ببشارة ، وهي إخباره بما كان من دعاء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في تلك الواقعة.
فلو كانت « الأحبيّة » خاصّة بالأكل معه لم يجعلها بشارة ، لأنّ الأحبيّة على تقدير تقييدها بمحض الأكل الذي هو أمر حقير يسير ، ممّا لا يصلح للاعتناء حتّى يهنّأ به وصيّ البشير النذير ...
وروى الحافظ أبو نعيم عن سعد بن أبي وقاص قوله : « قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في علي بن أبي طالب ثلاث خصال : لأعطينّ الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله. وحديث الطير. وحديث غدير خم » (١).
إنّ ( حديث الغدير ) و ( حديث الرّاية ) من أقوى الأدلّة الصريحة في خلافة الأمير عليهالسلام ، فمقتضى السّياق ـ بغض النظر عن الوجوه الأخرى ـ أن يكون حديث الطير كذلك ... وكيف يرضى العاقل البصير أن يكون مدلول حديث الطير الواقع في هذا السياق مجرّد الأحبيّة في الأكل لتضاعف لذّة الطعام؟
وفي حديث الشورى ـ الذي رواه : ابن عقدة ، والحاكم ، وابن مردويه ، وابن المغازلي ، والخطيب الخوارزمي ، والكنجي ـ إنّ الإمام عليهالسلام احتجّ على القوم ـ فيما احتجّ به على أفضليته منهم وأحقيّته بالإمامة ـ بحديث الطير ـ.
فحديث الطير كسائر أحاديث فضائله عليهالسلام ممّا يحتجّ به على
__________________
(١) حلية الأولياء ـ ترجمة ابن أبي ليلى ٤ / ٣٥٦.