ونستميح سماحة الأخ العذر ، إذا أشرنا الى ما يلي ..
١ ـ أما بالنسبة إلى النقطة الأولى ، وهي تشيع زبيدة ، فاننا نقول : إننا لربما نجدهم في كتب التاريخ يقولون عن مثل المغيرة بن شعبة ، والاشعث بن قيس وامثالهما ممن بايع عليا عليهالسلام في خلافته ، وكذلك كل من ناصر قضايا أهل البيت سياسيا ، وبذل نفسه في سبيلها : إنه من شيعة علي عليهالسلام وأهل البيت .. من دون نظر إلى سلوكه ، وميوله ، وعقائده ، ومذهبه .. وهذا الاطلاق كان في الصدر الأول طبعا .. والمقصود منه : أنه من أتباع علي وأهل البيت وانصارهم ..
وإذا تجاوز ناتلك المرحلة .. فاننا لا بد وأن نؤكد على الفرق بين كلمتي « شيعي » ، و « تشيع » .. فان « الشيعي » في اصطلاحهم هو من كان من الامامية ، أو الزيدية ، أو الكيسانية ، أو غيرهم من فرق الشيعة.
وكلمة : « يتشيع » ، أو « فيه تشيع » يقصد منها في كتب المتقدمين من أهل السنة ـ كما يرى العلامة المحقق السيد مهدي الروحاني ـ كل من كان يحب عليا عليهالسلام ، وأهل بيته الطاهرين ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .. ونشأت هذه الكلمة على شكل تهمة وطعن ؛ بتاثير من الاجهزة الحاكمة ، كمعاوية والمروانيين بعده ، ثم كل الحكام المعادين لأهل البيت عليهمالسلام ؛ فكانت المحبة لأهل البيت ـ مجرد المحبة ـ تعدّ عند الناس أتباع السلطة الحاكمة جريمة كبرى ، وعظيمة لا تغفر .. قال الكميت رحمهالله ..
بأي كتاب أم
بأية سنة |
|
ترى حبهم عارا
علي وتحسب |
وطائفة قد
كفرتني بحبكم |
|
وطائفة قالوا
مسيء ومذنب |
يعيبونني من
خبّهم وضلالهم |
|
على حبكم ، بل
يسخرون وأعجب |
فمحبة آل الرسول كانت في دولة بني أمية تعدّ تشيعا ، استبشاعا لها ، وتقبيحا لأمرها ، ثم زالت بشاعتها في عصر بني العباس لأمور تاريخية ذات طابع خاص ، حتى كان يطلق على كل من كان من غير الشيعة كلمة « التشيع » ..