كما أنّه ينقدح ـ ببركة هذا المعنى الذي ذكرناه لتفسير الوضع بمعناه الحقيقي ـ أنّه يصحّ أيضا تقسيمه إلى التعييني والتعيّني ، وذلك من جهة أنّ التعهّد الوضعي المذكور إن كان بالوضع والاستعمال في الابتداء في وقت واحد فيسمّى الوضع بالوضع التعييني ، وإن كان ناشئا من تكرّر الاستعمالات الكثيرة فهو يسمّى بالوضع التعيّني.
وفي الختام لا ينبغي الريب عند ذلك في صحّة تعريف الوضع في مقام التعبير بأنّه : عبارة عن تخصيص شيء بشيء وتعيينه له في قباله وإزائه كما هو الواضح الصحيح.
وقد أتممت الكلام في إتمام أقوال الأصحاب في بيان كيفية حقيقة الوضع وبيان المختار منها في ذلك المجال ، وما توفيقي إلّا بالله القادر المتعال وهو الأعلم بالحال.