هذا .. وبعد موت معاوية بن عبد الله ، قام ابنه عبد الله يدعي الوصاية من أبيه ، من أبي هاشم .. وكان له في ذلك شيعة ، يقولون بامامته سرا حتى قتل ..
وأما محمد بن علي فقد كان بمنتهى الحنكة والدهاء ، وقد تعرف ـ كما قلنا ـ من أبي هاشم على الدعاة ، واستطاع بما لديه من قوة الشخصية ، وحسن الدهاء أن يسيطر عليهم ، ويستقل بهم (١) ، ويبعدهم عن معاوية بن عبد الله ، وعن ولده ، ويبعدهما عنهم ..
واستمر محمد بن علي يعمل بمنتهى الحذر والسرية .. وكان عليه أن :
١ ـ يحذر العلويين ، الذين كانوا أقوى منه حجة ، وأبعد صيتا. بل عليه أن يستغل نفوذهم ـ إن استطاع ـ لصالحه ، وصالح دعوته .. ولقد فعل ذلك هو وولده كما سيتضح ..
٢ ـ وكان عليه أيضا أن يتحاشى مختلف الفئات السياسية ، التي لن يكون تعامله معها في صالحه ، وفي صالح دعوته ..
٣ ـ والأهم من ذلك أن يصرف أنظار الحكام الأمويين عنه ، وعن نشاطاته ، ويضللهم ، ويعمي عليهم السبل ..
ولذا فقد اختار خراسان ، فأرسل دعاته إليها ، وأوصاهم بوصيته
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ج ٧ ص ١٥٠.