الأمر الثامن
في الصحيح والأعمّ
تمهيد :
قد عرفت في البحث السابق أنّ مثل لفظ «الصلاة» و «الصوم» و «الحج» و «البيع» و «الإجارة» ... قد أصبحت اليوم حقائق في المعاني المعروفة عند أهل الشرع ، وإن كان قد اختلف في أنّ صيرورتها حقائق في هذه المعاني بوضع الشرع أو لا.
على أيّة حال بعد ما عرفت أنّها حقائق في المعاني الشرعية ، وقع الخلاف في أنّها حقائق في خصوص المعاني الشرعية الصحيحة ، أو هي حقائق في تلك المعاني أعمّ من الصحيحة والفاسدة.
وبعبارة واضحة : لفظ «الصلاة» حقيقة في الصلاة الصحيحة فقط بحيث لو استعمل في غير الصحيحة كان ذلك استعمالا في غير ما وضع له ، أو هو موضوع لمفهوم الصلاة مع غضّ النظر عن كونها صحيحة أو فاسدة ، فعليه يكون استعمال لفظ «الصلاة» في الفاسدة مثل استعماله في الصحيحة حقيقة.