__________________
بالقول : تصريحا ، وتلويحا ، وكناية ، ونصا ، ووصفا ، وغير ذلك .. وبالفعل أيضا ، حيث أمره على المدينة ، وعلى كل غزوة لا يكون هو (ص) فيها ، ولم يؤمر عليه أحدا ، وغير ذلك ..
هذا هو رأي الشيعة ، وهذا هو رأي أئمتهم في هذا الأمر ، وكلماتهم طافحة ومشحونة بما يدل على ذلك. ولا يبقى معه مجال لأي لبس أو توهم ؛ فراجع كلام الامام علي في شرح النهج للمعتزلي ج ٦ ص ١٢ ، وغيره مما قد يتعسر استقصاؤه ..
ومما ذكرنا نستطيع أن نعرف أن ما ورد عن الامام علي عليهالسلام ، أو عن غيره من الأئمة الطاهرين ، من قولهم : أنهم هم الذين عندهم ميراث رسول الله (ص) ؛ فانما يقصدون به الميراث الخاص ، الذي يختص الله به من يشاء من عباده ، أعني : ميراث العلم ؛ على حد قوله تعالى : « ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا .. » وقد اعترف أبو بكر نفسه لفاطمة الزهراء بأن الأنبياء يورثون العلم لأشخاص معينين من بعدهم. وعلى كل فلقد أنكر علي عليهالسلام مبدأ استحقاق الخلافة بالقرابة والصحابة أشد الإنكار ، فقد جاء في نهج البلاغة قوله عليهالسلام : « وا عجبا!! أتكون الخلافة بالصحابة والقرابة؟!! ». هكذا في نهج البلاغة ، شرح محمد عبده ، ولكن الظاهر هو أنها محرفة ، وأن الصحيح هو ما في نسخة ابن ابي الحديد ، وهي هكذا : « وا عجبا!! أن تكون الخلافة بالصحابة ، ولا تكون بالصحابة والقرابة!! ».
وأما ما يظهر منه أنهم يستدلون لاستحقاقهم الخلافة بالقربى من رسول الله (ص) ، فانما اقتضاه الحجاج مع الخصوم ؛ فهو من باب : « الزموهم بما الزموا به أنفسهم ». ويدل على هذا المعنى ويوضحه ما قاله الإمام علي عليهالسلام لأبي بكر ، عند ما جيء به ليبايع ؛ فكان مما قاله : « .. واحتججتم عليهم ( أي على الأنصار ) بالقرابة من النبي (ص) .. وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار ، نحن أولى الخ » .. راجع : الامامة والسياسة ج ١ ص ١٨.
ويشير أيضا عليهالسلام ـ إلى هذا المعنى في بعض خطبه الموجودة في نهج البلاغة فمن أراد فليراجعه .. كما ويشير إليه أيضا ما نسب إليه عليهالسلام من الشعر ( على ما في نهج البلاغة ) وهو قوله :
فان كنت بالشورى ملكت امورهم |
|
فكيف بهذا والمشيرون غيب |
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم |
|
فغيرك أولى بالنبي وأقرب |
ولكن أحمد أمين المصري في كتابه : ضحى الاسلام ج ٣ ص ٢٦١ ، وص ٣٠٠ ، وص ٢٢٢ ، وص ٢٣٥. وكذلك سعد محمد حسن في كتابه : المهدية في الاسلام ص ٥