فاما قضية الصلح فقد كان قد بحثها الباحثون ، واهتم بها العلماء والمؤرخون ، وكشفوا عن جانب كبير من ظروفها وملابساتها ؛ ومن هنا فقد انصبّ اهتمامى آنئذ على بحث قضية ولاية العهد ، والتي كان البحث فيها شاقا وصعبا للغاية ، لاسباب لا يجهلها من له أدنى اطلاع على واقع الكتب التاريخية ، ومؤلفيها ، وظروف تأليفها ..
ولعل ذلك المقال نفسه أيضا ، قد كان هو الحافز لسماحة العلامة البارع ، السيد محمد جواد فضل الله رحمهالله ، ليكتب كتابه الشّيق ، الذي أسماه : « حياة الامام الرضا (ع) » ، وعقد فيه فصلا للحديث عن ولاية العهد أيضا ؛ فشكر الله سعيه ، وتغمده برحمته ، وجزاه خير جزاء المحسنين ..
وأودّ أن أشير هنا ، إلى أنه .. إما لسوء حظي ، أو لحسن حظّ القارئ!! لم تتهيأ لي الفرصة لاعادة النظر في الكتاب من جديد ، بشكل يسمح لي بالتعديل والتطوير فيه ؛ ولذا فقد اكتفيت باصلاح كثير من الأخطاء المطبعية ، مع زيادات طفيفة ، لا تكاد تذكر.
وبعد هذا .. فإنني أود أن انبه : على أن كلمة « التشيع » الواردة في هذا الكتاب لا يراد بها المعنى الخاص إلا نادرا .. كما أن المقصود من كلمة : « علوي » و « علويين » هو كل من يتصل نسبه بأمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابنائه الطيبين الطاهرين ..
وفي الختام .. فانني أعود فأكرر رجائي الأكيد من كل القراء الكرام أن يكتبوا الي بملاحظاتهم ، ووجهات نظرهم ، وأنا لهم من الشاكرين.
والحمد لله ، وله المنة ، وبه الحول ، وعليه التكلان.
٢٢ / ١ / ١٤٠٠ ه. ق.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي