مُؤْمِناً أَكْرَمَهُ ، وَإِنْ لَقِيَ جَاهِلاً هَجَرَهُ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَكَيْفَ أَصْنَعُ (١) بِهؤُلَاءِ الْمُتَشَيِّعَةِ؟
قَالَ (٢) : « فِيهِمُ التَّمْيِيزُ (٣) ، وَفِيهِمُ التَّبْدِيلُ ، وَفِيهِمُ التَّمْحِيصُ (٤) ، تَأْتِي (٥) عَلَيْهِمْ سِنُونَ (٦) تُفْنِيهِمْ ، وَطَاعُونٌ يَقْتُلُهُمْ ، وَاخْتِلَافٌ يُبَدِّدُهُمْ ؛ شِيعَتُنَا مَنْ لَايَهِرُّ (٧) هَرِيرَ الْكَلْبِ ، وَلَا يَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ ، وَلَا يَسْأَلُ عَدُوَّنَا وَإِنْ مَاتَ جُوعاً ».
قُلْتُ (٨) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيْنَ أَطْلُبُ هؤُلَاءِ؟
قَالَ : « فِي أَطْرَافِ الْأَرْضِ ، أُولئِكَ الْخَفِيضُ (٩) عَيْشُهُمْ ، الْمُنْتَقِلَةُ (١٠) دِيَارُهُمْ ؛ إِنْ شَهِدُوا لَمْ يُعْرَفُوا ، وَإِنْ غَابُوا لَمْ يُفْتَقَدُوا ، وَ (١١) مِنَ الْمَوْتِ لَايَجْزَعُونَ ، وَفِي الْقُبُورِ يَتَزَاوَرُونَ ، وَ (١٢) إِنْ لَجَأَ إِلَيْهِمْ ذُو حَاجَةٍ مِنْهُمْ رَحِمُوهُ ، لَنْ تَخْتَلِفَ (١٣) قُلُوبُهُمْ وَإِنِ اخْتَلَفَ (١٤) بِهِمُ الدَّارُ (١٥) ».
__________________
إذا أبغضه. النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ ( قلا ).
(١) في « ب » : « يصنع ».
(٢) في « ز ، ص ، ف » وحاشية « بر » : « فقال ».
(٣) في حاشية « ض » : « التميز ».
(٤) في « ف » : « فيهم التمحيص وفيهم التبديل ».
(٥) في « ص » والوافي : « يأتي ».
(٦) السِنون : جمع السَّنَة ، وهي الجَدْب والقَحْط. راجع : المصباح المنير ، ص ٢٩٢ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٠١ ( سنو ).
(٧) هرّ الكلبُ إليه يَهِرُّ هَريراً : هو صوتُه دون نُباحه من قلّة صبره على البرد. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٨٧ ( هرر ). وفي مرآة العقول : « أي لا يجزع عند المصائب أو لا يصول على الناس بغير سبب كالكلب ».
(٨) في « ز ، ف » : « فقلت ».
(٩) خَفُضَ عَيشُه : سهل ووَطُؤ ، يخفُض خفضاً ، وهو في خفضٍ من العيش ، ومخفوض وخفيض. أساسالبلاغة ، ص ١١٦ ( خفض ).
(١٠) في « ف » : « المتنقّلة ».
(١١) في « ز » : ـ / « و ».
(١٢) في « هـ » : ـ / « و ».
(١٣) في « ج ، ض ، هـ ، بر » : « لن يختلف ». وفي « ص » : « لن يخلف ». وفي « ف » : « لن يتخلّف ».
(١٤) في « ج ، د ، ض ، هـ ، بف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « وإن اختلفت ».
(١٥) في « ب ، هـ ، بر » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « الديار ».