قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

علل الشرائع والأحكام والأسباب [ ج ٢ ]

علل الشرائع والأحكام والأسباب [ ج ٢ ]

390/428
*

[ ٨٥٤ / ٢ ] أخبرنا عليّ بن حبشي بن قوني رحمه‌الله فيما كتب إلَيَّ ، قال : حدّثنا حميد بن زياد ، قال : حدّثنا القاسم بن إسماعيل ، قال : حدّثنا محمّد ابن سلمة ، عن يحيى بن أبي العلاء الرازي : إنّ رجلاً دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام ، فقال : جُعلت فداك ، أخبرني عن قول الله تعالى : ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) (١) ، وأخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس : ( فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ *‏ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (٢) ، وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه ؟

قال : فالتفت أبو عبدالله عليه‌السلام إليه ، وقال : «ما سألني عن مسألتك أحد قطّ قبلك ، إنّ الله عزوجل لمّا قال للملائكة : ( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) (٣) ضجّت الملائكة من ذلك وقالوا : يا ربّ ، إن كنت لابُدّ جاعلاً في أرضك خليفة فاجعله منّا مَنْ يعمل في خلقك بطاعتك ، فردّ عليهم : ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (٤) ، فظنّت الملائكة أنّ ذلك سخط من الله عزوجل عليهم ، فلاذوا بالعرش يطوفون به ، فأمر الله عزوجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد ، يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم».

قال : «ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الأُولى والثانية.

وأمّا ( ن ) فكان نهراً في الجنّة أشدّ بياضاً من الثلج ، وأحلى من العسل ، قال الله عزوجل له : كن مداداً ، فكان مداداً ، ثمّ أخذ شجرة فغرسها

__________________

(١) سورة القلم ٦٨ : ١.

(٢) سورة الحجر ١٥ : ٣٧ و٣٨.

(٣و٤) سورة البقرة ٢ : ٣٠.