وَ (١) أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ لِي (٢) : « يَا جَابِرُ ، أَيَكْتَفِي (٣) مَنْ يَنْتَحِلُ (٤) التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ؟ فَوَ اللهِ مَا شِيعَتُنَا إِلاَّ مَنِ اتَّقَى اللهَ وَأَطَاعَهُ ، وَمَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلاَّ بِالتَّوَاضُعِ ، وَالتَّخَشُّعِ ، وَالْأَمَانَةِ (٥) ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ ، وَالصَّوْمِ (٦) ، وَالصَّلَاةِ ، وَالْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ (٧) ، وَالتَّعَاهُدِ (٨) لِلْجِيرَانِ (٩) مِنَ الْفُقَرَاءِ وَأَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَالْغَارِمِينَ وَالْأَيْتَامِ ، وَصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ ، وَكَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ (١٠) النَّاسِ إِلاَّ مِنْ خَيْرٍ ، وَكَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ ».
قَالَ جَابِرٌ : فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهذِهِ الصِّفَةِ.
فَقَالَ : « يَا جَابِرُ ، لَاتَذْهَبَنَّ (١١) بِكَ (١٢) الْمَذَاهِبُ ، حَسْبُ (١٣) الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ (١٤) :
__________________
(١) في السند تحويل بعطف « أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه » على « محمّد بن سالم » ـ عطف طبقتين على طبقةواحدة ـ فإنّ أحمد بن النضر ، هو الخزّاز ، له كتاب رواه عنه محمّد بن خالد البرقي ومحمّد بن سالم ، كما وردت روايتهما عنه في عددٍ من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٨٠ ، الرقم ١٠١ ؛ معجم رجال الحديث ، ج ٢ ، ص ٧١٠ ـ ٧١٢.
(٢) في « هـ » : + / « أبو جعفر عليهالسلام ».
(٣) في « ف » والوافي : « أيكفي ».
(٤) في « بر ، بف » والوافي : « انتحل ». وفي صفات الشيعة : « اتّخذ ». وانتحال الشيء : ادّعاؤه. لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٥٠ ( نحل ).
(٥) في الأمالي للصدوق : ـ / « والأمانة ».
(٦) في « ف » : ـ / « والصوم ».
(٧) في الأمالي للصدوق : ـ / « والبرّ بالوالدين ».
(٨) في « ج ، د ، ز ، ف ، بر » ومرآة العقول والبحار والأمالي للصدوق وصفات الشيعة : « والتعهّد ».
(٩) في حاشية « ج ، ض » : « بالجيران ».
(١٠) في « ص » : « من ».
(١١) في « هـ » والأمالي للصدوق : « لا يذهبنّ ».
(١٢) في « هـ » : « بكم ».
(١٣) في الأمالي للصدوق : « أحسب ».
(١٤) « حسب الرجل أن يقول » : التركيب مثل : حسبك درهم ، أي كافيك. وهو خبر لفظاً واستفهام معنى ، أو حرف الاستفهام مقدّر ، أي لا يكفيه ذلك ولا ينجيه من العقوبة بدون أن يكون فعّالاً. راجع : شرح المازندراني ، ج ٨ ، ص ٢٢٨ ؛ مرآة العقول ، ج ٨ ، ص ٥١.