عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أدخل فيه ، فدخلت خزاعة في عقد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودخلت بنو بكر في عقد قريش ، وكان بين القبيلتين شر قديم. ثم وقعت فيما بعد بين بني بكر وخزاعة مقاتلة ، ورفدت قريش بني بكر بالسلاح ، وقاتل معهم من قريش من قاتل بالليل مستخفيا. وكان ممن أعان بني بكر على خزاعة بنفسه ، عكرمة بن أبي جهل ، وسهيل بن عمرو. فركب عمرو بن سالم الخزاعي ، حتى قدم على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المدينة ، وكان ذلك مما هاج فتح مكة ، فوقف عليه وهو في المسجد ، بين ظهراني القوم ، فقال :
لا هم إني ناشد محمدا |
|
حلف أبينا ، وأبيه ، الأتلدا (١) |
إن قريشا أخلفوك الموعدا |
|
ونقضوا ميثاقك المؤكدا |
وقتلونا ركعا وسجدا |
فقال رسول الله : حسبك يا عمرو. ثم قام فدخل دار ميمونة ، وقال : اسكبي لي ماء. فجعل يغتسل ، وهو يقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب ، وهم رهط عمرو بن سالم. ثم خرج بديل بن ورقاء الخزاعي ، في نفر من خزاعة ، حتى قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبروه بما أصيب منهم ، ومظاهرة قريش بني بكر عليهم. ثم انصرفوا راجعين إلى مكة ، وقد كان صلىاللهعليهوآلهوسلم قال للناس : كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدد العقد ويزيد في المدة ، وسيلقى بديل بن ورقاء. فلقوا أبا سفيان بعسفان ، وقد بعثته قريش إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ليشدد العقد. فلما لقي أبو سفيان بديلا قال : من أين أقبلت يا بديل؟ قال : سرت في هذا الساحل ، وفي بطن هذا الوادي. قال : ما أتيت محمدا؟ قال : لا.
فلما راح بديل إلى مكة ، قال أبو سفيان : لئن كان جاء من المدينة ، لقد علف بها النوى. فعمد إلى مبرك ناقته ، وأخذ من بعرها ففته ، فرأى فيه
__________________
(١) الناشد : الطالب ، والمذكر. والأتلد : القديم.