الألفاظ التي يعبّر بها عنها.
مدفوع بأنّ وجود لفظ الصلاة في الإنجيل الرائج لا تدلّ على وجوده في أصله المعلوم أنّه لم يكن بلسان العربيّة بالقطع واليقين ، هذا مضافا إلى أنّ لفظ (الصلاة) الموجودة في الإنجيل والتوراة لم يكن بتلك الكيفية الموجودة في شرعنا المقدّس بهذا المعنى المركّب من الأجزاء والشرائط الموجودة فيها مع ما لها من الموانع والقواطع بهذه الكيفية المستحدثة لا محالة ، بل إنّما كانت بمعنى الدعاء. فالصلاة بهذه الكيفية والأجزاء والشرائط والموانع مستحدثة لا محالة بلا شكّ وريب في البين بالقطع واليقين.
وربما قيل (١) : إنّ الألفاظ المذكورة الموجودة في الكتاب موضوعة بإزاء تلك المعاني قبل حدوث الشريعة الإسلامية من قبل النبيّ الأكرم من عند الله تعالى ، فالعرب قبلها كانوا قد تعهّدوا لهذه المعاني في استعمالاتهم والتزموا بذكر هذه الألفاظ عند إرادة تفهيمها ، ولأجل ذلك كانوا ينتقلون إلى تلك المعاني بهذه الألفاظ الواردة في الكتاب الكريم من لدن نزول القرآن بهذه الآيات المباركات مثل قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ)(٢) ، وقوله تعالى : (وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا)(٣) ، إلى غير ذلك. والحال أنّهم لا يتردّدون في فهم هذه المعاني من هذه الألفاظ ، ومن الواضح المعلوم أنّ هذا الذي ذكرناه في المقام يكون كاشفا قطعيا عن كون هذه الألفاظ موضوعة بعنوان الحقيقة لهذه المعاني قبل زمن نزول القرآن قبل زمن النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) انظر هداية المسترشدين : ٩٨.
(٢) البقرة : ١٨٣.
(٣) مريم : ٣١.