لقد أطال نجواه مع ابن عمه! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : ما انتجيته ولكنّ الله انتجاه ... » (١).
وقال الحافظ محمد بن يوسف الكنجي ـ بعد رواية حديث الطير ـ : « وفيه دلالة واضحة على أنّ عليّا أحبّ الخلق إلى الله ، وأدّل الدلالة على ذلك إجابة دعاء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فما دعا به. وقد وعد الله تعالى من دعاه بالإجابة حيث قال : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فأمر بالدعاء ووعد بالإجابة ، وهو عزّ وجلّ لا يخلف الميعاد ، وما كان الله ليخلف وعده رسله. ولا يردّ دعاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأحبّ الخلق إليه. ومن أقرب الوسائل إلى الله محبّته ومحبّة من يحبّه لحبّه. كما أنشدني بعض أهل العلم في معناه :
بالخمسة الغرّ
من قريش |
|
وسادس القوم
جبرئيل |
بحبّهم ربّ فاعف
عنّي |
|
بحسن ظنّي بك
الجميل |
العدد الموسوم بالستّة في هذا البيت أصحاب العباء الذين قال الله تعالى في حقهم : ( لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وهم : محمّد رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وسادس القوم جبرئيل » (٢).
وقال محبّ الدين الطبري في فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام :
« ذكر أنّه أحبّ الخلق إلى الله تعالى بعد رسول الله صلّى الله عليه
__________________
(١) مطالب السؤول ١ / ٤٢ ـ ٤٣.
(٢) كفاية الطالب : ١٥١.