ومعلوم أنّ الصحيح عندهم هو المعمول به
، وليس مثل هذا الصحيح عند المتأخّرين في أنّه قد لا يعمل به ، لإعراض الأصحاب عنه
أو لخلل آخر ، فالمراد أنّ المقبول عندهم ما تركن إليه النفس وتثق به.
هذا ما حضرني من كلمات الأصحاب الظاهرة
في دعوى الاتفاق على العمل بخبر الواحد الغير العلميّ في الجملة ، المؤيّدة لما
ادّعاه الشيخ والعلّامة.
وإذا ضممت إلى ذلك كلّه ذهاب معظم
الأصحاب ، بل كلّهم ، عدا السيّد وأتباعه ، من زمان الصدوق إلى زماننا هذا ، إلى
حجّيّة الخبر غير العلمي ، حتى أنّ الصدوق تابع في التصحيح والردّ لشيخه ابن
الوليد ، وأنّ ما صحّحه فهو صحيح وأنّ ما ردّه فهو مردود ، كما صرّح به في صلاة
الغدير ، في الخبر الذي رواه في العيون
عن كتاب الرحمة.
ثمّ ضممت إلى ذلك ظهور عبارة أهل الرجال
في تراجم كثير من الرواة في كون العمل بالخبر غير العلميّ مسلّما عندهم ، مثل
قولهم : فلان لا يعتمد على ما ينفرد به ، وفلان مسكون في روايته ، وفلان صحيح
الحديث ؛ والطّعن في بعض بأنّه يعتمد الضعفاء والمراسيل ، إلى غير ذلك ؛ وضممت إلى
ذلك ما يظهر من بعض أسئلة الروايات السابقة ، من أنّ العمل بالخبر غير العلميّ كان
مفروغا عنه عند الرواة ، تعلم علما يقينا صدق ما ادّعاه الشيخ من إجماع الطائفة.
____________________________________
ثمّ ذكر فيما يوجب ركون النفس إليه
امورا لا تفيد إلّا الظن ، فكل ما تركن إليه النفس وتثق به يكون حجّة وهو المطلوب
؛ لأن المقصود إثبات حجّية أخبار الآحاد على نحو الإيجاب الجزئي في مقابل السلب
الكلي.
(وإذا ضممت إلى ذلك) ما ذكر من
الإجماعات المنقولة ، وما يؤيّدها من ذهاب معظم الأصحاب من زمن الصدوق رحمهالله
إلى زماننا ، إلى حجّية الخبر غير العلمي (ثمّ ضممت إلى ذلك ظهور عبارة أهل الرجال
في تراجم كثير من الرواة في كون العمل بالخبر الغير العلمي مسلّما عندهم) مثل
قولهم : فلان ثقة أو عادل ، وفلان ليس بثقة ، أو كسؤالهم عن الإمام عليهالسلام:
أيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه معالم ديني؟ فإنّ المستفاد من الجميع هو حجّيّة
خبر
__________________