وروى ابن المغازلي حديث الطير بإسناده عن أنس بن مالك وفيه : « اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر ... فجاء علي ... » وقد تقدّم الحديث بتمامه في موضعه من قسم السّند ، لكنّنا نذكر هنا متنه مرة أخرى :
« ... عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائر مشوي ـ أهدته له امرأة من الأنصار ـ فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوضعت ذلك بين يديه. فقال : اللهم أدخل عليّ أحبّ خلقك إليّ من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قال أنس : فقلت في نفسي : اللهم اجعله رجلا من الأنصار من قومي. فجاء علي ، فطرق الباب فرددته وقلت : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متشاغل ـ ولم يعلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذلك ـ فقال : اللهم أدخل علىّ أحبّ الخلق من الأوّلين والآخرين يأكل معي من هذا الطائر. قلت : اللهم رجلا من قومي الأنصار. فجاء علي فرددته. فلمّا جاء الثّالثة قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : قم يا أنس فافتح الباب لعلي. فقمت ففتحت الباب فأكل معه ، فكانت الدعوة له » (١).
وهل بعد هذه الجملة من مجال لتأويل لفظ « الأحبّ » وتقييده؟ لقد ثبت من هذا الحديث ـ أيضا ـ أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام أحبّ الخلق إلى النبيّ ـ وإلى الله بالملازمة ـ من جميع الخلق من الأوّلين والآخرين ... أي حتى الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين.
__________________
(١) مناقب علي بن أبي طالب : ١٦٨.