الرجل متّصف بأصل الشجاعة كمن يخبر عن شجاعة شخص من الرجال بجملة (رأيت رجلا شجاعا في المعركة) إذ من الواضح في غاية الوضوح أنّ جملة (رأيت أسدا يرمي) ليست في مقام بيان أصل تلبّس الرجل بالشجاعة ليكون من حيث المعاني والبيان والبلاغة في مقام التفهيم والتفهّم بمثابة الجملة الاولى من حيث الترادف ، بل المقصود منها عبارة عن المبالغة التامّة عند التخاطب ، فكأنّه أراد أن يخبر بأنّ هذا الرامي يكون من مصاديق الأسد من حيث الشجاعة ، بل هو في المصاف يغلب على الاسود فضلا على الأسد فكيف بالأقران والأمثال.
فعلى ضوء هذا البيان والتقرير ظهر أنّ لفظ الأسد إنّما استعمل في معناه الحقيقي وطبّق على المعنى المجازي التحوّلي من باب الادّعاء بأنّه مصداق من مصاديق الأسد كقوله عليهالسلام : لا صلاة لجار المسجد إلّا في المسجد ، إذ الإمام عليهالسلام إنّما استعمل كلمة «لا» لنفي الجنس في مفهومه الحقيقي الذي هو عبارة عن عدم تحقّق صلاة لجار المسجد إذا صلّى في غير المسجد مع تمكّنه من الصلاة فيه.
فيريد عليهالسلام أن يبيّن في تطبيق «لا» نفي الجنس على الصلاة في غير المسجد المبالغة بمعنى أن يفهم المصلّي بأنّ تركه إتيان الصلاة بعنوان جاره فيه وإتيانه بها في المنزل دون المسجد أضاع مقدارا زائدا من الثواب بحيث يكون الثواب الذي يترتّب على الصلاة المأتيّ بها في غير المسجد بمنزلة لا شيء ، نظير القطرة في قبال البحر في مقام التفهيم والتفهّم من باب المبالغة في المرجوحية والانحطاط بحدّ بلغت مرتبة لا صلاة من حيث عدم كونها من مصاديق الصلاة في المسجد.
وإلى ما ذكرناه في المقام يرجع ما أفاده المحقّق صاحب الكفاية في بيان هذا