَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْباطِلِ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثمّ تقول :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، هُوَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ ، مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ.

الم اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ ، الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ.

شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ ، اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً.

__________________

(١) خوّلته : ملكته.

١٣٢

ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ، اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ.

قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ، وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ.

لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ (١) حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللهِ وَأَنْ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ ، أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ ، اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى.

إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ، إِنَّما إِلهُكُمُ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً ، وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ.

وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ (٢) عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ.

فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ

__________________

(١) عنت : وقع في أمر شاق.

(٢) نقدر : نضيق.

١٣٣

الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ، يا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ، إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ.

ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ، غافِرِ الذَّنْبِ وَقابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ، ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ، تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ.

لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَاللهُ يَعْلَمُ مُتَقَلِّبَكُمْ وَمَثْواكُمْ.

لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ، هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ.

هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ، هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ، رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ، وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ـ تقوله سبعا.

ثمّ تقول :

آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما انْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ ، وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما اوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما اوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ.

رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١) ،

__________________

(١) شطط : أفرط ، تباعد عن الحق.

١٣٤

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ وَصَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

ثم تقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ مِنْ خَلْقِهِ ، وَأَمِينِهِ عَلى وَحْيِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ ، أَنْتَ حُجَّةُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِيُّ نَبِيِّهِ وَالْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فِي أُمَّتِهِ ، لَعَنَ اللهُ أُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ ، وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ ، أَنَا بَرِيءٌ مِنْهُمْ ، وَمِنْ شِيعَتِهِمْ إِلَيْكَ.

السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ الْبَتُولُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَيْنَ نِساءِ الْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكِ وَعَلَيْهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ ، لَعَنَ اللهُ امَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ اللهُ لَكِ حَلالاً ، أَنَا بَرِيءٌ إِلَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدِ الْحَسَنَ الزَّكِيَّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ ، لَعَنَ اللهُ امَّةً قَتَلَتْكَ وَبايَعَتْ فِي أَمْرِكَ وَشايَعَتْ انَا بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلى أَبِيكَ وَجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، لَعَنَ اللهُ امَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ امَّةً قَتَلَتْكَ وَاسْتَباحَتْ حَرِيمَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ ، أَنَا بَرِيءٌ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ، السَّلامُ

١٣٥

عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبَا الْقاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ.

يا مَوالِيَّ كُونُوا شُفَعائِي فِي حَطِّ وزْرِي وَخَطايايَ ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما انْزِلَ إِلَيْكُمْ وَأَتَوالى آخِرَكُمْ بِما أَتَوالى بِهِ أَوَّلَكُمْ ، وَبَرِئْتُ مِنَ الْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالْعُزّى.

يا مَوالِيَّ ، أَنَا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ ، وَوَلِيٌّ لِمَنْ والاكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ ، وَلَعَنَ اللهُ ظالِميكُمْ وَغاصِبِيكُمْ وَلَعَنَ اللهُ أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَهْلَ مَذْهَبِهِمْ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ.

اللهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً وَاشْهِدُ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلِيّاً وَالثَّمانِيَةَ مِنْ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَالْأَرْبَعَةِ الْأَمْلاكِ خَزَنَةَ عِلْمِكَ ، أَنِّي بَرِيءٌ (١) مِنْ أَعْدائِهِمْ وَأَنَّ فَرْضَ صَلَواتِي لِوَجْهِكَ ، وَنَوافِلِي وَزَكَواتِي وَما طابَ مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ عِنْدَكَ ، فَعَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ.

اللهُمَّ أَقْرِرْ (٢) عَيْنِي بِصَلاتِهِ وَصَلاةِ أَهْلِ بَيْتِهِ ، وَاجْعَلْ ما هَدَيْتَنِي إِلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ وَالْمَعْرِفَةِ بِهِمْ مُسْتَقَرّاً لا مُسْتَوْدَعاً ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ وَعَرِّفْنِي نَفْسَكَ وَعَرِّفْنِي رُسُلَكَ ، وَعَرِّفْنِي مَلائِكَتَكَ ، وَعَرِّفْنِي وُلاةَ أَمْرِكَ ، اللهُمَّ إِنِّي لا آخذُ إِلاّ ما أَعْطَيْتَ ، وَلا واقٍ إِلاّ ما وَقَيْتَ ، اللهُمَّ لا تَحْرِمْنِي مَنازِلَ أَوْلِيائِكَ وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَأْفَةً وَرُشْداً ، اللهُمَّ وَعَلِّمْنِي ناطِقَ التَّنْزِيلِ وَخَلِّصْنِي مِنَ الْمَهالِكِ.

اللهُمَّ وَخَلِّصْنِي مِنَ الشَّيْطانِ وَحِزْبِهِ ، وَمِنَ السُّلْطانِ وَجُنْدِهِ ، وَمِنَ الْجِبْتِ

__________________

(١) انّي أبرئ ( خ ل ).

(٢) أقرّ ( خ ل ).

١٣٦

وَأَنْصارِهِ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ الْمَحْمُودِ ، وَبِعَلِيٍّ الْمَقْصُودِ ، وَبِحَقِّ شبرٍ وَشبيرٍ ، وَبِحَقِّ أَسْمائِكَ الْحُسْنى صَلِّ عَلى أَفْضَلِ الصَّفْوَةِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَأَنْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ ، يا سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ ، يا مَوْلاهُ يا مَوْلاهُ يا مَوْلاهُ ، يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ ، وَيا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ ، وَيا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ، اللهُمَّ اجْعَلْهُ مَوْقِفاً مَحْمُوداً وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا ، وَأَشْرِكْنا فِي صالِحِ دُعاءِ مَنْ دَعاكَ بِمِنى وَعَرَفاتٍ وَمُزْدَلَفَةِ وَعِنْدَ قَبْرِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعِنْدَ زَمْزَمَ وَالْمَقامِ.

اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَيْثُ رَفَعْتَ أَقْدارَنا عَنْ شَدِّ الزَّنانِيرِ (١) فِي الْأَوْساطِ وَالْخَواتِيمِ فِي الْأَعْناقِ ، وَلَكَ الْحَمْدُ حَيْثُ لَمْ تَجْعَلْنا زَنادِقَةً مُضِلِّينَ ، وَلا مُدَّعِيَةً شاكِّينَ مُرْتابِينَ وَلا مُعارِضِينَ ، وَلا عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مُنْحَرِفِينَ ، وَلا بَيْنَ عِبادِهِ مَشْهُورِينَ.

اللهُمَّ كَما بَلَّغْتَنا هذَا الْيَوْمَ الْمُبارَكَ مِنْ شَهْرِنا وَسَنَتِنا هذِهِ الْمُبارَكَةِ ، فَبَلِّغْنا آخِرَها فِي عافِيَةٍ وَبَلِّغْنا أَعْواماً كَثِيرَةً بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ ، يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ ، يا سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ ، يا مَوْلاهُ يا مَوْلاهُ يا مَوْلاهُ.

اللهُمَّ وَما قَسَمْتَ لِي فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي هذَا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ السَّنَةِ ، مِنْ خَيْرٍ أَوْ بَرَكَةٍ أَوْ عافِيَةٍ ، أَوْ مَغْفِرَةٍ أَوْ رَأْفَةٍ أَوْ رَحْمَةٍ ، أَوْ عِتْقٍ مِنَ النّارِ أَوْ رِزْقٍ واسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ ، أَوْ تَوْبَةٍ نَصُوحٍ ، فَاجْعَلْ لَنا فِي ذلِكَ أَوْفَرَ النَّصِيبِ وَأَجْزَلِ الْحَظِّ.

اللهُمَّ ما أَنْزَلْتَ فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي هذَا الْيَوْمِ وَفِي هذَا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ

__________________

(١) الزّنارج الزنانير ، الزنارة : ما يشدّ على الوسط.

١٣٧

السَّنَةِ ، مِنْ حَرَقٍ أَوْ شَرَقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ هَدَمٍ أَوْ رَدْمٍ (١) ، أَوْ خَسْفٍ أَوْ قَذْفٍ ، أَوْ رَجْفٍ (٢) أَوْ مَسْخٍ أَوْ صَيْحَةٍ ، أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ فِتْنَةٍ ، أَوْ صاعِقَةٍ أَوْ بَرَدٍ ، أَوْ جُنُونٍ أَوْ جُذامٍ ، أَوْ بَرَصٍ أَوْ أَكْلِ سَبُعٍ أَوْ مَيْتَةَ سُوءٍ ، وَجَمِيعِ أَنْواعِ الْبَلاءِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، فَاصْرِفْهُ عَنّا كَيْفَ شِئْتَ ، وَأَنّى شِئْتَ ، وَعَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ فِي كُلِّ دارٍ وَمَنْزِلٍ فِي شَرْقِ الْأَرْضِ وَغَرْبِها.

عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَلا إِلهَ غَيْرُكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ، عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ ، رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَةُ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَأَنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها ، وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ ، وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، عَلَيْها أَحْيى ، وَعَلَيْها أَمُوتُ ، وَعَلَيْها ابْعَثُ حَيّاً إِنْ شاءَ اللهُ.

رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً ، وَبِالإِسْلامِ دِيناً ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً ، وَبِعَلِيٍّ وَلِيّاً ، وَبِالْقُرْآنِ كِتاباً ، وَبِالْكَعْبَةِ قِبْلَةً ، وَبإِبْراهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَباً ، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً ، وَبِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ لِلْحَقِّ واضِحاً ، وَلِلْجَنَّةِ وَالنّارِ قاسِماً ، وَبِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ شِيعَتِهِ إِخْواناً.

لا أُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيّاً وَلا أَدَّعِي مَعَهُ إِلهاً ، لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً واحِداً فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.

اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْعَظِيمِ مِنْ آلائِكَ ، وَالْقَدِيمِ مِنْ نَعْمائِكَ ، وَالْمَخْزُونِ مِنْ أَسْمائِكَ ، وَما وارَتِ الْحُجُبُ مِنْ بَهائِكَ ، وَمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ

__________________

(١) الردم : ما يسقط من الحائط المتهدّم.

(٢) رجف : تحرك ، الرجفة : الزلزلة.

١٣٨

مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَرْحَمَ هذِهِ النَّفْسَ الْجَزُوعَةَ ، وَهذَا الْبَدَنَ الْهَلُوعَ (١) الَّذِي لا يُطِيقُ حَرَّ شَمْسِكَ ، فَكَيْفَ يُطِيقُ حَرَّ نارِكَ ، إِنْ تُعاقِبْنِي لا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ شَيْءٌ ، وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي لا يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِكَ شَيْءٌ.

أَنْتَ يا رَبِّ أَرْحَمُ ، وَبِعِبادِكَ أَعْلَمُ ، وَبِسُلْطانِكَ أَرْأَفُ ، وَبِمُلْكِكَ أَقْدَمُ ، وَبِعَفْوِكَ أَكْرَمُ ، وَعَلى عِبادِكَ أَنْعَمُ ، لا يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ طاعَةُ الْمُطِيعِينَ ، وَلا يَنْقُصُ مِنْهُ مَعْصِيَةُ الْعاصِينَ (٢) ، وَاعْفُ عَنِّي يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمِينَ ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

أَلُوذُ بِعِزَّتِكَ ، وَأَسْتَظِلُّ بِفِنائِكَ ، وَأَسْتَجِيرُ بِقُدْرَتِكَ ، وَأَسْتَغِيثُ بِرَحْمَتِكَ ، وَأَعْتَصِمُ بِحَبْلِكَ ، وَلا أَثِقُ إِلاّ بِكَ ، وَلا أَلْجَأ إِلاّ إِلَيْكَ ، يا عَظِيمَ الرَّجاءِ ، يا كاشِفَ الْبَلاءِ ، وَيا أَحَقَّ مَنْ تَجاوَزَ وَعَفى.

اللهُمَّ إِنَّ ظُلْمِي مُسْتَجِيرٌ بِعَفْوِكَ ، وَخَوْفِي مُسْتَجِيرٌ بِأَمانِكَ ، وَفَقْرِي مُسْتَجِيرٌ بِغِناكَ ، وَوَجْهِيَ الْبالِي الْفانِي مُسْتَجِيرٌ بِوَجْهِكَ الدّائِمِ الْباقِي ، الَّذِي لا يَفْنى وَلا يَزُولُ ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ ، لا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا.

وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا أَكْبَرَ هَمِّنا ، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِنا ، وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِنا ، وَبِغِناكَ عَلى فَقْرِنا ، وَأَعِذْنا مِنَ الْأَذى وَالْعِدى وَالضُّرِّ وَسُوءِ الْقَضاءِ وَشَماتَةِ الْأَعْداءِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْمالِ وَالدِّينِ وَالْأَهْلِ وَالْوَلَدِ ، وَعِنْدَ مُعايَنَةِ الْمَوْتِ.

اللهُمَّ يا رَبِّ نَشْكُوا غَيْبَةَ نَبِيِّنا عَنّا ، وَقِلَّةَ ناصِرِنا ، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا ، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا ، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا ، وَتَظاهُرَ الْخَلْقِ عَلَيْنا ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَفَرِّجْ ذلِكَ بِفَرَجٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ ، وَضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَحَقٍّ تُظْهِرُهُ.

اللهُمَّ وَابْعَثْ بِقائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله لِلنَّصْرِ لِدِينِكَ ، وَإِظْهار حُجَّتِكَ ، وَالْقِيامِ بِأَمْرِكَ ، وَتَطْهِيرِ أَرْضِكَ مِنْ أَرْجاسِها بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرّاحِمِينَ.

__________________

(١) الهلوع : من يفزع.

(٢) المذنبين ( خ ل ).

١٣٩

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُوالِي لَكَ عَدُوّاً أَوْ أُعادِي لَكَ وَلِيّاً ، أَوْ أَسْخَطَ لَكَ رِضا ، أَوْ أَرْضى لَكَ سَخَطاً ، أَوْ أَقُولَ لِحَقٍّ : هذا باطِلٌ ، أَوْ أَقُولَ لِباطِلٍ : هذا حَقٌّ ، أَوْ أَقُولَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا : هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ (١).

ومن الدعوات في يوم عرفة ، المرويات عن الصّادق عليه أفضل الصلاة فقال : تكبّر الله مائة مرة ، وتهلّله مائة مرّة ، وتسبّحه مائة مرّة ، وتقدّسه مائة مرّة ، وتقرء آية الكرسي مائة مرّة ، وتصلّي على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مائة مرّة ، ثمّ تبدأ بالدّعاء ، فتقول :

إِلهِي وَسَيِّدِي ، وَعِزَّتِكَ وَجَلالِكَ ما أَرَدْتُ بِمَعْصِيَتِي لَكَ مُخالَفَةَ أَمْرِكَ ، بَلْ عَصَيْتُ إِذْ عَصَيْتُكَ وَما أَنَا بِنَكالِكَ (٢) جاهِلٌ ، وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ ، وَلكِنْ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ، وَغَلَبَتْ عَلَيَّ شِقْوَتِي ، وَأَعانَنِي عَلَيْهِ عَدُوُّكَ وَعَدُوِّي ، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُسْبَلُ (٣) عَلَيَّ ، فَعَصَيْتُكَ بِجَهْلِي ، وَخالَفْتُكَ بِجُهْدِي.

فَالآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يُنْقِذُنِي ، وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي ، أَنَا الْغَرِيقُ الْمُبْتَلى ، فَمَنْ سَمِعَ بِمِثْلِي أَوْ رَأى مِثْلَ جَهْلِي ، لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ يُنْجِينِي ، وَلا عَشِيرَةَ تَكْفِينِي ، وَلا مالَ يُفْدِينِي.

فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي لأَطْلُبَنَّ إِلَيْكَ ، وَعِزَّتِكَ يا مَوْلايَ لأَتَضَرَّعَنَّ إِلَيْكَ ، وَعِزَّتِكَ يا إِلهِي لُالِحَّنَّ عَلَيْكَ ، وَعِزَّتِكَ يا إِلهِي لَأَبْتَهِلَنَّ إِلَيْكَ ، وَعِزَّتِكَ يا رَجائِي لَأَمُدَّنَّ يَدِي مَعَ جُرْمِها إِلَيْكَ.

إِلهِي فَمَنْ لِي ، مَوْلايَ فَبِمَنْ أَلُوذُ؟ سَيِّدِي فَبِمَنْ أَعُوذُ؟ أَمَلِي فَمَنْ أَرْجُو؟ أَنْتَ أَنْتَ انْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، يا أَحَدَ مَنْ لا أَحَدَ

__________________

(١) عنه البحار ٩٨ : ٢٣٨ ـ ٢٥٥ ، عنه بعضه البحار ١٠١ : ٣٧٥.

(٢) النكال : العقوبة.

(٣) اسبل الستر : أرخاه.

١٤٠