رأسي فقعدت قبل القيام لاُثنّي النظر في العلوّ ، فمن أجل ذلك صارت سجدتين وركعة ، ومن أجل ذلك صار القعود قبل القيام قعدةً خفيفة. ثمّ قمت ، فقال : يا محمّد ، اقرأ ( الحمد ) ، فقرأتها مثل ما قرأتها أوّلاً ، ثمّ قال لي : اقرأ ( إِنَّا انزَلْنَاهُ ) فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة ، ثمّ ركعت فقلت في الركوع والسجود مثل ما قلت أوّلاً وذهبت أن أقوم فقال : يا محمّد ، اذكر ما أنعمت عليك وسمِّ باسمي ، فألهمني الله أن قلت : بسم الله وبالله[ و ] لاإله إلاّ الله والأسماء الحسنى كلّها لله ، فقال لي : يامحمّد ، صلِّ عليك وعلى أهل بيتك ، فقلت : صلّى الله علَيَّ وعلى أهل بيتي ، وقد فعل.
ثمّ التفتُّ فإذا أنا بصفوف من الملائكة والنبيّين والمرسلين ، فقال لي : يامحمّد ، سلِّم ، فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال : يامحمّد ، إنّي أنا السلام (١) والتحيّة والرحمة والبركات أنت وذرّيّتك.
ثمّ أمرني ربّي العزيز الجبّار أن لا ألتفت يساراً ، وأوّل سورة سمعتها بعد ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ( إِنَّا انزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، فمن أجل ذلك
__________________
(١) في حاشية «ج ، ل» : أي : اسمي السلام ، فإذا قيل : السلام عليكم ، يكون معناه : إنّ الله ، أي : رحمته وسلامه عليكم ، و«على» ليس للضرر ، والتحيّة يمكن أن يكون عطفاً على السلام تفسيراً له ، ويكون المعنى أنّ التحيّة التي هي السلام أنا ، وحياتكم بسببي ، وهو الأظهر .
ويمكن أن يكون ابتداءً ، وعلى الأوّل «والرحمة» ابتداءً ، ويكون المراد أنت رحمة للعالمين وذرّيّتك فاطمة والأئمّة المعصومين تغليباً بالنسبة إلى أميرالمؤمنين ، أو لأنّه نفس الرسول بنصّ الكتاب ، بركات على العالمين على اللفّ والنشر ، وهو أظهر.
ويمكن أن يكون كلّ واحد منهم رحمة وبركة ، والظاهر أنّه لاخصوصيّة لهذا المعنى بالسلام الواقع في الصلاة. (م ت ق رحمهالله ).