فعلم أنّ هذا الخبر يعادل الآية من الكتاب في القطعيّة ، لأنّ هؤلاء الذين ذكرت أسماؤهم يفيد خبر الواحد منهم لليقين فكيف بهذا الجمع الكثير ، ولا سيّما وأنّ عليا المرتضى معصوم لدى الشيّعة ، ورواية المعصوم يوازي القرآن في إفادة اليقين عندهم » (١).
أقول : وعلى ضوء هذا الكلام يجب القطع بصدور حديث الطّير ، بل إنّه أولى بذلك ، لوروده من حديث سعد بن أبي وقاص ـ وهو أحد الذين ذكر أنّ رواية أحدهم بوحده تفيد اليقين ـ بالإضافة إلى اعترافه هو وعثمان وعبد الرحمن ابن عوف والزبير ـ بل وطلحة ـ بصحّة هذا الحديث الشريف.
فيجب الاعتقاد بصدور هذا الحديث وافادته القطع كالاعتقاد بالآية الشريفة من القرآن العظيم في ذلك ...
ثم إنّ كلّ ما دلّ على إفادة حديث أبي الدرداء وأبي هريرة والعباس وأمثالهم اليقين ، وكون حديثهم كالآية الشريفة من القرآن في قطعيّة الصدور ، يدلّ بنفسه أو بالاولوية إفادة رواية سائر رواة حديث الطير من الصحابة لليقين كذلك.
ثم إنّ من رواة حديث الطير هو مولانا أمير المؤمنين عليهالسلام ، وقد صرّح ( الدهلوي ) بكون حديثه كالقرآن في إفادة القطع واليقين.
وأما عصمته عليهالسلام فقد أثبتها ( الدهلوي ) نفسه في كتابه ( التحفة ) وتفسيره ( فتح العزيز ) وكذا والده في ( التفهيمات الالهية ) وغيرهم من علماء أهل السنة كما في ( تشييد المطاعن ) ، فلا وجه لما ذكره ( الدهلوي ) بالنسبة إليها هنا
__________________
(١) التحفة الاثنا عشرية : ٢٧٤.