ولو فك قيد الدابة فشردت ، أو عن المجنون فأبق ، أو فتح قفصا عن طائر فطار في الحال أو بعد مكث ، أو أزال وكاء الظرف فسال ما فيه ولا يحبسه إلا الوكاء ، أو فتح رأسه فتقاطرت قطرات وابتل أسفله وسقط ، أو قبض بالبيع الفاسد أو السوم على اشكال ، أو استوفى منفعة الإجارة الفاسدة ، أو ألقى صبيا في مسبعة أو حيوانا يضعف عن الفرار فقتله السبع ضمن.
______________________________________________________
أي : أو ذاب بالشمس فسقط ، ولا يخفى أن ضعف المباشر ثابت ، فإن الريح والشمس لا يحال على ما يترتب عليهما من التلف ، فيجب الرجوع على السبب فهو هنا بمنزلة المباشر.
ووجه الثاني : إن فتح الزق لا يعد سببا فإنه لا يقصد به توقع الهبوب ، فلا يترتب على فاعله ضمان.
ومثله إذابة الشمس ، ولا يخفى ضعف ذلك ، لأنه إذا فتح رأس الزق كان وجود المسقط له كثير الحصول ، من ريح فإن وجودها كثير ، وحيوان لا يعقل ، ووجود الشمس على الدوام موجب لتوقع الإذابة. ومعلوم أنه في هذين الموضعين لا يعد غاصبا لما في الظرف ، لعدم الاستيلاء والنقل له.
واعلم ان عبارة المصنف لا تخلو من شيء ، فإنه لا يقصد بالسبب إلا حصول العلة له أصلا ، فكيف يستقيم قوله : ( ومن أنه لا يقصد بفتح الزق تحصيل الهبوب ) فلو قال بدله : ومن أنه لا يقصد بفتح الزق توقع الهبوب لكان أولى.
قوله : ( ولو فك قيد الدابة فشردت ، أو عن المجنون فأبق ، أو فتح قفصا عن طائر فطار في الحال أو بعد مكث ، أو أزال وكاء الظرف فسال ما فيه ولا يحسبه إلا الوكاء ، أو فتح رأسه فتقاطر وابتل أسفله وسقط ، أو قبض بالبيع الفاسد أو السوم على اشكال ، أو استوفى منفعة الإجارة الفاسدة ، أو ألقى صبيا في مسبعة أو حيوانا يضعف عن الفرار فقتله السبع