وقال أبو عبد الله عليهالسلام : «نزلت هذه الآية في فلان ، وفلان ، وأبي عبيدة بن الجراح ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسالم مولى أبي حذيفة ، والمغيرة بن شعبة ، حيث كتبوا الكتاب بينهم ، وتعاهدوا وتوافقوا : لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوّة أبدا ، فأنزل الله عزوجل فيهم هذه الآية» (١).
وقال أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليهالسلام : «إن الله تبارك وتعالى كان لم يزل بلا زمان ولا مكان ، وهو الآن كما كان ، لا يخلو منه مكان ، ولا يشغل به مكان ولا [يحل في مكان ، ما] يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، ولا خمسة إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ، ليس بينه وبين خلقه حجاب غير خلقه ، احتجب بغير حجاب محجوب ، واستتر بغير ستر مستور ، لا إله إلّا هو الكبير المتعال» (٢).
وفي الحديث المعروف (الإهليلجة) نقرأ عن الإمام الصادق عليهالسلام : إن الله تعالى سمي السميع بسبب أنه لا يتناجى ثلاثة أشخاص إلا هو رابعهم. ثم يضيف يسمع دبيب النمل على الصفا وخفقان الطير في الهواء ، لا يخفى عليه خافية ، ولا شيء مما تدركه الأسماع والأبصار ، وما لا تدركه الأسماع والأبصار ، ما جلّ من ذلك وما صغّر وما كبّر» (٣).
٣ ـ أقول : أن الحديث في نهاية الآية يتجاوز النجوى ، حيث أن الله مع الإنسان في كل مكان ويطّلع على أعمال البشر في يوم القيامة ... وتنتهي الآية بالإحاطة العلمية لله سبحانه ، كما ابتدأت بالإحاطة العلمية بالنسبة لكل شيء.
__________________
(١) الكافي : ج ٨ ، ص ١٧٩ ، ح ٢٠٢.
(٢) التوحيد : ص ١٧٨ ، ح ١٢.
(٣) نور الثقلين : ج ٥ ، ص ٢٥٨ ، ح ٢١.