الصومعة الذي هو بين السماء والأرض ، فتقديم الحسن عليهالسلام العبّاد على العبّاد ، والزهّاد على الزهّاد ، ومصابيح البلاد على مصابيح البلاد لايتعجّب منه ، بل يتعجّب لو قدّم في الذكر مقصّراً على مخبت (١) ومقتصداً على مجتهد.
فإن قال : ما تأويل اختيار مال دار أبجرد على سائر الأموال لمّا اشترط أن يجعله لأولاد من قتل مع أبيه صلوات الله عليهم يوم الجمل وبصفّين ؟
قيل : لدار أبجرد خطب (٢) في شأن الحسن عليهالسلام بخلاف جميع فارس.
وقلنا : إنّ المال مالان : الفيء الذي ادّعوا أنّه موقوف على المصالح الداعية إلى قوام الملّة وعمارتها من تجييش الجيوش للدفع عن البيضة ولأرزاق الأسارى ، ومال الصدقة الذي خصّ به أهل السهام ، وقد جرى في فتوح الأرضين بفارس والأهواز وغيرهما من البلدان ممّا فتح منها صلحاًوما فتح منها عنوةً وما أسلم أهلها عليها هنات (٣) وهنات (٤) وأسباب وأسباب بإيجاب الشرائط الدالّة لها ، وقد كتب ابن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن زيد بن الخطّاب ، وهو عامله على العراق : أيّدك الله ، هاش (٥) في السواد مايركبون فيه البراذين ، ويتختّمون بالذهب ، ويلبسون
__________________
(١) ورد في حاشية «ج ، ل» : أخبت : خشع وتواضع. القاموس المحيط ١ : ١٩٧ / خبت.
(٢) ورد في حاشية «ج ، ل» : الخطب : الأمر الشديد.
(٣) ورد في حاشية «ج ، ل» : أي تدريجاً.
(٤) ورد في حاشية «ج ، ل» : فيه : ستكون هنات وهنات ، أي : شرور وفساد ، وفيه : وفي البيت هنات من قرط ، أي قطع متفرّقة. «مجمع - البحار» ، مجمع البحرين ١ : ٤٨٠ / هنا ، بحار الأنوار ٤٤ : ١٨ ، تهاوشوا عليه : اجتمعوا عليه ، وهاوشهم : خالطهم. الهيش : الإفساد والتحريك ، مجمع البحرين ٤ : ١٥٩ / هوش وهيش ، القاموس ٢ : ٤٥١ / هوش.الهيج : الحلب الرُّوَيْدُ والجمع. مجمع البحرين ٢ : ٣٣٧ / هيج.
(٥) ورد في حاشية «ج ، ل» : هوّش تهويشاً : خلط ، وتهوّشوا : اختلطوا.