الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة - ج ٢

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: جواد القيّومي الاصفهاني
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ٢
ISBN: 964-424-300-5
الصفحات: ٥١٥

وَلا قابِضَ لِما بَسَطْتَ ، وَلا باسِطَ لِما قَبَضْتَ. (١)

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ الْغِنى يَوْمَ الْعِيلَةِ ، وَالامْنَ يَوْمَ الْخَوْفِ ، وَأَسْأَلُكَ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ الَّذِي لا يَزُولُ وَلا يَحُولُ (٢).

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ ، وَاسْتَجِيرُ بِكَ مِمَّا اسْتَجارَ بِكَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ ، اللهُمَّ انْتَ رَبِّي فَيَسِّرْ لِي امْرِي ، وَوَفِّقْنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ ، وَادْفَعْ عَنِّي السُّوءَ كُلَّهُ ، وَاكْفِنا شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي بِهِ قِوامُ الدِّينِ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي قامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تُحْيِي بِهِ الْمَوْتى ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ اجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ اعْطَيْتَ ، وَبِالتَّوْراةِ وَالانْجِيلِ (٣) وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ ، انْ تُعْتِقَنِي مِنَ النّارِ عِتْقاً ثابِتاً لا أَعُودُ لِاثْمٍ بَعْدَهُ أَبَداً.

اللهُمَّ اذْكُرْنِي بِرَحْمَتِكَ وَلا تُدْرِكْنِي (٤) بِخَطِيئَتِي ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ انِّي الَيْكَ راغِبٌ ، وَاجْعَلْ دُعائِي وَعَمَلِي خالِصاً [ لَكَ ] (٥) ، وَاجْعَلْ ثَوابَ مَنْطِقِي وَمَجْلِسِي رِضاكَ عَنِّي ، وَاجْعَلْ ثَوابِي مِنْ ذلِكَ الْجَنَّةَ بِقُدْرَتِكَ ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ انِّي الَيْكَ راغِبٌ.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ وَما اخَّرْتُ (٦) ، وَما اعْلَنْتُ وَما اسْرَرْتُ ، وَما انْتَ اعْلَمُ بِهِ مِنِّي انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، اللهُمَّ وَما كانَ مِنْ خَيْرٍ فَارْزُقْنِي الْمُداوَمَةَ عَلَيْهِ وَالزِّيادَةَ مِنْهُ ، حَتّى تُبَلِّغَنِي بِذلِكَ جَسِيمَ الْخَيْرِ عِنْدَكَ ، وَتَجْعَلَهُ لِكُلِّ خَيْرٍ

__________________

(١) في البحار زيادة : اللهم ابسط علينا بركاتك وفضلك ورحمتك ورزقك.

(٢) لا يحول : لا يتغيّر.

(٣) في البحار زيادة : والزبور.

(٤) في البحار : لا تذكرني.

(٥) من البحار.

(٦) ما قدّمت ، أي ما فعلته في حياتي ، وما أخّرت أي ما أوصيت به بعد وفاتي.

٢٢١

تَبَعاً (١) وَنَجاةً مِنْ كُلِّ تَبِعَةٍ.

اللهُمَّ ارْزُقْنِي الصَّوْمَ وَالصَّلاةَ وَالْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ وَصِلَةَ الرَّحِمِ ، وَعَظِّمْ وَوَسِّعْ رِزْقِي وَرِزْقَ عِيالِي ، انْتَ اللهُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَانْتَ اللهُ بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ اعْطِنِي اشْرَفَ الْعَطِيَّةِ ، وَاجِرْنِي مِنْ جَهْدِ (٢) الْبَلاءِ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ ، وَاعِذْنِي مِنْ عَذابِكَ الْواقِعِ ، وَارْزُقْنِي مِنْ رِزْقِكَ الْواسِعِ ، آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ.

اللهُمَّ انِّي ادْعُوكَ دُعاءَ عَبْدٍ اشْتَدَّتْ (٣) فاقَتُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ ، دُعاءَ مَنْ لَيْسَ لَهُ رَبٌّ غَيْرُكَ ، وَلا إِلهَ إِلاّ انْتَ ، وَلا مَفْزَعَ الاّ الَيْكَ ، وَلا مُسْتَغاثَ الاّ بِكَ ، وَلا ثِقَةَ لَهُ غَيْرُكَ ، وَلا حَوْلَ لَهُ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ.

ادْعُوكَ [ يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ وَ ] (٤) يا خَيْرَ مَنْ أَجابَ ، وَيا خَيْرَ مَنْ تَضَرَّعَ إِلَيْهِ ، [ وَيا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَيا خَيْرَ مَنْ أَعْطى وَيا خَيْرَ مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ ] (٥).

ادْعُوكَ يا خَيْرَ مَنْ رُفِعَتْ إِلَيْهِ الايْدِي ، وَادْعُوكَ يا ذَا الْقُوَّةِ وَالْقُدْرَةِ (٦) ، وَادْعُوكَ يا ذَا الْعِزَّةِ وَالْجَلالِ ، وَادْعُوكَ يا ذَا الْبَهْجَةِ وَالْجَمالِ ، وَادْعُوكَ يا ذَا الْمُلْكِ (٧) وَالسُّلْطانِ ، وَادْعُوكَ يا رَبِّ الأَرْبابِ. وَادْعُوكَ يا سَيِّدَ السّاداتِ ، وَادْعُوكَ بِلا إِلهَ إِلاّ انْتَ.

وَادْعُوكَ يا احْكَمَ الْحاكِمِينَ ، وَيا دَيَّانَ الدِّينِ (٨) ، وَيا قائِماً بِالْقِسْطِ (٩) ،

__________________

(١) التبع بالتحريك التابع.

(٢) الجهد : المشقّة.

(٣) في البحار : قد اشتدت.

(٤) ـ من البحار.

(٥) ـ من البحار.

(٦) المغفرة ( خ ل ).

(٧) ذا العزة ( خ ل ).

(٨) ديان الدين : معطي الجزاء أو الحاكم يوم الجزاء.

(٩) القسط : العدل.

٢٢٢

يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَيا اسْمَعَ السّامِعِينَ وَيا أَبْصَرَ النّاظِرِينَ يا قَرِيبُ يا مُجِيبُ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ حَمَلَةِ عَرْشِكَ وَبِحَقِّ الْمَلائِكَةِ ، وَبِحَقِّ الرّاكِعِينَ وَالسّاجِدِينَ لَكَ ، وَبِحَقِّ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالصّالِحِينَ ، وَبِحَقِّ السّائِلِينَ وَالْمَحْرُومِينَ (١) وَبِحَقِّكَ الْعَظِيمِ (٢) ، وَبِحَقِّكَ عَلى خَلْقِكَ اجْمَعِينَ.

وَبِأَنَّكَ انْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تُعْتِقَنِي مِنَ النّارِ ، وَتَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي يا رَحْمانُ ، وَتُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي وَضِيقَ صَدْرِي ، وَتَكْشِفَ ضُرِّي وَتُيَسِّرَ لِي امْرِي ، وَتُبَلِّغَنِي غايَةَ امَلِي سَرِيعاً عاجِلاً ، انَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

اللهُمَّ انَّنِي اذْكُرُ ذُنُوبِي وَاعْتَرِفُ بِخَطايايَ وَسُوءِ عَمَلِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَظُلْمِي قَبْلَ اللِّقاءِ ، وَقَبْلَ انْ يُؤْخَذَ بِكَظْمِي (٣) ، وَاعْتَرَفْتُ انِّي مَأْخُوذٌ بِذُنُوبِي وَبِخَطايايَ ، وَمُجازىً بِكَسْبِي وَمُحاسَبٌ بِعَمَلِي ، فَاسْتَعْفَتْ (٤) مِنْهُنَّ نَفْسِي ، وَوَجِلَتْ مِنْهُنَّ قَلْبِي ، وَوَهنَ مِنْهُنَّ عَظْمِي ، وَسَهَرَتْ مِنْهُنَّ عَيْنِي ، وَبَكَتْ حَتّى بَلَّ الدُّمُوعُ خَدِّي وَضاقَتْ عَلَيَّ الارْضُ بِما رَحُبَتْ.

رَبِّ فَأَوْسِعْ عَلى ذُنُوبِي بِرَحْمَتِكَ ، وَعَلى خَطايايَ بِمَغْفِرَتِكَ ، وَعَلى سُوءِ عَمَلِي بِعَفْوِكَ ، وَعَلى إِساءَتِي بِحِلْمِكَ ، وَعَلى إِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَظُلْمِي بِها بِتَجاوُزِكَ ، اللهُمَّ تَفَضَّلْ عَلَيَّ بِحِلْمِكَ ، وَعُدْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ.

وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَحابِّكَ مِنَ الأَعْمالِ الصّالِحَةِ الَّتِي تُحِبُّ وَتَرْضى ، وَتَقَبَّلْها فِيما يُرْفَعُ الَيْكَ مِنَ الأَعْمالِ الصّالِحَةَ الَّتِي تُرْضِيكَ

__________________

(١) بحق السائلين والمحرومين : أي الفقراء الذين يسألون والذين لا يسألون فيحسبهم الناس أغنياء فيحرمون.

(٢) بحقك العظيم عليّ ( خ ل ).

(٣) أخذ بكظمه : كربه وغمّه.

(٤) اعفني عن الخروج معك : دعني منه.

٢٢٣

عَنِّي حَتّى تَجْعَلَنِي رَفِيقاً لِابْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَإلِهِ وَجَمِيعِ (١) النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَالأَئِمَّةِ الصّادِقِينَ ، رَبِّ قَدْ امِنَتْ نَفْسِي مِنْ عَذابِكَ ، وَرَضِيَتْ مِنْ ثَوابِكَ ، وَاطْمَأَنَّتْ الى دارِكَ دارِ السَّلامِ الَّتِي لا يَمَسُّنِي فِيها نَصَبٌ وَلا لُغُوبٌ (٢).

اللهُمَّ لا تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلا تُؤْمِنِّي مَكْرَكَ وَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلا تُزِلْ عَنِّي خَيْرَكَ ، وَلا تَكْشِفْ عَنِّي سِتْرَكَ ، وَلا تُلْهِنِي عَنْ ذِكْرِكَ ، وَلا تَجْعَلْ عِبادَتِي لِغَيْرِكَ ، وَلا تَحْرِمْنِي ثَوابَكَ وَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ الْمَساجِدِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُكَ ، وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الْغافِلِينَ عَنْ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ (٣).

وَلا تَحْرِمْنِي الْعَمَلَ بِطاعَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي وَجِلاً مِنْ عَذابِكَ ، خائِفاً مِنْ عِقابِكَ ، وَاجْعَلْ عَيْنِي باكِيَةً لِخَشْيَتِكَ ، وَاجْعَلْنِي أُحِبُّكَ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَاجْعَلْنِي اسْجُدُ فِي مَواطِنِ صِدْقٍ تُرْضِيكَ عَنِّي ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ سَيِّئاتِ عَمَلِي ، وَمِنَ النَّدَمِ وَالسَّدَمِ (٤) ، وَمِنَ الْحَرَقِ وَالْغَرَقِ ، وَمِنَ الأَشَرِ وَالْبَطَرِ ، وَمِنْ غَلَبَةِ الْعَدُوِّ وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ ، وَمِنْ وَعَثْاءِ السَّفَرِ (٥) ، وَكَآبَةِ الْمَرَضِ ، وَمِنْ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ (٦) ، وَمِنَ الإِصْرارِ عَلَى الْفَواحِشِ ، ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ (٧) ، وَمِنْ جُهْدِ الْبَلاءِ ، وَمِنْ عَمَلٍ لا تُحِبُّ وَلا تَرْضى ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدى وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَالرَّدى (٨).

اللهُمَّ انِّي كُنْتُ عَمِياً (٩) فَبَصَّرْتَنِي ، وَضَعِيفاً فَقَوَّيْتَنِي ، وَجاهِلاً فَعَلَّمْتَنِي ،

__________________

(١) وعلى جميع النبيّين ( خ ل ).

(٢) النصب ، العناء ، لغب : تعب واعيا أشد الإعياء.

(٣) اسمك ( خ ل ).

(٤) السّدم : الهم أو مع ندم أو غيظ مع حزن.

(٥) وعث الطريق : تعسر سلوكه.

(٦) سوء المنقلب : أي الانقلاب إلى الآخرة أو إلى الوطن.

(٧) ما ظهر منها وما بطن : أي أفعال الجوارح والقلوب.

(٨) الردى : الهلاك.

(٩) رجل عمي القلب : جاهل ـ الصحاح.

٢٢٤

وَعائِلاً فَآوَيْتَنِي ، وَيَتِيماً فَكَفَّلْتَنِي ، وَفَقِيراً فَاغْنَيْتَنِي ، وَوَحِيداً فَكَثَّرْتَنِي ، ثُمَّ عَلَّمْتَنِي الْقُرْآنَ وَهَدَيْتَنِي لِلصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى نَعْمائِكَ عِنْدِي ، فَاسْأَلُكَ يا رَبِّ انْ تُدارِكَنِي سَعَةُ رَحْمَتِكَ الَّتِي سَبَقَتْ غَضَبَكَ ، وَحِلْمُكَ وَعَفْوُكَ وَمَغْفِرَتُكَ يا خَيْرَ الْغافِرِينَ.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَطَهِّرْ قَلْبِي ، وَاشْرَحْ صَدْرِي وَاعِنِّي عَلى ما عَلَّمْتَنِي ، وَفَرِّجْ هَمِّي ، وَاصْرِفْ عَنِّي كُلَ (١) مَكْرُوهٍ ، وَاصْرِفِ الأَسْواءَ وَالْمَكارِهَ عَنِّي ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي حَسَناتِي ، وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الذَّي كانُوا يُوعَدُونَ.

وَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ انْ تُحَبِّبَ الَيَّ ما احْبَبْتَ وَتُبَغِّضَ الَيَّ ما كَرِهْتَ ، وَتُحَبِّبَ الَيَّ رِضْوانَكَ ، وَتُبَغِّضَ الَيَّ مُخالَفَتَكَ وَعِصْيانَكَ ، وَتَسْتَعْمِلْنِي فِي الْباقِياتِ الصّالِحاتِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدّاً (٢).

اللهُمَّ الْهِمْنِي شُكْرَكَ ، وَعَلِّمْنِي حُكْمَكَ ، وَفَقِّهْنِي فِي دِينِكَ ، وَوَفِّقْنِي لِعِبادَتِكَ ، وَهَبْ لِي حُسْنَ الظَّنِّ بِكَ ، وَارْزُقْنِي اجْتِنابَ سَخَطِكَ ، وَالتَّسْلِيمَ لِقَضائِكَ ، وَالْمَعْرِفَةَ بِحَقِّكَ ، وَالْعَمَلَ بِطاعَتِكَ ، وَتَفْوِيضَ أُمُورِي كُلِّها الَيْكَ ، وَالاعْتِصامَ بِكَ ، وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْكَ ، وَالثِّقَةَ وَالاسْتِعانَةَ بِكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ ، ما شاءَ اللهُ كانَ وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

اللهُمَّ انِّي اشْهِدُكَ وَاشْهِدُ الْمَلائِكَةَ وَحَمَلَةَ الْعَرْشِ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ ، بِأَنَّكَ انْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَانَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ ، سُبْحانَ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى ، سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى.

اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ ، وَاعْطِهِ الْوَسِيلَةَ وَالرَّفْعَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، اللهُمَّ انْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا انَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ، اللهُمَّ الَيْكَ رُفِعَتِ الايْدِي ،

__________________

(١) واصرفني عن كل ( خ ل ).

(٢) خير مردّا : عاقبة ومنفعة.

٢٢٥

وَأَفْضَتِ الْقُلُوبُ (١) ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ ، وَعَنَتِ (٢) الْوُجُوهُ ، وَخَشَعَتِ الأَصْواتُ ، وَدَعَتِ الالْسُنُ.

اللهُمَّ فَانْتَ الْحَلِيمُ فَلا تَجْهَلُ ، [ وَانْتَ الْجَوادُ فَلا تَبْخَلُ ] (٣) ، وَانْتَ الْعَدْلُ فَلا تَظْلِمُ ، وَانْتَ الْحَكِيمُ فَلا تَجُورُ ، وَانْتَ الْمَنِيعُ فَلا تُرامُ ، وَانْتَ الرَّفِيعُ فَلا تُرى ، وَانْتَ الْعَزِيزُ فَلا تُسْتَذَلُ (٤) ، وَانْتَ الْغَنِيُّ فَلا تَفْتَقِرُ ، وَانْتَ الدَّائِمُ غَيْرُ الْغافِلِ ، احَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ، وَاحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً.

وَانْتَ الْبَدِيعُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَالدَّائِمُ بَعْدُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَانْتَ خالِقُ ما يُرى وَما لا يُرى ، عَلِمْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ ، وَانْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَانْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَانْتَ الْباطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، وَانْتَ الظّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ.

يا مَنْ هُوَ اقْرَبُ الَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (٥) ، يا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى (٦) ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ ، يا اسْمَعَ السّامِعِينَ ، وَيا أَبْصَرَ النّاظِرِينَ وَيا اسْرَعَ الْحاسِبِينَ وَيا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، بِلا إِلهَ إِلاّ انْتَ انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، آمِينَ.

اصْبَحْتُ راضِياً بِفِطْرَةِ الإِسْلامِ (٧) ، وَكَلِمَةِ الإِخْلاصِ ، وَسُنَّةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَمِلَّةِ أَبِينا إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما انَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبّاً ، وَبِالإِسْلامِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ نَبِيّاً.

اللهُمَّ انِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي لا إِلهَ الاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ الَّذِي لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، الَّذِي لا تَأْخُذُهُ

__________________

(١) أفضت القلوب : وصلت أو أبدت أسرارها لديك.

(٢) عنت : خضعت وذلّت.

(٣) من البحار.

(٤) فلا تذل ( خ ل ).

(٥) قال الجوهري : حبل الوريد عرق تزعم العرب انّه من الوريد ، وهما وريدان مكتنفا ضفتي العنق مما يلي مقدمه غليظان.

(٦) بالمنظر الأعلى : أي في المرقب الأعلى يرقب عباده.

(٧) فطرة الإسلام : أي الإسلام الذي فطرتني عليه.

٢٢٦

سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ، الَّذِي مَلأَ السَّماواتِ وَالارْضَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ وَخَشَعَتْ لَهُ الأَصْواتُ ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ ، وَذَلَّتْ لَهُ الْخَلائِقُ ، وَوَجِلَتْ مِنْ خَشْيَتِهِ الْقُلُوبُ ، انْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَدْفَعْ عَنِّي كُلَّ سُوءٍ وَمَكْرُوهٍ ، وَانْ تَصْلَحَ لِي امْرِي كُلَّهُ ، وَلا تَكِلْنِي الى نَفْسِي فِي شَيْءٍ مِنْ أُمُورِي ، وَلا الى احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ، وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلا اكْثَرَ.

وَلا تَنْزَعْ مِنِّي صالِحاً اعْطَيْتَنِيهِ ، وَلا تُعِدْنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ ، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوّاً وَلا حاسِداً ، وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الْمُفْسِدِينَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ اهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ حَتّى تَتَوَفّانِي الى جَنَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ.

اللهُمَّ يا ذَا النَّعْماءِ السّابِغَةِ ، وَيا ذَا الْحُجَجِ الْبالِغَةِ ، وَيا ذَا الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ ، وَيا ذَا الْمَغْفِرَةِ النَّافِعَةِ ، وَيا ذَا الْكَلِمَةِ الْباقِيَةِ ، وَيا ذَا الْحَمْدِ الْفاضِلِ ، وَيا ذَا الْعَطاءِ الْجَزِيلِ ، وَيا ذَا الْفَضْلِ الْجَمِيلِ ، وَيا ذَا الإِحْسانِ الْجَلِيلِ ، يا مَنْ يُدْرِكُ الأَبْصارَ وَلا تُدْرِكُهُ الأَبْصارُ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.

أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ وَالإِيمانَ ، وَالسَّلامَةَ وَالإِسْلامَ ، وَالْيَقِينَ وَالشُّكْرَ ، وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ ، وَالْعافِيَةَ وَالْمُعافاةَ ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ ، وَالثِّقَةَ بِطَوْلِكَ بِرَحْمَتِكَ ، يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ الْخَيْرَ وَالْعِفَّةَ وَحُسْنَ الْخُلْقِ وَالرِّضا بِالْقَضاءِ وَالْقَدَرِ ، سُبْحانَكَ فِي السَّماءِ عَرْشُكَ ، وَسُبْحانَكَ فِي الارْضِ سُلْطانُكَ ، وَسُبْحانَكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ سَبِيلُكَ ، وَسُبْحانَكَ فِي الْجَنَّةِ رَحْمَتُكَ ، وَسُبْحانَكَ فِي النّارِ غَضَبُكَ ، وَسُبْحانَكَ فِي الْجَحِيمِ سَخَطُكَ.

لا إِلهَ إِلاّ انْتَ سُبْحانَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، لَكَ مُلْكُ السَّماواتِ وَالارْضِ ، سُبْحانَكَ انْتَ الرَّبُّ وَالَيْكَ الْمَعادُ ، سُبْحانَكَ يا ذَا الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ سُبْحانَكَ يا ذَا الْعِزَّةِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحانَ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ ، سُبْحانَ رَبِّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ.

٢٢٧

سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى ، سُبْحانَهُ وَتَعالى ، سُبْحانَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ ، سُبْحانَ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ، سُبْحانَ الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ، سُبْحانَ الْكَبِيرِ الْمُتَعالِ ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبارَكَ اسْمُكَ وَتَعالى جَدُّكَ وَلا إِلهَ غَيْرُكَ.

اللهُمَّ لَكَ اسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَلَكَ خَضَعْتُ ، وَالَيْكَ خَشَعْتُ ، فَاغْفِرْ لِي ما قَدَّمْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَما اخَّرْتُ ، وَما اسْرَرْتُ وَما اعْلَنْتُ ، انَّكَ انْتَ اللهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ انْتَ ، اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ وَانْتَ نُورُ السَّماواتِ وَالارْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ ، انْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ ، وَقَوْلُكَ الْحَقُّ ، وَلِقاؤُكَ حَقٌّ ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسّاعَةُ حَقٌّ.

اللهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَالأَرضِينَ السَّبْعِ ، وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ السَّبْعِ الْمَثانِي (١) وَرَبَّ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَرَبَّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ (٢) ، وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اسْأَلُكَ (٣) بِأَسْمائِكَ الَّتِي بِها تَقُومُ السَّماءُ ، وَبِها تَقُومُ الارْضُ ، وَبِها تُرْزَقُ الْبَهائِمُ ، وَبِها تُفْرَقُ الْمُجْتَمَعُ ، وَتُجْمَعُ الْمُتَفَرِّقُ ، وَبِها احْصَيْتَ عَدَدَ الرِّمالِ ، وَوَرَقَ الأَشْجارِ ، وَكَيْلَ الْبِحارِ ، وَقَطْرَ الأَمْطارِ ، وَما اظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَاشْرَقَ [ عَلَيْهِ ] (٤) النَّهارُ ، اسْأَلُكَ بِذلِكَ كُلِّهِ انْ تَرْحَمَنِي مِنَ النّارِ يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ انْتَ الْعَظِيمُ تَمُنُّ بِالْعَظِيمِ ، وَتُعْطِي الْجَزِيلَ وَتَعْفُو عَنِ الْكَثِيرِ ، وَتُضاعِفُ الْقَلِيلَ وَتَفْعَلُ ما تُرِيدُ ، اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ انْ تَمْلَأَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ وَتَلْبِسَ وَجْهِي مِنْ نُورِكَ ، وَانْ تَغْمُرَنِي فِي رَحْمَتِكَ ، وَانْ تُلْقِيَ عَلَيَّ مَحَبَّتَكَ ، وَانْ تَبْلُغَ بِي جَسِيمَ الْخَيْرِ عِنْدَكَ.

وَاسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الاعْظَمِ ، وَاسْأَلُكَ بِكُلِّ حَرْفٍ انْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ،

__________________

(١) السبع المثاني ، أي السورة الفاتحة لأنها سبع آيات.

(٢) في الجار زيادة : وعزرائيل.

(٣) في البحار : اللهم إنّي أسألك.

(٤) من البحار.

٢٢٨

وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ عِيسى وَبِكُلِّ حَرْفٍ سَبَّحَكَ بِهِ مَلِكٌ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، اوْ نَبِيٌّ مِنْ أَنْبِيائِكَ ، اوْ رَسُولٌ مِنْ رُسُلِكَ ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، انْ تُفَرِّجَ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي وَضِيقَ صَدْرِي وَما تَخَيَّرْتَ بِهِ فِي امْرِي.

يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى ، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى ، وَيا مُنْتَهى كُلِّ حاجَةٍ ، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ ، وَيا كاشِفَ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَيا خَلِيلَ إِبْراهِيمَ وَيا نَجِيَ (١) مُوسى وَيا مُصْطَفى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، ادْعُوكَ دُعاءَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ ، وَادْعُوكَ دُعاءَ مَنْ لا يَجِدُ لِكَشْفِ ما هُوَ فِيهِ غَيْرُكَ انْ تَغْفِرَ لِي.

يا اسْمَعَ السّامِعِينَ وَيا ابْصَرَ النّاظِرِينَ وَيا اسْرَعَ الْحاسِبِينَ وَيا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ وَيا اقْرَبَ الْمُحِبِّينَ ، وَيا رَءُوفُ يا رَحِيمُ ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَاعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، يا مَنْ تَلَطَّفَ بِي فِي صَغِيرِ حَوائِجِي وَكَبِيرِها ، انْ وَكَلْتَنِي فِيها الى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ عَجَزْتُ عَنْها ، فَادْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، يا اللهُ ، وَلا تُناقِشْنِي فِي الْحِسابِ.

اللهُمَّ ما كانَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عِنْدِي مِنْ مَظْلَمَةٍ ، فِي عِرْضٍ اوْ مالٍ اوْ غَيْرِهِ ، فَاغْفِرْ لِي ذلِكَ فِيما بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، وَارْضَ عِبادَكَ عَنِّي بِما شِئْتَ مِنْ فَضْلِكَ وَخَزائِنِكَ.

اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَ الْخَيْرِ وَيَسِّرْ لِي امْرَهُ ، اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَ الامْرِ الَّذِي فِيهِ الْفَرَجُ وَالْعافِيَةُ ، اللهُمَّ افْتَحْ لِي بابَهُ وَيَسِّرْ لِي سَبِيلَهُ وَسَهِّلْ لِي مَخْرَجَهُ.

اللهُمَّ أَيُّما احَدٍ مِنْ خَلْقِكَ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَانِّي ادْرَءُ (٢) بِكَ فِي نَحْرِهِ (٣) ،

__________________

(١) النجيّ : المناجي ، والمخاطب للإنسان والمحدّث له.

(٢) درء يدرء : دفع.

(٣) انما خصّ النحور لأنه أسرع وأقوى في الدفع والتمكن من المدفوع ـ قاله في النهاية.

٢٢٩

وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ ، وَسَطْوَتِهِ وَغَضَبِهِ وَبادِرَتِهِ (١) ، فَخُذْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ ، وَعَنْ شِمالِهِ ، وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ، وَامْنَعْهُ مِنْ انْ يُوصَلَ الَيَّ ابَداً سُوءً.

اللهُمَّ اجْعَلْنِي فِي حِصْنِكَ وَجِوارِكَ وَكَنَفِكَ (٢) ، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ سُوءٍ زَحْزَحَ (٣) بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، اوْ باعَدَ بَيْنِي وَبَيْنِكَ ، اوْ صَرَفَ بِهِ عَنِّي وَجْهَكَ الْكَرِيمَ ، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ انْ تَحُولَ خَطِيئَتِي وَجُرْمِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ.

اللهُمَّ وَفِّقْنِي لِكُلِّ شَيْءٍ يُرْضِيكَ عَنِّي ، وَيُقَرِّبُنِي الَيْكَ ، فَارْفَعْ دَرَجَتِي وَعَظِّمْ شَأْنِي وَاحْسِنْ مَثْوايَ وَثَبِّتْنِي بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الاخِرَةِ ، وَوَفِّقْنِي لِكُلِّ مَقامٍ مَحْمُودٍ تُحِبُّ انْ تُدْعا فِيهِ بِأَسْمائِكَ اوْ تُسْأَلَ فِيهِ مِنْ عَطاياكَ ، رَبِّ لا تَكْشِفْ عَنِّي سِتْرَكَ ، وَلا تُبْدِ عَوْرَتِي (٤) لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ.

اللهُمَّ اجْعَلِ الْيَقِينَ فِي قَلْبِي ، وَالنُّورَ فِي بَصَرِي ، وَالصِّحَّةَ فِي بَدَنِي ، وَالنَّصِيحَةَ (٥) فِي صَدْرِي ، وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي ، وَاوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَارْزُقْنِي مِنْ بَرَكاتِكَ (٦) ، وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ ، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي الَيْكَ فِيما (٧) عِنْدَكَ وَتَوَفَّنِي عَلى سُنَّتِكَ (٨) ، وَلا تَكِلْنِي الى غَيْرِكَ ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي (٩) بَعْدَ اذْ هَدَيْتَنِي.

يا صَرِيخَ الْمَكْرُوبِينَ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، فَرِّجْ هَمِّي وَغَمِّي

__________________

(١) البادرة : الحدّة ، بدرت منه بوادر غضب أي خطاء وسقطات عند ما احتدّ.

(٢) الكنف : الجانب.

(٣) زحزحته عن كذا : باعدته.

(٤) تبد عورتي : عيوبي.

(٥) النصيحة : خلوص المحبة لله ولحججه ولسائر المؤمنين.

(٦) البركات : الزيادات من المنافع والإفاضات الدنيوية والأخروية فيما عندك من الألطاف.

(٧) وفيما ( خ ل ).

(٨) سننك ( خ ل ).

(٩) ولا تزغ قلبي : أي لا تمله إلى الباطل.

٢٣٠

وَحُزْنِي ، كَما كَشَفْتَ عَنْ رَسُولِكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْفِنِي كُلَّ هَوْلٍ وَفِتْنَةٍ وَسُقْمٍ حَتّى تُبَلِّغَنِي رَحْمَتَكَ.

اللهُمَّ هذا مَكانُ الْبائِسِ (١) الْفَقِيرِ ، وَالْخائِفِ الْمُسْتَجِيرِ ، وَالْهالِكِ الْفَرْقِ (٢) ، وَالْمُشْفِقِ الْوَجِلِ ، وَمَنْ يَقِرُّ بِخَطِيئَتِهِ وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَيَتُوبُ الى رَبِّهِ ، اللهُمَّ فَقَدْ تَرى مَكانِي وَتَسْمَعُ كَلامِي وَتَعْلَمُ سِرِّي وَاعْلانِي وَلا يَخْفى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ امْرِي.

اسْأَلُكَ بِأَنَّكَ وَلِيُّ التَّقْدِيرِ وَمُمْضِي الْمَقادِيرِ ، سُؤَالَ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ (٣) ، وَاسْتَكانَ (٤) وَاعْتَرَفَ ، وَاسْأَلُكَ انْ تَغْفِرَ لِي ما مَضى فِي عِلْمِكَ وَشَهِدَتْهُ حَفَظَتُكَ وَاحْصَتْهُ مَلائِكَتُكَ ، وَاسْأَلُكَ انْ تَتَجاوَزَ عَنِّي وَتَرْحَمَنِي بِرَحْمَتِكَ يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَتُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى اهْلِ بَيْتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ وَسَلَّمَ.

اللهُمَّ يا نُورَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، وَيا زَيْنَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ، وَيا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، وَيا مُغِيثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَيا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيا مُنْتَهى رَغْبَةِ الْعابِدِينَ ، وَيا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَغْمُومِينَ.

وَيا كاشِفَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِينَ وَيا خَيْرَ الْغافِرِينَ وَيا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ ، وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ وَيا إِلهَ الْعالَمِينَ ، اسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدُ لا إِلهَ إِلاّ انْتَ يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالارْضِ ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ ، اسْأَلُكَ انْ تُعْتِقَنِي مِنَ النّارِ.

اللهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوابَ الْخَيْراتِ وَوَفِّقْنا لِما يَكْسِبُنا الْحَسَناتِ ، وَجَنِّبْنا السَّيِّئاتِ وَادْفَعْ عَنَّا الْمَكْرُوهاتِ ، وَقِنا الْمَخُوفاتِ ، انَّكَ مُنْتَهىَ الرَّغَباتِ ،

__________________

(١) البائس : هو الذي اشتدت حاجته.

(٢) الفرق : الخائف.

(٣) اقترف : اكتسب الذنوب.

(٤) استكان : خضع.

٢٣١

وَمُجِيبَ الدَّعَواتِ وَقاضِي الْحاجاتِ ، وَكاشِفَ الْكُرُباتِ ، وَفارِجَ الْهَمِّ وَكاشِفَ الْغَمِّ ، وَرَحْمانَ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ وَرَحِيمَهُما.

اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي (١) ، وَارْحَمْنِي فِي حَياتِي وَمَماتِي ، رَحْمَةً تُغْنِينِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ.

اللهُمَّ انْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ انْتَ وَانَا عَبْدُكَ ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ دِينِي ، اصْبَحَ وَأَمْسى عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، اسْأَلُكَ التَّوْبَةَ مِنْ سَيِّئاتِ عَمَلِي ، وَاسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبِيَ الَّتِي لا يَغْفِرُها الاّ انْتَ.

اللهُمَّ انْتَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلى ، تَرى وَلا تُرى ، أَعُوذُ بِكَ انْ أَضِلَّ فَأَشْقى ، اوْ أَذِلَّ فَأَخْزى ، وَأَعُوذُ بِكَ انْ آتِيَ ما لا تَرْضى ، اللهُمَّ انِّي اسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الاعْظَمِ ، وَجَدِّكَ الأَعْلى ، وَكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ.

اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءَ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ ، وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجَ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ.

اسْأَلُكَ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى آلِ مُحَمَّدٍ ، وَانْ تَغْفِرَ لِي جَمِيعَ ذُنُوبِي ، وَتَقْضِيَ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي ، صَغِيرَها وَكَبِيرَها ، ما اسْرَرْتُ مِنْها وَما اعْلَنْتُ ، وَتُسَهِّلَ لِي مَحْيايَ ، وَتُيَسِّرَ لِي أُمُورِي ، وَتَكْشِفَ ضُرِّي وَتَكْبِتَ (٢) أَعْدائِي ، وَتَكْفِيَنِي (٣) شَرَّ حُسَّادِي ، وَشَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَتُؤْتِيَنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَتَقِيَنِي بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النّارِ بِرَحْمَتِكَ ، يا ارْحَمَ الرّاحِمِينَ.

__________________

(١) اغفر ذنوبي ( خ ل ).

(٢) الكبت : الصرف والإذلال.

(٣) تكفني ( خ ل ).

٢٣٢

وَيا اسْمَعَ السّامِعِينَ ، وَيا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ آمِينَ رَبَّ الْعالَمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ (١) ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ لِي وَلا حِيلَةَ إِلاّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، وَما شاءَ اللهُ كانَ ، وَحَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (٢).

ومن الدعوات بعد عيد الأضحى دعاء الندبة ، قدّمناه في عيد الفطر.

ومن الدعوات بعد دعائين ذكرناهما في تعقيب ظهر الجمعة أحدهما أوّله : يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمُهُ الْعِبادُ ، والآخر : اللهُمَّ انَّ هذا يَوْمٌ مُبارَكٌ وَالْمُسْلِمُونَ فِيهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطارِ ارْضِكَ (٣).

فصل (٨)

فيما نذكره من فضل الأضحيّة وتأكيدها في السنّة المحمديّة

روينا ذلك بإسنادها إلى محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الأضحيّة واجبة على من وجد ، من صغير أو كبير ، وهي سنّة (٤).

روينا ذلك بإسنادنا إلى العلاء بن الفضيل عن أبي عبد الله عليه‌السلام عن رجل سأله عن الأضحى فقال : هو واجب على كل مسلم الاّ من لم يجد ، فقال له السائل : فما ترى في العيال؟ قال : ان شئت فعلت وان شئت لم تفعل ، فأمّا أنت فلا تدعه (٥).

وروينا عن محمد بن بابويه فيما ذكره عن أمّ سلمة رضي الله عنها ، انّها جاءت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت : يا رسول الله تحضر الأضحى وليس عندي ثمن الأضحيّة فاستقرض وأضحى؟ قال : فاستقرض فإنّه دين مقضيّ (٦).

__________________

(١) الطيبين الطاهرين ( خ ل ).

(٢) عنه البحار ٩١ : ٧٦ ـ ٨٦.

(٣) راجع جمال الأسبوع : ٢٦٢.

(٤) الفقيه ٢ : ٤٨٨.

(٥) الفقيه ٢ : ٤٨٨.

(٦) الفقيه ٢ : ٤٨٩.

٢٣٣

فصل (٩)

فيما نذكره من رواية عن كم تجزئ الأضحيّة وما يقال عند الذبح

روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه فقال : وضحّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بكبشين ذبح واحدا بيده ، وقال : اللهُمَّ هذا عَنِّي وَعَنْ مَنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ اهْلِ بَيْتِي ، وذبح الآخر فقال : اللهُمَّ هذا عَنِّي وَعَنْ مَنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي (١).

قال محمد بن بابويه : وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام يضحّي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كلّ سنة بكبش ، فيذبحه ويقول :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، اللهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ.

ثم يقول عليه‌السلام : هذا عَنْ نَبِيِّكَ ، ثمّ يذبحه ويذبح كبشا آخر عن نفسه (٢).

أقول : وروينا بإسنادنا زيادة في الدّعاء عند الذبح عن محمد بن يعقوب ، بإسناده إلى صفوان ومحمد بن أبي عمير قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إذا اشتريت هديك فاستقبل به القبلة فانحره أو اذبحه وقل :

وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالارْضَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَما انَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ امِرْتُ وَانَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، اللهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ بِسْمِ اللهِ وَاللهُ اكْبَرُ ، اللهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي.

ثم أمرّ السكين ولا تنخعها حتّى تموت (٣).

__________________

(١) الفقيه ٢ : ٤٨٩.

(٢) الفقيه ٢ : ٤٨٩.

(٣) الكافي ٤ : ٤٩٨.

٢٣٤

فصل (١٠)

فيما نذكره من تعيين أيّام وقت الأضاحي

روينا ذلك بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفر الطوسي من تهذيب الأحكام ، بإسناده الى علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليه‌السلام قال :

سألته عن الأضحى كم هو بمنى؟ فقال : أربعة أيّام ، وسألته عن الأضحى في غير منى؟ فقال : ثلاثة أيّام ، قلت : فما تقول في رجل مسافر قدم بعد الأضحى بيومين ، أله ان يضحّي في اليوم الثالث؟ قال : نعم (١).

أقول : وقد روينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب وابن بابويه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن النحر؟ فقال : امّا بمنى فثلاثة أيّام ، وامّا في البلدان فيوم واحد (٢).

أقول : لعلّ هذا يراد به انّ الأفضل في البلدان ان يكون النحر في يوم الأضحى الواحد ، على أعجل الإمكان ، فلا يؤخّر فيؤدّي إلى التّهاون وحوائل الأزمان.

فصل (١١)

فيما نذكره من قسمة لحم الأضحيّة

روينا ذلك بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب بإسناده إلى أبي الصباح الكناني قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن لحوم الأضاحيّ؟ فقال : كان علي بن الحسين وأبو جعفر عليهم‌السلام يتصدّقان بثلث على جيرانهم ، وثلث على السّؤال ، وثلث يمسكانه لأهل البيت (٣).

أقول : ولتكن النيّة فيما يخرجه أو يمسكه عن الأضحيّة ، امتثال أمر الله جلّ جلاله

__________________

(١) التهذيب ٥ : ٢٠٣.

(٢) الكافي ٤ : ٤٨٦ ، الفقيه ٢ : ٤٨٦.

(٣) الكافي ٤ : ٤٩٩.

٢٣٥

واتّباع السنّة المحمدية والعبادة بذلك لله جلّ جلاله ، لأنّه أهل للعبادة.

أقول : وقد تقدّم في عيد الفطر مهمّات يحتاج إليها في عيد الأضحى وزيادات ، فلينظر من ذلك المكان ، لئلاّ يتكرّر ذكرها الآن.

فصل (١٢)

فيما نذكره ممّا يختم به يوم عيد الأضحى

قد ذكرنا في عدّة مواقيت معظّمات ما يختم زمان تلك الأوقات ، فيعمل على ما ذكرنا ، ونذكر هاهنا ما معناه :

انّ كلّ وقت اختصّ الله جلّ جلاله بخدمته به ، وجعله محلاّ لبسط فراش رحمته وإطلاق المواهب لأهل مسألته ، للابتداء لمن لم يسأله من خليقته ، فكلّ من اخرج من ذلك الوقت شيئا في غير العبادة وطلب السّعادة ، فكأنّه قد سرق الوقت من مولاه وهتك الحرمة ، وخرج عن رضاه ونازعه في إرادته وتعرّض بما لا طاقة له به من نقمته ، فأيّ إنسان أو أي جنان يكون عارفا بما لك رقاب العبيد ، ويقدم على المجاهرة والمكابرة في مقدّس حضرته بما لا يريد.

ومتى فعل عبد نحو هذا التبدّر والتشريد (١) في يوم عيد ، فقد صار عيده من أيّام المصيبات ، وكان جديرا ان يجلس في العزاء ، على ما أقدم عليه من كسر حرمة مالك الأحياء والأموات وكسر حرمة رسوله ونوّابه عليهم‌السلام الّذين جاءوا بشرائع الإسلام ، ولأجل ما فاته من المواهب والانعام.

ثم لينظر فيمن كان حاميه وخفيره (٢) ومضيفه في اليوم المشار إليه ، كما كنّا ذكرناه في كتاب جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع ، من انّ لكلّ يوم خفيرا ومضيفا ، إمّا النبي أو بعض الأئمّة صلوات الله عليهم ، فليرجع فيما جرى عليه إليهم ويسألهم استدراك أمره وجبر كسره ، كما يرجع كلّ ضيف فيه إلى مضيفه ، وكلّ متشرف بخفير إلى خفيره ومشرّفه.

__________________

(١) شرّده : طرده ونفره.

(٢) الخفير : الحامي والكفيل.

٢٣٦

الباب الخامس

فيما نذكره ممّا يختصّ بعيد الغدير في ليلته ويومه من صلاة ودعاء ،

وشرف ذلك اليوم وفضل صومه

وفيه فصول :

فصل (١)

فيما نذكره من عمل ليلة الغدير

وجدنا فيها صلاة مذكورة في كتب العبادات ، والصلاة خير موضوع وخير مسموع ، عام في سائر الصلوات.

ذكر صفة هذه الصلاة في ليلة الغدير :

وهي اثنتي عشرة ركعة ، لا يسلّم إلاّ في أخراهنّ ويجلس بين كلّ ركعتين ، ويقرء في كلّ ركعة الحمد و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، وآية الكرسي مرّة ، فإذا أتيت الثانية عشر فاقرء فيها الحمد سبع مرات و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) سبع مرات ، واقنت وقل :

لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وتركع وتسجد وتقول في سجودك عشر مرات :

سُبْحانَ مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عِلْمُهُ ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ الاّ لَهُ ، سُبْحانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ ، سُبْحانَ ذِي الْفَضْلِ وَالطَّوْلِ ، سُبْحانَ ذِي

٢٣٧

الْعِزَّةِ (١) وَالْكَرَمِ.

اسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ ، وَمُنْتَهىَ الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ ، وَبِالاسْمِ الاعْظَمِ وَكَلِماتِكَ التّامَّةِ انْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَاهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَانْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا ، انَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

دعاء ليلة الغدير :

وجدناه في كتب الدعوات فقال ما هذا لفظه : وجد في كتاب الشريف الجليل أبي الحسين (٢) زيد بن جعفر المحمّدي بالكوفة ، اخرج إلى الشّيخ أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، جزءا عتيقا بخطّ الشيخ أبي غالب أحمد بن محمد الزراري فيه أدعية بغير أسانيد ، من جملتها هذا الدّعاء منسوبا إلى ليلة الغدير ، وهو :

اللهُمَّ انَّكَ دَعَوْتَنا الى سَبِيلِ طاعَتِكَ وَطاعَةِ نَبِيِّكَ وَوَصِيهِ وَعِتْرَتِهِ ، دُعاءً لَهُ نُورٌ وَضِياءٌ ، وَبَهْجَةٌ وَاسْتِنارٌ ، فَدَعانا نَبِيُّكَ لِوَصِيِّهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، فَوَفَّقْتَنا لِلإِصابَةِ وَسَدَّدْتَنا لِلإِجابَةِ لِدُعائِهِ ، فَانَلْنا الَيْكَ بِالإِنابَةِ ، وَأَسْلَمْنا لِنَبِيِّكَ قُلُوبَنا ، وَلِوَصِيِّهِ نُفُوسنا ، وَلِما دَعَوْتَنا إِلَيْهِ عُقُولَنا.

فَتَمَّ لَنا نُورَكَ يا هادِيَ الْمُضِلِّينَ ، اخْرِجِ الْبُغْضَ وَالْمُنْكَرَ وَالْغُلُوَّ لِامِينِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، مِنْ قُلُوبِنا وَنُفُوسنا وَأَلْسِنَتِنا ، وَهُمُومِنا ، وَزِدْنا مِنْ مُوالاتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَمَوَدَّتِهِ لَهُ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ زِياداتٌ لَا انْقِطاعَ لَها ، وَمُدَّةٌ لا تَناهِيَ لَها ، وَاجْعَلْنا نُعادِي لِوَلِيِّكَ مَنْ ناصَبَهُ ، وَنُوالِي مَنْ أَحَبَّهُ وَنَأْمُلُ بِذلِكَ طاعَتَكَ ، يا ارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهُمَّ اجْعَلْ عَذابَكَ وَسَخَطَكَ عَلى مَنْ ناصَبَ وَلِيَّكَ وَجَحَدَ إِمامَتَهُ وَانْكَرَ وِلايَتَهُ وَقَدَّمْتَهُ أَيّامَ فِتْنَتِكَ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَزَمانٍ وَأَوانٍ ، انَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

اللهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ حُجَجكَ ، فَاثْبتْ

__________________

(١) العز ( خ ل ).

(٢) أبي الحسن ( خ ل ).

٢٣٨

قَلْبِي عَلى دِينِكَ ، وَمُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ ، مَعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَالاخِرَةِ ، تَجْمَعُها لِي وَلِاهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

فصل (٢)

فيما نذكره من مختصر الوصف ممّا رواه علماء المخالفين عن يوم الغدير من الكشف

اعلم انّ نصّ النبي صلوات الله عليه وآله على مولانا علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم الغدير بالأمة لا يحتاج إلى كشف وبيان لأهل العلم والأمانة والدّراية ، وانّما نذكر تنبيها على بعض من رواه ليقصد من شاء ويقف على معناه.

فمن ذلك ما صنّفه أبو سعد مسعود بن ناصر السجستاني المخالف لأهل البيت في عقيدته ، المتّفق عند أهل المعرفة به على صحّة ما يرويه لأهل البيت وأمانته ، صنّف كتابا سمّاه كتاب الدّراية في حديث الولاية ، وهو سبعة عشر جزء ، روى فيه حديث نصّ النّبيّ عليه أفضل السّلام بتلك المناقب والمراتب على مولانا علي بن أبي طالب عليه‌السلام عن مائة وعشرين نفسا من الصحابة.

ومن ذلك ما رواه محمد بن جرير الطبري صاحب التاريخ الكبير صنّفه وسمّاه كتاب الردّ على الحرقوصيّة (١) ، روي فيه حديث يوم الغدير وما نصّ النّبي على علي عليه‌السلام بالولاية والمقام الكبير ، وروي ذلك من خمس وسبعين طريقا.

ومن ذلك ما رواه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله الحسكاني في كتاب سمّاه كتاب دعاء الهداة إلى أداء حق الموالاة.

ومن ذلك الّذي لم يكن مثله في زمانه أبو العباس أحمد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، الّذي زكّاه وشهد بعلمه الخطيب مصنّف تاريخ بغداد (٢) ، فإنّه صنّف كتابا سمّاه حديث الولاية ، وجدت هذا الكتاب بنسخة قد كتبت في زمان أبي العباس بن عقدة مصنّفه ، تاريخها سنة ثلاثين وثلاثمائة صحيح النقل ، عليه خطّ الطوسي وجماعة من شيوخ

__________________

(١) هم اتباع حرقوص بن زهير المعروف بذي الثدية.

(٢) تاريخ بغداد :

٢٣٩

الإسلام ، لا يخفى صحّة ما تضمّنه على أهل الأفهام ، وقد روي فيه نصّ النبيّ صلوات الله عليه على مولانا علي عليه‌السلام بالولاية من مائة وخمس طرق.

وان عدّدت أسماء المصنّفين من المسلمين في هذا الباب ، طال ذلك على من يقف على هذا الكتاب ، وجميع هذه التصانيف عندنا الآن الاّ كتاب الطبري (١).

فصل (٣)

في بعض تفصيل ما جرت عليه حال يوم الغدير من التعظيم والتبجيل

اعلم أنّ ما نذكر في هذا الفصل ما رواه أيضا مخالفوا الشّيعة المعتمد عليهم في النقل.

فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص ، المسمّى بالنشر والطيّ ، وجعله حجّة ظاهرة باتّفاق العدوّ والوليّ ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن علي لمّا حضره بالرّي ، فقال فيما رواه عن رجالهم :

فصل : وعن أحمد بن محمد بن علي المهلّب ، أخبرنا الشريف أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني ، عن أبيه ، حدّثنا سلمة بن الفضل الأنصاري ، عن أبي

__________________

(١) جدير بنا أن نذكر هنا بعض مصادر أهل السّنة التي يذكر فيها حديث ولاية الكبرى : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٢ : ٢٦ ، الذهبي في ميزان الاعتدال ٢ : ٣٠٣ الطحاوي في مشكل الآثار ٢ : ٣٠٧ ، ابن كثير في البداية والنهاية ٥ : ٢١١ ، ابن حجر في لسان الميزان ٢ : ٣٧٩ ، وفي مطالب العالية ٤ : ٦٥ ، ابن حسنويه في درر بحر المناقب : ٩٢ ، ابن حجر في الإصابة ٢ : ٤١٤ ، الأمر تسري في أرجح المطالب : ٥٨١ ، المتقي الهندي في كنز العمال ١٢ : ٢٥٨ و ١٥ : ١١٥ ، السيوطي في الحبائك في اخبار الملائك : ١٣١ ، الخوارزمي في المناقب : ١١٥ ، العاصمي في زين الفتى ١ : ٤٦ ، العسقلاني في الكاف الشاف : ٩٦ ، الحاكم في المستدرك ٣ : ٣٧١ ، ابن حبان في مسنده ٢ : ١٧٩ ، البزاز في مسنده ١ : ١٠٠ ، أحمد بن حنبل في الفضائل : ٢٩٠ ، الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ : ١٧ ، السيوطي في تاريخ الخلفاء : ١٦٩ ، الكنجي في كفاية الطالب : ٥٦ ، النسائي في الخصائص : ١٠٠ ، البدخشي في مفتاح النجاح : ٥٨ ، الدولابي في الكنى والأسماء ٢ : ٨٨ ، الرازي في نهاية العقول : ١٩٩ ، الحمويني في فرائد السمطين ١ : ٥٩ ، الحضرمي في وسيلة ـ المآل على ما في الغدير ـ ١ : ١٧٦ ، ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : ٩٣ ، الكتاني في نظم المتناثر : ١٢٤ ، الترمذي في المناقب المرتضوية : ١٢٥ ، العيني الحيدرآبادي في المناقب : ٣٧ ، الحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ١٧٣ القلندر هندي في رياض الأزهر : ١٠٠ ، النبهاني في فتح الكبير ٢ : ٢٤٢ ، الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ : ٣٤٣ ، مجد الدين الطبري في رياض النضرة ٢ : ٢٠٣ ، الشوكاني في تفسيره ٢ : ٥٧ ، السيوطي في جامع الصغير : ١٤١ ، السمهودي في ينابيع المودة : ٣٨ ، القرماني في اخبار الدول : ١٠٢ ، ابن صباغ المالكي في فصول المهمة : ٢٣.

٢٤٠