لَا يَدْخُلُ فِي مِرَاءٍ (١) ، وَلَا يُشَارِكُ فِي دَعْوًى ، وَلَا يُدْلِي بِحُجَّةٍ حَتّى يَرى (٢) قَاضِياً ، وَ (٣) كَانَ لَايَغْفُلُ عَنْ إِخْوَانِهِ ، وَلَايَخُصُّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ دُونَهُمْ ، كَانَ ضَعِيفاً مُسْتَضْعَفاً ، فَإِذَا (٤) جَاءَ الْجِدُّ (٥) كَانَ لَيْثاً عَادِياً (٦) ، كَانَ لَايَلُومُ أَحَداً فِيمَا يَقَعُ الْعُذْرُ فِي مِثْلِهِ حَتّى يَرَى اعْتِذَاراً (٧) ، كَانَ (٨) يَفْعَلُ مَا يَقُولُ ، وَيَفْعَلُ مَا لَايَقُولُ ، كَانَ (٩) إِذَا ابْتَزَّهُ (١٠) أَمْرَانِ لَايَدْرِي أَيُّهُمَا أَفْضَلُ ، نَظَرَ إِلى أَقْرَبِهِمَا إِلَى الْهَوى فَخَالَفَهُ ، كَانَ (١١) لَايَشْكُو وَجَعاً إِلاَّ عِنْدَ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ الْبُرْءَ ، وَلَا يَسْتَشِيرُ إِلاَّ مَنْ يَرْجُو عِنْدَهُ النَّصِيحَةَ ، كَانَ لَايَتَبَرَّمُ وَلَا يَتَسَخَّطُ وَلَا يَتَشَكّى وَلَا يَتَشَهّى وَلَا يَنْتَقِمُ ، وَلَا يَغْفُلُ عَنِ الْعَدُوِّ ؛ فَعَلَيْكُمْ بِمِثْلِ هذِهِ الْأَخْلَاقِ الْكَرِيمَةِ
__________________
(١) ماريته اماريه مماراةً ومِراءً : جادلته. المصباح المنير ، ص ٥٧٠ ( مرى ).
(٢) في : « هـ » : « يعطى ». وقرأه بعض الأفاضل : يُرِي ، على بناء الإفعال ، على ما نقل عنه المجلسي في مرآة العقول ، ثمّ قال : « وفسّر القاضي بالبرهان القاطع الفاصل بين الحقّ والباطل ، أيكان لا يتعرّض للدعوى إلاّ أن يظهر حجّة قاطعة ».
(٣) في « هـ » : ـ / « و ».
(٤) في مرآة العقول : « وإذا ».
(٥) الجِدُّ في الأمر : الاجتهاد. وهو مصدر ، يقال منه : جدّ يجدّ. والاسم : الجِدّ. وجدّ في كلامه جِدّاً : ضدّ هزل. والاسم منه : الجِدّ أيضاً. المصباح المنير ، ص ٩٢ ( جدد ). والمراد به هنا المحاربة والمجاهدة. شرح المازندراني ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ؛ مرآة العقول ، ج ٩ ، ص ٢٦٣.
(٦) في « ض ، ف » : « غادياً » بالغين المعجمة ، أيباكراً. وفي شرح المازندراني : « وقرئ : غادياً ، بالغين المعجمة أيضاً ». والسَّبُع العادي ، أيالظالم الذي يفترس الناس. النهاية ، ج ٣ ، ص ١٩٣ ( عدا ). وفي شرح المازندراني : « يعني إن كان وقت المجاهدة مع أعداء الدين فهو بمنزلة الأسد في الهيبة والقوّة والصولة ».
(٧) في شرح المازندراني : « أي كان من عادته الحسنة أن لايسرع بملامة أحد إذا قصّر في حقّه ؛ لإمكان أن يكون له عذر. وليس المقصود اللوم بعد الاعتذار ».
(٨) في مرآة العقول : « وكان ».
(٩) في « ج » : « وكان ».
(١٠) في مرآة العقول : « أي استلبه وغلبه وأخذه قهراً ؛ كناية عن شدّة ميله إليهما وحصول الدواعي في كلّ منهما. ولا يبعد أن يكون في الأصل : انبراه ، بالنون والباء الموحّدة على الحذف والإيصال ، أياعتراض له ». و « البَزّ » : الغلبة ، كالابتزاز. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٩٥ ( بزز ).
(١١) في البحار : « وكان ».