واما ما كان منها بدافع غير ديني ، بل من أجل الحكم ، والسلطان ، فنذكر منها على سبيل المثال : ثورة آل المهلب سنة ١٠٢ ه. وثورة مطرف بن المغيرة ..
وفي زمن مروان بن محمد الجعدي ، المعروف بمروان الحمار ، كان الوضع في السوء والتدهور قد بلغ الغاية ، وأوفى على النهاية ؛ حيث بلغ من انشغال مروان بالثورات والفتن ، التي كانت قد شملت اكثر الاقطار : أنه لم يستطع أن يصغي إلى شكوى عامله في خراسان نصر بن سيار ، الذي كان بدوره يواجه الثورات والفتن ، ومن جملتها دعوة بني العباس ، التي كانت تزداد قوة يوما بعد يوم ، بقيادة أبي مسلم الخراساني ..
كل ذلك يكشف عن مدى تبرم الناس بحكم بني أمية ، وبسلطانهم ، الذي كان قائما على أساس من الظلم والجور ، والابتزاز ، والتحكم بمقدرات الأمة ، وامكاناتها .. ويتضح لنا ذلك جليا إذا لاحظنا :
أن ما كان يتقاضاه الولاة لا يمكن أن يخطر على قلب بشر ؛ ويكفي مثالا على ذلك أن نشير إلى أن خالدا القسري ، كان يتقاضى راتبا سنويا قدره (٢٠) مليون درهم ، بينما ما كان يختلسه كان يتجاوز